أبو الوليد
22-06-2008, 02:57 PM
http://www.alraidiah.org/up/up/19626102320071128.gif
تقنية البلوتوث بين الضرورة وإساءة الاستخدام
البلوتوث تقنية حديثة في عالم الهواتف النقالة، تحكي ثورة الاتصالات المعاصرة، وما يميز هذه التقنية أنها تمكن من نقل مقاطع الفيديو والصور ضمن مسافة محددة دون معرفة المصدر المرسل لهذه الصور.. وهذه التقنية كغيرها من التقنيات لها سلبيات وإيجابيات، ومنافع ومضار، ومما يؤسف له أن فئام من الناس بات يخفي نفسه الدنيئة ويستخدم هذه التقنية في تحقيق مآرب سيئة تتجاوز خصوصيات الآخرين، في مجاهرة بالمعصية عن طريق بثها، وانهمك الشباب في تتبع المقاطع والصور بشكل ينذر بخطر..
إنها حلقات من التتابع تنذر بخطر داهم يتطلب معه تلمس الدواء قبل استفحال الداء على جميع المستويات رجال ونساء، أبناء وبنات، شباب وفتيات؛ لنلمس نقطة علّها توقظ مراقبة الله في الذات وخوفه في السر والعلانية.. فإلى التحقيق..
أضـــــــــــــرار عقديــــــــــــــة
في البداية تحدث لنا فضيلة الشيخ بسام بن سليمان اليوسف رئيس مركز البحوث والدراسات المساعد بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مجال بيان أضرار استعمال البولوتوث حيث يقول: غالب استخدام هذه التقنية الذي نراه حالياً في الشر ومعصية الله عز وجل للأسف الشديد، ولذلك ما زال المجتمع يعاني من أضرارهما، وتتنوع أضرارهما من عقدية إلى أخلاقية إلى تجاوز الخصوصيات، ومن أهم أضرارهما العقدية، والأخلاقية وغيرهما من الأضرار يمكن أن نخلص التالي:
أضرار البلوتوث العقدية: وذلك من خلال بعض الرسائل التي تحتوي على طُرف ونكات، لكنها لا تخلو غالباً من الاستهزاء بالدين وأهل الخير والصلاح، وقد قال الله سبحانه وتعالى:
(وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ)..
وأيضاً باستحلال ما فيه من الصور والمقاطع ونشرها وسرقتها وغير ذلك، ولا شك أن أعراض المسلمين محرمة عليهم، كما قال النبي صلى الله عيه وسلم:
(إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا) رواه البخاري ومسلم،
وإذا كان المسلم مطالباً بستر عورة أخيه المسلم، كما ورد في الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة) فما بالنا بمن يقوم بخلاف ذلك.
المجاهـــــــــــــرة بالمعصيــــــــــــة
من جانبه يوضح إمام جامع الجهيمي بالرياض الشيخ عبدالرحمن بن محمد العامري أن ما يحدث عبر هذه التقنية من استخدامات سيئة وأعمال عابثة أنها من المجاهرة بالمعصية حيث يقول فضيلته: من أعظم البلاء ومن أعظم المصائب المجاهرة بالمعاصي وهو مرض نفى العافية عمن وقع فيه، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:
(كل أمتي معافى إلا المجاهرين)، ومعناه أن كل واحد من الأمة يعفى عن ذنبه ولا يؤاخذ به إلا الفاسق المعلن بالمعصية..) والمجاهر بالمعصية قد وقع في مصيبة بل أعظم من المصيبة من عدة وجوه: الأول: أنه هتك ستر الله عليه. الثاني: أنه جعل الله أهون الناظرين إليه.
الثالث: أنه يعلم أنها حرام ويعملها على حد قول القائل:
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة
وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
قال الشاعر الأندلسي:
وإذا خلوت بريبة في ظلمــــــة **** والنفس داعية إلى الطغيانـــــي
فاستحي من نظر الإله وقل لها **** إن الذي خلق الظلام يرانــــــــي
أضـــــــــــــــرار أخلاقيــــــــــــــــــة
ثم تطرق الشيخ بسام إلى أضرار البلوتوث الأخلاقية فقال:
ما زال هؤلاء الشباب الذين أغواهم الشيطان، يتصيدون عورات المسلمين، عبر كاميرات الجوال أو عن طريق البلوتوث، فالمقاطع المخزية، والأفلام الإباحية، وصور نساء المسلمين من حيث يعلمن أو لا يعلمن، تنشر بين عشية وضحاها، فتهتز البيوت، وتعظم المصيبة،
.. .. ..
(إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ)،
إن هذه الصفة البغيضة من صفات المنافقين،
قال شيخ الإسلام رحمه الله: وأما ما يكون من الفعل بالجوارح فكل عمل يتضمن محبة أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا داخلٌ في هذا.. بل يكون عذابه أشد، فإن الله قد توعد بالعذاب على مجرد محبة أن تشيع الفاحشة! فكيف بالذي يعمل على ذلك؟
فإذا كان الذي يحب فقط أن تشيع له عذاب أليم في الدنيا وفي الآخرة، وليس فقط في الآخرة، فكيف إذا اقترن بالمحبة أقوال وأفعال لإشاعة الفاحشة في الذين آمنوا؟!!
حشر الله امرأة لوط من قومها في العذاب لأنها رضيت بفعلهم.. وكما أفسدت هذه التقنيات بيوتات المسلمين، فكم فرقت بين زوجين متحابين متوافقين.. كم وكم.
ولذلك زادت دعوات المظلومين والمظلومات لرب السماوات والبريات، فليتق الله الجميع، وليخشوا من عقوبات الله سبحانه وتعالى إذا لم نأخذ على أيدي أهل السفه والفسق.
تجــــــاوز الخصوصيـــــــــــات
وتطرق الشيخ اليوسف إلى أضرار البلوتوث في تجاوز الخصوصيات فقال: لقد حفظ ديننا الحنيف للمسلم خصوصياته، وأغدق عليه ستره، وظلله بظلال الصيانة، فلم يخالف أحد من علماء المسلمين في تحريم الاطلاع على عورات الغير سواء بالنظر المباشر، أو من ثقب الباب، أو الشباك، أو من وراء الزجاج، وعدُّوا ذلك من الكبائر، حتى أنهم منعوا فتح النوافذ التي يطلع منها على عورات الغير، لأنها تعتبر وسيلة إلى المحرم، وما كان وسيلة إلى المحرم فهو حرام.. وشرع الاستئذان لدخول البيوت، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا) والأستئناس هو الاستئذان، وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم (كان يستأذن ثلاثاً) رواه أحمد، ولذلك ورد في الحديث بجواز فقأ عين من اطلع على أخيه المسلم من ستر بابه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لو أن امرأ اطلع عليك بغير إذن فخذفته بحصاة ففقأت عينه لم يكن عليك جناح) رواه البخاري ومسلم.
وأردف اليوسف بقوله أما اليوم فنشكو الحال إلى الله عز وجل، فأصبحت تلك الأجهزة تستخدم في هتك أستار المسلمين، والاطلاع على خصوصياتهم بل أخصها وأدقها، .. .. .. ..
وتكمن الخطورة في غزو هذه الهواتف النقالة التي تحمل تلك الميزات والتقنيات أسواق المسلمين، حتى ذكر بعض الخبراء أن هذه الأجهزة ستطغى على الأسواق، على مستوى العالم، وهذا نذير خطير وشر، (فويل للعرب من شر قد اقترب).
الشبــــــــــــــاب والبلوتـــــــــــــوث
وقد تعرضنا لجانب من المشكلة التي تتمثل في إساءة استخدام تقنية يفترض بها الفائدة يجدر بنا السؤال ما حال الشباب وفلذات الأكباد مع البلوتوث؟
الشيخ عصام بن عبدالله الشايع المرشد بالإدارة العامة للتوعية والتوجيه بالرئاسة يقول: وممن خاض في تلك التقنية واستخدمها استخداماً سيئاً وجعلها وسيلة لتحقيق أهدافه السيئة فئة من الشباب والفتيات المعاكسين، زاعمين أنها طريقة آمنة ومختصرة، كثيرا من القضايا التي تضبط في ربط العلاقة المحرمة تكون باتصال على رقم لا يعرف من صاحبه يكون قد حصل عليه عن طريق هذه التقنية. كما أن هذه التقنية لها أثر خطير على الأحداث، حيث إن داعي الفضول لديهم أقوى، فوجود مثل هذه التقنية بمتناول أيديهم يهيئ لهم أسباب الانحراف، .. .. .. إلخ
دور الهيئـــــــــــــة
وعن دور الهيئة في التعامل مع البلوتوث يقول الشيح أحمد بن عبدالله البرقان وكيل رئيس هيئة النسيم: إن هذه التقنية نستطيع أن نقول إن مستخدميها في ازدياد، حيث يعيش العالم الآن كالقرية الصغيرة لسرعة تناقل المعلومة وانتشارها وسرعة الاتصال وذلك عبر هذه الوسائل من التقنية، وبالنظر لهذه التقنية فقد استفادت منها أجهزة كثيرة (هاتف- كاميرات- كمبيوترات- طابعات) إلى غير ذلك من تلك الأجهزة،.. .. ..
ولمواجهة هذا الاستخدام السيئ قامت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بوضع بعض التدابير لمواجهة هذا الخطر الداهم وهي كالتالي:
1- النصح والتوجيه وهو في الدرجة الأولى ويحتل المجال الأكبر فالتذكير بالترغيب والترهيب له مكانة في ديننا الحنيف.
2- مراقبة محلات الاتصالات وأجهزة الكمبيوتر فيها وبخاصة في الأسواق وتكثيف الجولات عليها وتزويدهم بمقاطع دعوية لإنزالها في أجهزة مرتاديهم.
3- قيام المركز بتزويد أجهزة الحاسب الآلي لديهم بوصلات خاصة وانتقاء بعض المقاطع بعناية لنقلها إلى أجهزة من يقبض عليه ويضبط معه بعض المقاطع بين التحذير من مشكلات اجتماعية وصور معبرة وبعض الآيات بتلاوة بعض المشايخ بأصوات مؤثرة وهكذا.
4- توزيع النشرات في التحذير من سوء استخدام البلوتوث وضرورة تفعيله فيما يعود بالنفع للشخص والمجتمع.
الداء لا بد له من دواء
ويبين الشيخ بسام اليوسف:
أنه ينبغي على المسلمين بكافة طبقاتهم وأحوالهم (حكومات، وشعوب، علماء، وإعلاميين، أساتذة وطلاب، عقلاء وأولياء) أن يواجهوا هذه الأخطار المحدقة من إساءة استخدام البلوتوث والبال توك والإنترنت والكاميرات وغيرها، ويشارك الجميع في حسن استخدام هذه الوسائل في طاعة الله ومرضاته، وخدمة ديننا الحنيف، دعوة وتربية وتوجيها، وأن نبين عواقب سوء استخدامها الدنيوية والأخروية.. وإذا لم نقم جميعاً بهذا الواجب، فإن الله عز وجل يغار، وغيرته أن تنتهك محارمه، وإذا أخذ أهل الصلاح على يد السفيه والظالم نجا الجميع، وإلا هلك الجميع،
ولذلك قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: (أنهلك وفينا الصالحون)
قال: (نعم! إذا كثر الخبث).
:101:~~ وفقكم الباري ~~:101:
http://www.alraidiah.org/up/up/19626104920071128.gif
:101: .. .. ومضـــــــــــــــــــــة .. .. :101:
:102: { انّ في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد} :102:
اذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه ، وألف سمعك ؛
احضر حضور من يخاطبه به من تكلّم به سبحانه منه اليه ؛
فإنّه خطاب منه لك ، على لسان رسوله - عليه الصلاة والسلام -
تقنية البلوتوث بين الضرورة وإساءة الاستخدام
البلوتوث تقنية حديثة في عالم الهواتف النقالة، تحكي ثورة الاتصالات المعاصرة، وما يميز هذه التقنية أنها تمكن من نقل مقاطع الفيديو والصور ضمن مسافة محددة دون معرفة المصدر المرسل لهذه الصور.. وهذه التقنية كغيرها من التقنيات لها سلبيات وإيجابيات، ومنافع ومضار، ومما يؤسف له أن فئام من الناس بات يخفي نفسه الدنيئة ويستخدم هذه التقنية في تحقيق مآرب سيئة تتجاوز خصوصيات الآخرين، في مجاهرة بالمعصية عن طريق بثها، وانهمك الشباب في تتبع المقاطع والصور بشكل ينذر بخطر..
إنها حلقات من التتابع تنذر بخطر داهم يتطلب معه تلمس الدواء قبل استفحال الداء على جميع المستويات رجال ونساء، أبناء وبنات، شباب وفتيات؛ لنلمس نقطة علّها توقظ مراقبة الله في الذات وخوفه في السر والعلانية.. فإلى التحقيق..
أضـــــــــــــرار عقديــــــــــــــة
في البداية تحدث لنا فضيلة الشيخ بسام بن سليمان اليوسف رئيس مركز البحوث والدراسات المساعد بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مجال بيان أضرار استعمال البولوتوث حيث يقول: غالب استخدام هذه التقنية الذي نراه حالياً في الشر ومعصية الله عز وجل للأسف الشديد، ولذلك ما زال المجتمع يعاني من أضرارهما، وتتنوع أضرارهما من عقدية إلى أخلاقية إلى تجاوز الخصوصيات، ومن أهم أضرارهما العقدية، والأخلاقية وغيرهما من الأضرار يمكن أن نخلص التالي:
أضرار البلوتوث العقدية: وذلك من خلال بعض الرسائل التي تحتوي على طُرف ونكات، لكنها لا تخلو غالباً من الاستهزاء بالدين وأهل الخير والصلاح، وقد قال الله سبحانه وتعالى:
(وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ)..
وأيضاً باستحلال ما فيه من الصور والمقاطع ونشرها وسرقتها وغير ذلك، ولا شك أن أعراض المسلمين محرمة عليهم، كما قال النبي صلى الله عيه وسلم:
(إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا) رواه البخاري ومسلم،
وإذا كان المسلم مطالباً بستر عورة أخيه المسلم، كما ورد في الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة) فما بالنا بمن يقوم بخلاف ذلك.
المجاهـــــــــــــرة بالمعصيــــــــــــة
من جانبه يوضح إمام جامع الجهيمي بالرياض الشيخ عبدالرحمن بن محمد العامري أن ما يحدث عبر هذه التقنية من استخدامات سيئة وأعمال عابثة أنها من المجاهرة بالمعصية حيث يقول فضيلته: من أعظم البلاء ومن أعظم المصائب المجاهرة بالمعاصي وهو مرض نفى العافية عمن وقع فيه، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:
(كل أمتي معافى إلا المجاهرين)، ومعناه أن كل واحد من الأمة يعفى عن ذنبه ولا يؤاخذ به إلا الفاسق المعلن بالمعصية..) والمجاهر بالمعصية قد وقع في مصيبة بل أعظم من المصيبة من عدة وجوه: الأول: أنه هتك ستر الله عليه. الثاني: أنه جعل الله أهون الناظرين إليه.
الثالث: أنه يعلم أنها حرام ويعملها على حد قول القائل:
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة
وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
قال الشاعر الأندلسي:
وإذا خلوت بريبة في ظلمــــــة **** والنفس داعية إلى الطغيانـــــي
فاستحي من نظر الإله وقل لها **** إن الذي خلق الظلام يرانــــــــي
أضـــــــــــــــرار أخلاقيــــــــــــــــــة
ثم تطرق الشيخ بسام إلى أضرار البلوتوث الأخلاقية فقال:
ما زال هؤلاء الشباب الذين أغواهم الشيطان، يتصيدون عورات المسلمين، عبر كاميرات الجوال أو عن طريق البلوتوث، فالمقاطع المخزية، والأفلام الإباحية، وصور نساء المسلمين من حيث يعلمن أو لا يعلمن، تنشر بين عشية وضحاها، فتهتز البيوت، وتعظم المصيبة،
.. .. ..
(إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ)،
إن هذه الصفة البغيضة من صفات المنافقين،
قال شيخ الإسلام رحمه الله: وأما ما يكون من الفعل بالجوارح فكل عمل يتضمن محبة أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا داخلٌ في هذا.. بل يكون عذابه أشد، فإن الله قد توعد بالعذاب على مجرد محبة أن تشيع الفاحشة! فكيف بالذي يعمل على ذلك؟
فإذا كان الذي يحب فقط أن تشيع له عذاب أليم في الدنيا وفي الآخرة، وليس فقط في الآخرة، فكيف إذا اقترن بالمحبة أقوال وأفعال لإشاعة الفاحشة في الذين آمنوا؟!!
حشر الله امرأة لوط من قومها في العذاب لأنها رضيت بفعلهم.. وكما أفسدت هذه التقنيات بيوتات المسلمين، فكم فرقت بين زوجين متحابين متوافقين.. كم وكم.
ولذلك زادت دعوات المظلومين والمظلومات لرب السماوات والبريات، فليتق الله الجميع، وليخشوا من عقوبات الله سبحانه وتعالى إذا لم نأخذ على أيدي أهل السفه والفسق.
تجــــــاوز الخصوصيـــــــــــات
وتطرق الشيخ اليوسف إلى أضرار البلوتوث في تجاوز الخصوصيات فقال: لقد حفظ ديننا الحنيف للمسلم خصوصياته، وأغدق عليه ستره، وظلله بظلال الصيانة، فلم يخالف أحد من علماء المسلمين في تحريم الاطلاع على عورات الغير سواء بالنظر المباشر، أو من ثقب الباب، أو الشباك، أو من وراء الزجاج، وعدُّوا ذلك من الكبائر، حتى أنهم منعوا فتح النوافذ التي يطلع منها على عورات الغير، لأنها تعتبر وسيلة إلى المحرم، وما كان وسيلة إلى المحرم فهو حرام.. وشرع الاستئذان لدخول البيوت، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا) والأستئناس هو الاستئذان، وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم (كان يستأذن ثلاثاً) رواه أحمد، ولذلك ورد في الحديث بجواز فقأ عين من اطلع على أخيه المسلم من ستر بابه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لو أن امرأ اطلع عليك بغير إذن فخذفته بحصاة ففقأت عينه لم يكن عليك جناح) رواه البخاري ومسلم.
وأردف اليوسف بقوله أما اليوم فنشكو الحال إلى الله عز وجل، فأصبحت تلك الأجهزة تستخدم في هتك أستار المسلمين، والاطلاع على خصوصياتهم بل أخصها وأدقها، .. .. .. ..
وتكمن الخطورة في غزو هذه الهواتف النقالة التي تحمل تلك الميزات والتقنيات أسواق المسلمين، حتى ذكر بعض الخبراء أن هذه الأجهزة ستطغى على الأسواق، على مستوى العالم، وهذا نذير خطير وشر، (فويل للعرب من شر قد اقترب).
الشبــــــــــــــاب والبلوتـــــــــــــوث
وقد تعرضنا لجانب من المشكلة التي تتمثل في إساءة استخدام تقنية يفترض بها الفائدة يجدر بنا السؤال ما حال الشباب وفلذات الأكباد مع البلوتوث؟
الشيخ عصام بن عبدالله الشايع المرشد بالإدارة العامة للتوعية والتوجيه بالرئاسة يقول: وممن خاض في تلك التقنية واستخدمها استخداماً سيئاً وجعلها وسيلة لتحقيق أهدافه السيئة فئة من الشباب والفتيات المعاكسين، زاعمين أنها طريقة آمنة ومختصرة، كثيرا من القضايا التي تضبط في ربط العلاقة المحرمة تكون باتصال على رقم لا يعرف من صاحبه يكون قد حصل عليه عن طريق هذه التقنية. كما أن هذه التقنية لها أثر خطير على الأحداث، حيث إن داعي الفضول لديهم أقوى، فوجود مثل هذه التقنية بمتناول أيديهم يهيئ لهم أسباب الانحراف، .. .. .. إلخ
دور الهيئـــــــــــــة
وعن دور الهيئة في التعامل مع البلوتوث يقول الشيح أحمد بن عبدالله البرقان وكيل رئيس هيئة النسيم: إن هذه التقنية نستطيع أن نقول إن مستخدميها في ازدياد، حيث يعيش العالم الآن كالقرية الصغيرة لسرعة تناقل المعلومة وانتشارها وسرعة الاتصال وذلك عبر هذه الوسائل من التقنية، وبالنظر لهذه التقنية فقد استفادت منها أجهزة كثيرة (هاتف- كاميرات- كمبيوترات- طابعات) إلى غير ذلك من تلك الأجهزة،.. .. ..
ولمواجهة هذا الاستخدام السيئ قامت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بوضع بعض التدابير لمواجهة هذا الخطر الداهم وهي كالتالي:
1- النصح والتوجيه وهو في الدرجة الأولى ويحتل المجال الأكبر فالتذكير بالترغيب والترهيب له مكانة في ديننا الحنيف.
2- مراقبة محلات الاتصالات وأجهزة الكمبيوتر فيها وبخاصة في الأسواق وتكثيف الجولات عليها وتزويدهم بمقاطع دعوية لإنزالها في أجهزة مرتاديهم.
3- قيام المركز بتزويد أجهزة الحاسب الآلي لديهم بوصلات خاصة وانتقاء بعض المقاطع بعناية لنقلها إلى أجهزة من يقبض عليه ويضبط معه بعض المقاطع بين التحذير من مشكلات اجتماعية وصور معبرة وبعض الآيات بتلاوة بعض المشايخ بأصوات مؤثرة وهكذا.
4- توزيع النشرات في التحذير من سوء استخدام البلوتوث وضرورة تفعيله فيما يعود بالنفع للشخص والمجتمع.
الداء لا بد له من دواء
ويبين الشيخ بسام اليوسف:
أنه ينبغي على المسلمين بكافة طبقاتهم وأحوالهم (حكومات، وشعوب، علماء، وإعلاميين، أساتذة وطلاب، عقلاء وأولياء) أن يواجهوا هذه الأخطار المحدقة من إساءة استخدام البلوتوث والبال توك والإنترنت والكاميرات وغيرها، ويشارك الجميع في حسن استخدام هذه الوسائل في طاعة الله ومرضاته، وخدمة ديننا الحنيف، دعوة وتربية وتوجيها، وأن نبين عواقب سوء استخدامها الدنيوية والأخروية.. وإذا لم نقم جميعاً بهذا الواجب، فإن الله عز وجل يغار، وغيرته أن تنتهك محارمه، وإذا أخذ أهل الصلاح على يد السفيه والظالم نجا الجميع، وإلا هلك الجميع،
ولذلك قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: (أنهلك وفينا الصالحون)
قال: (نعم! إذا كثر الخبث).
:101:~~ وفقكم الباري ~~:101:
http://www.alraidiah.org/up/up/19626104920071128.gif
:101: .. .. ومضـــــــــــــــــــــة .. .. :101:
:102: { انّ في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد} :102:
اذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه ، وألف سمعك ؛
احضر حضور من يخاطبه به من تكلّم به سبحانه منه اليه ؛
فإنّه خطاب منه لك ، على لسان رسوله - عليه الصلاة والسلام -