فـتـــــــــون
19-04-2004, 09:09 AM
يعتقد الكثيرون أن رشاقة الانثى، دليل رقة وشفافية، وكلما ازداد وزنها بدت اكبر عمرا، واضمحل عطر حضورها
يعتقد الكثيرون أن رشاقة الانثى، دليل رقة وشفافية، وكلما ازداد وزنها بدت اكبر عمرا، واضمحل عطر حضورها ، فيما تختصر النحافة سنوات من عمرها الحقيقي وتزيدها انوثة وجاذبية وتجعلها اقرب الى قلوب القريبين والبعيدين، فسحر المرأة لا يكمن في تقاطيع الوجه فحسب ، بل في تقاطيع الجسد وانسيابه. والرشاقة تعطي المرأة القدرة على الحركة بدلال، فتبعد خطوتها عن التباطؤ وتصبح قدرتها على الحركة متحررة، لتبدو اجمل واكثر نضارة وفتنة.
فالعصر الذي كان يرى فيه الرجل المرأة البدينة المكتنزة، اكثر جاذبية، انتهى مع مطلع القرن الماضي، والجميلة التي نراها في اللوحات التي تركها لنا كبار الفنانين الاوروبيين وقبلهم فناني العصر العباسي، والتي اختفى او كاد يختفي خصرها تحت اكداس الدهون مضى، وتغيرت مقاييس الجمال واذواق الرجال، وبات الجميع يميلون الى التي لا يزيد وزنها كثيرا عن الخمسين كيلوغراما، الا من زاد طولها عن المتر و 65 سم . ومنذ نصف قرن او يقل قليلا والهاجس الذي يؤرق المرأة في كل مكان هو وزنها وكيفية المحافظة على رشاقتها، او كيفية التخلص من الوزن الزائد.
ولكن هذا يظل شيئاً نسبياً ، فقبل نحو جيل، كان أكثر من ثلث أطفال موريتانيا من الإناث يتم إجبارهن على تناول الطعام ، حيث أن هذه الدولة الإفريقية تعتبر من الدول القليلة التي فيها البنات يتناولن طعاما بمعدل أكثر من الأولاد. لكن اليوم واحدة من كل عشر بنات يتم معاملتهن بهذه الطريقة. هذه المعاملة تستند على اعتقاد أن السمنة هي علامة الغناء عند المرأة ، فاذا كانت المرأة نحيفة فيتم النظر إليها على أنها فقيرة ولا يحترمها أحد.
لكن في المناطق الريفية في موريتانيا يمكنك مشاهدة النساء الممتلئات التي تشتهر بها الدولة. وفي هذا السياق، وفي مقابلة مع أحد الصحفيين الذين يعملون مع ال بي بي سي، قالت فاطيماتو التي تدير مصلحة لها شبيهة بما يسمى " مزرعة التسمين" في بلدة أطار الصحراوية،" أنا أجعلهن يأكلن الكثير من التمور والكسكس وأطعمة أخرى مليئة بالدهنيات". واضافت فاطيماتو التي تجاوزت الستين عاما:" أنا أجعلهن أن يأكلن ويأكلن ، وبعد ذلك شرب الكثير من الماء. أنا أجعلهن يفعلن ذلك في الصباح ، بعدها يأخذن إستراحة ونعاود الكرة بعد الظهر . نحن نفعل ذلك ثلاث مرات في اليوم : في الصباح، وبعد الظهر والمساء". وتابعت قولها:" بهذه الطريقة يمكن للبنات أن يكسبن الكثير من طبقات الدهن وينجحن في زيادة وزنهن بمعدل يتراوح بين 60-110 كيلوغرام".
وبخصوص ردود فعل البنات، قالت فاطيماتو :" من النادر أن نرى بنت لا تريد الأكل.لا تعتقد أن هؤلاء البنات صغيرات ، فأنا رأيت بأم عيني بنت عمرها 10 سنوات تضع مولوداً. فعن طريق الإقناع ننجح في كسب ثقة وموافقة البنات،ولكن إذا واجهتنا حالة لا تتعاون فيها البنت معنا وترفض الأكل نقوم بطلب مساعدة الأهل الذين يعاقبونها ويجبروها على تناول الطعام. وفي نهاية مقابلتها قالت فاطيماتو "البنات عند إنهائهن من المشاركة في برنامج التسمين يقمن بالتعبير عن شكرهن وامتنانهن لنا، فهن يفتخرن بإظهار حجمهن الجيد لجعل الرجل أن يسل لعابه، ألا تعتقد أن ذلك ليس جيداً ؟".
لكن من جهة ثانية هناك من يعتقد ان المرأة السمينة ما هي إلا ظاهرة موضة قديمة. فدراسة أجرتها وزارة الصحة الموريتانية كشفت أن ظاهرة الإطعام بالإجبار آخذة بالانقراض. فاليوم لا يوجد سوى 11% من البنات الصغيرات يتم إطعامهن بالقوة. وفي هذا السياق تقول ليلي وهي احدى سكان بلدة تشينغوتي الصحراوية :" هذا ليس ما يفكر فيه الناس اليوم، من ناحية عادتنا وتقاليدنا المرأة السمينة هي رمز الجمال، لكن اليوم الشباب والشابات في موريتانيا يعتقدون أن الجمال هو أن تكون طبيعياً وتأكل بشكل طبيعي".
إضافة لذلك، بعض الرجال ليس لديهم ذلك الحماس للتزوج من امرأة سمينة ، وهذا دلالة على التغييرات في المجتمع الموريتاني. وبقول الشاب يوسف " سئمنا من النساء السمينات ، دائما يتحدثون عنهن ، نحن نريد نساء نحيفات . أنا أعتقد انه إذا حافظت الفتاة على قوامها فإن الكثير من الشباب سيتقدم لطلب يدها".
في ثقافة جداتنا كانت المرأة الممتلئة هي المفضلة وكانت المرأة النحيفة تُوصف بالمرض والسقم، أما الآن فإن جيلاً كاملاً يمشي بحساب السعرات الحرارية طول الوقت ويفزعه زيادة نصف كيلو جرام على الميزان. ماذا حدث؟
ولا شك أن صناعة الصورة الذهنية والنمطية عن الجسد المثالي تأثرت أيضًا بآلية دعائية لصناعات ضخمة تروج لموضات ومظهر يناسب النحيفات، وارتبطت النحافة بالقدرة على ملاحقة هذه الموضات إلا أن هذا يربط قيمة المرأة وتحققها بشكلها ومظهرها فقط. وهو ما يهدد قيمة الثقافة والقرابة والخلفية الأسرية، وهي قيم تحميها ثقافتنا التي ما زالت ترى أن المرأة يمكن أن تكون ممتلئة.. بل وبدينة وجميلة في الوقت ذاته...
الدنيا عجايب ..
;)
يعتقد الكثيرون أن رشاقة الانثى، دليل رقة وشفافية، وكلما ازداد وزنها بدت اكبر عمرا، واضمحل عطر حضورها ، فيما تختصر النحافة سنوات من عمرها الحقيقي وتزيدها انوثة وجاذبية وتجعلها اقرب الى قلوب القريبين والبعيدين، فسحر المرأة لا يكمن في تقاطيع الوجه فحسب ، بل في تقاطيع الجسد وانسيابه. والرشاقة تعطي المرأة القدرة على الحركة بدلال، فتبعد خطوتها عن التباطؤ وتصبح قدرتها على الحركة متحررة، لتبدو اجمل واكثر نضارة وفتنة.
فالعصر الذي كان يرى فيه الرجل المرأة البدينة المكتنزة، اكثر جاذبية، انتهى مع مطلع القرن الماضي، والجميلة التي نراها في اللوحات التي تركها لنا كبار الفنانين الاوروبيين وقبلهم فناني العصر العباسي، والتي اختفى او كاد يختفي خصرها تحت اكداس الدهون مضى، وتغيرت مقاييس الجمال واذواق الرجال، وبات الجميع يميلون الى التي لا يزيد وزنها كثيرا عن الخمسين كيلوغراما، الا من زاد طولها عن المتر و 65 سم . ومنذ نصف قرن او يقل قليلا والهاجس الذي يؤرق المرأة في كل مكان هو وزنها وكيفية المحافظة على رشاقتها، او كيفية التخلص من الوزن الزائد.
ولكن هذا يظل شيئاً نسبياً ، فقبل نحو جيل، كان أكثر من ثلث أطفال موريتانيا من الإناث يتم إجبارهن على تناول الطعام ، حيث أن هذه الدولة الإفريقية تعتبر من الدول القليلة التي فيها البنات يتناولن طعاما بمعدل أكثر من الأولاد. لكن اليوم واحدة من كل عشر بنات يتم معاملتهن بهذه الطريقة. هذه المعاملة تستند على اعتقاد أن السمنة هي علامة الغناء عند المرأة ، فاذا كانت المرأة نحيفة فيتم النظر إليها على أنها فقيرة ولا يحترمها أحد.
لكن في المناطق الريفية في موريتانيا يمكنك مشاهدة النساء الممتلئات التي تشتهر بها الدولة. وفي هذا السياق، وفي مقابلة مع أحد الصحفيين الذين يعملون مع ال بي بي سي، قالت فاطيماتو التي تدير مصلحة لها شبيهة بما يسمى " مزرعة التسمين" في بلدة أطار الصحراوية،" أنا أجعلهن يأكلن الكثير من التمور والكسكس وأطعمة أخرى مليئة بالدهنيات". واضافت فاطيماتو التي تجاوزت الستين عاما:" أنا أجعلهن أن يأكلن ويأكلن ، وبعد ذلك شرب الكثير من الماء. أنا أجعلهن يفعلن ذلك في الصباح ، بعدها يأخذن إستراحة ونعاود الكرة بعد الظهر . نحن نفعل ذلك ثلاث مرات في اليوم : في الصباح، وبعد الظهر والمساء". وتابعت قولها:" بهذه الطريقة يمكن للبنات أن يكسبن الكثير من طبقات الدهن وينجحن في زيادة وزنهن بمعدل يتراوح بين 60-110 كيلوغرام".
وبخصوص ردود فعل البنات، قالت فاطيماتو :" من النادر أن نرى بنت لا تريد الأكل.لا تعتقد أن هؤلاء البنات صغيرات ، فأنا رأيت بأم عيني بنت عمرها 10 سنوات تضع مولوداً. فعن طريق الإقناع ننجح في كسب ثقة وموافقة البنات،ولكن إذا واجهتنا حالة لا تتعاون فيها البنت معنا وترفض الأكل نقوم بطلب مساعدة الأهل الذين يعاقبونها ويجبروها على تناول الطعام. وفي نهاية مقابلتها قالت فاطيماتو "البنات عند إنهائهن من المشاركة في برنامج التسمين يقمن بالتعبير عن شكرهن وامتنانهن لنا، فهن يفتخرن بإظهار حجمهن الجيد لجعل الرجل أن يسل لعابه، ألا تعتقد أن ذلك ليس جيداً ؟".
لكن من جهة ثانية هناك من يعتقد ان المرأة السمينة ما هي إلا ظاهرة موضة قديمة. فدراسة أجرتها وزارة الصحة الموريتانية كشفت أن ظاهرة الإطعام بالإجبار آخذة بالانقراض. فاليوم لا يوجد سوى 11% من البنات الصغيرات يتم إطعامهن بالقوة. وفي هذا السياق تقول ليلي وهي احدى سكان بلدة تشينغوتي الصحراوية :" هذا ليس ما يفكر فيه الناس اليوم، من ناحية عادتنا وتقاليدنا المرأة السمينة هي رمز الجمال، لكن اليوم الشباب والشابات في موريتانيا يعتقدون أن الجمال هو أن تكون طبيعياً وتأكل بشكل طبيعي".
إضافة لذلك، بعض الرجال ليس لديهم ذلك الحماس للتزوج من امرأة سمينة ، وهذا دلالة على التغييرات في المجتمع الموريتاني. وبقول الشاب يوسف " سئمنا من النساء السمينات ، دائما يتحدثون عنهن ، نحن نريد نساء نحيفات . أنا أعتقد انه إذا حافظت الفتاة على قوامها فإن الكثير من الشباب سيتقدم لطلب يدها".
في ثقافة جداتنا كانت المرأة الممتلئة هي المفضلة وكانت المرأة النحيفة تُوصف بالمرض والسقم، أما الآن فإن جيلاً كاملاً يمشي بحساب السعرات الحرارية طول الوقت ويفزعه زيادة نصف كيلو جرام على الميزان. ماذا حدث؟
ولا شك أن صناعة الصورة الذهنية والنمطية عن الجسد المثالي تأثرت أيضًا بآلية دعائية لصناعات ضخمة تروج لموضات ومظهر يناسب النحيفات، وارتبطت النحافة بالقدرة على ملاحقة هذه الموضات إلا أن هذا يربط قيمة المرأة وتحققها بشكلها ومظهرها فقط. وهو ما يهدد قيمة الثقافة والقرابة والخلفية الأسرية، وهي قيم تحميها ثقافتنا التي ما زالت ترى أن المرأة يمكن أن تكون ممتلئة.. بل وبدينة وجميلة في الوقت ذاته...
الدنيا عجايب ..
;)