خليلي نت
21-07-2008, 02:19 AM
وداعاً زهور الخفجي
ودع زهوراً إن الركب مرتحلٌ وهل تطيق وداعاً أيها الرجلُ
لما هبت رياح الصيف اقتلعت معها الأشجارُ و الأحجار , و ذبلت لحرارة الصيفِ الزهورُ و الأوراق
فأصبحت هشيماً تذروه الرياح في الطرقات , ويطؤها الناس بالأقدام ولا يبالون لما يطئون.
" فعجبت لهذا المشهد الحزين "
س/ ألم تكن هذه الزهور يوماً تزهر لعين الناظر وتدخل في قلبه البهجة و الأنس ؟
س/ ألم تكن هذه الزهور يفوح عبقها للمار و الجليس ؟
س/ بل ألم يقطفها الأطفال ليتباهوا بحملها وجمالها ؟
س/ بل ألم تزين بها السيدة منزلها وغرفها أمام زوارها ؟
س/ ليس ذلك فحسب بل ألم يجلبها الزائر لمريضه ليرفع من معنوياته لتسارع في شفائه ( بإذن الله تعالى ) ؟
بل الأمر أكثر من ذلك بكثير ألم ..... ألم...... ألم........ ؟ ؟ ؟
أسئلة كثيرة دارت في خلجات فكري , والحزن يعصرُ فؤادي لهذا المنظر الحزين.
جُلبت البذور من مكان بعيد وتحمل هذا المزارع العناء و المشاق في جلبها وغرسها وسقايتها وعنايتها وحمايتها من تطاول الأيدي عليها لكي لا يشوهوها ويدنسوها.
فقد استمات هذا المزارع دونها لأجل أن يقدم لهذا المجتمع زهراً يانعاً يستفيد منه القريب و البعيد , زهراً مشرقاً لا يذبل ما دامت الرعاية تحوطه.
و لكن لما مات هذا المزارع الأمينٍ , وكل الأمر لغير أهله ( لمن الدنيا ملؤ قلبه ) وهي همه وبغيته والأنانية مغروسة في جوفه
فقد اقتلع هذه الزهور , وسلط عليها الأقزام ليعيثوا بها وليقيم مكان هذه الجنة الغناء -التي كانت العصافير تغرد فوقها وترفرف-
معامل هدم للبيئة و الإنسانية تبث من فوهتها سموماً اللهُ بها عليم ( ربما خيرها أكثر من شرها لا بل العكسُ أظن ).
فيا الله ما ألطفك بالعباد أناس يسعون لإعمار الأرض بفكر ثاقب لا ينتج عنه أذى وضرر.
و أناس يسعون لمواكبة الحضارة و التطور ولو أدت لاجتثاث منابع الخير و الصلاح في المجتمع.
فعجبت من نفسي إذ كنت ألوم المزارع بادئ ذي بدء لأنه لم يحم هذه الأزهار من حرارة الصيف ورياحه.
عجبت -وقد تقطع قلبي حرقةً- لِما رأيت من تطاول يد العابثين على هذه الأزهار التي كانت تفوح عبقاً لهذه الدنيا التي نعيش بها.
كنت قبل بضعةِ أيام في جامعة القاهرة في كلية الطب و أنا أتجاذب أطراف الحديث مع أحد طلابها المصريين وسألني من أين أنت فأخبرته أني من سكان الخفجي في المملكة فذرفت عيناه فعجبت وسألته لم هذه الدموع فأخبرني أنه ترعرع في هذه البلدة وقضى أجمل لحظات عمره بها، وتبين لي أنه تخرج من مدرسة الزهور بالخفجي فزاد بكاؤه لما علم ما حل بها.
فقلت آهٍ يا زهور الخفجي فخيرك وعبقك انتشر في كل الأصقاع.
ليس هذا فحسب بل كنت في زيارة لإحدى الدول فاضطررت للذهاب للصيدلية لشراء بعض الأدوية فتبين لي بعد الحديث مع الدكتور الصيدلي أنه درس في هذه المحافظة وتخرج من هذه المدرسة المباركة.
أحبتي هذه المدرسة مدرسة الزهور المباركة نشرت زهورها في كل البلاد , واستفاد من خيرها كثير من العباد.
فهذه الزهرةُ الأم في أخر المطاف تذبل بلا رجعة، لا بل اجتثت من أساسها فهل يا ترى سوف تعود يوماً زهرةً كما كانت ؟ ( أتمنى ذلك ).
فأملي بالله كبير , و الخير لا يعدم في البلاد و العباد , و أزهار زهور الخفجي انتشرت في كل أرجاء المعمورة ينشرون الخير لأبناء الأمة فهذا هو الكسب الحقيقي فهم ما بين طبيب , ومهندس , ومعلم , وصيدلي و ............ الخ
أربعون عاماً وهذه الزهرة الأم ترسل أزهارها لكل أرجاء المعمورة.
لذا أقول في الختام
ودع زهوراً إن الركب مرتحلٌ وهل تطيق وداعاً أيها الرجلُ
مع تحيات محبكم : خليلي نت
ودع زهوراً إن الركب مرتحلٌ وهل تطيق وداعاً أيها الرجلُ
لما هبت رياح الصيف اقتلعت معها الأشجارُ و الأحجار , و ذبلت لحرارة الصيفِ الزهورُ و الأوراق
فأصبحت هشيماً تذروه الرياح في الطرقات , ويطؤها الناس بالأقدام ولا يبالون لما يطئون.
" فعجبت لهذا المشهد الحزين "
س/ ألم تكن هذه الزهور يوماً تزهر لعين الناظر وتدخل في قلبه البهجة و الأنس ؟
س/ ألم تكن هذه الزهور يفوح عبقها للمار و الجليس ؟
س/ بل ألم يقطفها الأطفال ليتباهوا بحملها وجمالها ؟
س/ بل ألم تزين بها السيدة منزلها وغرفها أمام زوارها ؟
س/ ليس ذلك فحسب بل ألم يجلبها الزائر لمريضه ليرفع من معنوياته لتسارع في شفائه ( بإذن الله تعالى ) ؟
بل الأمر أكثر من ذلك بكثير ألم ..... ألم...... ألم........ ؟ ؟ ؟
أسئلة كثيرة دارت في خلجات فكري , والحزن يعصرُ فؤادي لهذا المنظر الحزين.
جُلبت البذور من مكان بعيد وتحمل هذا المزارع العناء و المشاق في جلبها وغرسها وسقايتها وعنايتها وحمايتها من تطاول الأيدي عليها لكي لا يشوهوها ويدنسوها.
فقد استمات هذا المزارع دونها لأجل أن يقدم لهذا المجتمع زهراً يانعاً يستفيد منه القريب و البعيد , زهراً مشرقاً لا يذبل ما دامت الرعاية تحوطه.
و لكن لما مات هذا المزارع الأمينٍ , وكل الأمر لغير أهله ( لمن الدنيا ملؤ قلبه ) وهي همه وبغيته والأنانية مغروسة في جوفه
فقد اقتلع هذه الزهور , وسلط عليها الأقزام ليعيثوا بها وليقيم مكان هذه الجنة الغناء -التي كانت العصافير تغرد فوقها وترفرف-
معامل هدم للبيئة و الإنسانية تبث من فوهتها سموماً اللهُ بها عليم ( ربما خيرها أكثر من شرها لا بل العكسُ أظن ).
فيا الله ما ألطفك بالعباد أناس يسعون لإعمار الأرض بفكر ثاقب لا ينتج عنه أذى وضرر.
و أناس يسعون لمواكبة الحضارة و التطور ولو أدت لاجتثاث منابع الخير و الصلاح في المجتمع.
فعجبت من نفسي إذ كنت ألوم المزارع بادئ ذي بدء لأنه لم يحم هذه الأزهار من حرارة الصيف ورياحه.
عجبت -وقد تقطع قلبي حرقةً- لِما رأيت من تطاول يد العابثين على هذه الأزهار التي كانت تفوح عبقاً لهذه الدنيا التي نعيش بها.
كنت قبل بضعةِ أيام في جامعة القاهرة في كلية الطب و أنا أتجاذب أطراف الحديث مع أحد طلابها المصريين وسألني من أين أنت فأخبرته أني من سكان الخفجي في المملكة فذرفت عيناه فعجبت وسألته لم هذه الدموع فأخبرني أنه ترعرع في هذه البلدة وقضى أجمل لحظات عمره بها، وتبين لي أنه تخرج من مدرسة الزهور بالخفجي فزاد بكاؤه لما علم ما حل بها.
فقلت آهٍ يا زهور الخفجي فخيرك وعبقك انتشر في كل الأصقاع.
ليس هذا فحسب بل كنت في زيارة لإحدى الدول فاضطررت للذهاب للصيدلية لشراء بعض الأدوية فتبين لي بعد الحديث مع الدكتور الصيدلي أنه درس في هذه المحافظة وتخرج من هذه المدرسة المباركة.
أحبتي هذه المدرسة مدرسة الزهور المباركة نشرت زهورها في كل البلاد , واستفاد من خيرها كثير من العباد.
فهذه الزهرةُ الأم في أخر المطاف تذبل بلا رجعة، لا بل اجتثت من أساسها فهل يا ترى سوف تعود يوماً زهرةً كما كانت ؟ ( أتمنى ذلك ).
فأملي بالله كبير , و الخير لا يعدم في البلاد و العباد , و أزهار زهور الخفجي انتشرت في كل أرجاء المعمورة ينشرون الخير لأبناء الأمة فهذا هو الكسب الحقيقي فهم ما بين طبيب , ومهندس , ومعلم , وصيدلي و ............ الخ
أربعون عاماً وهذه الزهرة الأم ترسل أزهارها لكل أرجاء المعمورة.
لذا أقول في الختام
ودع زهوراً إن الركب مرتحلٌ وهل تطيق وداعاً أيها الرجلُ
مع تحيات محبكم : خليلي نت