أبوفهد
28-04-2004, 11:22 PM
http://www.alwatan.com.sa/daily/2004-04-28/Pictures/2804.spo.p25.n303.jpg
القاهرة: علاء المنياوي
فرض الخروج المبكر لفرسان الكرة المصرية الثلاثة: الأهلي والزمالك والإسماعيلي من بطولات الأندية الإفريقية ظلاله القاتمة على الشارع الكروي والصحافة الرياضية في مصر، وتعامل الجميع مع الفشل الكبير والجماعي بأنه كارثة وانتكاسة كبيرة وجديده للكرة المصرية، خاصة أنها المرة الأولى عبر تاريخ مشاركات الأندية المصرية في بطولات القارة السمراء التي تخرج فيها كل الأندية من الأدوار الأولى بعد أن كانت تتعاقب على حمل الألقاب، والتاريخ يسجل لمصر 17 لقباً في بطولات الأندية بل إن الأهلي توج نادي القرن في إفريقيا بعد أن أحرز كأس أبطال الكؤوس 3 مرات وأبطال الدوري 4مرات وكأس السوبر مرة واحدة، وتبعه الزمالك في المركز الثاني وهو صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز ببطولة دوري الأبطال برصيد 4 كؤوس إضافة إلى كونه الفريق الأوحد في القارة الذي أحرز كأس السوبر الإفريقية مرتين.
مساء السبت الماضي كان بداية الإخفاق الكبير حيث مني الزمالك بهزيمة فادحة ومدوية من الجيش الرواندي في عقر داره 1/4 وكان الزمالك قد فاز ذهابا بالقاهرة 3/2 وهي ثاني أثقل هزيمة في تاريخ الزمالك الإفريقي بعد فضيحة خسارته من كوتوكو الغاني 1/5 في كوماسي عام 1985.. وبعد أقل من ساعة من الخروج المبكر والدرامي للزمالك من بطولة دوري رابطة الأبطال، زادت جراح جماهير الكرة المصرية بسقوط الإسماعيلي في تونس بالهزيمة أمام الملعب بهدفين نظيفين في إياب الدور الأول لبطولة كأس الكونفدرالية الإفريقية الجديدة وكان الإسماعيلي قد فاز ذهاباً بالإسكندرية 2/1.
وفى اليوم التالي الأحد أكمل الأهلي مثلث الفشل الكبير بعد فشله في تحقيق الفوز على الهلال السوداني في عقر داره بأم درمان في لقاء الإياب بالدور الأول لبطولة دوري الأبطال الإفريقي والذي انتهى بالتعادل دون أهداف، وكان الأهلي قد مني بهزيمة مفاجئة ذهاباً في عرينه بهدف نظيف من الفارس السوداني الأزرق.. وهذه هي المرة الثالثة على التوالي التي يفشل فيها الأهلي - نادي القرن في إفريقيا- في إحراز لقب قاري جديد
تدليل المسؤولين
و"الوطن" ناقشت القضية الخطيرة التي تنذر الكرة المصرية مع عدد من المسؤولين.. وفى البداية وجه وزير الشباب المصري الدكتور علي الدين هلال أصابع الاتهام إلى مسؤولي الأندية مشيراً إلى أنهم أفرطوا في تدليل اللاعبين وإغراقهم بالأموال، مؤكداً أن الأمر جد خطير وأنه طالب بتقرير واف عن أسباب انكسارات الأندية في البطولات الإفريقية.
العشوائيات
أما الخبير المصري والعربي الكبير محمد عبده صالح الوحش فقد أكد أن سر الكارثة يكمن في عشوائيات إدارة كرة القدم المصرية، مؤكداً أن الفشل في إدارة المسابقات المحلية وعلى رأسها بطولة الدوري كان له دور كبير وكبير جداً في فشل الأندية الثلاثة في إفريقيا.
وأضاف الوحش أنه ليس من المعقول أن يخوض ناد واحد 4 بطولات في توقيت واحد وهي الدوري والكأس في مصر.. ودوري الأبطال العربي، وبطولة إفريقية.. وهذا الأمر يعد انتحاراً للاعبين.
وواصل الوحش كلامه مؤكداً أن اللاعبين ليسوا ماكينات تعمل بأزرار ونظام الريموت كنترول، بل بشر معرضون للإرهاق والإجهاد، وإدارات الأندية هي المتهم لأنها تصر على المشاركة في عدد من البطولات في توقيت واحد دون وعي ودون دراسة أو تخطيط، بدليل أن الأهلي انسحب من دوري أبطال العرب بعد أن أدرك أنه ليس قادراً على المنافسة وهو أمر خطير وواقعة غير مسبوقة في تاريخ النادي..وأن والزمالك والإسماعيلي كانا يفكران في الانسحاب أيضا من نفس البطولة ولكن الآن وبعد فشلهما إفريقيا ليس أمامهما خيار سوى الاستمرار في البطولة العربية.
والعشوائيات التي تدار بها الكرة المصرية وبطولاتها هي سبب كل المشاكل والبلاوي والاخفاقات.. مشيراً إلى الضغط الرهيب الذي تتعرض له الأندية الآن التي تحارب في 4 جبهات وأن نفس الأندية أغلقت أبوابها 75 يوماً إجباريا من أجل إعداد المنتخب لبطولة كأس الأمم الإفريقية الأخيرة.
الأندية تهاجم الاتحاد:
ودفاعاً عن نفسها خلف أسوار المحاكمات الإعلامية والجماهيرية اتفقت إدارات الأندية الثلاثة الأهلي والزمالك والإسماعيلي على أن المتهم الأول والمسؤول الرئيسي عن اخفاقاتها هو اتحاد الكرة الذي يدير كل شيء بعشوائية ودون دراسة، وهذه العشوائية أصابت فرقها بالإرهاق والإجهاد بل أن اللاعبين احترقوا من كثرة خوض العديد من المباريات خارج وداخل مصر في بطولات مختلفة بفاصل زمني لا يزيد عن 48 أو 72 ساعة.
تبرير الأهلاويين
في الأهلي برر المسؤولون الفشل بأنه كان نتيجة طبيعية لإصابة عدد كبير من اللاعبين الأساسيين مثل: أحمد بلال واحمد أبو مسلم وياسر رضوان والبرازيلي بينيو وخالد بيبو وهي إصابات ناتجة عن ضغط المباريات بطريقة لا يصدقها عقل، وهذا الضغط هو الذي دفع النادي للانسحاب من بطولة دوي الأبطال العربي وأن الاستمرار فيها كان يعنى الإلقاء باللاعبين في محرقة إضافية.
وبنفس الحجة والمبرر دافع الزمالك عن نفسه ولكن كل الشواهد تؤكد أن إخفاق الزمالك تحديداً كانت نتيجة أشياء أخرى غير الإرهاق والإجهاد، وهذه الأشياء هي استهتار لاعبيه الذين ظنوا أنهم يمكنهم تحقيق الفوز على أي فريق في أي مكان، إضافة إلى الأزمات الداخلية التي شقت وحدة الفريق وانشغال اللاعبين بمسألة تجديد عقودهم.
وكان الإسماعيلي هو الوحيد الذي نجا من مقصلة النقد والذبح والتمس له الجميع كل العذر في فشله الإفريقي لأنه لا يملك نفس الإمكانيات المالية الضخمة مثل الأهلي والزمالك ولا يحظى بدعم إعلامي مثلهما.. والأهم أن فرقة الدراويش الحالية كل لاعبيها صغار السن وحديث العهد بالبطولات وليست لديهم خبرات ورغم ذلك كان خروجهم مشرفاً لأنه جاء بفارق هدف واحد وكان الخروج أمام فريق تونسي مخضرم، عكس الزمالك الذي جاء خروجه كارثة حقيقة وعلى يد فريق مجهول وبهزيمة ثقيلة أصابت كل جماهير الكرة المصرية وليست جماهير الزمالك فقط بالذهول.
الفاشلون سعداء!
والعجيب في القضية أن أمر الاخفاقات لم تزعج اللاعبين، وتعاملوا مع الكارثة دون مبالاة وكأن الأمر لا يعنيهم حتى إن عددا من لاعبي الأهلي قالوا بعد فشلهم في السودان إنهم الآن سينعمون بالراحة، وفي الزمالك تردد أن اللاعبين تعمدوا السقوط أمام الجيش الرواندي للإطاحة بالمدير الفني للفريق البرتغالي فينجادا.
وكالعادة قابلت الجماهير المصرية الفشل بالنكات والسخرية من أنديتهم.. بعد خروج الزمالك : الزمالك دخل الجيش، والأهلي انكشف وبان.. فضحنا أمام هلال السعودية والسودان.
القاهرة: علاء المنياوي
فرض الخروج المبكر لفرسان الكرة المصرية الثلاثة: الأهلي والزمالك والإسماعيلي من بطولات الأندية الإفريقية ظلاله القاتمة على الشارع الكروي والصحافة الرياضية في مصر، وتعامل الجميع مع الفشل الكبير والجماعي بأنه كارثة وانتكاسة كبيرة وجديده للكرة المصرية، خاصة أنها المرة الأولى عبر تاريخ مشاركات الأندية المصرية في بطولات القارة السمراء التي تخرج فيها كل الأندية من الأدوار الأولى بعد أن كانت تتعاقب على حمل الألقاب، والتاريخ يسجل لمصر 17 لقباً في بطولات الأندية بل إن الأهلي توج نادي القرن في إفريقيا بعد أن أحرز كأس أبطال الكؤوس 3 مرات وأبطال الدوري 4مرات وكأس السوبر مرة واحدة، وتبعه الزمالك في المركز الثاني وهو صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز ببطولة دوري الأبطال برصيد 4 كؤوس إضافة إلى كونه الفريق الأوحد في القارة الذي أحرز كأس السوبر الإفريقية مرتين.
مساء السبت الماضي كان بداية الإخفاق الكبير حيث مني الزمالك بهزيمة فادحة ومدوية من الجيش الرواندي في عقر داره 1/4 وكان الزمالك قد فاز ذهابا بالقاهرة 3/2 وهي ثاني أثقل هزيمة في تاريخ الزمالك الإفريقي بعد فضيحة خسارته من كوتوكو الغاني 1/5 في كوماسي عام 1985.. وبعد أقل من ساعة من الخروج المبكر والدرامي للزمالك من بطولة دوري رابطة الأبطال، زادت جراح جماهير الكرة المصرية بسقوط الإسماعيلي في تونس بالهزيمة أمام الملعب بهدفين نظيفين في إياب الدور الأول لبطولة كأس الكونفدرالية الإفريقية الجديدة وكان الإسماعيلي قد فاز ذهاباً بالإسكندرية 2/1.
وفى اليوم التالي الأحد أكمل الأهلي مثلث الفشل الكبير بعد فشله في تحقيق الفوز على الهلال السوداني في عقر داره بأم درمان في لقاء الإياب بالدور الأول لبطولة دوري الأبطال الإفريقي والذي انتهى بالتعادل دون أهداف، وكان الأهلي قد مني بهزيمة مفاجئة ذهاباً في عرينه بهدف نظيف من الفارس السوداني الأزرق.. وهذه هي المرة الثالثة على التوالي التي يفشل فيها الأهلي - نادي القرن في إفريقيا- في إحراز لقب قاري جديد
تدليل المسؤولين
و"الوطن" ناقشت القضية الخطيرة التي تنذر الكرة المصرية مع عدد من المسؤولين.. وفى البداية وجه وزير الشباب المصري الدكتور علي الدين هلال أصابع الاتهام إلى مسؤولي الأندية مشيراً إلى أنهم أفرطوا في تدليل اللاعبين وإغراقهم بالأموال، مؤكداً أن الأمر جد خطير وأنه طالب بتقرير واف عن أسباب انكسارات الأندية في البطولات الإفريقية.
العشوائيات
أما الخبير المصري والعربي الكبير محمد عبده صالح الوحش فقد أكد أن سر الكارثة يكمن في عشوائيات إدارة كرة القدم المصرية، مؤكداً أن الفشل في إدارة المسابقات المحلية وعلى رأسها بطولة الدوري كان له دور كبير وكبير جداً في فشل الأندية الثلاثة في إفريقيا.
وأضاف الوحش أنه ليس من المعقول أن يخوض ناد واحد 4 بطولات في توقيت واحد وهي الدوري والكأس في مصر.. ودوري الأبطال العربي، وبطولة إفريقية.. وهذا الأمر يعد انتحاراً للاعبين.
وواصل الوحش كلامه مؤكداً أن اللاعبين ليسوا ماكينات تعمل بأزرار ونظام الريموت كنترول، بل بشر معرضون للإرهاق والإجهاد، وإدارات الأندية هي المتهم لأنها تصر على المشاركة في عدد من البطولات في توقيت واحد دون وعي ودون دراسة أو تخطيط، بدليل أن الأهلي انسحب من دوري أبطال العرب بعد أن أدرك أنه ليس قادراً على المنافسة وهو أمر خطير وواقعة غير مسبوقة في تاريخ النادي..وأن والزمالك والإسماعيلي كانا يفكران في الانسحاب أيضا من نفس البطولة ولكن الآن وبعد فشلهما إفريقيا ليس أمامهما خيار سوى الاستمرار في البطولة العربية.
والعشوائيات التي تدار بها الكرة المصرية وبطولاتها هي سبب كل المشاكل والبلاوي والاخفاقات.. مشيراً إلى الضغط الرهيب الذي تتعرض له الأندية الآن التي تحارب في 4 جبهات وأن نفس الأندية أغلقت أبوابها 75 يوماً إجباريا من أجل إعداد المنتخب لبطولة كأس الأمم الإفريقية الأخيرة.
الأندية تهاجم الاتحاد:
ودفاعاً عن نفسها خلف أسوار المحاكمات الإعلامية والجماهيرية اتفقت إدارات الأندية الثلاثة الأهلي والزمالك والإسماعيلي على أن المتهم الأول والمسؤول الرئيسي عن اخفاقاتها هو اتحاد الكرة الذي يدير كل شيء بعشوائية ودون دراسة، وهذه العشوائية أصابت فرقها بالإرهاق والإجهاد بل أن اللاعبين احترقوا من كثرة خوض العديد من المباريات خارج وداخل مصر في بطولات مختلفة بفاصل زمني لا يزيد عن 48 أو 72 ساعة.
تبرير الأهلاويين
في الأهلي برر المسؤولون الفشل بأنه كان نتيجة طبيعية لإصابة عدد كبير من اللاعبين الأساسيين مثل: أحمد بلال واحمد أبو مسلم وياسر رضوان والبرازيلي بينيو وخالد بيبو وهي إصابات ناتجة عن ضغط المباريات بطريقة لا يصدقها عقل، وهذا الضغط هو الذي دفع النادي للانسحاب من بطولة دوي الأبطال العربي وأن الاستمرار فيها كان يعنى الإلقاء باللاعبين في محرقة إضافية.
وبنفس الحجة والمبرر دافع الزمالك عن نفسه ولكن كل الشواهد تؤكد أن إخفاق الزمالك تحديداً كانت نتيجة أشياء أخرى غير الإرهاق والإجهاد، وهذه الأشياء هي استهتار لاعبيه الذين ظنوا أنهم يمكنهم تحقيق الفوز على أي فريق في أي مكان، إضافة إلى الأزمات الداخلية التي شقت وحدة الفريق وانشغال اللاعبين بمسألة تجديد عقودهم.
وكان الإسماعيلي هو الوحيد الذي نجا من مقصلة النقد والذبح والتمس له الجميع كل العذر في فشله الإفريقي لأنه لا يملك نفس الإمكانيات المالية الضخمة مثل الأهلي والزمالك ولا يحظى بدعم إعلامي مثلهما.. والأهم أن فرقة الدراويش الحالية كل لاعبيها صغار السن وحديث العهد بالبطولات وليست لديهم خبرات ورغم ذلك كان خروجهم مشرفاً لأنه جاء بفارق هدف واحد وكان الخروج أمام فريق تونسي مخضرم، عكس الزمالك الذي جاء خروجه كارثة حقيقة وعلى يد فريق مجهول وبهزيمة ثقيلة أصابت كل جماهير الكرة المصرية وليست جماهير الزمالك فقط بالذهول.
الفاشلون سعداء!
والعجيب في القضية أن أمر الاخفاقات لم تزعج اللاعبين، وتعاملوا مع الكارثة دون مبالاة وكأن الأمر لا يعنيهم حتى إن عددا من لاعبي الأهلي قالوا بعد فشلهم في السودان إنهم الآن سينعمون بالراحة، وفي الزمالك تردد أن اللاعبين تعمدوا السقوط أمام الجيش الرواندي للإطاحة بالمدير الفني للفريق البرتغالي فينجادا.
وكالعادة قابلت الجماهير المصرية الفشل بالنكات والسخرية من أنديتهم.. بعد خروج الزمالك : الزمالك دخل الجيش، والأهلي انكشف وبان.. فضحنا أمام هلال السعودية والسودان.