المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ·•₪•·.·` ابو العـــــــلاء المـعـري `·.·•₪·•


الجوووري
21-08-2008, 11:25 PM
ابو العلاء المعري
الملقب برهين المحبسين
المعرّي هو أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان.
ولد في معرّة النعمان في شمال سوريا سنة ثلاث وستين وثلاثمائة هجرية (973 ميلادية)
وفي الرابعة من عمره أصيب بالجدري وفقد بصره.
درس على أبيه الذي مات وهو في الرابعة عشرة من عمره، فرحل إلى حلب حيث كانت الحركة الثقافية التي ازدهرت في ظل سيف الدولة لاتزال نشيطة، ومن حلب إلى أنطاكية، وكانت لاتزال تدافع عما بقي لها من تراثها البيزنطي، ومن أنطاكية توجّه إلى طرابلس الشام، ومرّ باللاذقية فأخذ عن بعض الرهبان ما وجده عندهم من علوم اليونان وآرائهم الفلسفية.

في عام 398 هجرية رحل إلى بغداد حيث مكث عامين عاد بعدهما إلى معرّه النعمان ليجد أمه قد لحقت بأبيه فاعتزل الناس إلاّ خاصة طلاّبه وخادمه الذي كان يتقاسم معه دخله السنوي وهو ثلاثون دينارًا كان يستحقها من وقف. ورحل المعري سنة تسع وأربعين وأربعمائة هجرية .

الجوووري
21-08-2008, 11:28 PM
قد أسرف الإنسُ


قد أسرف الإنسُ في الدّعوى بجهلِه مُحتى ادّعوا أنهـم للخلـق أربـابُ
إلبابُهُـمْ كـان باللـذّاتِ متصـلاً طولَ الحياةِ، ومـا للقَـوم ألبـابُ
أجرى، من الخيلِ ، آمالٌ أُصرّفُهـا لهـا بحثّـيَ تقريـبٌ ، وإخبـابٌ
في طاقةِ النفسِ أنْ تُعْنى بمنزِلهـا حتى يُجافَ عليهـا للثـرى بـابُ
فاجعلْ نساءك إن أُعطيتَ مَقـدِرَةً كذاك ، واحـذَرْ فللِمقـدارِ أسبـابُ
وكم خنتْ من هَجولٍ حُجّبتْ ووفت من حُرّة، مالها في العِيـنِ جِلبـاب
أذىً من الدهرِ مشفوعٌ لنـا بـأذىً هذا المحلّ بمـا تخشـاهُ مِرْبـابُ
يزورُنا الخيرُ غِبّـاً ، أو يُجانبنـا فهل لمِا يكرهُ الإنسـانُ إغبـابُ ؟
وقد أساءَ رجـالٌ أحسنـوا فقُلـوا وأجمَلوا ، فـإذا الأعـداءُ أحبـاب
فانفع أخاك على ضُعفٍ تُحِسُّ بـهِإنّ النسيـمَ بِنفَـع الـرُّوحِ هَبّـاب

الجوووري
21-08-2008, 11:38 PM
لا تكـذبـن




لا تكذبَنَّ ، فإن فعلْتَ ، فلا تقُـلْ
كَذِباً على ربّ السماءِ ، تكسُّبـا
فاللَّهُ فردٌ قـادرٌ، مـن قبـلِ أن
تُدْعى لآدمَ صورةٌ ، أو تُحسبَـا
وإذا انتسبتَ فقُلـتَ إنـي واحِـدٌ
من خَلقِهِ، فكفـى بـذاك تنسُّبـا
أشباحُ إنْسٍ يخضِبون صوارمـاً
تحت العَجاجِ، ويَركُضون الشُّسبا
ويمارسونَ، من الظّلامِ ، غياهِباً
ويواصلونَ ، فيقطعون السّبسبـا
ومُرادُهم عَذْبٌ ، خسيسٌ قـدرُه
شربوا له مَقْراً ، لكيمـا يلسبـا
ولقد علمتُ ، فما التمضّر نافعي
أني سأتبع نيْسبَاً ، لابْنَـيْ سبـا
سبأ المُدامـةَ ، فاستـدامَ مَسـرّةً
فيما يُظَنُّ ، ولم يَرِعْ لمّـا سبـى
رُوحٌ ، إذا رحلتْ عن الجسم الّذي
سكنتْ بـه ، فمآلـهُ أن يرسُبـا

الجوووري
21-08-2008, 11:40 PM
الغدر فينا طباع





الغَدرُ فينا طِباعٌ لا تَـرَى أَحَـداً
وَفاءُهُ لَـكَ خَيـرٌ مِـن تَوافيـهِ
أَينَ الَّذي هُوَ صافٍ لا يُقـالُ لَـهُ
لَو أَنَّهُ كـانَ أَو لَـولا كَـذا فيـهِ
وَتِلكَ أَوصافُ مَن لَيسَـت جِبِلَّتُـهُ
جِبِلَّةَ الإِنـسِ بَـل كُـلٌّ يُنافيـهِ
وَلَو عَلِمناهُ سِرنـا طالِبيـنَ لَـهُ
لَعَلَّنـا بِشِفـا عَـمـرٍ نُوافـيـهِ
وَالدَهـرُ يُفقِـدُ يَومـاً بِـهِ كَـدَرٌ
وَيَعـوزُ الخِـلَّ باديـهِ كَخافيـهِ
وَقَلَّما تُسعِفُ الدُنيـا بِـلا تَعَـبٍ
وَالدُرُّ يُعدَمُ فَـوقَ المـاءِ طافيـهِ
وَمَن أَطالَ خِلاجـاً فِـي مَوَدَّتِـهِ
فَهَجرُهُ لَـكَ خَيـرٌ مِـن تَلافيـهِ
وَرُبَّ أَسلافِ قَومٍ شَأنُهُـم خَلَـفٌ
وَالشِعرُ يُؤتِي كَثيراً مِـن قَوافيـهِ
نَعَى الطَبيبُ إِلَى مُضنَىً حُشاشَتَـهُ
مَهـلاً طَبيـبُ فَـإِنَّ اللهَ شافيـهِ
عَجِبتُ لِلمالِكِ القِنطارَ مِن ذَهَـبٍ
يَبغِي الزِيـادَةَ وَالقيـراطُ كافيـهِ
وَكَثرَةُ المالِ ساقَت لِلفَتَـى أَشَـراً
كَالذَيلِ عَثَّرَ عِندَ المَشـيِ ضافيـهِ
لَقَد عَرَفتُكَ عَصراً موقِـداً لَهَبـاً
مِنَ الشَبيبَةِ لَـم تَنضَـب أَنافيـهِ
وَالشَيخُ يُحزِنُ مَن فِي الشَرخِ يَعهَدُهُ
كَأَنَّهُ الرَبعُ هاجَ الشَـوقَ عافيـهِ
وَمَسكَنُ الروحِ فِي الجُثمانِ أَسقَمَهُ
وَبَينُهـا عَنـهُ سُـقـمٍ يُعافـيـهِ
وَما يُحِسُّ إِذا مـا عـادَ مُتَّصِـلاً
بِالتُربِ تَسفيهِ فِي الهابِي سَوافيـهِ
فَما يُبالِـي أَديـمٌ وَهـيَ جانِبُـهُ
وَلا يُـراعُ إِذا حُـدَّت أَشافـيـهِ
وَحَبَّذا الأَرضُ قَفراً لا يَحُلُّ بِهـا
ضِـدٌّ تُعاديـهِ أَو خِلـمٌ تُصافيـهِ
وَما حَمِدتُ كَبيراً فِـي تَحَـدَّ بِـهِ
وَلا عَذَلتُ صَغيراً فِـي تَجافيـهِ
جَنَى أَبٌ وَضَعَ اِبناً لِلرَدى غَرَضاً
إِن عَقَّ فَهوَ عَلـى جُـرمٍ يُكافيـهِ

الجوووري
21-08-2008, 11:46 PM
الغدر فينا طباع




أَلاَ فِي سَبِيلِ المَجْدِ مَا أَنَـا فَاعِـل
عَفـافٌ وإقْـدامٌ وحَـزْمٌ ونَائِـل
أعندِي وَقَد مَارسْـتُ كـلَّ خَفِيَّـةٍ
يُصَـدّقُ وَاشٍ أو يُخَيّـبُ سَائِـل
أقَلُّ صُدُودي أنَّنِـي لـكَ مُبْغِـضٌ
وأيْسَرُ هَجْري أَنَّنِي عَنـكَ رَاحِـل
إذَا هَبَّتِ النَّكْبـاءُ بيْنِـي وبينَكُـمْ
فأهْوَنُ شيْءٍ مَـا تَقـولُ العَـواذِل
تُعَـدّ ذُنوبِـي عنـدَ قَـوْمٍ كثيـرَةً
وَلاَ ذَنْبَ لِي إِلاَّ العُلَى والفَواضِـل
كَأنِّي إذا طُلْـتُ الزَّمـانَ وأهْلَـهُ
رَجَعْتُ وعِنْـدي للأنَـامِ طَوائِـل
وَقَد سَارَ ذكْرِي فِي البِلادِ فمَن لَهمْ
بإِخفَاءِ شَمـسٍ ضَوْؤهَـا مُتكَامِـل
يُهِمّ اللَّيالِي بَعضُ مَا أَنَـا مُضْمِـرٌ
ويُثْقِلُ رَضْوَى دُونَ مَا أَنَا حَامِـل
وَإِنِّي وَإِن كُنـتُ الأخِيـرَ زَمانُـهُ
لآتٍ بِمـا لَـم تَسْتَطِعْـهُ الأَوائِـل
وَأَغدُو وَلَو أنَّ الصَّبـاحَ صَـوارِمٌ
وأسْرِي وَلَو أنَّ الظَّـلامَ جَحَافِـل
وَإِنِّـي جَـوَادٌ لَـم يُحَـلّ لِجامُـهُ
ونِضْوٌ يَمـانٍ أغْفَلتْـهُ الصَّياقِـل
وَإنْ كَان فِي لُبسِ الفَتَى شرَفٌ لَـه
فَما السَّيفُ إلاَّ غِمْـدُه والحَمائِـل
وَلِي مَنطقٌ لَم يرْضَ لِي كُنْهَ مَنزلِي
عَلى أَنَّنِي بَينَ السَّماكيـنِ نَـازِل
لَدَى موْطِـنٍ يَشتاقُـه كـلُّ سيّـدٍ
ويَقْصُرُ عَـن إِدرَاكـه المُتنـاوِل
وَلَمَّا رَأيتُ الجَهلَ فِي النَّاسِ فَاشِياً
تَجاهَلْتُ حَتَّى ظُـنَّ أَنِّـيَ جَاهِـل
فَوا عَجَبا كَم يَدَّعِي الفَضْل نَاقِـصٌ
وَوَا أَسَفا كَم يُظْهِرُ النَّقصَ فَاضِـل
وَكَيف تَنامُ الطَّيـرُ فِـي وُكُناتِهـا
وَقَد نُصِبَـتْ للفَرْقَدَيْـنِ الحَبائِـل
يُنَافسُ يوْمِي فِـيَّ أَمسِـي تَشرّفـاً
وتَحسدُ أسْحَارِي عَلـيَّ الأَصَائِـل
وَطَال اعتِرافِي بِالزَّمانِ وصَرفِـه
فَلَستُ أُبَالِي مَـنْ تَغُـولُ الغَوَائِـل
فَلَو بَانَ عَضْدِي مَا تَأسَّفَ مَنْكِبِـي
وَلَو مَاتَ زَنْدِي مَا بَكَتْـه الأَنَامِـل
إِذا وَصَفَ الطَّائِيَّ بالبُخْـلِ مَـادِرٌ
وعَيَّـرَ قُسّـاًً بالفَهاهـةِ بَـاقِـل
وَقَال السُّهَى للشَّمس أنْـتِ خَفِيّـةٌ
وَقَال الدُّجَى يَا صُبْحُ لَونُكَ حَائِـل
وَطاوَلَتِ الأَرضُ السَّمـاءَ سَفاهَـةً
وَفَاخَرَتِ الشُّهْبُ الحَصَى والجَنادِل
فَيا مَـوْتُ زُرْ إِنَّ الحَيـاةَ ذَمِيمَـةٌ
وَيَا نَفْسُ جِدِّي إِنَّ دَهـرَكِ هَـازِل
وَقَد أغْتَدِي واللَّيـلُ يَبكِـي تَأسُّفـاً
عَلى نفْسِهِ والنَّجْمُ فِي الغَرْبِ مَائِل
بِريحٍ أُعيرَتْ حَافِراً مِن زَبَرْجَـدٍ
لَهَا التّبرُ جِسْمٌ واللُّجَيْـنُ خَلاخِـل
كَأنَّ الصَّبـا أَلقَـتْ إِلَـيَّ عِنانَهـا
تَخُـبّ بِسَرْجِـي مَـرّةً وتُناقِـل
إِذا اشتَاقَتِ الخَيلُ المَنَاهلَ أعرَضَتْ
عنِ المَاء فَاشتَاقتْ إِليهَا المَناهِـل
وَليْلان حَـالٍ بالكَوَاكـبِ جَـوْزُهُ
وَآخرُ مِن حَلْيِ الكَوَاكـبِ عَاطِـل
كَأنَّ دُجَاهُ الهجْرُ والصُّبْحُ موْعِـدٌ
بوَصْلٍ وضَوْءُ الفَجرِ حِبٌّ مُمَاطِـل
قَطَعْتُ بِـهِ بَحْـراً يَعُـبّ عُبَابُـه
وَلَيـسَ لَـه إِلاَّ التَّبَلّـجَ سَـاحِـل
وَيُؤنِسُنِي فِي قَلْـبِ كُـلّ مَخوفَـةٍ
حَلِيفُ سُرَىً لَم تَصْحُ مِنهُ الشَّمائِل
مِن الزِّنْجِ كَهلٌ شَابَ مَفرِقُ رَأسِـه
وَأُوثِـقَ حَتَّـى نَهْضُـهُ مُتَثـاقِـل
كَأَنَّ الثُّرَيَّـا والصَّبـاحُ يَرُوعُهـا
أَخُو سَقْطَـةٍ أَو ظَالـعٌ مُتَحامِـل
إِذا أَنْتَ أُعْطِيتَ السَّعادَة لَـم تُبَـلْ
وَإِنْ نَظرَتْ شَزْراً إِلَيـكَ القَبائِـل
تَقَتْكَ عَلى أَكتـافِ أبطَالهَـا القَنـا
وَهَابَتْكَ فِي أغمَادهِـنَّ المَناصِـل
وَإِنْ سَدَّدَ الأَعداءُ نَحـوَكَ أسْهُمـاً
نكَصْنَ عَلـى أَفْواقِهِـنَّ المَعابِـل
تَحَامَى الرَّزَايا كُلَّ خُـفّ وَمَنْسِـم
وَتَلْقَى رَدَاهُنَّ الـذُّرَى والكَواهِـل
وَتَرْجِعُ أعقَـابُ الرِّمَـاحِ سَليمَـةً
وَقَد حُطِمتْ فِي الدَّارِعينَ العَوامِـل
فَإِن كنْتَ تَبْغِي العِزَّ فَابْغِ تَوَسّطـاً
فَعندَ التَّناهِـي يَقْصُـرُ المُتطَـاوِل
تَوَقَّى البُدُورٌ النقصَ وَهْـيَ أهِلَّـةٌ
ويُدْرِكُها النُّقْصانُ وَهْـيَ كَوَامِـل

الدر المكنون
21-08-2008, 11:49 PM
اختيار مميز


وابداع في الاختيار

وذوق راقي واحساس

صادق

سلمتِ على النقل

الجورى الاحمر
21-08-2008, 11:50 PM
مشكوووووووووووووره ياقلبى على الى معلومات000000000

ناصر الزعبي
21-08-2008, 11:53 PM
يعطيك العافية اختي الجوري

الجوووري
21-08-2008, 11:59 PM
ياملوك البلاد





يا ملوك البلادِ ، فُزتم بنَسءِ العُمر
والجـورُ شأنكـم فـي النَّـسـاءِ
ما لكم لا ترَوْنَ طُـرْقَ المعالـي
قد يـزورُ الهيجـاءَ زيـرُ نسـاءِ
يرْتجـي النـاسُ أن يقـومَ إمـامٌ
ناطـقٌ، فـي الكتيبـةِ الخرْسـاءِ
كَذَبَ الظنُّ، لا إمامَ سـوى العقـلِ
مشيـراً فـي صبْحـه والمسـاءِ
فإذا مـا أطعْتَـهُ جلَـب الرحمـةَ
عـنـد المسـيـر والإرســـاءِ
إنمـا هـذه المذاهِـبُ أسـبـابٌ
لجـذبِ الدنيـا إلـى الـرّؤسـاءِ
غرَضُ القوم مُتعـةٌ ، لا يَرِقّـون
َ لـدمـع الشّـمّـاءِ والخنـسـاءِ
كالـذي قـامَ يجـمـعُ الـزَّنـجَ
بالبصـرة والقَرْمَطـيَّ بالأَحسـاء
فانفردْ ما استطعتَ، فالقائلُ الصادقُ
يُضحـي ثِقـلاً علـى الجُلـسـاء

الجوووري
22-08-2008, 12:01 AM
اخـشَ اللَّـه مــولاك



إذا قيل لك : اخشَ اللَّه
مـولاك ، فـقـلْ آرا
كأنّ الأنجـمَ السبعـة
فـي لُعـبـة بُـقّـارا
خُزامـى ، وأقاحـيُّ
وصفـراءُ ، وشُقّـارا
ومَنْ فوقَ الثرى يَصغُرُ
في أجـزاءِ مـنْ وارا
وأصبحتُ مـع الدّنْيـا
أدارِيهـا كمـنْ دارى
إذا بـارأهـا قــوْمٌ
فقلبـي حبُّهـا بـارى
وما يُرْهِبُنـي جـاريَ
إنْ ناضـلَ أو جـارى
وما عِرسـيَ حـوراءُ
ولا خُبـزيَ حُــوّارا

الجوووري
22-08-2008, 12:18 AM
لا تُطيعي هـواكِ


:
.

لا تُطيعي هواكِ ، أيّتُهـا النفـسُ
فنعمـى المليـك فيـنـا ربيـبَـهْ
وابن جحشٍ ، لمّا تنصّر ، لم ترْكُنْ
إلـى مـا يـقـولُ، أمُّ حَبيـبـه
وبلالٌ يَحكي ابنَ تمرةَ في الخِفّـة
أوفـى مـن عنتـرَ ابـنِ زَبيبـه
لا أغـادي مَفـارقـي بصبـيـبٍ
وأخلّـي والقـفـرَ آلَ صبيـبـه
إنّ خيراً مـن اختـراشِ ضِبـاب
الأرضِ للناشىء ، اتخاذُ ضبيبـه
كيف أضحتْ شبيبة القلب حمـراءَ
وزالـت مـن السّـواد الشّبيـبـه
فالزمي النّسك إن علقتِ ، وفـرّي
من ذوي الجهل كي تُعَـدّي لبيبـه

الجوووري
22-08-2008, 12:19 AM
إن يصحبِ الروحَ


:
.

إن يصحبِ الروحَ




إن يصحبِ الروحَ عقلي، بعد مَظعنِها
للموتِ، عني فأجدِرْ أن ترى عجَبـا
وإنْ مضَتْ في الهواءِ الرّحبِ هالكةً
هلاكَ جِسميَ في تُرْبـي، فواشجبـا
الدّيـنُ إنصافُـكَ الأقـوامَ كلَّـهـمُ
وأيُّ دينٍ لآبـي الحـقّ إنْ وجبـا؟
والمرءُ يُعييه قَودُ النفـسِ، مُصبِحـةً
للخير، وهو يقودُ العسكَـر اللّجبـا
وصوْمُه الشهرَ، ما لم يجنِ مَعصيِتَةً
يُغنيهِ عن صَومه شعبانَ ، أو رَجَبـا
ومـا اتّبعـتُ نجيبـاً فـي شمائلـه
وفي الحمامِ تبعـتُ السّـادة النُّجُبـا
واحذَرْ دعـاءَ ظليـم فـي نعامتِـه
فرُبّ دَعـوةِ داعٍ تَخـرقُ الحجُبـا

الجوووري
22-08-2008, 12:21 AM
أَيـا طفـلَ


:
.



أَيا طفـلَ الشَّفيقـةِ، إِنَّ رَبِّـي
عَلى مَا شَاءَ مِن أَمـرٍ، مُقيـتُ
تَكَلَّـمُ، بعـد موتـكَ، باعتبـارٍ
وقَدْ أودَى بِـك النَّبـأ المَقيـتُ
تَقولُ حَللتُ عاجلتِـي، بكرْهـي
فعِشتُ وكَم لُدِدتُ وكـم سُقيـتُ
رَقيتُ الحولُ، شهراً بَعد شَهـرٍ
فليتِي فِي الأهِلّـةِ، مَـا رقيـتُ
فلمَّا صيحَ بِي، ودَنـا فِطَامِـي
تيمّمنِي الحِمـامُ، فَمـا وُقيـتُ
تركتُ الـدَّارَ خاليـةً، لغيـري
ولو طالَ المقـامُ بِهـا شَقيـتُ
نَقيتُ، فما دَنِستُ، ولو تَمـادتْ
حياةٌ بِي، دَنِسـتُ، فمـا نقيـتُ
وما يُدريـكِ باكيتِـي؟ عسانِـي
لسُكنِى الفَوز فِي الأخرَى انتُقيتُ
رَقتنِي الرَّاقياتُ، وحُـمَّ يومِـي
فغادرَنِـي، كأَنِّـي مَـا رُقيـتُ
هَبينِي عشتُ عُمرَ النّسرِ فِيهـا
وكانَ الموتُ آخـرَ مَـا لقيـتُ
فقيراً، فاستُضِمْتُ، بـلا اتّقـاءٍ
لِربِّـي، أو أمـيـراً فاتُّقـيـتُ
ومِن صُنْع المليـكِ إلَـيَّ أنِّـي
تعجَّلْتُ الرَّحيـلَ، فَمـا بقيـتُ
لوَ أَنِّي هَضبُ شَابـةَ لارتُقِيـتُ
ومَاءٌ، فِي القـرَارةِ، لاستُقيـتُ

الجوووري
22-08-2008, 12:23 AM
إِذا طَـرَقَ المِسكيـنُ


:
.







إِذا طَرَقَ المِسكيـنُ دارَكَ فَاِحبُـهُ
قَليلاً وَلَـو مِقـدارَ حَبَّـةِ خَـردَلِ
وَلا تَحتَقِر شَيئـاً تُساعِفُـهُ بِـهِ
فَكَم مِن حَصاةٍ أَيَّدَت ظَهرَ مِجـدَلِ
وَما كَبِدُ العُصفورِ وَهـيَ ضَئيلَـةٌ
بِعاجِزَةٍ عَن ضَبطِها نَفسَ أَجـدَلِ
لَطالَ عَلَيَّ الوَقتُ وَالنَفسُ عُمرُه
اكَأَقصَرِ ظِلٍّ فِي الزَمانِ الشَمَـردَلِ
مَدى حَيَوانٍ فِـي هَـواءٍ وَلُجَّـةٍ
وَأَرضٍ وَتُربٍ مُستَكِـنٍّ وَجَنـدَلِ
فَبَيَّنَ إِذا حاوَلـتَ إِفهـامَ سامِـعٍ
فَإِنَّ بَيانـاً مِـن قَضـاءٍ مُعَـدَّلِ
تَقولُ حُمَيدٌ قالَ وَالمَـرءُ مـادَرى
حُمَيدَ اِبنَ ثَورٍ أَم حُمَيدَ بنَ بَحـدَلِ
إِذا مَا دَعِيُّ القَومِ ضَاهَى صَريحَهُ
مفَلا تَنكُرَن وَاِعدُدهُ آخَـرَ عَبـدَلِ
أَلَيسَ كَباقي أَحرُفِ الوَزنِ لامُـهُ
وَما فُصِلَت مِن لامِ سَهلٍ وَأَهـدَل

الجوووري
22-08-2008, 12:24 AM
إصفحْ وجاهر



:
.




إصفحْ ، وجاهر ، بالمرادِ ، الفتى
ولا يقـولـوا هــو معـتـابُ
إن رابـنـا الـدّهـرُ بأفعـالـه
فكلُّـنـا، بالـدهـر ، مـرتـابُ
فاعفُ، ولا تعتب عليـه ، فكـم
أودى بـه عــوفٌ وعـتّـابُ
لو ضُرِبَ الغاوون بالسيـف ، لا
بالسوط ، حدُّ الخمرِ مـا تابـوا
تلك مـن اجتابَـت لـه صـورةٌ
فهـو، لسُخـط اللَّـهِ ، مجتـابُ
نمنا على الشَّيبِ ، فهـل زارنـا
طيفٌ ، لأصل الشرخ ، منتابُ ؟
هيهـاتَ لا تحمِلُـه ، نحـونـا
سـروجُ أفــراسٍ ، وأقـتـابُ

الجوووري
22-08-2008, 12:34 AM
يَا سَاهِرَ البَرْقِ



:
.

يَا سَاهِرَ البَـرْقِ أيقِـظْ راقِـدَ السَّمُـرِ
لعَلّ بالجِـزْعِ أعوانـاً عَلَـى السّهَـرِ
وإنْ بَخِلْـتَ عـن الأحـيـاء كلّـهـمِ
فاسْقِ المَواطِرَ حَيّـاً مـن بَنِـي مَطَـرِ
ويَـا أسِيـرةَ حِجْلَيْـهـا أَرَى سَفَـهـاً
حَمْلَ الحُلِيّ لِمَـنْ أعْيـا عَـن النَّظَـرِ
مَا سِرْتُ إلا وطَيْفٌ مِنـكِ يصْحَبُنِي
سُرىً أمَامِـي وتأوِيبـاً عَلَـى أثـري
لَو حَطّ رَحْلـيَ فَـوْقَ النجْـمِ رافِعُـه
وجَـدتُ ثَـمّ خَيـالاً منـكِ مُنتظِـري
يَــوَدّ أنّ ظَــلامَ اللّـيْـلِ دامَ لَــه
وزِيـدَ فِيـهِ سَـوَادُ القَلْـبِ والبَصَـرِ
لَو اخْتَصَرْتم مـن الإحسـانِ زُرْتُكـمُ
والعَذْبُ يُهْجَرُ للإفـراطِ فِـي الخَصَـرِ
أبَعْـدَ حَـوْلٍ تُناجـي الشّـوْق نَاجيـةٌ
هَلاّ ونَحنُ علـى عَشْـرٍ مـن العُشَـرِ
كَم بَاتَ حَوْلَـكِ مـن رِيـمٍ وجازِيَـةٍ
يَستَجدِيانِـكِ حُسْـنَ الـدّلّ والـحَـوَرِ
فما وَهبْتِ الـذي يَعرِفـنَ مِـن خِلَـقٍ
لكن سَمَحـتِ بِمـا يُنْكِـرْنَ مـن دُرَرِ
ومَا تَركْـتِ بـذاتِ الضّـالِ عاطِلَـةً
مـن الظّبـاء ولا عَـارٍ مـن البَقَـرِ
قَلّـدْتِ كـلّ مَهـاةٍ عِـقْـدَ غانـيَـةٍ
وفُـزْتِ بالشّكْـرِ فِـي الآرامِ والعُفُـرِ
ورُبّ ساحِـبِ وَشْـيٍ مِـنْ جآذِرِهَـا
وكان يَرْفُـلُ فِـي ثَـوْبٍ مـن الوَبَـرِ
حسّنْـتِ نَظْـمَ كـلامٍ تُوصَفيـنَ بِـهِ
ومَنْـزِلاً بـكِ مَعْمـوراً مـن الخَفَـرِ
فالحُسنُ يَظهـرُ فِـي شيئيـن رَوْنقُـه
بيتٍ من الشِّعْرِ أو بيْـتٍ مـن الشّعَـرِ
أقـولُ والوحْـشُ تَرْمينِـي بأعْيُنِـهـا
والطّيرُ تَعجَبُ منِّـي كيـفَ لَـم أطِـرِ
لمُشْمَعِلّـيْـنِ كالسّيْفَـيـن تَحتَـهـمـا
مثلُ القَناتَين مـن أيـنٍ ومِـن ضُمُـرِ
فِي بَلدةٍ مثْلِ ظَهْـرِ الظّبْـيِ بِـتُّ بِهـا
كأنّنِي فـوقَ رَوْقِ الظّبْـي مِـن حَـذَرِ
لا تَطْوِيـا السّـرّ عنّـي يَـومَ نائبـةٍ
فـإنّ ذلـك ذَنْـبٌ غـيـرُ مُغْتَـفَـرِ
والخِلُّ كالمـاء يُبْـدي لِـي ضمائـرَه
مـع الصّفـاء ويُخْفيهـا مـع الكَـدَرِ
يَـا رَوّعَ الله سَوْطـي كـم أرُوعُ بِـهِ
فُـؤادَ وجْنَـاءَ مثـلَ الطائـرِ الحَـذِرِ
باهَـتْ بِمَهْـرَةَ عَدنانـاً فَقلـتُ لَـهـا
لَولا الفُصَيْصِيّ كان المَجدُ فِـي مُضَـرِ
وقـد تَبَيّـنَ قَــدْري أن معرِفَـتِـي
مَن تَعلَميـنَ ستُرْضينِـي عـن القَـدَرِ
القاتِـلُ المحْـل إذ تبْـدو السمـاءُ لنـا
كأنَّهـا مـن نَجيـعِ الجَـدْبِ فِـي أُزُرِ
وقاسِمُ الجُـودِ فِـي عـالٍ ومنخفِـضٍ
كقِسْمةِ الغيـثِ بيـن النّجـم والشَجَـرِ
ولَو تَقَدّمَ فِـي عَصـر مضَـى نزلَـتْ
فِي وَصْفِـهِ مُعْجِـزاتُ الآيِ والسَـوَرِ
يُبينُ بالبِشْـر عـن إحْسـان مصطنـع
كالسّيْـفِ دَلّ علـى التّأثيـرِ بالأثَـرِ
فلا يَغُرّنْـكَ بِشْـرٌ مِـن سِـواه بَـدا
ولَـو أنـار فكـمْ نَـوْرٍ بـلا ثَـمَـرِ
يَا ابن الأولَى غيرَ زَجْرِ الخيلِ مَا عرَفوا
إذ تَعرِفُ العُرْبُ زَجرَ الشـاء والعَكَـرِ
والقائِديهَـا مـع الأضيـافِ تتْبعُـهـا
أُلاّفُهـا وأُلــوفُ الــلأمِ والـبِـدَرِ
جَمالَ ذي الأرض كانوا فِي الحياة وهُم
بعدَ الممـاتِ جَمـالُ الكُتْـبِ والسِّيَـرِ
وافَقْتَهُمْ فِـي اختـلافٍ مـن زَمانكـمُ
والبَدرُ فِي الوهْنِ مثلُ البدرِ فِي السّحـرِ
المُـوقِـدُونَ بنـجْـدٍ نــارَ بـاديَـةٍ
لا يَحضُرونَ وفَقْدُ العِزّ فِـي الحَضَـرِ
إذا هَمَـى القَطْـرُ شَبَتْـهـا عَبيـدُهـمُ
تَحـتَ الغَمائـم للسّـاريـن بالقُـطُـرِ
مِن كُلّ أزْهَـرَ لَـم تَأشَـرْ ضَمائِـرُهُ
لِلَثْـمِ خــدّ ولا تقْبِـيـلِ ذي أُشُــرِ
لكـنْ يُقْبّـلُ فُـوهُ سامعَـيْ فَــرَسٍ
مقابلَ الخَلْـقِ بيـنَ الشمْـسِ والقَمَـرِ
كَـأنّ أُذْنَيْـه أعطَـتْ قلبَـه خـبَـراً
عنِ السمـاءِ بِمـا يلقَـى مـن الغِيَـرِ
يُحِـسّ وطءَ الرّزايـا وهْـيَ نـازلـةٌ
فيُنْهِبُ الجرْيَ نفْـسَ الحـادثِ المَكِـرِ
مِـن الجِيـادِ اللّواتِـي كَـان عَوّدَهـا
بنُو الفُصَيـصِ لقـاء الطعـن بالثُّغَـرِ
تغْنَى عن الوِرْدِ إنْ سلّـوا صَوارِمَهُـمْ
أمامَهـا لاشْتِبـاهِ البِيـضِ بالـغُـدُرِ
أعـاذَ مَـجْـدَكَ عـبْـدَ اللهِ خالـقُـه
من أعْينِ الشّهْبِ لا من أعْيـنِ البَشَـرِ
فالعَيْـنُ يَسْلَـمُ منهـا مـا رأتْ فنبَـتْ
عنه وتَلْحَقُ ما تَهْـوَى مـن الصّـورِ
فكم فريسـةِ ضِرْغـامٍ ظفِـرْتَ بِهـا
فحُزْتَها وهْـيَ بيْـنَ النّـابِ والظُّفُـرِ
مَاجَـتْ نُمَيـرٌ فهاجَـتْ منـكَ ذا لِبَـدٍ
واللّيْـثُ أفْتَـكُ أفعـالاً مـن النّـمِـرِ
همّـوا فأمّـوا فلمّـا شارفـوا وقَفـوا
كوِقْفَةِ العَيْـرِ بيـن الـوِرْدِ والصّـدَرِ
وأضعـفَ الرّعْـبُ أيدِيهِـم فطعْنُهُـمُ
بالسّمهرِيّـةِ دُونَ الـوَخْـزِ بـالإبَـرِ
تُلقِي الغوانِي حفيظَ الـدُّر مـن جَـزَعٍ
عنها وتُلْقي الرّجالُ السَّرْدَ مـن خَـوَرِ
فكـم دِلاصٍ علـى البطحـاء ساقطـةٍ
وكـم جُمـانٍ مـع الحَصْبـاءِ مُنْتَثِـرِ
دعِ اليَـرَاعَ لِقَـوْمٍ يَفـخـرونَ بِــهِ
وبالـطّـوَالِ الرّديْنـيّـات فافتَـخـرِ
فهُـنّ أقلامُـكَ الـلاتِـي إذا كتـبَـتْ
مَجْـداً أتَـتْ بِمِـدادٍ مـن دمٍ هَــدَرِ
وكُـلِّ أبيـضَ هنـديٍّ بِـهِ شُـطَـبٌ
مثْـلُ التّكسّـرِ فِـي جـارٍ بِمنْـحَـدرِ
تَغَايَـرَتْ فِيـه أرواحٌ تَـمُـوتُ بِــهِ
مـن الضَرَاغِـمِ والفُرْسـانِ والجُـزُرِ
رَوْضُ المَنايـا علـى أنّ الدّمـاءَ بِـهِ
وإنْ تَخَالَفْـنَ أبْـدالٌ مــن الـزّهـرِ
مَا كنْتُ أحسَـبُ جَفْنـاً قبـل مسْكنِـه
فِي الجفْنِ يُطْوَى عَلَـى نـارٍ ولا نَهَـرِ
ولا ظَنَنْـتُ صِغـارَ النّمْـلِ يُمكِنُهـا
مَشْيٌ على اللُّجّ أو سَعْيٌ علـى السُّعُـرِ
قَالـت عُداتُـك ليـس المَجـدُ مُكتسَبـاً
مقالةَ الهُجـن ليـس السّبْـقُ بالحُضُـرِ
رأوْك بالعَيـنِ فاسْتَغْوَتْـهُـمُ ظِـنَـنٌ
ولَـم يَـرَوْكَ بفِكْـرٍ صـادِقِ الخَبَـرِ
والنّجْمُ تستصْغِرُ الأبصـارُ صورتَـه
والذنْبُ للطَّرْفِ لا للنجمِ فِـي الصّغَـرِ
يا غيْثَ فَهْمِ ذَوي الأفهـام إِن سَـدِرَتْ
إبْلـي فمـرْآك يَشْفِيهـا مـن السَّـدَرِ
والمَـرْءُ مَـا لَـم تُفِـدْ نَفْعـاً إقامتُـه
غَيْمٌ حَمَ الشَّمسَ لَم يُمْطِـرْ وَلَـم يَسِـرِ
فزانَـهـا اللهُ أن لاقـتْـكَ زِيـنـتَـه
بَنـاتِ أَعْـوَجَ بالأحْجـالِ والـغُـرَرِ
أفْنَـى قُواهـا قليـلُ السّيـرِ تُدْمِـنُـهُ
والغَمْرُ يُفنِيه طـولُ الغَـرْفِ بالغُمَـرِ
حتَّى سطَرْنا بِها البَيْداءَ عـن عُـرُضٍ
وكلُّ وَجْناءَ مثْلُ النّـونِ فِـي السَّطَـرِ
علُوْتُـمُ فتواضَعْـتُـمْ عـلـى ثِـقَـةٍ
لَمّـا تَوَاضَـعَ أقْـوامٌ علـى غَــرَرِ
والكِبْـرُ والحمْـدُ ضِـدّانِ اتّفاقُهـمـا
مثْـلُ اتّفـاقِ فَتَـاءِ السّـنّ والكِـبَـرِ
يُجْنَـى تَزَايُـدُ هـذا مـن تَناقُـضِ ذا
والليلُ إنْ طالَ غـالَ اليـومَ بالقِصَـرِ
خَـفّ الـوَرى وأقرّتْـكـمْ حُلُومُـكُـمُ
والجَمْـرُ تُعْـدَمُ فيـه خِفّـةُ الـشّـرَرِ
وأنْتَ مَـنْ لـو رأى الإنسـانُ طَلْعَتَـه
فِي النّوْم لَم يُمْسِ من خَطْبٍ على خَطَـرِ
وعَبْـدُ غيْـرِكَ مضْـرُورٌ بِخِدْمَـتِـهِ
كالغِمْدِ يُبْليه صَـوْنُ الصّـارِمِ الذّكَـرِ
لـولا قُدومُـكَ قبْـلَ النّحْـرِ أخّــرَهُ
إلَـى قدومِـك أهْـلُ النفْـعِ والضّـرَرِ
سافَـرْتَ عنّـا فظَـلّ النّـاسُ كلّـهُـمُ
يُراقبـونَ إيـابَ العِيـدِ مِـن سَـفَـرِ
لوْ غِبْـتَ شَهْـرَكَ موْصُـولاً بتابِعِـه
وأبْتَ لانْتقـلَ الأضْحَـى إلَـى صَفَـرِ
فاسْعَـدْ بِمَجْـدٍ ويـوْمٍ إذ سَلِمـتَ لنـا
فمـا يَزيـدُ علـى أيّامِـنـا الأُخَــرِ
ولا تَـزَلْ لــكَ أَزمــانٌ مُمَتِّـعَـةٌ
بـالآلِ والحـالِ والعَليـاءِ والعُـمُـرِ