ريانه العود
17-09-2008, 01:18 AM
قال شيخ الإسلام رحمه الله
فصل
قوله ( و يل لكل همزة لمزة )
هو الطعان العياب كما قال ( هماز مشاء بنميم )
و قال ( و منهم من يلمزك فى الصدقات )
و قال ( الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين )
و الهمز أشد لأن الهمز الدفع بشدة و منه الهمزة من الحروف و هي نقرة في الحلق
و منه ( و قل رب أعوذ بك من همزات الشياطين )
و منه قول النبى صلى الله عليه و سلم ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه و نفخه و نفثه )
و قال همزه الموتة و هى الصرع فالهمز مثل الطعن لفظا و معنى
و اللمز كالذم و العيب و إنما ذم من يكثر الهمز و اللمز فإن الهمزة و اللمزة هو الذي يفعل ذلك كثيرا
و ( الهمزة ) و ( اللمزة )
الذي يفعل ذلك به كما فى نظائره مثل الضحكة و الضحكة و اللعبة و اللعبة
وقوله ( الذي جمع مالا و عدده )
و صفه بالطعن فى الناس و العيب لهم و بجمع المال و تعديده و هذا نظير قوله ( إن الله لا يحب كل مختال فخور) الذين يبخلون في النساء و الحديد
فإن الهمزة اللمزة يشبه المختال الفخور و الجماع المحصي نظير البخيل
و كذلك نظيرهما ( قوله هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم )
و صفه بالكبر و البخل و كذلك قوله ( و أما من بخل و إستغنى )
فهذه خمس مواضع و ذلك ناشيء عن حب الشرف و المال فإن محبة الشرف تحمل إنتقاص غيره بالهمز و اللمز و الفخر و الخيلاء
و محبة المال تحمل على البخل و ضد ذلك من أعطى فلم يبخل وإتقى فلم يهمز و لم يلمز و أيضا فإن المعطى نفع الناس و المتقى لم يضرهم فنفع و لم يضر
و أما المختال الفخور البخيل فإنه ببخله منعهم الخير و بفخره سامهم الضر فضرهم و لم ينفعهم
و كذلك ( الهمزة الذي جمع مالا )
و نظيره قارون الذي جمع مالا و كان من قوم موسى فبغى عليهم
و من تدبر القرآن و جد بعضه يفسر بعضا فإنه كما قال ابن عباس فى رواية الوالى مشتمل على الأقسام و الأمثال و هو تفسير ( متشابها مثاني )
لهذا جاء كتاب الله جامعا كما قال صلى الله عليه و سلم ( أعطيت جوامع الكلم )
و قال تعالى ( كتابا متشابها مثاني ) فالتشابه يكون فى الأمثال و المثاني فى الأقسام
فإن التثنية فى مطلق التعديد كما قد قيل فى قوله ( إرجع البصر كرتين )
و كما فى قول حذيفة ( كنا نقول بين السجدتين رب إغفر لي رب إغفر لي
و كما يقال فعلت هذا مرة بعد مرة فتثنية اللفظ يراد به التعديد لأن العدد ما زاد على الواحد و هو أول التثنية و كذلك ثنيت الثوب أعم من أن يكون مرتين فقط أو مطلق العدد
فهو جميعه متشابه يصدق بعضه بعضا ليس مختلفا بل كل خبر و أمر منه يشابه الخبر لإتحاد مقصود الأمرين و لإتحاد الحقيقة التى إليها مرجع الموجودات .
فلما كانت الحقائق المقصودة و الموجودة ترجع إلى أصل و احد و هو الله سبحانه كان الكلام الحق فيها خبرا و أمرا متشابها ليس بمنزلة المختلف المتناقض كما يوجد فى كلام أكثر البشر و المصنفون -الكبار منهم- يقولون شيئا ثم ينقضونه
و هو جميعه مثانى لأنه إستوفيت فيه الأقسام المختلفة
فإن الله يقول ( و من كل شيء خلقنا زوجين )
فذكر الزوجين مثاني و الإخبار عن الحقائق بما هي عليه بحيث يحكم على الشيء بحكم نظيره و هو حكم على المعنى الواحد المشترك خبرا أو طلبا خطاب متشابه فهو متشابه مثاني ))
( مجموع الفتاوى، الجزء 16، صفحة 523.)
فصل
قوله ( و يل لكل همزة لمزة )
هو الطعان العياب كما قال ( هماز مشاء بنميم )
و قال ( و منهم من يلمزك فى الصدقات )
و قال ( الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين )
و الهمز أشد لأن الهمز الدفع بشدة و منه الهمزة من الحروف و هي نقرة في الحلق
و منه ( و قل رب أعوذ بك من همزات الشياطين )
و منه قول النبى صلى الله عليه و سلم ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه و نفخه و نفثه )
و قال همزه الموتة و هى الصرع فالهمز مثل الطعن لفظا و معنى
و اللمز كالذم و العيب و إنما ذم من يكثر الهمز و اللمز فإن الهمزة و اللمزة هو الذي يفعل ذلك كثيرا
و ( الهمزة ) و ( اللمزة )
الذي يفعل ذلك به كما فى نظائره مثل الضحكة و الضحكة و اللعبة و اللعبة
وقوله ( الذي جمع مالا و عدده )
و صفه بالطعن فى الناس و العيب لهم و بجمع المال و تعديده و هذا نظير قوله ( إن الله لا يحب كل مختال فخور) الذين يبخلون في النساء و الحديد
فإن الهمزة اللمزة يشبه المختال الفخور و الجماع المحصي نظير البخيل
و كذلك نظيرهما ( قوله هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم )
و صفه بالكبر و البخل و كذلك قوله ( و أما من بخل و إستغنى )
فهذه خمس مواضع و ذلك ناشيء عن حب الشرف و المال فإن محبة الشرف تحمل إنتقاص غيره بالهمز و اللمز و الفخر و الخيلاء
و محبة المال تحمل على البخل و ضد ذلك من أعطى فلم يبخل وإتقى فلم يهمز و لم يلمز و أيضا فإن المعطى نفع الناس و المتقى لم يضرهم فنفع و لم يضر
و أما المختال الفخور البخيل فإنه ببخله منعهم الخير و بفخره سامهم الضر فضرهم و لم ينفعهم
و كذلك ( الهمزة الذي جمع مالا )
و نظيره قارون الذي جمع مالا و كان من قوم موسى فبغى عليهم
و من تدبر القرآن و جد بعضه يفسر بعضا فإنه كما قال ابن عباس فى رواية الوالى مشتمل على الأقسام و الأمثال و هو تفسير ( متشابها مثاني )
لهذا جاء كتاب الله جامعا كما قال صلى الله عليه و سلم ( أعطيت جوامع الكلم )
و قال تعالى ( كتابا متشابها مثاني ) فالتشابه يكون فى الأمثال و المثاني فى الأقسام
فإن التثنية فى مطلق التعديد كما قد قيل فى قوله ( إرجع البصر كرتين )
و كما فى قول حذيفة ( كنا نقول بين السجدتين رب إغفر لي رب إغفر لي
و كما يقال فعلت هذا مرة بعد مرة فتثنية اللفظ يراد به التعديد لأن العدد ما زاد على الواحد و هو أول التثنية و كذلك ثنيت الثوب أعم من أن يكون مرتين فقط أو مطلق العدد
فهو جميعه متشابه يصدق بعضه بعضا ليس مختلفا بل كل خبر و أمر منه يشابه الخبر لإتحاد مقصود الأمرين و لإتحاد الحقيقة التى إليها مرجع الموجودات .
فلما كانت الحقائق المقصودة و الموجودة ترجع إلى أصل و احد و هو الله سبحانه كان الكلام الحق فيها خبرا و أمرا متشابها ليس بمنزلة المختلف المتناقض كما يوجد فى كلام أكثر البشر و المصنفون -الكبار منهم- يقولون شيئا ثم ينقضونه
و هو جميعه مثانى لأنه إستوفيت فيه الأقسام المختلفة
فإن الله يقول ( و من كل شيء خلقنا زوجين )
فذكر الزوجين مثاني و الإخبار عن الحقائق بما هي عليه بحيث يحكم على الشيء بحكم نظيره و هو حكم على المعنى الواحد المشترك خبرا أو طلبا خطاب متشابه فهو متشابه مثاني ))
( مجموع الفتاوى، الجزء 16، صفحة 523.)