ALZaeem
21-09-2008, 08:54 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خصائص عشر الأواخر من رمضان
تأملْ أيها المسلم في ساعتك، وانظر إلى عقرب الساعة وهو يأكل
الثواني أكلاً، لا يتوقف ولا ينثني، بل لا يزال يجري ويلتهم الساعات
والثواني، سواء كنت قائماً أو نائماً، عاملاً أو عاطلاً، وتذكّرْ أن كل
لحظة تمضي، وثانية تنقضي فإنما هي جزء من عمرك، وأنها مرصودة
في سجلك ودفترك، ومكتوب في صحيفة حسناتك أو سيئاتك، فاتّق الله
في نفسك، واحرص على شغل أوقاتك فيما يقربك إلى ربك، ويكون سبباً
لسعادتك وحسن عاقبتك، في دنياك وآخرتك.
وإذا كان قد ذهب من هذا الشهر أكثره، فقد بقي فيه أجلّه وأخيره، لقد بقي
فيه العشر الأواخر التي هي زبدته وثمرته، وموضع الذؤابة منه.
ولقد كان صلى الله عليه وسلم يعظّم هذه العشر، ويجتهد فيها اجتهاداً
حتى لا يكاد يقدر عليه، يفعل ذلك – صلى الله عليه وسلم- وقد غفر الله
له ما تقدم من ذنبه وما تأخّر، فما أحرانا نحن المذنبين المفرّطين أن
نقتدي به – صلى الله عليه وسلم- فنعرف لهذه الأيام فضلها، ونجتهد فيها
لعل الله أن يدركنا برحمته، ويسعفنا بنفحة من نفحاته، تكون سبباً
لسعادتنا في عاجل أمرنا وآجله.
روى الإمام مسلم عن عائشة – رضي الله عنها- قالت: "كان رسول الله
– صلى الله عليه وسلم- يجتهد في العشر الأواخر، ما لا يجتهد في غيره".
وفي الصحيحين عنها قالت: "كان النبي – صلى الله عليه وسلم- يخلط
العشرين بصلاة ونوم، فإذا كان العشر شمَّر وشدّ المئزر".
فقد دلت هذه الأحاديث على فضيلة العشر الأواخر من رمضان، وشدة
حرص النبي – صلى الله عليه وسلم- على اغتنامها والاجتهاد فيها بأنواع
القربات والطاعات، فينبغي لك أيها المسلم أن تفرغ نفسك في هذه الأيام
وتخفّف من الاشتغال بالدنيا، وتجتهد فيها بأنواع العبادة من صلاة وقراءة
وذكر وصدقة، وصلة للرحم وإحسان إلى الناس. فإنها –والله- أيام معدودة
ما أسرع أن تنقضي، وتُطوى صحائفها، ويُختم على عملك فيها،
وأنت – والله - لا تدري هل تدرك هذه العشر مرة أخرى، أم يحول بينك
وبينها الموت، بل لا تدري هل تكمل هذه العشر، وتُوفّق لإتمام هذا الشهر
فالله الله بالاجتهاد فيها والحرص على اغتنام أيامها وليالها، وينبغي لك أيها
المسلم أن تحرص على إيقاظ أهلك، وحثهم على اغتنام هذه الليالي المباركة
ومشاركة المسلمين في تعظيمها والاجتهاد فيها بأنواع الطاعة والعبادة.
ولنا في رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أسوة حسنة فقد كان
إذا دخل العشر شدَّ مئزره، وأحيا ليله وأيقظ أهله.
وإيقاظه لأهله ليس خاصاً في هذه العشر، بل كان يوقظهم في سائر السنة
ولكن إيقاظهم لهم في هذه العشر كان أكثر وأوكد. قال سفيان الثوري:
أحب إليّ إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل، ويجتهد فيه،
ويُنهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك.
وإن لمن الحرمان العظيم، والخسارة الفادحة، أن نجد كثيراً من المسلمين
تمر بهم هذه الليالي المباركة، وهم عنها في غفلة معرضون، فيمضون
هذه الأوقات الثمينة فيما لا ينفعهم، فيسهرون الليل كله أو معظمه في
لهو ولعب، وفيما لا فائدة فيه، أو فيه فائدة محدودة يمكن تحصيلها في
وقت آخر، ليست له هذه الفضيلة والمزية.
وتجد بعضهم إذا جاء وقت القيام، انطرح على فراشه، وغطّ في نوم عميق
وفوّت على نفسه خيراً كثيراً ، لعله لا يدركه في عام آخر.
ومن خصائص هذه العشر:
ما ذكرته عائشة من أن النبي – صلى الله عليه وسلم- كان يحيي ليله،
ويشدّ مئزره، أي يعتزل نساءه ليتفرغ للصلاة والعبادة.
وكان النبي – صلى الله عليه وسلم- يحيي هذه العشر اغتناماً لفضلها
وطلباً لليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
وقد جاء في صحيح مسلم عن عائشة – رضي الله عنها- قالت:
ما أعلم – صلى الله عليه وسلم- قام ليلة حتى الصباح" ولا تنافي بين هذين
الحديثين، لأن إحياء الليل الثابت في العشر يكون بالصلاة والقراءة والذكر
والسحور ونحو ذلك من أنواع العبادة، والذي نفته، هو إحياء الليل بالقيام فقط.
ومن خصائص هذه العشر أن فيها ليلة القدر، التي قال الله عنها:
(ليلة القدر خير من ألف شهر، تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من
كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر).
وقال فيها: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين، فيها يفرق كل أمر حكيم)
أي يفصل من اللوح المحفوظ إلى الملائكة الكاتبين كل ما هو كائن في تلك السنة
من الأرزاق والآجال والخير والشر، وغير ذلك من أوامر الله المحكمة العادلة.
يقول النبي – صلى الله عليه وسلم- "وفيه ليلة خير من ألف شهر من
حُرمها فقد حُرم الخير كله، ولا يُحرم خيرها إلا محروم"
حديث صحيح رواه النسائي وابن ماجه.
قال الإمام النحعي: "العمل فيها خير من العمل في ألف شهر سواها".
وقد حسب بعض العلماء "ألف شهر" فوجدوها ثلاثاً وثمانين سنة وأربعة
أشهر، فمن وُفّق لقيام هذه الليلة وأحياها بأنواع العبادة، فكأنه يظل يفعل
ذلك أكثر من ثمانين سنة، فياله من عطاء جزيل، وأجر وافر جليل، من
حُرمه فقد حُرم الخير كله.
وفي الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال:
"من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدّم من ذنبه"
وهذه الليلة في العشر الأواخر من رمضان لقول النبي – صلى الله عليه وسلم-
"تحرّوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان" متفق عليه.
وهي في الأوتار منها أحرى وأرجى، وفي الصحيحين أن النبي
– صلى الله عليه وسلم- قال: التمسوها في العشر الأواخر في الوتر"
أي في ليلة إحدى وعشرين، وثلاث وعشرين، وخمس وعشرين،
وسبع وعشرين، وتسع وعشرين.
وقد ذهب كثير من العلماء إلى أنها لا تثبت في ليلة واحدة، بل تنتقل في هذه
الليالي، فتكون مرة في ليلة سبع وعشرين ومرة في إحدى وعشرين أو ثلاث
وعشرين أو خمس وعشرين أو تسع وعشرين.
الله الله اللهم مااوصيكم بالعشر الاواخر من رمضان من صلاة وقراءة القران والعمل للاخرة ترى الدنيا فانيه وربنا يوفقكم.
http://www.albetaqa.com/cards/data/media/85/awa7%60er-ramadan0008.jpg
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خصائص عشر الأواخر من رمضان
تأملْ أيها المسلم في ساعتك، وانظر إلى عقرب الساعة وهو يأكل
الثواني أكلاً، لا يتوقف ولا ينثني، بل لا يزال يجري ويلتهم الساعات
والثواني، سواء كنت قائماً أو نائماً، عاملاً أو عاطلاً، وتذكّرْ أن كل
لحظة تمضي، وثانية تنقضي فإنما هي جزء من عمرك، وأنها مرصودة
في سجلك ودفترك، ومكتوب في صحيفة حسناتك أو سيئاتك، فاتّق الله
في نفسك، واحرص على شغل أوقاتك فيما يقربك إلى ربك، ويكون سبباً
لسعادتك وحسن عاقبتك، في دنياك وآخرتك.
وإذا كان قد ذهب من هذا الشهر أكثره، فقد بقي فيه أجلّه وأخيره، لقد بقي
فيه العشر الأواخر التي هي زبدته وثمرته، وموضع الذؤابة منه.
ولقد كان صلى الله عليه وسلم يعظّم هذه العشر، ويجتهد فيها اجتهاداً
حتى لا يكاد يقدر عليه، يفعل ذلك – صلى الله عليه وسلم- وقد غفر الله
له ما تقدم من ذنبه وما تأخّر، فما أحرانا نحن المذنبين المفرّطين أن
نقتدي به – صلى الله عليه وسلم- فنعرف لهذه الأيام فضلها، ونجتهد فيها
لعل الله أن يدركنا برحمته، ويسعفنا بنفحة من نفحاته، تكون سبباً
لسعادتنا في عاجل أمرنا وآجله.
روى الإمام مسلم عن عائشة – رضي الله عنها- قالت: "كان رسول الله
– صلى الله عليه وسلم- يجتهد في العشر الأواخر، ما لا يجتهد في غيره".
وفي الصحيحين عنها قالت: "كان النبي – صلى الله عليه وسلم- يخلط
العشرين بصلاة ونوم، فإذا كان العشر شمَّر وشدّ المئزر".
فقد دلت هذه الأحاديث على فضيلة العشر الأواخر من رمضان، وشدة
حرص النبي – صلى الله عليه وسلم- على اغتنامها والاجتهاد فيها بأنواع
القربات والطاعات، فينبغي لك أيها المسلم أن تفرغ نفسك في هذه الأيام
وتخفّف من الاشتغال بالدنيا، وتجتهد فيها بأنواع العبادة من صلاة وقراءة
وذكر وصدقة، وصلة للرحم وإحسان إلى الناس. فإنها –والله- أيام معدودة
ما أسرع أن تنقضي، وتُطوى صحائفها، ويُختم على عملك فيها،
وأنت – والله - لا تدري هل تدرك هذه العشر مرة أخرى، أم يحول بينك
وبينها الموت، بل لا تدري هل تكمل هذه العشر، وتُوفّق لإتمام هذا الشهر
فالله الله بالاجتهاد فيها والحرص على اغتنام أيامها وليالها، وينبغي لك أيها
المسلم أن تحرص على إيقاظ أهلك، وحثهم على اغتنام هذه الليالي المباركة
ومشاركة المسلمين في تعظيمها والاجتهاد فيها بأنواع الطاعة والعبادة.
ولنا في رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أسوة حسنة فقد كان
إذا دخل العشر شدَّ مئزره، وأحيا ليله وأيقظ أهله.
وإيقاظه لأهله ليس خاصاً في هذه العشر، بل كان يوقظهم في سائر السنة
ولكن إيقاظهم لهم في هذه العشر كان أكثر وأوكد. قال سفيان الثوري:
أحب إليّ إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل، ويجتهد فيه،
ويُنهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك.
وإن لمن الحرمان العظيم، والخسارة الفادحة، أن نجد كثيراً من المسلمين
تمر بهم هذه الليالي المباركة، وهم عنها في غفلة معرضون، فيمضون
هذه الأوقات الثمينة فيما لا ينفعهم، فيسهرون الليل كله أو معظمه في
لهو ولعب، وفيما لا فائدة فيه، أو فيه فائدة محدودة يمكن تحصيلها في
وقت آخر، ليست له هذه الفضيلة والمزية.
وتجد بعضهم إذا جاء وقت القيام، انطرح على فراشه، وغطّ في نوم عميق
وفوّت على نفسه خيراً كثيراً ، لعله لا يدركه في عام آخر.
ومن خصائص هذه العشر:
ما ذكرته عائشة من أن النبي – صلى الله عليه وسلم- كان يحيي ليله،
ويشدّ مئزره، أي يعتزل نساءه ليتفرغ للصلاة والعبادة.
وكان النبي – صلى الله عليه وسلم- يحيي هذه العشر اغتناماً لفضلها
وطلباً لليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
وقد جاء في صحيح مسلم عن عائشة – رضي الله عنها- قالت:
ما أعلم – صلى الله عليه وسلم- قام ليلة حتى الصباح" ولا تنافي بين هذين
الحديثين، لأن إحياء الليل الثابت في العشر يكون بالصلاة والقراءة والذكر
والسحور ونحو ذلك من أنواع العبادة، والذي نفته، هو إحياء الليل بالقيام فقط.
ومن خصائص هذه العشر أن فيها ليلة القدر، التي قال الله عنها:
(ليلة القدر خير من ألف شهر، تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من
كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر).
وقال فيها: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين، فيها يفرق كل أمر حكيم)
أي يفصل من اللوح المحفوظ إلى الملائكة الكاتبين كل ما هو كائن في تلك السنة
من الأرزاق والآجال والخير والشر، وغير ذلك من أوامر الله المحكمة العادلة.
يقول النبي – صلى الله عليه وسلم- "وفيه ليلة خير من ألف شهر من
حُرمها فقد حُرم الخير كله، ولا يُحرم خيرها إلا محروم"
حديث صحيح رواه النسائي وابن ماجه.
قال الإمام النحعي: "العمل فيها خير من العمل في ألف شهر سواها".
وقد حسب بعض العلماء "ألف شهر" فوجدوها ثلاثاً وثمانين سنة وأربعة
أشهر، فمن وُفّق لقيام هذه الليلة وأحياها بأنواع العبادة، فكأنه يظل يفعل
ذلك أكثر من ثمانين سنة، فياله من عطاء جزيل، وأجر وافر جليل، من
حُرمه فقد حُرم الخير كله.
وفي الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال:
"من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدّم من ذنبه"
وهذه الليلة في العشر الأواخر من رمضان لقول النبي – صلى الله عليه وسلم-
"تحرّوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان" متفق عليه.
وهي في الأوتار منها أحرى وأرجى، وفي الصحيحين أن النبي
– صلى الله عليه وسلم- قال: التمسوها في العشر الأواخر في الوتر"
أي في ليلة إحدى وعشرين، وثلاث وعشرين، وخمس وعشرين،
وسبع وعشرين، وتسع وعشرين.
وقد ذهب كثير من العلماء إلى أنها لا تثبت في ليلة واحدة، بل تنتقل في هذه
الليالي، فتكون مرة في ليلة سبع وعشرين ومرة في إحدى وعشرين أو ثلاث
وعشرين أو خمس وعشرين أو تسع وعشرين.
الله الله اللهم مااوصيكم بالعشر الاواخر من رمضان من صلاة وقراءة القران والعمل للاخرة ترى الدنيا فانيه وربنا يوفقكم.
http://www.albetaqa.com/cards/data/media/85/awa7%60er-ramadan0008.jpg