ابوراكان
31-05-2004, 10:20 PM
http://www.alraidiah.com/vb/newthread.php?s=&action=newthread&forumid=3//www.seheb.net/f/f24.htm
مفحطان تائبان يتحدثان لـ "الرياض" عن حياتهما السابقة
سلطان الدغيلبي وعبدالله القحطاني: التفحيط جريمة تقود إلى طرق مظلمة بينها المخدرات والسرقات! اسمينا أنفسنا "أبوزقم" و"أبو حسن" لنبتعد عن رجال الأمن ومعيشتنا كانت مقلقة لأسرنا والجيران والمعارف
تحقيق: مناحي الشيباني تصوير: صالح الجميعة
"أبوزقم" و"أبوحسن" نارين على علم في عالم التفحيط المليء بالكثير من القصص المحزنة والمؤلمة
أخذا يحدثاني عن قصتهما مع التفحيط وعن حياة عاشا خلالها الخوف.. والقلق وفقدان الثقة في ومن الآخرين
أخذا يحدثاني عن حياة بحثا فيها عن السعادة عبر طريق مسدود
قالا.. لي اننا اخطأنا كثيرا وتمادينا كثيرا في حق أسرنا في حق جيرانا.. وأصدقائنا.. خدعنا الكثير.. وألحقنا الأذى بالكثير
بدأت اعترافاتهما تتسابق إلي .. وكأنهما يقولان بأننا طوينا صفحة الماضي عندما التقيتهما حزنت كثيرا لقصتهما فأبو زقم اكتشف ان هذا اللقب (أبوزقم) الذي اختاره لنفسه وأحبه في طيش شبابه وتميز به بين زملائه مقتبس من اسم شجرة في نار جهنم وهي "شجرة الزقوم". اضافة إلى اعترافه بأنه تسبب في خوف والدته من صوت "الاسعاف" والدته التي احبته من بين أشقائه. فأصبح صوت الأسعاف يسبب لها خوفا مستديما فقلب الوالدة الحنونة دائما معلق بأبنها "الشقي" فهي في حالة قلق دائمة على حياة ذلك الابن المندفع المتهور
أما "أبوحسن" فقصته ليست ببعيدة عن قصة صديقه ورفيق دربه "أبوزقم" التي جمعته به الظروف في وحل التفحيط
فقد طرد من وظيفته "العسكرية" بسبب غيابه المتكرر بسبب (عطل) السيارة المستخدمة في التفحيط اضافة إلى تسببه في قلق والدته ايضا فحالتها النفسية ليست ببعيدة عن الحياة التي تعيشها والدة زميله
لقد حزنت كثيرا عند سماع قصتهما ولست أنا أول من حزن أو سيحزن عند سماع قصة أبوزقم ورفيقه (أبوحسن)
فحياتهم المحزنة أثرت على المحيطين بهم
في تحقيقنا اليوم يكشف لنا (أبوزقم) و(أبوحسن) عن الدوافع الحقيقية وراء ظاهرة التفحيط.. ويجيبان لنا بكل صراحة عن هموم المفحط وما يتسبب فيه من ايذاء الآخرين لنجد أن التفحيط ليس مشكلة (فردية) بل ان التفحيط وراء جميع المشاكل التي تثير الشباب اليوم
فهناك علاقة بين التفحيط والمخدرات.. والتفحيط والقضايا الأخلاقية.. والتفحيط والسرقات, بل ان التفحيط ليس عملية (تمويه وحركات بالسيارة) بل التفحيط عملية منظمة لها دوافع وأسباب فتعالوا لنكشف عن هذه الأمور وبكل صراحة.
من هو أبوزقم ومن هو أبوحسن
[ "الرياض" من هو "أبوزقم" ومن هو "أبوحسن" ولماذا اخفيتما شخصيتكما طوال تلك الفترة؟
ـ "أبوزقم" أنا سلطان بن عبدالله الدغيلبي
ـ "أبوحسن" أنا عبدالله بن حسن القحطاني
[ ما السر في اخفائكم لأسمكما الحقيقي؟
ـ كثيرا من المفحطين يلقبون أنفسهم بألقاب يشتهرون بها بين زملائهم في الحي وفي الأحياء الأخرى ويكونوا شهرة بهذا اللقب فهناك مثلا ليمونة في حي الشفاء وأبوياسر في الفريان ورمانة وأبوسعد.. و"خنزير", فأنا مثلا استأنس لأن أسمي "أبوزقم" والدليل ان "الدوريات" تعبوا لكي يتوصلوا لاسمي الحقيقي صار لا يوجد لي اسم فقط أبوزقم أبوزقم راح أبوزقم جاء فحط أبوزقم راح أبوحسن جاء أبوحسن لكن بعض الشباب سمى باسمه "فلان بن فلان" فأصبح سهلا القبض عليه التعرف عليه مثل (شافي دايس) معروف في التفحيط وكثيرا ما تم القبض عليه لكن أبوزقم ـ ليمونة ـ الخنزير ـ لا يعرف من هم فأصبحنا نختفي خلف هذه الألقاب خوفا من رجال الأمن وخوفا من بعض أقاربنا
بدايتي مع التفحيط
البداية مع التفحيط كيف كانت؟
ـ أبوزقم: بدايتي مع التفحيط كانت منذ الصغر تقريبا من عام 1407هـ حيث بدأت باستخدام سيارات الأخوان فكنت كلما ذهبت بها "أسوي" حركة من حركات التفحيط.. وبالاستمرار أصبحت هذه الهواية عادة لدي لابد أن أعملها وبدأت استخدم سيارات الجيران وكان المجتمع الذي حولي أغلبهم مفحطين وكانوا دائما معي وهناك غريزة في الإنسان وهي حب الظهور والمنافسة وبدأت احاول ان أكون أفضل من فلان في التفحيط والأثر مشاهدة الأفلام وخاصة أفلام التفحيط
[ أبوحسن: تجربتي مع التفحيط لا تختلف عن تجربة الأخ سلطان فقد كنت في حي أغلبه من المفحطين وكنت استخدم سيارة الأهل في التفحيط في غيابهم وتعرضت لأكثر من حادثة بسبب تهوري وكان التفحيط غالبا ما يكون أمام المدارس وقت خروج الطلبة
أهداف خفية وراء التفحيط
[ هل هناك أهداف خفية وراء التفحيط غير حب الظهور؟
ـ التفحيط له أسباب وله أغراض وله أهداف عديدة منها غير حب الظهور والشهرة أمام الآخرين كسب أشخاص اخرين!!! ومحاولة المفحط التعرف على هؤلاء الأشخاص كأن يفحط من أجل التعرف على "طالب" من طلبة المدارس أو التعرف على شخص يتميز بجاهه ويكون من الأثرياء!! والشخص هذا يكون محب للتفحيط "فتنجبر" تفحط علشان تكسب هؤلاء
وكان هناك شلة أو شرذمة من الشباب تحثنا على التفحيط ويغروننا بأشياء لا داعي لذكرها, فكان هذا من الدوافع التي تجعل الواحد يتهور ويندفع ويتعلم التفحيط اضافة إلى دافع الشهرة و"الفتوة" وضعف شيء في النفس فيرى الواحد منا ان يكمل هذا النقص بالتفحيط والبعض من المفحطين من جهله يعتقد ان التفحيط رجولة
قلق المفحط مستمر
[ حياة المفحط هل هي حياة قلقة أم مستقرة؟
ـ في الحقيقة في البداية كان المفحط يطلب أكثر لكن بعد أن ينشهر يصبح يعيش في حالة قلقة ويصبح يخاف من أي إنسان حتى انه لا يثق في أي إنسان لأن التفحيط هذا باب لكل شر يفتح على المفحط أمور كثيرة خاصة الأيام الأخيرة من سرقة السيارات والسيارات المستأجرة وارتكاب جرائم عديدة تحصل بعد التفحيط فالتفحيط ما هو تفحيط وبس وما هو حركة بالسيارة وبس فالمفحط يعتبر من أكبر المجرمين
بعض الناس ما يعتقد الشيء هذا وما يدري عنه لا يعرف ان التفحيط له جرائم وله مخططات وله أهداف فالمفحط يعيش في حالة قلقة ومضطربة ويخاف من أي سيارة من سيارات الأمن أو من أي شخص انه يكون متعاونا مع رجال الأمن المفحط دائم مرتبك دائم خائف لا يستطيع الجلوس في أي مكان عام ما يستطيع يقف ولا يرتاح
معاناة أسرة المفحط
ويتحدث "أبوزقم" عن معاناة أسرته وما سببه لها من مشاكل جراء ممارسة هواية التفحيط فيقول: لقد كانت والدتي رحمها الله تخاف علي من بين أخواني والله انها إذا سمعت الأسعاف تبكي خوفا علي تخاف ان أكون أنا المطلوب أو ان الشرطة قادمة لمحاولة مداهمة البيت وكانت والدتي تصرخ عند الباب وتنادي بحثا عني أيضا تسببت كثيرا في "جرجرت" والدتي إلى أقسام الشرطة فقد كانت هي التي تراجع .. ما كان فيه أحد يراجع لي كانت تأتي "تعبانة" على "تكسي" أو يوصلها أحد الجيران وهي كبيرة في السن بصراحة لقد سببت للأهل قلقا من ناحية الشرطة من ناحية مراقبة البيت من ناحية تأذي الجيران والأهل والجماعة وهي مافي يدها شيء وصارت تخاف والله أني أتي آخر الليل ألقاها "صاحيه" ما نامت تخاف اني أروح يصير لي شيء. مع أني كنت بار فيها سبحانه الله فكنت إذا أردت ان أفعل شيئا مثلا أو اني أنوي التفحيط لا أذهب إلا وهي راضية عني خوفا من ان يحصل لي شيء أو أموت وأنا على معصية! فلا أخرج ألا وهي راضية عني ما أروح إلا بعد أن اقضي لها جميع "أشغالها" وأعمالها
أغمى عليها بقسم السويدي
ويذكر أبوزقم احدى المشكلات التي تسبب فيها لوالدته فيقول: اذكر انها مصابة بمرض الضغط والسكر وصمام القلب وعند زيارتها لي في أحد القضايا التي قبض علي بها بقسم السويدي وكانت والدتي تزورني وتراجع في قضيتي وتتوسط لاخراجي من السجن وفي احدى زياراتها لي أغمى عليها وأنا خلف الباب وهي في الخارج فلم استطيع مساعدتها وأنا داخل الزنزانة. فأصبت بحالة نفسية لا يعلمها إلا الله
أما الجيران فقد تسببت لهم في الكثير من المضايقات تسببت في أكثر من حادث تسببت في ضياع كثير من الشباب من وظائفهم وخاصة ممن كنت استأجر سيارات باسمائهم تسببت في ازعاج الحي المدرسة, العمالة في الشوارع أغوينا كثيرا من الناس وأضللنا كثيرا من الناس خاصة صغار السن الذين كنا نتلاعب بعقولهم, نأخذ منهم المال حتى يركبوا معنا.. ممكن يسرق الواحد منهم من أبوه فلوس ناس يجيبون ذهب من أمهاتهم فصراحة ضررنا المجتمع كثيرا , أقل شيء بعض الشباب الذي تعلق فينا وصار يقلدنا وصار عليه حادث ومات نعتبر متحملين لمسئوليته
[ أبوحسن: بصراحة لا يوجد لدي اضافة على ما قاله الأخ سلطان فربما اننا عشنا سواء وحصلت لنا نفس الظروف وتسببنا في ازعاج الجيران والمدرسة وأهل الحي والأصدقاء وكان هدفنا واحد ونعيش سواء في عالم "الضياع" بحيث كنا نبحث عما يشبع رغباتنا ويحقق أهدافنا
كذلك أنا أيضا تنطبق علي حالة سلطان مع والدته فوالدتي أيضا كانت دائما تعاني الأمراض بسببي وتسهر الليالي خوفا علي وتستحي من أفعالي أمام أقاربنا أشياء كثيرة لا استطيع حصرها فالمواقف المحزنة كثيرا والألم أكثر شدة
[ اثناء جلساتكم كمفحطين كيف نظرتكم للشباب المشجع لكم؟
ـ نحن نجلس ونتفكر ونضحك على عقول البشر الذين يقفون في الشارع ساعات طويلة ينتظروننا والذين يتتبعوننا بسيارات تمشي من الشمال إلى الجنوب من الدخل المحدود إلى الشفاء إلى شوارع التفحيط وخاصة بعد انتهاء الجريمة اننا كمفحطين نضحك من هؤلاء ونطلق عليهم ألقاب نسمي هذا الإنسان الضعيف باسمه لنسميه (كبش فداء) فنقول فلان لك عندي (كبش فداء) واحد جديد خاصة إذا كان هذا الشخص جاي من منطقة أخرى غير منطقة الرياض فنستغله بحيث انه ما يعرف أحد هنا ويسهل عليه (اللعب) نستأجر سيارة باسمه نأخذه اليوم معنا.. بكرة نزله في محل ونهرب بالسيارة ويكون ذلك بعبارات بيننا مثل فلان عطني "كوكا" معناه أنحش بالسيارة أو نفذ هدفا معينا
يأخذ يومين ثلاثة لا يقدر يروح يبلغ لأنه خايف منا حتى لو انسجنت أنا أرسل عليه اثنين ثلاثة "يؤدبونه" في أي مكان فلا يستطيع ان يبلغ بل يتوسط أحيانا بشلة أخرى أو يؤشر "بيديه" وحن ا مارين مع شاعر ونتركه!! أحيانا نلاقيه يلاحقنا في شوارع التفحيط
التفحيط باب لكل شر
[ ويوضح سلطان ان التفحيط باب لكل شر فهو لا يقتصر على طلب الشهرة والتعرف على أشخاص آخرين
حيث قال ان التحفيط باب لكل شر منها باب المخدرات حتى لو لم تكن تتعاطى مخدرات فمجرد دخولك دائرة التفحيط تتعرف على شلل أغلبهم متعاطي للمخدرات. أغلبهم أهل معاصي فيذكرون لك أشياء ويعرفونك على أشياء وكيف انك مفحط ولا تدخن ولا تتعاطى, وبصراحة أنا كنت منبوذا لأني ما أدخن فكانوا دائما يقولون لي كيف انك مفحط ولا تدخن كيف تفحط ولا تسكر كيف ماتأكل (حبوب) فكان لازم تكمل هذه الأشياء في حياتك وخاصة أمامهم أذكر اني أحط في يدي سيجارة وأنا لا أدخن حتى لا يجدون في (عذروب) كذلك المفحط, كما يستخدم في أغراض أخرى عديدة وخاصة إذا دخل السجن وتعرف على ناس من مروجي المخدرات يحاولون أن يتعرفوا عليه ويعطونه الرقم وإذا طلع من السجن يتصل بهم ويتصلون به ويستخدمونه في توصيل المخدرات وهذه دائما كانت تعرض لنا داخل السجن ويصير عليها مبالغ.. خاصة ان السجين غالبا عندما يخرج يكون محتاجا للمال فيعرض عليه مثل هذه الأمور
فسبحان الله كما تشاهد عملية التفحيط تبدأ بالتفحيط ثم الجرائم الأخلاقية ـ ثم السرقات ـ وتنهي بتعاطي وترويج المخدرات
استئجار استراحات وذبح
الذبائح بعد خروج المفحط من السجن
[ كيف يكون استقبال المفحطين بعد خروجهم من السجن؟
ـ احتفاء واستئجار استراحات وذبح ذبائح ودعوة عدد من الفنانين الذين يجيدون العزف على العود والسمسمية من المشاهير على مستوى الحواري والشلل
[ هل التفحيط يتم عشوائيا أم وفق خطط؟
ـ أبوزقم: غالبا ما يتم التفحيط وفق خطط حتى أذكر أني أجمع المفحطين وأتكلم معهم وأقول أنت يابوفلان "بلقبه" أنت تفحط بكرة في الشمال وأنت يابوفلان تفحط في الجنوب, بحيث أني أربك رجال الأمن بحيث أني أنا أفحط في الدخل المحدود.. والآخر يفحط في المصيف والثالث في الروضة ورابع في الربوة فتأتي البلاغات من كل مكان فلا يستطيعون السيطرة علينا
تنفيذ الجرائم
كذلك لنا خطط في تنفيذ بعض الجرائم بحيث نستطيع فك السيارة بأسهل الطرق
كذلك بعض أصحاب "قص" المفاتيح ساعدونا كثيرا في سرقة السيارات, فكانوا يتعاونون معنا بحيث نحضر لهم (القفل) الخاص بشنطة السيارة ويعلمون أن قصدنا سرقة السيارة ونزيدهم فلوسا ويقصون لنا أي مفتاح نأتيهم على سيارات مستأجرة ويعلمون أنها مستأجرة ومع ذلك يساعدوننا في قص مفتاح لها.. ونرجع مرة أخرى ونقوم بسرقتها بعد إعادتها لمكتب التأجير
كذلك سرقة اللوحات والاطارات وأشياء كثيرة كنا نقوم بسرقتها بدافع التفحيط
بعض أبناء الأثرياء ساعدونا أيضا
اضافة إلى أصحاب المحلات الخاصة بقص المفاتيح الذين ساعدونا في سرقة السيارات
أيضا بعض أبناء (الأثرياء) ساعدونا أيضا في الاستمرار في التفحيط
فبمجرد أن تفحط في شارع التخصصي مثلا وتخرج يقوم بملاحقتك عدد من السيارات يريد أصحابها التعرف عليك وبعدها يأمنون لك كل شيء خاصة إذا كان الإنسان "ثري" يؤمن لك سيارة, استراحة ـ تنام عنده في بيته خاصة إذا كان بيته كبير
هذه حقيقة شباب التخصصي
وشباب التخصصي حقيقة نعتبر أغلبيتهم سبحان الله الدنيا معهم والمال معهم كل شيء والسيارات فخمة لكنهم يبتلون بأشياء بسيطة مثل التفحيط مثلا
فالمفحط يحبونه!! هم ضعيفون لا يستطيعون التفحيط لكن عندهم عملية "الدوران" وانفاذ البنزين من إشارة العزيزية إلى اشارة النفق ويرجع بطريقة السرعة (المساقط) لكن تجيء شوي حركة أو حركتين بيتحلقون فيك. ويبلغونك تصير من شلتهم وكل واحد يعطيك مميزات أفضل لتصبح من شلته
فاستفدنا كثيرا من تأمين سكن مثلا في فترة مؤقتة أيضا تأمين رحلات فندق. أشياء لم نكن نحلم بها
5000 ريال مقابل تفحيط
ـ أبو زقم: بصراحة أنا حصل لي موقف مع أحد شباب التخصصي حيث علمت أن هناك صاحب سيارة "فخمة" يبحث عني في الحي واستغربت وكان يسأل عني بشهرتي (أبوزقم) فصراحة خفت قلت يمكن يكون كمين
وأرسلت بعض الشباب حتى يتأكدوا من الوضع إذا كانت الأمور سليمة ولا فيها (كمين) أطلع لمقابلته
وخرجت لصاحب السيارة وكان معه شباب وقالوا لي هذا مبلغ (5000) ريال في (السيارة) يسمونها أتعاب حق المواصلات والبنزين لكن الشرط التفحيط في المكان الفلاني بحيث إنك تفحط وتوقف عندنا وتسلم علينا علشان المتفرجين يعرفون أنك ضمن شلتنا ويركب منا واحد معك
[ أبوزقم لقب أطلقته على نفسك في السابق والآن وبعد الهداية ماذا أطلقت على نفسك؟
ـ الآن أطلقت على نفسي أبوالأرقم, فأبوزقم لقب أحببته في السابق لكن بعد الهداية وقراءة القرآن وجدت أن (الزقم) اسم مطابق لاسم شجرة في نار جهنم وهي شجرة الزقوم, ويوم القيامة كل ينادى بأحب الأسماء إليه في الدنيا فخفت أن أنادى يوم القيامة بأبي زقم ويذهب بي إلى شجرة الزقوم
أصدقاء الماضي ضايقونا كثيرا بعد الهداية
ويروي "أبوزقم" و"أبوحسن" بعض القصص والمواقف لزملائهم المفحطين بعد اعتزاله التفحيط حيث قالا
لقد واجهنا الكثير من الضغوط للعودة إلى ماضينا السابق, أصدقاء الماضي بدأوا يضايقوننا في الشوارع وفي الأماكن العامة كذلك كتابة القصائد لنا.. والتي يطالبوننا فيها بالعودة. فكانوا يدخلون بعض الأشرطة من تحت الباب ويدخلون بعض الكتيبات والرسائل. حتى جدار البيت لم يسلم فقد كتبوا عبارة "لا تكبر
الحمد لله زرت كثيرا منهم وهداه الله على يدي مثل الأخ أبوحسن كنت أحبه وكان خويي وما تركته زرته تقريبا 5 سنوات حتى أتى الله به زرت كثيرا من الشباب ممن صار عليهم حادث بدأت أذهب إلى مواقع التفحيط وأدعو الناس هناك لتغيير اتجاههم وترك التفحيط. والحمد لله هناك تجاوب
قصص من أرشيف التفحيط
ويروي لنا "أبوزقم" و"أبوحسن" بعض القصص عن المفحطين حيث قالا
صراحة كثير من الشباب فقدناهم بسبب التفحيط كثير من الشباب ماتوا وهم (سكارى) بسبب التفحيط نذكر منهم الشباب خالد ـ الله يرحمه ـ مات بسبب التفحيط كان مفحطا مشهورا وتوفي في العزيزية وكان فيه الشاب هزاع كان صديقنا الخاص نذهب ونأتي معه وكان آخر أيامه قبل أن يتوفى طلب مني انزاله عند مسجد يصلي فكنت أنزله عند مسجد وأذهب وبعد ما انسجنت جاني زيارة يوم الأربعاء العصر وطلع ويوم الخميس توفي (بجلطة)
في حادث "الكامري" الذي وقع قبل أشهر مات هؤلاء وهم على معصية وأغاني. فصراحة نحذر الشباب وننادي بصوت عال ونقول إن الذي يبحث عن السعادة فقد وجدناها
أول كان يفحط 4 أشخاص معروفون الآن مايعدون ولا يحصون يعني كثرت السيارات وكثر تساهل أولياء الأمور وصار حتى الصغار يفحطون أول ما كان يفحط إلا واحد معروف (عربجي) كبير في السن الآن ما يحصون وبدأ الآن التفحيط يعود بشكل ملفت للنظر وأنا أحذر الشباب وأدعوهم إلى أن يرجعوا إلى الله عز وجل والله اننا نحبهم ونتمنى أن يذوقوا طعم الهداية فالفائدة من الدوران, هذه صاحب الكامري الذي مات أمس خويهم صكت عليه السيارة وهم "انحاشوا وخلوه" حتى مات بل رجع منهم واحد أخذ جواله ومشى أين الاخوة أين الصداقة سبحان الله لو أن فيهم أحد فيه رجولة وفيه شهامة كان سحب خويه وحاول اسعافه
نداء للجميع
وفي نهاية حديثهما لـ"الرياض" دعا "أبوزقم" و"أبوحسن" الجميع للحذر من هذه الظاهرة الخطيرة وقالا
إننا ننصح الآباء للاعتناء بأبنائهم, كذلك مشجعي التفحيط للانتباه لأنفسهم فالآباء مطلوب منهم أن يتعرفوا على أصدقاء أبنائهم, أين يذهبون ومن يجالسون.. ويراقبوا أبناءهم في الشارع في المدرسة, فبعض أولياء الأمور قد لا يعرفون عن أبنائهم شيئا وما قد يقابلهم من تصرفات لا أخلاقية. الآباء غافلون عن أبنائهم, الأمهات غافلات, كذلك نوجه نداء إلى الشباب المفحطين من كان معنا في الوحل فليخرج نفسه والحمد لله ان الله عز وجل فتح لنا هذا الباب باب الهداية, فبالأمس كان الناس يهربون منا حتى أني أتعجب فسبحان الله في الأول كان الشباب يدخنون في وجهي وكان إذا جلست أجلس آخر المجلس عند ربعي .. كان الآباء يقولون لعيالهم لا أشوفكم راكبين مع سلطان أو أبوحسن, وبعد الهداية رأيت شباب مدخنين إذا مررت من أمامهم يتركون التدخين حتى أن أحدهم أطفأ السيجارة في يده علشان ما أشوفها فسبحان الله كيف أعزنا الله وفي السابق كنا نهان
كذلك الآباء إذا دخلت الآن لمجلس الكل ينادي عليك ياشيخ.. ياشيخ يلمون عليك ويحطونك في صدر المجلس
كذلك نوجه نداء (للمغفل) الذي يركب مع المفحط نقول له ما دورك لكي تركب مع المفحط تركب مع إنسان فاقد شعوره يمشي بسرعة جنونية لا تقول فلان سواق لأن فلان ما يملك شيء "يضرب" عليه كفر. يصير عليه حادث يرتطم في جدار نقول لمن يركب مع المفحط لماذا تضحي بنفسك حتى شاهدك الآخرون تركب مع فلان
لقد عايشنا كثيرا من الحوادث توفي بها كثير من الشباب الذين يشاهدون التفحيط
الآن أكثر المفحطين كل شوي يموت معه واحد بل أعرف أحد المفحطين توفي معه ثمانية أشخاص في أوقات مختلفة
نحن نناشد الجميع بالعودة إلى الله وليتوبوا وليعودوا إلى الله ويتوبوا ويقلعوا عن هذه الظاهرة السيئة لأنها ليست رقيا وليست تقدما ولا هي بالفخر, الحمد لله عندنا ما هو أفضل لدينا الاستقامة لدينا كتاب الله لدينا أشياء تغنينا عن هذا الشيء.
التفحيط ليس مجرد حركات
أقول إن التفحيط في الظاهر إنه امام الناس انه مجرد حركات ومجرد تشجيع وتفحيط, لكن الحقيقة انه مفتاح لكل شيء الآن الإنسان إذا ركب مع مفحط إذا كان من صغار السن فليحذر أن يركب مع المفحط ولا يخدعه لأنه ربما يذهب به إلى مناطق مشبوهة وتصبح كارثة
وكذلك أن لا يعتقد المفحط أن التفحيط مجرد جلنط وعكسية أو غيرها, بل هو باب للمخدرات وباب لكل شيء باب إلى الجريمة الخلقية باب لأن تصبح مجرما تسرق الأشياء لا تبالي, كذلك سبحان الله تنزع من المفحط الغيرة والحياء والشهامة والرجولة فالمفحطون عندما تجلس معهم أو تعزمهم في منزلك فقط تروح بس تجيب الشاي أو القهوة تلقى كل شيء مسروق من منزلك وتجدهم اليوم الثاني يضحكون وكأن شيئا لم يحصل
فصراحة ننصح الجميع وخاصة ممن هم في السجن أن يبتعدوا عن الشلل الأولى لأنها سبب لرجوعهم إلى عالم الجريمة
وفي ختام اللقاء يقول أبوزقم في قصيدة له
سر يا قلم وأكتب كلام مشخبط
من هاجس كله حروف وخرابيط
أنا حياتي فوق النسر مخطط
دايم مع الشارع على طر تفحيط
ضاع العمر عقب ما كنت أنا مخطط
وراحت حياتي كلبوها تفاحيط
ما ينفعك منهمو بشماغه تنطط
واسمك على الجدران وتقول خطط
وآخر خبر قالوا بالسجن حط
هاذي النهاية ياحياتي أنا مفحط
نقلا عن جريده الرياض
مفحطان تائبان يتحدثان لـ "الرياض" عن حياتهما السابقة
سلطان الدغيلبي وعبدالله القحطاني: التفحيط جريمة تقود إلى طرق مظلمة بينها المخدرات والسرقات! اسمينا أنفسنا "أبوزقم" و"أبو حسن" لنبتعد عن رجال الأمن ومعيشتنا كانت مقلقة لأسرنا والجيران والمعارف
تحقيق: مناحي الشيباني تصوير: صالح الجميعة
"أبوزقم" و"أبوحسن" نارين على علم في عالم التفحيط المليء بالكثير من القصص المحزنة والمؤلمة
أخذا يحدثاني عن قصتهما مع التفحيط وعن حياة عاشا خلالها الخوف.. والقلق وفقدان الثقة في ومن الآخرين
أخذا يحدثاني عن حياة بحثا فيها عن السعادة عبر طريق مسدود
قالا.. لي اننا اخطأنا كثيرا وتمادينا كثيرا في حق أسرنا في حق جيرانا.. وأصدقائنا.. خدعنا الكثير.. وألحقنا الأذى بالكثير
بدأت اعترافاتهما تتسابق إلي .. وكأنهما يقولان بأننا طوينا صفحة الماضي عندما التقيتهما حزنت كثيرا لقصتهما فأبو زقم اكتشف ان هذا اللقب (أبوزقم) الذي اختاره لنفسه وأحبه في طيش شبابه وتميز به بين زملائه مقتبس من اسم شجرة في نار جهنم وهي "شجرة الزقوم". اضافة إلى اعترافه بأنه تسبب في خوف والدته من صوت "الاسعاف" والدته التي احبته من بين أشقائه. فأصبح صوت الأسعاف يسبب لها خوفا مستديما فقلب الوالدة الحنونة دائما معلق بأبنها "الشقي" فهي في حالة قلق دائمة على حياة ذلك الابن المندفع المتهور
أما "أبوحسن" فقصته ليست ببعيدة عن قصة صديقه ورفيق دربه "أبوزقم" التي جمعته به الظروف في وحل التفحيط
فقد طرد من وظيفته "العسكرية" بسبب غيابه المتكرر بسبب (عطل) السيارة المستخدمة في التفحيط اضافة إلى تسببه في قلق والدته ايضا فحالتها النفسية ليست ببعيدة عن الحياة التي تعيشها والدة زميله
لقد حزنت كثيرا عند سماع قصتهما ولست أنا أول من حزن أو سيحزن عند سماع قصة أبوزقم ورفيقه (أبوحسن)
فحياتهم المحزنة أثرت على المحيطين بهم
في تحقيقنا اليوم يكشف لنا (أبوزقم) و(أبوحسن) عن الدوافع الحقيقية وراء ظاهرة التفحيط.. ويجيبان لنا بكل صراحة عن هموم المفحط وما يتسبب فيه من ايذاء الآخرين لنجد أن التفحيط ليس مشكلة (فردية) بل ان التفحيط وراء جميع المشاكل التي تثير الشباب اليوم
فهناك علاقة بين التفحيط والمخدرات.. والتفحيط والقضايا الأخلاقية.. والتفحيط والسرقات, بل ان التفحيط ليس عملية (تمويه وحركات بالسيارة) بل التفحيط عملية منظمة لها دوافع وأسباب فتعالوا لنكشف عن هذه الأمور وبكل صراحة.
من هو أبوزقم ومن هو أبوحسن
[ "الرياض" من هو "أبوزقم" ومن هو "أبوحسن" ولماذا اخفيتما شخصيتكما طوال تلك الفترة؟
ـ "أبوزقم" أنا سلطان بن عبدالله الدغيلبي
ـ "أبوحسن" أنا عبدالله بن حسن القحطاني
[ ما السر في اخفائكم لأسمكما الحقيقي؟
ـ كثيرا من المفحطين يلقبون أنفسهم بألقاب يشتهرون بها بين زملائهم في الحي وفي الأحياء الأخرى ويكونوا شهرة بهذا اللقب فهناك مثلا ليمونة في حي الشفاء وأبوياسر في الفريان ورمانة وأبوسعد.. و"خنزير", فأنا مثلا استأنس لأن أسمي "أبوزقم" والدليل ان "الدوريات" تعبوا لكي يتوصلوا لاسمي الحقيقي صار لا يوجد لي اسم فقط أبوزقم أبوزقم راح أبوزقم جاء فحط أبوزقم راح أبوحسن جاء أبوحسن لكن بعض الشباب سمى باسمه "فلان بن فلان" فأصبح سهلا القبض عليه التعرف عليه مثل (شافي دايس) معروف في التفحيط وكثيرا ما تم القبض عليه لكن أبوزقم ـ ليمونة ـ الخنزير ـ لا يعرف من هم فأصبحنا نختفي خلف هذه الألقاب خوفا من رجال الأمن وخوفا من بعض أقاربنا
بدايتي مع التفحيط
البداية مع التفحيط كيف كانت؟
ـ أبوزقم: بدايتي مع التفحيط كانت منذ الصغر تقريبا من عام 1407هـ حيث بدأت باستخدام سيارات الأخوان فكنت كلما ذهبت بها "أسوي" حركة من حركات التفحيط.. وبالاستمرار أصبحت هذه الهواية عادة لدي لابد أن أعملها وبدأت استخدم سيارات الجيران وكان المجتمع الذي حولي أغلبهم مفحطين وكانوا دائما معي وهناك غريزة في الإنسان وهي حب الظهور والمنافسة وبدأت احاول ان أكون أفضل من فلان في التفحيط والأثر مشاهدة الأفلام وخاصة أفلام التفحيط
[ أبوحسن: تجربتي مع التفحيط لا تختلف عن تجربة الأخ سلطان فقد كنت في حي أغلبه من المفحطين وكنت استخدم سيارة الأهل في التفحيط في غيابهم وتعرضت لأكثر من حادثة بسبب تهوري وكان التفحيط غالبا ما يكون أمام المدارس وقت خروج الطلبة
أهداف خفية وراء التفحيط
[ هل هناك أهداف خفية وراء التفحيط غير حب الظهور؟
ـ التفحيط له أسباب وله أغراض وله أهداف عديدة منها غير حب الظهور والشهرة أمام الآخرين كسب أشخاص اخرين!!! ومحاولة المفحط التعرف على هؤلاء الأشخاص كأن يفحط من أجل التعرف على "طالب" من طلبة المدارس أو التعرف على شخص يتميز بجاهه ويكون من الأثرياء!! والشخص هذا يكون محب للتفحيط "فتنجبر" تفحط علشان تكسب هؤلاء
وكان هناك شلة أو شرذمة من الشباب تحثنا على التفحيط ويغروننا بأشياء لا داعي لذكرها, فكان هذا من الدوافع التي تجعل الواحد يتهور ويندفع ويتعلم التفحيط اضافة إلى دافع الشهرة و"الفتوة" وضعف شيء في النفس فيرى الواحد منا ان يكمل هذا النقص بالتفحيط والبعض من المفحطين من جهله يعتقد ان التفحيط رجولة
قلق المفحط مستمر
[ حياة المفحط هل هي حياة قلقة أم مستقرة؟
ـ في الحقيقة في البداية كان المفحط يطلب أكثر لكن بعد أن ينشهر يصبح يعيش في حالة قلقة ويصبح يخاف من أي إنسان حتى انه لا يثق في أي إنسان لأن التفحيط هذا باب لكل شر يفتح على المفحط أمور كثيرة خاصة الأيام الأخيرة من سرقة السيارات والسيارات المستأجرة وارتكاب جرائم عديدة تحصل بعد التفحيط فالتفحيط ما هو تفحيط وبس وما هو حركة بالسيارة وبس فالمفحط يعتبر من أكبر المجرمين
بعض الناس ما يعتقد الشيء هذا وما يدري عنه لا يعرف ان التفحيط له جرائم وله مخططات وله أهداف فالمفحط يعيش في حالة قلقة ومضطربة ويخاف من أي سيارة من سيارات الأمن أو من أي شخص انه يكون متعاونا مع رجال الأمن المفحط دائم مرتبك دائم خائف لا يستطيع الجلوس في أي مكان عام ما يستطيع يقف ولا يرتاح
معاناة أسرة المفحط
ويتحدث "أبوزقم" عن معاناة أسرته وما سببه لها من مشاكل جراء ممارسة هواية التفحيط فيقول: لقد كانت والدتي رحمها الله تخاف علي من بين أخواني والله انها إذا سمعت الأسعاف تبكي خوفا علي تخاف ان أكون أنا المطلوب أو ان الشرطة قادمة لمحاولة مداهمة البيت وكانت والدتي تصرخ عند الباب وتنادي بحثا عني أيضا تسببت كثيرا في "جرجرت" والدتي إلى أقسام الشرطة فقد كانت هي التي تراجع .. ما كان فيه أحد يراجع لي كانت تأتي "تعبانة" على "تكسي" أو يوصلها أحد الجيران وهي كبيرة في السن بصراحة لقد سببت للأهل قلقا من ناحية الشرطة من ناحية مراقبة البيت من ناحية تأذي الجيران والأهل والجماعة وهي مافي يدها شيء وصارت تخاف والله أني أتي آخر الليل ألقاها "صاحيه" ما نامت تخاف اني أروح يصير لي شيء. مع أني كنت بار فيها سبحانه الله فكنت إذا أردت ان أفعل شيئا مثلا أو اني أنوي التفحيط لا أذهب إلا وهي راضية عني خوفا من ان يحصل لي شيء أو أموت وأنا على معصية! فلا أخرج ألا وهي راضية عني ما أروح إلا بعد أن اقضي لها جميع "أشغالها" وأعمالها
أغمى عليها بقسم السويدي
ويذكر أبوزقم احدى المشكلات التي تسبب فيها لوالدته فيقول: اذكر انها مصابة بمرض الضغط والسكر وصمام القلب وعند زيارتها لي في أحد القضايا التي قبض علي بها بقسم السويدي وكانت والدتي تزورني وتراجع في قضيتي وتتوسط لاخراجي من السجن وفي احدى زياراتها لي أغمى عليها وأنا خلف الباب وهي في الخارج فلم استطيع مساعدتها وأنا داخل الزنزانة. فأصبت بحالة نفسية لا يعلمها إلا الله
أما الجيران فقد تسببت لهم في الكثير من المضايقات تسببت في أكثر من حادث تسببت في ضياع كثير من الشباب من وظائفهم وخاصة ممن كنت استأجر سيارات باسمائهم تسببت في ازعاج الحي المدرسة, العمالة في الشوارع أغوينا كثيرا من الناس وأضللنا كثيرا من الناس خاصة صغار السن الذين كنا نتلاعب بعقولهم, نأخذ منهم المال حتى يركبوا معنا.. ممكن يسرق الواحد منهم من أبوه فلوس ناس يجيبون ذهب من أمهاتهم فصراحة ضررنا المجتمع كثيرا , أقل شيء بعض الشباب الذي تعلق فينا وصار يقلدنا وصار عليه حادث ومات نعتبر متحملين لمسئوليته
[ أبوحسن: بصراحة لا يوجد لدي اضافة على ما قاله الأخ سلطان فربما اننا عشنا سواء وحصلت لنا نفس الظروف وتسببنا في ازعاج الجيران والمدرسة وأهل الحي والأصدقاء وكان هدفنا واحد ونعيش سواء في عالم "الضياع" بحيث كنا نبحث عما يشبع رغباتنا ويحقق أهدافنا
كذلك أنا أيضا تنطبق علي حالة سلطان مع والدته فوالدتي أيضا كانت دائما تعاني الأمراض بسببي وتسهر الليالي خوفا علي وتستحي من أفعالي أمام أقاربنا أشياء كثيرة لا استطيع حصرها فالمواقف المحزنة كثيرا والألم أكثر شدة
[ اثناء جلساتكم كمفحطين كيف نظرتكم للشباب المشجع لكم؟
ـ نحن نجلس ونتفكر ونضحك على عقول البشر الذين يقفون في الشارع ساعات طويلة ينتظروننا والذين يتتبعوننا بسيارات تمشي من الشمال إلى الجنوب من الدخل المحدود إلى الشفاء إلى شوارع التفحيط وخاصة بعد انتهاء الجريمة اننا كمفحطين نضحك من هؤلاء ونطلق عليهم ألقاب نسمي هذا الإنسان الضعيف باسمه لنسميه (كبش فداء) فنقول فلان لك عندي (كبش فداء) واحد جديد خاصة إذا كان هذا الشخص جاي من منطقة أخرى غير منطقة الرياض فنستغله بحيث انه ما يعرف أحد هنا ويسهل عليه (اللعب) نستأجر سيارة باسمه نأخذه اليوم معنا.. بكرة نزله في محل ونهرب بالسيارة ويكون ذلك بعبارات بيننا مثل فلان عطني "كوكا" معناه أنحش بالسيارة أو نفذ هدفا معينا
يأخذ يومين ثلاثة لا يقدر يروح يبلغ لأنه خايف منا حتى لو انسجنت أنا أرسل عليه اثنين ثلاثة "يؤدبونه" في أي مكان فلا يستطيع ان يبلغ بل يتوسط أحيانا بشلة أخرى أو يؤشر "بيديه" وحن ا مارين مع شاعر ونتركه!! أحيانا نلاقيه يلاحقنا في شوارع التفحيط
التفحيط باب لكل شر
[ ويوضح سلطان ان التفحيط باب لكل شر فهو لا يقتصر على طلب الشهرة والتعرف على أشخاص آخرين
حيث قال ان التحفيط باب لكل شر منها باب المخدرات حتى لو لم تكن تتعاطى مخدرات فمجرد دخولك دائرة التفحيط تتعرف على شلل أغلبهم متعاطي للمخدرات. أغلبهم أهل معاصي فيذكرون لك أشياء ويعرفونك على أشياء وكيف انك مفحط ولا تدخن ولا تتعاطى, وبصراحة أنا كنت منبوذا لأني ما أدخن فكانوا دائما يقولون لي كيف انك مفحط ولا تدخن كيف تفحط ولا تسكر كيف ماتأكل (حبوب) فكان لازم تكمل هذه الأشياء في حياتك وخاصة أمامهم أذكر اني أحط في يدي سيجارة وأنا لا أدخن حتى لا يجدون في (عذروب) كذلك المفحط, كما يستخدم في أغراض أخرى عديدة وخاصة إذا دخل السجن وتعرف على ناس من مروجي المخدرات يحاولون أن يتعرفوا عليه ويعطونه الرقم وإذا طلع من السجن يتصل بهم ويتصلون به ويستخدمونه في توصيل المخدرات وهذه دائما كانت تعرض لنا داخل السجن ويصير عليها مبالغ.. خاصة ان السجين غالبا عندما يخرج يكون محتاجا للمال فيعرض عليه مثل هذه الأمور
فسبحان الله كما تشاهد عملية التفحيط تبدأ بالتفحيط ثم الجرائم الأخلاقية ـ ثم السرقات ـ وتنهي بتعاطي وترويج المخدرات
استئجار استراحات وذبح
الذبائح بعد خروج المفحط من السجن
[ كيف يكون استقبال المفحطين بعد خروجهم من السجن؟
ـ احتفاء واستئجار استراحات وذبح ذبائح ودعوة عدد من الفنانين الذين يجيدون العزف على العود والسمسمية من المشاهير على مستوى الحواري والشلل
[ هل التفحيط يتم عشوائيا أم وفق خطط؟
ـ أبوزقم: غالبا ما يتم التفحيط وفق خطط حتى أذكر أني أجمع المفحطين وأتكلم معهم وأقول أنت يابوفلان "بلقبه" أنت تفحط بكرة في الشمال وأنت يابوفلان تفحط في الجنوب, بحيث أني أربك رجال الأمن بحيث أني أنا أفحط في الدخل المحدود.. والآخر يفحط في المصيف والثالث في الروضة ورابع في الربوة فتأتي البلاغات من كل مكان فلا يستطيعون السيطرة علينا
تنفيذ الجرائم
كذلك لنا خطط في تنفيذ بعض الجرائم بحيث نستطيع فك السيارة بأسهل الطرق
كذلك بعض أصحاب "قص" المفاتيح ساعدونا كثيرا في سرقة السيارات, فكانوا يتعاونون معنا بحيث نحضر لهم (القفل) الخاص بشنطة السيارة ويعلمون أن قصدنا سرقة السيارة ونزيدهم فلوسا ويقصون لنا أي مفتاح نأتيهم على سيارات مستأجرة ويعلمون أنها مستأجرة ومع ذلك يساعدوننا في قص مفتاح لها.. ونرجع مرة أخرى ونقوم بسرقتها بعد إعادتها لمكتب التأجير
كذلك سرقة اللوحات والاطارات وأشياء كثيرة كنا نقوم بسرقتها بدافع التفحيط
بعض أبناء الأثرياء ساعدونا أيضا
اضافة إلى أصحاب المحلات الخاصة بقص المفاتيح الذين ساعدونا في سرقة السيارات
أيضا بعض أبناء (الأثرياء) ساعدونا أيضا في الاستمرار في التفحيط
فبمجرد أن تفحط في شارع التخصصي مثلا وتخرج يقوم بملاحقتك عدد من السيارات يريد أصحابها التعرف عليك وبعدها يأمنون لك كل شيء خاصة إذا كان الإنسان "ثري" يؤمن لك سيارة, استراحة ـ تنام عنده في بيته خاصة إذا كان بيته كبير
هذه حقيقة شباب التخصصي
وشباب التخصصي حقيقة نعتبر أغلبيتهم سبحان الله الدنيا معهم والمال معهم كل شيء والسيارات فخمة لكنهم يبتلون بأشياء بسيطة مثل التفحيط مثلا
فالمفحط يحبونه!! هم ضعيفون لا يستطيعون التفحيط لكن عندهم عملية "الدوران" وانفاذ البنزين من إشارة العزيزية إلى اشارة النفق ويرجع بطريقة السرعة (المساقط) لكن تجيء شوي حركة أو حركتين بيتحلقون فيك. ويبلغونك تصير من شلتهم وكل واحد يعطيك مميزات أفضل لتصبح من شلته
فاستفدنا كثيرا من تأمين سكن مثلا في فترة مؤقتة أيضا تأمين رحلات فندق. أشياء لم نكن نحلم بها
5000 ريال مقابل تفحيط
ـ أبو زقم: بصراحة أنا حصل لي موقف مع أحد شباب التخصصي حيث علمت أن هناك صاحب سيارة "فخمة" يبحث عني في الحي واستغربت وكان يسأل عني بشهرتي (أبوزقم) فصراحة خفت قلت يمكن يكون كمين
وأرسلت بعض الشباب حتى يتأكدوا من الوضع إذا كانت الأمور سليمة ولا فيها (كمين) أطلع لمقابلته
وخرجت لصاحب السيارة وكان معه شباب وقالوا لي هذا مبلغ (5000) ريال في (السيارة) يسمونها أتعاب حق المواصلات والبنزين لكن الشرط التفحيط في المكان الفلاني بحيث إنك تفحط وتوقف عندنا وتسلم علينا علشان المتفرجين يعرفون أنك ضمن شلتنا ويركب منا واحد معك
[ أبوزقم لقب أطلقته على نفسك في السابق والآن وبعد الهداية ماذا أطلقت على نفسك؟
ـ الآن أطلقت على نفسي أبوالأرقم, فأبوزقم لقب أحببته في السابق لكن بعد الهداية وقراءة القرآن وجدت أن (الزقم) اسم مطابق لاسم شجرة في نار جهنم وهي شجرة الزقوم, ويوم القيامة كل ينادى بأحب الأسماء إليه في الدنيا فخفت أن أنادى يوم القيامة بأبي زقم ويذهب بي إلى شجرة الزقوم
أصدقاء الماضي ضايقونا كثيرا بعد الهداية
ويروي "أبوزقم" و"أبوحسن" بعض القصص والمواقف لزملائهم المفحطين بعد اعتزاله التفحيط حيث قالا
لقد واجهنا الكثير من الضغوط للعودة إلى ماضينا السابق, أصدقاء الماضي بدأوا يضايقوننا في الشوارع وفي الأماكن العامة كذلك كتابة القصائد لنا.. والتي يطالبوننا فيها بالعودة. فكانوا يدخلون بعض الأشرطة من تحت الباب ويدخلون بعض الكتيبات والرسائل. حتى جدار البيت لم يسلم فقد كتبوا عبارة "لا تكبر
الحمد لله زرت كثيرا منهم وهداه الله على يدي مثل الأخ أبوحسن كنت أحبه وكان خويي وما تركته زرته تقريبا 5 سنوات حتى أتى الله به زرت كثيرا من الشباب ممن صار عليهم حادث بدأت أذهب إلى مواقع التفحيط وأدعو الناس هناك لتغيير اتجاههم وترك التفحيط. والحمد لله هناك تجاوب
قصص من أرشيف التفحيط
ويروي لنا "أبوزقم" و"أبوحسن" بعض القصص عن المفحطين حيث قالا
صراحة كثير من الشباب فقدناهم بسبب التفحيط كثير من الشباب ماتوا وهم (سكارى) بسبب التفحيط نذكر منهم الشباب خالد ـ الله يرحمه ـ مات بسبب التفحيط كان مفحطا مشهورا وتوفي في العزيزية وكان فيه الشاب هزاع كان صديقنا الخاص نذهب ونأتي معه وكان آخر أيامه قبل أن يتوفى طلب مني انزاله عند مسجد يصلي فكنت أنزله عند مسجد وأذهب وبعد ما انسجنت جاني زيارة يوم الأربعاء العصر وطلع ويوم الخميس توفي (بجلطة)
في حادث "الكامري" الذي وقع قبل أشهر مات هؤلاء وهم على معصية وأغاني. فصراحة نحذر الشباب وننادي بصوت عال ونقول إن الذي يبحث عن السعادة فقد وجدناها
أول كان يفحط 4 أشخاص معروفون الآن مايعدون ولا يحصون يعني كثرت السيارات وكثر تساهل أولياء الأمور وصار حتى الصغار يفحطون أول ما كان يفحط إلا واحد معروف (عربجي) كبير في السن الآن ما يحصون وبدأ الآن التفحيط يعود بشكل ملفت للنظر وأنا أحذر الشباب وأدعوهم إلى أن يرجعوا إلى الله عز وجل والله اننا نحبهم ونتمنى أن يذوقوا طعم الهداية فالفائدة من الدوران, هذه صاحب الكامري الذي مات أمس خويهم صكت عليه السيارة وهم "انحاشوا وخلوه" حتى مات بل رجع منهم واحد أخذ جواله ومشى أين الاخوة أين الصداقة سبحان الله لو أن فيهم أحد فيه رجولة وفيه شهامة كان سحب خويه وحاول اسعافه
نداء للجميع
وفي نهاية حديثهما لـ"الرياض" دعا "أبوزقم" و"أبوحسن" الجميع للحذر من هذه الظاهرة الخطيرة وقالا
إننا ننصح الآباء للاعتناء بأبنائهم, كذلك مشجعي التفحيط للانتباه لأنفسهم فالآباء مطلوب منهم أن يتعرفوا على أصدقاء أبنائهم, أين يذهبون ومن يجالسون.. ويراقبوا أبناءهم في الشارع في المدرسة, فبعض أولياء الأمور قد لا يعرفون عن أبنائهم شيئا وما قد يقابلهم من تصرفات لا أخلاقية. الآباء غافلون عن أبنائهم, الأمهات غافلات, كذلك نوجه نداء إلى الشباب المفحطين من كان معنا في الوحل فليخرج نفسه والحمد لله ان الله عز وجل فتح لنا هذا الباب باب الهداية, فبالأمس كان الناس يهربون منا حتى أني أتعجب فسبحان الله في الأول كان الشباب يدخنون في وجهي وكان إذا جلست أجلس آخر المجلس عند ربعي .. كان الآباء يقولون لعيالهم لا أشوفكم راكبين مع سلطان أو أبوحسن, وبعد الهداية رأيت شباب مدخنين إذا مررت من أمامهم يتركون التدخين حتى أن أحدهم أطفأ السيجارة في يده علشان ما أشوفها فسبحان الله كيف أعزنا الله وفي السابق كنا نهان
كذلك الآباء إذا دخلت الآن لمجلس الكل ينادي عليك ياشيخ.. ياشيخ يلمون عليك ويحطونك في صدر المجلس
كذلك نوجه نداء (للمغفل) الذي يركب مع المفحط نقول له ما دورك لكي تركب مع المفحط تركب مع إنسان فاقد شعوره يمشي بسرعة جنونية لا تقول فلان سواق لأن فلان ما يملك شيء "يضرب" عليه كفر. يصير عليه حادث يرتطم في جدار نقول لمن يركب مع المفحط لماذا تضحي بنفسك حتى شاهدك الآخرون تركب مع فلان
لقد عايشنا كثيرا من الحوادث توفي بها كثير من الشباب الذين يشاهدون التفحيط
الآن أكثر المفحطين كل شوي يموت معه واحد بل أعرف أحد المفحطين توفي معه ثمانية أشخاص في أوقات مختلفة
نحن نناشد الجميع بالعودة إلى الله وليتوبوا وليعودوا إلى الله ويتوبوا ويقلعوا عن هذه الظاهرة السيئة لأنها ليست رقيا وليست تقدما ولا هي بالفخر, الحمد لله عندنا ما هو أفضل لدينا الاستقامة لدينا كتاب الله لدينا أشياء تغنينا عن هذا الشيء.
التفحيط ليس مجرد حركات
أقول إن التفحيط في الظاهر إنه امام الناس انه مجرد حركات ومجرد تشجيع وتفحيط, لكن الحقيقة انه مفتاح لكل شيء الآن الإنسان إذا ركب مع مفحط إذا كان من صغار السن فليحذر أن يركب مع المفحط ولا يخدعه لأنه ربما يذهب به إلى مناطق مشبوهة وتصبح كارثة
وكذلك أن لا يعتقد المفحط أن التفحيط مجرد جلنط وعكسية أو غيرها, بل هو باب للمخدرات وباب لكل شيء باب إلى الجريمة الخلقية باب لأن تصبح مجرما تسرق الأشياء لا تبالي, كذلك سبحان الله تنزع من المفحط الغيرة والحياء والشهامة والرجولة فالمفحطون عندما تجلس معهم أو تعزمهم في منزلك فقط تروح بس تجيب الشاي أو القهوة تلقى كل شيء مسروق من منزلك وتجدهم اليوم الثاني يضحكون وكأن شيئا لم يحصل
فصراحة ننصح الجميع وخاصة ممن هم في السجن أن يبتعدوا عن الشلل الأولى لأنها سبب لرجوعهم إلى عالم الجريمة
وفي ختام اللقاء يقول أبوزقم في قصيدة له
سر يا قلم وأكتب كلام مشخبط
من هاجس كله حروف وخرابيط
أنا حياتي فوق النسر مخطط
دايم مع الشارع على طر تفحيط
ضاع العمر عقب ما كنت أنا مخطط
وراحت حياتي كلبوها تفاحيط
ما ينفعك منهمو بشماغه تنطط
واسمك على الجدران وتقول خطط
وآخر خبر قالوا بالسجن حط
هاذي النهاية ياحياتي أنا مفحط
نقلا عن جريده الرياض