المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل حقا كنت... وحيده؟؟!


روان
05-06-2004, 01:46 AM
أحقا كنت.. وحيدة!!
أقبل الليل بسكونه الدافئ..وبدا ذلك القمر مضيئاً في كبد السماء..يتوسط النجوم المتلالئه..فتزيده روعة وجمالا وسحراً..وقفت وقوفاً طويلاً..تأملته كثيراً..بعدها خرجت من بين أضلعي تنهيده عميقة..تود لو أنها تزيح جبالاً من الهموم اعتلت صدري..فأثقلت وأعيت كاهلي..وحبست أنفاسي..ثم تلا ذلك دمعه من عيني حائرة..لا تدرى أترجع إلى النار التي تأججت بين جوانحي..أم تترك صاحبتها وحيدة كما فعل غيرها؟؟؟ وخلال هذه اللحظات الأليمة أخذت أتلفت يمنة ويسرة..أبحث عمن يطفئ اللهيب المتوقد بين الجنبات..عن تلك اليد التي تمسح دمعي عندما يسيل مدراراً..أبحث عن ذالك الرفيق الأنيس..والأليف الحنون..والسكن الذي اطمئن إليه..وقد وجدت ذلك كله..لكن؟؟!!
كانت الوحدة رفيقتي..والحزن وليفي..وذكريات الماضي السكن الذي أعود إليه..
حينها شعرت بالوحشة والوحدة..وتهت في ظلمات الحزن والأسى..فهرعت إلى قلمي..ووددت لو يكتب بمفرده..حتى يتسنى لي البكاء!.. لكن حتى عيني بخلت علي بقطرات من دمع..علها تكون كالسلوان..فلم أتمالك نفسي إلا وبذاك الصوت يتعالى في أعماقي..أنادى فيه من حولي..لكن لم يلتفت أحد إلي.. وكيف لهم ذلك؟؟!ولم يكن يسمع الصوت غيري!..لأنه كان يتردد في جنبات قلبي العليل..ثم يعاودني صداه من جديد...!!
حينها فقط أحسست بالوحدة..والافتقاد إلى من يبدد الوحشة..فغدوت كورقة من أشجار الخريف..قد شحب لونها..وضعفت قواها.. وانطفأ بريقها..فيا ترى ماكل ذلك الشعور الغريب؟ أهو شعور بنهاية شئ ما؟! أم شعور بالغربة بعد ابتعاد الأحبة؟؟ أم ماهو ذلك...! الذي يعترى القلب الصغير..ويعتصره من الألم..ثم ينطفئ كالقنديل..ويتيه في دوامة النسيان..ثم يتلاشى تلك الابتسامة المضيئة لتشارك ألم ذلك القلب..لتحل محلها ابتسامة مبتورة..ترتعش على شفتي..يسبقها سؤال يزلزل سكوني..أين الابتسامة والسعادة؟؟فهل حقاً تلك المفردات موجودة؟؟ أم أنها كالسراب!!ثم تتابع النظرات من عيني البائستين..أتلفت فيمن حولي..علي أجد ذلك الأنيس..لكني فجأة أتراجع كالملسوعة!..بعقارب الحنين..حين أتذكر أن الزمان لن يعود!!...
فأسرع إلى غرفتي..بخطى متثاقلة متهالكة..لأدفن نفسي بين جدرانها..وبين أوراقي..ثم أحتضن قلمي..الذي لم يدعني يومأً أسيرة للوحدة.ولكن..أحقاً كنت وحيدة.. ثم عدت من جديد..
سؤال كثيرا ما يتردد بين ردهات قلبي..فيصيبني بالحيرة حينما لا أجد له جواباً!! وبينما ذلك القلب تائه في دوامة الحيرة..وتلك الآلام والأحزان قد التمعت في سمائي..وأمطرت الهموم علي ساحة فؤادي..إذ بتلك الكلمات العطرة..تلامس الأذن لتشنف مسامعي.. وترد إلى ذاتي ..وتتغلغل إلى الصميم..حينما وجدت أن الإله معي..ينظر..يطلع علي..قريب جد قريب..بعدما ما تأملت"وهو معكم أينما كنتم" حينها تبددت وحشة القلب..حين أحسست بظلال القربى..حين وجدت الأنيس في ليالي الوحدة..والجليس في أيام الألم..والعمل في لحظات الكسل..آيات في كتاب العلي القدير..ظللتني من مطر الهموم..وأصبحت سلوى لقلبي العليل..فما أروعها من لحظات إيمانية..عشتها بقلبي ووجداني..بعدما كنت أشعر بالحاجة إلي الشكوى..ولم أجد من أشكو إليه..لكنى تذكرت بأن لي رباً رحيماً كريماً..يعطي إذا سئل.."وإذا سألك عبادي عني فإني قريب"فما أجمله من سؤال..وما أعظمها من قربى..بعدها أحسست بصفاء نفسي..وراحة قلبي..ومشاعر سمت حتى بلغت السماوات..فلم أعد يوماً وحيدة..ولم أكن يوماً وحيدة..إلا حينما غفلت عن تلك المعاني الجليلة..
إلا عندما تملكني الحزن..وبلغ الألم من ذاك القلب كل مبلغ..إلا عندما كنت كالصحراء المجدبة التي لم تعرف ربيع قلبها..ذاك الربيع الندي..ذكر الله..والأنيس بخلوته.. فتبدد ألمي..وأشرقت الابتسامة على محياي..لأصارع متاعب الحياة..وأتنقل من صحراء الوحدة القاتلة إلى ربيع الأنس بالقربى.. لأتغلب على هومى وأحزاني..فلله الحمد والمنة.."فما كنت يوماً وحيدة"..

ابو خالد
05-06-2004, 02:21 PM
يعطيك العافيه روان على الموضوع .

احتراماتي .