أبوعمر الهمداني
12-02-2009, 03:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله خالق كل شي القائل في كتابه (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) واصلي واسلم على من أٌرسل للعالمين من إنس وجن القائل(أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن قال : فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم وسألوه الزاد فقال : لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم لحما وكل بعرة علف لدوابكم) اما بعد
انكر بعض الناس دخول الجني في بدن الإنسي وهذا خطاء والعياذ بالله لأنه مخالفا لإجماع العلماء والأئمة الفقهاء من أهل السنة والجماعة وسلكوا طريق المعتزلة.
فلذالك قدما لكم بعض الأدلة من القران الكريم والسنة النبوية وأقوال العلماء عسى الله أن ينفع به من يريد إتباع الحق ويجعله في ميزان حسناتي أنك القادر عليه
أولاً : القران الكريم
1)قال الله تعالى (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ)
قال القرطبي في تفسيره (ج3ص355 ) : ( هذه الآية دليل على فساد إنكار من أنكر الصرع من جهة الجن ، وزعم أنه من فعل الطبائع وأن الشيطان لا يسلك في الإنسان ولا يكون منه مس )
وقال ابن كثير في تفسير (ج1ص32 ) بعد أن ذكر الآية السابقة ( أي لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له ، وذلك أنه يقوم قياماً منكراً ،
وقال ابن عباس : آكل الربا يبعث يوم القيامة مجنوناً يخنق ) .
و قال الجلالين: لَا يقومون" من قبورهم "إلّا" قياما "كَما يقوم الذي يتخبطه" يصرعه "الشيطان من المس
قال أبو جعفر بن جرير يعني بذلك يخبله الشيطان في الدنيا وهو الذي يخنقه فيصرعه " من المس " يعني : من الجنون .
وقال البغوي رحمه الله في تفسير الآية المذكورة ما نصه : لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ أي : الجنون . يقال مس الرجل فهو ممسوس إذا كان مجنونا
ثانيا: السنة النبوية
1)قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)
2) عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا استيقظ أحدكم من منامه فتوضأ فَليستنثر ثلاثاً ، فإن الشيطان يبيت على خيشوم)
3) أبي سعيد –رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه فإن الشيطان يدخل )
4)عن عثمان بن أبي العاص قال : استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أصغر الستة الذين وفدوا عليه من ثقيف ، وذلك أني كنت قرأت سورة { البقرة } ، فقلت : يا رسول الله ! إن القرآن ينفلت مني ، فوضع يده على صدري وقال : يا شيطان ! اخرج من صدر عثمان . فما نسيت شيئا أريد حفظه
5) عن أبي اليسر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو : ( اللهم إني أعوذ بك من التردي والهرم والغرق والحرق وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت ... ) قال المناوي في فيضه ( ج2ص148 ) في شرح عبارة ( وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت ) أي يصرعني ويلعب بي ويفسد ديني أو عقلي (
ثالثا : إجماع العلماء
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :(.... و كذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة و الجماعة....)
وقال أيضا : ( ولهذا أنكر طائفة من المعتزلة ، كالجبائي وأبو بكر الرازي وغيرهما دخول الجني في بدن المصروع ولم ينكروا وجود الجن..)
وقال الأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة: "إنهم (أي أهل السنة) يقولون : إن الجني يدخل في بدن المصروع"
وقال الشيخ بن باز رحمه الله (وبما ذكرناه من الأدلة الشرعية وإجماع أهل العلم من أهل السنة والجماعة على جواز دخول الجني بالإنسي ، يتبين للقراء بطلان قول من أنكر ذلك " ثم قال في الختام :" فاعلم ذلك أيها القارئ ، وتمسك بما ذكرناه من الحق ولا تغتر بجهلة الأطباء وغيرهم ولا بمن يتكلم في هذا الأمر بغير علم ولا بصيرة بل بالتقليد لجهلة الأطباء وبعض أهل البدع من المعتزلة وغيرهم ، والله المستعان "فتاوى بن باز 3/307 .)
والله اعلم
الحمد الله خالق كل شي القائل في كتابه (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) واصلي واسلم على من أٌرسل للعالمين من إنس وجن القائل(أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن قال : فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم وسألوه الزاد فقال : لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم لحما وكل بعرة علف لدوابكم) اما بعد
انكر بعض الناس دخول الجني في بدن الإنسي وهذا خطاء والعياذ بالله لأنه مخالفا لإجماع العلماء والأئمة الفقهاء من أهل السنة والجماعة وسلكوا طريق المعتزلة.
فلذالك قدما لكم بعض الأدلة من القران الكريم والسنة النبوية وأقوال العلماء عسى الله أن ينفع به من يريد إتباع الحق ويجعله في ميزان حسناتي أنك القادر عليه
أولاً : القران الكريم
1)قال الله تعالى (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ)
قال القرطبي في تفسيره (ج3ص355 ) : ( هذه الآية دليل على فساد إنكار من أنكر الصرع من جهة الجن ، وزعم أنه من فعل الطبائع وأن الشيطان لا يسلك في الإنسان ولا يكون منه مس )
وقال ابن كثير في تفسير (ج1ص32 ) بعد أن ذكر الآية السابقة ( أي لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له ، وذلك أنه يقوم قياماً منكراً ،
وقال ابن عباس : آكل الربا يبعث يوم القيامة مجنوناً يخنق ) .
و قال الجلالين: لَا يقومون" من قبورهم "إلّا" قياما "كَما يقوم الذي يتخبطه" يصرعه "الشيطان من المس
قال أبو جعفر بن جرير يعني بذلك يخبله الشيطان في الدنيا وهو الذي يخنقه فيصرعه " من المس " يعني : من الجنون .
وقال البغوي رحمه الله في تفسير الآية المذكورة ما نصه : لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ أي : الجنون . يقال مس الرجل فهو ممسوس إذا كان مجنونا
ثانيا: السنة النبوية
1)قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)
2) عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا استيقظ أحدكم من منامه فتوضأ فَليستنثر ثلاثاً ، فإن الشيطان يبيت على خيشوم)
3) أبي سعيد –رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه فإن الشيطان يدخل )
4)عن عثمان بن أبي العاص قال : استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أصغر الستة الذين وفدوا عليه من ثقيف ، وذلك أني كنت قرأت سورة { البقرة } ، فقلت : يا رسول الله ! إن القرآن ينفلت مني ، فوضع يده على صدري وقال : يا شيطان ! اخرج من صدر عثمان . فما نسيت شيئا أريد حفظه
5) عن أبي اليسر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو : ( اللهم إني أعوذ بك من التردي والهرم والغرق والحرق وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت ... ) قال المناوي في فيضه ( ج2ص148 ) في شرح عبارة ( وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت ) أي يصرعني ويلعب بي ويفسد ديني أو عقلي (
ثالثا : إجماع العلماء
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :(.... و كذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة و الجماعة....)
وقال أيضا : ( ولهذا أنكر طائفة من المعتزلة ، كالجبائي وأبو بكر الرازي وغيرهما دخول الجني في بدن المصروع ولم ينكروا وجود الجن..)
وقال الأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة: "إنهم (أي أهل السنة) يقولون : إن الجني يدخل في بدن المصروع"
وقال الشيخ بن باز رحمه الله (وبما ذكرناه من الأدلة الشرعية وإجماع أهل العلم من أهل السنة والجماعة على جواز دخول الجني بالإنسي ، يتبين للقراء بطلان قول من أنكر ذلك " ثم قال في الختام :" فاعلم ذلك أيها القارئ ، وتمسك بما ذكرناه من الحق ولا تغتر بجهلة الأطباء وغيرهم ولا بمن يتكلم في هذا الأمر بغير علم ولا بصيرة بل بالتقليد لجهلة الأطباء وبعض أهل البدع من المعتزلة وغيرهم ، والله المستعان "فتاوى بن باز 3/307 .)
والله اعلم