إنسان بسيط
25-03-2009, 10:50 AM
اليوم الإلكتروني
www.alyaum.com
الأربعاء 1430-03-28هـ الموافق 2009-03-25م العدد 13067 السنة الأربعون
http://www.alyaum.com/issue/article.php?IN=13067&I=662859&G=1
________________________________________
عزيزي رئيس التحرير
يعرض على الطب النفسي!
الطب النفسي علم كغيره من العلوم ، وإن كنا ما زلنا لا نفعله في كثير من أمورنا ، وما زالت كثير من المستشفيات تخلو من هذا التخصص المهم وإن وجد فإن مراجعيه يجدون حرجا شديدا في مراجعة عيادته ؛ بسبب الخلفية الثقافية السلبية للمجتمع تجاه المرض النفسي ، وعلم النفس علم مهم له نظرياته وقواعده وتقوم على أساسه كثير من الدراسات والتجارب ويستخدم في شتى مناحي الحياة بل وتعتمد عليه كثير من الدول والشركات في مجالات مختلفة.
وما تزال مسألة البحث العلمي في عالمنا العربي والإسلامي تسير ببطء شديد وبإمكانات ضعيفة للغاية - رغم أن ديننا قد حثنا على التفكر والبحث والتجريب - وقد توصل العلم الحديث إلى ما أشار إليه القرآن الكريم من أسرار وإعجاز .
وعلم النفس متعلق تعلقا شديدا بعلم الإدارة وله إسهاماته الكبيرة والمؤثرة في جوانبها المختلفة فعلى أساسه تقوم كثير من النظريات الإدارية ، ومنها ما هو متعلق بالعاملين ، وتحفيزهم ومعالجة جوانب القصور لديهم ، والتأثير فيهم ، وربطهم ببيئة العمل ، وحبهم لها ، وعلاقتهم برؤسائهم وزملائهم ، والمستفيدين من الخدمات التي يقدمونها ، ويسبق ذلك كله تعلق علم النفس بأمر التربية والتعليم من خلال مراحل النمو ، ونظريات التعلم المختلفة ، وغيرها من العلوم المتعلقة بالطفل.
ومن مسلمات نظامنا الإداري الراسخة ما يسمى الفحص الطبي الذي يخضع له الملتحق بوظيفة حكومية أو في بعض شركات القطاع الخاص ، وهو فحص لا يخلو من الشكلية ؛ لاقتصاره على فحص ظاهري لبعض الحواس والكشف عن بعض الأمراض الجسمية أو العيوب الظاهرة ، وهي في حقيقتها لا تكفي لإغفالها الجانب النفسي وهو الأهم عند أي شخص يوكل إليه عمل إداري أو فني ، ويتعرض لمقابلة الجمهور لقضاء مصالحهم وتوفير الخدمة لهم.
إن وجود مثل هذه الحالات - وبخاصة فيمن تسند إليهم مهام متعلقة بمصالح الناس في بعض الدوائر أو الشركات - أمر لا يمكن إنكاره ، وهذه الحالات المرضية مرضا نفسيا بين هؤلاء العاملين يتسبب في تعطيل مصالح الناس والإضرار بهم ، وهؤلاء المرضى يسهمون - دون قصد منهم - بكثرة الأخطاء التي قد تصبح سلوكا إداريا في البيئة التي يعملون بها - خصوصا إذا كان صاحب الحالة المرضية على رأس إدارة حكومية أو شركة أو موظف يقابل الجمهور.
إن مسألة التوازن النفسي مطلب أساس في تقلد أية مسؤولية إدارية أو فنية ، وخضوع الإنسان لاختبار نفسي لا يعيبه أو ينقص من قدره ، وكم تمنى بعض الموظفين لو تم عرض مديرهم على الطب النفسي لما يعانونه من تقلباته الكثيرة ، وقد عانى بعض المديرين من موظفين ليسوا أصحاء نفسيين أعيوهم وسببوا لهم المتاعب مع المراجعين ومع زملائهم في العمل .
همسة : هل سيأتي اليوم الذي تفرض فيه وزارة الخدمة المدنية التحويل للطب النفسي لطالبي الوظائف ، وهل سيعرض كذلك من يتقلد منصبا إداريا قبل تسلمه مهمته !
عبد الله بن مهدي الشمري
________________________________________
وقت وتاريخ الطباعة: 07:45:18 25-03-2009
www.alyaum.com
الأربعاء 1430-03-28هـ الموافق 2009-03-25م العدد 13067 السنة الأربعون
http://www.alyaum.com/issue/article.php?IN=13067&I=662859&G=1
________________________________________
عزيزي رئيس التحرير
يعرض على الطب النفسي!
الطب النفسي علم كغيره من العلوم ، وإن كنا ما زلنا لا نفعله في كثير من أمورنا ، وما زالت كثير من المستشفيات تخلو من هذا التخصص المهم وإن وجد فإن مراجعيه يجدون حرجا شديدا في مراجعة عيادته ؛ بسبب الخلفية الثقافية السلبية للمجتمع تجاه المرض النفسي ، وعلم النفس علم مهم له نظرياته وقواعده وتقوم على أساسه كثير من الدراسات والتجارب ويستخدم في شتى مناحي الحياة بل وتعتمد عليه كثير من الدول والشركات في مجالات مختلفة.
وما تزال مسألة البحث العلمي في عالمنا العربي والإسلامي تسير ببطء شديد وبإمكانات ضعيفة للغاية - رغم أن ديننا قد حثنا على التفكر والبحث والتجريب - وقد توصل العلم الحديث إلى ما أشار إليه القرآن الكريم من أسرار وإعجاز .
وعلم النفس متعلق تعلقا شديدا بعلم الإدارة وله إسهاماته الكبيرة والمؤثرة في جوانبها المختلفة فعلى أساسه تقوم كثير من النظريات الإدارية ، ومنها ما هو متعلق بالعاملين ، وتحفيزهم ومعالجة جوانب القصور لديهم ، والتأثير فيهم ، وربطهم ببيئة العمل ، وحبهم لها ، وعلاقتهم برؤسائهم وزملائهم ، والمستفيدين من الخدمات التي يقدمونها ، ويسبق ذلك كله تعلق علم النفس بأمر التربية والتعليم من خلال مراحل النمو ، ونظريات التعلم المختلفة ، وغيرها من العلوم المتعلقة بالطفل.
ومن مسلمات نظامنا الإداري الراسخة ما يسمى الفحص الطبي الذي يخضع له الملتحق بوظيفة حكومية أو في بعض شركات القطاع الخاص ، وهو فحص لا يخلو من الشكلية ؛ لاقتصاره على فحص ظاهري لبعض الحواس والكشف عن بعض الأمراض الجسمية أو العيوب الظاهرة ، وهي في حقيقتها لا تكفي لإغفالها الجانب النفسي وهو الأهم عند أي شخص يوكل إليه عمل إداري أو فني ، ويتعرض لمقابلة الجمهور لقضاء مصالحهم وتوفير الخدمة لهم.
إن وجود مثل هذه الحالات - وبخاصة فيمن تسند إليهم مهام متعلقة بمصالح الناس في بعض الدوائر أو الشركات - أمر لا يمكن إنكاره ، وهذه الحالات المرضية مرضا نفسيا بين هؤلاء العاملين يتسبب في تعطيل مصالح الناس والإضرار بهم ، وهؤلاء المرضى يسهمون - دون قصد منهم - بكثرة الأخطاء التي قد تصبح سلوكا إداريا في البيئة التي يعملون بها - خصوصا إذا كان صاحب الحالة المرضية على رأس إدارة حكومية أو شركة أو موظف يقابل الجمهور.
إن مسألة التوازن النفسي مطلب أساس في تقلد أية مسؤولية إدارية أو فنية ، وخضوع الإنسان لاختبار نفسي لا يعيبه أو ينقص من قدره ، وكم تمنى بعض الموظفين لو تم عرض مديرهم على الطب النفسي لما يعانونه من تقلباته الكثيرة ، وقد عانى بعض المديرين من موظفين ليسوا أصحاء نفسيين أعيوهم وسببوا لهم المتاعب مع المراجعين ومع زملائهم في العمل .
همسة : هل سيأتي اليوم الذي تفرض فيه وزارة الخدمة المدنية التحويل للطب النفسي لطالبي الوظائف ، وهل سيعرض كذلك من يتقلد منصبا إداريا قبل تسلمه مهمته !
عبد الله بن مهدي الشمري
________________________________________
وقت وتاريخ الطباعة: 07:45:18 25-03-2009