عبدالله القرشي
26-03-2009, 09:30 PM
بين الخطأ والصواب !!
لا نظل تحت مظلة التقييم بين الخطأ والصواب .. فإن فعلت خطأً فخطأً .. وإن فعلت الصواب فصواب ..
ولكن لم لا نشق طريقاً آخراً .. بعيداً عن تلكم المظلة .. نطلق عليها : " الطريق إلى الصواب " !!
وكل خوفي أن نحكم على من يسير على طريق الصواب بالخطأ كان أم بالصواب ..
سنرتكب الخطايا .. فهذا خطأ .. ولكن سنجرعها .. فهذا صواب ..
سنرتكب الخطايا .. فهذا خطأ .. ولكن سنتوب منها .. فهذا صواب ..
لكم تكبدت في حياتي الكثير والكثير إن خطأ كان أم صواب ..
قد يكون الخطأ صواباً في مواقف .. وقد يكون الصواب خطأً في مواقف أخرى ..
وهل نحن هنا بصدد التقييم فقط .. أم من أجل النقد ؟؟
فإن كنا بصدد التقييم فما زلنا تحت مظلة الخطأ والصواب ..
وإن ترفعنا فسنبحر على قارب النقد .. فننتظر .. ونقول : هل كان المنقود على خطأ أم كان على صواب ؟!
وهل كان نقدنا خطأً أم كان صوابا ؟!
لا ننفك .. فما زلنا في هنَّات البوتقة !!
سنذهب إلى علم ليس لي .. وليس لكم .. وليس لأحد من الخلق .. ولا من البشر ..
سأغرف من علم لدُنِّي .. جعل التصنيف للخطأ " سيئة " .. وتصنيف الصواب " حسنة " !!
جعل تصنيف الخطأ " خطيئة ، ذنب ، إثم " .. وتصنيف الصواب " درجة " – وهي ترمز إلى الصعود !!
جعل عاقبة الخطأ " خسران " .. وعاقبة الصواب " أجر وفلاح " !!
أصبح الخطأ هنا شرعي .. فهل نحن بصدده ؟! أم نحن بصدد الخطأ السلوكي ؟! أم المعرفي ؟! أم العفوي ؟! أم ... أم ... أم ...
هناك أمور لا خطأ فيها .. تتمثل في ثوابت وأصول ودساتير ربانية .. فلنأخذ على سبيل المثال لا الحصر قضية " القضاء والقدر " .. لكم يتردد كثيراً على أسماعنا : ما أخطأك لم يكن ليصيبك .. وما أصابك لم يكن ليخطئك ..
إنها قضية قد خطها القلم على اللوح المحفوظ قبل أن يخلق الله السماوات والأرض بخمسين سنة !!
فهذا تفسير قوله – صلى الله عليه وسلم : " رفعت الأقلام ، وجفت الصحف " !!
لا مجال للخطأ في النظام هنا ..
هي المقادير فلمني أو فذر * إن كنت أخطأت فما أخطا القدر
كما أن هناك أمور لا صواب فيها – البتة - كالقتل الخطأ – الغير متعمد !!
واحترازي للبتة أمور خاطئة من طرف ولكنها صائبة من الطرف الآخر .. كالشرك فهو مع أنه خطأ كبير وظلم .. ولكن المشرك قد يرى فيه صوابا ؛ وهذا راجع لجهله !!
فكل صواب يعقبه سعادة .. وكل خطأ يورث ندامة ..
ألم يأت في المثل : في العجلة الندامة .. وفي التأني السلامة ؟!
فما صلة هذا المثل بما نقول ؟
سأقول : الخطأ زاد العجول .. والصواب زاد المتأني ..
وجاء في كتاب ( الفوائد ) لابن القيم الجوزية ما قاله : " أصول الخطايا كلها ثلاثة : الكبر : وهو الذي أصار إبليس إلى ما أصاره ، والحرص : وهو الذي أخرج آدم من الجنة ، والحسد : وهو الذي جرأ أحد ابني آدم على أخيه . فمن وقي شر هذه الثلاثة فقد وقي الشر . فالكفر من الكبر ، والمعاصي من الحرص ، والبغي والظلم من الحسد " .
وفي عقل الإنسان منطقة متقدمة متخصصة في مجال الصواب والخطأ ، يقول تعالى : { نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ } العلق 16 ، فهي منطقة التركيز في العمل والمخاطبة ، أما المنطقة الخلفية من الدماغ فهي تتحكم في أمرين :
الأول : مسألة الإحساس بالمحيط الخارجي .
الثاني : مسألة الإحساس بالزمن .
ولذلك لو ضرب الإنسان من الخلف ، فإنه قد لا يشعر بمن حوله ، وتصيبه حالة الإغماء . وهنا نقول بأن الإنسان حين يدخل في عبادته ، ويتعمق فيها ، فإن منطقته المتقدمة من الدماغ تتسع ؛ لأنه في هذه الحالة يكون على أتم التركيز حين يناجي ربه ، أو يقرأ ، أو يدعو ، وبالتالي تبدأ المنطقة المتأخرة تضيق وتتقلص ، بحيث يقل شعور الإنسان بمن حوله ، ويقل شعوره بالزمن ، مما يؤدي به إلى حالة " النيرفانا " !!
سأقول بأنه لا تكون حكمة ومعرفة بدون تجربة .. ولا يمكن أن تصح التجربة بدون خطأ ..
وسأقول أيضاً بأن أقصر الطرق للوصول إلى الخطأ هي كلمة ( نعم ) !!
ولكن ما صلة الأمر والنهي في هذا .. سأقتبس قصة آدم وإبليس لتوضيح ذلك .. فعندما أمر الله سبحانه إبليس للسجود لآدم استكبر ولم يسجد فعاقبه الله على ذلك الخطأ .. وعندما نهى آدم عن أكل الشجرة لم ينته وأكل منها فتاب الله على ذلك الخطأ ..
فالخطأ مع الأمر له وقع أكبر من وقع الخطأ مع النهي !!
ذلك لأن الأمر طريق واضح للصواب .. أما النهي فهو الطريق الذي يتخلله عقبة تخطي الممنوع للوصول إلى الصواب ..
تلك هي اللذة التي تنشو لها النفس عند فعل الخطأ .. ولكن لا خير في لذة من بعدها سقرُ !!
فالصواب المحض يتمثل في الإله .. وتمثلت الخطيئة المحضة في الشيطان ..
واحترازي للخطيئة ( كلمة خطأ ؛ لأن الشيطان قد يأتي منه خير أو صواب .. ولكنه عفوي - غير مقصود . كقصته مع النبي داود - عليه السلام - وقصته مع أبي هريرة - رضي الله عنه .
سأختم المقال بخير من نطق وقال .. فجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : " ما من مؤمن إلا وله ذنب يصيبه الفينة بعد الفينة لا يفارقه حتى يفارق الدنيا ، وإن المؤمن خُلِقَ نسَّاءً إذا ذُكِّر ذَكَر " .. إذن سيقودنا هذا إلى ملازمة الخطأ للإنسان وهو على أرقى مراتب الإيمان ؛ فمرجع ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم " !!
فكفة الصواب وكفة الخطأ في ميزان الحياة .. تحكمها ظروف وتداعيات جمة ، ولكل منهما رصيد يكفل رجحانه على الآخر .. فهل الأخطاء جنود يقودهم الصواب ؟؟ أم أن الصواب ذي عين واحدة لا يرى بالأخرى ؟؟
تلك إشارات لموضوع جامح لا يمكن ترويضه بوحدة موضوعية متكاملة ؛ لذلك جرى التنويه إن خطأً وإن صواب !!
لا نظل تحت مظلة التقييم بين الخطأ والصواب .. فإن فعلت خطأً فخطأً .. وإن فعلت الصواب فصواب ..
ولكن لم لا نشق طريقاً آخراً .. بعيداً عن تلكم المظلة .. نطلق عليها : " الطريق إلى الصواب " !!
وكل خوفي أن نحكم على من يسير على طريق الصواب بالخطأ كان أم بالصواب ..
سنرتكب الخطايا .. فهذا خطأ .. ولكن سنجرعها .. فهذا صواب ..
سنرتكب الخطايا .. فهذا خطأ .. ولكن سنتوب منها .. فهذا صواب ..
لكم تكبدت في حياتي الكثير والكثير إن خطأ كان أم صواب ..
قد يكون الخطأ صواباً في مواقف .. وقد يكون الصواب خطأً في مواقف أخرى ..
وهل نحن هنا بصدد التقييم فقط .. أم من أجل النقد ؟؟
فإن كنا بصدد التقييم فما زلنا تحت مظلة الخطأ والصواب ..
وإن ترفعنا فسنبحر على قارب النقد .. فننتظر .. ونقول : هل كان المنقود على خطأ أم كان على صواب ؟!
وهل كان نقدنا خطأً أم كان صوابا ؟!
لا ننفك .. فما زلنا في هنَّات البوتقة !!
سنذهب إلى علم ليس لي .. وليس لكم .. وليس لأحد من الخلق .. ولا من البشر ..
سأغرف من علم لدُنِّي .. جعل التصنيف للخطأ " سيئة " .. وتصنيف الصواب " حسنة " !!
جعل تصنيف الخطأ " خطيئة ، ذنب ، إثم " .. وتصنيف الصواب " درجة " – وهي ترمز إلى الصعود !!
جعل عاقبة الخطأ " خسران " .. وعاقبة الصواب " أجر وفلاح " !!
أصبح الخطأ هنا شرعي .. فهل نحن بصدده ؟! أم نحن بصدد الخطأ السلوكي ؟! أم المعرفي ؟! أم العفوي ؟! أم ... أم ... أم ...
هناك أمور لا خطأ فيها .. تتمثل في ثوابت وأصول ودساتير ربانية .. فلنأخذ على سبيل المثال لا الحصر قضية " القضاء والقدر " .. لكم يتردد كثيراً على أسماعنا : ما أخطأك لم يكن ليصيبك .. وما أصابك لم يكن ليخطئك ..
إنها قضية قد خطها القلم على اللوح المحفوظ قبل أن يخلق الله السماوات والأرض بخمسين سنة !!
فهذا تفسير قوله – صلى الله عليه وسلم : " رفعت الأقلام ، وجفت الصحف " !!
لا مجال للخطأ في النظام هنا ..
هي المقادير فلمني أو فذر * إن كنت أخطأت فما أخطا القدر
كما أن هناك أمور لا صواب فيها – البتة - كالقتل الخطأ – الغير متعمد !!
واحترازي للبتة أمور خاطئة من طرف ولكنها صائبة من الطرف الآخر .. كالشرك فهو مع أنه خطأ كبير وظلم .. ولكن المشرك قد يرى فيه صوابا ؛ وهذا راجع لجهله !!
فكل صواب يعقبه سعادة .. وكل خطأ يورث ندامة ..
ألم يأت في المثل : في العجلة الندامة .. وفي التأني السلامة ؟!
فما صلة هذا المثل بما نقول ؟
سأقول : الخطأ زاد العجول .. والصواب زاد المتأني ..
وجاء في كتاب ( الفوائد ) لابن القيم الجوزية ما قاله : " أصول الخطايا كلها ثلاثة : الكبر : وهو الذي أصار إبليس إلى ما أصاره ، والحرص : وهو الذي أخرج آدم من الجنة ، والحسد : وهو الذي جرأ أحد ابني آدم على أخيه . فمن وقي شر هذه الثلاثة فقد وقي الشر . فالكفر من الكبر ، والمعاصي من الحرص ، والبغي والظلم من الحسد " .
وفي عقل الإنسان منطقة متقدمة متخصصة في مجال الصواب والخطأ ، يقول تعالى : { نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ } العلق 16 ، فهي منطقة التركيز في العمل والمخاطبة ، أما المنطقة الخلفية من الدماغ فهي تتحكم في أمرين :
الأول : مسألة الإحساس بالمحيط الخارجي .
الثاني : مسألة الإحساس بالزمن .
ولذلك لو ضرب الإنسان من الخلف ، فإنه قد لا يشعر بمن حوله ، وتصيبه حالة الإغماء . وهنا نقول بأن الإنسان حين يدخل في عبادته ، ويتعمق فيها ، فإن منطقته المتقدمة من الدماغ تتسع ؛ لأنه في هذه الحالة يكون على أتم التركيز حين يناجي ربه ، أو يقرأ ، أو يدعو ، وبالتالي تبدأ المنطقة المتأخرة تضيق وتتقلص ، بحيث يقل شعور الإنسان بمن حوله ، ويقل شعوره بالزمن ، مما يؤدي به إلى حالة " النيرفانا " !!
سأقول بأنه لا تكون حكمة ومعرفة بدون تجربة .. ولا يمكن أن تصح التجربة بدون خطأ ..
وسأقول أيضاً بأن أقصر الطرق للوصول إلى الخطأ هي كلمة ( نعم ) !!
ولكن ما صلة الأمر والنهي في هذا .. سأقتبس قصة آدم وإبليس لتوضيح ذلك .. فعندما أمر الله سبحانه إبليس للسجود لآدم استكبر ولم يسجد فعاقبه الله على ذلك الخطأ .. وعندما نهى آدم عن أكل الشجرة لم ينته وأكل منها فتاب الله على ذلك الخطأ ..
فالخطأ مع الأمر له وقع أكبر من وقع الخطأ مع النهي !!
ذلك لأن الأمر طريق واضح للصواب .. أما النهي فهو الطريق الذي يتخلله عقبة تخطي الممنوع للوصول إلى الصواب ..
تلك هي اللذة التي تنشو لها النفس عند فعل الخطأ .. ولكن لا خير في لذة من بعدها سقرُ !!
فالصواب المحض يتمثل في الإله .. وتمثلت الخطيئة المحضة في الشيطان ..
واحترازي للخطيئة ( كلمة خطأ ؛ لأن الشيطان قد يأتي منه خير أو صواب .. ولكنه عفوي - غير مقصود . كقصته مع النبي داود - عليه السلام - وقصته مع أبي هريرة - رضي الله عنه .
سأختم المقال بخير من نطق وقال .. فجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : " ما من مؤمن إلا وله ذنب يصيبه الفينة بعد الفينة لا يفارقه حتى يفارق الدنيا ، وإن المؤمن خُلِقَ نسَّاءً إذا ذُكِّر ذَكَر " .. إذن سيقودنا هذا إلى ملازمة الخطأ للإنسان وهو على أرقى مراتب الإيمان ؛ فمرجع ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم " !!
فكفة الصواب وكفة الخطأ في ميزان الحياة .. تحكمها ظروف وتداعيات جمة ، ولكل منهما رصيد يكفل رجحانه على الآخر .. فهل الأخطاء جنود يقودهم الصواب ؟؟ أم أن الصواب ذي عين واحدة لا يرى بالأخرى ؟؟
تلك إشارات لموضوع جامح لا يمكن ترويضه بوحدة موضوعية متكاملة ؛ لذلك جرى التنويه إن خطأً وإن صواب !!