علاء الدين
13-04-2009, 08:29 PM
الحمد لله القائل في كتابه الكريم عن نبيه العظيم : وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ( سورة الأنبياء : 107 ) . والصلاة والسلام التامان الأكملان على من جمع الله له العظمة من أطرافها ، ثم مدحه بما منحه فقال جل من قائلٍ في وصفه : وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ( سورة القلم : 4 ) . وعلى آله الأطهار ، وصحابته الأخيار ، ما تعاقب الليل والنهار ، وبعد :
فحديثنا في هذه العُجالة سيكون عن سيد ولد آدم ، عن النبي الرسول الذي بعثه الله بالشريعة الغراء ، والملة السمحاء ، والعقيدة الصافية ، والتربية السامية ، فكان - بإذن الله تعالى - رحمة للعالمين ، ومُعلمًا للثقلين ، وإمامًا للصالحين ، وقدوةً للمُفلحين ، إنه محمدٌ بن عبد الله ، وكفى بهذا الاسم شموخًا وعزةً ورفعة . فما أحسن الاسم والمُسمى ، وما أجمل القول والعمل ، وما أبرك السيرة والذكر . وما أصدق قول القائل في وصفه صلى الله عليه وسلم :
وأحسنُ منك لم تر قطُ عيني وأفضل منك لـم تلـد النســاءُ
خُلقتَ مُبرأً من كل عيبٍ كأنك قد خلِقتَ كما تشاء
= أيها المُستمع الكريم : ونحن نتحدث عن حبيب الحق وسيد الخلق - عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، فإنما نتحدث عن شخصيةٍ جمعت جميع جوانب العظمة التي عرفتها البشرية عبر العصور ، وفي هذا الشأن يحضُرني قول الشيخ / علي الطنطاوي ( رحمه الله تعالى ) في إحدى كتاباته الرائعة عن عظمة شخصية النبي محمدٍ :
" والعظمة إما أن تكون بالطباع والأخلاق والمزايا والصفات الشخصية ، وإما أن تكون بالأعمال الجليلة التي عملها العظيم ، وإما أن تكون بالآثار التي أبقاها في تاريخ أُمته وفي تاريخ العالم . ولكل عظيمٍ جانبٌ من هذه المقاييس تُقاس بها عظمته ، أما عظمة محمدٍ ، فتُقاس بها جميعًا ، لأنه جمع أسباب العظمة ؛ فكان عظيم المزايا ، عظيم الأعمال ، عظيم الآثار " .
صلى عليك الله يا علم الهُدى واستبشرت بقدومك الأيامُ
هتفت لـك الأرواح من أشواقــها وازّيّنت بحديثـك الأقــلام
وعلى الرغم من تلك المنزلة العظيمة والمكانة العالية التي يتبوأها الحبيب المصطفى في النفوس على مرِّ العصور ؛ إلا أننا نعجب كل العجب ونحن نرى ونسمع ما تتعرض له شخصيته الشريفة وسيرته العطرة المباركة مؤخرًا من حملات السخرية والاستهزاء المقيتة التي يقوم بها بعض أعداء الإسلام في أماكن مختلفةٍ من العالم ، وبخاصةٍ في بعض بلاد الغرب التي كثُرت وتعددت ألوان الإساءات التي تتبناها بعض المؤسسات في تلك المجتمعات ، والتي تتحدى من خلالها مشاعر المسلمين في كل مكان ، ولا تتوانى عن إلحاق مختلف أنواع الأذى المتعمد لشخصية النبي الكريم ، وسيرته ، ودعوته ، وتربيته العظيمة التي لم تعرف البشرية أجمل ولا أكمل ولا أنبل ولا أفضل منها على مر التاريخ .
وعلى الرغم من ردود الفعل الغاضبة لأبناء أُمة الإسلام في كل بُلدان العالم من أجل نصرة النبي محمدٍ ، ورفضهم لما يحصل من الإساءة المعلنة لشخصيته الشريفة بأي شكلٍ من الأشكال ؛ إلا أن ما نحرص على إيضاحه عبر هذا المنبر التوعوي ، والتأكيد عليه في خطابنا الإعلامي يتمثل في أن المعنى الحقيقي لنُصرة النبي لا يمكن أن يكون محصورًا في تلك المُظاهرات والمسيرات والاحتجاجات ونحوها مما ثبت وتأكد لكل ذي لُبٍ أنها وإن كانت مقبولةً عند بعض المجتمعات ، فإنها في حقيقتها لا تتجاوز ما يُعرف بردة الفعل الوقتية التي سُرعان ما تزول دون أن تترُك أثرًا يُذكر ، ودون أن تُحقق نتائج مُرضية في عالم الواقع .
وهنا لا بُد أن نُدرك - تمام الإدراك - أن ما حصل من محنةٍ أزعجت وآلمت أبناء الإسلام في كل مكان يمكن أن يكون منحةً عظيمة وفرصةٌ سانحةً لخدمة الدين عندما نُحسن اغتنامها واستثمارها في بيان حقيقة ديننا الإسلامي الحنيف ، وعندما نحرص من خلالها على توظيف كل ما حصل توظيفًا صحيحًا لبيان كمال الدين الإسلامي ، وسمو تربيته ، وعدالة تعاليمه ، وروعة تسامحه ، وصلاحيته المطلقة لكل زمانٍ ومكان .
= فيا أيها الإخوة الكرام من المستمعين والمُستمعات في كل مكان ، ويا من تُحبون أن يكون لكم نصيبٌ من نُصرة النبي محمدٍ r : اعلموا ( بارك الله فيكم ) أن أعداء الدين ما تجرأوا على النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، إلا عندما علموا بضعف أتباعه - ونحن منهم - وتقصيرهم ، وعدم تمسكهم بتعاليم دينهم الخالد الذي كفل لهم الله تعالى متى ما تمسّكوا به ، وحافظوا عليه ، تحقيق العزة لهم في الدين والدنيا والآخرة .
= ويا أيها الإخوة الأفاضل من المسلمين والمُسلمات في كل مكان ، إن علينا أن نعلم بأن نصرة النبي r الصحيحة الواعية لا يمكن أن تكون إلا بالإتباع الصادق لسنته ، وامتثال أوامره ، واجتناب نواهيه ؛ فإن كنا صادقين في محبته ونصرته ، فعلينا أن نبدأ بأنفسنا ، وأن نحرص على التزم سنته الشريفة في كل شأنٍ من شؤون الحياة ، وفي كل جزئيةٍ من جزئياتها قولاً وعملاً ونية . ولسان حال كلٍ منا يُردد مع الشاعر قوله :
لألزمن لـــــزوم الظل سُنته عقدتُ عهدي على هذا و ميثاقي
= ولنعلم أن حبيبنا محمدٍ r ، لا يُرضيه أبدًا أن نُخالف هديه وسنته ؛ وهذا يعني أن علينا أن نُقاطع كل معصيةٍ في حياتنا مهما صغُر شأنُها ، وأن نتوب إلى الله تعالى منها ، وان تكون صفات وسلوكيات وسمات شخصية نبينا محمدٍ ، هي القدوة الحسنة التي نقتدي بها ونلتزمُها ، وأن نحرص على تقليدها ومحبتها والتأثُر بها حتى نكون بذلك قد أطعنا ربنا الذي أعلنها واضحةً صريحةً مدويةً في سمع الزمان بقوله جل من قائل : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ( الأحزاب : 21 ) .
= وعلينا أن نُقبِل على ما أمرنا به الحبيب r ، من القيام بالفرائض والواجبات كأداء الصلوات ، والمحافظة على الطاعات ، والأمانة ، وطلب العلم ، والحرص على حُسن الخُلق ، وبرِّ الوالدين ، وصلة الرحم ، والبُعد عن المحرمات والمعاصي ، وأكل أموال الناس بالباطل ، والحرص على عمارة الأرض بالحق ، والإحسان في القول والعمل والنية حتى نكون - بإذن الله تعالى - من أتباعه الصادقين في محبته ، الذين هم أسعد الناس بشفاعته r يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم .
= وعلينا بالشوق إلى لقائه في مُستقر رحمة الله تعالى حتى نكون ممن اشتاق إلى رؤيتهم r ، فقد جاء في الحديث أنه قال :
" وددت أنّا قد رأينا إخواننا ، قالوا : أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال : أنتم أصحابي ، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد " ( رواه مسلم ) .
وختامًا : نسأل الله تعالى بمنه وتوفيقه وكرمه أن يوفقنا جميعًا لصالح القول ، وجميل العمل ، وأن يرزقنا الصلاح والفلاح والنجاح ، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين .
بقلم الدكتور / صالح بن علي أبو عرّاد
أستاذ التربية الإسلامية المُشارك
في كلية المعلمين بجامعة الملك خالد في أبها
فحديثنا في هذه العُجالة سيكون عن سيد ولد آدم ، عن النبي الرسول الذي بعثه الله بالشريعة الغراء ، والملة السمحاء ، والعقيدة الصافية ، والتربية السامية ، فكان - بإذن الله تعالى - رحمة للعالمين ، ومُعلمًا للثقلين ، وإمامًا للصالحين ، وقدوةً للمُفلحين ، إنه محمدٌ بن عبد الله ، وكفى بهذا الاسم شموخًا وعزةً ورفعة . فما أحسن الاسم والمُسمى ، وما أجمل القول والعمل ، وما أبرك السيرة والذكر . وما أصدق قول القائل في وصفه صلى الله عليه وسلم :
وأحسنُ منك لم تر قطُ عيني وأفضل منك لـم تلـد النســاءُ
خُلقتَ مُبرأً من كل عيبٍ كأنك قد خلِقتَ كما تشاء
= أيها المُستمع الكريم : ونحن نتحدث عن حبيب الحق وسيد الخلق - عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، فإنما نتحدث عن شخصيةٍ جمعت جميع جوانب العظمة التي عرفتها البشرية عبر العصور ، وفي هذا الشأن يحضُرني قول الشيخ / علي الطنطاوي ( رحمه الله تعالى ) في إحدى كتاباته الرائعة عن عظمة شخصية النبي محمدٍ :
" والعظمة إما أن تكون بالطباع والأخلاق والمزايا والصفات الشخصية ، وإما أن تكون بالأعمال الجليلة التي عملها العظيم ، وإما أن تكون بالآثار التي أبقاها في تاريخ أُمته وفي تاريخ العالم . ولكل عظيمٍ جانبٌ من هذه المقاييس تُقاس بها عظمته ، أما عظمة محمدٍ ، فتُقاس بها جميعًا ، لأنه جمع أسباب العظمة ؛ فكان عظيم المزايا ، عظيم الأعمال ، عظيم الآثار " .
صلى عليك الله يا علم الهُدى واستبشرت بقدومك الأيامُ
هتفت لـك الأرواح من أشواقــها وازّيّنت بحديثـك الأقــلام
وعلى الرغم من تلك المنزلة العظيمة والمكانة العالية التي يتبوأها الحبيب المصطفى في النفوس على مرِّ العصور ؛ إلا أننا نعجب كل العجب ونحن نرى ونسمع ما تتعرض له شخصيته الشريفة وسيرته العطرة المباركة مؤخرًا من حملات السخرية والاستهزاء المقيتة التي يقوم بها بعض أعداء الإسلام في أماكن مختلفةٍ من العالم ، وبخاصةٍ في بعض بلاد الغرب التي كثُرت وتعددت ألوان الإساءات التي تتبناها بعض المؤسسات في تلك المجتمعات ، والتي تتحدى من خلالها مشاعر المسلمين في كل مكان ، ولا تتوانى عن إلحاق مختلف أنواع الأذى المتعمد لشخصية النبي الكريم ، وسيرته ، ودعوته ، وتربيته العظيمة التي لم تعرف البشرية أجمل ولا أكمل ولا أنبل ولا أفضل منها على مر التاريخ .
وعلى الرغم من ردود الفعل الغاضبة لأبناء أُمة الإسلام في كل بُلدان العالم من أجل نصرة النبي محمدٍ ، ورفضهم لما يحصل من الإساءة المعلنة لشخصيته الشريفة بأي شكلٍ من الأشكال ؛ إلا أن ما نحرص على إيضاحه عبر هذا المنبر التوعوي ، والتأكيد عليه في خطابنا الإعلامي يتمثل في أن المعنى الحقيقي لنُصرة النبي لا يمكن أن يكون محصورًا في تلك المُظاهرات والمسيرات والاحتجاجات ونحوها مما ثبت وتأكد لكل ذي لُبٍ أنها وإن كانت مقبولةً عند بعض المجتمعات ، فإنها في حقيقتها لا تتجاوز ما يُعرف بردة الفعل الوقتية التي سُرعان ما تزول دون أن تترُك أثرًا يُذكر ، ودون أن تُحقق نتائج مُرضية في عالم الواقع .
وهنا لا بُد أن نُدرك - تمام الإدراك - أن ما حصل من محنةٍ أزعجت وآلمت أبناء الإسلام في كل مكان يمكن أن يكون منحةً عظيمة وفرصةٌ سانحةً لخدمة الدين عندما نُحسن اغتنامها واستثمارها في بيان حقيقة ديننا الإسلامي الحنيف ، وعندما نحرص من خلالها على توظيف كل ما حصل توظيفًا صحيحًا لبيان كمال الدين الإسلامي ، وسمو تربيته ، وعدالة تعاليمه ، وروعة تسامحه ، وصلاحيته المطلقة لكل زمانٍ ومكان .
= فيا أيها الإخوة الكرام من المستمعين والمُستمعات في كل مكان ، ويا من تُحبون أن يكون لكم نصيبٌ من نُصرة النبي محمدٍ r : اعلموا ( بارك الله فيكم ) أن أعداء الدين ما تجرأوا على النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، إلا عندما علموا بضعف أتباعه - ونحن منهم - وتقصيرهم ، وعدم تمسكهم بتعاليم دينهم الخالد الذي كفل لهم الله تعالى متى ما تمسّكوا به ، وحافظوا عليه ، تحقيق العزة لهم في الدين والدنيا والآخرة .
= ويا أيها الإخوة الأفاضل من المسلمين والمُسلمات في كل مكان ، إن علينا أن نعلم بأن نصرة النبي r الصحيحة الواعية لا يمكن أن تكون إلا بالإتباع الصادق لسنته ، وامتثال أوامره ، واجتناب نواهيه ؛ فإن كنا صادقين في محبته ونصرته ، فعلينا أن نبدأ بأنفسنا ، وأن نحرص على التزم سنته الشريفة في كل شأنٍ من شؤون الحياة ، وفي كل جزئيةٍ من جزئياتها قولاً وعملاً ونية . ولسان حال كلٍ منا يُردد مع الشاعر قوله :
لألزمن لـــــزوم الظل سُنته عقدتُ عهدي على هذا و ميثاقي
= ولنعلم أن حبيبنا محمدٍ r ، لا يُرضيه أبدًا أن نُخالف هديه وسنته ؛ وهذا يعني أن علينا أن نُقاطع كل معصيةٍ في حياتنا مهما صغُر شأنُها ، وأن نتوب إلى الله تعالى منها ، وان تكون صفات وسلوكيات وسمات شخصية نبينا محمدٍ ، هي القدوة الحسنة التي نقتدي بها ونلتزمُها ، وأن نحرص على تقليدها ومحبتها والتأثُر بها حتى نكون بذلك قد أطعنا ربنا الذي أعلنها واضحةً صريحةً مدويةً في سمع الزمان بقوله جل من قائل : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ( الأحزاب : 21 ) .
= وعلينا أن نُقبِل على ما أمرنا به الحبيب r ، من القيام بالفرائض والواجبات كأداء الصلوات ، والمحافظة على الطاعات ، والأمانة ، وطلب العلم ، والحرص على حُسن الخُلق ، وبرِّ الوالدين ، وصلة الرحم ، والبُعد عن المحرمات والمعاصي ، وأكل أموال الناس بالباطل ، والحرص على عمارة الأرض بالحق ، والإحسان في القول والعمل والنية حتى نكون - بإذن الله تعالى - من أتباعه الصادقين في محبته ، الذين هم أسعد الناس بشفاعته r يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم .
= وعلينا بالشوق إلى لقائه في مُستقر رحمة الله تعالى حتى نكون ممن اشتاق إلى رؤيتهم r ، فقد جاء في الحديث أنه قال :
" وددت أنّا قد رأينا إخواننا ، قالوا : أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال : أنتم أصحابي ، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد " ( رواه مسلم ) .
وختامًا : نسأل الله تعالى بمنه وتوفيقه وكرمه أن يوفقنا جميعًا لصالح القول ، وجميل العمل ، وأن يرزقنا الصلاح والفلاح والنجاح ، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين .
بقلم الدكتور / صالح بن علي أبو عرّاد
أستاذ التربية الإسلامية المُشارك
في كلية المعلمين بجامعة الملك خالد في أبها