F.H.R.N
25-04-2009, 04:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
http://www.alraidiah.org/up/up/24066715220090425.rm
سئل فضيلة الشيخ صالح المغامسي عن تربية النفس للوصول لمثل هذا المقام (حب الخير للغير ) فأجاب جزاه الله خيرا ؟
تتخلص أول ما تتخلص من الأنانية ، تتخلص من حب ذاتك ،يجب أن ننمي في أنفسنا ونربي في أنفسنا طرق عملية يتعود منها الإنسان أن يكون معطياً ،(اليد العليا خيرٌ من اليد السفلى) يتعلم أن الإنسان إذا كان عظيماً في نفسه[وهذه من أعظم الأسباب] إذا كان عظيماً في نفسه، لديه بالتعبير المشتهر اليوم" اكتفاء ذاتي " ، الاكتفاء الذاتي لا يكون في الأطعمة فقط إنما يكون أول ما يكون في النفس -العظيم ذاتياً لا يحتاج إلى أن يعظمهُ أحد.
فعندما لا يحتاج أن يعظمه أحد يأتي هو يعطي ، يبذل ،لكن الناقص في نفسه ، يشعر بالنقص في نفسه هو في حاجة لأن يُعطى ، فقلما أن يكون منه بذل ، ولو بذل انتظر عطاء الناس بمدحهم ؛ لأنه لم يُعطهم إلا ليسدَّ النقص الذي فيه ،وهذه التربية هذه كل شيخ لديه طّلاب ، وكل معلم لديه تلاميذ، كل أم لديها أبناء ،كل أخ لديه أخوة تحت يده يجب أن يربي فيمن حوله أن يكونوا عُظماء في أنفسهم ، لا يبحثون عن مدحٍ خارجي ،عن عظمة خارجية ؛ لأنها تزول بزوال ذلك الأمر الخارجي ، لكن الإنسان العظيم في نفسه إن ركب السيارة الفارهة كما يركب السيارة التي لا يبالي الناس بها ويملكها الفقراء
إذا صُدِّر في المجلس أو لم يُصدر هو نفسه ؛
ولذلك أنت ترى بعض الناس محلّ ما يجلس الناس يلتفون حوله يسألونه، يحتفون به، جلس في صدر الدار ،جلس في قعر الدار ، قابلوه في أي مكان ،لكن هؤلاء أُناس أفذاذ ،وهذا أعظم ما يُربى علية العُقلاء ، يُربى علية التلاميذ والأبناء .
يجب علينا أن نربي صغارنا على أن يكونوا عُظماء في أنفسهم ؛لذلك هذا العظيم الذي هو عظيمٌ في نفسه مهما آذاه الغير ،وثبط عزائمه الناس ،مهما أُبتلي لا يتغير ،جوهرهُ يزداد لمعاناً ، لماذا ؟ لأنه أصلاً لم يكن ليعيش كما يعيش السمك على الماء ،فيعيش على مدح الناس ،هو أصلاً يعيش من غير حاجته إلى مدح الناس ، هو عظيم في نفسه أين الدليل ؟ النبي صلى الله عليه وسلم اشترط عليه سُهيل بن عمر أن يمسح ويمحو كلمة محمد رسول الله ،قال :[لو كنا نعلم أنك رسول الله لما حاربناك ] ،فأمر النبي صلى الله عليه وسلم علياً بمحوها وقال :
ماذا قال ؟
قال :( إني نبي الله وإن كذبتموني )،فأنا نبي رضيتم أم لم ترضوا ، كتبت أو لم تكتب ،فهو صلى الله عليه وسلم عظيمٌ في ذاته ، فالعظيم حتى إذا أتاك زائراً في منزلك لا يُريد منك أن تُبجلهُ ؛ لأنه لا يستمد عظمته من ضيافتك ،يستمد عظمته من نفسه المبنية على إيمانه ،وعلمه بنفسه، وتقواه ،وورعه ، وأن النصر من عند الله -جلّ وعلا - .
والإنسان كلما بذل وقرن ذلك البذل بما عند الله سيربي -الله جلّ وعلا – ويعظم له ذلك الفضل ،ويلقاه أمامه ،ووالله إن المعروف لا يضيع عند الكرام وأهل الوفاء من الناس ،فكيف يضيع المعروف عند رب العالمين -جلّ جلاله- ، وأكرم الأكرمين ،الذي لا رب غيره ،ولا إله سواه ، لكن الناس لما تطغو عليهم التعلق بالدنيا هو الذي يجعلهم يجنحون عن فعل الخيرات ويبتعدون عنها ،أما أولئك الشرفاء ،الأوفياء ،العظماء، الأمناء ،الأتقياء ، الذين ربطوا قلوبهم بربهم -جلّ وعلا- يبذلون ولا ينتظرون من أحد ،يفعلون الخير ولو بالنية ،وهذا حتى إذا عجزنا عن فعل الخير عملا ،فلا أقل على أن نحمل في أنفسنا قلوباً تحمل وتحب الخير للناس ،تفرح لفرحهم ،وتحزن لحزنهم ،وتحب أن ترى الخير عاماً منتشرا بين الخلق تحب أن يهتدي الضال ، وأن يُشفى المريض ، وأن يوفق الطالب ،وأن ترخص أسعار المسلمين ،وأن ينزل عليهم القطر، وأن يولى عليهم الصالح ، كل ذلك من طرائق الخيرات يفرح المؤمن إذا شاعت وذاعت في المجتمع المسلم ،لو قابل الله بهذا القلب فهو قلبٌ سليمٌ لا محالة ،سلم من الشرك ،ونجا بالتوحيد ، وسلم من البدعة ،ونجا بالسنة ،وسلم من الغلّ والحسد والبغض ، ونجا بحبه الخير لعباد الله المسلمين .
وفقنا وإياكم لما يحبه الله ويرضاه
:101::101::101:
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
http://www.alraidiah.org/up/up/24066715220090425.rm
سئل فضيلة الشيخ صالح المغامسي عن تربية النفس للوصول لمثل هذا المقام (حب الخير للغير ) فأجاب جزاه الله خيرا ؟
تتخلص أول ما تتخلص من الأنانية ، تتخلص من حب ذاتك ،يجب أن ننمي في أنفسنا ونربي في أنفسنا طرق عملية يتعود منها الإنسان أن يكون معطياً ،(اليد العليا خيرٌ من اليد السفلى) يتعلم أن الإنسان إذا كان عظيماً في نفسه[وهذه من أعظم الأسباب] إذا كان عظيماً في نفسه، لديه بالتعبير المشتهر اليوم" اكتفاء ذاتي " ، الاكتفاء الذاتي لا يكون في الأطعمة فقط إنما يكون أول ما يكون في النفس -العظيم ذاتياً لا يحتاج إلى أن يعظمهُ أحد.
فعندما لا يحتاج أن يعظمه أحد يأتي هو يعطي ، يبذل ،لكن الناقص في نفسه ، يشعر بالنقص في نفسه هو في حاجة لأن يُعطى ، فقلما أن يكون منه بذل ، ولو بذل انتظر عطاء الناس بمدحهم ؛ لأنه لم يُعطهم إلا ليسدَّ النقص الذي فيه ،وهذه التربية هذه كل شيخ لديه طّلاب ، وكل معلم لديه تلاميذ، كل أم لديها أبناء ،كل أخ لديه أخوة تحت يده يجب أن يربي فيمن حوله أن يكونوا عُظماء في أنفسهم ، لا يبحثون عن مدحٍ خارجي ،عن عظمة خارجية ؛ لأنها تزول بزوال ذلك الأمر الخارجي ، لكن الإنسان العظيم في نفسه إن ركب السيارة الفارهة كما يركب السيارة التي لا يبالي الناس بها ويملكها الفقراء
إذا صُدِّر في المجلس أو لم يُصدر هو نفسه ؛
ولذلك أنت ترى بعض الناس محلّ ما يجلس الناس يلتفون حوله يسألونه، يحتفون به، جلس في صدر الدار ،جلس في قعر الدار ، قابلوه في أي مكان ،لكن هؤلاء أُناس أفذاذ ،وهذا أعظم ما يُربى علية العُقلاء ، يُربى علية التلاميذ والأبناء .
يجب علينا أن نربي صغارنا على أن يكونوا عُظماء في أنفسهم ؛لذلك هذا العظيم الذي هو عظيمٌ في نفسه مهما آذاه الغير ،وثبط عزائمه الناس ،مهما أُبتلي لا يتغير ،جوهرهُ يزداد لمعاناً ، لماذا ؟ لأنه أصلاً لم يكن ليعيش كما يعيش السمك على الماء ،فيعيش على مدح الناس ،هو أصلاً يعيش من غير حاجته إلى مدح الناس ، هو عظيم في نفسه أين الدليل ؟ النبي صلى الله عليه وسلم اشترط عليه سُهيل بن عمر أن يمسح ويمحو كلمة محمد رسول الله ،قال :[لو كنا نعلم أنك رسول الله لما حاربناك ] ،فأمر النبي صلى الله عليه وسلم علياً بمحوها وقال :
ماذا قال ؟
قال :( إني نبي الله وإن كذبتموني )،فأنا نبي رضيتم أم لم ترضوا ، كتبت أو لم تكتب ،فهو صلى الله عليه وسلم عظيمٌ في ذاته ، فالعظيم حتى إذا أتاك زائراً في منزلك لا يُريد منك أن تُبجلهُ ؛ لأنه لا يستمد عظمته من ضيافتك ،يستمد عظمته من نفسه المبنية على إيمانه ،وعلمه بنفسه، وتقواه ،وورعه ، وأن النصر من عند الله -جلّ وعلا - .
والإنسان كلما بذل وقرن ذلك البذل بما عند الله سيربي -الله جلّ وعلا – ويعظم له ذلك الفضل ،ويلقاه أمامه ،ووالله إن المعروف لا يضيع عند الكرام وأهل الوفاء من الناس ،فكيف يضيع المعروف عند رب العالمين -جلّ جلاله- ، وأكرم الأكرمين ،الذي لا رب غيره ،ولا إله سواه ، لكن الناس لما تطغو عليهم التعلق بالدنيا هو الذي يجعلهم يجنحون عن فعل الخيرات ويبتعدون عنها ،أما أولئك الشرفاء ،الأوفياء ،العظماء، الأمناء ،الأتقياء ، الذين ربطوا قلوبهم بربهم -جلّ وعلا- يبذلون ولا ينتظرون من أحد ،يفعلون الخير ولو بالنية ،وهذا حتى إذا عجزنا عن فعل الخير عملا ،فلا أقل على أن نحمل في أنفسنا قلوباً تحمل وتحب الخير للناس ،تفرح لفرحهم ،وتحزن لحزنهم ،وتحب أن ترى الخير عاماً منتشرا بين الخلق تحب أن يهتدي الضال ، وأن يُشفى المريض ، وأن يوفق الطالب ،وأن ترخص أسعار المسلمين ،وأن ينزل عليهم القطر، وأن يولى عليهم الصالح ، كل ذلك من طرائق الخيرات يفرح المؤمن إذا شاعت وذاعت في المجتمع المسلم ،لو قابل الله بهذا القلب فهو قلبٌ سليمٌ لا محالة ،سلم من الشرك ،ونجا بالتوحيد ، وسلم من البدعة ،ونجا بالسنة ،وسلم من الغلّ والحسد والبغض ، ونجا بحبه الخير لعباد الله المسلمين .
وفقنا وإياكم لما يحبه الله ويرضاه
:101::101::101: