ناشر الخير
14-05-2009, 09:03 PM
ماذا يراد من المرأة ياولي الأمر
الشيخ / عبد العزيز بن مرزوق الطريفي
(الدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) قاله النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم في "الصحيح" من حديث تميمٍ الداري .
وكل من ولي من أمر المرأة شيئاً قل أو كثُر؛ فالنص متوجه لنا وله في هذا الخبر، له علينا واجب النُصح، ولنا عليه حق الإنصات والاستماع، هذا من جهة اللازم الشرعي، المقتضي لواجب العقل، ومن جهة أُخرى فإن هذا البلد بلد ينال خيره وشره وفتنته، كل من يطأ بقدمه عليه من أهله، فللناصح المشفق مقال يجب أن يُسمع ..
لا أعلم شرعة سماوية منذ أن بعث الله الرسل وإلى أن ختمها بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم ، إلا وهي تدعوا للعفاف وحفظ الحياء وعدم مزاحمة النساء الرجال ومخالطتهم في أعمالهم، قال تعالى عن موسى -عليه الصلاة والسلام - عندما وجد ماءً يرده الناس: {فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} (25) سورة القصص
لا يسقيان حتى يغادر الرجال، وقدما العذر بوجودهن أصلاً أن أباهما شيخ كبير، وهو الأولى أن يقوم بهذا الأمر .
بل ذكر ابن سعد في "الطبقات" أثراً مسنداً عن حماد بن دينار أن إحداهما جاءته تمشي على استحياء وغطت وجهها.
انقلاب الفطر، وانسلاخ القيم في الغرب يشهده العُميان، تلاشت تجارة الرقيق الأسود، وظهرت تجارة الرقيق الأبيض، تجارة أجساد النساء، واستغلال الجمال والأنوثة ، ترويج السلع وعرض الأزياء وجلب الجماهير بالرقص والغناء والتمثيل، حتى أصبحت دولاً دخلها الاقتصادي الأكبر على تجارة المرأة والعري، تجارة رائجة تدر الأموال وتقتل الطهر والعفاف والفضيلة.
بل أصبح ذلك في كثير من الدول الغربية التجارة الثالثة من نشاطهم التجاري، بدءوا بعمل المرأة المشروع وانتهوا بالممنوع .. وأوغلوا فيه .
وثمة دعوات ومحاولات نسمعها في بلادنا تحاول أن تبتدئ المرأة بما بدأت به مثيلتها الغربية، المحدود بالضرورة والحاجة، وقد خرجت المرأة في كثير من الميادين المشروعة في العقود الماضية في مجال التعليم والتدريب وبدأت تخطو خطاها نحو الممنوع، يصور له غطاءات رسمية وإشراف كثير من المسئولين، وتحين الفرص لإبرازه في صورة التقدم والرقي، في عمل مدروس من بطانة لا ترجو لهذا المجتمع خيراً، ولا ترفع بحدود الله وأحكامه رأساً .
خطوات حثيثة لا تلتفت لنصوص الشريعة ولا لأقوال العلماء، في خطورة إقحام المرأة في ميادين الرجال، ومحاولات جادة لتشريع الاختلاط، والنصوص الشرعية تحذر منه أشد تحذير، كما جاء في الصحيح من حديث عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إياكم والدخول على النساء، قالوا: والحمو يا رسول الله ؟ قال: الحمو الموت)، وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم للنساء بابا في مسجده يدخلن ويخرجن منه، ويأمر الرجال أن يتأخروا بالخروج حتى لا يزاحموا النساء، بل بين أنه "خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها" وهذا في مواضع العبادة المتضمنة لانشغال القلب والخشوع .
دعوات وإدعاءات تنادي بتحرير المرأة السافر، ونبذ الأديان وتعرية الأبدان، فتحت لها ألواح الصحف وشاشات التلفزة، وتُصبغ بصبغة رسمية لهذه البلاد.
ومحاولات متتابعة لتطبيع الاختلاط والسفور، ومقالات ممن لا يعرف من حال الشرائع وحدود الله وأحوال وغايات الغربيين ومفكريهم إلا ما ظهر منها من خطوط عريضة، محاولين إسقاط الحلول الغربية في مواجهة الشرائع المبدَّلة على التشريع الإسلامي المحفوظ، وما لا يستطيعوا مقاومته من كلام الله وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم أولوه، بعد أن يستفرغوا الوسع في التماس الخلاف، مع أنهم لا يقيموا للقطعيات والثوابت ومواضع الإجماع رأساً.
والنقاش في الخلافيات إنما هو لمن عرف القطعيات وأقام لها وزناً في أقواله وأفعاله وسلوكه، وإلا فمواضع الخلاف هي من الهوى المتبع الذي لا ينبغي لطالب الحق أن ينساق خلف المجادل به إلا ببيان الغايات وحقائق الدوافع لها.
إن خروج المرأة للعمل من غير ضرورة أدى إلى الخلل وخلط الأدوار الفطرية الشرعية بين الرجل والمرأة في المجتمع من إهمال المرأة لمنزلها وأطفالها والتعالي على الزوج بزعم الندية، ومزاحمة الرجال المكلفين بالقوامة على أسر وذرية، فزادت البطالة فيهم وتأخر الزواج في الجنسين وتفرع عنه فساد عريض.
ما رأيناه من وقائع متتابعة في إقحام المرأة أوساط الرجال، ونُشر في وسائل الإعلام بغطاءات رسمية، وصور جماعية أظهرتها وسائل الإعلام بصورة الابتهاج والتقدم، هو من الخطوات الخطيرة التي توجب الإنكار علانية من المخلصين الصادقين مهما كان فاعلها والقائم عليها، لأن المنكر إذا ظهر واشتهر وتعدى وجب إنكاره علانية، وهذا من أعظم المواثيق المأخوذة عليهم .
من المُسلم عند المتابعين أن هناك خطوات سريعة لإخراج المرأة في هذا البلد، في مناسبات متعددة، وتغافل ملحوظ عن نصوص الشريعة، وقيم الناس ومشاعرهم، وهذا ما يؤكد وجوب المناصحة وإنكار المنكر في كل مناسبة، لأن ما يراد من تلك الخطوات توطين الناس على هذا المنكر، وإشباع أعينهم ومسامعهم منه، حتى يعتادوا المنكر إذا أُريد فعل ما هو أشد منه شراً .
وإني ناصح لولاة الأمر بنوعيهم علماء ومسئولين أن يدركوا خطورة هذه الخطوات المتتالية، ومكائد من يريد بهذا المجتمع الانسياق خلفه في وحل الرذيلة وقتل العفاف والحشمة والحياء .
هذه دعوة لأهل العلم والفضل والسيادة والرئاسة أن يتكاتفوا حتى لا يصبح الشذوذ فضيلة، والعفاف رذيلة، وقبل أن نستيقظ على سكون الرحى، بعد ما كنا نستيقظ على دورانه .
والتاريخ شاهد أن الدول التي دُعي فيها إلى إفساد المرأة وسفورها كان العلماء موجودين فيها، ولكنهم رسوم بلا أقوال و لا أفعال إلا ما رحم الله، بل كان كثير منهم صمته موضع اغترار العامة واتكال الخاصة، حملهم على ذلك التماس الأعذار، وطلب المصالح، وقصد أخف الضررين، وهذه أبواب مَرعية في الشريعة، وَسّعَها طمع كامن في النفوس في التماس رضى الناس ودوام الرئاسة والمال، ولو تجرد العالم من ذلك كله لكان له حال غير تلك الحال، وشواهد التاريخ والحال ظاهرة لمن أراد.
وما أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
* داعية بوزارة الشؤون الإسلامية
الشيخ / عبد العزيز بن مرزوق الطريفي
(الدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) قاله النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم في "الصحيح" من حديث تميمٍ الداري .
وكل من ولي من أمر المرأة شيئاً قل أو كثُر؛ فالنص متوجه لنا وله في هذا الخبر، له علينا واجب النُصح، ولنا عليه حق الإنصات والاستماع، هذا من جهة اللازم الشرعي، المقتضي لواجب العقل، ومن جهة أُخرى فإن هذا البلد بلد ينال خيره وشره وفتنته، كل من يطأ بقدمه عليه من أهله، فللناصح المشفق مقال يجب أن يُسمع ..
لا أعلم شرعة سماوية منذ أن بعث الله الرسل وإلى أن ختمها بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم ، إلا وهي تدعوا للعفاف وحفظ الحياء وعدم مزاحمة النساء الرجال ومخالطتهم في أعمالهم، قال تعالى عن موسى -عليه الصلاة والسلام - عندما وجد ماءً يرده الناس: {فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} (25) سورة القصص
لا يسقيان حتى يغادر الرجال، وقدما العذر بوجودهن أصلاً أن أباهما شيخ كبير، وهو الأولى أن يقوم بهذا الأمر .
بل ذكر ابن سعد في "الطبقات" أثراً مسنداً عن حماد بن دينار أن إحداهما جاءته تمشي على استحياء وغطت وجهها.
انقلاب الفطر، وانسلاخ القيم في الغرب يشهده العُميان، تلاشت تجارة الرقيق الأسود، وظهرت تجارة الرقيق الأبيض، تجارة أجساد النساء، واستغلال الجمال والأنوثة ، ترويج السلع وعرض الأزياء وجلب الجماهير بالرقص والغناء والتمثيل، حتى أصبحت دولاً دخلها الاقتصادي الأكبر على تجارة المرأة والعري، تجارة رائجة تدر الأموال وتقتل الطهر والعفاف والفضيلة.
بل أصبح ذلك في كثير من الدول الغربية التجارة الثالثة من نشاطهم التجاري، بدءوا بعمل المرأة المشروع وانتهوا بالممنوع .. وأوغلوا فيه .
وثمة دعوات ومحاولات نسمعها في بلادنا تحاول أن تبتدئ المرأة بما بدأت به مثيلتها الغربية، المحدود بالضرورة والحاجة، وقد خرجت المرأة في كثير من الميادين المشروعة في العقود الماضية في مجال التعليم والتدريب وبدأت تخطو خطاها نحو الممنوع، يصور له غطاءات رسمية وإشراف كثير من المسئولين، وتحين الفرص لإبرازه في صورة التقدم والرقي، في عمل مدروس من بطانة لا ترجو لهذا المجتمع خيراً، ولا ترفع بحدود الله وأحكامه رأساً .
خطوات حثيثة لا تلتفت لنصوص الشريعة ولا لأقوال العلماء، في خطورة إقحام المرأة في ميادين الرجال، ومحاولات جادة لتشريع الاختلاط، والنصوص الشرعية تحذر منه أشد تحذير، كما جاء في الصحيح من حديث عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إياكم والدخول على النساء، قالوا: والحمو يا رسول الله ؟ قال: الحمو الموت)، وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم للنساء بابا في مسجده يدخلن ويخرجن منه، ويأمر الرجال أن يتأخروا بالخروج حتى لا يزاحموا النساء، بل بين أنه "خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها" وهذا في مواضع العبادة المتضمنة لانشغال القلب والخشوع .
دعوات وإدعاءات تنادي بتحرير المرأة السافر، ونبذ الأديان وتعرية الأبدان، فتحت لها ألواح الصحف وشاشات التلفزة، وتُصبغ بصبغة رسمية لهذه البلاد.
ومحاولات متتابعة لتطبيع الاختلاط والسفور، ومقالات ممن لا يعرف من حال الشرائع وحدود الله وأحوال وغايات الغربيين ومفكريهم إلا ما ظهر منها من خطوط عريضة، محاولين إسقاط الحلول الغربية في مواجهة الشرائع المبدَّلة على التشريع الإسلامي المحفوظ، وما لا يستطيعوا مقاومته من كلام الله وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم أولوه، بعد أن يستفرغوا الوسع في التماس الخلاف، مع أنهم لا يقيموا للقطعيات والثوابت ومواضع الإجماع رأساً.
والنقاش في الخلافيات إنما هو لمن عرف القطعيات وأقام لها وزناً في أقواله وأفعاله وسلوكه، وإلا فمواضع الخلاف هي من الهوى المتبع الذي لا ينبغي لطالب الحق أن ينساق خلف المجادل به إلا ببيان الغايات وحقائق الدوافع لها.
إن خروج المرأة للعمل من غير ضرورة أدى إلى الخلل وخلط الأدوار الفطرية الشرعية بين الرجل والمرأة في المجتمع من إهمال المرأة لمنزلها وأطفالها والتعالي على الزوج بزعم الندية، ومزاحمة الرجال المكلفين بالقوامة على أسر وذرية، فزادت البطالة فيهم وتأخر الزواج في الجنسين وتفرع عنه فساد عريض.
ما رأيناه من وقائع متتابعة في إقحام المرأة أوساط الرجال، ونُشر في وسائل الإعلام بغطاءات رسمية، وصور جماعية أظهرتها وسائل الإعلام بصورة الابتهاج والتقدم، هو من الخطوات الخطيرة التي توجب الإنكار علانية من المخلصين الصادقين مهما كان فاعلها والقائم عليها، لأن المنكر إذا ظهر واشتهر وتعدى وجب إنكاره علانية، وهذا من أعظم المواثيق المأخوذة عليهم .
من المُسلم عند المتابعين أن هناك خطوات سريعة لإخراج المرأة في هذا البلد، في مناسبات متعددة، وتغافل ملحوظ عن نصوص الشريعة، وقيم الناس ومشاعرهم، وهذا ما يؤكد وجوب المناصحة وإنكار المنكر في كل مناسبة، لأن ما يراد من تلك الخطوات توطين الناس على هذا المنكر، وإشباع أعينهم ومسامعهم منه، حتى يعتادوا المنكر إذا أُريد فعل ما هو أشد منه شراً .
وإني ناصح لولاة الأمر بنوعيهم علماء ومسئولين أن يدركوا خطورة هذه الخطوات المتتالية، ومكائد من يريد بهذا المجتمع الانسياق خلفه في وحل الرذيلة وقتل العفاف والحشمة والحياء .
هذه دعوة لأهل العلم والفضل والسيادة والرئاسة أن يتكاتفوا حتى لا يصبح الشذوذ فضيلة، والعفاف رذيلة، وقبل أن نستيقظ على سكون الرحى، بعد ما كنا نستيقظ على دورانه .
والتاريخ شاهد أن الدول التي دُعي فيها إلى إفساد المرأة وسفورها كان العلماء موجودين فيها، ولكنهم رسوم بلا أقوال و لا أفعال إلا ما رحم الله، بل كان كثير منهم صمته موضع اغترار العامة واتكال الخاصة، حملهم على ذلك التماس الأعذار، وطلب المصالح، وقصد أخف الضررين، وهذه أبواب مَرعية في الشريعة، وَسّعَها طمع كامن في النفوس في التماس رضى الناس ودوام الرئاسة والمال، ولو تجرد العالم من ذلك كله لكان له حال غير تلك الحال، وشواهد التاريخ والحال ظاهرة لمن أراد.
وما أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
* داعية بوزارة الشؤون الإسلامية