إنسان بسيط
18-05-2009, 02:30 PM
مقال قرأته اليوم في جريدة الوطن وأعجبتني صراحة ووضوح كاتبه الدكتور على الموسى
صحيفة الوطن السعودية
الاثنين 23 جمادى الأولى 1430 ـ 18 مايو 2009 العدد 3153 ـ السنة التاسعة
--------------------------------------------------------------------------------
للأمير مشعل بن عبدالله ولأهالي نجران
علي سعد الموسى
كضيف جديد على أهالي نجران الأوفياء النجباء الكرماء، سيجامل سمو الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز هذه الأسرة أو تلك، ذلك الرمز النجراني أو ذاك، أو هذه القبيلة لأنه زار من قبلها تلك. سيحضر خلال أسبوعيه الأولين حفلة ترحيب هنا أو هناك ولكن: لإخواني من أهل نجران الذين يعرفون جيدا مكانتهم في قلب الوطن وفي قلبي سأقول صادقا لهم: أنتم أمام أمير شاب جاء من بيئة عمل سابقة يدرك تأثيرها على نمط تفكيره وخلفيته الثقافية. أمير نجران الجديد جاء من واشنطن حيث كان هناك لسنوات طويلة في مهمة عمل رسمية ويعرف جيدا أنه كان يدفع من جيبه قيمة شطيرة الهامبورغر ويصف من أجلها في الطابور. قرأت له من بعد القرار السامي بتعيينه أشياء من جملة ما قال فعرفت أنه جاء ليعمل. كيف نساعده جميعا ليبدأ المهمة الأولى: ألا نمسح من السبورة ما كان فيها من قبل من جمل البناء وكلمات الإعراب وبشهادة التاريخ فقد وضع الأمير مشعل بن سعود بن عبدالعزيز لهذه المنطقة قصة تنموية تفوق قصة كثير من المناطق المشابهة ولا يجادلني – محب – في هذا الأمر لأنني ملم جدا بصورة جارتي نجران ما بين تاريخين. الثانية: أن ندع سموه الكريم يعمل وألا نغرقه في التفاصيل. وللأسف الشديد فإن في بعض ثقافات المواطن أن يظن أن مسؤولية أمير المنطقة وظيفة حقوقية خالصة. هذه المعاملات اليومية تشغل صاحب القرار أيا كان عن الاستراتيجيات وعن الوظيفة الحقيقية في رسم أوراق التنمية. الثالثة، أن نترك لوازم المجاملة وأصباغ النفاق. سمو الأمير الشاب يريد أن يرى الأمور والأوضاع على حقائقها دون مساحيق التجميل. البلدية التي – تسفلت – الشارع لأن سموه مدعو إلى حفلة ولابد أن يمر بهذا الشارع مسؤولة عن إهمالها لذات الشارع من قبل. غرف المستشفيات وأسرّتها ودهاليزها التي تغسل بالمحاليل المعقمة لأن سمو الأمير قرر زيارة المستشفى ليست إلا وسيلة عاجز لحجب التفاصيل. حفلات المدارس والجامعة التي تظهر فيها اللوحات الوطنية لن تخفي حالة الاختطاف الفكري الذي يتعرض له بعض شبابنا من بعض سدنة ذات التعليم.
وباختصار، فمع سمو الأمير مشعل بن عبدالله، مثلما هي مع غيره من كل مسؤول من العيار الثقيل، تتكون طبقة عازلة تحجب عنه الهواء وأفق الرؤية وتلمع من حوله كل الصورة متناسية أن مسؤولا مثله لن يركن إلى أن الصورة الوحيدة لكل المكان هي صورة هذه الطبقة العازلة بكل ما فيها من الأرستقراطية والبرجوازية.
وسمو الأمير الشاب لم يكن بحاجة إلى حفلة ولن يكون. هو في حاجة إلى كل كلمة صادقة نزيهة أمينة تقول له ما يمكن أن يقال بين – اثنين – هدفهما الصالح العالم استشعارا للمسؤولية الوطنية.
--------------------------------------------------------------------------------
حقوق الطبع © محفوظة لصحيفة الوطن 2007
صحيفة الوطن السعودية
الاثنين 23 جمادى الأولى 1430 ـ 18 مايو 2009 العدد 3153 ـ السنة التاسعة
--------------------------------------------------------------------------------
للأمير مشعل بن عبدالله ولأهالي نجران
علي سعد الموسى
كضيف جديد على أهالي نجران الأوفياء النجباء الكرماء، سيجامل سمو الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز هذه الأسرة أو تلك، ذلك الرمز النجراني أو ذاك، أو هذه القبيلة لأنه زار من قبلها تلك. سيحضر خلال أسبوعيه الأولين حفلة ترحيب هنا أو هناك ولكن: لإخواني من أهل نجران الذين يعرفون جيدا مكانتهم في قلب الوطن وفي قلبي سأقول صادقا لهم: أنتم أمام أمير شاب جاء من بيئة عمل سابقة يدرك تأثيرها على نمط تفكيره وخلفيته الثقافية. أمير نجران الجديد جاء من واشنطن حيث كان هناك لسنوات طويلة في مهمة عمل رسمية ويعرف جيدا أنه كان يدفع من جيبه قيمة شطيرة الهامبورغر ويصف من أجلها في الطابور. قرأت له من بعد القرار السامي بتعيينه أشياء من جملة ما قال فعرفت أنه جاء ليعمل. كيف نساعده جميعا ليبدأ المهمة الأولى: ألا نمسح من السبورة ما كان فيها من قبل من جمل البناء وكلمات الإعراب وبشهادة التاريخ فقد وضع الأمير مشعل بن سعود بن عبدالعزيز لهذه المنطقة قصة تنموية تفوق قصة كثير من المناطق المشابهة ولا يجادلني – محب – في هذا الأمر لأنني ملم جدا بصورة جارتي نجران ما بين تاريخين. الثانية: أن ندع سموه الكريم يعمل وألا نغرقه في التفاصيل. وللأسف الشديد فإن في بعض ثقافات المواطن أن يظن أن مسؤولية أمير المنطقة وظيفة حقوقية خالصة. هذه المعاملات اليومية تشغل صاحب القرار أيا كان عن الاستراتيجيات وعن الوظيفة الحقيقية في رسم أوراق التنمية. الثالثة، أن نترك لوازم المجاملة وأصباغ النفاق. سمو الأمير الشاب يريد أن يرى الأمور والأوضاع على حقائقها دون مساحيق التجميل. البلدية التي – تسفلت – الشارع لأن سموه مدعو إلى حفلة ولابد أن يمر بهذا الشارع مسؤولة عن إهمالها لذات الشارع من قبل. غرف المستشفيات وأسرّتها ودهاليزها التي تغسل بالمحاليل المعقمة لأن سمو الأمير قرر زيارة المستشفى ليست إلا وسيلة عاجز لحجب التفاصيل. حفلات المدارس والجامعة التي تظهر فيها اللوحات الوطنية لن تخفي حالة الاختطاف الفكري الذي يتعرض له بعض شبابنا من بعض سدنة ذات التعليم.
وباختصار، فمع سمو الأمير مشعل بن عبدالله، مثلما هي مع غيره من كل مسؤول من العيار الثقيل، تتكون طبقة عازلة تحجب عنه الهواء وأفق الرؤية وتلمع من حوله كل الصورة متناسية أن مسؤولا مثله لن يركن إلى أن الصورة الوحيدة لكل المكان هي صورة هذه الطبقة العازلة بكل ما فيها من الأرستقراطية والبرجوازية.
وسمو الأمير الشاب لم يكن بحاجة إلى حفلة ولن يكون. هو في حاجة إلى كل كلمة صادقة نزيهة أمينة تقول له ما يمكن أن يقال بين – اثنين – هدفهما الصالح العالم استشعارا للمسؤولية الوطنية.
--------------------------------------------------------------------------------
حقوق الطبع © محفوظة لصحيفة الوطن 2007