فارس الشمري
20-05-2009, 10:04 PM
كانت الانتخابات النيابية التي جرت في الكويت مؤخراً، مجرد حدث متكرر ولاسيما أن الانتخابات نفسها جرت ثلاث مرات في عام واحد، نتيجة التوتر المستمر بين حكومة ناصر المحمد وأكثرية أعضاء مجلس الأمة، الذين كانوا يمارسون حقهم- بل واجبهم!!- الشرعي والسياسي باستجواب أحد الوزراء أو رئيس الحكومة حول قضية وطنية تشغل الرأي العام الكويتي.
لكن الحدث المألوف، كان لدى الأعداء المتربصين قضية حياة أو موت، إذ كان المطلوب هو التخلص من الكتلة الإسلامية أو تقليص حجمها بكل السبل الممكنة.
وهذا ما يفسر التهليل المتصل والضخم من خصوم الإسلام المحليين والأجانب بتراجع حضور الإسلاميين في البرلمان الكويتي الجديد ولهذا "العرس"الإعلامي جملة دلالات أهمها:
1- سقوط الخداع الغربي والتغريبي فقد دأب القوم على ادعاء أن خصومتهم ليست مع الدين ولكن مع فئة معينة تنتمي إليه فجاءت الحصيلة لتثبت العكس وهو ثابت من قبل لكنه اليوم أكثر وضوحا بمزيد من الشواهد.
2- فضح نفاق الغرب ووكلائه فصعود نجم الرافضة لم يزعجهم بل كان مدعاة إضافية لابتهاجهم
3- تخلي إعلام القوم عن الحد الأدنى من الموضوعية ولو في حدودها الشكلية إذ امتزج الرأي بالخبر وغاب التحليل العلمي لقراءة التغير وعوامله ونتائجه......
لكن ذلك مستحيل ليس فقط بسبب بغض أهل الإعلام المعادي لكل ما يتصل بالإسلام والمسلمين بل كذلك لأن هذا الإعلام كان صاحب الدور الأكبر في تزييف الواقع السياسي في دولة الكويت وبخاصة خلال السنة الأخيرة فقد حمّل النواب الإسلاميين وزر التأزم المتكرر بين البرلمان والحكومة وكان دوره دعائياً 100%.
4- انكشف بالدليل القاطع وليس بالاستنتاج أن صخب القوم في كلامهم المنمق عن الديموقراطية ليس سوى ستار لتمرير مخططاتهم الخفية.فالذي يعشق الديموقراطية فعلاً لا قولاً، تهمه سلامة مسيرتها وليس فوز هذا أو هزيمة ذاك!! والشائع في عرف سادتهم في بلاد المنشأ أن الناس يميلون عادة إلى جانب النواب ويتوجسون من السلطة التنفيذية بوجه عام، فما بال الأدعياء المقلدين هنا يقفون مع تصلب حكومة – باعتراف بعض أركان السلطة أنفسهم -ضد نواب لم يفعلوا شيئاً سوى القيام بممارسة يقرها دستور البلاد بكل جلاء؟
هذا عن تغطية الحدث ومقدماته أما الحدث ذاته فينبغي تقصي خلفياته لفهمه بعيداً عن المؤثرات العاطفية والأحكام المسبقة.
وما من شك في أن على الإسلاميين مراجعة حساباتهم وإعادة النظر في أدائهم في الفترة الأخيرة ليتبينوا إن كانوا قد أفرطوا في أمر ما، أو لم يجيدوا اختيار التوقيت السليم لبعض خطواتهم...وهذا ليس عيباً البتة بل هو من سمات المسلم الحصيف في شؤونه كافة الفردية والجماعية...
وفي ضوء المعطيات السابقة للانتخابات والممارسات الدائمة قبلها يمكن تلمس بعضٍ من الخيوط التي تؤكد وجود مؤامرة احتشد فيها المناوئون من كل صنف ولون.
ففي الأوساط النافذة أناس ساخطون على النواب الإسلاميين لأسباب ذاتية محضة (الخوف من افتضاح فسادهم الإداري والمالي) وبعضهم ينقم على الإسلاميين لأنهم قيد على رؤاه التغريبية أو رادع اجتماعي على انحرافاته السلوكية والأخلاقية..
وأما اللادينيون فما من أحد في الكويت إلا ويعلم مدى كراهيتهم للدين وحَمَلَةِ رسالته في المجتمع حتى في حدود الوعظ المجرد فكيف بالذين يعملون لتحكيم الدين في مناشط الحياة جمعاء؟وأولئك مستعدون-بلسان الحال قبل لسان المقال-للتعاون مع الشيطان لتحجيم الظاهرة الإسلامية.
وهنالك الرافضة الذين ارتفع صوتهم في السنوات الأخيرة بدعم أجنبي صلف لا يعير للبلاد وسيادتها بالاً، وقد شجّعه بعض قصار النظر متوهمين أنهم بذلك يحاربون التيار الإسلامي الأصيل والمتجذر في المجتمع، حتى استمرأ القوم تلك التنازلات واستغلوا انعدام الحكمة وضعف البصيرة فأخذوا يمارسون التحد ي المعلن حتى في وجه الذين فتحوا لهم ثغرة مخيفة في جدار الأمن العام للبلد.
وفي كل الأحوال، ينبغي للعلمانيين ألا يبالغوا في غبطتهم لأن جولة واحدة لا تعني خياراً نهائياً، فالشعب الكويتي كسائر الشعوب المسلمة لن يفرّط في ثوابته، حتى لو بدا للمرجفين في الأرض شيء مما يلائم أهواءهم.
المصدر موقع المسلم ... تحت إشراف الشيخ ناصر العمر وفقه الله
لكن الحدث المألوف، كان لدى الأعداء المتربصين قضية حياة أو موت، إذ كان المطلوب هو التخلص من الكتلة الإسلامية أو تقليص حجمها بكل السبل الممكنة.
وهذا ما يفسر التهليل المتصل والضخم من خصوم الإسلام المحليين والأجانب بتراجع حضور الإسلاميين في البرلمان الكويتي الجديد ولهذا "العرس"الإعلامي جملة دلالات أهمها:
1- سقوط الخداع الغربي والتغريبي فقد دأب القوم على ادعاء أن خصومتهم ليست مع الدين ولكن مع فئة معينة تنتمي إليه فجاءت الحصيلة لتثبت العكس وهو ثابت من قبل لكنه اليوم أكثر وضوحا بمزيد من الشواهد.
2- فضح نفاق الغرب ووكلائه فصعود نجم الرافضة لم يزعجهم بل كان مدعاة إضافية لابتهاجهم
3- تخلي إعلام القوم عن الحد الأدنى من الموضوعية ولو في حدودها الشكلية إذ امتزج الرأي بالخبر وغاب التحليل العلمي لقراءة التغير وعوامله ونتائجه......
لكن ذلك مستحيل ليس فقط بسبب بغض أهل الإعلام المعادي لكل ما يتصل بالإسلام والمسلمين بل كذلك لأن هذا الإعلام كان صاحب الدور الأكبر في تزييف الواقع السياسي في دولة الكويت وبخاصة خلال السنة الأخيرة فقد حمّل النواب الإسلاميين وزر التأزم المتكرر بين البرلمان والحكومة وكان دوره دعائياً 100%.
4- انكشف بالدليل القاطع وليس بالاستنتاج أن صخب القوم في كلامهم المنمق عن الديموقراطية ليس سوى ستار لتمرير مخططاتهم الخفية.فالذي يعشق الديموقراطية فعلاً لا قولاً، تهمه سلامة مسيرتها وليس فوز هذا أو هزيمة ذاك!! والشائع في عرف سادتهم في بلاد المنشأ أن الناس يميلون عادة إلى جانب النواب ويتوجسون من السلطة التنفيذية بوجه عام، فما بال الأدعياء المقلدين هنا يقفون مع تصلب حكومة – باعتراف بعض أركان السلطة أنفسهم -ضد نواب لم يفعلوا شيئاً سوى القيام بممارسة يقرها دستور البلاد بكل جلاء؟
هذا عن تغطية الحدث ومقدماته أما الحدث ذاته فينبغي تقصي خلفياته لفهمه بعيداً عن المؤثرات العاطفية والأحكام المسبقة.
وما من شك في أن على الإسلاميين مراجعة حساباتهم وإعادة النظر في أدائهم في الفترة الأخيرة ليتبينوا إن كانوا قد أفرطوا في أمر ما، أو لم يجيدوا اختيار التوقيت السليم لبعض خطواتهم...وهذا ليس عيباً البتة بل هو من سمات المسلم الحصيف في شؤونه كافة الفردية والجماعية...
وفي ضوء المعطيات السابقة للانتخابات والممارسات الدائمة قبلها يمكن تلمس بعضٍ من الخيوط التي تؤكد وجود مؤامرة احتشد فيها المناوئون من كل صنف ولون.
ففي الأوساط النافذة أناس ساخطون على النواب الإسلاميين لأسباب ذاتية محضة (الخوف من افتضاح فسادهم الإداري والمالي) وبعضهم ينقم على الإسلاميين لأنهم قيد على رؤاه التغريبية أو رادع اجتماعي على انحرافاته السلوكية والأخلاقية..
وأما اللادينيون فما من أحد في الكويت إلا ويعلم مدى كراهيتهم للدين وحَمَلَةِ رسالته في المجتمع حتى في حدود الوعظ المجرد فكيف بالذين يعملون لتحكيم الدين في مناشط الحياة جمعاء؟وأولئك مستعدون-بلسان الحال قبل لسان المقال-للتعاون مع الشيطان لتحجيم الظاهرة الإسلامية.
وهنالك الرافضة الذين ارتفع صوتهم في السنوات الأخيرة بدعم أجنبي صلف لا يعير للبلاد وسيادتها بالاً، وقد شجّعه بعض قصار النظر متوهمين أنهم بذلك يحاربون التيار الإسلامي الأصيل والمتجذر في المجتمع، حتى استمرأ القوم تلك التنازلات واستغلوا انعدام الحكمة وضعف البصيرة فأخذوا يمارسون التحد ي المعلن حتى في وجه الذين فتحوا لهم ثغرة مخيفة في جدار الأمن العام للبلد.
وفي كل الأحوال، ينبغي للعلمانيين ألا يبالغوا في غبطتهم لأن جولة واحدة لا تعني خياراً نهائياً، فالشعب الكويتي كسائر الشعوب المسلمة لن يفرّط في ثوابته، حتى لو بدا للمرجفين في الأرض شيء مما يلائم أهواءهم.
المصدر موقع المسلم ... تحت إشراف الشيخ ناصر العمر وفقه الله