الراقيــة
24-05-2009, 05:52 PM
:
:
استيقظَت على صوت رنين منبه الساعة للمرة الثالثة
قامت فزعه .. انطلقت الى الحمام ومن ثم صلت الفجر
واخذت تتنقل بسرعه في غرفتها هنا وهناك تارة امام دولاب ملابسها وتارة امام المرآة حتى أنهت لبسها
أخذت حقيبتها ونزلت
وهي تنزل درجات السلم كان اخوها ينادي بصوت عالٍ ( أسرعي يا سلاف)
نظرت للأعلى لترى أختها سلاف تسير وراءها بسرعه ونزلت الإثنتان سلاف صعدت في سيارة السائق لتذهب إلى الجامعه
وهي صعدت مع أخيها و والدها في سيارتهم وانطلقوا إلى المدرسة
في طريقها للمدرسة كانت توبخ أخاها قائلة
كيف تنادِ أختك بإسمها بصوت مسموع وأنت تعلم أن هناك شاب غريب في المنزل
رد عليها ببلاهة نسيييييت
كان محمد في الصف الرابع الإبتدائي حينها وهي ( أمل) في الصف الثالث ثانوي
وسلاف في السنة الثانية في الجامعة
:
أحمد وهو يسير في سيارته يحدث نفسه
ياترى كيف هو شكل سلاف لا بد أنها جميلة فصوتها ناعم وهي رقيقة جداً
ثم إبتسم وأكمل طريقه إلى جامعته
:
أحمد هو طالب في الجامعة تعرف على أسرة امل عن طريق والدها فوالدها دكتور في الجامعة التي يدرس بها أحمد
أقام عندهم أحمد لمدة اسبوعين بسبب ظروفه العائلية فسمح له والد أمل ان يقيم في الملحق الخاص بهم حتى تزول ظروفه
في هذه الفترة التي بقي فيها أحمد عندهم كان يسمع محمد كل يوم ينادي بصوت عالٍ جدا هيا ياسلاف بسرعه
كان يتمنى لو يرى سلاف هذه التي كل يوم تتأخر ولا تنزل إلا بعد مناداتها
:
كانت الأسرة مجتمعة لتناول الغداء
رن هاتف المنزل فقام محمد ورد على الهاتف
ألو .. نعم .. من يريده؟ حسناً
والدي .. إنها مكالمة لك
اخذ ياسر السماعة
ألو .. مرحبا أبوخالد
الحمد لله نحن بخير
وأنتم كيف حالكم جميعاً؟
ماذا؟؟؟
متى كان ذلك ؟؟ .... لاحول ولا قوة إلا بالله
حسناً سأحضر الليلة إن شاء الله
مع السلامة
أنها ياسر مكالمته وعاد إلى سفرة الطعام
سألته أم محمد : مالذي حصل؟
قال : أحد أصدقائي مات في حادث سير
قالت أم محمد من؟
أجابها وغصة في حلقه : إنه إبراهيم
حزنت زوجته للخبر فإبراهيم كان من اصدقاء ياسر المقربين
قال ياسر: سأسافر الليلة لأحضر العزاء
قالت زوجته حسناً .. كم ستبقى هناك؟
قال : لا أعرف ربما حتى تنتهي فترة العزاء
ردت أمل : ومن سيوصلنا للمدرسة؟
قال والدها: سأطلب من أحمد أن يوصلكم للمدرسة حتى أعود من السفر
:
ذهب إلى الملحق وطرق الباب
فتح أحمد الباب ورحب بياسر
قال له ياسر: لا أريد أن أطيل الحديث
أريد أن أطلب منك طلباً
رد أحمد : مرني يادكتور فأنا مهما فعلت لن أوفيك حقك يكفي أن: تركتني أقيم في منزلك في هذه الفترة
إبتسم ياسر وقال لاعليك أنت مثل محمد إبني يا أحمد
قال أحمد شكرا لك يادكتور .. حسناً مالذي تريده؟
رد دكتور ياسر : أريد منك أن توصل محمد وأخته للمدرسة هذه الفترة لأني سأسافر الليلة لأحضر عزاء صديقي
وأخبر أحمد عن وفاة صديقه
قال احمد : لاتقلق بشأنهم المهم أن تنتبه للطريق أثناء سفرك وأنا سأهتم بأمرهم
وضع ياسر يده على يد أحمد وقال له نعم الولد أنت يا أحمد .. حسناً سأذهب الآن لأعد حقبة سفري أراك فيما بعد
ذهب ياسر لغرفته وجد زوجته قد جهزت حقيبته وكل إحتياجاته : تمنيت لو أنك تسافر في الصباح ياياسر
جلس ياسر بجوارها وقال : لاتقلقي يا أم محمد لن يصيبني إلا ماكتب الله لي .. لا أريد أن أفوت عزاء إبراهيم
اخذ حقيبته ونزل برفقتها للطابق السفلي حيث يجتمع أولاده
ودع أولاده وزوجته وأوصاهم وصاياه المعتاده وسافر
في الصباح..
كان أحمد ينتظر في السيارة
وكانت هنالك سيارة أخره تقف بجوار باب المنزل
محمد يقف عند باب المنزل وينادي بأعلى صوته سلاف بسرررررررعه
خرجت سلاف وأمل وكل منهما ذهبت إلى سيارتها
تبسم أحمد إبتسامة نصر ظنا منه أن سلاف هي التي سيوصلها بصحبة محمد وهو يقول في نفسه
أخيرا رأيتك ياسلاف
أوصل أمل إلى المدرسة ومن ثم محمد ثم ذهب إلى الجامعة وطول الطريق كان يفكر بـ سلاف
قال محدثا نفسه 0 جيد أن الدكتور ياسر سافر فرصة لأتلتقي بسلاف في الصباح والظهر على الأقل ) ثم ضحك من تفكيره
وأكمل ولم أنا مهتم بها بهذا الشكل يالي من أبله
وصل للجامعه وانتهت فترة دوامه خرج من الجامعه وانطلق إلى مدرسة محمد ثم مدرسة أمل ثم إلى المنزل
إنقضت ثلاثة أيام على نفس الحال
وفي اليوم الرابع كان آخر يوم سيوصل فيه أحمد أمل ومحمد للمدرسة حيث أن الدكتور ياسر قد هاتفهم وأخبرهم أنه سيعود
فرح أحمد لخبر عودة ياسر وفي نفس الوقت اكتئب لأنه لن يرى سلاف
أخرج دفتر مذكرات وقلمه وأخذ يكتب بلامبالاه
( سلاف كيف حالك .. اليوم هو آخر يوم اراكِ فيه .. إني حزين لذلك
أرجو أن تنتظريني بقرب هاتف المنزل سأتصل بك في الساعه الثامنه مساء .. أحبك ياسلاف )
اقتطع الورقة من دفتره واغلقها
:
في نفس الوقت
كان ياسر يودع أصدقاءه وإخوة إبراهيم بعد أن إنتهى العزاء
وفي طريقه إلى الفندق الذي سكن فيه كان يشغل تفكيره موظفة الإستقبال في الفدق
فهي فتاة بيضاء وجميله
صل إلى الفندق واتجه غلى مكتب الإستقبال قاصدا الفتاة
وجدها تجلس على جهاز الحاسب تنهي عملها
سلم عليها ياسر فردت السلام
ثم وقف قليلا ينتظرها ان تلتفت اليه أو تعره إهتماما ولكنها كانت منهمكة في أداء عملها
فأعطاها ياسر كرته الخاص به والذي حتوي على رقم هاتفه
وخبرها أنه يرغب في محادثتها متى تفرغت من عملها .. ثم صعد إلى جناحه
أخذت الموظفة الكرت والقت نظرة عليه ثم وضعته على مكتبها مع كومة أوراق
:
في الصباح نهض أحمد وبقي ما يقارب نصف ساعة أمام المرآة يعدل هندامه ويسرح شعره كي لايظهر بمظهر غير لائق أمام أمل
في طريقهم إلى المدرسة كان أحمد ينظر في المرآة لأمل ..أمل إنتبهت لنظراته فأسدلت الحجاب على عينيها
كان ينقل نظراته بين محمد وأمل وفجأة رمى بالورقة لأمل
التفتت أمل ولم تكن تعرف ماهذه الورقة .. إلتقطتها وفتحتها وصعِقت عندما قرأت كلماتها
ياإلهي حقيــــر
كانت تلك المرة الاولى التي تتعرض فيها أمل لمثل هذا الموقف
وصلت مدرستها أخذت حقيبتها ونزلت بسرعه للمدرسه وهي ترتجف من الخوف فهي لم تعتد هذا الموقف
وجدت صديقتها زينب عند باب المدرسة الداخلي تنتظرها .. هرولت إليها واعطتها الورقهوشرحت لها الموقف
ضحكت زينب بقوة وبعد ان انهت ضحكها قالت انه غبي يجب ان تخبري أختك وأمك كي يتصرفوا ويخبروا والدك
:
حان وقت العودة من المدرسة جاء أحمد بصحبة محمد إلى المدرسة وانتظر حتى جاءت أمل
صعدت للسيارة وكانت تفكر بم ستقوله لأهلها وهل تخبرهم ام لا
وصلت للمنزل وانتظرت حتى عادت سلاف من الجامعه
ذهبت أمل إلى غرفة سلاف ودخلت بسرعه واغلقت الباب وراءها
نظرت سلاف باستغراب .. واردفت .. مابكِ؟
أخبرت أمل سلاف بامر الورقة واعطتها إياها
غضبت سلاف من تصرف أحمد وقالت انه حقير
والدي يأويه هنا وهو يستغفله
لم تكن أمل تريد أن تخبر والدها لأنها تعرف انها لو أخبرته ستكون بذلك تسببت في مشكلة كبيرة لا تعرف عاقبتها
فاتفقتا على ألا يخبران أحد بالأمر وأن الأمر سينتهي لأن والدهما سيعود
في المساء عاد ياسر من السفر واستقبله أولاده واجتمعت العائلة في غرفة ياسر وكان يقص عليهم أخبار رحلته
في هذه الاثناء كانت الساعه الثامنة مساء وكان أحمد يتصل بالمنزل ولكن لم يجبه احد
كرر الإتصال ولم يجبه أحد
أحس بالإحباط فقد كان يأمل أن تجيبه سلاف ولكن محاولته باءت بالفشل
انقضت الايام وكل يوم يزداد شوق أحمد لرؤية سلاف
فقد أحبها وهو لم يعرفها تماماً ولكنه يحبها..
أما أمل فكانت تفكر مالذي جعل أحمد يتصرف معها هكذا؟ بالرغم انها فتاة مؤدبه ومحتشمه ولم تحاول أن تلفت إنتباهه بشيء أبداً
إنتهت السنة الدراسية وتخرج أحمد من الجامعة ثم سافر إلى أهله
أمل أيضا تخرجت من الثانوية وقدمت أوراقها للإلتحاق بالجامعة
إتصل أحمد بالدكتور ياسر ليخبره أنه سيحضر هو وأهله لزيارتهم يوم الخميس
رحب به الدكتور ياسر وأخبر زوجته عن زيارة أحمد وأهله
وزوجته بدورها أخبرت سلاف وأمل حتى يقومان بالتجهيزات اللازمه
كانت أمل سعيدة بالخبر فقد كانت تفكر في أحمد كثيراً بالرغم من استياءها من موقفه ولكنها افتقدته
ولكنها لم تخبر أحدا عن مشاعرها هذه
في يوم الخميس جاء أحمد وبرفقته والدته وأخته منى
تعرفت العائلتان على بعضهما أكثر منى كانت في نفس عمر أمل وتبادلتا الأحاديث حتى وقت متأخر
كانت ليلة رائعه بالنسبة للجميع فقد استأنسوا فيها وكانت زيارتهم جميله
في الصباح .. أخبر ياسر زوجته أن أحمد قد تقدم لخطبة سلاف ثم أكمل ..في الحقيقة إنه من خيرة الشباب
ولن أجد لإبنتي زوجاً أفضل منه
عقبت زوجته على كلامه بابتسامة رضا مصحوبة بإيماءه موافقة له
ذهبت أم محمد إلى حيث تجلس سلاف وأمل استأذنتهما للدخول
تبادلت معهما أطراف الحديث قليلا ثم قالت لسلاف عن موضوع خطبة أحمد لها
كانت صدمة أمل كبيرة من الخبر الذي سمعته
أما سلاف فكانت تنظر إلى أمل تحاول أن تستشف شيئا من عينيها ولكن كانت نظرات أمل شاردة لاتوحي بأي شيئ
لم تستغرق سلاف وقت طويل في التفكير فهي ترى أن أحمد شاب حقير ومستهتر من موقفه الماضي
فردت بالرفض دون تردد
وأمل قامت وذهبت لغرفتها لتعيد ترتيب افكارها من جديد
ذهبت ام محمد تجر اذيال الفشل إلى زوجها لتخبره
استغرب الزوج من رفض سلاف فهو لايرى اي عيب في احمد
استدعى سلاف وسألها عن سبب رفضها فأخبرته أنها لاتفكر بالزواج وأن تفكيرها كله منصب في دراستها
قال لها والدها
ولكن لامانع يابنتي ان نعقد قرانك حتى تنهين دراستك ومن ثم نقيم حفل زواجك
ولكن سلاف أقنعت والدها بأنها لاتفكر في هذا الآن وأن الأمر محتوم
لبى والدها رغبتها
فهو وزوجته متعودان أن يلبوا طلبات أبنائهم طالما لم تكن خاطئة
ومسألة الزواج بنظرهم لاتأتي بالإكراه
إتصل ياسر بأمد وأخبره عن رد إبنته
أصيب أحمد بالإحباط فقد كان يود الإرتباط بأمل التي كان يعتقد أن إسمها سلاف
لم يتوقع أن يكلل مشروعه بالرفض
في حديث دار بين أحمد ومنى أخته عن عائلة الدكتور ياسر أخبر أحمد منى أنه يحب سلاف وأنه كان يتمنى لو أنها وافقت على الزواج به
سألته منى كيف أحبها ومتى فرد عليها أنه كان يلتقيها في السيارة عندما يوصلها للمدرسة و .. لم يتم حديثه حتى علت ضحكة منى وأخبرته أن التي يوصلها ليست سلاف بل أمل
ضحك أحمد على تصرفه
ثم أردف : حمداً لله أن سلاف لم توافق سأتقدم لخطبة أمل هذه المرة
واتصل بالدكتور ياسر بعد فترة طويلة من زيارته الأولى وأخبره عن رغبته في الإرتباط بأمل
وعلل سبب تقدمه لخطبة أمل هذه المره أنه يكن للدكتور ياسر الإحترام ويرغب في الارتباط بإحدى بناته وبما أن سلاف رفضته فهو يريد أن يرتبط بأمل
أخبر ياسر زوجته عن اتصال احمد واستدعا أمل كي يسألها عن رأيها
جلست امل بجوار والدها وأخبرها أن أحمد قد اتصل به وطلب يدها هذه المرة
بعد تفكير وصمت طويلان ردت مل بأنها لاتوافق
فكبرياءها لم يسمح لها بالموافقه فقد انجرحت المرة الاولى ولن تجازف بالإرتباط بشخص يحب أختها ( كما تعتقد)
سألها والدها عن سبب رفضها لأحمد ولكنها لم تجبه إجابة مقنعه
فكانت تتهرب
وعندما ألح عليها بالسؤال
أخبرته عن الورقة التي أعطاها اياها أحمد عندما كان يوصلها للمدرسة وأنها ترى انه شاب مستهتر ولا تود الإرتباط به
لم يصدق والد أمل ماسمعه وخاب ظنه في أحمد
اتصل بأحمد وأخبره ان امل تود ان تكمل دراستها ولا تفكر في الزواج الآن وأنهى الأمر
:
في الليل
كان ياسر مستيقظا ً يفكر في تصرف أحمد ويتذكر أيام رحلته
تذكر موظفة الإستقبال التي أعطاها رقمه وكان لا يكف عن النظر إليها كلما دخل او خرج من الفندق
وقال (فعلا كما تدين تدان)
في الوقت الذي كنت أنا أنظر فيه إلى موظفة الإستقبال سلط الله من ينظر إلى بناتي
:
إنتهى
:
قصة قصيرة أتمنى أن تنال إستحسانكم
فهي قصة من الواقع مع تغييرات بسيطه
أردت أن أوصل من خلالها رسالة لشبابنا أنه ( كما تدين تدين )
وكما قيل ( دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا) قصة معروفة تثبت أيضا أنه كما يدين المرء يدان
أتمنى أن تكون رسالتي وصلت
وشكرا على متابعتكم : )
:
استيقظَت على صوت رنين منبه الساعة للمرة الثالثة
قامت فزعه .. انطلقت الى الحمام ومن ثم صلت الفجر
واخذت تتنقل بسرعه في غرفتها هنا وهناك تارة امام دولاب ملابسها وتارة امام المرآة حتى أنهت لبسها
أخذت حقيبتها ونزلت
وهي تنزل درجات السلم كان اخوها ينادي بصوت عالٍ ( أسرعي يا سلاف)
نظرت للأعلى لترى أختها سلاف تسير وراءها بسرعه ونزلت الإثنتان سلاف صعدت في سيارة السائق لتذهب إلى الجامعه
وهي صعدت مع أخيها و والدها في سيارتهم وانطلقوا إلى المدرسة
في طريقها للمدرسة كانت توبخ أخاها قائلة
كيف تنادِ أختك بإسمها بصوت مسموع وأنت تعلم أن هناك شاب غريب في المنزل
رد عليها ببلاهة نسيييييت
كان محمد في الصف الرابع الإبتدائي حينها وهي ( أمل) في الصف الثالث ثانوي
وسلاف في السنة الثانية في الجامعة
:
أحمد وهو يسير في سيارته يحدث نفسه
ياترى كيف هو شكل سلاف لا بد أنها جميلة فصوتها ناعم وهي رقيقة جداً
ثم إبتسم وأكمل طريقه إلى جامعته
:
أحمد هو طالب في الجامعة تعرف على أسرة امل عن طريق والدها فوالدها دكتور في الجامعة التي يدرس بها أحمد
أقام عندهم أحمد لمدة اسبوعين بسبب ظروفه العائلية فسمح له والد أمل ان يقيم في الملحق الخاص بهم حتى تزول ظروفه
في هذه الفترة التي بقي فيها أحمد عندهم كان يسمع محمد كل يوم ينادي بصوت عالٍ جدا هيا ياسلاف بسرعه
كان يتمنى لو يرى سلاف هذه التي كل يوم تتأخر ولا تنزل إلا بعد مناداتها
:
كانت الأسرة مجتمعة لتناول الغداء
رن هاتف المنزل فقام محمد ورد على الهاتف
ألو .. نعم .. من يريده؟ حسناً
والدي .. إنها مكالمة لك
اخذ ياسر السماعة
ألو .. مرحبا أبوخالد
الحمد لله نحن بخير
وأنتم كيف حالكم جميعاً؟
ماذا؟؟؟
متى كان ذلك ؟؟ .... لاحول ولا قوة إلا بالله
حسناً سأحضر الليلة إن شاء الله
مع السلامة
أنها ياسر مكالمته وعاد إلى سفرة الطعام
سألته أم محمد : مالذي حصل؟
قال : أحد أصدقائي مات في حادث سير
قالت أم محمد من؟
أجابها وغصة في حلقه : إنه إبراهيم
حزنت زوجته للخبر فإبراهيم كان من اصدقاء ياسر المقربين
قال ياسر: سأسافر الليلة لأحضر العزاء
قالت زوجته حسناً .. كم ستبقى هناك؟
قال : لا أعرف ربما حتى تنتهي فترة العزاء
ردت أمل : ومن سيوصلنا للمدرسة؟
قال والدها: سأطلب من أحمد أن يوصلكم للمدرسة حتى أعود من السفر
:
ذهب إلى الملحق وطرق الباب
فتح أحمد الباب ورحب بياسر
قال له ياسر: لا أريد أن أطيل الحديث
أريد أن أطلب منك طلباً
رد أحمد : مرني يادكتور فأنا مهما فعلت لن أوفيك حقك يكفي أن: تركتني أقيم في منزلك في هذه الفترة
إبتسم ياسر وقال لاعليك أنت مثل محمد إبني يا أحمد
قال أحمد شكرا لك يادكتور .. حسناً مالذي تريده؟
رد دكتور ياسر : أريد منك أن توصل محمد وأخته للمدرسة هذه الفترة لأني سأسافر الليلة لأحضر عزاء صديقي
وأخبر أحمد عن وفاة صديقه
قال احمد : لاتقلق بشأنهم المهم أن تنتبه للطريق أثناء سفرك وأنا سأهتم بأمرهم
وضع ياسر يده على يد أحمد وقال له نعم الولد أنت يا أحمد .. حسناً سأذهب الآن لأعد حقبة سفري أراك فيما بعد
ذهب ياسر لغرفته وجد زوجته قد جهزت حقيبته وكل إحتياجاته : تمنيت لو أنك تسافر في الصباح ياياسر
جلس ياسر بجوارها وقال : لاتقلقي يا أم محمد لن يصيبني إلا ماكتب الله لي .. لا أريد أن أفوت عزاء إبراهيم
اخذ حقيبته ونزل برفقتها للطابق السفلي حيث يجتمع أولاده
ودع أولاده وزوجته وأوصاهم وصاياه المعتاده وسافر
في الصباح..
كان أحمد ينتظر في السيارة
وكانت هنالك سيارة أخره تقف بجوار باب المنزل
محمد يقف عند باب المنزل وينادي بأعلى صوته سلاف بسرررررررعه
خرجت سلاف وأمل وكل منهما ذهبت إلى سيارتها
تبسم أحمد إبتسامة نصر ظنا منه أن سلاف هي التي سيوصلها بصحبة محمد وهو يقول في نفسه
أخيرا رأيتك ياسلاف
أوصل أمل إلى المدرسة ومن ثم محمد ثم ذهب إلى الجامعة وطول الطريق كان يفكر بـ سلاف
قال محدثا نفسه 0 جيد أن الدكتور ياسر سافر فرصة لأتلتقي بسلاف في الصباح والظهر على الأقل ) ثم ضحك من تفكيره
وأكمل ولم أنا مهتم بها بهذا الشكل يالي من أبله
وصل للجامعه وانتهت فترة دوامه خرج من الجامعه وانطلق إلى مدرسة محمد ثم مدرسة أمل ثم إلى المنزل
إنقضت ثلاثة أيام على نفس الحال
وفي اليوم الرابع كان آخر يوم سيوصل فيه أحمد أمل ومحمد للمدرسة حيث أن الدكتور ياسر قد هاتفهم وأخبرهم أنه سيعود
فرح أحمد لخبر عودة ياسر وفي نفس الوقت اكتئب لأنه لن يرى سلاف
أخرج دفتر مذكرات وقلمه وأخذ يكتب بلامبالاه
( سلاف كيف حالك .. اليوم هو آخر يوم اراكِ فيه .. إني حزين لذلك
أرجو أن تنتظريني بقرب هاتف المنزل سأتصل بك في الساعه الثامنه مساء .. أحبك ياسلاف )
اقتطع الورقة من دفتره واغلقها
:
في نفس الوقت
كان ياسر يودع أصدقاءه وإخوة إبراهيم بعد أن إنتهى العزاء
وفي طريقه إلى الفندق الذي سكن فيه كان يشغل تفكيره موظفة الإستقبال في الفدق
فهي فتاة بيضاء وجميله
صل إلى الفندق واتجه غلى مكتب الإستقبال قاصدا الفتاة
وجدها تجلس على جهاز الحاسب تنهي عملها
سلم عليها ياسر فردت السلام
ثم وقف قليلا ينتظرها ان تلتفت اليه أو تعره إهتماما ولكنها كانت منهمكة في أداء عملها
فأعطاها ياسر كرته الخاص به والذي حتوي على رقم هاتفه
وخبرها أنه يرغب في محادثتها متى تفرغت من عملها .. ثم صعد إلى جناحه
أخذت الموظفة الكرت والقت نظرة عليه ثم وضعته على مكتبها مع كومة أوراق
:
في الصباح نهض أحمد وبقي ما يقارب نصف ساعة أمام المرآة يعدل هندامه ويسرح شعره كي لايظهر بمظهر غير لائق أمام أمل
في طريقهم إلى المدرسة كان أحمد ينظر في المرآة لأمل ..أمل إنتبهت لنظراته فأسدلت الحجاب على عينيها
كان ينقل نظراته بين محمد وأمل وفجأة رمى بالورقة لأمل
التفتت أمل ولم تكن تعرف ماهذه الورقة .. إلتقطتها وفتحتها وصعِقت عندما قرأت كلماتها
ياإلهي حقيــــر
كانت تلك المرة الاولى التي تتعرض فيها أمل لمثل هذا الموقف
وصلت مدرستها أخذت حقيبتها ونزلت بسرعه للمدرسه وهي ترتجف من الخوف فهي لم تعتد هذا الموقف
وجدت صديقتها زينب عند باب المدرسة الداخلي تنتظرها .. هرولت إليها واعطتها الورقهوشرحت لها الموقف
ضحكت زينب بقوة وبعد ان انهت ضحكها قالت انه غبي يجب ان تخبري أختك وأمك كي يتصرفوا ويخبروا والدك
:
حان وقت العودة من المدرسة جاء أحمد بصحبة محمد إلى المدرسة وانتظر حتى جاءت أمل
صعدت للسيارة وكانت تفكر بم ستقوله لأهلها وهل تخبرهم ام لا
وصلت للمنزل وانتظرت حتى عادت سلاف من الجامعه
ذهبت أمل إلى غرفة سلاف ودخلت بسرعه واغلقت الباب وراءها
نظرت سلاف باستغراب .. واردفت .. مابكِ؟
أخبرت أمل سلاف بامر الورقة واعطتها إياها
غضبت سلاف من تصرف أحمد وقالت انه حقير
والدي يأويه هنا وهو يستغفله
لم تكن أمل تريد أن تخبر والدها لأنها تعرف انها لو أخبرته ستكون بذلك تسببت في مشكلة كبيرة لا تعرف عاقبتها
فاتفقتا على ألا يخبران أحد بالأمر وأن الأمر سينتهي لأن والدهما سيعود
في المساء عاد ياسر من السفر واستقبله أولاده واجتمعت العائلة في غرفة ياسر وكان يقص عليهم أخبار رحلته
في هذه الاثناء كانت الساعه الثامنة مساء وكان أحمد يتصل بالمنزل ولكن لم يجبه احد
كرر الإتصال ولم يجبه أحد
أحس بالإحباط فقد كان يأمل أن تجيبه سلاف ولكن محاولته باءت بالفشل
انقضت الايام وكل يوم يزداد شوق أحمد لرؤية سلاف
فقد أحبها وهو لم يعرفها تماماً ولكنه يحبها..
أما أمل فكانت تفكر مالذي جعل أحمد يتصرف معها هكذا؟ بالرغم انها فتاة مؤدبه ومحتشمه ولم تحاول أن تلفت إنتباهه بشيء أبداً
إنتهت السنة الدراسية وتخرج أحمد من الجامعة ثم سافر إلى أهله
أمل أيضا تخرجت من الثانوية وقدمت أوراقها للإلتحاق بالجامعة
إتصل أحمد بالدكتور ياسر ليخبره أنه سيحضر هو وأهله لزيارتهم يوم الخميس
رحب به الدكتور ياسر وأخبر زوجته عن زيارة أحمد وأهله
وزوجته بدورها أخبرت سلاف وأمل حتى يقومان بالتجهيزات اللازمه
كانت أمل سعيدة بالخبر فقد كانت تفكر في أحمد كثيراً بالرغم من استياءها من موقفه ولكنها افتقدته
ولكنها لم تخبر أحدا عن مشاعرها هذه
في يوم الخميس جاء أحمد وبرفقته والدته وأخته منى
تعرفت العائلتان على بعضهما أكثر منى كانت في نفس عمر أمل وتبادلتا الأحاديث حتى وقت متأخر
كانت ليلة رائعه بالنسبة للجميع فقد استأنسوا فيها وكانت زيارتهم جميله
في الصباح .. أخبر ياسر زوجته أن أحمد قد تقدم لخطبة سلاف ثم أكمل ..في الحقيقة إنه من خيرة الشباب
ولن أجد لإبنتي زوجاً أفضل منه
عقبت زوجته على كلامه بابتسامة رضا مصحوبة بإيماءه موافقة له
ذهبت أم محمد إلى حيث تجلس سلاف وأمل استأذنتهما للدخول
تبادلت معهما أطراف الحديث قليلا ثم قالت لسلاف عن موضوع خطبة أحمد لها
كانت صدمة أمل كبيرة من الخبر الذي سمعته
أما سلاف فكانت تنظر إلى أمل تحاول أن تستشف شيئا من عينيها ولكن كانت نظرات أمل شاردة لاتوحي بأي شيئ
لم تستغرق سلاف وقت طويل في التفكير فهي ترى أن أحمد شاب حقير ومستهتر من موقفه الماضي
فردت بالرفض دون تردد
وأمل قامت وذهبت لغرفتها لتعيد ترتيب افكارها من جديد
ذهبت ام محمد تجر اذيال الفشل إلى زوجها لتخبره
استغرب الزوج من رفض سلاف فهو لايرى اي عيب في احمد
استدعى سلاف وسألها عن سبب رفضها فأخبرته أنها لاتفكر بالزواج وأن تفكيرها كله منصب في دراستها
قال لها والدها
ولكن لامانع يابنتي ان نعقد قرانك حتى تنهين دراستك ومن ثم نقيم حفل زواجك
ولكن سلاف أقنعت والدها بأنها لاتفكر في هذا الآن وأن الأمر محتوم
لبى والدها رغبتها
فهو وزوجته متعودان أن يلبوا طلبات أبنائهم طالما لم تكن خاطئة
ومسألة الزواج بنظرهم لاتأتي بالإكراه
إتصل ياسر بأمد وأخبره عن رد إبنته
أصيب أحمد بالإحباط فقد كان يود الإرتباط بأمل التي كان يعتقد أن إسمها سلاف
لم يتوقع أن يكلل مشروعه بالرفض
في حديث دار بين أحمد ومنى أخته عن عائلة الدكتور ياسر أخبر أحمد منى أنه يحب سلاف وأنه كان يتمنى لو أنها وافقت على الزواج به
سألته منى كيف أحبها ومتى فرد عليها أنه كان يلتقيها في السيارة عندما يوصلها للمدرسة و .. لم يتم حديثه حتى علت ضحكة منى وأخبرته أن التي يوصلها ليست سلاف بل أمل
ضحك أحمد على تصرفه
ثم أردف : حمداً لله أن سلاف لم توافق سأتقدم لخطبة أمل هذه المرة
واتصل بالدكتور ياسر بعد فترة طويلة من زيارته الأولى وأخبره عن رغبته في الإرتباط بأمل
وعلل سبب تقدمه لخطبة أمل هذه المره أنه يكن للدكتور ياسر الإحترام ويرغب في الارتباط بإحدى بناته وبما أن سلاف رفضته فهو يريد أن يرتبط بأمل
أخبر ياسر زوجته عن اتصال احمد واستدعا أمل كي يسألها عن رأيها
جلست امل بجوار والدها وأخبرها أن أحمد قد اتصل به وطلب يدها هذه المرة
بعد تفكير وصمت طويلان ردت مل بأنها لاتوافق
فكبرياءها لم يسمح لها بالموافقه فقد انجرحت المرة الاولى ولن تجازف بالإرتباط بشخص يحب أختها ( كما تعتقد)
سألها والدها عن سبب رفضها لأحمد ولكنها لم تجبه إجابة مقنعه
فكانت تتهرب
وعندما ألح عليها بالسؤال
أخبرته عن الورقة التي أعطاها اياها أحمد عندما كان يوصلها للمدرسة وأنها ترى انه شاب مستهتر ولا تود الإرتباط به
لم يصدق والد أمل ماسمعه وخاب ظنه في أحمد
اتصل بأحمد وأخبره ان امل تود ان تكمل دراستها ولا تفكر في الزواج الآن وأنهى الأمر
:
في الليل
كان ياسر مستيقظا ً يفكر في تصرف أحمد ويتذكر أيام رحلته
تذكر موظفة الإستقبال التي أعطاها رقمه وكان لا يكف عن النظر إليها كلما دخل او خرج من الفندق
وقال (فعلا كما تدين تدان)
في الوقت الذي كنت أنا أنظر فيه إلى موظفة الإستقبال سلط الله من ينظر إلى بناتي
:
إنتهى
:
قصة قصيرة أتمنى أن تنال إستحسانكم
فهي قصة من الواقع مع تغييرات بسيطه
أردت أن أوصل من خلالها رسالة لشبابنا أنه ( كما تدين تدين )
وكما قيل ( دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا) قصة معروفة تثبت أيضا أنه كما يدين المرء يدان
أتمنى أن تكون رسالتي وصلت
وشكرا على متابعتكم : )