أبو الوليد
06-06-2009, 10:04 AM
.
http://www.alraidiah.org/up/up/22951235720081217.gif
الحمد لله القائل : " وَلَنَبلُوَنكُم بِشَيء منَ الخَوف وَالجُوعِ وَنَقصٍ منَ الأمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثمَراتِ وَبَشرِ الصابِرِينَ (155) الذِينَ إِذَا أَصَـابَتهُم مصِيبَةٌ قَالُوا إِنا لِلهِ وَإِنـا إِلَيهِ راجِعونَ (156) أُولَـئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ من ربهِم وَرَحمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ " [البقرة:155-157] .
والصلاة والسلام على رسول الله الذي ابتُلي بأنواع من البلاء، فصبر وشكر، وعلى آله وصحابته المبتلين الأخيار، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
سالم ..
شاب في زهرة شبابه .. لم يتجاوز الثاني والعشرين من عمره .. صاحب طموحات وأحلام .. شخصية رائعة ومرحة .. ترى سمات الفرح على محيَّاهـ .. تسمع له الضحكاتـ والعبارات التي لا تمل ..!
في الأسبوع الماضي بالتحديد أحس سالم ببعض الآلام فما كان منه إلا أن ذهبـ إلى المستشفى للعلاج .. و بعد الكشوفات والمراجعات .. قال له الدكتور - وهنا كانتـ نقطة التحوّل- : ..!
أنت مصاب بمرض السرطان ..!
كانت الفاجعة كبيرة على كل من عرف هذا الشخص فكيف به هو !! .. فمرض السرطان نهايته الموتـ غالباً بالإضافة إلى الأورام الخبيثة التي تظهر على الجسم ..! نسأل الله السلامة والعافية
مصيبة سالم لم تكن سهلة التحمّل فتحولت طموحاته وأحلامه إلى كابوس القلق واليأس .وتحولت ضحكاته إلى عبرات تسكب من عين كانتـ قد ملئت بالسرور .. واختفتــ كل تلك العبارات الجميلة .. !
سالم لا يعلم حاله إلا الله سبحانه وهو القادر على كشف ما أصابه " وإن يمسسك الله بضرّ فلا كاشف له إلا هو " الأنعام 17
انتقل سالم من الرياض إلى بيت الله الحرام بمكة المكرمة يرجو من الله الشفاء .. وما زال فيها ..!
وكلي رجاء من الإخوة القراء أن تجعلوا له دعوات في ظهر الغيبــ وفي جوف الليل وفي أوقات الإجابة .. فعسى أن يعجل الله شفاءه ويذهب ما به من بأس ..
اللهم اشفه أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤكـ ..
كلماتــ أسوقها لسالم ولكل مبتلى من المسلمين ..
بأن لا تنس .. أن تبحث في البلاء عن الأجر، ولا سبيل إليه إلاَّ بالصبر، ولا سبيل إلى الصبر إلاَّ بعزيمةٍ إيمانيةٍ وإرادةٍ قوية.
و الزم ذكر الله تعالى شكراً على العطاء، وصبراً على البلاء، وليكن ذلك إخلاصاً وخفية بينك وبين ربك .
ولا تنس أنَّ الله تعالى يراك، ويعلـم ما بك، وأنَّه أرحـم بك من نفسك ومن الناس أجمعين، فـلا تشكونَّ إلاَّ إليه ! .
واعلم بأنَّـك:
إذا شكوتَ إلى ابن آدم فكأنَّما .. .. تشكو الرحيمَ إلى الذي لا يرحم
ولا تنس أنكـ إذا أُصبت بأمرٍ عارضٍ، أن تحمد الله على أنَّـك لم تُصَب بعرضٍ أشدَّ منه، وأنَّه وإن ابتلاك فقد عافاك، وإن أخـذ منك فقد أعطاك .
واجعل نصب عينيك أنَّ مـــا أصابـك لــم يكـن ليخطئك، وأنَّ ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأنَّ عِظم الجزاء من عظم البلاء، وأنَّ لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، فاصبر واحتسب، ودع الجزع فإنَّه لن يفيدكَ شيئاً، وإنما سيضاعف مصيبتك، ويفوِّت عليك الأجر، ويعرضك للإثم .
و مهما بلغ مصابك ، فلن يبلغ مصاب الأمة جمعاء بفقد حبيبها عليه الصلاة والسلام، فتعزَّ بذلك، فقد قال صلى الله عليه وسلم : "إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصيبته بي، فإنَّها من أعظم المصائب" [ رواه البيهقي وصححه الألباني ] .
و إذا أصابتك أيُّ مصيبةٍ فقل : إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، اللهم أجِرْني في مصيبتي، واخلف لي خيراً منها.
فإنَّـك إن قلت ذلك؛ أجــارك الله فــي مصيبتك، وخلفها عليك بخير.
ولا تيأس من روح الله مهما بلغ بك البلاء، فإنَّ الله سبحانه يقول : " فَإِن مَعَ العُسرِ يُسراً (5) إِن مَعَ العُسرِ يُسراً " [ الشرح : 5-6 ] .
ولن يغلب عسرٌ يسرين، كما قال عمر الفاروق رضي الله عنه . ثم حذارِ أن تنسى فضل الله عليك إذا عادت إليك العافية، فتكون ممن قال الله عنه: " وَإِذَا مَس الإِنسانَ ضُر دَعَا رَبهُ مُنِيباً إِلَيهِ ثُم إِذَا خَولَهُ نِعمَةً منهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدعُو إِلَيهِ مِن قَبلُ…" [ الزمر : 8 ] .
ثم لا تنس أن البلاء يذكرك بساعةٍ آتيةٍ لا مفر منها، وأجلٍ قريبٍ لا ريب فيه، وأنَّ الحياة الدنيا ليست دار مقرٍ . فاعمل لآخرتك؛ لتجد الحياة التي لا منغِّص لها .
وقبل الوداع أذكِّرك وأُبشرك بما بدأت به، وهو قول الحق جلَّ وعلا: " وَلَنَبلُوَنكُم بِشَيء منَ الخَوف وَالجُوعِ وَنَقصٍ منَ الأمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثمَراتِ وَبَشرِ الصـابِرِينَ (155) الذِينَ إِذَا أَصَـابَتهُم مصِيبَةٌ قَالُوا إِنا لِلهِ وَإِنـا إِلَيهِ راجِعونَ (156) أُولَـئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ من ربهِم وَرَحمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ " [البقرة:155-157] .
وأخيراً، أسأل الله أن يجعلنا جميعاً مـن الصابرين على البلاء.. وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
::
:101: وفقكم الباري :101:
http://www.alraidiah.org/up/up/22951247020081217.gif
:101: .. .. ومضـــــــــــــــــــــة .. .. :101:
[ كن في الدنيا كأنكـ غريب أو عابر سبيل ]
الدنيا .. لم تكن يوماً دار إقامة ، أو موطن استقرار ، حقيقتها فانية ، ونعيمها زائل .. ..!
ولا يزال الناس في غمرة الدنيا يركضون ، وخلف حطامها يلهثون ،
حتى إذا جاء أمر الله انكشف لهم حقيقة زيفها .. ..!
وتبين لهم أنهم كانوا يركضون وراء وهم لا حقيقة له .. ..!
وصدق الله العظيمـ إذ يقول : " وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور "
http://www.alraidiah.org/up/up/22951235720081217.gif
الحمد لله القائل : " وَلَنَبلُوَنكُم بِشَيء منَ الخَوف وَالجُوعِ وَنَقصٍ منَ الأمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثمَراتِ وَبَشرِ الصابِرِينَ (155) الذِينَ إِذَا أَصَـابَتهُم مصِيبَةٌ قَالُوا إِنا لِلهِ وَإِنـا إِلَيهِ راجِعونَ (156) أُولَـئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ من ربهِم وَرَحمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ " [البقرة:155-157] .
والصلاة والسلام على رسول الله الذي ابتُلي بأنواع من البلاء، فصبر وشكر، وعلى آله وصحابته المبتلين الأخيار، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
سالم ..
شاب في زهرة شبابه .. لم يتجاوز الثاني والعشرين من عمره .. صاحب طموحات وأحلام .. شخصية رائعة ومرحة .. ترى سمات الفرح على محيَّاهـ .. تسمع له الضحكاتـ والعبارات التي لا تمل ..!
في الأسبوع الماضي بالتحديد أحس سالم ببعض الآلام فما كان منه إلا أن ذهبـ إلى المستشفى للعلاج .. و بعد الكشوفات والمراجعات .. قال له الدكتور - وهنا كانتـ نقطة التحوّل- : ..!
أنت مصاب بمرض السرطان ..!
كانت الفاجعة كبيرة على كل من عرف هذا الشخص فكيف به هو !! .. فمرض السرطان نهايته الموتـ غالباً بالإضافة إلى الأورام الخبيثة التي تظهر على الجسم ..! نسأل الله السلامة والعافية
مصيبة سالم لم تكن سهلة التحمّل فتحولت طموحاته وأحلامه إلى كابوس القلق واليأس .وتحولت ضحكاته إلى عبرات تسكب من عين كانتـ قد ملئت بالسرور .. واختفتــ كل تلك العبارات الجميلة .. !
سالم لا يعلم حاله إلا الله سبحانه وهو القادر على كشف ما أصابه " وإن يمسسك الله بضرّ فلا كاشف له إلا هو " الأنعام 17
انتقل سالم من الرياض إلى بيت الله الحرام بمكة المكرمة يرجو من الله الشفاء .. وما زال فيها ..!
وكلي رجاء من الإخوة القراء أن تجعلوا له دعوات في ظهر الغيبــ وفي جوف الليل وفي أوقات الإجابة .. فعسى أن يعجل الله شفاءه ويذهب ما به من بأس ..
اللهم اشفه أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤكـ ..
كلماتــ أسوقها لسالم ولكل مبتلى من المسلمين ..
بأن لا تنس .. أن تبحث في البلاء عن الأجر، ولا سبيل إليه إلاَّ بالصبر، ولا سبيل إلى الصبر إلاَّ بعزيمةٍ إيمانيةٍ وإرادةٍ قوية.
و الزم ذكر الله تعالى شكراً على العطاء، وصبراً على البلاء، وليكن ذلك إخلاصاً وخفية بينك وبين ربك .
ولا تنس أنَّ الله تعالى يراك، ويعلـم ما بك، وأنَّه أرحـم بك من نفسك ومن الناس أجمعين، فـلا تشكونَّ إلاَّ إليه ! .
واعلم بأنَّـك:
إذا شكوتَ إلى ابن آدم فكأنَّما .. .. تشكو الرحيمَ إلى الذي لا يرحم
ولا تنس أنكـ إذا أُصبت بأمرٍ عارضٍ، أن تحمد الله على أنَّـك لم تُصَب بعرضٍ أشدَّ منه، وأنَّه وإن ابتلاك فقد عافاك، وإن أخـذ منك فقد أعطاك .
واجعل نصب عينيك أنَّ مـــا أصابـك لــم يكـن ليخطئك، وأنَّ ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأنَّ عِظم الجزاء من عظم البلاء، وأنَّ لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، فاصبر واحتسب، ودع الجزع فإنَّه لن يفيدكَ شيئاً، وإنما سيضاعف مصيبتك، ويفوِّت عليك الأجر، ويعرضك للإثم .
و مهما بلغ مصابك ، فلن يبلغ مصاب الأمة جمعاء بفقد حبيبها عليه الصلاة والسلام، فتعزَّ بذلك، فقد قال صلى الله عليه وسلم : "إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصيبته بي، فإنَّها من أعظم المصائب" [ رواه البيهقي وصححه الألباني ] .
و إذا أصابتك أيُّ مصيبةٍ فقل : إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، اللهم أجِرْني في مصيبتي، واخلف لي خيراً منها.
فإنَّـك إن قلت ذلك؛ أجــارك الله فــي مصيبتك، وخلفها عليك بخير.
ولا تيأس من روح الله مهما بلغ بك البلاء، فإنَّ الله سبحانه يقول : " فَإِن مَعَ العُسرِ يُسراً (5) إِن مَعَ العُسرِ يُسراً " [ الشرح : 5-6 ] .
ولن يغلب عسرٌ يسرين، كما قال عمر الفاروق رضي الله عنه . ثم حذارِ أن تنسى فضل الله عليك إذا عادت إليك العافية، فتكون ممن قال الله عنه: " وَإِذَا مَس الإِنسانَ ضُر دَعَا رَبهُ مُنِيباً إِلَيهِ ثُم إِذَا خَولَهُ نِعمَةً منهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدعُو إِلَيهِ مِن قَبلُ…" [ الزمر : 8 ] .
ثم لا تنس أن البلاء يذكرك بساعةٍ آتيةٍ لا مفر منها، وأجلٍ قريبٍ لا ريب فيه، وأنَّ الحياة الدنيا ليست دار مقرٍ . فاعمل لآخرتك؛ لتجد الحياة التي لا منغِّص لها .
وقبل الوداع أذكِّرك وأُبشرك بما بدأت به، وهو قول الحق جلَّ وعلا: " وَلَنَبلُوَنكُم بِشَيء منَ الخَوف وَالجُوعِ وَنَقصٍ منَ الأمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثمَراتِ وَبَشرِ الصـابِرِينَ (155) الذِينَ إِذَا أَصَـابَتهُم مصِيبَةٌ قَالُوا إِنا لِلهِ وَإِنـا إِلَيهِ راجِعونَ (156) أُولَـئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ من ربهِم وَرَحمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ " [البقرة:155-157] .
وأخيراً، أسأل الله أن يجعلنا جميعاً مـن الصابرين على البلاء.. وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
::
:101: وفقكم الباري :101:
http://www.alraidiah.org/up/up/22951247020081217.gif
:101: .. .. ومضـــــــــــــــــــــة .. .. :101:
[ كن في الدنيا كأنكـ غريب أو عابر سبيل ]
الدنيا .. لم تكن يوماً دار إقامة ، أو موطن استقرار ، حقيقتها فانية ، ونعيمها زائل .. ..!
ولا يزال الناس في غمرة الدنيا يركضون ، وخلف حطامها يلهثون ،
حتى إذا جاء أمر الله انكشف لهم حقيقة زيفها .. ..!
وتبين لهم أنهم كانوا يركضون وراء وهم لا حقيقة له .. ..!
وصدق الله العظيمـ إذ يقول : " وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور "