رشاش
30-06-2009, 06:30 PM
مع اقتراب موعد انطلاق منافسات الموسم الكروي الجديد في السعودية, بدأت أندية دوري (زين) السعودي للمحترفين العمل على إعداد فرقها بالشكل الذي يتناسب وتطلعات جماهيرها منذ وقت مبكر, وبالصورة التي تؤهلها للمنافسة على الألقاب المحلية والخارجية.
9 من الأندية السعودية قررت السفر إلى خارج الحدود لإقامة معسكرات إعدادية أو المشاركة في دورات ودية لهذا الغرض, فيما فضلت ثلاثة أندية البقاء في أرض الوطن والإعداد من مصائفه الجميلة والاستفادة من الإمكانات الهائلة التي تتوفر في تلك المدن.
معسكرات الفرق خارج الحدود والتي تسبق عادة بداية الموسم بأسابيع كانت وما تزال محور أحاديث المختصين وخبراء الكرة السعودية وعدد من رؤساء وأعضاء مجالس تلك الأندية بعد أن ارتفعت تكاليف تلك المعسكرات بصورة مزعجة في السنوات الأخيرة.
"الرياضية".. حرصت على طرح هذا الموضوع للنقاش, واستطلعت آراء العديد من المهتمين بالكرة السعودية وأنديتها, لمعرفة ما إذا كانت تلك المعسكرات تستحق تلك المبالغ التي تدفع مقابلها, وما يمكن أن تحققه من مردود فني ومعنوي, قياسا على تجاربها في السنوات الماضية.
الهلال والاتحاد والنصر سينفقون أكثر من مليون ريال خلال أسبوعين فقط في أوروبا
اعتبر المدرب الوطني بنادي الاتحاد حسن خليفة المعسكرات الخارجية ذات فائدة كبيرة على الفرق السعودية، وقال "إنها تنقسم لثلاثة جوانب أولها تدريبي فني وثانيها في المباريات الإعدادية وثالثها يتناول الجانب الفكري للاعب السعودي"، مشيرا أنه "في المعسكرات الخارجية تستطيع أن تخضع اللاعبين لتدريبات صباحية خارجية في الملاعب الرئيسية، وهذا أمر لا تستطيع القيام به في السعودية على سبيل المثال بسبب ارتفاع درجة الحرارة ما عدا مدينتي الطائف وأبها، ولذلك فإن المعسكرات الخارجية في الدول الأوربية تمنحك القدرة على القيام بالتدريبات الصباحية وتطبيق الجمل التكتيكية التي تريد من اللاعبين أن يتعلموها على فترتين صباحية ومسائية، وبالتالي فسيكون لديك وقت أطـــول للتدريب وتوصيل اللاعب للمرحلة التي تريدها".
وأضاف: "أما المباريات الودية فتســـتطيع في المعسكرات الخارجيــــة أن تتدرج فيها من الفرق الصغيرة وصولا إلى الفرق الأعلى مستوى وحتى الفرق العالمية، وهذا يعطي اللاعب احتكاكا مفيدا ويساعده على تطبيق ما يطلبه المدرب منه, وكذلك يمنحه تنوعا فنيا من خلال الالتقاء بفرق متعددة المستوى".
وأما فيما يتعلق بفكر اللاعب فقال: "من خلال المعسكرات الخارجية فإن اللاعب يتأثــر بالتقائه باللاعب الأوروبي على سبيل المثال وهو يشاهد انضباطيتـــه والتزامه بنظام غذائي ونمط حياة مختلف عما يعيشه اللاعب السعودي وكذلك من طريقة تدريباتهم، وهذا يولد ثقافة جيدة لدى اللاعب وتنعكس على طريقة حياته بشكل كبير إيجابيا, وكذلك نحن جميعا عندما نشاهد طريقتهم في التدريبات ونظام حياتهم فإننا سنستفيد أيضا ونعرف لماذا هم يسبقوننا بمراحل في كرة القدم ونكتسب خبرات جديدة تفيدنا في مستقبل صناعة اللاعب والإشراف على تدريبه والتعامل معه بالشكل الأنسب".
وحول تقييمه لاستفادة اللاعبين من المعسكرات السابقة، قال المدرب الوطني حسن خليفة: "إن الفريق الذي يستفيد من 10 لاعبين من أصل العدد الذي ذهب به للمعسكر الخارجي فإن ذلك يكون أمرا جيدا ويعطي نتيجة ممتازة، ولا يمكن أن تنجح بالنسبة المئوية الكاملة، ونحن في الاتحاد مثلا استطعنا في العام الماضي أن نستفيد من المعسكرات الخارجية سواء في الأرجنتين أو أبها في إظهار نجوم جدد للفريق وبعضهم أصبح أساسيا في المنتخب السعودي الأول، وأتمنى أن يكون معسكرنا لهذا العام امتدادا للنجاحات السابقة التي حققناها في الأعوام السابقة".
فائدة كبيرة
من جانبه شدد مدرب الهلال السابق الوطني عبداللطيف الحسيني على الفائدة الكبيرة التي يحققها الفريق عندما يعسكر خارجيا، مرجعا ذلك لعدد من العوامل أهمها الأجواء المناسبة وبرودة الطقس التي تساعد اللاعبين على أداء تدريباتهم بالشكل المطلوب، وقال: "الإمكانيات الهائلة الموجودة بالأندية الخارجية تساعد على إعداد اللاعبين بالشكل الذي يريده المدرب من خلال صالات التدريب والأجهزة الحديثة فضلا عن ذلك فالمعسكرات الخارجية توفر جوانب الترويح النفسي الذي يحتاجه اللاعب السعودي حتى ينعكس ذلك على أدائه الفني".
وأضاف: "إن تواجد فرقنا بالقرب من الفرق القوية سواء كان ذلك في أوروبا أو حتى في أمريكا الجنوبية, فإنك تستطيع أن تطلب مواجهة الفرق هناك وتلعب معها وتطبق الجمل التكتيكية على اللاعبين وبمواجهتهم للفرق الكبيرة فإنهم يتعودون على المباريات القوية التي ترفع من مستوى اللاعب الفني كثيرا". وتطرق الحسيني إلى أهمية وجود كل اللاعبين الأساسيين في المعسكر الخارجي للفريق وقال: "لكي تتحقق الفائدة المرجوة من المعسكر فلا بد أن يكون لاعبوك الأساسيون متواجدين معك وإلا فإن الفائدة من إقامة المعسكر ستنعدم, لأن لاعبي المنتخبات السنية الذين يذهبون معك للمعسكر الخارجي لن يلعبوا أساسيين وستستعين بلاعبي المنتخب كأمر طبيعي، وبالتالي لا تستفيد من المعسكر بالشكل المطلوب كما حدث مع الهلال العام الماضي، ولكن مثلا في الموسم قبل الماضي كانت الاستفادة أكبر بسبب وجود جميع اللاعبين الأساسيين معنا". وتابع : "في المعسكر الخارجي الفرق تسعى لإيجاد القاعدة الأساسية في إعداد اللاعبين وحتى عندما يعود اللاعب ويكون هناك تفريط في التدريبات فإن القاعدة تكون موجودة لديه وبالتالي فإن التأثير يكون أقل".
مطلب المدربين
ووصف مدير الفريق الاتفاقي زكي الصالح المعسكرات الخارجية للأندية السعودية بأنها مفيدة جدا وساهمت في ارتفاع مستوى اللاعبين السعوديين, وقال: "الأجواء في السعودية لا تساعد على الإعداد بالشكل الجيد, بسبب ارتفاع درجة الحرارة، وبالتالي فإن المعسكرات الخارجية تكون أمرا مهما لمن يريد أن يقدم موسما مميزا".. وأضاف: "هناك مناطق في السعودية الأجواء تكون فيها جيدة نسبيا ويمكن أن تقيم فيها معسكرات مفيدة إلا أنها تفتقد للمباريات الودية مع الفرق القوية, وإلا فليس أمامك سوى أن تواجه الفرق السعودية التي ستلعب معها في الدوري وهذا أمر غير جيد خصوصا إذا كان لدى المدرب خطط وأساليب جديدة , فإذا طبق ذلك أمام نفس الأندية التي سيواجهها في الدوري فإنه سيصبح مكشوفا أمام الفرق، وأنا شخصيا أتمنى أن تقام بطولات داخلية بمشاركة فرق خارجية قوية حتى تتمكن الفرق السعودية من الاستفادة منها".
وضرب الصالح مثلا بفريقه الاتفاق في العام قبل الماضي عندما حضر إليهم المدرب أوليفيرا وطلب منهم المشاركة في بطولة الـart "ونحن رفضنا ذلك لأننا كنا سنشارك مع فرق سعودية، وبالتالي فإن أي تكتيك جديد لدى المدرب سيصبح معروفا لدى الفرق السعودية المشاركة، ثم إن هناك ضغطا كبيرا على اللاعبين لو خسروا البطولة أمام أحد الفرق السعودية بسبب التنافس بينها، ولذلك عسكرنا في تونس ومصر والتقينا مع فرق قوية هناك، وكان المعسكر مفيدا واستفاد اللاعبون بشكل كبير منه".
وحــــول الجــدوى الاقتصادية من المعسكرات الخارجية للفرق، قال الصالح: "كرة القدم الآن أصبحت صناعة وإذا أردت أن تصنع فريقا مميزا يحقق البطولات أو ينافس عليها على أقل تقدير فيجب أن تصرف الكثير من المبالغ ليس فقط في المعسكرات بل حتى في اللاعبين الأجانب والمدربين وغير ذلك وهذه هي كرة القدم، وأعتقد بشكل عام أن المعسكرات الخارجية تساعد المدربين على إعداد فرقهم بالشكل الذي يريدونه بعيدا عن أي ضغوطات وتخلق الانسجام بين اللاعبين".
احترافية ناقصة
ويؤكد المدرب الوطني بنادي الاتفاق فيصل البدين أن نجاح المعسكرات الخارجية للأندية السعودية لا بد أن يكون مشروطا برسم استراتيجية واضحة للفريق يتم تطبيقها من خلال المعسكرات، وقال البدين: "لا بد لنجاح المعسكرات أن تتم في دول تتسم بوجود فرق تلعب كرة مشابهة للكرة السعودية أو أفضل منها حتى تكون الفائدة أكبر وليس الأمر مجرد إقامة معسكر خارجي, فنحن في السعودية نعاني من ارتفاع درجة الحرارة ولو كل الفرق السعودية ذهبت لتعسكر في مدينتي أبها والطائف فإن الأمر سيكون مستحيلا".
وتحدث المدرب الوطني عن طريقة الإعداد في المعسكرات الخارجية وقال: "يجب أن تزيد لياقة اللاعب عندما يعود من المعسكر الخارجي عن 70% حتى لا يحصل له هبوط في منتصف الموسم في المستوى ولكي ترتفع لياقته تدريجيا مع استمرار المنافسات", وأضاف: "هناك نقطة أخرى وهي أن يشتمل المعسكر على إقامة مباريات ودية مع فرق يتميز لاعبوها بالتكوين الجسماني القوي حتى تتحقق الفائدة المرجوة".
وتابع: "إن مشكلة اللاعب السعودي تتمثل في أنه ليس محترفا بالشكل الكامل، فهو عندما يعود للسعودية بعد نهاية المعسكر لا يحافظ على برنامج الأكل والنوم وهذا يؤثر عليه، ولكننا كمدربين نحرص على أن يكون قد حصل على الإعداد التكتيكي الكافي لكي نستطيع أن نذكره بما دربناه عليه عندما نحتاج لذلك".
كلفة عالية
وبنظرة سريعة إلى القيمة المادية لمعسكرات الفرق التي قررت الإعداد في الخارج وتحديدا في أوروبا, نجد أن كلفتها ربما تصل إلى أرقام عالية, حيث إن تكلفة الشخص الواحد في اليوم تتراوح ما بين 130 و160 يورو, بينما تنخفض القيمة بالنسبة للفرق التي ستعسكر في بعض الدول العربية وتتراوح تكلفة الفرد الواحد ما بين 40 إلى 50 يورو, أما في السعودية فإن تكلفة الفرد الواحد في المعسكرات لا تزيد عن الـ 60 ريالاً شاملة السكن والأكل. وإذا افترضنا أن فرق الهلال والاتحاد والنصر اللذين سيعسكرون في النمسا وسويسرا وأسبانيا سيقضيان 15 يوما, علما أن متوسط بعثة كل فريق لن يقل عن 30 فردا, فإن إجمالي قيمة تكلفة هذه الأيام لن ينقص عن الـ 70 ألف يورو, هذا بخلاف المنصرفات الأخرى التي ستقع على عاتق إدارة النادي, أو المبالغ التي ستدفع للفرق التي سيتبارون معها وديا.
9 من الأندية السعودية قررت السفر إلى خارج الحدود لإقامة معسكرات إعدادية أو المشاركة في دورات ودية لهذا الغرض, فيما فضلت ثلاثة أندية البقاء في أرض الوطن والإعداد من مصائفه الجميلة والاستفادة من الإمكانات الهائلة التي تتوفر في تلك المدن.
معسكرات الفرق خارج الحدود والتي تسبق عادة بداية الموسم بأسابيع كانت وما تزال محور أحاديث المختصين وخبراء الكرة السعودية وعدد من رؤساء وأعضاء مجالس تلك الأندية بعد أن ارتفعت تكاليف تلك المعسكرات بصورة مزعجة في السنوات الأخيرة.
"الرياضية".. حرصت على طرح هذا الموضوع للنقاش, واستطلعت آراء العديد من المهتمين بالكرة السعودية وأنديتها, لمعرفة ما إذا كانت تلك المعسكرات تستحق تلك المبالغ التي تدفع مقابلها, وما يمكن أن تحققه من مردود فني ومعنوي, قياسا على تجاربها في السنوات الماضية.
الهلال والاتحاد والنصر سينفقون أكثر من مليون ريال خلال أسبوعين فقط في أوروبا
اعتبر المدرب الوطني بنادي الاتحاد حسن خليفة المعسكرات الخارجية ذات فائدة كبيرة على الفرق السعودية، وقال "إنها تنقسم لثلاثة جوانب أولها تدريبي فني وثانيها في المباريات الإعدادية وثالثها يتناول الجانب الفكري للاعب السعودي"، مشيرا أنه "في المعسكرات الخارجية تستطيع أن تخضع اللاعبين لتدريبات صباحية خارجية في الملاعب الرئيسية، وهذا أمر لا تستطيع القيام به في السعودية على سبيل المثال بسبب ارتفاع درجة الحرارة ما عدا مدينتي الطائف وأبها، ولذلك فإن المعسكرات الخارجية في الدول الأوربية تمنحك القدرة على القيام بالتدريبات الصباحية وتطبيق الجمل التكتيكية التي تريد من اللاعبين أن يتعلموها على فترتين صباحية ومسائية، وبالتالي فسيكون لديك وقت أطـــول للتدريب وتوصيل اللاعب للمرحلة التي تريدها".
وأضاف: "أما المباريات الودية فتســـتطيع في المعسكرات الخارجيــــة أن تتدرج فيها من الفرق الصغيرة وصولا إلى الفرق الأعلى مستوى وحتى الفرق العالمية، وهذا يعطي اللاعب احتكاكا مفيدا ويساعده على تطبيق ما يطلبه المدرب منه, وكذلك يمنحه تنوعا فنيا من خلال الالتقاء بفرق متعددة المستوى".
وأما فيما يتعلق بفكر اللاعب فقال: "من خلال المعسكرات الخارجية فإن اللاعب يتأثــر بالتقائه باللاعب الأوروبي على سبيل المثال وهو يشاهد انضباطيتـــه والتزامه بنظام غذائي ونمط حياة مختلف عما يعيشه اللاعب السعودي وكذلك من طريقة تدريباتهم، وهذا يولد ثقافة جيدة لدى اللاعب وتنعكس على طريقة حياته بشكل كبير إيجابيا, وكذلك نحن جميعا عندما نشاهد طريقتهم في التدريبات ونظام حياتهم فإننا سنستفيد أيضا ونعرف لماذا هم يسبقوننا بمراحل في كرة القدم ونكتسب خبرات جديدة تفيدنا في مستقبل صناعة اللاعب والإشراف على تدريبه والتعامل معه بالشكل الأنسب".
وحول تقييمه لاستفادة اللاعبين من المعسكرات السابقة، قال المدرب الوطني حسن خليفة: "إن الفريق الذي يستفيد من 10 لاعبين من أصل العدد الذي ذهب به للمعسكر الخارجي فإن ذلك يكون أمرا جيدا ويعطي نتيجة ممتازة، ولا يمكن أن تنجح بالنسبة المئوية الكاملة، ونحن في الاتحاد مثلا استطعنا في العام الماضي أن نستفيد من المعسكرات الخارجية سواء في الأرجنتين أو أبها في إظهار نجوم جدد للفريق وبعضهم أصبح أساسيا في المنتخب السعودي الأول، وأتمنى أن يكون معسكرنا لهذا العام امتدادا للنجاحات السابقة التي حققناها في الأعوام السابقة".
فائدة كبيرة
من جانبه شدد مدرب الهلال السابق الوطني عبداللطيف الحسيني على الفائدة الكبيرة التي يحققها الفريق عندما يعسكر خارجيا، مرجعا ذلك لعدد من العوامل أهمها الأجواء المناسبة وبرودة الطقس التي تساعد اللاعبين على أداء تدريباتهم بالشكل المطلوب، وقال: "الإمكانيات الهائلة الموجودة بالأندية الخارجية تساعد على إعداد اللاعبين بالشكل الذي يريده المدرب من خلال صالات التدريب والأجهزة الحديثة فضلا عن ذلك فالمعسكرات الخارجية توفر جوانب الترويح النفسي الذي يحتاجه اللاعب السعودي حتى ينعكس ذلك على أدائه الفني".
وأضاف: "إن تواجد فرقنا بالقرب من الفرق القوية سواء كان ذلك في أوروبا أو حتى في أمريكا الجنوبية, فإنك تستطيع أن تطلب مواجهة الفرق هناك وتلعب معها وتطبق الجمل التكتيكية على اللاعبين وبمواجهتهم للفرق الكبيرة فإنهم يتعودون على المباريات القوية التي ترفع من مستوى اللاعب الفني كثيرا". وتطرق الحسيني إلى أهمية وجود كل اللاعبين الأساسيين في المعسكر الخارجي للفريق وقال: "لكي تتحقق الفائدة المرجوة من المعسكر فلا بد أن يكون لاعبوك الأساسيون متواجدين معك وإلا فإن الفائدة من إقامة المعسكر ستنعدم, لأن لاعبي المنتخبات السنية الذين يذهبون معك للمعسكر الخارجي لن يلعبوا أساسيين وستستعين بلاعبي المنتخب كأمر طبيعي، وبالتالي لا تستفيد من المعسكر بالشكل المطلوب كما حدث مع الهلال العام الماضي، ولكن مثلا في الموسم قبل الماضي كانت الاستفادة أكبر بسبب وجود جميع اللاعبين الأساسيين معنا". وتابع : "في المعسكر الخارجي الفرق تسعى لإيجاد القاعدة الأساسية في إعداد اللاعبين وحتى عندما يعود اللاعب ويكون هناك تفريط في التدريبات فإن القاعدة تكون موجودة لديه وبالتالي فإن التأثير يكون أقل".
مطلب المدربين
ووصف مدير الفريق الاتفاقي زكي الصالح المعسكرات الخارجية للأندية السعودية بأنها مفيدة جدا وساهمت في ارتفاع مستوى اللاعبين السعوديين, وقال: "الأجواء في السعودية لا تساعد على الإعداد بالشكل الجيد, بسبب ارتفاع درجة الحرارة، وبالتالي فإن المعسكرات الخارجية تكون أمرا مهما لمن يريد أن يقدم موسما مميزا".. وأضاف: "هناك مناطق في السعودية الأجواء تكون فيها جيدة نسبيا ويمكن أن تقيم فيها معسكرات مفيدة إلا أنها تفتقد للمباريات الودية مع الفرق القوية, وإلا فليس أمامك سوى أن تواجه الفرق السعودية التي ستلعب معها في الدوري وهذا أمر غير جيد خصوصا إذا كان لدى المدرب خطط وأساليب جديدة , فإذا طبق ذلك أمام نفس الأندية التي سيواجهها في الدوري فإنه سيصبح مكشوفا أمام الفرق، وأنا شخصيا أتمنى أن تقام بطولات داخلية بمشاركة فرق خارجية قوية حتى تتمكن الفرق السعودية من الاستفادة منها".
وضرب الصالح مثلا بفريقه الاتفاق في العام قبل الماضي عندما حضر إليهم المدرب أوليفيرا وطلب منهم المشاركة في بطولة الـart "ونحن رفضنا ذلك لأننا كنا سنشارك مع فرق سعودية، وبالتالي فإن أي تكتيك جديد لدى المدرب سيصبح معروفا لدى الفرق السعودية المشاركة، ثم إن هناك ضغطا كبيرا على اللاعبين لو خسروا البطولة أمام أحد الفرق السعودية بسبب التنافس بينها، ولذلك عسكرنا في تونس ومصر والتقينا مع فرق قوية هناك، وكان المعسكر مفيدا واستفاد اللاعبون بشكل كبير منه".
وحــــول الجــدوى الاقتصادية من المعسكرات الخارجية للفرق، قال الصالح: "كرة القدم الآن أصبحت صناعة وإذا أردت أن تصنع فريقا مميزا يحقق البطولات أو ينافس عليها على أقل تقدير فيجب أن تصرف الكثير من المبالغ ليس فقط في المعسكرات بل حتى في اللاعبين الأجانب والمدربين وغير ذلك وهذه هي كرة القدم، وأعتقد بشكل عام أن المعسكرات الخارجية تساعد المدربين على إعداد فرقهم بالشكل الذي يريدونه بعيدا عن أي ضغوطات وتخلق الانسجام بين اللاعبين".
احترافية ناقصة
ويؤكد المدرب الوطني بنادي الاتفاق فيصل البدين أن نجاح المعسكرات الخارجية للأندية السعودية لا بد أن يكون مشروطا برسم استراتيجية واضحة للفريق يتم تطبيقها من خلال المعسكرات، وقال البدين: "لا بد لنجاح المعسكرات أن تتم في دول تتسم بوجود فرق تلعب كرة مشابهة للكرة السعودية أو أفضل منها حتى تكون الفائدة أكبر وليس الأمر مجرد إقامة معسكر خارجي, فنحن في السعودية نعاني من ارتفاع درجة الحرارة ولو كل الفرق السعودية ذهبت لتعسكر في مدينتي أبها والطائف فإن الأمر سيكون مستحيلا".
وتحدث المدرب الوطني عن طريقة الإعداد في المعسكرات الخارجية وقال: "يجب أن تزيد لياقة اللاعب عندما يعود من المعسكر الخارجي عن 70% حتى لا يحصل له هبوط في منتصف الموسم في المستوى ولكي ترتفع لياقته تدريجيا مع استمرار المنافسات", وأضاف: "هناك نقطة أخرى وهي أن يشتمل المعسكر على إقامة مباريات ودية مع فرق يتميز لاعبوها بالتكوين الجسماني القوي حتى تتحقق الفائدة المرجوة".
وتابع: "إن مشكلة اللاعب السعودي تتمثل في أنه ليس محترفا بالشكل الكامل، فهو عندما يعود للسعودية بعد نهاية المعسكر لا يحافظ على برنامج الأكل والنوم وهذا يؤثر عليه، ولكننا كمدربين نحرص على أن يكون قد حصل على الإعداد التكتيكي الكافي لكي نستطيع أن نذكره بما دربناه عليه عندما نحتاج لذلك".
كلفة عالية
وبنظرة سريعة إلى القيمة المادية لمعسكرات الفرق التي قررت الإعداد في الخارج وتحديدا في أوروبا, نجد أن كلفتها ربما تصل إلى أرقام عالية, حيث إن تكلفة الشخص الواحد في اليوم تتراوح ما بين 130 و160 يورو, بينما تنخفض القيمة بالنسبة للفرق التي ستعسكر في بعض الدول العربية وتتراوح تكلفة الفرد الواحد ما بين 40 إلى 50 يورو, أما في السعودية فإن تكلفة الفرد الواحد في المعسكرات لا تزيد عن الـ 60 ريالاً شاملة السكن والأكل. وإذا افترضنا أن فرق الهلال والاتحاد والنصر اللذين سيعسكرون في النمسا وسويسرا وأسبانيا سيقضيان 15 يوما, علما أن متوسط بعثة كل فريق لن يقل عن 30 فردا, فإن إجمالي قيمة تكلفة هذه الأيام لن ينقص عن الـ 70 ألف يورو, هذا بخلاف المنصرفات الأخرى التي ستقع على عاتق إدارة النادي, أو المبالغ التي ستدفع للفرق التي سيتبارون معها وديا.