عزيزة نفس
07-07-2009, 06:39 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
~ * ~ أنــــــــا .. و .. مـُـدمـِـن مـُخـدرات ~ * ~
عـالم الخمور والمخدرات
ذلك العالم المترف بالعفن والفساد ..
~ * ~ * ~
بدأت حكايتي
في مركزٍ طبيّ للعلاج من سموم المخدرات ..
رجل في الخريف الخمسين من العمر ..
كان في ذلك المركز الطبي لتلقي العلاج ..ليُطهر جسده من أوحال السموم
لم أكن لأتخيل يومـاً بأني سأقابل شخصاً من عالم المخدرات والخمور ..
سأقابل رجلاً مُدمنـا ..
من روّاج الخمور ..
وفعلاً ..
كنتُ أمـامـهُ مباشرة .. في ذلك اليوم ..
وددت كثيراً أن أحاوره بلا وسائط ..
أسئلة كثيرة تصارعت في جوفي .. كلٌ منها يعجّ بفضولٍ ملك جُلّ جوارحي ..
وتم ذلك بالفعل ..
كان الكادر التدريبي بانتظاره ..
دخل الرجل إلى حيث طلبنا نحن مقابلته ..
رجل .. اشتعل الشيب في رأسه .. وبعينٍ كسيرة ..
جلس .. وأعين الجميع ترقب كل همسٍ منه ونـَفَس .. كان محط أنظار الجميع ..
بدت حركاتهُ مضطربة بوضوح ..
حيانا بالإنجليزية .. التي ظهر بأنه يتـقـنها بـامتياز ..
وتسابق جميع من حولي من الطلبة المتدربين .. بتجهيز أسئلتهم لذلك المدمن ..
المشاكل الصحية .. النفسية .. كيف كانت البداية في هذا الطريق ؟؟
بدأ يسرد لنا حكاية عمره
لم يشد انتباهي من كلماته سوى ما ذكره عن قصة زواجـه من امرأة أجنبية على زوجته العربية .. إبّـان سفره إلى أوحال الفسق هناك ..
وهنا اشتعلت أسئلتي .. التي يبدو بأنها اختلفت كثيراً عن أسئلة زملائي المتدربين ..
شعرت بأني خرجت عن إطار الطب ..
لكنني قلت في نفسي .. هي فرصة ..
ولعلها لا تتكرر ..
وهذا الرجل بإمكانه أن يجيب على جزءٍ ولو بسيطٍ من أسئلتي ..
فاستجمعت قواي ..
وبادرته بسؤال ..
توقع الجميع بأن السؤال سيكون في إطار الطب .. لكن ظنونهم خابت عندما انطلق سؤالي
'.. بصراحة .. هل فكرت بمصير أبنائِك من تلك المرأة الأجنبية ..؟ 'أي ديانةٍ سيدينون بها وهم بين يدي تلك المرأة .. الكافرة ؟
هل هم مسلمون الآن ؟؟ هل يعلمون شيئاً عن دين والدهم ؟؟
\
/
طرق الصمت خيامه في تلك اللحظة ..
بدت لحظت صمتٍ أبكم ..
اعتصر الألم فؤاده .. كما بدا لي .. شعرت بأنني أحرجتهُ كثيراً ..
لكني لم أنبس ببنت شفه .. ولم أسعفهُ بشروحٍ تفصيلية ليتسنى له الهروب من الإجابـة ..
كنتُ بحاجـةٍ لأن أسمع تعليقاً منه على سؤالي ..
أعلم بأن الإنسان عندما يقدس نزواته لا يفكر بشيء اسمهُ أبناء .. أو زوجـه ..
أو غيره ..
لكن سؤالي كان أقوى من ذاتي في تلك اللحظة ..
وانتصر على كياني لينطلق بكل عفوية ..
بقيت أنتظر إجابته ..
ضاعت عينا الرجل الخمسيني في زوايـا ذلك المكان ..
وأجاب بعد تردد كبير ..
'.. أبنائي على دين والدتهم الأجنبية الآن بعد أن طلقتها .. لكني أراسلهم من فترةٍ إلى فترة .. وأتطمن على أحوالهم ..'
وبدأ يسرد لنا حكاية زواج ابنته من رجل أجنبي هناك .. وكيف أنها أصبحت أمـاً قبل أيام ..
تكالب الألم على قلبي وأنا أستمع إلى كلماته القاتلة ..
..
كانت لهجة الحزن والندم تسيطر على صوته الحزين ..
بدا كمن يتمنى عودة الزمـان .. ليسلك طريقـاً لا يعرف إلى هذه السموم سبيلاً ..
ليتني لم أتعرف على فـلان ..
ليتني لم أسافر معه إلى الغرب ..
ليتني .. وليتني ..
نعم
الصاحب ساحب ..
والمرءُ على دينِ خليله ..
وبدأ يسرد لنا مجموعة من النصائح حول خبراته في الحياة ..
وكيف أن حياته ضاعت بين أحضان النزوات الشيطانية .. فخسر كل شيء
كل شيء ..
خسر دينه
خسر شبابه ..
خسر زوجته العربية ..
خسر أبنائه
نظرة الإحترام من المجتمع ..
كل شيء ..
لكن في المقابل .. انتصرت نزواته الشيطانية ..
انتصرت ..
ليكمل ما تبقى من عمره هناك ..
في ذلك المركز الطبي .. لتلقي العلاج ..
انتهت
.. '.. لكن أنا هنا ..'..
دار في خاطري سؤال ..
هل يدرك كل من يسلك هذا الدرب ..
بأن محنته ستبدأ بسيجارة .. وستنتهي في مركز طبي للعلاج من السرطان أو الإيدز
أو سموم المخدرات ..
؟؟
؟
اللهم احفظ شبابنا وشباب المسلمين
~ * ~ أنــــــــا .. و .. مـُـدمـِـن مـُخـدرات ~ * ~
عـالم الخمور والمخدرات
ذلك العالم المترف بالعفن والفساد ..
~ * ~ * ~
بدأت حكايتي
في مركزٍ طبيّ للعلاج من سموم المخدرات ..
رجل في الخريف الخمسين من العمر ..
كان في ذلك المركز الطبي لتلقي العلاج ..ليُطهر جسده من أوحال السموم
لم أكن لأتخيل يومـاً بأني سأقابل شخصاً من عالم المخدرات والخمور ..
سأقابل رجلاً مُدمنـا ..
من روّاج الخمور ..
وفعلاً ..
كنتُ أمـامـهُ مباشرة .. في ذلك اليوم ..
وددت كثيراً أن أحاوره بلا وسائط ..
أسئلة كثيرة تصارعت في جوفي .. كلٌ منها يعجّ بفضولٍ ملك جُلّ جوارحي ..
وتم ذلك بالفعل ..
كان الكادر التدريبي بانتظاره ..
دخل الرجل إلى حيث طلبنا نحن مقابلته ..
رجل .. اشتعل الشيب في رأسه .. وبعينٍ كسيرة ..
جلس .. وأعين الجميع ترقب كل همسٍ منه ونـَفَس .. كان محط أنظار الجميع ..
بدت حركاتهُ مضطربة بوضوح ..
حيانا بالإنجليزية .. التي ظهر بأنه يتـقـنها بـامتياز ..
وتسابق جميع من حولي من الطلبة المتدربين .. بتجهيز أسئلتهم لذلك المدمن ..
المشاكل الصحية .. النفسية .. كيف كانت البداية في هذا الطريق ؟؟
بدأ يسرد لنا حكاية عمره
لم يشد انتباهي من كلماته سوى ما ذكره عن قصة زواجـه من امرأة أجنبية على زوجته العربية .. إبّـان سفره إلى أوحال الفسق هناك ..
وهنا اشتعلت أسئلتي .. التي يبدو بأنها اختلفت كثيراً عن أسئلة زملائي المتدربين ..
شعرت بأني خرجت عن إطار الطب ..
لكنني قلت في نفسي .. هي فرصة ..
ولعلها لا تتكرر ..
وهذا الرجل بإمكانه أن يجيب على جزءٍ ولو بسيطٍ من أسئلتي ..
فاستجمعت قواي ..
وبادرته بسؤال ..
توقع الجميع بأن السؤال سيكون في إطار الطب .. لكن ظنونهم خابت عندما انطلق سؤالي
'.. بصراحة .. هل فكرت بمصير أبنائِك من تلك المرأة الأجنبية ..؟ 'أي ديانةٍ سيدينون بها وهم بين يدي تلك المرأة .. الكافرة ؟
هل هم مسلمون الآن ؟؟ هل يعلمون شيئاً عن دين والدهم ؟؟
\
/
طرق الصمت خيامه في تلك اللحظة ..
بدت لحظت صمتٍ أبكم ..
اعتصر الألم فؤاده .. كما بدا لي .. شعرت بأنني أحرجتهُ كثيراً ..
لكني لم أنبس ببنت شفه .. ولم أسعفهُ بشروحٍ تفصيلية ليتسنى له الهروب من الإجابـة ..
كنتُ بحاجـةٍ لأن أسمع تعليقاً منه على سؤالي ..
أعلم بأن الإنسان عندما يقدس نزواته لا يفكر بشيء اسمهُ أبناء .. أو زوجـه ..
أو غيره ..
لكن سؤالي كان أقوى من ذاتي في تلك اللحظة ..
وانتصر على كياني لينطلق بكل عفوية ..
بقيت أنتظر إجابته ..
ضاعت عينا الرجل الخمسيني في زوايـا ذلك المكان ..
وأجاب بعد تردد كبير ..
'.. أبنائي على دين والدتهم الأجنبية الآن بعد أن طلقتها .. لكني أراسلهم من فترةٍ إلى فترة .. وأتطمن على أحوالهم ..'
وبدأ يسرد لنا حكاية زواج ابنته من رجل أجنبي هناك .. وكيف أنها أصبحت أمـاً قبل أيام ..
تكالب الألم على قلبي وأنا أستمع إلى كلماته القاتلة ..
..
كانت لهجة الحزن والندم تسيطر على صوته الحزين ..
بدا كمن يتمنى عودة الزمـان .. ليسلك طريقـاً لا يعرف إلى هذه السموم سبيلاً ..
ليتني لم أتعرف على فـلان ..
ليتني لم أسافر معه إلى الغرب ..
ليتني .. وليتني ..
نعم
الصاحب ساحب ..
والمرءُ على دينِ خليله ..
وبدأ يسرد لنا مجموعة من النصائح حول خبراته في الحياة ..
وكيف أن حياته ضاعت بين أحضان النزوات الشيطانية .. فخسر كل شيء
كل شيء ..
خسر دينه
خسر شبابه ..
خسر زوجته العربية ..
خسر أبنائه
نظرة الإحترام من المجتمع ..
كل شيء ..
لكن في المقابل .. انتصرت نزواته الشيطانية ..
انتصرت ..
ليكمل ما تبقى من عمره هناك ..
في ذلك المركز الطبي .. لتلقي العلاج ..
انتهت
.. '.. لكن أنا هنا ..'..
دار في خاطري سؤال ..
هل يدرك كل من يسلك هذا الدرب ..
بأن محنته ستبدأ بسيجارة .. وستنتهي في مركز طبي للعلاج من السرطان أو الإيدز
أو سموم المخدرات ..
؟؟
؟
اللهم احفظ شبابنا وشباب المسلمين