ضوء
06-08-2009, 09:18 PM
من كتيب قاصرات الطرف
بكامل زينتها.. وبغطاء خفيف تصلحه كلما سقط عن وجهها.. سارت خطوات عجلى في حديثة المنزل.. ثم نادت بصوتها «بيتر» إنه السائق!
أتى مسرعًا يظهر الذل والخضوع بين يديها.. ووقف على بعد خطوات منها.. ماذا تطلبين؟! ماذا تريدين؟!
مدت يدها ببضع ريالات نحوه.. جعلته يتقدم خطوات حتى أخذ منها المبلغ وطلبت منه شراء حليب لطفلها.. وأعادت اسم الحليب مرة أخرى.
أسرع السائق خارجًا وقفلت عائدة.. ويدها تصلح الغطاء.يطرق الباب ابن العم.. تهب مسرعة تفتح له الباب وتصافحه .. وهي بادية الشعر والنحر.. كاشفة الوجه.. إلا من وشاح خفيف.. تتبادل الحديث معه وصوت الضحكات يتعالى .. والأسئلة تتوالى.
يستقر في وسط المنزل وتقدم له الشاي والقهوة.. حتى يأتي زوجها أو أخيها!!طرق على الباب .. تسمع صوتًا ضعيفًا.. تسير فإذا هو أخ الزوج.. تمد يدها نحوه تصافحه.. يسأل عن أخيه؟!
إنه غير موجود.. ولكن بنت (حاتم الطائية) يغلب عليها الكرم وتصر على أن يدخل..
تتبسط معه.. والخمار يتحرك عن مكانه.. تؤانسه بالمحادثة.. فلا بد من ذلك مع الضيف ومن أولى بذلك من الحمو؟!عباءتها على كتفها.. تغلق باب السيارة مع السائق متجهة إلى محل الخياطة.. أمامها في المحل خمسة رجال.. ولكنها لا تبالي..
ترفع غطاء وجهها .. وتظهر مفاتن جسمها.. النحر باد والصدر مفتوح.. تتحدث معه وكأنها تحدث والدتها أو جدتها.. هذا من هنا .. وهذا كذا..
وحين ألقت بكل المعلومات المطلوبة بتفصيل دقيق غطت وجهها والتفتت إلى الشارع.
لم يكن في الطريق سوى رجل واحد طاعن في السن على بعد مائة متر.. ورغم ذلك عفافًا وحياء وتدينًا غطت وجهها!!
وهي تدخل إلى محل بيع العطور.. أطلقت العنان لحاسة الشم أن تميز الأجود والأفضل.. ثم أرهفت السمع للبائع وهو يقول: هذا للسهرة.. هاتي يدك لأضع عليها عينة!! ثم هذا للحفلات!!
تتوالى الضحكات معها.. هاتي يدك الأخرى.. فهذه لن تميزي بها الروائح بعد العينات التي وضعتها..
تسلم يدها الأخرى.. ويستمر حديث الهزل وعرض العطور وشم الروائح .. وهي في دلال وغنج.. هذا يصلح.. هذا رائحته قوية.. وهذا مثير.. ثم تطلق تنهدًا.. هذا عطر هادئ!!
ناولته يدها في استسلام وهدوء.. بدأ البائع يختار لها المقاس المناسب فهو بائع ذهب ومجوهرات.. يده اليسرى تمسك بمعصمها لكي لا تتحرك اليد ويمينه تمسك بقطعة الذهب يحاول إدخالها في يدها.. ثم مرة أخرى الخاتم في أصبعها..
تتكرر التجربة.. واليد مستسلمة في دعة وحبور.
أقلقها وأقض مضجعها اختيار قطعة أخرى من القماش لكي ترسم منها لوحة تشكيلية على جسمها..
حملت القطعة الأولى وذهبت إلى السوق.. وشرحت حالتها المهمومة.. وما تعانيه من طول البحث..
قالت للبائع: اشتريت هذه القطعة وأبحث عن أخرى تناسبها..
أخذ الحماس البائع وظهر الانفعال على قسمات وجهه.. وبدأ يقلب طرفه في وجهها وجسمها.. ويركز على لون بشرتها.. وأخيرًا اهتدى إلى تلك القطعة..
هرول مسرعًا وتناولها .. ثم قدمها إليها..قالت بصوت ضعيف تكالب عليه الحزن هذه لونها فاتح ..
قال بضحكة خبيثة: أنت لونك أبيض ويناسبك هذا اللون.. لو كنت سمراء لاخترت لك هذا.. ثم هذا النوع من القماش موضة الشابات!!
زالت الهموم.. وبانت الأسارير على وجهها.. وأظهرت الفرح بضحكة تصم الأذن..
دخلت محل بيع الملابس النسائية.. ثم أخذت تنظر يمنة ويسرة.. تقلب الطرف .. وتلمس باليد.. وتتحسس بالأصابع.. وعندما وجدت ما يناسبها أخذته إلى البائع..
بكم هذا؟!
قال: بكذا.قالت: لا.. أنت تبيع بسعر غالٍ.. لا بد أن تخفض لنا .. نشتري منك دائمًا..
خفض مبلغًا كبيرًا.. وهي تحاول معه مرة بعد أخرى!! تلين الحديث وتستجدي البائع..
وأخيرًا ألقت بآخر أوراقها أمامه.. وهي تقول: ولأجلي بكم تبيعه؟!
يسقط الحياء وتباع العفة.. ولأجلها يوافق؟!
أصون عرضي بمالي لا أدنسه
لا بارك الله بعد العرض في المال
أختي المسلمة:لا ترضين بجهنم يوم القيامة موطنًا.. ولا بلهيب النار متنفسًا، ما بالك تلقين نفسك فيها راضية..
ثم .. وأنت صاحبة الفطرة الطيبة.. من أمرك بالحجاب؟! إن لم يكن الله ورسوله أمرك بالحجاب فلا طاعة!!
أختي الحبيبة:
أراك تعصين رب الأرض والسموات.. إن شاء أبدل فرحك حزنًا وهمًا.. وعافيتك مرضًا وسقمًا.. وسعادتك شقاء ونكدًا..
هل تستطيعين رد ذلك؟! أم هل تملكين من الأمر شيئًا؟!
من أباح لك أن تجعلي الحجاب قسمين.. فئة من الرجال يحل لهم رؤية الوجه والشعر والنحر -وهم أجانب- وآخرين لا يحل لهم ذلك؟!أختي المسلمة:
لن يقف معك السائق يوم القيامة.. ولا البائع .. لا ولا ابنك ولا زوجك!!
ستقفين وحيدة ذليلة.. أرهقتك الذنوب والمعاصي وكبلتك الخطايا والعثرات.. تنظرين يمنة فلا ترين إلا روح وريحان وجنة نعيم..
وتنظرين يسرة فلا ترين إلا لهب جهنم ودخانها وفحيح عقاربها ودوابها..
ألا فاختاري!!حدثني قريب لنا أن امرأة عجوزًا طاعنة في السن.. أصابها ألم في أذنها.. -وألم الأذن شديد لا يطاق- ولما أتي بالطبيب على رفض منها.. وعدم موافقة.. وأصبحت أمام الأمر الواقع.. أخرجت أذنها وغطت باقي وجهها كاملاً.. فلم يظهر إلا الأذن فقط.
تعجب الطبيب من فعلها واستغرب صنيعها وقال: يا أمي.. أنا طبيب.. اكشفي عن وجهك..
قالت له وهي واثقة من طاعة ربها: أنت لا تريد إلا أذني.. أخرجتها لك!!
ما بعد العثرة:قال حاتم الأصم: من خلا قلبه من ذكر أربعة أخطار فهو مغتر لا يأمن الشقاء:
الأول: خطر يوم الميثاق حين قال: «هؤلاء في الجنة ولا أبالي، وهؤلاء في النار ولا أبالي». فلا يعلم في أي الفريقين كان؟!
الثاني: حين خلق في ظلمات ثلاث.. فنادى الملك بالشقاوة والسعادة، ولا يدري أمن الأشقياء هو أم من السعداء؟!
الثالث: ذكر هول المطلع.. فلا يدري أيبشر برضا الله أم بسخطه؟!
الرابع: يوم يصدر الناس أشتاتًا فلا يدري أي الطريقين يسلك به؟!
[جامع العلوم والحكم: 71]
...
لاحووول ولاقووة الا بالله ..أهكذا وصل بنا الحآل..
إن لله وإن إليه رآجعوون..
حسبنا الله ونعم الوكيل..
بكامل زينتها.. وبغطاء خفيف تصلحه كلما سقط عن وجهها.. سارت خطوات عجلى في حديثة المنزل.. ثم نادت بصوتها «بيتر» إنه السائق!
أتى مسرعًا يظهر الذل والخضوع بين يديها.. ووقف على بعد خطوات منها.. ماذا تطلبين؟! ماذا تريدين؟!
مدت يدها ببضع ريالات نحوه.. جعلته يتقدم خطوات حتى أخذ منها المبلغ وطلبت منه شراء حليب لطفلها.. وأعادت اسم الحليب مرة أخرى.
أسرع السائق خارجًا وقفلت عائدة.. ويدها تصلح الغطاء.يطرق الباب ابن العم.. تهب مسرعة تفتح له الباب وتصافحه .. وهي بادية الشعر والنحر.. كاشفة الوجه.. إلا من وشاح خفيف.. تتبادل الحديث معه وصوت الضحكات يتعالى .. والأسئلة تتوالى.
يستقر في وسط المنزل وتقدم له الشاي والقهوة.. حتى يأتي زوجها أو أخيها!!طرق على الباب .. تسمع صوتًا ضعيفًا.. تسير فإذا هو أخ الزوج.. تمد يدها نحوه تصافحه.. يسأل عن أخيه؟!
إنه غير موجود.. ولكن بنت (حاتم الطائية) يغلب عليها الكرم وتصر على أن يدخل..
تتبسط معه.. والخمار يتحرك عن مكانه.. تؤانسه بالمحادثة.. فلا بد من ذلك مع الضيف ومن أولى بذلك من الحمو؟!عباءتها على كتفها.. تغلق باب السيارة مع السائق متجهة إلى محل الخياطة.. أمامها في المحل خمسة رجال.. ولكنها لا تبالي..
ترفع غطاء وجهها .. وتظهر مفاتن جسمها.. النحر باد والصدر مفتوح.. تتحدث معه وكأنها تحدث والدتها أو جدتها.. هذا من هنا .. وهذا كذا..
وحين ألقت بكل المعلومات المطلوبة بتفصيل دقيق غطت وجهها والتفتت إلى الشارع.
لم يكن في الطريق سوى رجل واحد طاعن في السن على بعد مائة متر.. ورغم ذلك عفافًا وحياء وتدينًا غطت وجهها!!
وهي تدخل إلى محل بيع العطور.. أطلقت العنان لحاسة الشم أن تميز الأجود والأفضل.. ثم أرهفت السمع للبائع وهو يقول: هذا للسهرة.. هاتي يدك لأضع عليها عينة!! ثم هذا للحفلات!!
تتوالى الضحكات معها.. هاتي يدك الأخرى.. فهذه لن تميزي بها الروائح بعد العينات التي وضعتها..
تسلم يدها الأخرى.. ويستمر حديث الهزل وعرض العطور وشم الروائح .. وهي في دلال وغنج.. هذا يصلح.. هذا رائحته قوية.. وهذا مثير.. ثم تطلق تنهدًا.. هذا عطر هادئ!!
ناولته يدها في استسلام وهدوء.. بدأ البائع يختار لها المقاس المناسب فهو بائع ذهب ومجوهرات.. يده اليسرى تمسك بمعصمها لكي لا تتحرك اليد ويمينه تمسك بقطعة الذهب يحاول إدخالها في يدها.. ثم مرة أخرى الخاتم في أصبعها..
تتكرر التجربة.. واليد مستسلمة في دعة وحبور.
أقلقها وأقض مضجعها اختيار قطعة أخرى من القماش لكي ترسم منها لوحة تشكيلية على جسمها..
حملت القطعة الأولى وذهبت إلى السوق.. وشرحت حالتها المهمومة.. وما تعانيه من طول البحث..
قالت للبائع: اشتريت هذه القطعة وأبحث عن أخرى تناسبها..
أخذ الحماس البائع وظهر الانفعال على قسمات وجهه.. وبدأ يقلب طرفه في وجهها وجسمها.. ويركز على لون بشرتها.. وأخيرًا اهتدى إلى تلك القطعة..
هرول مسرعًا وتناولها .. ثم قدمها إليها..قالت بصوت ضعيف تكالب عليه الحزن هذه لونها فاتح ..
قال بضحكة خبيثة: أنت لونك أبيض ويناسبك هذا اللون.. لو كنت سمراء لاخترت لك هذا.. ثم هذا النوع من القماش موضة الشابات!!
زالت الهموم.. وبانت الأسارير على وجهها.. وأظهرت الفرح بضحكة تصم الأذن..
دخلت محل بيع الملابس النسائية.. ثم أخذت تنظر يمنة ويسرة.. تقلب الطرف .. وتلمس باليد.. وتتحسس بالأصابع.. وعندما وجدت ما يناسبها أخذته إلى البائع..
بكم هذا؟!
قال: بكذا.قالت: لا.. أنت تبيع بسعر غالٍ.. لا بد أن تخفض لنا .. نشتري منك دائمًا..
خفض مبلغًا كبيرًا.. وهي تحاول معه مرة بعد أخرى!! تلين الحديث وتستجدي البائع..
وأخيرًا ألقت بآخر أوراقها أمامه.. وهي تقول: ولأجلي بكم تبيعه؟!
يسقط الحياء وتباع العفة.. ولأجلها يوافق؟!
أصون عرضي بمالي لا أدنسه
لا بارك الله بعد العرض في المال
أختي المسلمة:لا ترضين بجهنم يوم القيامة موطنًا.. ولا بلهيب النار متنفسًا، ما بالك تلقين نفسك فيها راضية..
ثم .. وأنت صاحبة الفطرة الطيبة.. من أمرك بالحجاب؟! إن لم يكن الله ورسوله أمرك بالحجاب فلا طاعة!!
أختي الحبيبة:
أراك تعصين رب الأرض والسموات.. إن شاء أبدل فرحك حزنًا وهمًا.. وعافيتك مرضًا وسقمًا.. وسعادتك شقاء ونكدًا..
هل تستطيعين رد ذلك؟! أم هل تملكين من الأمر شيئًا؟!
من أباح لك أن تجعلي الحجاب قسمين.. فئة من الرجال يحل لهم رؤية الوجه والشعر والنحر -وهم أجانب- وآخرين لا يحل لهم ذلك؟!أختي المسلمة:
لن يقف معك السائق يوم القيامة.. ولا البائع .. لا ولا ابنك ولا زوجك!!
ستقفين وحيدة ذليلة.. أرهقتك الذنوب والمعاصي وكبلتك الخطايا والعثرات.. تنظرين يمنة فلا ترين إلا روح وريحان وجنة نعيم..
وتنظرين يسرة فلا ترين إلا لهب جهنم ودخانها وفحيح عقاربها ودوابها..
ألا فاختاري!!حدثني قريب لنا أن امرأة عجوزًا طاعنة في السن.. أصابها ألم في أذنها.. -وألم الأذن شديد لا يطاق- ولما أتي بالطبيب على رفض منها.. وعدم موافقة.. وأصبحت أمام الأمر الواقع.. أخرجت أذنها وغطت باقي وجهها كاملاً.. فلم يظهر إلا الأذن فقط.
تعجب الطبيب من فعلها واستغرب صنيعها وقال: يا أمي.. أنا طبيب.. اكشفي عن وجهك..
قالت له وهي واثقة من طاعة ربها: أنت لا تريد إلا أذني.. أخرجتها لك!!
ما بعد العثرة:قال حاتم الأصم: من خلا قلبه من ذكر أربعة أخطار فهو مغتر لا يأمن الشقاء:
الأول: خطر يوم الميثاق حين قال: «هؤلاء في الجنة ولا أبالي، وهؤلاء في النار ولا أبالي». فلا يعلم في أي الفريقين كان؟!
الثاني: حين خلق في ظلمات ثلاث.. فنادى الملك بالشقاوة والسعادة، ولا يدري أمن الأشقياء هو أم من السعداء؟!
الثالث: ذكر هول المطلع.. فلا يدري أيبشر برضا الله أم بسخطه؟!
الرابع: يوم يصدر الناس أشتاتًا فلا يدري أي الطريقين يسلك به؟!
[جامع العلوم والحكم: 71]
...
لاحووول ولاقووة الا بالله ..أهكذا وصل بنا الحآل..
إن لله وإن إليه رآجعوون..
حسبنا الله ونعم الوكيل..