black peral
25-08-2009, 09:25 PM
كم مرة ذهبتِ الى السوق او الى مكان عام.. هل حاولتِ خلالها أن تناصحي متبرجة؟
أن تنيري طريقها بكلمات إيمانيه قد تعود بعدها الى أمر ربها وتترك ماهي عليه!
لمجرد المحاوله ...
لاتعلمين قد يكون في خروجك هذا خيراً يشفع لكِ يوم الدين!
للأسف ماأضعفنا أمام منكر ما.. نصمت عنه وننكره فقط بقلوبنا مع ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال" من رأى منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الايمان"
وجعل المنكر مراتب أولها اليد ثم اللسان ثم القلب
هل مايمنعكِ عن ذلك هو الخوف من ردة فعل تلك المستهتره!
ام لأننا تعودنا على تلك المناظر " السخيفه" وبات الامر عاديا واصبحنا لانميز بين الحرام والحلال !!
مالذي يجعلنا نقف عاجزين عن فعل الخير ودفع المقصر اليه بالحجه!
الإنكار بالقلب لايكفي... لابد من وقفه حازمه نبتغي من خلالها وجهه تعالى...
مالذي يمكن ان نخسره لو خاطبنا " المتبرجه" بالكلمه الحلوه .. بهدوء
هي ليست "بعبع" حتى نخشاها ولا لها سلطان علينا فالأمر جميعه بيده تعالى...
فالكلمة الطيبه لها اثر عجيب على النفس حتى لو كانت في قمة غيها وضلالها!
فكم من القلوب اهتدت وادركت ماهي عليه من "خطايا" بكلمة من ناصح محب..
لاغاية له من وراء ذلك الا ان يمد يد العون وينقذ المسيئ مما هو عليه..
ومااسعده حينما يتحقق له ذلك....فالانسان جبل على الخير كما نعلم والقصور حاصل فنحن لم ولن نخلق كاملين.. فالكمال لله سبحانه ..
وبسبب التنشئة الاجتماعية وصلت تلك الطائشه الى ذلك الحال او بالاصح لانها افتقدت التربيه الذاتيه.. فهي تحتاج الى من يصحيها من سباتها فقط .. فلا نبخل على انفسنا بهذة المبادره الطيبه التي فيها من الاجر الكثير..
المتبرجة ليست بشرا سيئا كما يرى البعض ولكن ينقصها التربية والتوجية..
فما المانع ان يكون هدايتها على يديك انتِ ..
نعم انتِ غاليتي قد تستطيعين فعل الكثير.. فانت اعلم بما يميزك ومدى تاثير حديثك وافعالك على ممن هم حولك...
فقط جربي وناصحي اختك حتى تكسبين اجر هدايتها..
قد تكون تلك المتبرجه احوج الناس الى الكلمة الطيبه.. الى توجيهها.. وتذكيرها بوعيد الله..
حاولي ان تعطيها بعض المطويات التي تتكلم عن التبرج والسفور او شريط اسلامي مؤثر..
وقد يحضرني الان شريط الداعيه المعروف " عبد المحسن الاحمد"" وغارت الحور"
فهو افضل شريط لمثل ذلك المنكر...
اعرف امرأه من اقاربي رغم انها انسانه اميه وبسيطه الى ابعد الحدود ولكن تعاملها مع الجميع
اكثر من رائع.. ومؤثرة بشكل ممتاز.. كل من يجالسها يفتخر بمعرفتها ويستأنس بحديثها
وحكمتها..
صرفت جل وقتها في الدعوة الى الله تعالى..والامر بالمعروف والنهي عن المنكر
لايردعها عن ذلك أي رادع.. واجهت الكثير في سبيل دعوتها تلك.. وكانت دوما في جهاد
تعرضت للكثير من التهديدات.. الى التقريع.. الى التجريح.. بل وحتى الضرب بالنعال
نعم الضرب بالنعال..
بصراحه ماسيكون موقفك لو ناصحتي فتاة وصرخت في وجهك.. والقت بعض الكلمات الجارحه في وجهك ومضت؟؟
ماموقفك لو قامت بضربك امام الجميع بكل طيش..متأكده ان الغالب سيقول بل سأهرب بجلدي
فأنا لست مستعدا للتعرض لموقف مثل ذلك..مالذي يدفعني الى ذلك .. ويكفيني ان انكر بقلبي..!!
أليس هذا ماسينطقه لسانك؟ الا من رحم الله تعالى؟
والله لو الجميع سار على هذة القاعده وتساهل في الامر بالمعروف وقال " انكرت بقلبي" فسنقول على الدنيا السلام
هذا لايكفي .. ابدا لايكفي
سأكمل حديثي عن قريبتي لتعلموا مدى المعاناة التي تعرضت لها لاحرمها الله اجر مافعلت وستفعل في سبيله جل في علاه...
وقوة عزمها... وتذكرت هنا قوله تعالى على لسان لقمان يعظ ابنه (( وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ماأصابك ، إن ذلك من عزم الأمور ))
في احد الايام وبينما هي في السوق مع احدى بناتها رأت تلك الفتاة التي اظهرت الكثير من مفاتنها..
في محاولة واهية منها لكسب اعجاب الشباب..
كانت الفتاة بيضاء وهذا واضح من كفيها "البضه الناعمه.."
وقد ارتدت تلك العباءة التي يقال عنها عباءة الكتف لابارك الله فيمن اخترعها واأوردها الى ديارنا
رأتها وقد تعرض لها أحد الذئاب.. يريد أن يعرض فتوته الغبيه" بترقيمها" وإيقاعها في شباكه!!
تقرب اكثر منها ومد اليها بورقه صغيره فيها رقمه.. كانت " قريبتي تلك اقرب بكثير من ذلك الطائش في لحظه وقد مدت الفتاة يدها التي تميزت " بشامه صغيره عليها لاخذ الورقه امسكت بها فخاف ذلك الشاب وهرب ظناً منه أنها أمها أو إحدى قريباتها هكذا هم الجبنا ءدوماً..
لايعرفون أن يمارسون معاصيهم إلا في الظلام وخلف الأبواب!
أخذتها جانباً وبدأت توجهها وتنصحها إلى طريق الحق بإسلوب جميل محبب.. وحتى تدرك الفتاة ماهي عليه من " ذنب"
لم تصرخ في وجهها ولم تهددها.. أو تخاطبها باإسلوب جاف منفر.. كما يفعل البعض للأسف!!
فصدق الرسول الكريم حينما قال " ماكان الرفق في شيئ إلا زانه وما نزع من شيئ إلا شانه"
ولكن مالذي تظنون قد فعلته تلك الفتاة !!
هل إستمعت لما تقوله تلك السيدة أو أخذت به وكفت عما هي عليه
وأعترفت بفعلتها؟..
الذي حصل أن الفتاة صرخت في وجهها وهددت وتوعدت بلا خجل.. وكأنها لم تفعل شيئا!
ولكن" بطلتنا " لم تهتم بما تقول ولم تهرب وتدعها بل إستمرت في كلماتها الحبيبة.. وتطور الأمر
الى أن خلعت الفتاة" بكعبها العالي وأخذت تضرب به " قريبتي في محاولة فاشله لاإسكاتها
هي تدرك داخلها أنها مخطئه.. أنها مقصره وقد أغضبت ربها فيما كانت تعمل..
ولكن هذا هو الشيطان أعماها وجعلها تكابر ,, وتستمر في إغضاب الرب
وبعد أن فشلت في إسكات المرأه.. هربت الى حيث لاندري..!
وإستمرت تلك السيدة في الدعاء لها كلما مر عليها هذا الموقف...
وتمر الايام سريعاً وفي ذات مساء كانت هناك محاضره لأحد مشايخنا " كثر الله من أمثالهم
ولاحرمهم أجر مايصنعون...
فحضرتها أختنا في الله كعادتها فلا تسمع عن محاضره دينيه إلا وقد عزمت على حضورها
لايهمها أين مكانها ولا ُبعد المسافه طالما تدرك أنها ممن ستحفهم رحمة الله وسيغفر الله لها ذنبها في مجلسها هذا
وقد ورد الحديث في ذلك..روى مسلم في صحيحه عن أبي الأغر قال: أشهد على أبي هريرة وأبي سعيد أنهما شهدا على رسول الله أنه قال: ((لايقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده))
وبينما كانت في هذا المجلس فإذا بفتاة في ريعان شبابها و طوال فتره جلوسها تسمع بكاءها ودعواتها.. وكان هناك ماأذهل أختنا في الله غير بكاء الفتاة..وهي تلك الشامه التي في كفها
تذكرت بسرعه موقفها مع تلك الفتاه ولكن إستبعدت أن تكون هي.. ورددت في محاولة لإقناع نفسها..
انه قد يكون تشابه لاأكثر.. حاولت ان لاتلقي بالاً لما رأت..
إنتهت المحاضرة وبدأ الجميع يبعث بسؤاله الى الشيخ الفاضل في ورقه صغيره
إما أن يطلب منه إلاجابه على فتوى أو موقف مؤثر يذكره الحاضر للجميع حتى يستفيد
وبدأ الشيخ يلقي الإسئلة وكل الحضور رجال ونساء في إنصات تام.. الكل في مكانه ومجلسه المنعزل عن الاخر..
فإذا بشيئ عجيب ولم يخطر على البال قد وقع.. عندما ألقى الشيخ بسؤاله
وبدأ يقرأه.. أنا فتاه كنت عاصيه لأمر ربي ولكن قبل فتره كتب لي أن أترك كل ماكنت عليه من معاصي وأفتح صفحة جديدة..
والسبب إمرأه رأيتها في السوق عندما بدأت تنصحني عن ماكنت عليه ولم أخجل بل تطاولت عليها رغم انها لم تسبني ولم تجرحني بكلمه واحدة.. بل كان كلامها جميلاً.. ولكنه الشيطان لعنة الله عليه
جعلني أقوم بضربها امام الناس رغم دعواتها لي وصبرها علي..
كان الموقف مؤثراً جداً عدت إلى المنزل فكرت في ماصنعت وبكيت كثيراً كما لم أبكِ من قبل ندماً وخجلاً على قسوتي معها وعلى ضياع عمري في المعاصي..
قررت لحظتها أن أعيد حساباتي وأنظر إلى الغد بنظرة إيمانيه عميقه.. وفعلا تغيرت كثيراً
بسبب تلك السيده التي كانت هدايتي على يديها بعد الله..
ووالله أني أدعي لها ليل نهار لأنها كانت السبب الأول في تحولي وإلتزامي
ولكن مايؤلمني ياشيخ أني أخطأت بحقها فكيف أطلب منها السماح لاأظنها تعفو عما صنعت..
ولكن أملي بالله أن يغفر لي زلتي ويرحمني.. لحظتها وفي ذهول عارم تقربت تلك السيده من الفتاة وسلمت عليها وأخبرتها انها هي نفس تلك السيده التي التقت بها هناك في السوق وذكرت ماحصل..
وقالت من فضل ربي أن جمعنا سوياً لأخبرك أني لم اغضب عليك وحتى أعلم انا بهدايتك ويطمئن قلبي!
موقف عجيب كتب له تعالى أن يكون وامام هذة الجموع الطيبة..!!
حكمة عظيمه في هذا الموقف قليل من يدركها
سبحانك ماأعدلك...
أليس هذا موقف يستحق أن يثير شجوني ويدعوني أن أكتب لكم أن الدعوه إلى الله
عمل عظيم يستحق منا جميعاً الشجاعة والإقبال على عمل الخير .. والصبر في سبيله!
وساأذكر قصة أخرى لعل فيها عبره لنا جميعاً... وحتى ندرك مانحن عليه من تقصير في حق أنفسنا أولاً ثم في حق غيرنا.!
ُيذكر أن هناك قرية كل قاطنيها كانوا يعيشون صنوف الضلال يرتكبون من المعاصي الصغير والكبير..
وعاشوا على ذلك الى ماشاءالله تعالى..
ولكن..
كان فيهم عبداً صالحاً.. قوام صوام ..جل وقته في محرابه يتعبد ويتقرب الى ربه تعالى
لايخالطهم ولا يلقي لهم بالاً..هو يعيش في الُتقى وهم في غي وعصيان
وشتان مابين حياة هذا وهؤلاء!!
ولكن عندما جاء أمر الله .. وأمر ملائكته باإنزال العذاب على هؤلاء القوم..
أمرهم تعالى أن ينزل عقابه على عبدهم الصالح أولا.. ثم بعد ذلك قومه!
العبد الصالح التقي سيعذب..؟؟ ربه ساخطاً عليه؟
أتدرون مالسبب؟
مالذي جعل رب العزة والجلال يأمر بذلك؟
فقط لانه لم يكن يأمرهم بمعروف..لم يذكرهم بعقابه تعالى..لم يحثهم على ترك ماهم عليه من منكرات
أتستطيعين أن تستوعبين ذلك..!
كل ذلك لأنه بخل على نفسه بعمل الخير..
وقد وردت قصة ذلك العبد في إحدى محاضرات الشيخ الفاضل" خالد جبير" حفظه الله..
فما الذي ينقصك انتِ حتى تقومين بذلك وتبذلين الاسباب وتاخذين بيد الغير..؟
وبعد هذا الحديث يسعدني أن أرى فكرتك وتجربتك..وموقفك في سبيل الدعوه الى الله في متصفحي المتواضع
فهلا أكرمتينا بتواجدك الحبيب وردك الطيب؟
وسأكون فخورة جداً بتفاعلكم فلا تبخلون علي بذلك..
كتبته ونصحت به... قلبٌ أدمته الجراح...
أن تنيري طريقها بكلمات إيمانيه قد تعود بعدها الى أمر ربها وتترك ماهي عليه!
لمجرد المحاوله ...
لاتعلمين قد يكون في خروجك هذا خيراً يشفع لكِ يوم الدين!
للأسف ماأضعفنا أمام منكر ما.. نصمت عنه وننكره فقط بقلوبنا مع ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال" من رأى منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الايمان"
وجعل المنكر مراتب أولها اليد ثم اللسان ثم القلب
هل مايمنعكِ عن ذلك هو الخوف من ردة فعل تلك المستهتره!
ام لأننا تعودنا على تلك المناظر " السخيفه" وبات الامر عاديا واصبحنا لانميز بين الحرام والحلال !!
مالذي يجعلنا نقف عاجزين عن فعل الخير ودفع المقصر اليه بالحجه!
الإنكار بالقلب لايكفي... لابد من وقفه حازمه نبتغي من خلالها وجهه تعالى...
مالذي يمكن ان نخسره لو خاطبنا " المتبرجه" بالكلمه الحلوه .. بهدوء
هي ليست "بعبع" حتى نخشاها ولا لها سلطان علينا فالأمر جميعه بيده تعالى...
فالكلمة الطيبه لها اثر عجيب على النفس حتى لو كانت في قمة غيها وضلالها!
فكم من القلوب اهتدت وادركت ماهي عليه من "خطايا" بكلمة من ناصح محب..
لاغاية له من وراء ذلك الا ان يمد يد العون وينقذ المسيئ مما هو عليه..
ومااسعده حينما يتحقق له ذلك....فالانسان جبل على الخير كما نعلم والقصور حاصل فنحن لم ولن نخلق كاملين.. فالكمال لله سبحانه ..
وبسبب التنشئة الاجتماعية وصلت تلك الطائشه الى ذلك الحال او بالاصح لانها افتقدت التربيه الذاتيه.. فهي تحتاج الى من يصحيها من سباتها فقط .. فلا نبخل على انفسنا بهذة المبادره الطيبه التي فيها من الاجر الكثير..
المتبرجة ليست بشرا سيئا كما يرى البعض ولكن ينقصها التربية والتوجية..
فما المانع ان يكون هدايتها على يديك انتِ ..
نعم انتِ غاليتي قد تستطيعين فعل الكثير.. فانت اعلم بما يميزك ومدى تاثير حديثك وافعالك على ممن هم حولك...
فقط جربي وناصحي اختك حتى تكسبين اجر هدايتها..
قد تكون تلك المتبرجه احوج الناس الى الكلمة الطيبه.. الى توجيهها.. وتذكيرها بوعيد الله..
حاولي ان تعطيها بعض المطويات التي تتكلم عن التبرج والسفور او شريط اسلامي مؤثر..
وقد يحضرني الان شريط الداعيه المعروف " عبد المحسن الاحمد"" وغارت الحور"
فهو افضل شريط لمثل ذلك المنكر...
اعرف امرأه من اقاربي رغم انها انسانه اميه وبسيطه الى ابعد الحدود ولكن تعاملها مع الجميع
اكثر من رائع.. ومؤثرة بشكل ممتاز.. كل من يجالسها يفتخر بمعرفتها ويستأنس بحديثها
وحكمتها..
صرفت جل وقتها في الدعوة الى الله تعالى..والامر بالمعروف والنهي عن المنكر
لايردعها عن ذلك أي رادع.. واجهت الكثير في سبيل دعوتها تلك.. وكانت دوما في جهاد
تعرضت للكثير من التهديدات.. الى التقريع.. الى التجريح.. بل وحتى الضرب بالنعال
نعم الضرب بالنعال..
بصراحه ماسيكون موقفك لو ناصحتي فتاة وصرخت في وجهك.. والقت بعض الكلمات الجارحه في وجهك ومضت؟؟
ماموقفك لو قامت بضربك امام الجميع بكل طيش..متأكده ان الغالب سيقول بل سأهرب بجلدي
فأنا لست مستعدا للتعرض لموقف مثل ذلك..مالذي يدفعني الى ذلك .. ويكفيني ان انكر بقلبي..!!
أليس هذا ماسينطقه لسانك؟ الا من رحم الله تعالى؟
والله لو الجميع سار على هذة القاعده وتساهل في الامر بالمعروف وقال " انكرت بقلبي" فسنقول على الدنيا السلام
هذا لايكفي .. ابدا لايكفي
سأكمل حديثي عن قريبتي لتعلموا مدى المعاناة التي تعرضت لها لاحرمها الله اجر مافعلت وستفعل في سبيله جل في علاه...
وقوة عزمها... وتذكرت هنا قوله تعالى على لسان لقمان يعظ ابنه (( وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ماأصابك ، إن ذلك من عزم الأمور ))
في احد الايام وبينما هي في السوق مع احدى بناتها رأت تلك الفتاة التي اظهرت الكثير من مفاتنها..
في محاولة واهية منها لكسب اعجاب الشباب..
كانت الفتاة بيضاء وهذا واضح من كفيها "البضه الناعمه.."
وقد ارتدت تلك العباءة التي يقال عنها عباءة الكتف لابارك الله فيمن اخترعها واأوردها الى ديارنا
رأتها وقد تعرض لها أحد الذئاب.. يريد أن يعرض فتوته الغبيه" بترقيمها" وإيقاعها في شباكه!!
تقرب اكثر منها ومد اليها بورقه صغيره فيها رقمه.. كانت " قريبتي تلك اقرب بكثير من ذلك الطائش في لحظه وقد مدت الفتاة يدها التي تميزت " بشامه صغيره عليها لاخذ الورقه امسكت بها فخاف ذلك الشاب وهرب ظناً منه أنها أمها أو إحدى قريباتها هكذا هم الجبنا ءدوماً..
لايعرفون أن يمارسون معاصيهم إلا في الظلام وخلف الأبواب!
أخذتها جانباً وبدأت توجهها وتنصحها إلى طريق الحق بإسلوب جميل محبب.. وحتى تدرك الفتاة ماهي عليه من " ذنب"
لم تصرخ في وجهها ولم تهددها.. أو تخاطبها باإسلوب جاف منفر.. كما يفعل البعض للأسف!!
فصدق الرسول الكريم حينما قال " ماكان الرفق في شيئ إلا زانه وما نزع من شيئ إلا شانه"
ولكن مالذي تظنون قد فعلته تلك الفتاة !!
هل إستمعت لما تقوله تلك السيدة أو أخذت به وكفت عما هي عليه
وأعترفت بفعلتها؟..
الذي حصل أن الفتاة صرخت في وجهها وهددت وتوعدت بلا خجل.. وكأنها لم تفعل شيئا!
ولكن" بطلتنا " لم تهتم بما تقول ولم تهرب وتدعها بل إستمرت في كلماتها الحبيبة.. وتطور الأمر
الى أن خلعت الفتاة" بكعبها العالي وأخذت تضرب به " قريبتي في محاولة فاشله لاإسكاتها
هي تدرك داخلها أنها مخطئه.. أنها مقصره وقد أغضبت ربها فيما كانت تعمل..
ولكن هذا هو الشيطان أعماها وجعلها تكابر ,, وتستمر في إغضاب الرب
وبعد أن فشلت في إسكات المرأه.. هربت الى حيث لاندري..!
وإستمرت تلك السيدة في الدعاء لها كلما مر عليها هذا الموقف...
وتمر الايام سريعاً وفي ذات مساء كانت هناك محاضره لأحد مشايخنا " كثر الله من أمثالهم
ولاحرمهم أجر مايصنعون...
فحضرتها أختنا في الله كعادتها فلا تسمع عن محاضره دينيه إلا وقد عزمت على حضورها
لايهمها أين مكانها ولا ُبعد المسافه طالما تدرك أنها ممن ستحفهم رحمة الله وسيغفر الله لها ذنبها في مجلسها هذا
وقد ورد الحديث في ذلك..روى مسلم في صحيحه عن أبي الأغر قال: أشهد على أبي هريرة وأبي سعيد أنهما شهدا على رسول الله أنه قال: ((لايقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده))
وبينما كانت في هذا المجلس فإذا بفتاة في ريعان شبابها و طوال فتره جلوسها تسمع بكاءها ودعواتها.. وكان هناك ماأذهل أختنا في الله غير بكاء الفتاة..وهي تلك الشامه التي في كفها
تذكرت بسرعه موقفها مع تلك الفتاه ولكن إستبعدت أن تكون هي.. ورددت في محاولة لإقناع نفسها..
انه قد يكون تشابه لاأكثر.. حاولت ان لاتلقي بالاً لما رأت..
إنتهت المحاضرة وبدأ الجميع يبعث بسؤاله الى الشيخ الفاضل في ورقه صغيره
إما أن يطلب منه إلاجابه على فتوى أو موقف مؤثر يذكره الحاضر للجميع حتى يستفيد
وبدأ الشيخ يلقي الإسئلة وكل الحضور رجال ونساء في إنصات تام.. الكل في مكانه ومجلسه المنعزل عن الاخر..
فإذا بشيئ عجيب ولم يخطر على البال قد وقع.. عندما ألقى الشيخ بسؤاله
وبدأ يقرأه.. أنا فتاه كنت عاصيه لأمر ربي ولكن قبل فتره كتب لي أن أترك كل ماكنت عليه من معاصي وأفتح صفحة جديدة..
والسبب إمرأه رأيتها في السوق عندما بدأت تنصحني عن ماكنت عليه ولم أخجل بل تطاولت عليها رغم انها لم تسبني ولم تجرحني بكلمه واحدة.. بل كان كلامها جميلاً.. ولكنه الشيطان لعنة الله عليه
جعلني أقوم بضربها امام الناس رغم دعواتها لي وصبرها علي..
كان الموقف مؤثراً جداً عدت إلى المنزل فكرت في ماصنعت وبكيت كثيراً كما لم أبكِ من قبل ندماً وخجلاً على قسوتي معها وعلى ضياع عمري في المعاصي..
قررت لحظتها أن أعيد حساباتي وأنظر إلى الغد بنظرة إيمانيه عميقه.. وفعلا تغيرت كثيراً
بسبب تلك السيده التي كانت هدايتي على يديها بعد الله..
ووالله أني أدعي لها ليل نهار لأنها كانت السبب الأول في تحولي وإلتزامي
ولكن مايؤلمني ياشيخ أني أخطأت بحقها فكيف أطلب منها السماح لاأظنها تعفو عما صنعت..
ولكن أملي بالله أن يغفر لي زلتي ويرحمني.. لحظتها وفي ذهول عارم تقربت تلك السيده من الفتاة وسلمت عليها وأخبرتها انها هي نفس تلك السيده التي التقت بها هناك في السوق وذكرت ماحصل..
وقالت من فضل ربي أن جمعنا سوياً لأخبرك أني لم اغضب عليك وحتى أعلم انا بهدايتك ويطمئن قلبي!
موقف عجيب كتب له تعالى أن يكون وامام هذة الجموع الطيبة..!!
حكمة عظيمه في هذا الموقف قليل من يدركها
سبحانك ماأعدلك...
أليس هذا موقف يستحق أن يثير شجوني ويدعوني أن أكتب لكم أن الدعوه إلى الله
عمل عظيم يستحق منا جميعاً الشجاعة والإقبال على عمل الخير .. والصبر في سبيله!
وساأذكر قصة أخرى لعل فيها عبره لنا جميعاً... وحتى ندرك مانحن عليه من تقصير في حق أنفسنا أولاً ثم في حق غيرنا.!
ُيذكر أن هناك قرية كل قاطنيها كانوا يعيشون صنوف الضلال يرتكبون من المعاصي الصغير والكبير..
وعاشوا على ذلك الى ماشاءالله تعالى..
ولكن..
كان فيهم عبداً صالحاً.. قوام صوام ..جل وقته في محرابه يتعبد ويتقرب الى ربه تعالى
لايخالطهم ولا يلقي لهم بالاً..هو يعيش في الُتقى وهم في غي وعصيان
وشتان مابين حياة هذا وهؤلاء!!
ولكن عندما جاء أمر الله .. وأمر ملائكته باإنزال العذاب على هؤلاء القوم..
أمرهم تعالى أن ينزل عقابه على عبدهم الصالح أولا.. ثم بعد ذلك قومه!
العبد الصالح التقي سيعذب..؟؟ ربه ساخطاً عليه؟
أتدرون مالسبب؟
مالذي جعل رب العزة والجلال يأمر بذلك؟
فقط لانه لم يكن يأمرهم بمعروف..لم يذكرهم بعقابه تعالى..لم يحثهم على ترك ماهم عليه من منكرات
أتستطيعين أن تستوعبين ذلك..!
كل ذلك لأنه بخل على نفسه بعمل الخير..
وقد وردت قصة ذلك العبد في إحدى محاضرات الشيخ الفاضل" خالد جبير" حفظه الله..
فما الذي ينقصك انتِ حتى تقومين بذلك وتبذلين الاسباب وتاخذين بيد الغير..؟
وبعد هذا الحديث يسعدني أن أرى فكرتك وتجربتك..وموقفك في سبيل الدعوه الى الله في متصفحي المتواضع
فهلا أكرمتينا بتواجدك الحبيب وردك الطيب؟
وسأكون فخورة جداً بتفاعلكم فلا تبخلون علي بذلك..
كتبته ونصحت به... قلبٌ أدمته الجراح...