د / صنهات
08-07-2004, 08:03 AM
(( 35 ألف طن من الحبوب و50 مليون دولار من البنك المركزي ثمن الأهداف الستة في مرمى بيرو ))
:confused: :confused:
(( معلق التليفزيون الألماني على الهواء :ما يحدث أمر مخجل وليس له علاقة بكرة القدم'' ))
:confused: :confused:
(( ماجر وبلومي يلقنان الألمان درسا في كرة القدم والتواضع ))
:confused: :confused:
==========
فازت الأرجنتين بكأس العالم 1978 لأول مرة في تاريخها ونست الجماهير أحزانها وآلامها وأزماتها السياسية والاقتصادية في ظل الحكم العسكري وأنتهت الحفلة ولكن رائحة فضيحة الـ 6- صفر بين بيرو والأرجنتين التي قادت أصحاب الأرض للنهائي على حساب البرازيل لم تنته وكل يوم كانت تفاصيل تلك المؤامرة تطل برأسها فوق صفحات الصحف وفي وسائل الإعلام ·
في تلك المباراة كانت الأرجنتين تحتاج للفوز بأربعة أهداف نظيفة على بيرو لتتأهل بدلا من البرازيل في المجموعة الثانية من الدور الثاني بعد أن تساويا في النقاط ولكن بيرو أكرمت أصحاب الأرض ورفعت الراية البيضاء وفتحت شباكها ليسجل ماريو كيمبس هدفين ولوكيه هدفين وكل من تارانتيني ووهوزمان هدفا لتصبح الحصيلة في النهاية ستة أهداف نظيفة لتصعد الأرجنتين للنهائي لتواجه هولندا وتفوز عليها 3-2 بعد وقت إضافي ·
رائحة الرشوة كانت تفوح من تلك المباراة رغم تصريح هيكتور شومبيتز كابتن بيرو قبل اللقاء حيث قال :'' مهمة بيرو هي حماية سمعة وتقاليد البطولة ''·
أي سمعة وأي تقاليد لدفاع وقف يحرس لاعبي الأرجنتين وهم يسددون داخل المرمى بكل حرية ··أي سمعة وأي تقاليد لحارس كان يقوم بحركات بهلوانية لتمر الكرة داخل الشباك ··واي سمعة واي تقاليد لفريق يخسر بالستة ·
هكذا تساءلت الصحف البرازيلية عقب المباراة وشنت هجوما عنيفا على منتخب بيرو ·
ولكن أين الدليل على تلك الفضيحة *
سيمون كوبر الصحفي الإنجليزي ذكر في كتابه ''كرة القدم ضد الأعداء'' أن حارس بيرو الاحتياطي مانزا قال ذات مرة وهو مخمور إن زملاءه في الفريق تقاضوا دولارات كثيرة مقابل فوز الأرجنتين بتلك النتيجة وعندما نشر هذا الكلام أسرع الحارس وتراجع عن كلامه ''·
وأكد جون ليدن في كتاب '' ملاعب النار '' الذي صدر عام 2001 أن هناك صفقة تمت في الخفاء من أجل تأهل أصحاب الأرض ·
وظلت تفاصيل الصفقة بين الأرجنتين وبيرو في طي الكتمان لسنوات طويلة نظرا لأن نظام الحكم العسكري في تلك الفترة كان يدير البلاد بالحديد والنار ولا توجد حرية للصحافة والرأي وقتل المئات وامتلأت السجون بالمعتلقين وانتهكت حقوق الإنسان حتى جاء صباح يوم الثامن عشر من يونيو عام 1986 ·
في هذا اليوم منذ ثمانية عشر عاما نشر الصحفي الأرجنتيني ماريا افينيول مقالا بالصفحة الأولى بجريدة التايمز اللندنية كشف فيه كل التفاصيل على لسان مصادر موثوق بها ممن أبرموا تلك الصفقة إلا أنه أحتفظ بأسمائهم·
وجاء في التفاصيل التي هزت الأوساط الكروية في العالم كله أن لاعبي بيرو تلقوا تعليمات صارمة من الحكومة بخسارة المباراة وتلك التعليمات لاتقبل المناقشة لأن بيرو كانت أيضا تدار بنظام عسكري آنذاك ·
وبعد فوز الأرجنتين بالستة تلقت حكومة بيرو هدية من الأرجنتين عبارة عن 35 ألف طن من الحبوب بجانب موافقة بنك الأرجنتين المركزي على تقديم 50 مليون دولار إلى جنرالات بيرو لإنفاقها على نزواتهم وهى منحة لاترد أضف إلى ذلك المساعدات العسكرية ·
وكانت الحكومة العسكرية في الأرجنتين على استعداد لتدفع أكثر من ذلك مقابل فوز فريقها بكأس العالم لان هذا الفوز سيساهم في تحسين الصورة السيئة للأرجنتين أمام العالم وتساهم أيضا في تخفيف معاناة الشعب الذي سقط منه 11 ألف قتيل في ظل حكم الجنرال جورجي فيديلا وقد لعب رومان كويروجا حارس بيرو الملقب '' بالوكو '' دورا بارزا في فوز الارجنتين وترك الإشارة خضراء طوال المباراة لأنه من اصل أرجنتيني حيث ولد في نفس المدينة التي ولد فيها سيزار مينوتي مدرب المنتخب الأرجنتيني ·
ماجر وبلومي وانتصار تاريخي
وعندما انطلقت بطولة كأس العالم 1982 بلقاء الأرجنتين وبلجيكا كانت رائحة تلك الفضيحة تزكم الأنوف ولم يكن أحد يتصور أن يشهد مونديال أسبانيا مؤامرة أخرى راح ضحيتها هذه المرة المنتخب الجزائري الشقيق ·
في تلك البطولة شارك منتخبان عربيان لأول مرة في تاريخ نهائيات كأس العالم وهما الجزائر ممثلا عن قارة إفريقيا والكويت عن آسيا وتلك المشاركة الأولى أيضا في تاريخهما بعد مصر والمغرب وتونس في البطولات السابقة ·
المهمة لم تكن سهلة على الإطلاق لأن المنتخب الكويتي أوقعته القرعة في المجموعة الرابعة مع إنجلترا وفرنسا وتشيكوسلوفاكيا بينما المنتخب الجزائري أوقعته القرعة مع ألمانيا والنمسا وشيلي ·
المنتخب الجزائري كان يضم أفراد الجيل الذهبي مهدي سرباح ومحمود قندوز ونورالدين قريشي وشعبان مرزقان وصالح عصاد وعلي فرقاني ولخضر بلومي ورابح ماجر (صالح لاربيس) وجمال زيدان (تاج بن صاولة) ومصطفى دحلب وفوزي منصوري
البداية كانت صعبة مع ألمانيا الغربية في المباراة الأولى ···
الألمان تعاملوا مع المباراة على أنها نزهة وهذا ما بدا واضحا من تصريحات مدربه يوب درفال الذي قال عشية المباراة '':إذا خسرنا المباراة فإنني سأعود إلى بلادي في أول قطار''·
أما لاعب المنتخب لوثر ماتيوس وبغرور شديد قال ''سأسجل شخصيا الهدف الثامن في شباك المنتخب الجزائري''·
وتساءل المدافع كالتز :''من يكون الجزائريون.. سألعب معهم بملابس السهرة ''· وفي المقابل قال رشيد مخلوفي مدير منتخب الجزائر عندما سئل عن المكافآت التي سيحصل عليها لاعبو الفريق في حالة الفوز على ألمانيا :'' إن أكبر مكافأة لابن الجزائر أن يرتدي قميص بلاده الذي يحمل لون علمنا الاخضر ويدافع عنه ''·
وعندما بدأت المباراة كان للمنتخب الجزائري رأي آخر وظهر ذلك واضحا من البداية عندما سنحت الفرصة الأولى لهم سدد جمال زيدان كرة قوية صدها الحارس الألماني هارالد شوماخر بعد خمس دقائق فقط· ثم مرر صلاح عصاد كرة بينية رائعة باتجاه الأخضر بلومي لكن الأخير لم يحسن استغلالها والمرمى أمامه·
واعتمد المنتخب الألماني على الكرات العالية باتجاه صاحب الرأس الذهبية هورست هروبيش، وكاد يفتتح التسجيل بعد لعبة مشتركة بين مانفرد كالتز وكارل هاينز رومينجه الذي أضاع الفرصة·
وهدأ اللعب في ربع الساعة الأخير من الشوط الأول الذي انتهى سلبيا وأدرك الألمان أن مهمتهم صعبة للغاية·
وفي الدقيقة 52 حدث مالم يتوقعه أحد عندما مرر زيدان كرة أمامية باتجاه بلومي فانفرد الأخير بالحارس الألماني الذي تصدى لمحاولته ببراعة من دون أن يلتقط الكرة فتهيأت أمام القناص رابح ماجر الذي سددها داخل الشباك رغم تدخل مدافعين معه لحظة التسديد ·
وشعر الألمان بخطورة الموقف فضغطوا على مرمى الحارس مهدي سرباح ونجحوا في إدراك التعادل عندما سار فيليكس ماجات على الجهة اليسرى ومرر كرة عرضية قابلها رومينجيه بقدمه داخل الشباك في الدقيقة 67 ·
وهنا اعتقد الألمان بأن رحلة الاهداف بدأت وأن المنتخب الجزائري سينهار وسيحققون الفوز بعدد كبير من الأهداف في الدقائق القليلة المتبقية ، لكنهم أخطأوا التقدير لأن المنتخب الجزائري اندفع إلى الهجوم في محاولة لتسجيل هدف الفوز ولم تمض دقيقة واحدة على هدف التعادل حتى نجح في مهمته عندما تخطى عصاد أكثر من مدافع على الجهة اليسرى وأرسل كرة داخل المنطقة فتهيأت أمام بلومي غير المراقب الذي لم يجد صعوبة في تسجيل الهدف الثاني·
وكثف المنتخب الألماني هجومه على المرمى الجزائري وأهدر هروبيش فرصتين بالرأس وأشرك المدرب الألماني ورقته الأخيرة فاخرج لاعب الوسط ماجات وأشرك مكانه المهاجم كلاوس فيشر ليرتفع عدد المهاجمين إلى أربعة· وتدخل القائم لإنقاذ كرة سددها رومينجه قبل نهاية المباراة بدقيقتين ثم تألق الحارس الجزائري في التصدي لكرة قوية سددها المدافع العملاق بيريجل لتنتهي المباراة وتتحقق واحدة من معجزات كرة القدم ·
وفي المباراة الثانية أمام النمسا بدا التعب واضحا على لاعبي المنتخب الجزائري بعد الجهد الكبير الذي بذل أمام ألمانيا الغربية، واعتمد المدرب خالف محيي الدين على نفس التشكيلة التي حققت الانتصار التاريخي قبل خمسة أيام·
وبدأ الجزائريون المباراة بحذر كبير ولم يغامروا بالهجوم بينما استغل المنتخب النمساوي تأخر زملاء بلومي واستحوذوا على الكرة لكن دون أن يتمكنوا من اختراق الدفاع ·
وقام الثنائي النمساوي هانز كرانكل وشاشنر بعدة محاولات للتوغل داخل المنطقة غير ان مرزقان وقريشي ومنصوري كانوا في كل مرة يحبطون المحاولات الهجومية ومن خلفهم مهدي سرباح ·
وبدا هجوم المنتخب الجزائري غائبا عن المباراة ولم يقدم ما كان منتظرا منه خاصة بعد أدائه الرائع في المباراة الأولى أمام ألمانيا الغربية·
وانتهى الشوط الاول بالتعادل السلبي، ومع مطلع الشوط الثاني تمكن المنتخب النمساوي من التسجيل في الدقيقة 55 بواسطة المهاجم شاشنر·
وحاول المنتخب الجزائري تنظيم صفوفه في وسط الملعب للتعادل إلا أن ثلاثي الهجوم ماجر وعصاد وزيدان لم يتمكنوا من اختراق الدفاع النمساوي الذي درس جيدا طريقة لعب المنتخب الجزائري من خلال مباراته الأولى أمام ألمانيا الغربية·
وفرض المدافعون النمساويون حراسة مشددة على بلومي صانع ألعاب المنتخب الجزائري، فغابت الكرات السانحة عن خط الهجوم·
وخرج بلومي ولعب مكانه المهاجم تاج بن صاوله في محاولة واضحة لتدعيم خط الهجوم ولكن بلا فائدة حيث تمكن المنتخب النمساوي من تسجيل هدف ثان جاء في الدقيقة 67 بتسديدة قوية من كرانك وأنتهت المباراة بالخسارة صفر -2 ·
المؤامرة القذرة
بعد الأداء المتواضع في مباراة النمسا أجرى المدرب الجزائري خالف تغيرات طفيفة على التشكيلة لتحقيق الفوز على شيلي والتأهل للدور الثاني فاحتفظ بنفس المدافعين، بينما وضع بلومي وزيدان ودحلب في مقاعد البدلاء، ولم يتأخر الجزائريون في هز الشباك التشيلية بواسطة المتألق صالح عصاد الذي افتتح التسجيل بعد 7 دقائق فقط من بداية المباراة· هذا الهدف أعاد الثقة للمنتخب الجزائري بعد ثلاثة أيام من خسارتهم المفاجأة أمام النمسا، وأظهر لاعبو الوسط كفاءة كبيرة في امتلاك الكرة وحسن تمريرها، واعتمد المنتخب الجزائري على أسلوبه التقليدي بتمريرات قصيرة ومتقنه وعلى مهارات لاعبيه الفنية إضافة الى الروح القتالية التي يلعب بها·
وفرضوا سيطرتهم على المباراة وتحركوا في كل مكان وعاد عصاد مرة أخرى ا ليسجل الهدف الثاني في الدقيقة 31 ولم تمر سوى أربع دقائق على هدف عصاد الثاني حتى تمكن بن صاولة من إضافة هدف ثالث وسط دهشة الجميع الذين توقعوا نتيجة ثقيلة لمنتخب شيلي
ولم يستمر الحال على ماهو عليه حيث تغيرت الصورة في الشوط الثاني وهدأ إيقاع المنتخب الجزائري بينما كشر منتخب شيلي عن أنيابة الهجومية وأحرز هدفين لتنتهي المباراة بفوز الجزائر 3-2 واحتلوا المركز الثاني في ترتيب المجموعة بعد النمسا =وأصبحوا أول منتخب عربي وإفريقي يحقق انتصارين في النهائيات، وكانوا قاب قوسين أو أدنى من بلوغ الدور الثاني، لولا ''المؤامرة'' الألمانية النمساوية في مباراتهما حيث أحرز هروبيش هدفا لألمانيا في الدقيقة الحادية عشر وظل لاعبو الفريقين يتبادلون الكرة على مدى ال79 دقيقة المتبقية من عمر المباراة بكل هدوء لأن نتيجة 1- صفر تصعد بكل من ألمانيا والنمسا معا للدور الثاني وتطيح بالجزائر ·
وفي كتاب '' تور '' الذي يروي تاريخ الكرة الألمانية كانت هناك مساحة كبيرة للحديث عن '' فضيحة خيخون '' حيث أقيمت المباراة في مدينة خيخون الإسبانية وقال مؤلف الكتاب أن هذا التصرف أثار غضب العالم كله عندما أحرزنا هدفا بعد 11 دقيقة ووقف لاعبو الفريقين لا يريدان اللعب وكان العنوان الرئيسي لأشهر صحف التابلويد في ألمانيا الغربية بيلد أند زيوتنج اليوم التالي للمباراة '' العار عليكم '' أما ويلي شولتز نجم ألمانيا السابق وصف ال 22 لاعبا الذين شاركوا في المباراة من ألمانيا والنمسا بأنهم '' قطاع طريق '' بينما انفعل معلق المباراة بيتر جانر على الهواء مما يراه وتغيرت حدة صوته وكأنه يصف جنازة :'' أعزائي المشاهدين ما يحدث هنا أمر مخجل وليس له علاقة بكرة القدم '' ·
أما معلق التليفزيون الأسباني فقال وهو يصف المباراة :'' لقد أفسد الفريقان متعة مشاهدة لقاء ممتع بتلك الحبكة المخجلة ··ومن الواضح أن شيئا ما قد تم الاتفاق عليه وراء الكواليس '' وقد نقلت الكاميرا صورة الجماهير وهى تغادر المدرجات بعد منتصف الشوط الثاني · وفي احد الكتب التي تتناول تاريخ كأس العالم وصدرت عن دور نشر كبيرة في ألمانيا جاء أن هذا الفوز أسوأ من الهزيمة ·
درفال مدرب ألمانيا دافع عن نفسه قائلا :'' كان هدفنا ان نصعد للدور الثاني وليس لعب كرة القدم '' بينما قال فولفجانج دريملر نجم المنتخب ونادي بايرن ميونخ :'' لايمهنى بريستيج الكرة الألمانية لأنني لاعب محترف ''·
عن الاتحاد الرياضي
========
عبر الايميل
تحياتي
صنهات
:confused: :confused:
(( معلق التليفزيون الألماني على الهواء :ما يحدث أمر مخجل وليس له علاقة بكرة القدم'' ))
:confused: :confused:
(( ماجر وبلومي يلقنان الألمان درسا في كرة القدم والتواضع ))
:confused: :confused:
==========
فازت الأرجنتين بكأس العالم 1978 لأول مرة في تاريخها ونست الجماهير أحزانها وآلامها وأزماتها السياسية والاقتصادية في ظل الحكم العسكري وأنتهت الحفلة ولكن رائحة فضيحة الـ 6- صفر بين بيرو والأرجنتين التي قادت أصحاب الأرض للنهائي على حساب البرازيل لم تنته وكل يوم كانت تفاصيل تلك المؤامرة تطل برأسها فوق صفحات الصحف وفي وسائل الإعلام ·
في تلك المباراة كانت الأرجنتين تحتاج للفوز بأربعة أهداف نظيفة على بيرو لتتأهل بدلا من البرازيل في المجموعة الثانية من الدور الثاني بعد أن تساويا في النقاط ولكن بيرو أكرمت أصحاب الأرض ورفعت الراية البيضاء وفتحت شباكها ليسجل ماريو كيمبس هدفين ولوكيه هدفين وكل من تارانتيني ووهوزمان هدفا لتصبح الحصيلة في النهاية ستة أهداف نظيفة لتصعد الأرجنتين للنهائي لتواجه هولندا وتفوز عليها 3-2 بعد وقت إضافي ·
رائحة الرشوة كانت تفوح من تلك المباراة رغم تصريح هيكتور شومبيتز كابتن بيرو قبل اللقاء حيث قال :'' مهمة بيرو هي حماية سمعة وتقاليد البطولة ''·
أي سمعة وأي تقاليد لدفاع وقف يحرس لاعبي الأرجنتين وهم يسددون داخل المرمى بكل حرية ··أي سمعة وأي تقاليد لحارس كان يقوم بحركات بهلوانية لتمر الكرة داخل الشباك ··واي سمعة واي تقاليد لفريق يخسر بالستة ·
هكذا تساءلت الصحف البرازيلية عقب المباراة وشنت هجوما عنيفا على منتخب بيرو ·
ولكن أين الدليل على تلك الفضيحة *
سيمون كوبر الصحفي الإنجليزي ذكر في كتابه ''كرة القدم ضد الأعداء'' أن حارس بيرو الاحتياطي مانزا قال ذات مرة وهو مخمور إن زملاءه في الفريق تقاضوا دولارات كثيرة مقابل فوز الأرجنتين بتلك النتيجة وعندما نشر هذا الكلام أسرع الحارس وتراجع عن كلامه ''·
وأكد جون ليدن في كتاب '' ملاعب النار '' الذي صدر عام 2001 أن هناك صفقة تمت في الخفاء من أجل تأهل أصحاب الأرض ·
وظلت تفاصيل الصفقة بين الأرجنتين وبيرو في طي الكتمان لسنوات طويلة نظرا لأن نظام الحكم العسكري في تلك الفترة كان يدير البلاد بالحديد والنار ولا توجد حرية للصحافة والرأي وقتل المئات وامتلأت السجون بالمعتلقين وانتهكت حقوق الإنسان حتى جاء صباح يوم الثامن عشر من يونيو عام 1986 ·
في هذا اليوم منذ ثمانية عشر عاما نشر الصحفي الأرجنتيني ماريا افينيول مقالا بالصفحة الأولى بجريدة التايمز اللندنية كشف فيه كل التفاصيل على لسان مصادر موثوق بها ممن أبرموا تلك الصفقة إلا أنه أحتفظ بأسمائهم·
وجاء في التفاصيل التي هزت الأوساط الكروية في العالم كله أن لاعبي بيرو تلقوا تعليمات صارمة من الحكومة بخسارة المباراة وتلك التعليمات لاتقبل المناقشة لأن بيرو كانت أيضا تدار بنظام عسكري آنذاك ·
وبعد فوز الأرجنتين بالستة تلقت حكومة بيرو هدية من الأرجنتين عبارة عن 35 ألف طن من الحبوب بجانب موافقة بنك الأرجنتين المركزي على تقديم 50 مليون دولار إلى جنرالات بيرو لإنفاقها على نزواتهم وهى منحة لاترد أضف إلى ذلك المساعدات العسكرية ·
وكانت الحكومة العسكرية في الأرجنتين على استعداد لتدفع أكثر من ذلك مقابل فوز فريقها بكأس العالم لان هذا الفوز سيساهم في تحسين الصورة السيئة للأرجنتين أمام العالم وتساهم أيضا في تخفيف معاناة الشعب الذي سقط منه 11 ألف قتيل في ظل حكم الجنرال جورجي فيديلا وقد لعب رومان كويروجا حارس بيرو الملقب '' بالوكو '' دورا بارزا في فوز الارجنتين وترك الإشارة خضراء طوال المباراة لأنه من اصل أرجنتيني حيث ولد في نفس المدينة التي ولد فيها سيزار مينوتي مدرب المنتخب الأرجنتيني ·
ماجر وبلومي وانتصار تاريخي
وعندما انطلقت بطولة كأس العالم 1982 بلقاء الأرجنتين وبلجيكا كانت رائحة تلك الفضيحة تزكم الأنوف ولم يكن أحد يتصور أن يشهد مونديال أسبانيا مؤامرة أخرى راح ضحيتها هذه المرة المنتخب الجزائري الشقيق ·
في تلك البطولة شارك منتخبان عربيان لأول مرة في تاريخ نهائيات كأس العالم وهما الجزائر ممثلا عن قارة إفريقيا والكويت عن آسيا وتلك المشاركة الأولى أيضا في تاريخهما بعد مصر والمغرب وتونس في البطولات السابقة ·
المهمة لم تكن سهلة على الإطلاق لأن المنتخب الكويتي أوقعته القرعة في المجموعة الرابعة مع إنجلترا وفرنسا وتشيكوسلوفاكيا بينما المنتخب الجزائري أوقعته القرعة مع ألمانيا والنمسا وشيلي ·
المنتخب الجزائري كان يضم أفراد الجيل الذهبي مهدي سرباح ومحمود قندوز ونورالدين قريشي وشعبان مرزقان وصالح عصاد وعلي فرقاني ولخضر بلومي ورابح ماجر (صالح لاربيس) وجمال زيدان (تاج بن صاولة) ومصطفى دحلب وفوزي منصوري
البداية كانت صعبة مع ألمانيا الغربية في المباراة الأولى ···
الألمان تعاملوا مع المباراة على أنها نزهة وهذا ما بدا واضحا من تصريحات مدربه يوب درفال الذي قال عشية المباراة '':إذا خسرنا المباراة فإنني سأعود إلى بلادي في أول قطار''·
أما لاعب المنتخب لوثر ماتيوس وبغرور شديد قال ''سأسجل شخصيا الهدف الثامن في شباك المنتخب الجزائري''·
وتساءل المدافع كالتز :''من يكون الجزائريون.. سألعب معهم بملابس السهرة ''· وفي المقابل قال رشيد مخلوفي مدير منتخب الجزائر عندما سئل عن المكافآت التي سيحصل عليها لاعبو الفريق في حالة الفوز على ألمانيا :'' إن أكبر مكافأة لابن الجزائر أن يرتدي قميص بلاده الذي يحمل لون علمنا الاخضر ويدافع عنه ''·
وعندما بدأت المباراة كان للمنتخب الجزائري رأي آخر وظهر ذلك واضحا من البداية عندما سنحت الفرصة الأولى لهم سدد جمال زيدان كرة قوية صدها الحارس الألماني هارالد شوماخر بعد خمس دقائق فقط· ثم مرر صلاح عصاد كرة بينية رائعة باتجاه الأخضر بلومي لكن الأخير لم يحسن استغلالها والمرمى أمامه·
واعتمد المنتخب الألماني على الكرات العالية باتجاه صاحب الرأس الذهبية هورست هروبيش، وكاد يفتتح التسجيل بعد لعبة مشتركة بين مانفرد كالتز وكارل هاينز رومينجه الذي أضاع الفرصة·
وهدأ اللعب في ربع الساعة الأخير من الشوط الأول الذي انتهى سلبيا وأدرك الألمان أن مهمتهم صعبة للغاية·
وفي الدقيقة 52 حدث مالم يتوقعه أحد عندما مرر زيدان كرة أمامية باتجاه بلومي فانفرد الأخير بالحارس الألماني الذي تصدى لمحاولته ببراعة من دون أن يلتقط الكرة فتهيأت أمام القناص رابح ماجر الذي سددها داخل الشباك رغم تدخل مدافعين معه لحظة التسديد ·
وشعر الألمان بخطورة الموقف فضغطوا على مرمى الحارس مهدي سرباح ونجحوا في إدراك التعادل عندما سار فيليكس ماجات على الجهة اليسرى ومرر كرة عرضية قابلها رومينجيه بقدمه داخل الشباك في الدقيقة 67 ·
وهنا اعتقد الألمان بأن رحلة الاهداف بدأت وأن المنتخب الجزائري سينهار وسيحققون الفوز بعدد كبير من الأهداف في الدقائق القليلة المتبقية ، لكنهم أخطأوا التقدير لأن المنتخب الجزائري اندفع إلى الهجوم في محاولة لتسجيل هدف الفوز ولم تمض دقيقة واحدة على هدف التعادل حتى نجح في مهمته عندما تخطى عصاد أكثر من مدافع على الجهة اليسرى وأرسل كرة داخل المنطقة فتهيأت أمام بلومي غير المراقب الذي لم يجد صعوبة في تسجيل الهدف الثاني·
وكثف المنتخب الألماني هجومه على المرمى الجزائري وأهدر هروبيش فرصتين بالرأس وأشرك المدرب الألماني ورقته الأخيرة فاخرج لاعب الوسط ماجات وأشرك مكانه المهاجم كلاوس فيشر ليرتفع عدد المهاجمين إلى أربعة· وتدخل القائم لإنقاذ كرة سددها رومينجه قبل نهاية المباراة بدقيقتين ثم تألق الحارس الجزائري في التصدي لكرة قوية سددها المدافع العملاق بيريجل لتنتهي المباراة وتتحقق واحدة من معجزات كرة القدم ·
وفي المباراة الثانية أمام النمسا بدا التعب واضحا على لاعبي المنتخب الجزائري بعد الجهد الكبير الذي بذل أمام ألمانيا الغربية، واعتمد المدرب خالف محيي الدين على نفس التشكيلة التي حققت الانتصار التاريخي قبل خمسة أيام·
وبدأ الجزائريون المباراة بحذر كبير ولم يغامروا بالهجوم بينما استغل المنتخب النمساوي تأخر زملاء بلومي واستحوذوا على الكرة لكن دون أن يتمكنوا من اختراق الدفاع ·
وقام الثنائي النمساوي هانز كرانكل وشاشنر بعدة محاولات للتوغل داخل المنطقة غير ان مرزقان وقريشي ومنصوري كانوا في كل مرة يحبطون المحاولات الهجومية ومن خلفهم مهدي سرباح ·
وبدا هجوم المنتخب الجزائري غائبا عن المباراة ولم يقدم ما كان منتظرا منه خاصة بعد أدائه الرائع في المباراة الأولى أمام ألمانيا الغربية·
وانتهى الشوط الاول بالتعادل السلبي، ومع مطلع الشوط الثاني تمكن المنتخب النمساوي من التسجيل في الدقيقة 55 بواسطة المهاجم شاشنر·
وحاول المنتخب الجزائري تنظيم صفوفه في وسط الملعب للتعادل إلا أن ثلاثي الهجوم ماجر وعصاد وزيدان لم يتمكنوا من اختراق الدفاع النمساوي الذي درس جيدا طريقة لعب المنتخب الجزائري من خلال مباراته الأولى أمام ألمانيا الغربية·
وفرض المدافعون النمساويون حراسة مشددة على بلومي صانع ألعاب المنتخب الجزائري، فغابت الكرات السانحة عن خط الهجوم·
وخرج بلومي ولعب مكانه المهاجم تاج بن صاوله في محاولة واضحة لتدعيم خط الهجوم ولكن بلا فائدة حيث تمكن المنتخب النمساوي من تسجيل هدف ثان جاء في الدقيقة 67 بتسديدة قوية من كرانك وأنتهت المباراة بالخسارة صفر -2 ·
المؤامرة القذرة
بعد الأداء المتواضع في مباراة النمسا أجرى المدرب الجزائري خالف تغيرات طفيفة على التشكيلة لتحقيق الفوز على شيلي والتأهل للدور الثاني فاحتفظ بنفس المدافعين، بينما وضع بلومي وزيدان ودحلب في مقاعد البدلاء، ولم يتأخر الجزائريون في هز الشباك التشيلية بواسطة المتألق صالح عصاد الذي افتتح التسجيل بعد 7 دقائق فقط من بداية المباراة· هذا الهدف أعاد الثقة للمنتخب الجزائري بعد ثلاثة أيام من خسارتهم المفاجأة أمام النمسا، وأظهر لاعبو الوسط كفاءة كبيرة في امتلاك الكرة وحسن تمريرها، واعتمد المنتخب الجزائري على أسلوبه التقليدي بتمريرات قصيرة ومتقنه وعلى مهارات لاعبيه الفنية إضافة الى الروح القتالية التي يلعب بها·
وفرضوا سيطرتهم على المباراة وتحركوا في كل مكان وعاد عصاد مرة أخرى ا ليسجل الهدف الثاني في الدقيقة 31 ولم تمر سوى أربع دقائق على هدف عصاد الثاني حتى تمكن بن صاولة من إضافة هدف ثالث وسط دهشة الجميع الذين توقعوا نتيجة ثقيلة لمنتخب شيلي
ولم يستمر الحال على ماهو عليه حيث تغيرت الصورة في الشوط الثاني وهدأ إيقاع المنتخب الجزائري بينما كشر منتخب شيلي عن أنيابة الهجومية وأحرز هدفين لتنتهي المباراة بفوز الجزائر 3-2 واحتلوا المركز الثاني في ترتيب المجموعة بعد النمسا =وأصبحوا أول منتخب عربي وإفريقي يحقق انتصارين في النهائيات، وكانوا قاب قوسين أو أدنى من بلوغ الدور الثاني، لولا ''المؤامرة'' الألمانية النمساوية في مباراتهما حيث أحرز هروبيش هدفا لألمانيا في الدقيقة الحادية عشر وظل لاعبو الفريقين يتبادلون الكرة على مدى ال79 دقيقة المتبقية من عمر المباراة بكل هدوء لأن نتيجة 1- صفر تصعد بكل من ألمانيا والنمسا معا للدور الثاني وتطيح بالجزائر ·
وفي كتاب '' تور '' الذي يروي تاريخ الكرة الألمانية كانت هناك مساحة كبيرة للحديث عن '' فضيحة خيخون '' حيث أقيمت المباراة في مدينة خيخون الإسبانية وقال مؤلف الكتاب أن هذا التصرف أثار غضب العالم كله عندما أحرزنا هدفا بعد 11 دقيقة ووقف لاعبو الفريقين لا يريدان اللعب وكان العنوان الرئيسي لأشهر صحف التابلويد في ألمانيا الغربية بيلد أند زيوتنج اليوم التالي للمباراة '' العار عليكم '' أما ويلي شولتز نجم ألمانيا السابق وصف ال 22 لاعبا الذين شاركوا في المباراة من ألمانيا والنمسا بأنهم '' قطاع طريق '' بينما انفعل معلق المباراة بيتر جانر على الهواء مما يراه وتغيرت حدة صوته وكأنه يصف جنازة :'' أعزائي المشاهدين ما يحدث هنا أمر مخجل وليس له علاقة بكرة القدم '' ·
أما معلق التليفزيون الأسباني فقال وهو يصف المباراة :'' لقد أفسد الفريقان متعة مشاهدة لقاء ممتع بتلك الحبكة المخجلة ··ومن الواضح أن شيئا ما قد تم الاتفاق عليه وراء الكواليس '' وقد نقلت الكاميرا صورة الجماهير وهى تغادر المدرجات بعد منتصف الشوط الثاني · وفي احد الكتب التي تتناول تاريخ كأس العالم وصدرت عن دور نشر كبيرة في ألمانيا جاء أن هذا الفوز أسوأ من الهزيمة ·
درفال مدرب ألمانيا دافع عن نفسه قائلا :'' كان هدفنا ان نصعد للدور الثاني وليس لعب كرة القدم '' بينما قال فولفجانج دريملر نجم المنتخب ونادي بايرن ميونخ :'' لايمهنى بريستيج الكرة الألمانية لأنني لاعب محترف ''·
عن الاتحاد الرياضي
========
عبر الايميل
تحياتي
صنهات