الاهلي
02-09-2009, 11:13 PM
في أول ردة فعل لما طرحه الشيخ سليمان الدويش رد الدكتور سعود بن ملوح العنزي المحاضر بجامعة الحدود الشمالية على ماطرحه الشيخ الدويش حيث قال العنزي أعتقد أن الكثير قرأ السجال الدائر في المجتمع السعودي وبالذات رموز التيارات الفكرية المتنازعة في البلد ، بعد حلقة طاش ما طاش التي تحدثت عن التطوير في التعليم ، والحقيقة أنني شاهدت جزءاً منها عن طريق أحد المواقع ، فرأيت أنها لامست كثيراً من الحقائق التي ندس رؤوسنا عنها ـ مع تحفظي ومعارضتي لبعض ما جاء فيها ـ .
كل من له إطلاع على واقع مناهج التعليم قبل سنوات ليست بالبعيدة يعرف أن جزءاً من المناهج الدينية مختطف من قبل مناهج مستوردة من خارج حدود الوطن ، وأعتقد أنه ليس بعيداً عنا بعض ما كان يكتبه محمد قطب لمناهج التعليم من أطروحات إخوانية كان لها ثمارها المرة على بعض أبناء وطننا العزيز .
قد يعتقد بعض المتحمسين أنني من مؤيدي طاش ما طاش ، والحقيقة التي في نفسي عكس ذلك ، فلا يخفى علي أن لأصحاب هذا المسلسل أفكار هدامة وتوجهات ليبرالية .. كل هذا أدركه تماماً ، ولكن لا ينبغي أن يحملنا هذا على إنكار الحقيقة إن طرحت عبر برنامج ما ، حتى وإن كان مخالفاً لنا في التوجه .
لماذا يريد البعض أن يلبس تصرفات بعض من يُرى عليهم سيما التدين لباس القداسة ، وأنهم خارج النقد ؟! هل هي صوفية عصرية أم هي ولاية فقيه شيعية لبست لبوس السلفية ؟!
لماذا يطالبنا البعض أن نغمض عيوننا عن واقع مؤسف رأيناه ولا زلنا نراه في بعض مؤسساتنا الحكومية ، حتى وإن كان القائمون عليها من أهل الخير والصلاح ؟
كيف لنا أن ننكر ـ على سبيل المثال ـ المعايير التي كان يختار بموجبها كثير من القضاة ؟! وكيف لنا أن نتغافل عن ( المقاسات الخاصة ) التي يختار على أساسها طلاب الدراسات العليا في بعض جامعاتنا ؟! كيف لنا أن ننكر ضياع مستقبل أو طموحات بعض الشباب لأسباب عديدة ، منها المناطقية أو الفكرية أو نحو ذلك من أمور يتعامى عنها الكثير مع أنها حديث كثير من مجالسنا ؟!!
كيف لنا أن ننكر وجود فكر ديني متطرف له أنصاره وأتباعه في مجتمعنا ، يسرحون ويمرحون ، بل يصولون ويجولون عبر وسائل إعلامية مرئية ومسموعة ومقروءة يحرضون من خلالها ولو من طرف خفي على العنف والتطرف ؟ أو يطأطئون رؤوسهم ( لظروف مرحلية ) انتظاراً لوقت يرفعون فيه رؤوسهم وستجدهم حينها ـ لا أرانا الله ذلك اليوم ـ مسارعين إلى الفتنة ومشعلين لنارها ، حمى الله وطننا من شر كل ذي شر .
وإذا أردتم مثالاً على هذا الفكر المتطرف الأحادي النظرة ، فاقرؤوا مقالاً لشخص يحاول أن يكون له حضور إعلامي يدعى سليمان بن أحمد الدويش ، حيث كتب مقاله نقداً لما ورد في طاش ما طاش ، ألمح وحرض على قتل كاتب تلك الحلقة يحيى الأمير ، حيث وصفه بالغراب ، ثم قال : ( رغم ماثبت من أنه ( الغراب ) من الفواسق التي تقتل في الحل والحرم ) !!! ، وقد ملأ مقاله هذا بعبارات تنم عن ثقافة استفزازية وسوقية ، مثل قوله : ( التافه ... بغال الليبرالية ... سيتحفنا سفلة طاش ما طاش ... غراب طاش ... هؤلاء السفلة ... أن السفلة تطرقوا ... ) .
وهذا كلام خطير جداً قد يقود إلى تكفير مرتكبي الكبائر ، وهو معتقد الخوارج وإن بطريقة ملتوية ، لكنها تؤدي في النهاية إلى قول الخوارج بكفر مرتكب الكبيرة .
فلو فرضنا ـ جدلاً ـ أن ما كتبه يحيى الأمير كبيرة من كبائر الذنوب ، فهل يسوغ هذا الترويج أو التحريض على قتله ؟! أين نجد لهذا الأمر مسوغاً في الأدلة الشرعية ؟ أين أنت يا هذا من الأدلة الشرعية التي أعظمت حق من قال لا إله إلا الله ، وما تضمنه له هذه الكلمة من حرمة دمه وماله وعرضه ؟ هل دم المسلم رخيص إلى هذا الحد ؟ وهل مثل هذه الأمور الخطيرة تخضع لاجتهادات الأفراد ، أم هي من اختصاص الحاكم ، ومحاولة اختطفاها منه افتئات عليه وجناية على المجتمع بل وعلى الشريعة السمحاء !
وما الفرق بين دعوى القتل هذه ودعوى التكفيريين ممن خرجوا على ولي أمرنا ، بزعم السماح بانتشار المعاصي والتغاضي عن ارتكاب الكبائر ؟!
هل هناك أجندة تؤصل لهذا الفكر التكفيري ، وأذرعة تنفذ ؟!!
إن مثل هذه الدعوات التي تتهاون في حرمة دم المسلم ، وتعطي لنفسها الحق في إخراج الناس من دينهم ، من أخطر ما يهدد أمن بلدنا ، وإنها لا تقل خطورة عن أفعال من يفجرون هنا أو هناك ، فلا بد والحالة هذه من الحزم مع المنظرين ، كما هو الحال مع الأذرعة المنفذة .
ومن الأوابد التي وقع فيها الدويش : تهوينه من أمر الخروج على الحاكم ، وأنه مسألة اجتهادية خلافية ، حصلت من بعض السلف الصالح ، ( كما خرج بعض السلف رضوان الله عليهم على الحجاج بن يوسف ، رغم أنهم لم يروا كفراً بواحاً ) !!!
وهذا الكلام ، والله ، من أعظم الافتئات على معتقد أهل السنة والجماعة ، ومحاولة لتهوين أمر الخروج على الحاكم بزعم أنه مسألة خلافية !! كيف وقد وقع الإجماع من السلف على طاعة الحاكم في المنشط والمكره ، وإن جار وظلم ! وصار هذا الأصل من أهم أصولهم التي باينوا بها الفرق الضالة وأهل الأهواء ، وحرص علماؤهم على تدوينه في مصنفات الاعتقاد وكتب السنة . ولقد ذكر هذا الإجماع جمع من العلماء منهم الإمام النووي حيث قال في شرحه لصحيح مسلم ( 12/ 229 ) : ( وأما الخروج عليهم وقتالهم ، فحرام بإجماع المسلمين وإن كانوا فسقة ظالمين ) .
ونقل هذا الإجماع أيضاً ابن حجر في فتح الباري ( 13/ 7 ) عن ابن بطال فقال : ( وقد أجمع
الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه وأن طاعته خير من الخروج عليه لما في ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء .. )
أقول : ومن اعتقد غير هذا ، فهو سالك جادة الخوارج وإن زعم براءته من منهجهم .
فهذا مثال على الفكر التحريضي الذي عانت منه دولتنا أعزها الله ، ومع ذلك يريد أصحاب هذا الفكر من الجميع قبول مثل هذا الطرح وعدم النقد ، وأنه هو الفكر الذي يمثل الإسلام المعتدل !!
وذكر الشيخ في نهاية حديثه خلاصة لما سبق خص بها من قد يعسر عليه فهم الرأي المخالف :
- لست من أنصار طاش ما طاش !! ولا يخفى علي واقع القائمين عليه .
- لا يجوز لنا أن نغمض أعيننا عن أفعال تمارس باسم الدين ، والدين منها براء .
- ليس كل المتدينين يحملون فكراً معتدلاً وفهماً حقيقياً للإسلام .
- هناك فرز انتقائي يمارس بدعوى مصلحة الدعوة أو مراعاة الأنسب أو ... الخ .
- نعم هناك أخطاء في مناهج التعليم الدينية في سنوات مضت حين كانت المناهج تكتب بأيدي بعض من يحمل أفكار تخالف منهج الدعوة الذي نشأت عليه هذه البلاد منذ تأسيسها ، والمناهج الدينية بوضعها الحالي أفضل حالاً من ذي قبل ، ولا يمنع هذا من المراجعة والتطوير من قبل من هم أهل لذلك ، ككبار علمائنا ، مثل أعضاء هيئة كبار العلماء .
- هناك أجندة تحريضية لها حضور إعلامي ، ونتغاضى عنها بدعوى الاحتواء !! ولا أدري من الذي احتوى الآخر ؟!!!
- ليس أمر الخروج على الحاكم مسألة اجتهادية ، بل هو حرام بإجماع سلف الأمة ، ومن قال غير ذلك ، فقد خالف أهل السنة وإن زعم أنه منهم
كل من له إطلاع على واقع مناهج التعليم قبل سنوات ليست بالبعيدة يعرف أن جزءاً من المناهج الدينية مختطف من قبل مناهج مستوردة من خارج حدود الوطن ، وأعتقد أنه ليس بعيداً عنا بعض ما كان يكتبه محمد قطب لمناهج التعليم من أطروحات إخوانية كان لها ثمارها المرة على بعض أبناء وطننا العزيز .
قد يعتقد بعض المتحمسين أنني من مؤيدي طاش ما طاش ، والحقيقة التي في نفسي عكس ذلك ، فلا يخفى علي أن لأصحاب هذا المسلسل أفكار هدامة وتوجهات ليبرالية .. كل هذا أدركه تماماً ، ولكن لا ينبغي أن يحملنا هذا على إنكار الحقيقة إن طرحت عبر برنامج ما ، حتى وإن كان مخالفاً لنا في التوجه .
لماذا يريد البعض أن يلبس تصرفات بعض من يُرى عليهم سيما التدين لباس القداسة ، وأنهم خارج النقد ؟! هل هي صوفية عصرية أم هي ولاية فقيه شيعية لبست لبوس السلفية ؟!
لماذا يطالبنا البعض أن نغمض عيوننا عن واقع مؤسف رأيناه ولا زلنا نراه في بعض مؤسساتنا الحكومية ، حتى وإن كان القائمون عليها من أهل الخير والصلاح ؟
كيف لنا أن ننكر ـ على سبيل المثال ـ المعايير التي كان يختار بموجبها كثير من القضاة ؟! وكيف لنا أن نتغافل عن ( المقاسات الخاصة ) التي يختار على أساسها طلاب الدراسات العليا في بعض جامعاتنا ؟! كيف لنا أن ننكر ضياع مستقبل أو طموحات بعض الشباب لأسباب عديدة ، منها المناطقية أو الفكرية أو نحو ذلك من أمور يتعامى عنها الكثير مع أنها حديث كثير من مجالسنا ؟!!
كيف لنا أن ننكر وجود فكر ديني متطرف له أنصاره وأتباعه في مجتمعنا ، يسرحون ويمرحون ، بل يصولون ويجولون عبر وسائل إعلامية مرئية ومسموعة ومقروءة يحرضون من خلالها ولو من طرف خفي على العنف والتطرف ؟ أو يطأطئون رؤوسهم ( لظروف مرحلية ) انتظاراً لوقت يرفعون فيه رؤوسهم وستجدهم حينها ـ لا أرانا الله ذلك اليوم ـ مسارعين إلى الفتنة ومشعلين لنارها ، حمى الله وطننا من شر كل ذي شر .
وإذا أردتم مثالاً على هذا الفكر المتطرف الأحادي النظرة ، فاقرؤوا مقالاً لشخص يحاول أن يكون له حضور إعلامي يدعى سليمان بن أحمد الدويش ، حيث كتب مقاله نقداً لما ورد في طاش ما طاش ، ألمح وحرض على قتل كاتب تلك الحلقة يحيى الأمير ، حيث وصفه بالغراب ، ثم قال : ( رغم ماثبت من أنه ( الغراب ) من الفواسق التي تقتل في الحل والحرم ) !!! ، وقد ملأ مقاله هذا بعبارات تنم عن ثقافة استفزازية وسوقية ، مثل قوله : ( التافه ... بغال الليبرالية ... سيتحفنا سفلة طاش ما طاش ... غراب طاش ... هؤلاء السفلة ... أن السفلة تطرقوا ... ) .
وهذا كلام خطير جداً قد يقود إلى تكفير مرتكبي الكبائر ، وهو معتقد الخوارج وإن بطريقة ملتوية ، لكنها تؤدي في النهاية إلى قول الخوارج بكفر مرتكب الكبيرة .
فلو فرضنا ـ جدلاً ـ أن ما كتبه يحيى الأمير كبيرة من كبائر الذنوب ، فهل يسوغ هذا الترويج أو التحريض على قتله ؟! أين نجد لهذا الأمر مسوغاً في الأدلة الشرعية ؟ أين أنت يا هذا من الأدلة الشرعية التي أعظمت حق من قال لا إله إلا الله ، وما تضمنه له هذه الكلمة من حرمة دمه وماله وعرضه ؟ هل دم المسلم رخيص إلى هذا الحد ؟ وهل مثل هذه الأمور الخطيرة تخضع لاجتهادات الأفراد ، أم هي من اختصاص الحاكم ، ومحاولة اختطفاها منه افتئات عليه وجناية على المجتمع بل وعلى الشريعة السمحاء !
وما الفرق بين دعوى القتل هذه ودعوى التكفيريين ممن خرجوا على ولي أمرنا ، بزعم السماح بانتشار المعاصي والتغاضي عن ارتكاب الكبائر ؟!
هل هناك أجندة تؤصل لهذا الفكر التكفيري ، وأذرعة تنفذ ؟!!
إن مثل هذه الدعوات التي تتهاون في حرمة دم المسلم ، وتعطي لنفسها الحق في إخراج الناس من دينهم ، من أخطر ما يهدد أمن بلدنا ، وإنها لا تقل خطورة عن أفعال من يفجرون هنا أو هناك ، فلا بد والحالة هذه من الحزم مع المنظرين ، كما هو الحال مع الأذرعة المنفذة .
ومن الأوابد التي وقع فيها الدويش : تهوينه من أمر الخروج على الحاكم ، وأنه مسألة اجتهادية خلافية ، حصلت من بعض السلف الصالح ، ( كما خرج بعض السلف رضوان الله عليهم على الحجاج بن يوسف ، رغم أنهم لم يروا كفراً بواحاً ) !!!
وهذا الكلام ، والله ، من أعظم الافتئات على معتقد أهل السنة والجماعة ، ومحاولة لتهوين أمر الخروج على الحاكم بزعم أنه مسألة خلافية !! كيف وقد وقع الإجماع من السلف على طاعة الحاكم في المنشط والمكره ، وإن جار وظلم ! وصار هذا الأصل من أهم أصولهم التي باينوا بها الفرق الضالة وأهل الأهواء ، وحرص علماؤهم على تدوينه في مصنفات الاعتقاد وكتب السنة . ولقد ذكر هذا الإجماع جمع من العلماء منهم الإمام النووي حيث قال في شرحه لصحيح مسلم ( 12/ 229 ) : ( وأما الخروج عليهم وقتالهم ، فحرام بإجماع المسلمين وإن كانوا فسقة ظالمين ) .
ونقل هذا الإجماع أيضاً ابن حجر في فتح الباري ( 13/ 7 ) عن ابن بطال فقال : ( وقد أجمع
الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه وأن طاعته خير من الخروج عليه لما في ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء .. )
أقول : ومن اعتقد غير هذا ، فهو سالك جادة الخوارج وإن زعم براءته من منهجهم .
فهذا مثال على الفكر التحريضي الذي عانت منه دولتنا أعزها الله ، ومع ذلك يريد أصحاب هذا الفكر من الجميع قبول مثل هذا الطرح وعدم النقد ، وأنه هو الفكر الذي يمثل الإسلام المعتدل !!
وذكر الشيخ في نهاية حديثه خلاصة لما سبق خص بها من قد يعسر عليه فهم الرأي المخالف :
- لست من أنصار طاش ما طاش !! ولا يخفى علي واقع القائمين عليه .
- لا يجوز لنا أن نغمض أعيننا عن أفعال تمارس باسم الدين ، والدين منها براء .
- ليس كل المتدينين يحملون فكراً معتدلاً وفهماً حقيقياً للإسلام .
- هناك فرز انتقائي يمارس بدعوى مصلحة الدعوة أو مراعاة الأنسب أو ... الخ .
- نعم هناك أخطاء في مناهج التعليم الدينية في سنوات مضت حين كانت المناهج تكتب بأيدي بعض من يحمل أفكار تخالف منهج الدعوة الذي نشأت عليه هذه البلاد منذ تأسيسها ، والمناهج الدينية بوضعها الحالي أفضل حالاً من ذي قبل ، ولا يمنع هذا من المراجعة والتطوير من قبل من هم أهل لذلك ، ككبار علمائنا ، مثل أعضاء هيئة كبار العلماء .
- هناك أجندة تحريضية لها حضور إعلامي ، ونتغاضى عنها بدعوى الاحتواء !! ولا أدري من الذي احتوى الآخر ؟!!!
- ليس أمر الخروج على الحاكم مسألة اجتهادية ، بل هو حرام بإجماع سلف الأمة ، ومن قال غير ذلك ، فقد خالف أهل السنة وإن زعم أنه منهم