نور الإسلام
08-09-2009, 07:04 AM
صفات القائد الفعال إن القيادة مَثلها مثل القلادة لا يرتديها إلا من يحمل صفاتها, ولذا؛ فإذا سلمنا أن هناك شخصًا لديه قدرة على القيادة، ويحمل المقومات التي تؤهله؛ لكي يكون في موضع القيادة, فلابد أن تتوافر في هذا الشخص بعض الصفات التي تجعله أهلًا لهذا المكان الحساس, فهل نحن حقًا نحمل صفات القيادة؟ ولذا؛ سنحاول أن نذكر أهم الصفات التي يجب أن يتصف بها القائد حتى يكون فعالًا في مكانه.
أولًا ـ الرؤية المرشدة:
يظن البعض أنه تبدأ عملية تحديد الرؤية بالتركيز على المنظمة التي ستقودها, ونحسب أن ذلك خطأ, إذ كيف تستطيع أن تطور رؤية مرشدة لمنظمتك إذالم يكن لديك رؤية مرشدة لحياتك نفسها, وفهم أفضل لقيمك واحتياجاتك وتوقعاتك وآمالك وأحلامك, إن الوصول لرؤية مرشدة تتطلب أن تكون أمينًا جدًّا في فهمك لنفسك، ومن تريد أن تكون وإليك بعض الخطوات المقترحة لذلك:
1. البيئة الهادئة:
البحث عن البيئة الهادئة المنعزلة, والبعد عن أي نشاط يومي؛ لتتمكن من التأمل الجاد, فتذهب إلى المسجد, أو شاطئ البحر, وتكون محاطًا بصوت العصافير والنباتات والأصوات الهادئة.
2. التأمل في المراحل الأولى لحياتك:
تأمل في طفولتك المبكرة, وكيف شُكلت حياتك, ابحث عن السلوكيات المتكررة والدوافع والقيم التي لديك والناتجة عن الطريقة التي تربيت بها.
3. التأمل في سير أنشطتك:
فكِّر في سير حياتك وأهم نشاطاتك ووظائفك بترتيب زمني، وأدرج المهارات والمواهب التي اكتسبتها خلال انتقالك في الحياة.
4. سماع الضمير الداخلي:
فكِّر بلحظات حياتك التي قمت فيها باتخاذ قرارت لم تبدو منطقية أو ملائمة في ذلك الوقت.
5. الأثر المتروك:
اسأل نفسك ما الذي سأفعله حتى لو لم أكن أحصل على مقابل؟ ما الذي أحلم بعمله؟ وما هي رغباتي؟
ثانياً ـ التوازن:
هناك أربع طاقات هي: الإيمان، العقل، الجسد، العاطفة.
1- الإيمان: هي الشريان الحيوي الذي يمد الجسم بالمبادئ والقيم اللازمة لاستمرار الحياة, وتنبع من خلال المحافظة على:
أ. المحافظة على الصلوات الخمس وقراءة القرآن.
ب. المحافظة على الأوراد والأذكار.
ت. المحاسبة المستمرة.
2- العقل: ويمكنك تنشيط عقلك عن طريق الخطوات التالية:
أ. اقرأ أهدافك صباحاً ومساءً.
ب. نمِّ عقلك بالقراءة والاطلاع.
3- الجسد: هو البدن الذي نعيش من خلاله, والمحافظة عليه تنبع من:
أ. اتباع نظام غذائي سليم.
ب. المحافظة على تمارين رياضية.
ت. الاهتمام بساعات محددة للنوم.
4- العاطفة: وهي العاطفة الصادقة التي تُشعرك بأهمية الآخرين, تنميتها تكمن في:
أ. المحافظة المستمرة على رصيد من العوطف والأحاسيس لدى الآخرين بخدمتهم وتقديم النفع لهم.
ب. تقوية العلاقة بكل فرد من أسرتك.
ت. التسامح والبذل في العطاء.
ثالثاً ـ الاتصال مع الآخرين:
يجب أن يكون لدى قائد الفريق إلمام كامل بالعلاقات الإنسانية، وعلاقات العمل وكيفية تكوينها، كما يجب أن يكون لديه القدرة على الإقناع، والتأثير في الآخرين، وفهم نفسياتهم؛ لأن دوره الرئيسي هو صنع فريق متماسك متكاتف، وتحريك هذا الفريق نحو الهدف، ولا يمكن أداء هذا الدور بدون قدرة عالية على الاتصال الفعال.
يمكن القول إن الاتصال من أهم الصفات التي يجب أن تتوافر في القائد, والاتصال له صور عديدة, ويعتبر الاستماع والتحدث من أهم أسياسيات فن الاتصال ومن أهم صوره, وفيما يلي بعض النصائح لكي تكون مستمعًا عظيمًا ومتحدثًا بارعًا:
1. كيف تكون مستمعًا جيدًا؟
إن الاستماع هو السر الأعظم في التعامل مع الناس, ولهذا يمكنك أن تجعل من الاستماع وسيلة للتأثير في الآخرين, فها هو توني بوزان يحكي لنا قصته مع الاستماع للآخرين فيقول: (عندما وصلت إلى أقصى درجات قوتي العضلية والتعبيرية في مرحلة نمو ذكائي الاجتماعي، كنت أميل إلى التحكم في دفة الحديث، والسبب في ذلك أنني كنت أعتقد أنه كلما اتسم كلامي بالذكاء؛ زاد بالتالي مستوى المحادثة، ولقد كانت هذه نظرة قاصرة ومحدودة، ولكن الأحداث علمتني درسًا لن أنساه.
ففي يوم من الأيام أصبت بعدوى حادة في الحلق قبل إحدى المناسبات الاجتماعية، ولشدة إحباطي لم أستطع النطق ولو بكلمة واحدة إلا بصعوبة بالغة، وقابلت في الحفل شخصًا كان متحمسًا لعدة أشياء، واسترسلنا في محادثة مفعمة بالحيوية، ولكن دوري في المحادثة اقتصر على الإيماء بالرأس؛ بسب ضعف صوتي، وكنت أوصل ما أريد قوله عن طريق الهمهمة، وقلما كنت أطرح عليه أسئلة، مما أتاح الفرصة لصاحبي للخوض في محادثة أخرى لمدة خمس دقائق بحماس منقطع النظير.
عندما افترقنا في النهاية، كنت أعتقد أنه قد يظنني شخصًا مملًا في الحديث، حيث أنني قد أسهمت بنسبة أقل من خمسة بالمئة في المحادثة، بينما وصلت نسبته فيها إلى أكثر من خمس وتسعين بالمئة، وكان من دواعي دهشتي، أنني سمعت فيما بعد أنه اعتبرني محاورًا مدهشًا! كيف هذا؟
لقد بدأت خيوط الحقيقة تتراءى لي: فقد كان حوارنا رائعًا، وكان يسليني بحكاياته الممتعة وأفكاره المثيرة، لقد كان جسدي يرد عليه بدلًا من صوتي، مما كان يشير إلى اهتمامي وحضوري الدائم معه، واستطعت أن أجعله يبوح لي بأفكاره الخاصة عن الصحبة الجيدة، وبذلك يكون قد تحدث إلى نفسه أيضًا، وليس إلي أنا فقط).
إن توني مع أنه لا يستطيع الكلام؛ لأنه كان متعبًا إلا أن استماعه الجيد للشخص وتفاعله معه, جعل الشخص بعد ذلك يقول عنه إنه متحدث بارع.
إنك ـ أيها القارئ ـ عندما تستمع للشخص أكثر وأكثر، فأنت بذلك تعرف المزيد عنه؛ وبالتالي تكون أكثر فهمًا له، وبالتالي تستطيع إنشاء صلات أقوى معه، ولذا؛ فما أجمل الحكمة التي قالها بعض السلف: (الصمت يجمع للرجل فضيلتين: السلامة في دينه، والفهم عن صاحبه) [إحياء علوم الدين، الغزالي، (2/311)].
إن الله تبارك وتعالى أمرنا بالعدل والإنصاف في كل شيء, وهو عزَّ وجل خلق للإنسان فمًا واحدًا وأذنان, ولهذا كان من الواجب الإنصاف بينهما, وقد ورد في الأثر عن أبي الدرداء t قال: (أنصف أذنيك من فيك، فإنما جعل لك أذنان وفم واحد، لتسمع أكثر مما تتكلم) [مختصر منهاج القاصدين، ابن قدامة، (3/24)].
وحتى تحقق ذلك العدل المنشود, سنعطيك بعض النصائح حتى تكون مستمعًا عظيمًا:
أ. أكثر من الأسئلة المفتوحة: هي الأسئلة التي تكون إجاباتها مفتوحة، لا تنتهي بنعم أو لا، وغالبًا ما تكون أداة السؤال هي: ماذا؟ كيف؟ لماذا؟ مَنْ؟ أين؟ متى؟ إنها تعطي الفرصة للشخص؛ لكي يتكلم ويفصح عما بداخله .
ب. ضع نفسك في موضع الطرف الآخر: حاول أن ترى العالم كما يراه هو وحاول أن تشعر بمشاعره هو.
ت. مارس الانعكاس: بمعنى أن تلخص ما سمعت وتعبر بطريقتك الخاصة عما قاله الشخص الآخر، فهذا يظهر أنك تعيره انتباهك.
ث. استخدم عينيك في التواصل: لا تحدق في الشخص ولكن انظر إلى عينيه فقط.
ج. اهتم بالآخرين: أظهر بأنك تعيره انتباهك بأن تقوم من حين لآخر بهز رأسك أو الإيماء أو بتعليق وجيز وتعاطف معه في الكلام.
ح. اطلب توضيحا إذا قال شيئا لا تفهمه.
هذه باختصار نقاط عملية حتى تنصف أذنيك كما قال أبو الدرداء رضي الله عنه, أما إذا جئنا لثاني ركيزة من ركائز فن الاتصال:
2- التحدث:
قبل أن نخوض في الكلام عن مهارة التحدث, يجب أن نقول أن اللسان إما يكون لك أو عليك, بمعنى إما أن يكون اللسان في صالحك فتجعله وسيلة ليس في التأثير في الناس فقط، بل وسيلة أيضًا لنيل رضى الله سبحانه وتعالى, وإما أن يكون ضدك فتخسر الناس وتجعل الله يغضب عليك.
وفي هذا قال النبي صلي الله عليه وسلم لمعاذ: (ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس فى النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم) [رواه الترمذي، (2825)، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي، (2616)], وكان أبو بكر رضي الله عنه يقول: (هذا الذي أوردني الموارد) [صفة الصفوة، ابن الجوزي، (1/43)] ويمسك بلسانه، وفيما يلي سنحاول إعطاء بعض النصائح حتى تنال رضى الله سبحانه وتعالى وتكسب قبول الناس وحبهم:
1- تجنب التوبيخ واللوم:
إن الأشياء السيئة التي يمكن لإنسان أن يفعلها هو أن يلوم أحدًا, فاللوم يفسد العلاقات الإنسانية كما يفسد الخل العسل, وليس أحد منا معصوم من الخطأ, ومن ثمَّ فنحن لن نستفيد شيئًا من لوم الآخرين, يقول ديل كارنيجي: (فبدلًا من أن ندين الناس؛ دعنا نحاول أن نفهمهم، ولنحاول أن نعرف لماذا يفعلون ما سيفعلون؟ فهذا أكثر إفادة وإثارة للاهتمام من النقد، كما أنه يؤدي إلى التعاطف والتسامح والعطف، أن تعرف الجميع فهذا يعني أن تغفر للجميع).
2- المدح والثناء:
إن الإنسان مفطور على حب المدح والثناء؛ فهو جزء منه، فكما يقول جون ديوي: (أعمق دافع للإنسان إلى العمل هو الرغبة في أن يكون شيئًا مذكورًا)؛ فلنحاول أن نعدد الصفات الطيبة في كل إنسان نلقاه، وأن نمنحه تقديرنا المخلص دون تملق، ولذا؛ كن كريمًا في مديحك واحترامك للناس، وسيذكروا كلماتك سنوات طوالًا حتى بعد أن تنساها أنت.
3- الابتسامة:
إن التعبير الذي يرتسم على وجه المرء أهم بكثير من الثياب التى يرتديها؛ لأن تعابير الوجه تتكلم بصوت أعمق أثرًا من اللسان، ولا تحسب أننى أعني بالابتسامة مجرد علامة ترتسم على الشفتين، لا روح فيها ولا إخلاص؛ إنما أتكلم عن الابتسامة الحقيقية التى تأتي من أعماق النفس.
وها هو المربي الأعظم الذي عرفه التاريخ المصطفى صلى الله عليه وسلم يعلمنا فن الابتسامة بل إن الذي ببتسم كأنه تصدق فقال عليه الصلاة والسلام: (تبسمك في وجه أخيك لك صدقة) [رواه الترمذي، (2038)، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي، (1956)], وكما يقول المثل الصيني: (إن الرجل الذي لا يعرف كيف يبتسم لا ينبغي له أن يفتح متجرًا).
إن الابتسامة يمكن أن تجعلك مليونيرًا، فكما يقول شواب، وهو مدير أحد مصانع الصلب في أمريكا، وكان يتقاضى مليون دولار سنويًّا في أوائل القرن الفائت: (لقد اكسبتني ابتسامتي مليون دولار).
مهارات القائد:
بجانب أن المدير يجب أن تتوافر لديه صفات الاتصال الفعّال, فهذا لا يكفيه, بل إن هناك أيضًا بعض المهارات يجب أن تتوافر فيه فمنها:
1- المهارات التصورية:
وهي مهارات ضرورية في تخطيط العمل وتوجيهه وترتيب الأولويات والتنبؤ بما سيكون عليه العمل في المستقبل، وتتمثل في القدرة على ابتكار الأفكار والإحساس بالمشكلات وصياغة الحلول، والتوصل إلى الآراء وربط الأسباب بالمسببات.
2- المهارات التنظيمية:
وتتضمن معرفة النظريات التنظيمية والتطوير التنظيمي والاستعانة بها لتفسير الظواهر الإدارية والتنبؤ باحتياجات التنظيم المستقبلي.
3- المهارة السياسية:
وتتوفر حينما يكون لدى القائد الإداري الرؤية الشاملة للبيئة المحيطة بالمنظمة الإدارية التي يعمل بها من جميع النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ومعرفة الفلسفة السياسية للدولة، واتجاهات الرأي العام في المجال الذي يعمل فيه.
4- المهارة الفكرية:
وتعني قدرة القائد على الحكم على الأمور بشكل سليم، واتخاذ القرارات المناسبة، وعلاج الأمور والمشكلات بالشكل المطلوب والمناسب.
5- المهارات الإدراكية:
وتعني قدرة القائد على رؤية التنظيم الذي يقوده، وفهمه للترابط بين أجزائه ونشاطاته، وأثر التغيرات التي تحدث في أي جزء منه على بقية أجزائه، وعلاقات التنظيم بالمجتمع الذي يعمل في إطاره.
وأخيراً: ننصحك بهذه النصائح:
1- عبر عن اهتمامك بمن حولك:
دعهم يعرفون أنك مهتم بهم, عبَّر عن ذلك بنظراتك أو بحركاتك, أو بأي شكل آخر, دعهم يدركون بأنك مخلص لهم.
2-كن ودودًا:
عندما تقول (السلام عليكم), قلها بصدق, وعندما تسأل (كيف الحال؟) اسأل باهتمام وعمق، وابتسم وانظر في عيون الناس.
3-ارفع من شأن الآخرين:
فالعمل المنجز على خير وجه يستحق الإشادة, وحتى إنجاز جزء من العمل على الوجه المطلوب, يمكن أن يسترعي الانتباه والإطراء أحيانًا، وإن المدح لن يكلفك شيئًا, ولكنه سيعود عليك بمكاسب جمة وغير متوقعة.
4-اعترف بأخطائك:
إن هذا الاعتراف دليل على القوة المرونة, وليس كعلامة على الضعف والليونة.
5-لا تقحم (الأنا) في كل شيء:
أقلع عن استخدام كلمات (أنا، ونفسي، ولي) ليوم واحد فقط, ستجد في هذا الإقلاع تجربة مذهلة في ضبط النفس, وهي تجربة قد تتمخض عن إعادة اكتشافك لنفسك, وإدراك عيوب وحسنات لم تكن لتشك بوجودها على الإطلاق.
أولًا ـ الرؤية المرشدة:
يظن البعض أنه تبدأ عملية تحديد الرؤية بالتركيز على المنظمة التي ستقودها, ونحسب أن ذلك خطأ, إذ كيف تستطيع أن تطور رؤية مرشدة لمنظمتك إذالم يكن لديك رؤية مرشدة لحياتك نفسها, وفهم أفضل لقيمك واحتياجاتك وتوقعاتك وآمالك وأحلامك, إن الوصول لرؤية مرشدة تتطلب أن تكون أمينًا جدًّا في فهمك لنفسك، ومن تريد أن تكون وإليك بعض الخطوات المقترحة لذلك:
1. البيئة الهادئة:
البحث عن البيئة الهادئة المنعزلة, والبعد عن أي نشاط يومي؛ لتتمكن من التأمل الجاد, فتذهب إلى المسجد, أو شاطئ البحر, وتكون محاطًا بصوت العصافير والنباتات والأصوات الهادئة.
2. التأمل في المراحل الأولى لحياتك:
تأمل في طفولتك المبكرة, وكيف شُكلت حياتك, ابحث عن السلوكيات المتكررة والدوافع والقيم التي لديك والناتجة عن الطريقة التي تربيت بها.
3. التأمل في سير أنشطتك:
فكِّر في سير حياتك وأهم نشاطاتك ووظائفك بترتيب زمني، وأدرج المهارات والمواهب التي اكتسبتها خلال انتقالك في الحياة.
4. سماع الضمير الداخلي:
فكِّر بلحظات حياتك التي قمت فيها باتخاذ قرارت لم تبدو منطقية أو ملائمة في ذلك الوقت.
5. الأثر المتروك:
اسأل نفسك ما الذي سأفعله حتى لو لم أكن أحصل على مقابل؟ ما الذي أحلم بعمله؟ وما هي رغباتي؟
ثانياً ـ التوازن:
هناك أربع طاقات هي: الإيمان، العقل، الجسد، العاطفة.
1- الإيمان: هي الشريان الحيوي الذي يمد الجسم بالمبادئ والقيم اللازمة لاستمرار الحياة, وتنبع من خلال المحافظة على:
أ. المحافظة على الصلوات الخمس وقراءة القرآن.
ب. المحافظة على الأوراد والأذكار.
ت. المحاسبة المستمرة.
2- العقل: ويمكنك تنشيط عقلك عن طريق الخطوات التالية:
أ. اقرأ أهدافك صباحاً ومساءً.
ب. نمِّ عقلك بالقراءة والاطلاع.
3- الجسد: هو البدن الذي نعيش من خلاله, والمحافظة عليه تنبع من:
أ. اتباع نظام غذائي سليم.
ب. المحافظة على تمارين رياضية.
ت. الاهتمام بساعات محددة للنوم.
4- العاطفة: وهي العاطفة الصادقة التي تُشعرك بأهمية الآخرين, تنميتها تكمن في:
أ. المحافظة المستمرة على رصيد من العوطف والأحاسيس لدى الآخرين بخدمتهم وتقديم النفع لهم.
ب. تقوية العلاقة بكل فرد من أسرتك.
ت. التسامح والبذل في العطاء.
ثالثاً ـ الاتصال مع الآخرين:
يجب أن يكون لدى قائد الفريق إلمام كامل بالعلاقات الإنسانية، وعلاقات العمل وكيفية تكوينها، كما يجب أن يكون لديه القدرة على الإقناع، والتأثير في الآخرين، وفهم نفسياتهم؛ لأن دوره الرئيسي هو صنع فريق متماسك متكاتف، وتحريك هذا الفريق نحو الهدف، ولا يمكن أداء هذا الدور بدون قدرة عالية على الاتصال الفعال.
يمكن القول إن الاتصال من أهم الصفات التي يجب أن تتوافر في القائد, والاتصال له صور عديدة, ويعتبر الاستماع والتحدث من أهم أسياسيات فن الاتصال ومن أهم صوره, وفيما يلي بعض النصائح لكي تكون مستمعًا عظيمًا ومتحدثًا بارعًا:
1. كيف تكون مستمعًا جيدًا؟
إن الاستماع هو السر الأعظم في التعامل مع الناس, ولهذا يمكنك أن تجعل من الاستماع وسيلة للتأثير في الآخرين, فها هو توني بوزان يحكي لنا قصته مع الاستماع للآخرين فيقول: (عندما وصلت إلى أقصى درجات قوتي العضلية والتعبيرية في مرحلة نمو ذكائي الاجتماعي، كنت أميل إلى التحكم في دفة الحديث، والسبب في ذلك أنني كنت أعتقد أنه كلما اتسم كلامي بالذكاء؛ زاد بالتالي مستوى المحادثة، ولقد كانت هذه نظرة قاصرة ومحدودة، ولكن الأحداث علمتني درسًا لن أنساه.
ففي يوم من الأيام أصبت بعدوى حادة في الحلق قبل إحدى المناسبات الاجتماعية، ولشدة إحباطي لم أستطع النطق ولو بكلمة واحدة إلا بصعوبة بالغة، وقابلت في الحفل شخصًا كان متحمسًا لعدة أشياء، واسترسلنا في محادثة مفعمة بالحيوية، ولكن دوري في المحادثة اقتصر على الإيماء بالرأس؛ بسب ضعف صوتي، وكنت أوصل ما أريد قوله عن طريق الهمهمة، وقلما كنت أطرح عليه أسئلة، مما أتاح الفرصة لصاحبي للخوض في محادثة أخرى لمدة خمس دقائق بحماس منقطع النظير.
عندما افترقنا في النهاية، كنت أعتقد أنه قد يظنني شخصًا مملًا في الحديث، حيث أنني قد أسهمت بنسبة أقل من خمسة بالمئة في المحادثة، بينما وصلت نسبته فيها إلى أكثر من خمس وتسعين بالمئة، وكان من دواعي دهشتي، أنني سمعت فيما بعد أنه اعتبرني محاورًا مدهشًا! كيف هذا؟
لقد بدأت خيوط الحقيقة تتراءى لي: فقد كان حوارنا رائعًا، وكان يسليني بحكاياته الممتعة وأفكاره المثيرة، لقد كان جسدي يرد عليه بدلًا من صوتي، مما كان يشير إلى اهتمامي وحضوري الدائم معه، واستطعت أن أجعله يبوح لي بأفكاره الخاصة عن الصحبة الجيدة، وبذلك يكون قد تحدث إلى نفسه أيضًا، وليس إلي أنا فقط).
إن توني مع أنه لا يستطيع الكلام؛ لأنه كان متعبًا إلا أن استماعه الجيد للشخص وتفاعله معه, جعل الشخص بعد ذلك يقول عنه إنه متحدث بارع.
إنك ـ أيها القارئ ـ عندما تستمع للشخص أكثر وأكثر، فأنت بذلك تعرف المزيد عنه؛ وبالتالي تكون أكثر فهمًا له، وبالتالي تستطيع إنشاء صلات أقوى معه، ولذا؛ فما أجمل الحكمة التي قالها بعض السلف: (الصمت يجمع للرجل فضيلتين: السلامة في دينه، والفهم عن صاحبه) [إحياء علوم الدين، الغزالي، (2/311)].
إن الله تبارك وتعالى أمرنا بالعدل والإنصاف في كل شيء, وهو عزَّ وجل خلق للإنسان فمًا واحدًا وأذنان, ولهذا كان من الواجب الإنصاف بينهما, وقد ورد في الأثر عن أبي الدرداء t قال: (أنصف أذنيك من فيك، فإنما جعل لك أذنان وفم واحد، لتسمع أكثر مما تتكلم) [مختصر منهاج القاصدين، ابن قدامة، (3/24)].
وحتى تحقق ذلك العدل المنشود, سنعطيك بعض النصائح حتى تكون مستمعًا عظيمًا:
أ. أكثر من الأسئلة المفتوحة: هي الأسئلة التي تكون إجاباتها مفتوحة، لا تنتهي بنعم أو لا، وغالبًا ما تكون أداة السؤال هي: ماذا؟ كيف؟ لماذا؟ مَنْ؟ أين؟ متى؟ إنها تعطي الفرصة للشخص؛ لكي يتكلم ويفصح عما بداخله .
ب. ضع نفسك في موضع الطرف الآخر: حاول أن ترى العالم كما يراه هو وحاول أن تشعر بمشاعره هو.
ت. مارس الانعكاس: بمعنى أن تلخص ما سمعت وتعبر بطريقتك الخاصة عما قاله الشخص الآخر، فهذا يظهر أنك تعيره انتباهك.
ث. استخدم عينيك في التواصل: لا تحدق في الشخص ولكن انظر إلى عينيه فقط.
ج. اهتم بالآخرين: أظهر بأنك تعيره انتباهك بأن تقوم من حين لآخر بهز رأسك أو الإيماء أو بتعليق وجيز وتعاطف معه في الكلام.
ح. اطلب توضيحا إذا قال شيئا لا تفهمه.
هذه باختصار نقاط عملية حتى تنصف أذنيك كما قال أبو الدرداء رضي الله عنه, أما إذا جئنا لثاني ركيزة من ركائز فن الاتصال:
2- التحدث:
قبل أن نخوض في الكلام عن مهارة التحدث, يجب أن نقول أن اللسان إما يكون لك أو عليك, بمعنى إما أن يكون اللسان في صالحك فتجعله وسيلة ليس في التأثير في الناس فقط، بل وسيلة أيضًا لنيل رضى الله سبحانه وتعالى, وإما أن يكون ضدك فتخسر الناس وتجعل الله يغضب عليك.
وفي هذا قال النبي صلي الله عليه وسلم لمعاذ: (ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس فى النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم) [رواه الترمذي، (2825)، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي، (2616)], وكان أبو بكر رضي الله عنه يقول: (هذا الذي أوردني الموارد) [صفة الصفوة، ابن الجوزي، (1/43)] ويمسك بلسانه، وفيما يلي سنحاول إعطاء بعض النصائح حتى تنال رضى الله سبحانه وتعالى وتكسب قبول الناس وحبهم:
1- تجنب التوبيخ واللوم:
إن الأشياء السيئة التي يمكن لإنسان أن يفعلها هو أن يلوم أحدًا, فاللوم يفسد العلاقات الإنسانية كما يفسد الخل العسل, وليس أحد منا معصوم من الخطأ, ومن ثمَّ فنحن لن نستفيد شيئًا من لوم الآخرين, يقول ديل كارنيجي: (فبدلًا من أن ندين الناس؛ دعنا نحاول أن نفهمهم، ولنحاول أن نعرف لماذا يفعلون ما سيفعلون؟ فهذا أكثر إفادة وإثارة للاهتمام من النقد، كما أنه يؤدي إلى التعاطف والتسامح والعطف، أن تعرف الجميع فهذا يعني أن تغفر للجميع).
2- المدح والثناء:
إن الإنسان مفطور على حب المدح والثناء؛ فهو جزء منه، فكما يقول جون ديوي: (أعمق دافع للإنسان إلى العمل هو الرغبة في أن يكون شيئًا مذكورًا)؛ فلنحاول أن نعدد الصفات الطيبة في كل إنسان نلقاه، وأن نمنحه تقديرنا المخلص دون تملق، ولذا؛ كن كريمًا في مديحك واحترامك للناس، وسيذكروا كلماتك سنوات طوالًا حتى بعد أن تنساها أنت.
3- الابتسامة:
إن التعبير الذي يرتسم على وجه المرء أهم بكثير من الثياب التى يرتديها؛ لأن تعابير الوجه تتكلم بصوت أعمق أثرًا من اللسان، ولا تحسب أننى أعني بالابتسامة مجرد علامة ترتسم على الشفتين، لا روح فيها ولا إخلاص؛ إنما أتكلم عن الابتسامة الحقيقية التى تأتي من أعماق النفس.
وها هو المربي الأعظم الذي عرفه التاريخ المصطفى صلى الله عليه وسلم يعلمنا فن الابتسامة بل إن الذي ببتسم كأنه تصدق فقال عليه الصلاة والسلام: (تبسمك في وجه أخيك لك صدقة) [رواه الترمذي، (2038)، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي، (1956)], وكما يقول المثل الصيني: (إن الرجل الذي لا يعرف كيف يبتسم لا ينبغي له أن يفتح متجرًا).
إن الابتسامة يمكن أن تجعلك مليونيرًا، فكما يقول شواب، وهو مدير أحد مصانع الصلب في أمريكا، وكان يتقاضى مليون دولار سنويًّا في أوائل القرن الفائت: (لقد اكسبتني ابتسامتي مليون دولار).
مهارات القائد:
بجانب أن المدير يجب أن تتوافر لديه صفات الاتصال الفعّال, فهذا لا يكفيه, بل إن هناك أيضًا بعض المهارات يجب أن تتوافر فيه فمنها:
1- المهارات التصورية:
وهي مهارات ضرورية في تخطيط العمل وتوجيهه وترتيب الأولويات والتنبؤ بما سيكون عليه العمل في المستقبل، وتتمثل في القدرة على ابتكار الأفكار والإحساس بالمشكلات وصياغة الحلول، والتوصل إلى الآراء وربط الأسباب بالمسببات.
2- المهارات التنظيمية:
وتتضمن معرفة النظريات التنظيمية والتطوير التنظيمي والاستعانة بها لتفسير الظواهر الإدارية والتنبؤ باحتياجات التنظيم المستقبلي.
3- المهارة السياسية:
وتتوفر حينما يكون لدى القائد الإداري الرؤية الشاملة للبيئة المحيطة بالمنظمة الإدارية التي يعمل بها من جميع النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ومعرفة الفلسفة السياسية للدولة، واتجاهات الرأي العام في المجال الذي يعمل فيه.
4- المهارة الفكرية:
وتعني قدرة القائد على الحكم على الأمور بشكل سليم، واتخاذ القرارات المناسبة، وعلاج الأمور والمشكلات بالشكل المطلوب والمناسب.
5- المهارات الإدراكية:
وتعني قدرة القائد على رؤية التنظيم الذي يقوده، وفهمه للترابط بين أجزائه ونشاطاته، وأثر التغيرات التي تحدث في أي جزء منه على بقية أجزائه، وعلاقات التنظيم بالمجتمع الذي يعمل في إطاره.
وأخيراً: ننصحك بهذه النصائح:
1- عبر عن اهتمامك بمن حولك:
دعهم يعرفون أنك مهتم بهم, عبَّر عن ذلك بنظراتك أو بحركاتك, أو بأي شكل آخر, دعهم يدركون بأنك مخلص لهم.
2-كن ودودًا:
عندما تقول (السلام عليكم), قلها بصدق, وعندما تسأل (كيف الحال؟) اسأل باهتمام وعمق، وابتسم وانظر في عيون الناس.
3-ارفع من شأن الآخرين:
فالعمل المنجز على خير وجه يستحق الإشادة, وحتى إنجاز جزء من العمل على الوجه المطلوب, يمكن أن يسترعي الانتباه والإطراء أحيانًا، وإن المدح لن يكلفك شيئًا, ولكنه سيعود عليك بمكاسب جمة وغير متوقعة.
4-اعترف بأخطائك:
إن هذا الاعتراف دليل على القوة المرونة, وليس كعلامة على الضعف والليونة.
5-لا تقحم (الأنا) في كل شيء:
أقلع عن استخدام كلمات (أنا، ونفسي، ولي) ليوم واحد فقط, ستجد في هذا الإقلاع تجربة مذهلة في ضبط النفس, وهي تجربة قد تتمخض عن إعادة اكتشافك لنفسك, وإدراك عيوب وحسنات لم تكن لتشك بوجودها على الإطلاق.