الراهي
11-09-2009, 03:49 AM
عصار "الأحمر" البحريني قضى على سطوة "الصقور الخضر"المنتخب السعودي يعود إلى نقطة الصفر بعد عقودٍ من الهيمنة القارية
http://images.alarabiya.net/large_74225_84474.jpg
بعد سنواتٍ فرض فيها سطوته على عمالقة "القارة الصفراء" في مختلف الساحات، باتت مسألة وصول المنتخب السعودي لكرة القدم إلى نهائيات كأس العالم مسألة وقتٍ لا أكثر لدى كثيرٍ من محبي "الأخضر"، إلى أن جاء اليوم المميز بتاريخه، المشؤوم بذكرياته الكروية ليضع حداً لهذا المجد.. يوم الأربعاء 9-9-2009.
إذ خطفت البحرين البطاقة الآسيوية الأخيرة المؤهلة إلى كأس العالم 2010 من جارتها السعودية، بعد أن جرّت "الأخضر" إلى التعادل 2-2 في اللقاء الذي جمعهما على ملعب الملك فهد الدولي في الرياض ضمن إياب الملحق القاري المؤهل إلى النهائيات، مسدلة بذلك الستار على حقبة التفوق الكروي السعودي، ومجبرة "الصقور الخضر" على العودة إلى نقطة الصفر.
المثير في الأمر أن الجماهير السعودية لم تعتد النظر إلى التصفيات كهمّ يشغل بالها، معتبرة "الأخضر" جواداً قوياً لا يكبو، أو صقراً يحلق عالياً دون كلل، سيما بعدما لم يغب عن المباراة النهائية لكأس آسيا منذ 1984 - باستثناء 2004 -، ولم ينقطع عن المشاركة في العرس العالمي منذ 1994، بل وبلغ الدور الثاني من المونديال الأمريكي.
وبعد خيبة الأمل التي سطرها "الصقور الخضر" في مشاركتهم "الكارثية" بنهائيات كأس العالم 2002 وسقوطهم بثُمانِّية ألمانية تاريخية، داعب الأمل قلوب عشاق "الأخضر" بعد المستوى المقبول الذي ظهر عليه في مونديال 2006، بل وبدؤوا يحلمون بتجاوز الدور الثاني من المونديال، مستشهدين بالأداء البطولي الذي قدمته السعودية في نهائيات كأس آسيا 2007 - حلت ثانيةً خلف العراق -، وكأس الخليج الأخيرة التي خسرتها بركلات "الحظ" الترجيحية أمام المنتخب العماني الواعد.
تطلعات عشاق المنتخب السعودي اصدمت بقوة بصخرة الواقع التي بعثرت الآمال في التصفيات الأخيرة، فمنذ السقوط أمام كوريا الجنوبية في الرياض (صفر-2) في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والهزيمة أمام جارتها الشمالية في بيونغ يانغ (صفر-1) في فبراير/شباط، طارد كابوس التغيّب عن المونديال جمهور الكرة السعودية، بل وبات شبحاً مخيفاً عقب اضطرار "الأخضر" لخوض القاري للمرة الأولى في تاريخه بعدما عجز مهاجموه عن تسجيلٍ هدفٍ يتيم في مرمى كوريا الشمالية في الرياض، كان كفيلاً بمنحهم بطاقة التأهل المباشر.
خروجٌ حزين على يد الجيران
ورغم أن كرة القدم لا تعرف بطبيعتها المستحيل، لم يتوقع أكثر محبي المنتخب السعودي تشاؤماً أن تأتي النهاية الحزينة على يد الجارة البحرين، سيما أن الأخيرة فقدت في السنوات الماضية أبرز لاعبي جيلها الذهبي كطلال اليوسف وعلاء حبيل اللذان أجبرهما السن على ملازمة دكة البدلاء.
وبعد انتهاء لقاء الذهاب في المنامة بالتعادل السلبي، زاد التوتر، بل بلغ أوجه بعد تسجيل هدف التعادل البحرني الأول في لقاء العودة.
ووسط هذه المشاعر السلبية المشوبة بالخوف، خرج حمد المنتشري لينتشل الجميع من همومه، بل كاد يصبح ذلك البطل الأسطوري الذي خلّص محبي "الأخضر" من حلمٌ مزعج طاردهم قرابة سنتين عندما سجل هدف الفوز في الوقت بدل الضائع من اللقاء، إلا أن زملائه في خط المؤخرة أبوا إلا أن يمنحوا الجارة الصغيرة بطاقة التأهل عندما فشلوا في الذود عن شباكهم في الثواني الأخيرة من عمر اللقاء.
خرجت السعودية من كأس العالم، وفشلت في محاكاة تجربة كوريا الجنوبية التي لم تغب شمسها عن المونديال منذ وصولها إليه أول مرة عام 1986، بل عاد "الأخضر" إلى حيث بدء، إلى النقطة التي كان عندها بلوغ كأس العالم حلماً مرهوناً بتصفياتٍ طويلة شاقة، بعد نحو ثلاثة عقود أصبح خلالها الرقم الصعب الذي يهابه "محاربو الساموراي" اليابانيون، ولا يجرؤ النمر الكوري على مهاجمته.
الشارع السعودي يبكي
الواقع المر آلم السعوديين الذين انهمرت دموعهم بشدة بعد المباراة كما نقلت العدسات المنتشرة في جنبات ملعب الملك فهد الدولي في الرياض، إلا أن أحد جماهير "الأخضر" الذين التقاهم مراسل "العربية" في جدة محمد الدماس لخّص لسان حالهم بالقول، "الكرة السعودية من سيء إلى أسوء.. كرتنا تعاني من انخفاض في المستوى بشكل لا يتخيله أحد... لم تعد ملاعبنا تنجب النجوم، في الوقت الذي توقف فيه نجومنا الحاليون عن العطاء... الله يستر على الكرة السعودية بس!".
الغياب عن العرس العالمي لن يكون نهاية المطاف، ولا الفصل الأخير في ملحمة الأمجاد التي سطرها عمالقة الملاعب السعودية أمثال ماجد عبد الله وسامي الجابر وسعيد العويران وأحمد جميل ومحمد عبد الجواد وغيرهم في نهايات القرن المنصرم، بل قد تكون تلك الضارة النافعة التي ستمثل نقطة التحول من الانحدار إلى الصعود من جديد.
"لا ينفع البكاء على اللبن المسكوب... فنحن بحاجة إلى إعادة رسم الكرة السعودية والمضي في الطريق الصحيح، فقد يكون الخروج من التصفيات بداية التصحيح"،
http://images.alarabiya.net/large_74225_84474.jpg
بعد سنواتٍ فرض فيها سطوته على عمالقة "القارة الصفراء" في مختلف الساحات، باتت مسألة وصول المنتخب السعودي لكرة القدم إلى نهائيات كأس العالم مسألة وقتٍ لا أكثر لدى كثيرٍ من محبي "الأخضر"، إلى أن جاء اليوم المميز بتاريخه، المشؤوم بذكرياته الكروية ليضع حداً لهذا المجد.. يوم الأربعاء 9-9-2009.
إذ خطفت البحرين البطاقة الآسيوية الأخيرة المؤهلة إلى كأس العالم 2010 من جارتها السعودية، بعد أن جرّت "الأخضر" إلى التعادل 2-2 في اللقاء الذي جمعهما على ملعب الملك فهد الدولي في الرياض ضمن إياب الملحق القاري المؤهل إلى النهائيات، مسدلة بذلك الستار على حقبة التفوق الكروي السعودي، ومجبرة "الصقور الخضر" على العودة إلى نقطة الصفر.
المثير في الأمر أن الجماهير السعودية لم تعتد النظر إلى التصفيات كهمّ يشغل بالها، معتبرة "الأخضر" جواداً قوياً لا يكبو، أو صقراً يحلق عالياً دون كلل، سيما بعدما لم يغب عن المباراة النهائية لكأس آسيا منذ 1984 - باستثناء 2004 -، ولم ينقطع عن المشاركة في العرس العالمي منذ 1994، بل وبلغ الدور الثاني من المونديال الأمريكي.
وبعد خيبة الأمل التي سطرها "الصقور الخضر" في مشاركتهم "الكارثية" بنهائيات كأس العالم 2002 وسقوطهم بثُمانِّية ألمانية تاريخية، داعب الأمل قلوب عشاق "الأخضر" بعد المستوى المقبول الذي ظهر عليه في مونديال 2006، بل وبدؤوا يحلمون بتجاوز الدور الثاني من المونديال، مستشهدين بالأداء البطولي الذي قدمته السعودية في نهائيات كأس آسيا 2007 - حلت ثانيةً خلف العراق -، وكأس الخليج الأخيرة التي خسرتها بركلات "الحظ" الترجيحية أمام المنتخب العماني الواعد.
تطلعات عشاق المنتخب السعودي اصدمت بقوة بصخرة الواقع التي بعثرت الآمال في التصفيات الأخيرة، فمنذ السقوط أمام كوريا الجنوبية في الرياض (صفر-2) في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والهزيمة أمام جارتها الشمالية في بيونغ يانغ (صفر-1) في فبراير/شباط، طارد كابوس التغيّب عن المونديال جمهور الكرة السعودية، بل وبات شبحاً مخيفاً عقب اضطرار "الأخضر" لخوض القاري للمرة الأولى في تاريخه بعدما عجز مهاجموه عن تسجيلٍ هدفٍ يتيم في مرمى كوريا الشمالية في الرياض، كان كفيلاً بمنحهم بطاقة التأهل المباشر.
خروجٌ حزين على يد الجيران
ورغم أن كرة القدم لا تعرف بطبيعتها المستحيل، لم يتوقع أكثر محبي المنتخب السعودي تشاؤماً أن تأتي النهاية الحزينة على يد الجارة البحرين، سيما أن الأخيرة فقدت في السنوات الماضية أبرز لاعبي جيلها الذهبي كطلال اليوسف وعلاء حبيل اللذان أجبرهما السن على ملازمة دكة البدلاء.
وبعد انتهاء لقاء الذهاب في المنامة بالتعادل السلبي، زاد التوتر، بل بلغ أوجه بعد تسجيل هدف التعادل البحرني الأول في لقاء العودة.
ووسط هذه المشاعر السلبية المشوبة بالخوف، خرج حمد المنتشري لينتشل الجميع من همومه، بل كاد يصبح ذلك البطل الأسطوري الذي خلّص محبي "الأخضر" من حلمٌ مزعج طاردهم قرابة سنتين عندما سجل هدف الفوز في الوقت بدل الضائع من اللقاء، إلا أن زملائه في خط المؤخرة أبوا إلا أن يمنحوا الجارة الصغيرة بطاقة التأهل عندما فشلوا في الذود عن شباكهم في الثواني الأخيرة من عمر اللقاء.
خرجت السعودية من كأس العالم، وفشلت في محاكاة تجربة كوريا الجنوبية التي لم تغب شمسها عن المونديال منذ وصولها إليه أول مرة عام 1986، بل عاد "الأخضر" إلى حيث بدء، إلى النقطة التي كان عندها بلوغ كأس العالم حلماً مرهوناً بتصفياتٍ طويلة شاقة، بعد نحو ثلاثة عقود أصبح خلالها الرقم الصعب الذي يهابه "محاربو الساموراي" اليابانيون، ولا يجرؤ النمر الكوري على مهاجمته.
الشارع السعودي يبكي
الواقع المر آلم السعوديين الذين انهمرت دموعهم بشدة بعد المباراة كما نقلت العدسات المنتشرة في جنبات ملعب الملك فهد الدولي في الرياض، إلا أن أحد جماهير "الأخضر" الذين التقاهم مراسل "العربية" في جدة محمد الدماس لخّص لسان حالهم بالقول، "الكرة السعودية من سيء إلى أسوء.. كرتنا تعاني من انخفاض في المستوى بشكل لا يتخيله أحد... لم تعد ملاعبنا تنجب النجوم، في الوقت الذي توقف فيه نجومنا الحاليون عن العطاء... الله يستر على الكرة السعودية بس!".
الغياب عن العرس العالمي لن يكون نهاية المطاف، ولا الفصل الأخير في ملحمة الأمجاد التي سطرها عمالقة الملاعب السعودية أمثال ماجد عبد الله وسامي الجابر وسعيد العويران وأحمد جميل ومحمد عبد الجواد وغيرهم في نهايات القرن المنصرم، بل قد تكون تلك الضارة النافعة التي ستمثل نقطة التحول من الانحدار إلى الصعود من جديد.
"لا ينفع البكاء على اللبن المسكوب... فنحن بحاجة إلى إعادة رسم الكرة السعودية والمضي في الطريق الصحيح، فقد يكون الخروج من التصفيات بداية التصحيح"،