ضوء
11-09-2009, 05:02 AM
وهل يصوم القلب ؟!
الحمد لله , الصلاة والسلام على رسول الله : أما بعد :
سألته : ما الصيام عندك ؟قال : كف البطن عن الطعام والشراب .. والفرج عن قضاء الشهوة ..
قلت : هذا أهون الصيام عند السلف ..
قال : فكف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام ..
قلت :ونسيت القلب ..!قال : وهل يصوم القلب ..!
قلت : يصوم أعظم صيام ..
قال : اشرح لي ذلك ..
قلت : صيام القلب بالإعراض عن الهمم الدنيئة والأفكار الدنيوية..وبكفه عما سوى الله بالكلية ..
قال : وكيف يكون الفطر من هذا الصوم ..!قلت : يكون بالفكر فيما سوى الله والدار الآخرة , وانشغال القلب بالدنيا إلا دنيا تراد للآخرة ..
قال : وهل لذلك أثر من الكتاب والسنة ..!
قلت : قولة تعالى : ( يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ )
( الشعراء : 88 , 89 )
فعلق النجاة يوم القيامة على سلامة القلوب و إذا سلمت القلوب سلمت الجوارح ..
واستقامت على طاعة الله .. واجتنبت معصيتة ونواهي ..
وقال النبي صلى الله علية وسلم :
( ألا و إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد..وإذا فسدت فسد سائر الجسد..
ألا وهي القلب " ( متفق عليه ) .
فأساس الصلاح والفساد هو صلاح القلوب وفسادها ولذلك كان إصلاح القلوب وتهذيبها
وتطهيرها من أعظم أعمال الطاعة التي غفل عنها كثير من الناس .
قال أبو تراب النخشبي : ليس من العبادات شئ أنفع من إصلاح خواطر القلوب .وقال أحمد بن خضروية : القلوب أوعية ..فإذا امتلأت من الحق..أظهرت زيادة أنوارها على الجوارح..
و إذا امتلأت من الباطل أظهرت زيادة ظلمتها على الجوارح..
" صــــفة القلــــب الصائــم "
والقلب الصائم : قلب متحرر من حب الدنيا والتعلق بشهواتها وملذاتها , طلباً للنعيم الأعلى والراحة الدائمة .قال رابعة :شغلوا قلوبهم بحب الدنيا عن الله عز وجل , ولو تركوها لجالت في الملكوت ,
ثم رجعت إليهم بطرائف الفوائد .
والقــــــــــلب الصــــــآئـــم
قلب مشغول بالفكر في الآخرة , والقدوم على الله عز وجل .
قال حادث بن أسد : بلية العبد تعطيل القلب عن فكرة في الآخرة , حينئذ تحدث الغفلة في القلب .
والقــــــــــلب الصــــــآئـــم
قلب سالم من الأحقاد والضغائن لا يضمر لأحد من المسلمين غلاً ولا شراً ولا حسداً بل يعفو ويصفح
ويغفر ويتسامح , ويحتمل أذى الناس وجهلهم .
وقد سئل ابراهيم بن الحسن عن سلامة القلب فقال :" العزلة ..والصمت وترك استماع خوض الناس
ولا يعقد القلب على ذنب , ويهب لمن ظلمة حقه " .
والقــــــــــلب الصــــــآئـــم
قلب ساكن مخبت متواضع ليس فيه شئ من الكبر والغرور والعلو في الأرض .
قال النبي صلى الله علية وسلم : "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" ( رواة مسلم ) .
والقــــــــــلب الصــــــآئـــم
قلب مخلص لا يريد غير وجه الله .. ولا يطلب إلا رضى الله..ولا يلتذ بغير محبة الله وذكره وشكره
وحسن عبادته ..
قال يحيى بن معاذ :النسك هو العناية بالسرائر واخراج ما سوى الله عز وجل من القلب...
وقال ضيعم : إن حبه تعالى شغل قلوب محبيه عن التلذذ بمحبة غيره فليس لهم في الدنيا
مع حبة لذة تداني محبته..ولا يأملون في الآخرة من كرامة ..الثواب أكبر عندهم من النظر إلى وجه محبوبهم ..
فأين أصحاب هذه القلوب النقية...!
و أين أرباب تلك الهمم العليّة..!
ذهبوا ـ والله ـ فهل ترى لهم بقية ..!
م.ن
الحمد لله , الصلاة والسلام على رسول الله : أما بعد :
سألته : ما الصيام عندك ؟قال : كف البطن عن الطعام والشراب .. والفرج عن قضاء الشهوة ..
قلت : هذا أهون الصيام عند السلف ..
قال : فكف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام ..
قلت :ونسيت القلب ..!قال : وهل يصوم القلب ..!
قلت : يصوم أعظم صيام ..
قال : اشرح لي ذلك ..
قلت : صيام القلب بالإعراض عن الهمم الدنيئة والأفكار الدنيوية..وبكفه عما سوى الله بالكلية ..
قال : وكيف يكون الفطر من هذا الصوم ..!قلت : يكون بالفكر فيما سوى الله والدار الآخرة , وانشغال القلب بالدنيا إلا دنيا تراد للآخرة ..
قال : وهل لذلك أثر من الكتاب والسنة ..!
قلت : قولة تعالى : ( يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ )
( الشعراء : 88 , 89 )
فعلق النجاة يوم القيامة على سلامة القلوب و إذا سلمت القلوب سلمت الجوارح ..
واستقامت على طاعة الله .. واجتنبت معصيتة ونواهي ..
وقال النبي صلى الله علية وسلم :
( ألا و إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد..وإذا فسدت فسد سائر الجسد..
ألا وهي القلب " ( متفق عليه ) .
فأساس الصلاح والفساد هو صلاح القلوب وفسادها ولذلك كان إصلاح القلوب وتهذيبها
وتطهيرها من أعظم أعمال الطاعة التي غفل عنها كثير من الناس .
قال أبو تراب النخشبي : ليس من العبادات شئ أنفع من إصلاح خواطر القلوب .وقال أحمد بن خضروية : القلوب أوعية ..فإذا امتلأت من الحق..أظهرت زيادة أنوارها على الجوارح..
و إذا امتلأت من الباطل أظهرت زيادة ظلمتها على الجوارح..
" صــــفة القلــــب الصائــم "
والقلب الصائم : قلب متحرر من حب الدنيا والتعلق بشهواتها وملذاتها , طلباً للنعيم الأعلى والراحة الدائمة .قال رابعة :شغلوا قلوبهم بحب الدنيا عن الله عز وجل , ولو تركوها لجالت في الملكوت ,
ثم رجعت إليهم بطرائف الفوائد .
والقــــــــــلب الصــــــآئـــم
قلب مشغول بالفكر في الآخرة , والقدوم على الله عز وجل .
قال حادث بن أسد : بلية العبد تعطيل القلب عن فكرة في الآخرة , حينئذ تحدث الغفلة في القلب .
والقــــــــــلب الصــــــآئـــم
قلب سالم من الأحقاد والضغائن لا يضمر لأحد من المسلمين غلاً ولا شراً ولا حسداً بل يعفو ويصفح
ويغفر ويتسامح , ويحتمل أذى الناس وجهلهم .
وقد سئل ابراهيم بن الحسن عن سلامة القلب فقال :" العزلة ..والصمت وترك استماع خوض الناس
ولا يعقد القلب على ذنب , ويهب لمن ظلمة حقه " .
والقــــــــــلب الصــــــآئـــم
قلب ساكن مخبت متواضع ليس فيه شئ من الكبر والغرور والعلو في الأرض .
قال النبي صلى الله علية وسلم : "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" ( رواة مسلم ) .
والقــــــــــلب الصــــــآئـــم
قلب مخلص لا يريد غير وجه الله .. ولا يطلب إلا رضى الله..ولا يلتذ بغير محبة الله وذكره وشكره
وحسن عبادته ..
قال يحيى بن معاذ :النسك هو العناية بالسرائر واخراج ما سوى الله عز وجل من القلب...
وقال ضيعم : إن حبه تعالى شغل قلوب محبيه عن التلذذ بمحبة غيره فليس لهم في الدنيا
مع حبة لذة تداني محبته..ولا يأملون في الآخرة من كرامة ..الثواب أكبر عندهم من النظر إلى وجه محبوبهم ..
فأين أصحاب هذه القلوب النقية...!
و أين أرباب تلك الهمم العليّة..!
ذهبوا ـ والله ـ فهل ترى لهم بقية ..!
م.ن