عاشق الاحلام
10-10-2009, 03:24 AM
.. اليوم العالمي للمباريات الدولية سواء كانت في التصفيات الأوروبية أو اللاتينية أو الأفريقية أو الأمريكية الشمالية أو حتى الملحق الآسيوي –الأوقياني.. هو بحق يوم الكرة في العالم.
الهدف واحد للكل..التأهل لكأس العالم.. البطولة الأهم.. البطولة الأعظم.. البطولة التي تجذب الأعين أكثر من أي بطولة أخرى على وجه هذا الكوكب الذي نتشارك فيه معاً
مباريات كثيرة قد نطلق عليها هامة، ومباريات أخرى غاية في الأهمية، فطرفي اللقاء بحاجة شديدة إلى الخروج بالنقاط الثلاثة أو على الأقل عدم الخروج بالخسارة لضمان التأهل.
لن نتعمق في المباريات التي تعني نقاطها الكثير لطرف واحد من المباراة كمباراة الأرجنتيني والبيرو مثلاً، لكن سنلقي الضوء على مباريات "تكسير العظام".. تلك المباريات التي لا يقبل فيها طرف أن يخسر –وربما يتعادل أيضاً- أمام الآخر لأن الخسارة أو التعادل قد تعني مجهود أكثر من عامين بالخروج من التصفيات أو على الأقل أن تكون هذه المجهودات مهددة بشدة بالتراجع لخوض الملحق -الذي لا يعلم أحد إلى أين سيأخذه- بدلاً من التأهل المباشر.
فلنرى ما سينتظرنا في هذا السبت الساخن......
روسيا × ألمانيا : الحرب العالمية الثالثة .. هناك في موسكو..
http://www.goal.com/images/37024_hp.jpg
روسيا وألمانيا .. أكبر دولتين منخرطتين في الحرب العالمية الثانية واللتين عانى شعبهما كأكبر ما يكون فيها وأكثر من وقعت بينهما معارك في تلك الحرب الطاحنة يعودان للمواجهة. الدب الروسي يريد الفوز ولا شيء غيره للتأهل مباشرة إلى كأس العالم والناسيونال مانشافات الألماني يريد نقطة واحدة ليتأهل عملياً إذ ستتبقى له مباراة فنلندا على أرضه من المنتظر أن تكون محسومة رغم أن بلد ماركة الهاتف المحمول الشهيرة هي الوحيدة التي فقدت ألمانيا نقاطاً أمامها.
روسيا بقيادة جوس هيدينك –والتي تملك 21 نقطة- تبعد بفارق نقطة واحدة فقط خلف ألمانيا بسبب هزيمتها الوحيدة أمام الأخيرة في مباراة كان الدب الروسي قريباً جداً في الشوط الثاني من الإطاحة بالماكينات.
بالفعل هي مباراة تكسير عظام وستكون غاية في المتعة بالنظر إلى قوة الفريقين وبالنظر إلى ما قدماه في آخر بطولة كبيرة حيث حلت ألمانيا وصيفة في يورو 2008 ووصلت روسيا إلى قبل النهائي.
فمن يفوز في هذه المباراة.. رفاق أرشافين أم رفاق بالاك .. ؟
هل تعلم.. ؟
أن ألمانيا أثناء الحرب العالمية الثانية كانت على بعد أقل من 100 كم عن العاصمة الروسية موسكو والتي هجرها كل مسؤوليها خوفاً على حياتهم، لكن هتلر قرر فجأة أن تتوقف قواته، وانتظر الكثيرون أن يتخذ "الفوهرر" قراره بالمواصلة لكنه لم يفعل، ومن ثم حل الشتاء على القوات الألمانية في العراء وهو السبب الأكبر في هزيمتها حيث مات أكثر من 30% من أفرادها بسبب البرد القارص في الشتاء والذي كان أحد أسوأ فصول الشتاء في الـ50 عاماً الماضية، ويقال إن أرجلهم كانت تموت من البرد داخل أحذيتهم!.. حتى لحظة كتابة السطور لم يعرف أحد سبب قرار هتلر بعدم استئناف التقدم ولا يبدو أنه سيُعرف السبب إلى الأبد...!
التشيك × بولندا : الفرصة الأخيرة .. هناك في براج
http://www.goal.com/images/34522_hp.jpg
إن كنت تفكر في أن المنافسة في مجموعة بلادك أو مجموعة الفريق الذي تشجعه هي الأقوى فعليك أن تعيد حساباتك من جديد.. فعندما ترى أربعة فرق –في مجموعة مكونة من 6 فرق- لا يفصل بينها سوى 3 نقاط وتتصارع على مركز في الملحق الأوروبي فعندئذ ربما تنتبه لما أنت بإنتظاره في هذه المجموعة.
التشيك بـ12 نقطة تواجه بولندا بـ 11 نقطة وينظرون لمباراة أخرى بين سلوفاكيا المتأهلة تقريباً -19 نقطة- والتي تلعب على أرضها أمام سلوفينيا ذات الـ14 نقطة في مباراة يريدها أصحاب الأرض ان تكون إعلان التأهل الرسمي، فيما تراقب آيرلندا الشمالية -ذات الـ14 نقطة هي الأخرى- الموقف وهي سترتاح في هذه الجولة.
لقاء التشيك وبولندا الفائز فيه مولود والخاسر فيه مفقود.. لقاء الفرصة الأخيرة للمنتخبين ولا مجال للتعادل .. الكل سيلعب على الفوز وليس لديه ما يخسره.. لا توجد حسابات معقدة هنا.. من يفوز يستمر وينافس سلوفينيا وآيرلندا الشمالية ومن يخسر فليفكر في اللعب في البرازيل 2014 منذ الآن.
التعادل قد يبقى آمال التشيك فقط ويطيح ببولندا، لكن سيبقى على التشيك إنتظار معجزة من سان مارينو لتوقف سلوفينيا في مباراتها الأخيرة.. لن نقول إن زمن المعجزات قد ولى فهي مقولة ربما تكون مستهلكة بل سنقول إنه لو كان زمن المعجزات في كل الأرض موجوداً حتى الآن فالمعجزات لا يمكن أن تحدث في سان مارينو التي لم تفز في أي مباراة رسمية في تاريخها...!!!! فقط فازت على ليختنشتاين في مباراة ودية عام 2004 بنتيجة 1/0 وتعادلت في مرتين رسميتين فقط أمام لاتفيا وتركيا في تصفيات كأس العالم وفي مباراة في دورة ألعاب البحر المتوسط أمام لبنان.. غير ذلك كل المباريات هزائم في هزائم طوال 19 عاماً هو عمر أول مباراة رسمية في تاريخ هذا الفريق.
هل تعلم .. ؟
أن براج عاصمة التشيك هي أقل عواصم أوروبا –بجانب عاصمة دولة عدم الإنحياز سويسرا- تضرراً في الحرب العالمية الثانية إذ لم تتلقَ العاصمة أية ضربات تقريباً في هذه الحرب الطاحنة وبقت مبانيها العريقة شاهدة على ذلك في شكل فريد ومختلف عن لعواصم الأوروبية التي بنيت من جديد تقريباً بعد الحرب.
عكس ذلك، فربما نجد بولندا وعاصمتها وارسو مثال حي على بشاعة الحروب، إذ اتبع معها الألمان سياسة الأرض المحروقة حيث فجروا كل مبانيها تقريبا قبل إنحسابهم منها، ناهيك عن خسارة ما يقارب الـ 2 مليون بولندي لحياتهم في الحرب.. ربما يكون 2 مليون لا يذكر بالنسبة للـ 50 مليون الذين راحوا ضحية هذه الحرب لكنك ستندهش إن عرفت أن كل تعداد البولنديين وقتها كان 5 مليون..!
الدنمارك × السويد: أحفاد الفايكينج في صراع ناري على الأراضي الجليدية
http://www.goal.com/images/34488_hp.jpg
إنه ديربي بكل ما تحمله الكلمة من معاني.. لا تتصور أن الجيرة بين هذين البلدين تجعل الأمور بسيطة وسهلة، بل إنها شأنها شأن أي جيرة كروية في العالم تحمل عبقاً تنافسياً على الزعامة الإسكندنافية وسط مراقبة خجولة للنرويج التي تعرف أن الفريقين هما الأكبر في إسكندنافيا.
ربما تجد أن الفريقين لا يقدمان الأداء الجمالي بقوة، لكن العجيب والغريب أن الصراع بينهما يولد جمالاً غير عادي في مبارياتهما معاً، ولا أعتقد أنه سيكون استثناءاً لقاعدة الجمال في هذه المباراة.
الدنمارك تحتل المركز الأول بـ18 نقطة وتليها السويد بـ15 نقطة ومن ثم البرتغال والمجر –اللقاء الذي سنتطرق إليهما بعد قليل- برصيد 13 نقطة.
الدنمارك تحتاج لنقطة واحدة لتعلن تأهلها لكأس العالم، فحتى لو خسرت الدنمارك آخر مبارياتها وفاز السويد ستظل الدنمارك متفوقة في الأهداف بشكل واضح كما أنها تتفوق في المواجهات المباشرة لسابق فوزها في السويد بهدف نظيف. أما رفاق زلاتان إبراهيموفيتش فسيلعب قلبهم هنا في الدنمارك على أمل الظفر بصدارة المجموعة بالفوز، وعقلهم سيكون هناك في البرتغال مع اللقاء الآخر الذي لو انتهى بفوز البرتغال –الإحتمال الأرجح- فستكون مشكلة كبيرة لهم في حالة تعادلهم فقط، فإننا سنكون على موعد مع تنافس تهديفي بين السويد والبرتغال أمام كلاً من ألبانيا وملطة بالترتيب الله يعلم فقط من سيعبره بسلام، وفي كل الأحوال فارق الأهداف هو الحل بالنظر إلى أن الفريقين تعادلا في المواجهات المباشرة (0/0 في المباراتين).
إذاً الواضح أن السويد أمام خيار واضح..! الفوز ولا شيء غيره .. إما للفوز بالصدارة أو على الأقل الإبتعاد عن الحسبة المعقدة مع الفائز من البرتغال والوصول إلى كون الفوز على ألبانيا كافياً للوصول إلى الملحق.
هل تعلم .. ؟
أن الدنمارك والسويد تعود أصولهما لقبائل الفايكينج التي يقال أن طول أقصر من فيها كان يفوق المترين، وأنها القبائل الوحيدة التي استطاعت أن تغزو المملكة البريطانية في التاريخ وفعلت ما عجزت عنه ألمانيا وغيرها .. ؟
البرتغال × المجر.. هل هي النهاية أم البداية يا رونالدو ؟
http://www.goal.com/images/55542_hp.jpg
غريب أمر هذان الفريقان اللذان يدعيان ريال مدريد وبرشلونة.. الصراع بينهما موجود في أي مكان.. شاهدنا صراعاً حياً بين كاكا الريال وميسي الأرجنتين انتهى لصالح نجم ريال مدريد.. الآن نجد أننا لن نشاهد نجم الريال رونالدو أو نجم برشلونة زلاتان إبراهيموفيتش في المونديال.. تأهل واحد منهما ينهي على آمال الآخر والأقرب حتى الآن هو انحناء رونالدو الريال لصالح إبرا البرسا عكس ما حدث في أمريكا الجنوبية بين كاكا وميسي.
لكن من يعلم فربما نجد الإثنان خارج اللعبة في حالة فوز المجر.. هذا البلد الواقع في شرق أوروبا والذي ينافس بكفاح أمام عمالقة أوروبا ولولا هزيمته أمام البرتغال في المباراة الأخيرة بهدف نظيف لكان الفريق في وضع مختلف تماماً.
برتغال "كيروش" في طريقها للإندثار إذا ما خرجت بأي نتيجة غير الفوز، والمدرب –الذي يتساءل كثيرون حول جدارته بقيادة فريق كبير كهذا، تماماً كما فعلوا عندما تولى تدريب الريال- سيدفع بكل أوراقه للحصول على الثلاث نقاط إنتظاراً لما ستسفر عنه مباراة الدنمارك والسويد. إذا لم تتأهل البرتغال فسنجد كيروش يعود بخفى حنين لأستاذه فيرجسون مرة أخرى -كما فعل بعد فشله مع الريال- إنتظاراً لفريق آخر يعرض أن يحظى بخدماته أو بالأحرى فريق يعرض عليه أن يتكفل بالقضاء عليه..!
الإكوادور × أوروجواي .. مواجهة ساخنة تنتظرها الأرجنتين وغيرها
http://www.goal.com/images/31801_hp.jpg
نترك القارة العجوز وصراعاتها الكروية التي لا تنتهي ونبحر إلى قارة أخرى هي القارة اللاتينية.. نتفادى التوقف في بوينس أيرس حيث مارادونا ومشاكله ونتجه إلى الإكوادور حيث لقاء أصحاب الأرض أمام الأوروجواي.
الإكوادور تمتلك 23 نقطة في آخر مركز يؤهل مباشرة إلى نهائيات كأس العالم، وتتقدم بنقطة على الأرجنتين ذات الـ22 نقطة وبنقطتين أمام الأوروجواي وفنزويلا وثلاث نقاط أمام كولومبيا.
أصحاب الأرض يدركون جيداً أن الأمور بأيديهم، فهم يلعبون على أرضهم، وفوزهم يعني تأهلهم تقريباً بالنظر إلى أن المباراة الأخيرة ستكون أمام تشيلي التي ربما تتأهل قبل الجولة الأخيرة.
إذاً الأمور تبدون واضحة، لكنها صعبة لأن الأوروجواي لا تفكر في تعادلات أو أشياء من هذا القبيل.. الفائزة بكأسين للعالم تعرف جيداً أنها أمام مهمة رهيبة يتوجب على رفاق فورلان أن يهزموا فيها الإكوادور ثم يهزموا الجارة اللدودة الأرجنتيني التي يدربها أعظم أعسر لمس الكرة في التاريخ ويلعب بها أعظم أعسر يلمسها حالياً.. مارادونا وميسي.. مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة على الفريق الذي هزم مستحيلاً أكبر بالفوز على البرازيل أمام 200 ألف متفرج وفاز بكأس العالم 1950.. بالتأكيد زمان عن زمان يختلف لكن الجينات موجودة ولا تندثر قارئنا العزيز... فلنرى أين سينتهي المآل بهذه المباراة التي تهم 5 أو 6 فرق.
البحرين × نيوزيلندا .. أرجوكِ لا تكوني ترينيداداً آخر يا نيوزيلندا..!
http://www.goal.com/images/21280_hp.jpg
ستكون كارثة بالفعل إن غاب عرب آسيا عن المونديال القادم.. ففي الوقت الذي ضمن عرب أفريقيا مقعداً ما بين الجزائر ومصر وأصبحت تونس في موقف ممتاز بعد التعادل الغالي أمام نيجيريا، يحمل منتخب الدولة التي تبلغ مساحتها 600كم2 فقط لواء عرب آسيا ويخوض مواجهة فرصته فيها جيدة لحسمها لصالحه والتأهل لكأس العالم للمرة الأولى. مواجهة أمام منتخب نيوزيلندا الذي أظهر في كأس القارات لماذا لم يكن ينافس أستراليا على نصف البطاقة الاوقيانية لأن "الفارق كبير" بين المنتخبين.
البحرين ستلعب المباراة الأولى على أرضها وستخرج لبلاد المروج والسهول في المواجهة الثانية، وربما يكون هذ السيناريو فألاً حسناً هذه المرة بالنظر إلى أن فريق ميلان ماتشالا خاض الملحق في المرة السابقة خارج أرضه أولاً أمام ترينيداد وتعادل هناك 1/1 لكنه خسر مباراته على أرضه في كابوس صعب.
ما يقلقني هو سجل البحرين الضعيف على أرضه -على غير العادة- في هذه التصفيات.. فالفريق خسر أمام اليابان (التي فاز عليها في التصفيات التمهيدية) وأمام أستراليا ،وتعادل في التصفيات التمهيدية أمام عمان وتايلاند، كما كاد ان يضيع كل شيء من بين يديه عندما تعادل مع السعودية قبل أن ينقذ نفسه في الرياض.
لكن تبقى النقطة المضيئة هو قدرة الفريق على تدارك الأمور خارج أرضه في أكثر من مناسبة وهو الأمر الذي سيبقي كل الإحتمالات مفتوحة أمام ممثل العرب الذي نتمنى له كل التوفيق في هذه الموقعة الصعبة التي تحتاج للهدوء قبل كل شيء، وياله من طلب صعب..!
الكاميرون × توجو و الجابون × المغرب .. هل تفعليها يا مغرب وتقلبين الطاولة ؟
http://www.goal.com/images/44571_hp.jpg
من الجميل أن نرى كل الفرق في المجموعة تمتلك فرصاً للتأهل حتى قبل مباراتين من النهاية.. هذا يمنح زخماً وقوة للمباريات بين الفرق، وهذا ما نراه في هذه الحالة. ننتظر المعجزة من المنتخب المغربي والذي وصل الأمر به إلى إنتظار نتائج الآخرين في مفاجأة غير متوقعة لنا لكنها متوقعة بالنظر للأداء الذي ظهر عليه أسود أطلس.
الكاميرون تمتلك 7 نقاط وتواجه توجو صاحبة الـ5 نقاط. مباراة قد تنسف آمال المغرب في حال فوز الكاميرون، لكن المهم حالياً هو تفكير المغرب صاحبة الـ 3 نقاط في كيفية الخروج منتصرة من أرض الجابون ذوي الـ 6 نقاط. لو فازت المغرب وتعادلت الكاميرون فسيكون تأهل المغرب بيدها ..!
ستكون المغرب ذات 6 نقاط وبالمثل الجابون وتوجو وربما نجد صراع أهداف أو يكون فوز المغرب كافياً في حالة تعادلهما.. وقتها ستستحق الكرة مرة أخرى ذاك الوصف.. "مجنونة"..!
تلك كانت أبرز المواجهات التي يخوضها الطرفين بأمل في التأهل.. حاولنا إلقاء الضوء عليها حتى تشاهدوها فالأكيد أنها سكون جد مثيرة وحافلة بالصراع النفسي والتكتيكي إلى أبعد الحدود.
الهدف واحد للكل..التأهل لكأس العالم.. البطولة الأهم.. البطولة الأعظم.. البطولة التي تجذب الأعين أكثر من أي بطولة أخرى على وجه هذا الكوكب الذي نتشارك فيه معاً
مباريات كثيرة قد نطلق عليها هامة، ومباريات أخرى غاية في الأهمية، فطرفي اللقاء بحاجة شديدة إلى الخروج بالنقاط الثلاثة أو على الأقل عدم الخروج بالخسارة لضمان التأهل.
لن نتعمق في المباريات التي تعني نقاطها الكثير لطرف واحد من المباراة كمباراة الأرجنتيني والبيرو مثلاً، لكن سنلقي الضوء على مباريات "تكسير العظام".. تلك المباريات التي لا يقبل فيها طرف أن يخسر –وربما يتعادل أيضاً- أمام الآخر لأن الخسارة أو التعادل قد تعني مجهود أكثر من عامين بالخروج من التصفيات أو على الأقل أن تكون هذه المجهودات مهددة بشدة بالتراجع لخوض الملحق -الذي لا يعلم أحد إلى أين سيأخذه- بدلاً من التأهل المباشر.
فلنرى ما سينتظرنا في هذا السبت الساخن......
روسيا × ألمانيا : الحرب العالمية الثالثة .. هناك في موسكو..
http://www.goal.com/images/37024_hp.jpg
روسيا وألمانيا .. أكبر دولتين منخرطتين في الحرب العالمية الثانية واللتين عانى شعبهما كأكبر ما يكون فيها وأكثر من وقعت بينهما معارك في تلك الحرب الطاحنة يعودان للمواجهة. الدب الروسي يريد الفوز ولا شيء غيره للتأهل مباشرة إلى كأس العالم والناسيونال مانشافات الألماني يريد نقطة واحدة ليتأهل عملياً إذ ستتبقى له مباراة فنلندا على أرضه من المنتظر أن تكون محسومة رغم أن بلد ماركة الهاتف المحمول الشهيرة هي الوحيدة التي فقدت ألمانيا نقاطاً أمامها.
روسيا بقيادة جوس هيدينك –والتي تملك 21 نقطة- تبعد بفارق نقطة واحدة فقط خلف ألمانيا بسبب هزيمتها الوحيدة أمام الأخيرة في مباراة كان الدب الروسي قريباً جداً في الشوط الثاني من الإطاحة بالماكينات.
بالفعل هي مباراة تكسير عظام وستكون غاية في المتعة بالنظر إلى قوة الفريقين وبالنظر إلى ما قدماه في آخر بطولة كبيرة حيث حلت ألمانيا وصيفة في يورو 2008 ووصلت روسيا إلى قبل النهائي.
فمن يفوز في هذه المباراة.. رفاق أرشافين أم رفاق بالاك .. ؟
هل تعلم.. ؟
أن ألمانيا أثناء الحرب العالمية الثانية كانت على بعد أقل من 100 كم عن العاصمة الروسية موسكو والتي هجرها كل مسؤوليها خوفاً على حياتهم، لكن هتلر قرر فجأة أن تتوقف قواته، وانتظر الكثيرون أن يتخذ "الفوهرر" قراره بالمواصلة لكنه لم يفعل، ومن ثم حل الشتاء على القوات الألمانية في العراء وهو السبب الأكبر في هزيمتها حيث مات أكثر من 30% من أفرادها بسبب البرد القارص في الشتاء والذي كان أحد أسوأ فصول الشتاء في الـ50 عاماً الماضية، ويقال إن أرجلهم كانت تموت من البرد داخل أحذيتهم!.. حتى لحظة كتابة السطور لم يعرف أحد سبب قرار هتلر بعدم استئناف التقدم ولا يبدو أنه سيُعرف السبب إلى الأبد...!
التشيك × بولندا : الفرصة الأخيرة .. هناك في براج
http://www.goal.com/images/34522_hp.jpg
إن كنت تفكر في أن المنافسة في مجموعة بلادك أو مجموعة الفريق الذي تشجعه هي الأقوى فعليك أن تعيد حساباتك من جديد.. فعندما ترى أربعة فرق –في مجموعة مكونة من 6 فرق- لا يفصل بينها سوى 3 نقاط وتتصارع على مركز في الملحق الأوروبي فعندئذ ربما تنتبه لما أنت بإنتظاره في هذه المجموعة.
التشيك بـ12 نقطة تواجه بولندا بـ 11 نقطة وينظرون لمباراة أخرى بين سلوفاكيا المتأهلة تقريباً -19 نقطة- والتي تلعب على أرضها أمام سلوفينيا ذات الـ14 نقطة في مباراة يريدها أصحاب الأرض ان تكون إعلان التأهل الرسمي، فيما تراقب آيرلندا الشمالية -ذات الـ14 نقطة هي الأخرى- الموقف وهي سترتاح في هذه الجولة.
لقاء التشيك وبولندا الفائز فيه مولود والخاسر فيه مفقود.. لقاء الفرصة الأخيرة للمنتخبين ولا مجال للتعادل .. الكل سيلعب على الفوز وليس لديه ما يخسره.. لا توجد حسابات معقدة هنا.. من يفوز يستمر وينافس سلوفينيا وآيرلندا الشمالية ومن يخسر فليفكر في اللعب في البرازيل 2014 منذ الآن.
التعادل قد يبقى آمال التشيك فقط ويطيح ببولندا، لكن سيبقى على التشيك إنتظار معجزة من سان مارينو لتوقف سلوفينيا في مباراتها الأخيرة.. لن نقول إن زمن المعجزات قد ولى فهي مقولة ربما تكون مستهلكة بل سنقول إنه لو كان زمن المعجزات في كل الأرض موجوداً حتى الآن فالمعجزات لا يمكن أن تحدث في سان مارينو التي لم تفز في أي مباراة رسمية في تاريخها...!!!! فقط فازت على ليختنشتاين في مباراة ودية عام 2004 بنتيجة 1/0 وتعادلت في مرتين رسميتين فقط أمام لاتفيا وتركيا في تصفيات كأس العالم وفي مباراة في دورة ألعاب البحر المتوسط أمام لبنان.. غير ذلك كل المباريات هزائم في هزائم طوال 19 عاماً هو عمر أول مباراة رسمية في تاريخ هذا الفريق.
هل تعلم .. ؟
أن براج عاصمة التشيك هي أقل عواصم أوروبا –بجانب عاصمة دولة عدم الإنحياز سويسرا- تضرراً في الحرب العالمية الثانية إذ لم تتلقَ العاصمة أية ضربات تقريباً في هذه الحرب الطاحنة وبقت مبانيها العريقة شاهدة على ذلك في شكل فريد ومختلف عن لعواصم الأوروبية التي بنيت من جديد تقريباً بعد الحرب.
عكس ذلك، فربما نجد بولندا وعاصمتها وارسو مثال حي على بشاعة الحروب، إذ اتبع معها الألمان سياسة الأرض المحروقة حيث فجروا كل مبانيها تقريبا قبل إنحسابهم منها، ناهيك عن خسارة ما يقارب الـ 2 مليون بولندي لحياتهم في الحرب.. ربما يكون 2 مليون لا يذكر بالنسبة للـ 50 مليون الذين راحوا ضحية هذه الحرب لكنك ستندهش إن عرفت أن كل تعداد البولنديين وقتها كان 5 مليون..!
الدنمارك × السويد: أحفاد الفايكينج في صراع ناري على الأراضي الجليدية
http://www.goal.com/images/34488_hp.jpg
إنه ديربي بكل ما تحمله الكلمة من معاني.. لا تتصور أن الجيرة بين هذين البلدين تجعل الأمور بسيطة وسهلة، بل إنها شأنها شأن أي جيرة كروية في العالم تحمل عبقاً تنافسياً على الزعامة الإسكندنافية وسط مراقبة خجولة للنرويج التي تعرف أن الفريقين هما الأكبر في إسكندنافيا.
ربما تجد أن الفريقين لا يقدمان الأداء الجمالي بقوة، لكن العجيب والغريب أن الصراع بينهما يولد جمالاً غير عادي في مبارياتهما معاً، ولا أعتقد أنه سيكون استثناءاً لقاعدة الجمال في هذه المباراة.
الدنمارك تحتل المركز الأول بـ18 نقطة وتليها السويد بـ15 نقطة ومن ثم البرتغال والمجر –اللقاء الذي سنتطرق إليهما بعد قليل- برصيد 13 نقطة.
الدنمارك تحتاج لنقطة واحدة لتعلن تأهلها لكأس العالم، فحتى لو خسرت الدنمارك آخر مبارياتها وفاز السويد ستظل الدنمارك متفوقة في الأهداف بشكل واضح كما أنها تتفوق في المواجهات المباشرة لسابق فوزها في السويد بهدف نظيف. أما رفاق زلاتان إبراهيموفيتش فسيلعب قلبهم هنا في الدنمارك على أمل الظفر بصدارة المجموعة بالفوز، وعقلهم سيكون هناك في البرتغال مع اللقاء الآخر الذي لو انتهى بفوز البرتغال –الإحتمال الأرجح- فستكون مشكلة كبيرة لهم في حالة تعادلهم فقط، فإننا سنكون على موعد مع تنافس تهديفي بين السويد والبرتغال أمام كلاً من ألبانيا وملطة بالترتيب الله يعلم فقط من سيعبره بسلام، وفي كل الأحوال فارق الأهداف هو الحل بالنظر إلى أن الفريقين تعادلا في المواجهات المباشرة (0/0 في المباراتين).
إذاً الواضح أن السويد أمام خيار واضح..! الفوز ولا شيء غيره .. إما للفوز بالصدارة أو على الأقل الإبتعاد عن الحسبة المعقدة مع الفائز من البرتغال والوصول إلى كون الفوز على ألبانيا كافياً للوصول إلى الملحق.
هل تعلم .. ؟
أن الدنمارك والسويد تعود أصولهما لقبائل الفايكينج التي يقال أن طول أقصر من فيها كان يفوق المترين، وأنها القبائل الوحيدة التي استطاعت أن تغزو المملكة البريطانية في التاريخ وفعلت ما عجزت عنه ألمانيا وغيرها .. ؟
البرتغال × المجر.. هل هي النهاية أم البداية يا رونالدو ؟
http://www.goal.com/images/55542_hp.jpg
غريب أمر هذان الفريقان اللذان يدعيان ريال مدريد وبرشلونة.. الصراع بينهما موجود في أي مكان.. شاهدنا صراعاً حياً بين كاكا الريال وميسي الأرجنتين انتهى لصالح نجم ريال مدريد.. الآن نجد أننا لن نشاهد نجم الريال رونالدو أو نجم برشلونة زلاتان إبراهيموفيتش في المونديال.. تأهل واحد منهما ينهي على آمال الآخر والأقرب حتى الآن هو انحناء رونالدو الريال لصالح إبرا البرسا عكس ما حدث في أمريكا الجنوبية بين كاكا وميسي.
لكن من يعلم فربما نجد الإثنان خارج اللعبة في حالة فوز المجر.. هذا البلد الواقع في شرق أوروبا والذي ينافس بكفاح أمام عمالقة أوروبا ولولا هزيمته أمام البرتغال في المباراة الأخيرة بهدف نظيف لكان الفريق في وضع مختلف تماماً.
برتغال "كيروش" في طريقها للإندثار إذا ما خرجت بأي نتيجة غير الفوز، والمدرب –الذي يتساءل كثيرون حول جدارته بقيادة فريق كبير كهذا، تماماً كما فعلوا عندما تولى تدريب الريال- سيدفع بكل أوراقه للحصول على الثلاث نقاط إنتظاراً لما ستسفر عنه مباراة الدنمارك والسويد. إذا لم تتأهل البرتغال فسنجد كيروش يعود بخفى حنين لأستاذه فيرجسون مرة أخرى -كما فعل بعد فشله مع الريال- إنتظاراً لفريق آخر يعرض أن يحظى بخدماته أو بالأحرى فريق يعرض عليه أن يتكفل بالقضاء عليه..!
الإكوادور × أوروجواي .. مواجهة ساخنة تنتظرها الأرجنتين وغيرها
http://www.goal.com/images/31801_hp.jpg
نترك القارة العجوز وصراعاتها الكروية التي لا تنتهي ونبحر إلى قارة أخرى هي القارة اللاتينية.. نتفادى التوقف في بوينس أيرس حيث مارادونا ومشاكله ونتجه إلى الإكوادور حيث لقاء أصحاب الأرض أمام الأوروجواي.
الإكوادور تمتلك 23 نقطة في آخر مركز يؤهل مباشرة إلى نهائيات كأس العالم، وتتقدم بنقطة على الأرجنتين ذات الـ22 نقطة وبنقطتين أمام الأوروجواي وفنزويلا وثلاث نقاط أمام كولومبيا.
أصحاب الأرض يدركون جيداً أن الأمور بأيديهم، فهم يلعبون على أرضهم، وفوزهم يعني تأهلهم تقريباً بالنظر إلى أن المباراة الأخيرة ستكون أمام تشيلي التي ربما تتأهل قبل الجولة الأخيرة.
إذاً الأمور تبدون واضحة، لكنها صعبة لأن الأوروجواي لا تفكر في تعادلات أو أشياء من هذا القبيل.. الفائزة بكأسين للعالم تعرف جيداً أنها أمام مهمة رهيبة يتوجب على رفاق فورلان أن يهزموا فيها الإكوادور ثم يهزموا الجارة اللدودة الأرجنتيني التي يدربها أعظم أعسر لمس الكرة في التاريخ ويلعب بها أعظم أعسر يلمسها حالياً.. مارادونا وميسي.. مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة على الفريق الذي هزم مستحيلاً أكبر بالفوز على البرازيل أمام 200 ألف متفرج وفاز بكأس العالم 1950.. بالتأكيد زمان عن زمان يختلف لكن الجينات موجودة ولا تندثر قارئنا العزيز... فلنرى أين سينتهي المآل بهذه المباراة التي تهم 5 أو 6 فرق.
البحرين × نيوزيلندا .. أرجوكِ لا تكوني ترينيداداً آخر يا نيوزيلندا..!
http://www.goal.com/images/21280_hp.jpg
ستكون كارثة بالفعل إن غاب عرب آسيا عن المونديال القادم.. ففي الوقت الذي ضمن عرب أفريقيا مقعداً ما بين الجزائر ومصر وأصبحت تونس في موقف ممتاز بعد التعادل الغالي أمام نيجيريا، يحمل منتخب الدولة التي تبلغ مساحتها 600كم2 فقط لواء عرب آسيا ويخوض مواجهة فرصته فيها جيدة لحسمها لصالحه والتأهل لكأس العالم للمرة الأولى. مواجهة أمام منتخب نيوزيلندا الذي أظهر في كأس القارات لماذا لم يكن ينافس أستراليا على نصف البطاقة الاوقيانية لأن "الفارق كبير" بين المنتخبين.
البحرين ستلعب المباراة الأولى على أرضها وستخرج لبلاد المروج والسهول في المواجهة الثانية، وربما يكون هذ السيناريو فألاً حسناً هذه المرة بالنظر إلى أن فريق ميلان ماتشالا خاض الملحق في المرة السابقة خارج أرضه أولاً أمام ترينيداد وتعادل هناك 1/1 لكنه خسر مباراته على أرضه في كابوس صعب.
ما يقلقني هو سجل البحرين الضعيف على أرضه -على غير العادة- في هذه التصفيات.. فالفريق خسر أمام اليابان (التي فاز عليها في التصفيات التمهيدية) وأمام أستراليا ،وتعادل في التصفيات التمهيدية أمام عمان وتايلاند، كما كاد ان يضيع كل شيء من بين يديه عندما تعادل مع السعودية قبل أن ينقذ نفسه في الرياض.
لكن تبقى النقطة المضيئة هو قدرة الفريق على تدارك الأمور خارج أرضه في أكثر من مناسبة وهو الأمر الذي سيبقي كل الإحتمالات مفتوحة أمام ممثل العرب الذي نتمنى له كل التوفيق في هذه الموقعة الصعبة التي تحتاج للهدوء قبل كل شيء، وياله من طلب صعب..!
الكاميرون × توجو و الجابون × المغرب .. هل تفعليها يا مغرب وتقلبين الطاولة ؟
http://www.goal.com/images/44571_hp.jpg
من الجميل أن نرى كل الفرق في المجموعة تمتلك فرصاً للتأهل حتى قبل مباراتين من النهاية.. هذا يمنح زخماً وقوة للمباريات بين الفرق، وهذا ما نراه في هذه الحالة. ننتظر المعجزة من المنتخب المغربي والذي وصل الأمر به إلى إنتظار نتائج الآخرين في مفاجأة غير متوقعة لنا لكنها متوقعة بالنظر للأداء الذي ظهر عليه أسود أطلس.
الكاميرون تمتلك 7 نقاط وتواجه توجو صاحبة الـ5 نقاط. مباراة قد تنسف آمال المغرب في حال فوز الكاميرون، لكن المهم حالياً هو تفكير المغرب صاحبة الـ 3 نقاط في كيفية الخروج منتصرة من أرض الجابون ذوي الـ 6 نقاط. لو فازت المغرب وتعادلت الكاميرون فسيكون تأهل المغرب بيدها ..!
ستكون المغرب ذات 6 نقاط وبالمثل الجابون وتوجو وربما نجد صراع أهداف أو يكون فوز المغرب كافياً في حالة تعادلهما.. وقتها ستستحق الكرة مرة أخرى ذاك الوصف.. "مجنونة"..!
تلك كانت أبرز المواجهات التي يخوضها الطرفين بأمل في التأهل.. حاولنا إلقاء الضوء عليها حتى تشاهدوها فالأكيد أنها سكون جد مثيرة وحافلة بالصراع النفسي والتكتيكي إلى أبعد الحدود.