راضـــي
22-07-2004, 12:05 PM
من قصائد احد فطاحل الشعر العربي
ابو فراس الحمداني:
اراك عصي الدمع
أراك عصي الدمع شيمتـك الصبـر
أمـا للهوى نهـي عليـك ولا أمـر
بلـى أنـا مشتـاق وعنـدي لوعـة
ولكـن مثلـي لا يـذاع لـه سـر
إذا الليل أضواني بسطت يد الهـوى
وأذللت دمعا مـن خلائقـه الكبـر
تكاد تضيئ النـار بيـن جوانحـي
إذا هي أذكتهـا الصبابـة والفكـر
معللتي بالوصـل والمـوت دونـه
إذا مت ظمآنتـا فـلا نـزل القطـر
حفظـت و ضيعـت المـودة بيننـا
و أحسن من بعض الوفاء لك العذر
ومـا هـذه الأيـام إلا صحـائـف
لأحرفها مـن كـف كاتبهـا بشـر
بنفسي من الغادين في الحـي غـادة
هواي لهـا ذنـب وبهجتهـا عـذر
تروغ إلى الواشيـن فـي وإن لـي
لأذنا بها عـن كـل واشيـة وقـر
بدوت وأهلـي حاضـرون لأننـي
أرى أن دارا لست من أهلهـا قفـر
وحاربت قومي في هـواك وإنهـم
وإياي لولا حبـك المـاء والخمـر
فإن يك ما قال الوشـاة ولـم يكـن
فقد يهدم الإيمـان مـا شيـد الكفـر
وفيت وفـي بعـض الوفـاء مذلـة
لإنسانة في الحـي شيمتهـا الغـدر
وقـور وريعـان الصبـا يستفزهـا
فتـأرن أحيانـا كمـا أرن المـهـر
تسائلني مـن أنـت وهـي عليمـة
وهل بفتى مثلي علـى حالـه نكـر
فقلت كما شاءت وشاء لهـا الهـوى
قتيلـك قالـت أيهـم فهـم كـثـر
فقلت لهـا لـو شئـت لـم تتعنتـي
ولم تسألي عني وعندك بـي خبـر
فقالت لقد أزرى بك الدهـر بعدنـا
فقلت معاذ الله بـل أنـت لا الدهـر
وما كان للأحـزان لـولاك مسلـك
إلى القلب لكن الهوى للبلـى جسـر
وتهلك بين الهـزل والجـد مهجـة
إذا ما عداها البيـن عذبهـا الهجـر
فأيقنت أن لا عـز بعـدي لعاشـق
وأن يدي ممـا علقـت بـه صفـر
وقلبت أمـري لا أرى لـي راحـة
إذا البين أنساني ألـم بـي الهجـر
فعدت إلى حكـم الزمـان وحكمهـا
لها الذنب لا تجزى به ولي العـذر
كأنـي أنـادي دون ميثـاء ظبـيـة
على شـرف ظميـاء جللها الذعـر
تجفـل حينـا ثـم ترنـو كأنـهـا
تنادي طلا بالواد أعجـزه الخضـر
فلا تنكرينـي يـا ابنـة العـم إنـه
ليعرف من أنكرته البـدو والحضـر
ولا تنكرينـي إننـي غيـر منكـر
إذا زلت الأقدام واستنـزل النصـر
وإنـي لـجـرار لـكـل كتيـبـة
معـودة أن لا يخـل بهـا النصـر
إنـي لـنـزال بـكـل مخـوفـة
كثير إلـى نزالهـا النظـر الشـزر
وأسغب حتى يشبع الذئـب والنسـر
ولا أصبح الحـي الخلـوف بغـارة
ولا الجيش ما لم تأته قبلـي النـذر
ويـارب دار لـم تخفنـي منعـيـة
طلعت عليها بالـردى أنـا والفجـر
وحي رددت الخيـل حتـى ملكتـه
هزيما وردتنـي البراقـع والخمـر
وساحبـة الأذيـال نحـوي لقيتهـا
فلم يلقها جافـي اللقـاء ولا وعـر
وهبت لها ما حـازه الجيـش كلـه
ورحت ولم يكشـف لأبياتهـا ستـر
ولا راح يطغينـي بأثوابـه الغنـى
ولا بات يثنيني عـن الكـرم الفقـر
وما حاجتي بالمـال أبغـي وفـوره
إذا لم أفر عرضي فلا وفر الوفـر
أسرت وما صحبي بعزل لدى الوغى
ولا فرسي مهـر ولا ربـه غمـر
ولكن إذا حم القضاء علـى امـرئ
فليـس لـه بـر يقيـه ولا بـحـر
وقال أصيحابي الفـرار أم الـردى
فقلت همـا أمـران أحلاهمـا مـر
يقولون لي بعت السلامـة بالـردى
فقلت أمـا والله مـا نالنـي خسـر
وهل يتجافى عنـي المـوت ساعـة
إذا ما تجافى عني الأسـر والضـر
هو الموت فاختر ما علا لك ذكـره
فلم يمت الإنسان مـا حيـي الذكـر
ولا خير في دفـع الـردى بمذلـة
كما ردهـا يومـا بسوءتـه عمـرو
يمنـون أن خلـوا ثيابـي وإنـمـا
علـي ثيـاب مـن دماءهـم حمـر
وقائـم سيـف فيهـم أنـدق نصلـه
وأعقاب رمح فيهـم حطـم الصـدر
سيذكرنـي قومـي إذا جـد جدهـم
وفي الليلـة الظلمـاء يفتقـد البـدر
فإن عشت فالطعن الـذي يعرفونـه
وتلك القنا والبيض والضمر الشقـر
وإن مـت فالإنسـان لا بـد ميـت
وإن طالت الأيـام وانفسـح العمـر
ولو سد غيري ما سددت اكتفوا بـه
وما كان يغلو التبر لو نفق الصفـر
ونحـن أنـاس لا توسـط عنـدنـا
لنا الصدر دون العالميـن أو القبـر
تهون علينا فـي المعالـي نفوسنـا
ومن خطب الحسناء لم يغلها المهـر
أعز بني الدنيا وأعلـى ذوي العـلا
وأكرم من فوق التـراب ولا فخـر
ابو فراس الحمداني:
اراك عصي الدمع
أراك عصي الدمع شيمتـك الصبـر
أمـا للهوى نهـي عليـك ولا أمـر
بلـى أنـا مشتـاق وعنـدي لوعـة
ولكـن مثلـي لا يـذاع لـه سـر
إذا الليل أضواني بسطت يد الهـوى
وأذللت دمعا مـن خلائقـه الكبـر
تكاد تضيئ النـار بيـن جوانحـي
إذا هي أذكتهـا الصبابـة والفكـر
معللتي بالوصـل والمـوت دونـه
إذا مت ظمآنتـا فـلا نـزل القطـر
حفظـت و ضيعـت المـودة بيننـا
و أحسن من بعض الوفاء لك العذر
ومـا هـذه الأيـام إلا صحـائـف
لأحرفها مـن كـف كاتبهـا بشـر
بنفسي من الغادين في الحـي غـادة
هواي لهـا ذنـب وبهجتهـا عـذر
تروغ إلى الواشيـن فـي وإن لـي
لأذنا بها عـن كـل واشيـة وقـر
بدوت وأهلـي حاضـرون لأننـي
أرى أن دارا لست من أهلهـا قفـر
وحاربت قومي في هـواك وإنهـم
وإياي لولا حبـك المـاء والخمـر
فإن يك ما قال الوشـاة ولـم يكـن
فقد يهدم الإيمـان مـا شيـد الكفـر
وفيت وفـي بعـض الوفـاء مذلـة
لإنسانة في الحـي شيمتهـا الغـدر
وقـور وريعـان الصبـا يستفزهـا
فتـأرن أحيانـا كمـا أرن المـهـر
تسائلني مـن أنـت وهـي عليمـة
وهل بفتى مثلي علـى حالـه نكـر
فقلت كما شاءت وشاء لهـا الهـوى
قتيلـك قالـت أيهـم فهـم كـثـر
فقلت لهـا لـو شئـت لـم تتعنتـي
ولم تسألي عني وعندك بـي خبـر
فقالت لقد أزرى بك الدهـر بعدنـا
فقلت معاذ الله بـل أنـت لا الدهـر
وما كان للأحـزان لـولاك مسلـك
إلى القلب لكن الهوى للبلـى جسـر
وتهلك بين الهـزل والجـد مهجـة
إذا ما عداها البيـن عذبهـا الهجـر
فأيقنت أن لا عـز بعـدي لعاشـق
وأن يدي ممـا علقـت بـه صفـر
وقلبت أمـري لا أرى لـي راحـة
إذا البين أنساني ألـم بـي الهجـر
فعدت إلى حكـم الزمـان وحكمهـا
لها الذنب لا تجزى به ولي العـذر
كأنـي أنـادي دون ميثـاء ظبـيـة
على شـرف ظميـاء جللها الذعـر
تجفـل حينـا ثـم ترنـو كأنـهـا
تنادي طلا بالواد أعجـزه الخضـر
فلا تنكرينـي يـا ابنـة العـم إنـه
ليعرف من أنكرته البـدو والحضـر
ولا تنكرينـي إننـي غيـر منكـر
إذا زلت الأقدام واستنـزل النصـر
وإنـي لـجـرار لـكـل كتيـبـة
معـودة أن لا يخـل بهـا النصـر
إنـي لـنـزال بـكـل مخـوفـة
كثير إلـى نزالهـا النظـر الشـزر
وأسغب حتى يشبع الذئـب والنسـر
ولا أصبح الحـي الخلـوف بغـارة
ولا الجيش ما لم تأته قبلـي النـذر
ويـارب دار لـم تخفنـي منعـيـة
طلعت عليها بالـردى أنـا والفجـر
وحي رددت الخيـل حتـى ملكتـه
هزيما وردتنـي البراقـع والخمـر
وساحبـة الأذيـال نحـوي لقيتهـا
فلم يلقها جافـي اللقـاء ولا وعـر
وهبت لها ما حـازه الجيـش كلـه
ورحت ولم يكشـف لأبياتهـا ستـر
ولا راح يطغينـي بأثوابـه الغنـى
ولا بات يثنيني عـن الكـرم الفقـر
وما حاجتي بالمـال أبغـي وفـوره
إذا لم أفر عرضي فلا وفر الوفـر
أسرت وما صحبي بعزل لدى الوغى
ولا فرسي مهـر ولا ربـه غمـر
ولكن إذا حم القضاء علـى امـرئ
فليـس لـه بـر يقيـه ولا بـحـر
وقال أصيحابي الفـرار أم الـردى
فقلت همـا أمـران أحلاهمـا مـر
يقولون لي بعت السلامـة بالـردى
فقلت أمـا والله مـا نالنـي خسـر
وهل يتجافى عنـي المـوت ساعـة
إذا ما تجافى عني الأسـر والضـر
هو الموت فاختر ما علا لك ذكـره
فلم يمت الإنسان مـا حيـي الذكـر
ولا خير في دفـع الـردى بمذلـة
كما ردهـا يومـا بسوءتـه عمـرو
يمنـون أن خلـوا ثيابـي وإنـمـا
علـي ثيـاب مـن دماءهـم حمـر
وقائـم سيـف فيهـم أنـدق نصلـه
وأعقاب رمح فيهـم حطـم الصـدر
سيذكرنـي قومـي إذا جـد جدهـم
وفي الليلـة الظلمـاء يفتقـد البـدر
فإن عشت فالطعن الـذي يعرفونـه
وتلك القنا والبيض والضمر الشقـر
وإن مـت فالإنسـان لا بـد ميـت
وإن طالت الأيـام وانفسـح العمـر
ولو سد غيري ما سددت اكتفوا بـه
وما كان يغلو التبر لو نفق الصفـر
ونحـن أنـاس لا توسـط عنـدنـا
لنا الصدر دون العالميـن أو القبـر
تهون علينا فـي المعالـي نفوسنـا
ومن خطب الحسناء لم يغلها المهـر
أعز بني الدنيا وأعلـى ذوي العـلا
وأكرم من فوق التـراب ولا فخـر