مستر كيكو
30-10-2009, 10:27 PM
الموت يطلبك
يا جنادة! استعدّ لسفرك، وحصّل زادك قبل حلول أجلك، واعلم انّك تطلب الدنيا والموت يطلبك، ولا تحمل همّ يومك الذي لم يأت على يومك الذي أنت فيه، واعلم انك لا تكسب من المال شيئاً فوق قوتك، الا كنت فيه خازناً لغيرك، واعلم: انّ الدنيا في حلالها حساب، وفي حرامها عقاب، وفي الشبهات عتاب، فأنزل الدنيا بمنزلة الميتة خذ منها ما يكفيك، فان كان حلالاً كنت قد زهدت فيه، وان كان حراماً لم يكن فيه وزر، فأخذت منه كما أخذت من الميتة، وإن العقاب، فالعقاب يسير، واعمل لدنياك كأنك تعيش ابداً، واعمل لآخرتك كأنّك تموت غداً، واذا أردت عزّاً بلا عشيرة، وهيبةً بلا سلطان، فاخرج من ذل معصية الله إلى عزّ طاعة الله عزّ وجلّ، واذا نازعتك إلى صحبة الرجال حاجة، فاصحب من اذا صحبته زانك، واذا أخذت منه صانك، واذا أردت منه معونةً أعانك، وان قلت صدق قولك، وان صلت شدّ صولتك، وان مددت يدك بفضلٍ مدّها، وان بدت منك ثلمة سدّها، وان رأى منك حسنةً عدّها، وان سألته اعطاك، وان سكتّ عنه ابتدأك، وان نزلت بك إحدى الملمات واساك، من لا تأتيك منه البوائق، ولا تختلف عليك منه الطرائق، ولا يخذلك عند الحقائق وان تنازعما منقسما آثرك.
الموت
سئل الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام: ما الموت الذي جهلوه؟ قال: أعظم سرورٍ يرد على المؤمنين، اذا نقلوا عن دار النكد إلى نعيم الابد، وأعظم ثبور يرد على الكافرين، اذا نقلوا عن جنتهم، إلى نارٍ لا تبيد ولا تنفذ[15].
قال رجل للحسن: إني أخاف الموت! قال:
ذاك أنك أخرّت مالك، ولو قدمته لسرّك أن تلحق به[16].
ومرّ (عليه السلام) على ميت يراد دفنه فقال:
ان أمراً هذا آخره، لحقيق بأن يزهد في أوّله، وإنّ أمراً هذا أوله لحقيق أن يخاف من آخره[17].
هول المطّلع
لما حضرت الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام الوفاة، بكى فقيل: ياابن رسول الله تبكي ومكانك من رسول الله الذي أنت به، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله فيك ما قال، وقد حججت عشرين حجةً ماشياً، وقد قاسمت ربّك مالك ثلاث مرّات حتى النعمل والنعمل؟ فقال: (إنما أبكي لخصلتين: لهول المطّلع، وفراق الأحبّة).
يا جنادة! استعدّ لسفرك، وحصّل زادك قبل حلول أجلك، واعلم انّك تطلب الدنيا والموت يطلبك، ولا تحمل همّ يومك الذي لم يأت على يومك الذي أنت فيه، واعلم انك لا تكسب من المال شيئاً فوق قوتك، الا كنت فيه خازناً لغيرك، واعلم: انّ الدنيا في حلالها حساب، وفي حرامها عقاب، وفي الشبهات عتاب، فأنزل الدنيا بمنزلة الميتة خذ منها ما يكفيك، فان كان حلالاً كنت قد زهدت فيه، وان كان حراماً لم يكن فيه وزر، فأخذت منه كما أخذت من الميتة، وإن العقاب، فالعقاب يسير، واعمل لدنياك كأنك تعيش ابداً، واعمل لآخرتك كأنّك تموت غداً، واذا أردت عزّاً بلا عشيرة، وهيبةً بلا سلطان، فاخرج من ذل معصية الله إلى عزّ طاعة الله عزّ وجلّ، واذا نازعتك إلى صحبة الرجال حاجة، فاصحب من اذا صحبته زانك، واذا أخذت منه صانك، واذا أردت منه معونةً أعانك، وان قلت صدق قولك، وان صلت شدّ صولتك، وان مددت يدك بفضلٍ مدّها، وان بدت منك ثلمة سدّها، وان رأى منك حسنةً عدّها، وان سألته اعطاك، وان سكتّ عنه ابتدأك، وان نزلت بك إحدى الملمات واساك، من لا تأتيك منه البوائق، ولا تختلف عليك منه الطرائق، ولا يخذلك عند الحقائق وان تنازعما منقسما آثرك.
الموت
سئل الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام: ما الموت الذي جهلوه؟ قال: أعظم سرورٍ يرد على المؤمنين، اذا نقلوا عن دار النكد إلى نعيم الابد، وأعظم ثبور يرد على الكافرين، اذا نقلوا عن جنتهم، إلى نارٍ لا تبيد ولا تنفذ[15].
قال رجل للحسن: إني أخاف الموت! قال:
ذاك أنك أخرّت مالك، ولو قدمته لسرّك أن تلحق به[16].
ومرّ (عليه السلام) على ميت يراد دفنه فقال:
ان أمراً هذا آخره، لحقيق بأن يزهد في أوّله، وإنّ أمراً هذا أوله لحقيق أن يخاف من آخره[17].
هول المطّلع
لما حضرت الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام الوفاة، بكى فقيل: ياابن رسول الله تبكي ومكانك من رسول الله الذي أنت به، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله فيك ما قال، وقد حججت عشرين حجةً ماشياً، وقد قاسمت ربّك مالك ثلاث مرّات حتى النعمل والنعمل؟ فقال: (إنما أبكي لخصلتين: لهول المطّلع، وفراق الأحبّة).