المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجزء الثاني : الرجل العظيم .... شهيد وقائد رياضي


فهد الشمري
31-07-2004, 11:24 AM
مات شهيدا



و.. ومات فهد الأحمد شهيدا دفاعا عن الحق والكرامة وكان مكتب فهد الأحمد مفتوحا لكل الناس للرياضيين وغير الرياضيين على المقاعد المتناثرة بجوار المكتب كان يمضي الساعات يناقش بود وبعاتب برقة ويشرح في بساطة .. كان معارضوه يجدون في طيبة قلبه .. ما يشجعهم على الحوار .. لم يحدث يوما أن ضاق بهم مكتبه أو خرجوا دون مصافحته وتوديعه إلا بالقبلات والأحضان.
ولم يختلف الحال في منزله .. حيث كان مستعدا لاستقبال أي كان في أي وقت .. وحتى أصحاب الحاجات كانوا يلقون كل الترحاب ..فمن تصادفه مشكلة خاصة به ..أو بأحد أبنائه أو أقاربه ..يلجأ لأبو احمد لمساعدته في حلها .. كان مبدأه في الحياة الوقوف بجانب الضعيف حتى يقوى والضرب بيد قوية على المتسلطين لذا اجتمعت القلوب حوله حتى أن برنامجه اليومي المزدحم بالعمل يمنعه يوما من اللقاء بالناس .. حتى في أيام شدة المرض عليه فقد حدث أن منع أطباء المستشفى الأميري الزيارة عنه إلا انه طلب من معاونيه فتح الأبواب لاستقبال إخوانه .. لقد كان قلبه كبيرا يتسع لحب الكويتيين والمقيمين العرب ..لقد كان (يرحمه الله) صاحب القلب الذهبي الكبير.

الســيرة الذاتية للشــهيد
ولد الشهيد فهد الأحمد الجابر الصباح (يرحمه الله) في الكويت في العاشر من الشهر الثامن من عام 1945 وهو الأخ الأصغر لسمو أمير البلاد المفدى الشيخ جابر الأحمد الصباح.
الوضع العائلي: متزوج وأولاده هم:
- الشيخ/ احمد فهد الأحمـــد
- الشيخ/ طلال فهد الأحمــد
- الشيخ/ عذبي فهد الأحمــد
- الشيخ/ خالد فهد الأحمــــد
- الشيخ/ ضاري فهد الأحمد
- الشيخة/ بيبي فهد الأحمـــد

التعليــــــم:
الابتدائي والثانوي في الكويت ، خريج الأكاديمية العسكرية في إنكلترا.

الوظيفـــــة:
رجل دولة.

حياته العسكرية:
- التحق الشهيد برتبــة مرشـح ضابــط من تاريخ 22/4/1963.
- رقـــــــي إلى رتبــــــــــة مـــــلازم ثـــــان فـي 19/7/1967.
- أرسل في بعثة عسكرية إلى المملكة المتحدة في 30/7/1969.
- رقـــــــي إلى رتبـــــــــــة نقيـــــــــــــــــــب في 7/6/1970.

مناصب عسكرية:
- ضابـط أركان الحـــرس الأميــــري اعتبـــارا من 25/11/1968 برتبة مــلازم أول.
- آمر لكتيبـــة المغاوير الثانيــــــــة بالوكالـــــة،اشترك مع الجيش الكويتي في جبهــــــات القتال ضمن لواء اليرموك في جمهوريـــــــة مصر العربيـــــة حيث التحق بتاريـــــــــــخ 29/5/1967 وعـــــــــــــــــاد إلى الكويـــــــــــــت فـــــــي 1/9/1967.
- عيـــــــــــن معلمـــــــــــــا في الكليــــــــــــــــــــــــــــة العســــــــــــــــــــــــــــــــكرية.
- قبلــت اســتقالته من الخدمة العســــكرية لأول مــــــــــرة اعتبـــــــــارا من 2/7/1969.
- عـــــــــــــــــاد إلى الخـــــــــــــــــــــــــدمة العســــــــــــــــــــــــــكرية في 7/6/1970.
- انتهت خدمته العســـــكرية بالاســـــتقالة وهو برتبة نقيــــــب اعتبارا من 20/3/1973.

أوســــــمة
حصل الشهيد على الأوسمة التالية
- نــــــــــــــــــــــوط الخــــــــــــــــــــــــــدمة البرونــــــــــــــــــــــــــــــــــــزي.
- نوط الشــــــــــــــجاعة من الطبقــــــــــــــة الأولــــــــــي من مصــــــــــــــــــر.
- وســـــــــــــــام الواجـــــــــــب العســـــــــكري من الدرجــــــــة الأولـــــــــــى.
- وســـــــــــــــــام منظمـــــــــــــــــــــــة التحريــــــــــــــــر الفلســــــــــــــطينية.
- وســــــــــــام الصــــــــــــف الثانـــــــــي من جمهـــــــــــورية تــــــــــــــونس.
- درجة الدكتوراه الفخرية في القانون من جامعة سيئول بكــــــوريا الجنـــــــوبية.
- درجة الدكتوراه الفخـــرية من جامعـــــة حلــــوان بجمهورية مصــــر العربيــة.
- وســــــــــــــــام التقديــــــــــــــــــــر من منظمــــــــــــــــــة اليونســــــــــــــكو.
- منـــــــــــــــح الجنســــــــــــــــــــية الفخـــــــــــــــــــــرية اليابانيـــــــــــــــــــة.
- وســــــــــام الجمهـــــــــــــورية اليمنيــــــــــــــة من الدرجــــــــة الأولـــــــى .
- الوسام الذهبي الأولمبي من الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.

العمل الفـدائي
- قاتل في صفـــــوف منظمة التحرير الفلســــطينية ضمن العمل الفدائي ضد العدو الصهيــوني منذ العام 1965 وحتى العام 1972 ، انطــــــلاقا من جنــــــــوب لبنــــان، وقد أصيب ثلاث مرات إثناء العمليــــــات العســــــكرية داخل الأراضــــــــي المحتلـــة.
- قاتــــــــــــــــــــــــــــــل في معركـــــــــــــــــــــــــــــــــة الكرامــــــــــــــــــة بالأردن.
- استشـهد في الثاني من أغســطس ( الأسود) 1990 برصاصــة قناص عراقي غادر ، إثناء دفاعه عن قصر دســـــــمان فعرف باســـــــم شـــــــهيد بوابة دسمان..وحـــــــــدث ذلك إثناء الغــــــــــزو العراقــــــــــــي الغاشـــــــــم لدولــــــــــــــــــــة الكويـــــــــــــت.

حياتـه الرياضيـة
شغل فقيد الرياضة العربية والعالمية المناصب التالية:
- رئيس اللجنة الأولمبية الكويتية من العام 1974حتى 1985، ثم أعيد انتخابه رئيسا للجنة الأولمبية الكويتية في العام 1987 وظل في هذا المنصـــــب حتى استشــهاده عام 1990.
- رئيس الاتحــــــــــــــاد الكويتي لكرة القدم من العام 1978 وأعيـــــــــــــد انتخابــــــــــــه عام 1987 وظــــــــــــــــــل في منصبـــــــــــه حتى استشــــــــــهاده يرحمـــــــــــه الله.
- رئيـــــــــــس نـــــــــــــادي القادســـــــــــــية من العـــــــــام 1969 حتــــــــــــى 1979.
- رئيس الاتحـــــــاد الكويـــــتي لكـــــــــرة الســــــــــــــلة من 1974 حتـــــــى 1977.
وشغل الشهيد مناصب رياضيــــة في الاتحـــــــــادات العربيــــــة:
- النائب الأول لرئيس الاتحاد العربي للألعاب الرياضية منذ العام 1976 وحتى استشهاده.
- النائـــــب الأول لرئيس الاتحــــــاد العربي لكرة الســـــــلة من 1964 وحتـــــى 1966.
وشغل الشهيد عددا من المناصب في الاتحادات الرياضية الآسيوية:
- رئيس الاتحاد العام للاتحـــادات الرياضيـــــــــة الآســــيوية من العام 1979حتى 1982.
- رئيس الاتحاد الآســـــــــــيوي لكــــــــــــرة اليـــــــــــد منـــــــــــــذ العــــــــــــام 1974.
- رئيــــس المجلس الأولمبــــــــــــي الآســـــــــــــيوي مـنــــــــــــذ العـــــــــــــــام 1982.

مناصبه في الهيئات الرياضية الدولية:
- نائب رئيس الاتحـــــاد الدولـــي لكرة اليـــــــــد منــــــــذ العام 1980.
- نائب رئيس اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية ( الاكنو) منذ العام 1979.
- عضو اللجنــــــــة الأولمبيــــــــة الدوليــــــــة منـــــــذ العــــام 1980.
- رئيس اللجنـــــــة العليـــــــا الآســـــــيوية للتنســـــيق منذ العام 1983.
- نائب رئيس الاتحــــاد الدولــــــي لكــــــرة القـــــــدم حتى العام 1990.

مشاركاته الرياضية:
قاد الشهيد فهد الأحمد المهام التالية
- وفــد الكويـــت الذي سشارك في دورة الألعاب الآســــــيوية الســـــابعة – طهران 1974.
- وفد الكويــــت الذي شارك بدورة الألعاب الأولمبية الحادية والعشرين – مونتريال 1976.
- وفد الكويت الذي شارك بدورة الألعــــــاب الآسيوية الثامنـــــــــة – بانكــــــــــوك 1978.
- وفد الكويت الذي شارك في دورة الألعاب الأولمبية الثانية والعشرين – موســـــكو 1980.
- وفد الكويت الذي شارك بدورة الألعــــاب الآسيوية التاســـــــــعة – نيو دلهـــــــــي 1982.
- وفد الكويت الذي شارك بدورة الألعاب الأولمبية الثالثة والعشرين – لوس أنجلوس 1984.
- وفد الكويت الذي شـارك في نهائيات كأس العــــــالم لكرة القــــــــدم – إســــــــبانيا 1982.

إســهاماته:
- البطولـــــة العربيـــــــــــة الأولـــــــــى لكرة الســـــــلة- 1974.
- البطولـــــة العربيـــــــــــة الثانيــــــــــة لكـــــرة السلة – 1975.
- البطولـــــــة العربيـــــــة الأولى لكــــــــرة اليـــــــــــد – 1975.
- الدورة العربيـة الثالثـــــــة لكرة اليد على كاس فلسطين– 1979.
- بطولـــة كاس أمم آســـــيا السابعة لكــــــرة القــــــــدم – 1980.
- بطــــولة الصداقة العربيــــة الأفريقيـــة للكرة الطائرة – 1981.
- البطولة الدوليــــة المفتوحــــة الأولـــى لألعـاب القوى – 1981.
- دورة الصـــــــــداقة الأولـــــــــى لكـــــــــرة الــــــــــيد- 1981.
- بطولـــــــــة الصـــــــــداقة الثانيـــــــــة لألعاب القوى – 1982.
- البطولــــــــة الدوليـــــــــــة الثانيــــــــة للمبــــــــارزة – 1982.
- دورة الصداقـــــــــــة الثانيــــــــــــة لكـــــــــــرة اليـــد –1982.
- بطولــــــة الصــــــــداقة الدوليـــــــــــة لكرة الســـــــلة –1982.
- بطولة الصداقــــة الدوليـــــــة الأولـــــى للجـــــــــودو – 1982.
- بطولة الصداقة الثالثـــــــة لألعـــــــــــــاب القـــــــوى – 1983.
- البطولــــة العربيــــــــــــة الثالثــــــــــــة للجمبــــــــاز – 1983.
- البطـــــــولة الآســــــــيوية الخامســــــة لألعاب القوى – 1983.
- البطــــولة الآســـــــــيوية الرابعــــــــــــة للجــــــــودو – 1984.
- بطولـــــــــــة الخليـــــــــج الثالثــــــــــــة لكرة الســـلة – 1986.
- البطـــــــــولة الآســــــــــــــــــيوية للملاكمــــــــــــــــة – 1987.
- بطـــــــــــــــــولة الصــــــــــــــــــداقة والســــــــــــلام – 1989.
- البطولة الأولى لمنتخبات الخليــــــــج لكـــرة اليـــــــــد – 1989.
- البطولة العربيــــــــة العشــــــــــــرة للمبـــــــــــــارزة – 1989.
- دورة كاس الخليـــــج العربــــــــي العاشرة لكرة القــدم – 1990.

بطولات حملت اسمه:
- البطــــــــولة العربيـــــــــة لكــــــــــــرة الســــــــــــلة.
- البطـــــــــولة العربيـــــــــة لكـــــــــــرة اليــــــــــــــد.
- البطـــــــــولة العربيـــــــــة للمبـــــــــــــــــــــــــارزة.
- البطولـــــــــة العربيـــــــــة للجمبــــــــــــــــــــــــــــاز.
- البطولـــــــــة العربيــــــــة لتنــــــــس الطــــــــــــاولة.
- بطـــــــــــولة لنـــــــــــــدن الدوليــــــــة للكاراتيـــــــه.
- بطولـــــــــــة الكويــــــــــــت للكركـــــــــــــــــــــــيت.
- دوري الشهيد فهد الأحمد لكرة القدم ( الدوري الكويتي).

أطلق اسمه على:
- إحــــــدى اكبــــــر المكتبات الجامعيــــة بالعاصمـــــــــة الكوريــــــــة ســـــــــــيئول.
- إحدى اكبـــــــــــــر المكتبـــــــات الجامعيـــــــــة بالعاصمة الصــــــــتينية بكـــــــين.
- صنــــــــــــــــتـــــدوق هيروشــــــــــــيما للتنميـــــــــــــــــــة الرياضيــــــــــــــــــــة.
- قمــــــــــــــــــــــــــــة ســـــــــــلســــــــــلة جبــــــــــــــــــــــال طاجيكســــــــــــــتان.
- مجلة أنباء الرياضة التي تصدرها اللجنة الأولمبية الكويتيــة ( مجلة الشهيد الأولمبية).
- الرزنامة( التقويم) السنوية – رزنامة الشهيد التي يشرف عليها ويتولى طباعتها فيصل مبارك القناعي رئيس اللجنة الإعلامية باللجنة الأولمبيــــــة الكويتيـــــة وأمين ســــــر جمعية الصحفيين الكويتيـــــة ورئيس القســـــم الرياضــــي بجريـــــدة الســـياســـــة.


حـزن عميـق
واثر استشهاد الشيخ فهد الأحمد ، حزن العالم والأسرة الرياضية على فقدانه ، وردود الفعل كانت كبيرة ومؤثرة هنا في الكويت وهناك في العواصم العربية والأجنبية .. وتناقلت وكالات الأنباء العربية والعالمية نبأ استشهاده بالكثير من الألم والحزن .. ولان الشهيد كان محبا لرجال الإعلام وللصحفيين فقد كان حزنهم عميقا من المحيط إلى الخليج ..صبغوا إصداراتهم باللون الأسود .. وعم الحزن الأوساط الرياضية واعتبر الكثيرون استشهاده ووفاته فاجعة وكارثة أصابت الأوساط الرياضية في كل مكان .
رحمة واسعة على روح الشهيد فهد الأحمد والعزاء كل العزاء في أن تعاليمه ومبادئه وأفكاره وإنجازاته باقية في النفوس لا تموت .. والعزاء بأنجاله الشيوخ احمد ، وطلال وخالد وعذبي وضاري اللذين يتابعون مشوار والدهم الشهيد بذات الروح والعزيمة والإصرار وكل من موقع مسئوليته.

اليوم الحزين
لقد اغتالوا الحرية
هل كان فهد الأحمد على موعد مع الشهادة والاستشهاد في الثاني من أغسطس 1990؟وهل كان يرحمه الله يدرك بحدسه وحسه وحسن قراءته للأحداث إن الله سبحانه سيختاره إلى جواره في ذلك الصباح القدري؟
ومن الصعب الحديث عن الشهيد الشيخ فهد الأحمد الجابر الصباح ، الرياضي والشاعر والفدائي والقائد والإنسان الذي روى بدمه الطاهر ارض الوطن في صبيحة الثاني من أغسطس الأسود 1990 يوم طالته يد الغدر إثناء الاجتياح العراقي وغزوه لأرض الكويت الطاهرة ، والأصعب سبر أعماقه قبل وإثناء ذلك الاعتداء السافر على ارض الكويت!!
ففهد الأحمد كان دائم الاعتزاز والفخر بالأمة العربية عامة وبأهل الكويت خاصة ، لم يدخر نفيسا أو غاليا من اجل أن تظل الكويت علية فوق القمم، أما سجله فهو سجل مرحلة تحول تاريخية في الرياضة الكويتية والخليجية والعربية والدولية ، أن عالم الشهيد كتاب مفتوح فهو النسمة الربيعية وهو الحكمة في لحظاتها المشرقة وهو الذكاء في أبهى لحظات اللمعان وهو القلب لكل الهموم والعقل الذي يختزن التاريخ ويستعيده بين الحين والحين ليصوغ من خيوطه نسيج الموقف لليوم ولكل الأيام .
كان يدرك بحسه الوطني ، إن الوطن سيتعرض لمحنة قاسية ، لكنه لم يكن في اعتباره أن يشهد ذلك الكم الهائل من البغي والعدوان والغدر من جار وأشقاء مد إليهم يد العون مرات ، وقاتل في خنادقهم دفاعا عن الحق العربي وعن شعب شقيق وجار (شعب العراق). ولم يكن يتصور ولو للحظة واحدة أن استشهاده سيكون بيد من دافع عنهم وساند خطواتهم.!
وللحقيقة والإنصاف، فان كل الشعب الكويتي وكل الشرفاء العرب المقيمين على أرضها الطيبة لم يكن يتوقعون ذلك الغدر الذي يندى له الجبين، لكنه حدث بأمر من طاغية العراق صدام حسن في الثاني من أغسطس عام 1990.
الهواجس كانت كثيرة في فكر الشهيد، الأحداث تتصاعد، والنظام العراقي ( البائد) يهدد !! وتسترجع الذاكرة الأيام القليلة التي سبقت الغزو الغادر لأرض الكويت ، وتحديدا تسترجع يوم الثامن والعشرين من يوليو 1990 اليوم كان السبت والشهيد في طريقه إلى مقر الاتحاد الكويتي لكرة القدم قادما من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، بعد أن أنهى عدة موضوعات إدارية ومالية خاصة بالرياضة والرياضيين والبقية تأتي على لسان فواز السمار رئيس الاتحاد الكويتي لكرة الطاولة في ذلك الوقت وهو أحد المقربين من الشهيد ..يقول فواز:
صمت رهيب كان يخيم علينا في السيارة .. والقلق يؤطرنا حالنا حال أي مواطن كويتي أو مقيم يعيش على أرضنا، وأردت أن اكسر الصمت فوجهت سؤال للشهيد يرحمه الله ..ماذا وراء الهجوم الإعلامي العراقي على الكويت ؟! لكن الشيخ الشهيد صمت بدوره واحتاج إلى وقت طويل كي يرد مجيبا( إذا كان هناك إنسان في الدنيا يستطيع إن يحلل الأوضاع تحليلا منطقيا فلن تجد أي شخص يستطيع أن يحدد ماذا يريد صدام حسين .. وأضاف : مهما بلغ التشاؤم مداه، فهناك خطوط حمراء لا يستطيع صدام حسين تجاوزها .. وعند هذه النقطة نسأل هل أخطأ الشهيد في قراءة نوايا جار الغدر ( الذي سقط وباد حكمه وزال اثر حرب تحرير العراق بعد 14 عاما من غدره وغزوه للكويت) بالتأكيد لا .. لكنه لم يتصور ولو للحظة أن يغدر الأخ بأخيه .؟. وأيضا لم ينفي ذلك كليا، بل ترك باب الاحتمالات مواربا، وقال للزميل غسان غريب مدير تحرير مجلة الرياضي العربي الكويتية الواسعة الانتشار في ذلك الوقت (الحكومة السورية كانت على حق عندما اتخذت موقفا ضد هذا الحاكم المجنون الذي حسبناه إنسان، لكن للأسف .. تهديداته تنفي عنه أي صفة عربية.. يا خسارة وعليكم توخي الحذر وتوقع الكثير) ، وللأنصاف لم يكن هناك أحد بإمكانه أن يتوقع أو يحدد نوايا النظام العراقي (البائد) لعدة اعتبارات في مقدمتها خير الكويت الذي تدفق على النظام العراقي بلا حساب .. الإعلام الكويتي اعتقد انه حاميا فصوره بطلا قوميا وإعلامه الذي كان يمجد الكويت ، ومنح أعلى الأوسمة لرمز الكويت أمير البلاد المفدى .. وكل هذا وغيره الكثير ، أشارا أن صدام حسين وجيشه لن يتجاوز الخط الأحمر على الأقل في وجدان الشعب الكويتي ، لكنه تجاوز الخط الأحمر وتجاوز كل شئ .. تجاوز أرضنا وشعبنا
وتسترجع الذاكرة مواقف الشهيد البطولية، يوم كان يتردد على جبهات القتال ، يشارك الجندي العراقي مأكله وخندقه ، وفي العشر الأواخر من شهر مايو 1990 قام الشيخ فهد الأحمد بزيارة ودية للعراق رافقه في تلك الزيارة كل من الدكتور فؤاد الفلاح والصحفي فيصل مبارك القناعي والشيخ احمد اليوسف الصباح والشيخ احمد الفهد الصباح، على متن طائرة خاصة بدأت رحلتها من الكويت إلى مدينة جدة في المملكة العربية السعودية ومنها إلى بغداد العاصمة العراقية.
الهدف من تلك الرحلة كان تصفية الأجواء وإزالة الخلافات الطارئة التي حدثت إثناء دورة الخليج العاشرة لكرة القدم والتي أقيمت في الكويت أوائل شهر مارس من عام 1990 .بهذه الروح الرياضية، والنخوة والأصالة العربية والأخلاق الحميدة ، نجحت المحطة الأولى من الرحلة ، والتي تمت بلقاء الفهد مع المغفور له صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز (يرحمه الله) وبقيت المحطة الثانية والطرف الآخر ابن الطاغية عدي صدام حسين ، وما أن وصلت الطائرة إلى مطار صدام الدولي حتى كان الموكب الرسمي المهيب بانتظار وفد الكويت ، وإمعانا في المبالغة في الاستقبال والحفاوة والحماية لم تختم جوازات سفر الوفد الكويتي ! فهل كان ذلك التصرف هو ارتباك المسؤولين العراقيين أم كان كرم ضيافة أم تجاوز للقوانين كما يحلوا لابن الطاغية أن يفعل دائما ؟ قد يكون أولا يكون لكن الثابت أن الجوازات وصلت لأصحابها في الكويت عن طريق الحقيبة الدبلوماسية العراقية، بحيث أن الوفد عاد إلى ارض الوطن مع غروب شمس اليوم نفسه .
انطلق الموكب مخترقا ضواحي بغداد متجها إلى مطعم قصر الرشيد حيث أعدت وليمة كبيرة للوفد وهناك وقبل تناول وجبة الغذاء، اختلى الشيخ فهد الأحمد بعدي ولمدة ساعة ونصف دار خلالها نقاش في شتى المجالات وطرحت أفكار كثيرة .
بهدوء مصطنع بدأ عدي، بعد أن أدرك أن الشيخ فهد قد توصل إلى لب الحقيقة هناك في المملكة قائلا:
لقد انسحب الفريق من دورة كاس الخليج حتى لا نلتقي مع منتخبكم ونهزمكم .. لذا أردنا أن نكرمكم بالفوز على أرضكم فانسحبنا.
ورد عليه الشهيد ساخرا( ليش ما تدري أن الفريق ياما (خلع) اضروس (أسنان)
رد عدي وهو يداري أسنانه البارزة
ادري ..بس هذه المرة فريقكم لم يكن في مستوى فريقي
عجيب أمركم .. قالها الشيخ فهد واكمل بنجاح الدورة، ومن ثم يأتي هدفنا الثاني وهو الفوز بكأسها؟
هنا حاول عدي أن يدس دسائسه، وان يضع اللوم على الآخرين لعله يفسد ما سمعه من تصاف مع السعودية حول كاس الخليج العاشرة أو لعله أراد أن يضيف إلى أكاذيبه كذبة أخرى محاولا التقرب أو التهرب ولكن الحوار لم يكن متكافئا ففهد الأحمد بحنكته وتمرسه وبعده العالمي وما تحيط به من مشاعر الحب والتقدير الجماهيري والتي أوصلته إلى ما وصل إليه، وبالمقابل شخص جاء إلى منصبه بقرار، وعلى أشلاء العراقيين صعد وحصد جماجمهم مع أفكارهم قبل ينوعها ويتستر وراء اللوائح المزيفة وانظم المزورة .. نعم لم يكن هناك تكافؤ وفارق كبير بين الشهيد المعلم وابن الطاغية كالفارق بين الثرا والثريا.
ويقول فواز السمار.. لقد طلب الشهيد كلاشنكوف واستغربت الطلب لأنه يرحمه الله اعتاد أن يحمل مسدسا صغيرا يربطه بقدمه اليمنى.لماذا حدد هذا النوع من السلاح ويضيف لقد نفذت الطلب فورا (طلبه كان في بغداد) وقمت بالاتصال هاتفيا بزوجة احمد الفهد عارضا عليها رغبة الشهيد بسلاحه ولأنها لا تعرف في الأسلحة فقد نصحتها بالاتصال ببغداد ليزيل حيرتها.
عملت بالنصيحة وقامت بالاتصال ورغم الاستغراب الذي صاحب زوجها احمد الفهد من هذا الطلب إلا انه أرشدها إلى موقع السلاح بين الأسلحة، ويومها كان الشهيد في بغداد في مهمة رسمية في منتصف يوليو 1990 حينها كان منتخب الكويت لكرة اليد بعسكر في القاهرة استعدادا للمشاركة في بطولة ينظمها الاتحاد العراقي تحل اسم الطاغية وكان رئيس الوفد المعسكر هناك عضو الاتحاد جاسم ذياب الذي طلب من الشيخ احمد الموجود في القاهرة أن يرأس الوفد عند سفره إلى بغداد وذلك بسبب توتر الأجواء بين الكويت والعراق وأيضا حتى يكون مع اللاعبين عند حدوث أي احتمال، وليشد من آزرهم وقد دعم هذا الطلب بتلك المكالمة الهاتفية التي جرت بين الشيخ فهد وابنه والتي أصر بها الأب على أن يرأس الوفد...ولم يتردد احمد في تنفيذ تعليمات والده وبالفعل غادر الوفد الرياضي القاهرة إلى بغداد قبل الثاني من أغسطس بعشرة أيام، وهناك التزم الوفد من إداريين ولاعبين بتوجيهات رئيسهم بان يقابلوا كل الاحتمالات بالهدوء والروية ورباطة الجأش أما هو فقد لاحقته الأسئلة في كل في كل مكان وكان يرد الصاع صاعين على أي هجمة شرسة.
وتمضي الأيام ما بين شد وجذب وتنتهي البطولة في صبيحة اليوم الرابع قبل الغزو اتصل رئيس الاتحاد العراقي لكرة اليد بجاسم ذياب يحد له ساعة اللقاء بين الوفد الكويتي ورئيس اللجنة الأولمبية العراقية عدي.
وفي الموعد المحدد ( الساعة الحادية عشرة صباحا) وفي الصالة المهيأة للاستقبال وقف عدي وقد ارتدى ملابس خليجية كاملة ( دشداشة/غترة/عقال/ بشت) وحزام مملؤ بالطلقات وبجانبه مسدس من نوع طارق وكذلك فعل زبانيته، فقد ارتدوا نفس الزي ووقفوا مدججين بالسلاح أيضا .
إنها إشارة واضحة إلى أن لغة القوة هي السلاح يتحصن به المدعو عدي ضد نده الشيخ احمد الذي تحصن بقوة المنطق والإيمان المطلق والحوار الهادي .. والرأي الصائب وبالفعل استطاع الشيخ احمد الفهد أن يجعل الحوار بين الطرفين حوارا رياضيا رغم المراوغات والادعاءات من قبل المتهور ابن الرئيس العراقي والذي أنهى المقابلة بقوله (الأزمة الحالية ما هي إلا سحابة صيف وتنجلي) أهو دهاء أم غباء أم الاثنين معا؟ هذا هو الانطباع الذي ساد الجانب الكويتي لحظتها بعده عاد الوفد مصحوبا بالسلامة ولكن هذه المرة كانت تختلف عن كل المرات السابقة التي كان يلتقي فيها الوفدان من البلدين حيث كانت الهدايا تنهال من الجانب العراقي على الكويتيين والتي لا تتعدى نماذج من الأسلحة مسدسات وبنادق ورشاشات ويبدوا انهم هذه المرة ادخروا أسلحتهم هداياهم لغاية في نفوسهم فهم على موعد مع الخميس الأسود الدامي .. والحمد لله فقد غادر الفريق والوفد بغداد يوم الثلاثاء 31/7/1990
وعند المساء ذهب فواز إلى أم فهد واخذ السلاح منها ووضعه في منزله ولم يسلمه للشهيد قاصدا بذلك التريث والتروي لعل وعسى أن ينسى الشهيد الأمر.
الأحد 29/7/1990
يوم 29/7/1990 وعند الظهيرة تلقى فواز مكالمة هاتفية من مدير اتحاد الكرة احمد عبد الرحمن يحثه ويستعجله إحضار السلاح المطلوب وبهدوء أعصاب رد فواز على هذا الإلحاح بأنه سيسلم السلاح بيده عندما يلتقي بالشيخ فهد ولم يتم اللقاء إلا يوم الثلاثاء وبمقر الاتحاد حيث لف السلاح ووضعه في سيارة الشيخ البيضاء ( فورد) المحببة والمفضلة لديه وهى هدية من رفيق دربه في الكفاح المغفور له بأذن الله الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز أهداه إياها في دورة الخليج العربي التاسعة في المملكة العربية السعودية وبقى السلاح في السيارة حتى اليوم التالي الأربعاء الأول من أغسطس ، وفي صبيحة ذلك اليوم طلب الشيخ فهد من عبد اللطيف القلاف مدير العلاقات العامة بالمجلس الأولمبي الآسيوي (وهو أحد المقربين للشيخ وبدرجة منسق مواعيده) أن يأخذ السلاح من السيارة ويذهب به إلى الشيخ دعيج خليفة المالك الصباح الوكيل المساعد في وزارة الشئون ويسلمه إياه كإهداء خاص فقد يحتاجه في وقت ما.


هدوء وغضب
وكأنه كان يريد التخلص من أي شئ يوحي له بلغة السلاح وان هذا اليوم ستسود فيه لغة الحوار بين الطرف العراقي والطرف الكويتي في المملكة العربية السعودية برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز .. وأيضا في هذا في هذا اليوم كان هناك موعد لقاء بين الوالد القائد سمو أمير البلاد وأبنائه من الأسرة الرياضية برئاسة الشيخ فهد الأحمد.. لقد كنا أمام يوم مليء بالأحداث والترقب والانتظار.
وما بين السبت 28/7 والثلاثاء 31/7/1990 عاش الكويتيون والمقيمون على أرضها مزيجا من المشاعر الظاهرة والمكبوتة، أما الشهيد فكان يبتسم أمام الجميع رغم حرقة الفؤاد، كان قوى العزيمة رغم مخافة من حدوث ما لا تحمد عقباه يمارس نشاطه اليومي المعتاد وحسب جدوله المعد مسبقا.
بعض المقربين منه يجدونه هادئا والبعض الآخر يصف الحالة بالهدوء الذي يسبق العاصفة والقلة القليلة كانت تلاحظ وترصد بعض الأمور الصغيرة في تصرفاته أو تحركاته ومع ذلك تبقى هذه الأمور الصغيرة حالة من الشعور بالاطمئنان ليس إلا.. لا يقف عندها المرء ولا يعيرها الانتباه رغم أنها حملت معان ودلالات كثيرة ( بعد ما حدث)، دلالات كانت تؤدي إلى النهاية المأساوية، قد بعضها جاء مصادفة ولكنها في النهاية قادت إلى ذلك الطريق المؤدي إلى بوابة قصر دسمان وتلك الرصاصة الغادرة من الخلف.
أغسطس 1990 كان أول صيف في حياة الشهيد يزدحم فيه جدول أعماله، ويتعذر سفره لأكثر من مرة وتتغير حجوزاته لدرجة انه في الأسبوع الأخير من حياته ألغى سفره مرتين الأولى بسبب زيارة ملك اليونان السابق وهو عضو اللجنة الأولمبية الدولية إلى الكويت بناء على دعوة شخصية من الشيخ فهد والثاني بسبب تحديد موعد اللقاء بين سمو الأمير والأسرة الرياضية يوم الأربعاء.
كما انه في يوم الأحد ( قبل الغزو) بأربعة أيام اتصل عبد الرحمن مدير الاتحاد بالسفارة العراقية يطلب منهم إصدار ترخيص لرعي الأغنام في الأراضي العراقية بناء على رغبة الشيخ فهد وكان رد الموظف المختص يحمل بين طياته وألفاظه الاستهزاء والتعالي وهذا يحدث لأول مرة حيث جرت العادة بان تمنح ترخيصيهم وبكل أنواعها للشيخ سواء طلب أم لم يطلب .. وحين تبليغ الشيخ بذلك رد (هذا طبعهم).
ويذكر أن الشهيد اعتاد أن يلعب لعبة تسمى لعبة (الرسك) وهى لعبة عسكرية حيث خريطة العالم المفروشة وعليها جيوش تدخل في معركة وهذه اللعبة تعتمد على الحظ من خلال أرقام النرد (الزهر) وأيضا على الذكاء إثناء التحريك وكان يمارس هذه اللعبة مع صفوة من أصدقائه والتي اسماها مجازا بمجموعة الجابرية والتي تمثل جانبا آخر من حياته نذكر منهم إبراهيم الكاظمي، حامد السعيد، فاخر السيد، حبيب الموسوي ، نادر المرزوق، وجميعهم يشهدون بأنهم لم يتغلبوا عليه في هذه اللعبة إلا في الأسبوع الخير عندما انهزم من أحدهم وهنا قال مقولته (موتي اصبح عادي ولن يكون طبيعيا) .. واخذ يردد هذه الجملة مع ترديده سيرة الموت أمامهم في تالي الأيام.

كيف استشهد
اختلفت الروايات حول استشهاد الشيخ فهد الأحمد الصباح ويقول الشيخ احمد الفهد( ابن الشهيد) وزير الإعلام ووزير النفط بالوكالة ورئيس المجلس الأولمبي الآسيوي في حديث له نشر في جريدة الوطن الغراء بتاريخ 2/8/1991عن حكاية استشهاد والده ( يرحمه الله).
( كان الشهيد فهد الأحمد موجودا خارج قصر دسمان وبعد أن سمع بالاحتلال ركب سيارته ولم يعد إلى البيت، بل ذهب وقاتل المعتدين حتى أصيب برأسه من الخلف، ومات شهيدا من تأثير النزيف .. حيث كانت الإصابة بليغة.. وقد قام بدوره بشهادة الحرس وشهادة من كان معه في السيارة.
وفي لقاء صحفي مع ثلاثة من جنود الحرس الجمهوري العراقي الفارين إلى تركيا.. وكان الحديث معهم يتعلق بمحاصرتهم لقصر دسمان ..ويروي الثلاثة الفارون من جحيم صدام حسين انهم شاهدوا فهد الأحمد وهو يصول ويجول ..يكر ويفر ..ويضرب حتى نفذت ذخيرته وقلت حيلته وعندها سهل قنصه .. بثلاث رصاصات فخر صريعا وقالوا انهم اخذوا أمرا من قائدهم بان تسير على جسده دبابة لتمزق جسده ومن ثم نقله مع بقية الجثث خارج القصر ليراها المارة.
ورواية أخرى لملازم أول بالقوات العراقية الخاصة وكان يعالج في المستشفى الأميري قال عن إصابته إنها من رصاص فهد الأحمد وقد استقرت الرصاصة في وسط فخذه وقال أن التعليمات لديهم توصي بان يقتادوا الشيخ فهد الأحمد حيا إلى بغداد!! وأضاف انه طلب من الشيخ فهد من خلال مكبر الصوت أن يستسلم ولكنه رفض واستمر في إطلاق الرصاص عليهم، فكان أن أطلقوا عليه عدة رصاصات..

قتلوا فهد الأحمد
وتجئ رواية الشيخ راشد الحمود ..اقرب الأصدقاء للشهيد لتكون بمثابة النقطة الحاسمة لهذه الروايات المتعددة حول استشهاد الشيخ فهد الأحمد خاصة وانه كان آخر الأصدقاء بجوار الشهيد وشاهد بنفسه لحظة استشهاده ..ويقول الشيخ راشد الحمود انه في الساعة الخامسة وخمس وأربعين دقيقة من صباح يوم الخميس الموافق 2/8/1990 اتصلت بالشهيد فهد الأحمد بالهاتف وقلت له أن أحد الضباط الأصدقاء ابلغني بوصول العراقيين إلى بوابة رئاسة الأركان في الجيوان ..وقال له الشيخ فهد ..بوحمود مر على بسرعة ..وفي السادسة وخمس دقائق وصل الشيخ راشد الحمود وركب في سيارة الشهيد الذي أصر عل قيادة السيارة بنفسه وركب معهم حامد السعيد وقد حاول فهد الأحمد الاتصال بدسمان اكثر من مرة ولكن ما من أحد يرد فيه..
واتصل الشيخ فهد بصديق العمر الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح وزير الإعلام في حينها ليسأل إلى أي موقع وصلت القوات العراقية الغازية؟ وجاء الجواب ليؤكد انهم تخطوا الجيوان وليحذره في نفس الوقت ويؤكد عليه بان يأخذ الحيطة والحذر ويضع الشيخ فهد سماعة الهاتف ويضغط بقدمه على البنزين لتزيد السيارة من سرعتها ..ويفتح علبة السجاير ليشعل سيجارة ويقول ( سواها النذل).
الشيخ راشد الحمود يحاول إدارة الراديو إذاعة الكويت تذيع أغنية يا جابر الشعب تشدوها المجموعة الكويتية .. فجأة تنقطع الأغنية ..وتتحرك يد الشيخ ليغلق المذياع ويشعل سيجارة أخرى ويقول( سواها الكلب) في هذه الإثناء حاول الملازم أول عامر الخليفة أن يشير للسيارة بالابتعاد عن القصر إلا أن الشهيد تجاهل النداء وكأنه على موعد مع الشهادة.. وعند أول حاجز بالقرب من رصيف بوابة دسمان كانت كابينة الأمن يتواجد بداخلها الملازم أول اسعد البالول ومعه أحد جنود الحرس الأميري وعندما اتضحت الرؤية، فقد كان سور القصر يحجب رؤية البوابة وما يدور حولها.. والشيء الذي أثار انتباه الشهيد هو انه عندما وصل إلى أول حاجز أسمنتي تلفت يمينا ويسارا فلم ير الحركة التي إعتادها عند قدومه لاستقباله ووقتها أدرك انه وقع في الشرك .. فأعلنها بصوت عال لأصحابه _ أخ انصدنا) ثم يمد رأسه من نافذته المفتوحة ويخاطب الملازم سعد ويقول له ( شي السالفة) فجاء الرد بصوت يشبه الصرخة انزل يا أبا احمد بسرعة من السيارة..وفي نفس الوقت تنطلق رصاصتان مباغتتان من قناص ارتمى على الأرض الأولى تخطيء هدفها إلى الأعلى والثانية تخترق أعلى رقبة الشهيد بخلفية الرأس مندفعة باتجاه الشمال مخترقة الجمجمة بعد كسرها ..وتجئ صرخة أخيرة يطلقها الشيخ فهد الأحمد معلنا نهايته وصعوده مع الخالدين ( أخ ), وهذه كانت آخر نداءات فهد الأحمد للسياسيين والرياضيين وللشرفاء العرب في الزمن العربي الرديء.



الله يرحمك يا شهيد الرياضه الكويتيه

وينك يا فهد .......

عبد الله بن شنار
03-08-2004, 03:45 AM
يعطيك العافيه

فهد الشمري
03-08-2004, 08:58 PM
الله يعطيك الف عافيه على المشاركه معاي في هذي القصه الطويله وقصة الكفاح اللتي تحمل معاني كثيره خاصة في ذكرى الغزوو الصدامي .

00000000000000000

شكراا يا قلبي 0000000

مســاعد
03-08-2004, 10:31 PM
الله يرحمه ويسكنه الجنه

فهد الشمري
09-08-2004, 08:47 AM
الله يسمع منك يا مساعد 0
شكراااا على المرور 000:p