<الأثري>
08-12-2009, 09:28 PM
إن المشاهد لما حصل لمدينة جدة في يوم الأربعاء 8/12/1430هـ بعد هطول الأمطار الكثيفة التي خلفت راءها العشرات والمئات من الغرقى ومئات السيارات التالفة وتصدع كثير من البيوت والبنايات وانسداد الكثير من الأنفاق وهلاك المواشي وبقاء الكثير من الأسر بلا سكن ولا مأوى ،أقول ان العاقل فضلا عن العالم ليقرأ من خلال هذا الحادث العظيم قول الله تعالى:
(إن بطش ربك لشديد)
وقوله تعالى
(أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتًا وهم نائمون *
أَوَ أَمِنَ أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحًى وهم يلعبون *
أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون )..
وهو من جملة الآيات التي يخوف الله بها سبحانه عباده
(وما نرسل بالآيات إلاّ تخويفًا).
فنحن هنا لا نشمت باخواننا في جدة وماحصل لهم ــ معاذ الله ــ ولكن الواجب
ألاّ تمرّ هذه الحادثة العظيمة دون تأمل أو تدبر وتفكر واعتبار فقد قال تعالى
(إن في ذلك لآيات للمتوسمين)
وقال تعالى
(وماهي من الظالمين ببعيد)
فالسعيد السعيد من وُعِظ بغيره ..وليتأمل اللبيب قول الله تعالى
(وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ).
وهنا بعض الوقفات ... :
الوقفة الأولى :
الحذر من نسبة هذه الكوارث الى الطبيعة كما يسميها بعضهم
(غضب الطبيعة )
ويقول بعض المتحذلقين من الجغرافيين والطبائعيين :
هذه ظواهر طبيعية. لها أسباب معروفة. لا علاقة لها بأفعال الناس ومعاصيهم
كما يجرى ذلك على ألسنة بعض الصحفيين والإعلاميين.
حتى صار الناس لا يخافون عند حدوثها، ولا يعتبرون بها.
كما يقول أشباههم من قبل عندما تصيبهم الكوارث والنكبات:
( قَدْ مَسَّ ءابَاءنَا ٱلضَّرَّاء وَٱلسَّرَّاء )
فيعتبرون ذلك حالة طبيعية وليست عقوبات لهم فيستمرون
على غيهم وبغيهم، ولا يتوبون من ذنوبهم.
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله :
ونحن لا ننكر أن يكون لها أسباب حسية ولكن من الذي أوجد هذه الأسباب الحسية ؟؟
إن الأسباب الحسية لا تكون إلا بأمر الله عز وجل ،
والله بحكمته جعل لكل شي سببا إما سبباً شرعي وإما سبباً حسياً
هكذا جرت سنه الله عز وجل وإن المصائب التي تصيب الخلق من هذه الزلازل إنها بما كسبت أيديهم.(خطبة هذا نذير ـ موقع الشيخ).
الوقفة الثانية :
أن العذاب اذا حل فانه يعم الصالح والفاسد : قال تعالى :
(واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب ) .
الوقفة الثالثة :
عظيم قدرة الله وشدة بطشه وانتقامه ...قال تعالى
{وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إنّ أخذه أليم شديد}.
وقال سبحانه وتعالى:
{أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الّذين من قبلهم وكانوا أشدّ منهم قوّة
وما كان الله ليعجزه من شيء في السّموات ولا في الأرض إنّه كان عليمًا قديرًا }.
الوقفة الرابعة:
أنه لا تزال العبر تتجدّد والحوادث تتكرر منذ خلق الله سبحانه وتعالى الأرض إلى زمننا هذا.
وفي هؤلاء الآيات التهديد الأكيد، والوعيد الشديد لمن أعرض عن ما جاء به الرسل صلوات الله وسلامه عليهم .
الوقفة الخامسة :
يجب الاّ ننس دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يوم أن جاءه
الأعرابي وقال : يارسول الله تهدمت البيوت وتقطعت السبل
وهلكت المواشي فادع الله أن يحبسها ــ يعني المطر ــ فقال عليه الصلاة والسلام :
اللهم حوالينا ولا علينا ، اللهم على الظراب والآكام وبطون الأودية ومنابت الشجر
، فَكَشَطَتْ الْمَدِينَةُ فَجَعَلَتْ تَمْطُرُ حَوْلَهَا وَلَا تَمْطُرُ بِالْمَدِينَةِ قَطْرَةٌ
فَنَظَرْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ وَإِنَّهَا لَفِي مِثْلِ الْإِكْلِيلِ.
ومما ينبغي التنبيه عليه :
أن كل ما سبق ذكره لا يعني بالضرورة عدم محاسبة من قصر
أو تهاون في زيادة حجم الكارثة لكل من له علاقة أو صلة بهذه
المصيبة التي ابتلي بها أهل جدة ــ نسأل الله أن يرفع عنهم ــ كمن
تهاون في اصلاح البنية التحتية من ضرورة وجود تصريف لمياه
الأمطار والسيول والتي إن لم تجنب المدينة الخطر كله
فلا أقل من تخفف من نسبة الأضرار في الأرواح والممتلكات ، فالمخطيء
يجب أن يحاسب ويأخذ العقاب المناسب بما يكفل للمتضررين
حقوقهم كاملة .
اللهم ألطف بإخواننا في جدة وارفق بهم ،
اللهم اجبر كسرهم ، وارحم موتاهم ، واحفظهم بحفظك ،
واكلأهم برعايتك ،
وأجرهم في مصيبتهم واخلفهم خيرا منها .
محمد بن أحمد الفيفي
عضو هيئة التدريس
جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية
(إن بطش ربك لشديد)
وقوله تعالى
(أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتًا وهم نائمون *
أَوَ أَمِنَ أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحًى وهم يلعبون *
أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون )..
وهو من جملة الآيات التي يخوف الله بها سبحانه عباده
(وما نرسل بالآيات إلاّ تخويفًا).
فنحن هنا لا نشمت باخواننا في جدة وماحصل لهم ــ معاذ الله ــ ولكن الواجب
ألاّ تمرّ هذه الحادثة العظيمة دون تأمل أو تدبر وتفكر واعتبار فقد قال تعالى
(إن في ذلك لآيات للمتوسمين)
وقال تعالى
(وماهي من الظالمين ببعيد)
فالسعيد السعيد من وُعِظ بغيره ..وليتأمل اللبيب قول الله تعالى
(وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ).
وهنا بعض الوقفات ... :
الوقفة الأولى :
الحذر من نسبة هذه الكوارث الى الطبيعة كما يسميها بعضهم
(غضب الطبيعة )
ويقول بعض المتحذلقين من الجغرافيين والطبائعيين :
هذه ظواهر طبيعية. لها أسباب معروفة. لا علاقة لها بأفعال الناس ومعاصيهم
كما يجرى ذلك على ألسنة بعض الصحفيين والإعلاميين.
حتى صار الناس لا يخافون عند حدوثها، ولا يعتبرون بها.
كما يقول أشباههم من قبل عندما تصيبهم الكوارث والنكبات:
( قَدْ مَسَّ ءابَاءنَا ٱلضَّرَّاء وَٱلسَّرَّاء )
فيعتبرون ذلك حالة طبيعية وليست عقوبات لهم فيستمرون
على غيهم وبغيهم، ولا يتوبون من ذنوبهم.
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله :
ونحن لا ننكر أن يكون لها أسباب حسية ولكن من الذي أوجد هذه الأسباب الحسية ؟؟
إن الأسباب الحسية لا تكون إلا بأمر الله عز وجل ،
والله بحكمته جعل لكل شي سببا إما سبباً شرعي وإما سبباً حسياً
هكذا جرت سنه الله عز وجل وإن المصائب التي تصيب الخلق من هذه الزلازل إنها بما كسبت أيديهم.(خطبة هذا نذير ـ موقع الشيخ).
الوقفة الثانية :
أن العذاب اذا حل فانه يعم الصالح والفاسد : قال تعالى :
(واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب ) .
الوقفة الثالثة :
عظيم قدرة الله وشدة بطشه وانتقامه ...قال تعالى
{وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إنّ أخذه أليم شديد}.
وقال سبحانه وتعالى:
{أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الّذين من قبلهم وكانوا أشدّ منهم قوّة
وما كان الله ليعجزه من شيء في السّموات ولا في الأرض إنّه كان عليمًا قديرًا }.
الوقفة الرابعة:
أنه لا تزال العبر تتجدّد والحوادث تتكرر منذ خلق الله سبحانه وتعالى الأرض إلى زمننا هذا.
وفي هؤلاء الآيات التهديد الأكيد، والوعيد الشديد لمن أعرض عن ما جاء به الرسل صلوات الله وسلامه عليهم .
الوقفة الخامسة :
يجب الاّ ننس دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يوم أن جاءه
الأعرابي وقال : يارسول الله تهدمت البيوت وتقطعت السبل
وهلكت المواشي فادع الله أن يحبسها ــ يعني المطر ــ فقال عليه الصلاة والسلام :
اللهم حوالينا ولا علينا ، اللهم على الظراب والآكام وبطون الأودية ومنابت الشجر
، فَكَشَطَتْ الْمَدِينَةُ فَجَعَلَتْ تَمْطُرُ حَوْلَهَا وَلَا تَمْطُرُ بِالْمَدِينَةِ قَطْرَةٌ
فَنَظَرْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ وَإِنَّهَا لَفِي مِثْلِ الْإِكْلِيلِ.
ومما ينبغي التنبيه عليه :
أن كل ما سبق ذكره لا يعني بالضرورة عدم محاسبة من قصر
أو تهاون في زيادة حجم الكارثة لكل من له علاقة أو صلة بهذه
المصيبة التي ابتلي بها أهل جدة ــ نسأل الله أن يرفع عنهم ــ كمن
تهاون في اصلاح البنية التحتية من ضرورة وجود تصريف لمياه
الأمطار والسيول والتي إن لم تجنب المدينة الخطر كله
فلا أقل من تخفف من نسبة الأضرار في الأرواح والممتلكات ، فالمخطيء
يجب أن يحاسب ويأخذ العقاب المناسب بما يكفل للمتضررين
حقوقهم كاملة .
اللهم ألطف بإخواننا في جدة وارفق بهم ،
اللهم اجبر كسرهم ، وارحم موتاهم ، واحفظهم بحفظك ،
واكلأهم برعايتك ،
وأجرهم في مصيبتهم واخلفهم خيرا منها .
محمد بن أحمد الفيفي
عضو هيئة التدريس
جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية