أ.محمد العبدلي
17-12-2009, 04:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( الغواية )
- قصة قصيرة
بقلم / محمد علي طاهر العبدلي
__________________________________________________ _____________________
http://www.almethaq.net/photo/09-08-25-1020253420.jpg
حرم من رعاية أبيه وأمه بسبب ،مرض الجدري الذي فتك بالكثير من البشر ،ومن ضمن هؤلاء أباه وأمه ،وبقي الطفل وحيدا لايجد له كافلا أومعينا واجتمع أهل القرية لدراسة أمره وأيهم يقوم برعايته ...
ولضيق الحال تلكأ الجميع في أمره ، ولم يبادر أحد لتحمل مسئوليته فاستشاروا كبيرقريتهم فقال ابحثوا عن أقرب الناس إليه من أقارب أبيه أوأمه .. وسيكون عند كبير القرية حتى يجدواله كافلا
وانتشر خبره بالقرية فوصل خبره إلى مسامع رجل يكاديكون من المعمرين ..
فقال : ولماذا لا يكفله أحد ، الحاج محسن من أقرب الناس إليه فهو ابن عم أبيه وهو ميسور الحال يسكن في القرية المجاورة لقريتنا .
فلو رأيتم أن ترسلوه إليه يلحقكم الأجر والمثوبة ،وكان أهل القرية يتوجسون منه خيفة أن يكون مصابا بالجدري وقد ينقل الفيروس من أمه وأبيه ..مع العلم أنهم أحرقوا بيته الذي نشأفيه أمام ناظريه ،وهو لايدري ماهي الحكاية لأنه لم يتجاوز ثلاث سنوات .
قال :كبير القرية أرسلوا إليه وتفاهموا معه ، وأحضروه إلي أريد سماع موافقته وإلا هذا ولدنا
لن نفرّط فيه .ولما وصل المرسول إلى الحاج محسن تردد في بداية الأمر ولكن زوجته دفعته إلى الموافقة من أجل رعي الغنم الذي يمتلكه .. فوافق على مضض بدعوى خوفه من الجدري وهو في الحقيقة يفكر بزيادة النفقة ثلاث بنات وولد آخر.
وتحت ضغط زوجته والحضور أبدى ترحيبه بالموافقة وذهب إلى قرية الطفل وأبدى لكبير تلك القرية بأنه سعيد بكفالةالطفل زاهر ، وقطع العهود والمواثيق بمعاملته كما يعامل بناته الثلاث فوافق كبير قرية زاهر وودع الكفيل والمكفول وتنفس القرية الصعداء لأنهم تخلصوا من زاهر خوفا من حمله بقاياالجدري الموروثة من أبيه وأمه ..
وأحضر محسن الطفل إلى زوجته فرأته طفلا جميلا ذكيا هادئا فقالت لزوجها علمه من الآن كيفية التعامل مع البهم فلما يكبر قليلا يكون عنده إلمام كاف وأخذ محسن يحمله معه أينما ذهب فتعلم مقابلة الرجال وطبا ئعهم ، ويحمله إلى السوق فعرف كيفية البيع والشراء وبلغ السادسة من العمر فلم يدخله المدرسة بدعوى من يخدم البيت وينتبه للرعي والزراعة.
وقال محسن سأعقد معك اتفافا خير لك من المدرسة فقال :زاهر وما هو قال : الحاج محسن
كلما رعيت الغنم وبلغ تكاثره عشرا ، لك واحدة من المعز أو الضأن فما هو رأيك فوافق الصبى ولم يعد يفكر بالمدرسة وانشغل عنها بما يراه من ضأن ومعيز ،واستمرت الأيام وهو يقوم بخدمة البيت حتى لو أراد أحدهم أن يشرب الماء وهوقريب عند رأسه لطلب من زاهر أن يسقيه ذلك الماء يخدم في البيت والسوق والمزرعة والرعي بجهد منقطع النضير وبنات محسن يواصلنا الدراسة .
ويأتون إليه في المساء ويشرحون له ماتعلموه بالمدرسة ولكنه لم يكن يفكر إلا بدروس الرعي والفلاحة التي تلقاها من عمه محسن لا غير ، وبدأ زاهر يشب عن الطوق والبنات يكبرن وتلتحق الكبرى بالجامعة وتتغير الأمور الحياتية رويدا رويدا وزاهر لم يتغير ولم يتطور في مدرسة العم محسن إلا اللهم غنيماته التي أهداها إليه عمه محسن وهي العشر من الماشية نضير رعيه وخدمته له ,
وذات يوم أخذ زاهر يفكر بمستقبله قائلا العالم كله تقدم خطوة خطوة إلى الأمام إلا أنا تقدمت غنيمتي أصبحت خمسون رأسا مع العلم أن عمي محسن يذبح للضيوف منها ولايذبح من غنمه بدعوى مالنا واحد ، ويبيع منها ويقضي للبيت بدعوى مالنا واحد ’ فلماذا لا أعطيه كل مالي من أغنام وأطلب يد ابنته الكبرى التي تدرس بالجامعة بدعوى أن مالنا واحد’ .. وماهو المانع لوفاتحته في هذا الموضوع .
وذهب إليه وقال : ياعم محسن أنت مقام والدي وقد جمعت لي أغناما كافية وأنا أحب مفاتحتك في زواجي فما هو رأيك ياعم محسن ..العم محسن ألف مبروك ولكن زواجك عندي لأعملن لك عرسا لم يعمله أحد من قبل في قبيلتنا والمهر عندي والبنت عندي ولكن أصبر قليلا حتى يأتي الوقت المناسب
ففرح زاهر واستمر في خدمة محسن وزوجته بكل إخلاص ، هو الراعي وهو الزارع وهو البائع وهو المتكفل بخدمة البيت في كل شيئ. ووتتخرج البنت الكبرى من الجامعة وبالمساء تأتي إليه وتسامره وتحدثه عن العلم والعلماء فتحدثه عن أسرار الكون كيف تتحرك النجوم وكيف تدور الأرض حول الشمس وكيف تضطرب الأرض وتستقر وكيف يتحيّر الأطباء في هذا الكائن الحي الذي هو الإنسان وكيف فاق ذكاؤه الحيون وأخبار الجامعة والزميلات وهو مصغ لايفقه مما تقول شيئا إلا أنه يتمنى ألا تسكت من جمال حديثها وعذوبة ألفاظها ...
وفي الصباح الباكرتناديه أم البنت وتأمره أن يأخذ معه الجارية فلانة للسوق تشتري بعض الأغراض لابنتها التي تخرجت من الجامعة فاستغرب هذا الطلب فقال ولماذا الجارية أنا في كل مرّة آتي بالمقاضي من السوق، فلماذا الجارية فقالت : ياولدي العزيز هناك أمور لايعرفها إلا النساء لهذا طلبت منها الذهاب معك ..
ولم يدر بخلده أن المرأة التي يبني آماله عليها قد خطبت لأحدهم وقد تخرّج من الجامعة التي تخرّجت منها الفتاة .
وعند عودته من السوق استقبله عمه محسن وقال : له مبروك فقال : على ماذا قال : لقدخطبت الأستاذة عقبى لك يا زاهر ..فوقع عليه الخبر وقوع الصا عقة فقال : مبروك وأمره أن يحضر الشاي والقهوة ويصب للعريس وأهله ولما انتهت ضيافتهم وانصرفوا في منتصف الليل ذهب إلى فراشه لينام وأخذ يفكر أنا إلى الآن لم أتنبه أنني لست من هذه الأسرة إنما فعل معي العم محسن خيرا في تربيتي ..
ذهبت الكبرى وبقيت الوسطى عسى أن تكون من نصيبي وأخذ يقلب صفحات الماضي كيف تزوجت غيري وهي تعرف أنني أحببتها منذ الطفولة ولكن لست متعلما مثلها ..
وكفكف دموعه ولم يبد حزنه لأحد وكأن شيئا لم يكن .. وفي الصباح تنا ديه الأستاذة حتى حضر إليها فأخذت بيده وسحبته إلى زاوية من منزلها المتواضع وفتحت علبة كبيرة مليئة بالذهب وقالت أتعرف هذا قال لا قالت هذا هدية أهل العريس أنظر ذهب صافي عيار واحد وعشرين ,
فقال :وهل أنت موافقة على هذا الزواج قالت : أنا أسعد إنسانة في الوجود فقال : زاهر ولماذا ؟ قالت أحببته منذ أخذنا والده وسا فرنا معهما أنا وأبي وسجلنا بالجامعة ألا تعلم أنني وعريسى تخرجنا من جامعة واحدة .
وتركها وانصرف وقال : إنها تحبه أيضا ولا تحبني عندها حق كيف تقبل برجل جاهل؟ العوض في أختها الوسطى ..وذهب لعمه وفاتحه بزواجه وطلب يد الوسطى فقال : آسف يازاهر لقد عقدت بها على ولد فلان ابن عمها الشقيق ولكن أعدك بالصغرى أصبحت قريبة من الزواج فما رأيك قال : زاهر الرأي رأيك وكبرت الصغرى أمام ناضريه وأخذ يتقرّب إليها كثيرا وهي ماكانت تدرك أنه يحبها ..
وفي هذه الأثناء يموت الحاج محسن ويأتي زاهر إلى عمته ويفاتحها في أمر زواجه فترفض رفضا مطلقا ..
وفي مساء ليلة ممطرة باردة أغرقت غرفته التي ينام بها فذهب إلى غرفت عمته ومن الحظ أن البنت الكبرى متواجدة لزيارة أمها والبيت مظلم فدخل حجرتهم بإذن الجميع ووضع له فراشا بجانبهم وأغفى قليلا ... فجاءه إبليس وقال : له انظر إلى حظك البائس خدمتهم عمرك كله ولم يزوجوك ..اذهب إلى الأستاذة واشرح لها ماتعانيه من هم فلعلها تسمع منك وتقنع أمها وأختها
وتردد قائلا هم نائمون كيف أذهب إليها في هذا الظلام ..
قال : إبليس حاول وإلا ستطير منك البنت ...كلما لمع البرق ستجد طريقك إليها ... وشجّعه فقرر المضي على أطراف أصابعه حتى وصل إلى الأستاذة ..قال :له إبليس حاول أن تنسدح بجانبها حتى لايكشف البرق وقوفك ..فأخذ ينحني بجسمه رويدا رويدا ، حتى اضجع بجوارها وهمس في أذنها ليكلمها فصرخت وهي نائمة حرامي حرامي ..
ففزع وتخوّف ..!!
فأسرع أهل القرية إليهم كل يحمل هراوته وبندقيته فازعين وباحثين عن الحرامي ولكن بطلنا
شعر بالخوف والخجل من أناس عاش معهم كولدهم ثم إذا مسكوا به سيسلم إلى الشرع ليرى رأيه فيه ففر هاربا وترك لهم كلما كسبه من العشر ولم يعد إليهم أبدا ..
ــ النهـٍـٍـٍـايــٍـٍـٍـٍـه ــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( الغواية )
- قصة قصيرة
بقلم / محمد علي طاهر العبدلي
__________________________________________________ _____________________
http://www.almethaq.net/photo/09-08-25-1020253420.jpg
حرم من رعاية أبيه وأمه بسبب ،مرض الجدري الذي فتك بالكثير من البشر ،ومن ضمن هؤلاء أباه وأمه ،وبقي الطفل وحيدا لايجد له كافلا أومعينا واجتمع أهل القرية لدراسة أمره وأيهم يقوم برعايته ...
ولضيق الحال تلكأ الجميع في أمره ، ولم يبادر أحد لتحمل مسئوليته فاستشاروا كبيرقريتهم فقال ابحثوا عن أقرب الناس إليه من أقارب أبيه أوأمه .. وسيكون عند كبير القرية حتى يجدواله كافلا
وانتشر خبره بالقرية فوصل خبره إلى مسامع رجل يكاديكون من المعمرين ..
فقال : ولماذا لا يكفله أحد ، الحاج محسن من أقرب الناس إليه فهو ابن عم أبيه وهو ميسور الحال يسكن في القرية المجاورة لقريتنا .
فلو رأيتم أن ترسلوه إليه يلحقكم الأجر والمثوبة ،وكان أهل القرية يتوجسون منه خيفة أن يكون مصابا بالجدري وقد ينقل الفيروس من أمه وأبيه ..مع العلم أنهم أحرقوا بيته الذي نشأفيه أمام ناظريه ،وهو لايدري ماهي الحكاية لأنه لم يتجاوز ثلاث سنوات .
قال :كبير القرية أرسلوا إليه وتفاهموا معه ، وأحضروه إلي أريد سماع موافقته وإلا هذا ولدنا
لن نفرّط فيه .ولما وصل المرسول إلى الحاج محسن تردد في بداية الأمر ولكن زوجته دفعته إلى الموافقة من أجل رعي الغنم الذي يمتلكه .. فوافق على مضض بدعوى خوفه من الجدري وهو في الحقيقة يفكر بزيادة النفقة ثلاث بنات وولد آخر.
وتحت ضغط زوجته والحضور أبدى ترحيبه بالموافقة وذهب إلى قرية الطفل وأبدى لكبير تلك القرية بأنه سعيد بكفالةالطفل زاهر ، وقطع العهود والمواثيق بمعاملته كما يعامل بناته الثلاث فوافق كبير قرية زاهر وودع الكفيل والمكفول وتنفس القرية الصعداء لأنهم تخلصوا من زاهر خوفا من حمله بقاياالجدري الموروثة من أبيه وأمه ..
وأحضر محسن الطفل إلى زوجته فرأته طفلا جميلا ذكيا هادئا فقالت لزوجها علمه من الآن كيفية التعامل مع البهم فلما يكبر قليلا يكون عنده إلمام كاف وأخذ محسن يحمله معه أينما ذهب فتعلم مقابلة الرجال وطبا ئعهم ، ويحمله إلى السوق فعرف كيفية البيع والشراء وبلغ السادسة من العمر فلم يدخله المدرسة بدعوى من يخدم البيت وينتبه للرعي والزراعة.
وقال محسن سأعقد معك اتفافا خير لك من المدرسة فقال :زاهر وما هو قال : الحاج محسن
كلما رعيت الغنم وبلغ تكاثره عشرا ، لك واحدة من المعز أو الضأن فما هو رأيك فوافق الصبى ولم يعد يفكر بالمدرسة وانشغل عنها بما يراه من ضأن ومعيز ،واستمرت الأيام وهو يقوم بخدمة البيت حتى لو أراد أحدهم أن يشرب الماء وهوقريب عند رأسه لطلب من زاهر أن يسقيه ذلك الماء يخدم في البيت والسوق والمزرعة والرعي بجهد منقطع النضير وبنات محسن يواصلنا الدراسة .
ويأتون إليه في المساء ويشرحون له ماتعلموه بالمدرسة ولكنه لم يكن يفكر إلا بدروس الرعي والفلاحة التي تلقاها من عمه محسن لا غير ، وبدأ زاهر يشب عن الطوق والبنات يكبرن وتلتحق الكبرى بالجامعة وتتغير الأمور الحياتية رويدا رويدا وزاهر لم يتغير ولم يتطور في مدرسة العم محسن إلا اللهم غنيماته التي أهداها إليه عمه محسن وهي العشر من الماشية نضير رعيه وخدمته له ,
وذات يوم أخذ زاهر يفكر بمستقبله قائلا العالم كله تقدم خطوة خطوة إلى الأمام إلا أنا تقدمت غنيمتي أصبحت خمسون رأسا مع العلم أن عمي محسن يذبح للضيوف منها ولايذبح من غنمه بدعوى مالنا واحد ، ويبيع منها ويقضي للبيت بدعوى مالنا واحد ’ فلماذا لا أعطيه كل مالي من أغنام وأطلب يد ابنته الكبرى التي تدرس بالجامعة بدعوى أن مالنا واحد’ .. وماهو المانع لوفاتحته في هذا الموضوع .
وذهب إليه وقال : ياعم محسن أنت مقام والدي وقد جمعت لي أغناما كافية وأنا أحب مفاتحتك في زواجي فما هو رأيك ياعم محسن ..العم محسن ألف مبروك ولكن زواجك عندي لأعملن لك عرسا لم يعمله أحد من قبل في قبيلتنا والمهر عندي والبنت عندي ولكن أصبر قليلا حتى يأتي الوقت المناسب
ففرح زاهر واستمر في خدمة محسن وزوجته بكل إخلاص ، هو الراعي وهو الزارع وهو البائع وهو المتكفل بخدمة البيت في كل شيئ. ووتتخرج البنت الكبرى من الجامعة وبالمساء تأتي إليه وتسامره وتحدثه عن العلم والعلماء فتحدثه عن أسرار الكون كيف تتحرك النجوم وكيف تدور الأرض حول الشمس وكيف تضطرب الأرض وتستقر وكيف يتحيّر الأطباء في هذا الكائن الحي الذي هو الإنسان وكيف فاق ذكاؤه الحيون وأخبار الجامعة والزميلات وهو مصغ لايفقه مما تقول شيئا إلا أنه يتمنى ألا تسكت من جمال حديثها وعذوبة ألفاظها ...
وفي الصباح الباكرتناديه أم البنت وتأمره أن يأخذ معه الجارية فلانة للسوق تشتري بعض الأغراض لابنتها التي تخرجت من الجامعة فاستغرب هذا الطلب فقال ولماذا الجارية أنا في كل مرّة آتي بالمقاضي من السوق، فلماذا الجارية فقالت : ياولدي العزيز هناك أمور لايعرفها إلا النساء لهذا طلبت منها الذهاب معك ..
ولم يدر بخلده أن المرأة التي يبني آماله عليها قد خطبت لأحدهم وقد تخرّج من الجامعة التي تخرّجت منها الفتاة .
وعند عودته من السوق استقبله عمه محسن وقال : له مبروك فقال : على ماذا قال : لقدخطبت الأستاذة عقبى لك يا زاهر ..فوقع عليه الخبر وقوع الصا عقة فقال : مبروك وأمره أن يحضر الشاي والقهوة ويصب للعريس وأهله ولما انتهت ضيافتهم وانصرفوا في منتصف الليل ذهب إلى فراشه لينام وأخذ يفكر أنا إلى الآن لم أتنبه أنني لست من هذه الأسرة إنما فعل معي العم محسن خيرا في تربيتي ..
ذهبت الكبرى وبقيت الوسطى عسى أن تكون من نصيبي وأخذ يقلب صفحات الماضي كيف تزوجت غيري وهي تعرف أنني أحببتها منذ الطفولة ولكن لست متعلما مثلها ..
وكفكف دموعه ولم يبد حزنه لأحد وكأن شيئا لم يكن .. وفي الصباح تنا ديه الأستاذة حتى حضر إليها فأخذت بيده وسحبته إلى زاوية من منزلها المتواضع وفتحت علبة كبيرة مليئة بالذهب وقالت أتعرف هذا قال لا قالت هذا هدية أهل العريس أنظر ذهب صافي عيار واحد وعشرين ,
فقال :وهل أنت موافقة على هذا الزواج قالت : أنا أسعد إنسانة في الوجود فقال : زاهر ولماذا ؟ قالت أحببته منذ أخذنا والده وسا فرنا معهما أنا وأبي وسجلنا بالجامعة ألا تعلم أنني وعريسى تخرجنا من جامعة واحدة .
وتركها وانصرف وقال : إنها تحبه أيضا ولا تحبني عندها حق كيف تقبل برجل جاهل؟ العوض في أختها الوسطى ..وذهب لعمه وفاتحه بزواجه وطلب يد الوسطى فقال : آسف يازاهر لقد عقدت بها على ولد فلان ابن عمها الشقيق ولكن أعدك بالصغرى أصبحت قريبة من الزواج فما رأيك قال : زاهر الرأي رأيك وكبرت الصغرى أمام ناضريه وأخذ يتقرّب إليها كثيرا وهي ماكانت تدرك أنه يحبها ..
وفي هذه الأثناء يموت الحاج محسن ويأتي زاهر إلى عمته ويفاتحها في أمر زواجه فترفض رفضا مطلقا ..
وفي مساء ليلة ممطرة باردة أغرقت غرفته التي ينام بها فذهب إلى غرفت عمته ومن الحظ أن البنت الكبرى متواجدة لزيارة أمها والبيت مظلم فدخل حجرتهم بإذن الجميع ووضع له فراشا بجانبهم وأغفى قليلا ... فجاءه إبليس وقال : له انظر إلى حظك البائس خدمتهم عمرك كله ولم يزوجوك ..اذهب إلى الأستاذة واشرح لها ماتعانيه من هم فلعلها تسمع منك وتقنع أمها وأختها
وتردد قائلا هم نائمون كيف أذهب إليها في هذا الظلام ..
قال : إبليس حاول وإلا ستطير منك البنت ...كلما لمع البرق ستجد طريقك إليها ... وشجّعه فقرر المضي على أطراف أصابعه حتى وصل إلى الأستاذة ..قال :له إبليس حاول أن تنسدح بجانبها حتى لايكشف البرق وقوفك ..فأخذ ينحني بجسمه رويدا رويدا ، حتى اضجع بجوارها وهمس في أذنها ليكلمها فصرخت وهي نائمة حرامي حرامي ..
ففزع وتخوّف ..!!
فأسرع أهل القرية إليهم كل يحمل هراوته وبندقيته فازعين وباحثين عن الحرامي ولكن بطلنا
شعر بالخوف والخجل من أناس عاش معهم كولدهم ثم إذا مسكوا به سيسلم إلى الشرع ليرى رأيه فيه ففر هاربا وترك لهم كلما كسبه من العشر ولم يعد إليهم أبدا ..
ــ النهـٍـٍـٍـايــٍـٍـٍـٍـه ــ