الرحّال
27-12-2009, 01:18 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين.. والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين:-
مما دعاني لكتابة الموضوع وعنونته (2009 -2010) ما رأيته من البعض .. و كلامه عن التاريخ الميلادي .. وأن العام الميلادي أزف رحيله .. ولم يبق منه إلا القليل ...
بل البعض قد يستخدم التاريخ الميلادي... في سائر أيامه..
بل البعض ...يظن نفسه إن التعامل بالتاريخ الميلادي .. فهو من أهل التطور والتنظيم...
مما دعاني للبحث في هذا الأمر الخطير... بكل حرارة ...
نشأة التأريخ الميلادي الشمسي المبتدع :-
كان التأريخ معروفا عند الرومان منذ 750 سنة قبل ميلاد المسيح ، وكان هذا التقويم قمريا ، حتى سنة 46 قبل الميلاد ، حين استدعى الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر الفلكي المنجم المصري ( سوريجن ) وطلب منه وضع تأريخ حسابي يؤرخ به ، فوضع له تأريخا مستندا إلى السنة الشمسية ، وبقي هذا التأريخ معمولا به في أوربا وغيرها حتى القرن السادس أو الثامن من ميلاد المسيح ، عندما رجع بالتقويم الشمسي لتكون بدايته التأريخ النصراني من أول السنة الميلادية نسبه إلى ميلاد المسيح عيسى ، وأن تكون بدايته ( يناير ميلادي ) وهو يوم ختان المسيح ، وكان ميلاده في( 25 ديسمبر ) لكنه لم يكن كامل الدقة فأجرى عليه تعديلات جديدة من بابا النصارى (جرريجوري الثالث عشر ) لتلافي الأخطاء الواقعة ، وذلك في سنه 1582 ، ثم انتشر العمل به في اغلب الدول النصرانية بعدا أن كان انتشر العمل به في الكنيسة الغربية ( المذهب الكاثوليكي ) فقط ، ومازال هذا التأريخ الشمسي الميلادي المبتدع ينتشر حتى صار معمولا به في أغلب الدول الإسلامية إلا من رحم الله ، وترتب على ذلك الزهد بالتأريخ الهجري الشرعي ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وقد كانت عناية الشرع بهذا الأمر بليغة ومؤكدة ، فإن الله وصف عباده المؤمنين بمجانبة الكفار في أعيادهم،وذلك قوله سبحانه: { وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ } [ الفرقان: 72] فالمراد بالزور ـ الذي لا يشهده عبادُ الله المؤمنون ـ في هذه الآية هو : أعياد الكفار . وروى البيهقي بسند صحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال : " من بنى ببلاد الأعاجم ، فصنع نيروزهم ومهرجانهم ، وتشبه بهم حتَّى يموت وهو كذلك ؛ حُشِر معهم يوم القيامة " .
يقول فضيلة الشيخ الدكتور/ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين -رحمه الله- [مجلة الدعوة العدد الشهري 2076]
" لقد اقتصر المسلمون على تأريخهم الذي اتفقوا عليه من عهد عمر بن الخطاب الذي وضع لهم هذا التاريخ الهجري، حيث اختار مبدأه من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وعمل عليه المسلمون في كتبهم وسيرهم مع معرفتهم بتأريخ من قبلهم، ولم يزالوا كذلك حتى استولى النصارى على كثير من بلاد الإسلام، واستعمروهم واضطروهم إلى تعلم التاريخ الميلادي، وأنسوهم التاريخ الهجري إلا ما شاء الله، فنقول: إن في العمل بالتأريخ الهجري تذكراً لوقائع الإسلام وأحوال المسلمين في سابق الدهر، ثم هو أوضح وأبين حيث يعتمد على الأهلة التي ترى عياناً ويحصل بمشاهدتها معرفة دخول السنة وخروجها، دون إعواز إلى حساب وكتابة، فتنصح المسلمين أن يقتصروا على تأريخهم الذي كان عليه سلفهم، وأن يعرضوا عن تأريخ النصارى الذي لا يتحقق صحته، إنما هو مبني على نقل أهل الكتاب وهم غير متيقنين، حيث لم يثبتوا ذلك بالنقل الصحيح. ومتى احتيج إلى معرفة السنة الشمسية، فإن هناك التاريخ الشمسي الهجري وهو يعتمد الحساب، ويسير على سير البروج الاثني عشر التي ذكرها الله تعالى مجملاً كما في قوله تعالى: "وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً" (الحجر: من الآية16)، وعرفها الحُسّاب وعلماء الفلك بالمشاهدة، ففي معرفتها ما يكفي عن الاحتياج إلى تاريخ النصارى، والله أعلم"
وسئل فضيلة الشيخ/ صالح الفوزان-حفظه الله- [في كتاب المنتقى 1/257]
هل التأريخ بالتاريخ الميلادي يعتبر من موالاة الكفار ؟.
الحمد لله
لا يعتبر موالاة ، لكن يعتبر تشبهاً بهم .
والصحابة رضي الله عنهم كان التاريخ الميلادي موجوداً في عصرهم ، ولم يستعملوه ، بل عدلوا عنه إلى التاريخ الهجري .
وضعوا التاريخ الهجري ولم يستعملوا التاريخ الميلادي مع أنه كان موجوداً في عهدهم ، هذا دليل على أن المسلمين يجب أن يستقلوا عن عادات الكفار وتقاليد الكفار ، لاسيما وأن التاريخ الميلادي رمز على دينهم ، لأنه يرمز إلى تعظيم ميلاد المسيح والاحتفال به على رأس السنة ، وهذه بدعة ابتدعها النصارى ، فنحن لا نشاركهم ولا نشجهم على هذا الشيء . وإذا أرّخنا بتاريخهم فمعناه أننا نتشبه بهم .
وعندنا والحمد لله التاريخ الهجري الذي وضعه لنا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخليفة الراشد بحضرة المهاجرين والأنصار ، هذا يغنينا . انتهى
و إذا علم ذلك فإليك بعضاً من البدع والمحدثات في نهاية السنة الهجرية (ومن باب أولى الميلادية):-
1/ ختم السنة بالاستغفار أو الأعمال الصالحة في آخر يومٍ منها.
2/ تعظيم آخر جمعة من السنة بالاستغفار أو الدعاء.
3/ اعتقاد أن هناك صحائف لأعمال الإنسان تطوى في آخر السنة.
4/ أمر الناس وحثهم على محاسبة أنفسهم في آخر السنة.
وإنما كانت هذه الأمور من البدع لأن الشارع لم يجعل نهاية السنة ميداناً لمحاسبة النفس, ولم يثبت فضيلة للاستغفار أو الدعاء أو الأعمال الصالحة في آخر يوم أو جمعة من السنة,ولم يثبت أيضاً أن صحائف الأعمال الصالحة تطوى نهاية السنة .
وختاماً/ فإن من الواجب على كل مسلم أن يتمسك بتأريخه الهجري ويعتز به ويحافظ عليه ، وأن يحرص على إخلاص العبادة لله وحده ، والتمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يحذر من البدع والمحدثات في الدين .
وبهذا يُعلم خطأ عدد من إخواننا وأخواتنا أهل الإسلام الذين يتساهلون بهذه المسألة لينـزلقوا في مشاركة الكفار أعيادهم بأي صورةٍ كانت ، مع ما فيها من الخلل بالعقيدة .
وفقنا الله جميعاً لما يحبه ويرضاه ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد
جمع ... محبكم الرحّال
الحمد لله رب العالمين.. والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين:-
مما دعاني لكتابة الموضوع وعنونته (2009 -2010) ما رأيته من البعض .. و كلامه عن التاريخ الميلادي .. وأن العام الميلادي أزف رحيله .. ولم يبق منه إلا القليل ...
بل البعض قد يستخدم التاريخ الميلادي... في سائر أيامه..
بل البعض ...يظن نفسه إن التعامل بالتاريخ الميلادي .. فهو من أهل التطور والتنظيم...
مما دعاني للبحث في هذا الأمر الخطير... بكل حرارة ...
نشأة التأريخ الميلادي الشمسي المبتدع :-
كان التأريخ معروفا عند الرومان منذ 750 سنة قبل ميلاد المسيح ، وكان هذا التقويم قمريا ، حتى سنة 46 قبل الميلاد ، حين استدعى الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر الفلكي المنجم المصري ( سوريجن ) وطلب منه وضع تأريخ حسابي يؤرخ به ، فوضع له تأريخا مستندا إلى السنة الشمسية ، وبقي هذا التأريخ معمولا به في أوربا وغيرها حتى القرن السادس أو الثامن من ميلاد المسيح ، عندما رجع بالتقويم الشمسي لتكون بدايته التأريخ النصراني من أول السنة الميلادية نسبه إلى ميلاد المسيح عيسى ، وأن تكون بدايته ( يناير ميلادي ) وهو يوم ختان المسيح ، وكان ميلاده في( 25 ديسمبر ) لكنه لم يكن كامل الدقة فأجرى عليه تعديلات جديدة من بابا النصارى (جرريجوري الثالث عشر ) لتلافي الأخطاء الواقعة ، وذلك في سنه 1582 ، ثم انتشر العمل به في اغلب الدول النصرانية بعدا أن كان انتشر العمل به في الكنيسة الغربية ( المذهب الكاثوليكي ) فقط ، ومازال هذا التأريخ الشمسي الميلادي المبتدع ينتشر حتى صار معمولا به في أغلب الدول الإسلامية إلا من رحم الله ، وترتب على ذلك الزهد بالتأريخ الهجري الشرعي ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وقد كانت عناية الشرع بهذا الأمر بليغة ومؤكدة ، فإن الله وصف عباده المؤمنين بمجانبة الكفار في أعيادهم،وذلك قوله سبحانه: { وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ } [ الفرقان: 72] فالمراد بالزور ـ الذي لا يشهده عبادُ الله المؤمنون ـ في هذه الآية هو : أعياد الكفار . وروى البيهقي بسند صحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال : " من بنى ببلاد الأعاجم ، فصنع نيروزهم ومهرجانهم ، وتشبه بهم حتَّى يموت وهو كذلك ؛ حُشِر معهم يوم القيامة " .
يقول فضيلة الشيخ الدكتور/ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين -رحمه الله- [مجلة الدعوة العدد الشهري 2076]
" لقد اقتصر المسلمون على تأريخهم الذي اتفقوا عليه من عهد عمر بن الخطاب الذي وضع لهم هذا التاريخ الهجري، حيث اختار مبدأه من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وعمل عليه المسلمون في كتبهم وسيرهم مع معرفتهم بتأريخ من قبلهم، ولم يزالوا كذلك حتى استولى النصارى على كثير من بلاد الإسلام، واستعمروهم واضطروهم إلى تعلم التاريخ الميلادي، وأنسوهم التاريخ الهجري إلا ما شاء الله، فنقول: إن في العمل بالتأريخ الهجري تذكراً لوقائع الإسلام وأحوال المسلمين في سابق الدهر، ثم هو أوضح وأبين حيث يعتمد على الأهلة التي ترى عياناً ويحصل بمشاهدتها معرفة دخول السنة وخروجها، دون إعواز إلى حساب وكتابة، فتنصح المسلمين أن يقتصروا على تأريخهم الذي كان عليه سلفهم، وأن يعرضوا عن تأريخ النصارى الذي لا يتحقق صحته، إنما هو مبني على نقل أهل الكتاب وهم غير متيقنين، حيث لم يثبتوا ذلك بالنقل الصحيح. ومتى احتيج إلى معرفة السنة الشمسية، فإن هناك التاريخ الشمسي الهجري وهو يعتمد الحساب، ويسير على سير البروج الاثني عشر التي ذكرها الله تعالى مجملاً كما في قوله تعالى: "وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً" (الحجر: من الآية16)، وعرفها الحُسّاب وعلماء الفلك بالمشاهدة، ففي معرفتها ما يكفي عن الاحتياج إلى تاريخ النصارى، والله أعلم"
وسئل فضيلة الشيخ/ صالح الفوزان-حفظه الله- [في كتاب المنتقى 1/257]
هل التأريخ بالتاريخ الميلادي يعتبر من موالاة الكفار ؟.
الحمد لله
لا يعتبر موالاة ، لكن يعتبر تشبهاً بهم .
والصحابة رضي الله عنهم كان التاريخ الميلادي موجوداً في عصرهم ، ولم يستعملوه ، بل عدلوا عنه إلى التاريخ الهجري .
وضعوا التاريخ الهجري ولم يستعملوا التاريخ الميلادي مع أنه كان موجوداً في عهدهم ، هذا دليل على أن المسلمين يجب أن يستقلوا عن عادات الكفار وتقاليد الكفار ، لاسيما وأن التاريخ الميلادي رمز على دينهم ، لأنه يرمز إلى تعظيم ميلاد المسيح والاحتفال به على رأس السنة ، وهذه بدعة ابتدعها النصارى ، فنحن لا نشاركهم ولا نشجهم على هذا الشيء . وإذا أرّخنا بتاريخهم فمعناه أننا نتشبه بهم .
وعندنا والحمد لله التاريخ الهجري الذي وضعه لنا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخليفة الراشد بحضرة المهاجرين والأنصار ، هذا يغنينا . انتهى
و إذا علم ذلك فإليك بعضاً من البدع والمحدثات في نهاية السنة الهجرية (ومن باب أولى الميلادية):-
1/ ختم السنة بالاستغفار أو الأعمال الصالحة في آخر يومٍ منها.
2/ تعظيم آخر جمعة من السنة بالاستغفار أو الدعاء.
3/ اعتقاد أن هناك صحائف لأعمال الإنسان تطوى في آخر السنة.
4/ أمر الناس وحثهم على محاسبة أنفسهم في آخر السنة.
وإنما كانت هذه الأمور من البدع لأن الشارع لم يجعل نهاية السنة ميداناً لمحاسبة النفس, ولم يثبت فضيلة للاستغفار أو الدعاء أو الأعمال الصالحة في آخر يوم أو جمعة من السنة,ولم يثبت أيضاً أن صحائف الأعمال الصالحة تطوى نهاية السنة .
وختاماً/ فإن من الواجب على كل مسلم أن يتمسك بتأريخه الهجري ويعتز به ويحافظ عليه ، وأن يحرص على إخلاص العبادة لله وحده ، والتمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يحذر من البدع والمحدثات في الدين .
وبهذا يُعلم خطأ عدد من إخواننا وأخواتنا أهل الإسلام الذين يتساهلون بهذه المسألة لينـزلقوا في مشاركة الكفار أعيادهم بأي صورةٍ كانت ، مع ما فيها من الخلل بالعقيدة .
وفقنا الله جميعاً لما يحبه ويرضاه ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد
جمع ... محبكم الرحّال