المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدفاع يكسب الجولة


أبوفهد
20-08-2004, 01:17 AM
http://writers.alriyadh.com.sa/images/almotlak.jpg

البطولات العالمية والقارية وهي بمثابة الفرصة المثالية لنثر الإبداع وإظهار الإمكانات الفنية والفكرية، ومن خلال هذه البطولات ظهر النجوم وأصحاب المهارات الخاصة، والذين ما زالت أسماؤهم عالقة في أذهان الجماهير، ومحبي الكرة في العالم ومن خلال هذه البطولات أيضاً ظهر نجوم القيادة والفكر الفني وأثروا الساحة بإبداعات ولمحات من نوع وشكل آخر.
منذ بدايات الكرة وحتى الآن والمدربون في محاولة دائمة وحثيثة لطرح الجديد، والممتع من "خطط" وطرق جديدة للعب وما أن تظهر "طريقة وخطة" حتى يفاجئ مدرب آخر الوسط الرياضي بما هو ضد وأفضل منها وقد اشتهر الكثير من المدربين ونقش اسمه الطريقة التي يلعب بها "كماركة مسجلة" أو حقوق طبع محفوظة له وعلى سبيل المثال عرفت الطريقة 2- 3- 5بشكل أكبر عن طريق المدرب "وليام سودال" وهي الطريقة الأكثر هجوما حيث يعتمد فيها المدرب على خمسة مهاجمين. وبعد هزيمة قاسية تلقاها الارسنال من "نيوكاسل" 1/0قرر المدير الفني هيربرت شابمان أن يلعب بطريقة جديدة وغريبة عرف باسم أم دبليو M-W وسميت بهذا الاسم كون المهاجمين كانوا على شكل حرف W والمدافعين كانوا على شكل حرف M واستطاع بهذه الطريقة والتعديل أن يهزم فريق "وست هام" بنتيجة
0/4هذه الطريقة اعجبت الكثير من مديري الفريق الفنيين في ذلك الوقت مما جعلهم يلعبون بها ويفضلونها على باقي الطرق إلى أن ظهر المدرب البرازيلي "فيولا" بطريقة جديدة ومضادة لطريقة الـ M-W وهي طريقة 4- 2- 4والتي بدأ معها النجم الشهير "بيليه" في عام 1958م، وبالرغم أن هذه التشكيلة أو الطريقة أثبتت فعاليتها مع البرازيل إلا أنها لم تطبق كثيرا في باقي المنتخبات وخصوصا الأوروبية منها والتي برز فيها اسم المدرب الإيطالي "هيلينو هيررا" مدرب الأنتر والذي أحدث طريقة "الكاتناشيو" ( 1- 4- 3- 2) ومعنى الكلمة أو المسمى بالإيطالي "السلسلة الكبيرة" ويعتمد المدرب فيها على الجانب الدفاعي على حساب الهجوم ومع هذه الطريقة أيضاً ظهر دور اللاعب "الليبرو" وهو اللاعب الذي يلعب خلف المدافعين وقد نجح "هيلينوهيررا" في إغلاق المناطق الخلفية والاكتفاء بالهجمات القليلة والسريعة والتي غالباً ما يستطيع تسجيل الأهداف معها، وفي هذه الأثناء بدأ المدرب البرازيلي "موريرا" بتغيير طريقة المنتخب البرازيلي إلى 4- 3- 3والتي استطاعت البرازيل بهذا الأسلوب أن تفوز بكأس العالم عامي 1962- 1970م .
ولم تكن انكلترا بعيدة عن الفلسفة الكروية حيث أبدع "ألف رامزي" وفاز بطريقته الجيدة والمتوازنة بكأس العالم 1966وهي الطريقة التي مازال الكثير من المدربين المعاصرين يلعبون بها وهي طريقة 4- 4-
2.وبعدها هذه الطريقة العديدة والرائعة والتي لا تخلو من الفكر والجرأة والإبداع يأتي دور الكرة الهولندية لتخرج علينا بأحسن وأمتع الطرق والتي سميت بالكرة "الشاملة" 3- 2- 3- 2والتي وضعها المدرب "رينوس" ومضمونها ألا يكون هناك دور أو موقع معين لكل اللاعبين أثناء المباراة وهذه الطريقة بدأت وانتهت عند الهولنديين ولم سيتطع أحد أن يطبقها بمعناها الحقيقي حتى الآن .
ذكر هذه الطرق وأصحابها يأتي سياقه بمناسبة كأس الأمم الأوروبية الأخيرة وما اتفق عليه أكثر الخبراء والنقاد والمهتمين بشؤون الكرة في العالم بأن "أتوريهاجل" مدرب المنتخب اليوناني أعاد الكرة إلى الوراء واعتمد على الأسلوب الدفاعي والذي يعد الأفقر هجوماً والأقل جاذبية في الأداء والمستوى العام. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هل يستطيع الأجهزة الفنية ومديرو الفرق من طرح المزيد من الابداع والطرق الجديدة وهل هناك أسباب التوقف والعودة إلى الوراء والأرشيف القديم .
أعتقد أن أموراً كثيرة وعوامل عديدة تدخلت في شؤون الكرة ومن يديرها ولكني أرى أن أهم هذه العوامل وأكثرها تأثيراً هي القوانين وما يجري عليها من تعديل وتبديل جعل أغلب المدربين يلعب بمبدأ الأمان وعدم المجازفة في فتح الملعب واللعب الهجومي مما يؤدي إلى إحراج المدافعين وهو ما يسبب وقوع الأخطاء والتي غالباً ما يكون الكرت الأحمر هو القرار الأقرب والأفضل لحكام اللعبة وهذا ما يقلق ويحير الأجهزة الفنية ولذلك يلجأ أكثر وأغلب المدربين لهذا الأسلوب وكأنه يقوم بطريقة وخطة مضادة لقانون اللعبة عكس ما كان عليه المدربون الأوائل وإبداعات الطرق المضادة لبعضهم البعض في اللقاءات والبطولات التي يلعبون بها.

عبد الله بن شنار
20-08-2004, 01:19 PM
الله لا يهينك