المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خلاصة القول حول مأساة الأربعاء بجدة


عبدالحق صادق
29-01-2010, 04:04 PM
خلاصة القول حول مأساة الأربعاء بجدة


الآيات و الأحاديث التي تنهى عن الغيبة و إشاعة الفاحشة و القذف دون بينة كثيرة و الأغلب يعلمها
و القاعدة القضائية تقول :
تبرئة مائة متهم خير من اتهام برئ
و كذلك المتهم برئ حتى تثبت إدانته
و من وجهة نظري إن قرار خادم الحرمين الشريفين الحكيم بتعويض المتضررين (مليون ريال للشهيد بالإضافة إلى الأضرار في الممتلكات و إسكان المتضررين في شقق مفروشة حتى يتم تأهيل منازلهم ) و تشكيل لجنة تحقيق من احد أهدافه إيقاف هذا اللغط و القيل و القال الذي ضره اكبر من نفعه فالأمر صار موكلا لهذه اللجنة المتخصصة فمن الالتفاف حوله الكف عن هذا لأنه يسئ إلى سمعة السعودية في الخارج و يضعف الحس الوطني في الداخل و المصلحة العليا للوطن يجب أن تقدم على المصالح الخاصة و خاصة في هذه الظروف الحساسة و من الأفضل التركيز على مساعدة المتضررين فهذا يفيدهم أكثر من الكلام .
و إن ما أقوله ليس اختراعاً و لكنه من البديهيات
فعندما يرى عاقل نهراً جارياً من الجهة الشرقية فورا يتبادر إلى ذهنه بأنه يوجد في هذه الجهة إما نبعاً أو أمطارا غزيرة هطلت في هذه الجهة و لا يتبادر إلى ذهنه بأن هذا النهر يمكن أن تستوعبه شبكة صرف صحي
فإذا جاء من يقول له لا ليس هذا صحيحاً بل السبب ماسورة مكسورة في الجهة الغربية و المسئول عن ذلك البلدية الفاسدة و غير ذلك من الكلام.
فبربكم ما دخل هذه بتلك و غالب ما يتم طرحه بعيداُ كل البعد عن مأساة السيل
و لكن رب ضارة نافعة و أظن أن هذه الكارثة ستكون مفصلاً في تاريخ المملكة الحديث حيث ستصحح الكثير من الأمور إن شاء الله
و لا أدرى من أين أتى هذا التصور بأن السعودية هي الدولة الوحيدة التي تمتلك الأموال و عليها ألا تخطأ أبدا و لا يجوز تشبيهها بدول العالم
علماً بان ميزانية بلدية بعض المدن الغربية تعادل ميزانية الدول العربية بجمعها
و لا ادري لماذا لا يجوز تشبيه كارثة جدة بباقي الكوارث الطبيعية
فكارثة جدة تسببت بها أمطار لم يحدث مثلها على المدى القريب حتى يتم اخذ الحيطة و الحذر منها
فليس لدي معلومات بأنه توجد أجهزة تستطيع أن تتنبأ بالكميات الفعلية للأمطار التي سوف تهطل و مكان هطولها بشكل دقيق و إذا كانت موجودة فهل تمتلكها هيئة الأرصاد في بلد صحراوي
و لكنني أستطيع أن أقول بأنه لا يوجد مواطن وصل لأعلى حد من الانحلال الخلقي يعلم بأنه سوف تحصل كارثة تحصد أرواح المئات و تتسبب بأضرار كبيرة في الممتلكات و لا يبلغ عن ذلك فيجب أن نحسن الظن يبعضنا
و كذلك الإعصار الذي تسبب بتدمير ولاية أمريكية كان بفعل رياح قوية شكلت أمواج ضخمة ضربت المدن الساحلية و أغرقتها و كان يمكن عمل مصدات حماية و هي تمتلك إحصاءات لمئات السنين و عندها مراكز رصد و تنبؤ متطورة بينما الدول النامية تمتلك إحصاءات لعدة سنوات و بعضها لا يمتلك
و كذلك الزلزال الذي حدث في إيران منذ فترة قريبة - والتي تدعي الادعاءات و تعرض الاختراعات- و ذهب ضحيته بحدود خمسين ألف قتيل لم يتم نشر هذا الكم الهائل من الصور و لم تثر هذه الضجة الإعلامية رغم أن الزلازل يمكن الاحتراز منها الآن في التقنيات الحديثة
و عظم الخسائر في إيران يدل على أن المباني لا يراعى فيها المعايير الهندسية اللازمة و إجراءات السلامة رغم أنها تقع على خط زلزالي و لا ندري هل تم تعويض المتضررين أم لا ؟؟
و إذا تم تعويضهم فكم سنة سوف تستغرق الإجراءات ؟؟؟
بينما في السعودية في زلزال العيص منذ عدة اشهر اتخذت كافة الاجراءت الاحترازية لسلامة السكان و على نفقة الدولة لأن ذلك يقع ضمن الممكن بينما في كارثة جدة لم يحدث هذا من قبل ليتم الاحتراز منه
و عندي الكثير لأقوله و لكن نهجي في الكتابة أن ابتعد قدر المستطاع عن التخصيص حتى لا تثار النعرات و اكتفي بالإشارات
فأقول باختصار و عن دراية و علم لو علم السعوديون حقيقة ما يدور في المجتمعات التي حولهم لشكروا الله صباح مساء على ما خصهم من نعم و خاصة هذه القيادة التي تنتهج الكتاب و السنة
و أؤكد لكم بأنني اعرف جيدا ماذا يدور في هذا المجتمع و لذلك اكتب هذه المقالات ظناً مني بأن هذا هو الأسلوب الأمثل للإصلاح
و أحسب و لا أزكي على الله أحد بأن هذا البلد المبارك هو الأقل فساداً في المنطقة لأنه يحكم بشريعة الله التي تولد مخافة الله في القلوب و كما يقال ( من يخاف الله لا تخاف منه ) .
لأن هناك بلدان عربية يتم هدر طاقاتها و لا يبقى سوى الفتات للشعب
فلو حدث هذا السيل في بلد عربي آخر- لا سمح الله - لكانت كارثة بكل ما تعنيه الكلمة ومن يقرأ هذا المقال من الأخوة العرب يعرف ذلك جيداً
فعلى سبيل المثال هناك طرق في بعض البلدان العربية من زمن الاحتلال و عندما يراد تجديدها فطريق لا يتجاوز طوله عشرات الكيلومترات يستغرق إنشاؤه أكثر من عشر سنوات و يذهب ضحية إنشاؤه أضعاف كارثة جدة بسبب عدم مراعاة الأمن و السلامة و دون تعويضات بل و يدفع صاحب المصيبة حتى تنتهي إجراءاته الرسمية
و حدثني من أثق بكلامه بأنه حصل حريق لممتلكات مستثمر في بلد عربي فوصلت سيارات الإطفاء من بلد ذلك المستثمر قبل سيارات الإطفاء من هذا البلد و التي حضرت اغلبها لا تصلح للاستعمال و يجب تنسيقها.
علماً بأنه في أغلب الدول العربية يتم اخذ كلفة الإسفلت و الصرف الصحي و الأرصفة من المواطنين رغم إمكانياتهم المتواضعة بينما في السعودية على نفقة الدولة.
و لو كان النقد الغير منضبط يجدي لكانت الدول العربية في مقدمة الدول المتقدمة فالكل يشك في الكل و الكل ينتقد الكل و القليل من يعمل لمصلحة الكل
و هناك معيار سهل يتم من خلاله تقييم البلدان ومعرفة مستواهم في جميع نواحي الحياة هو الأجهزة الأمنية فإذا كانت الأجهزة الأمنية فاسدة و ظالمة فاعلم أن جميع نواحي الحياة كذلك و العكس بالعكس
و احسب أن الأجهزة الأمنية السعودية من أفضل الأجهزة في العالم
و السعودية بلد مستهدف من الأعداء لأنها تضم مقدسات المسلمين و تحكم بالكتاب و السنة و بالتالي فالدفاع عن سمعتها يدخل في باب الدفاع عن المقدسات و عن شريعة الله و هذا ما أقوم به
فعلى سبيل المثال قامت إحدى القنوات الفضائية المعروفة و التي يشاهدها عشرات الملايين في العالم و بعد أكثر من عشرين يوما من الحادثة بعرض الصور المؤثرة عن الطوفان و ختمتها ببضع كلمات عن سبب الكارثة و هي عدم وجود صرف صحي و قلة الخدمات المقدمة للمتضررين
فهذا المشهد يعطي أسوأ انطباع عن السعودية في الداخل و الخارج و من جملتها الاستهانة بحياة الناس علما بأن السعودية من أكثر الدول اهتماما بحياة الإنسان و كرامته و أقول ذلك بكل ثقة و عندي الأدلة و سوف انشرها بموضوع مستقل
لأن العاطفة تثار بعد عرض هذه الصور المروعة و هنا يخمد دور العقل فلا يحلل و لا يفكر و يأخذ هذه الكلمات التي ختم بها المقطع الإخباري كما هي و التي هي الهدف من نشر الخبر بهذه الطريقة
و إلا كيف يتقبل العقل أن شبكة صرف صحي أو مطري تستوعب هذا النهر
و لاحظوا الفرق بين التغطية الإعلامية لكارثة هايتي و بين مأساة جدة
فهل يتم توجيه اللوم إلى الحكومة الهايتية لعدم اخذ إجراءات السلامة في المباني و ذلك بتصميمها ضد الزلازل
أو لماذا لم يتم إنذار الناس قبل حدوث الزلزال و الذي يقع ضمن الممكن في التقنية الحديثة
و لاحظوا الإعلام كيف يركز على استدرار العواطف لتقديم مساعدات للمتضررين بينما في مأساة جدة الأمر مختلف تماما
و ارجوا أن تقرؤوا جميع مواضيعي حتى تعرفوا توجهاتي و أهدافي
و في الحقيقة ليست غايتي المدح لذاته أو الدفاع عن جهة معينة فلست شاعراً و لا محامياً و مهنتي الهندسة أي أن هذه المأساة تقع ضمن تخصصي
و لكن غايتي الدعوة لمنهج تم تطبيقه بشكل عملي من قبل الممدوح و اثبت نجاحاً و أعطى نتائج ايجابية ملموسة و في هذا خير للأمة و العالم اجمع .
و كذلك القيام بواجب الجهاد الفكري ضد الغزو الثقافي الخطير الذي تتعرض له السعودية و الذي نجح مؤخراً باختراق هذا الحصن الذي ظل مستعصياً طيلة الفترة الماضية.
و كذلك دعوة الشباب السعودي الذين وقعوا ضحية هذا الغزو فانحرفوا عن جادة الصواب لكي يعيدوا حساباتهم حتى لا يكونوا سبباً لنزول المكروه بالمجتمع السعودي و زوال هذه النعم عنه .
و كذلك دعوة غير السعوديين الذين وقعوا ضحية التشويه لسمعة السعودية و الذين لا هم لهم سوى الطعن في السعودية حكومةً و شعباً بشكل عام أن يكفوا عن ذلك احتراما لمقدساتهم لأن هذا يضعف الحمية على المقدسات فيؤدي إلى طمع الأعداء في بلاد الحرمين.
و اخشي ما أخشاه أن يتم استدراج إيران من قبل أعداء الإسلام للاعتداء على هذا البلد المبارك من أجل إيجاد ذريعة للتدخل في شؤون بلاد الحرمين و التي هي هدف استراتيجي لهم لمكانتها و أهميتها و الخوف ليس من الاحتلال فالسعوديون و من معهم من المسلمين قادرون – بعون الله- على طرده و لكن الخوف مما سيحصل بعد زوال الاحتلال من صراعات محلية و إقليمية فيصبح حلم الناس الشعور بالأمن و الأمان و زيارة الأماكن المقدسة بأمان و يسر و سهولة.
و كذلك تركيز الذم على أفضل الموجود عربياً له نتائج سلبية خطيرة أكبر مما نتصور .
لأن البداية الصحيحة للسير في طريق النهوض و التحرر و الكرامة هو التعرف على المنهج الصحيح المجرب و القيادة الكفء .

أبو عايد
31-01-2010, 03:01 AM
جزاك الله خير

ما قول الا الشكوى لله

الله يعطيك العافيه موضوع في محله

لك ودي واحترامي

عبدالحق صادق
31-01-2010, 11:41 AM
هذا من لطفكم و فضلكم و دليل على سمو فكركم و حريته فلا يعرف الفضل لأهله إلا الفضيل مع اجل تحية

أبو رائد
31-01-2010, 02:52 PM
بالنسبة للاتهامات فهي إن شاء الله غير موجوده

بقدر ما يجب أن يكون هناك تحقيقات لمعرفة من المخطئ

حتى يتمكن ادراك الأخطاء وعدم تكرارها مستقبلا


سلمت .. على موضوعك

عبدالحق صادق
02-02-2010, 05:54 PM
هذا من لطفكم و فضلكم و دليل على سمو فكركم و حريته فلا يعرف الفضل لأهله إلا الفضيل مع أجمل تحية

عبدالحق صادق
03-02-2011, 05:23 PM
الامطار التي سقطت على جدة يوم الاربعاء 22/2/1432 تفوق كمية الامطار التي هطلت العام الماضي
و نتيجة الاجراءات و الجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة مشكورة خلال العام الماضي و التي تضاهي الدول المتقدمة - من وجهة نظري- ساهمت الى حد كبير في تخفيف الاضرار بفضل الله
و هناك مبالغة كبيرة في حجم الاضرار التي حصلت هذا العام فالاضرار هذا العام لا يمكن مقارنتها بالاضرار التي حصلت العام الماضي
و ان الحل الجذري لهذه المشكلة الطارئة بسبب تغيرات المناخ في العالم و التي لم تكن موجودة من قبل يحتاج لاعوام و لمبالغ طائلة
و ان مثل هذه الامور تحدث في الدول المتقدمة مثل امريكا و الصين و استراليا و البرازيل و الهند
و لو ان ما حدث جرى في أي دولة اسلامية اخرى لكانت كارثة بكل ما تعنيه الكلمة و الوافدون يعرفون معنى كلامي جيدا