المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسكين هذا الشخص ........


أبو فهاد
24-08-2004, 10:40 AM
مسكين .. المغرور ....






قالت ورقة صغيرة لأخواتها ، في غصن صغير ،
بعيد من الأغصان المتدلية في الشجرة الكبيرة ، قالت في صلف :
إني أمقت هذه الشجرة ، اشد من مقت إبليس للمؤمن ،
إذ لولا إمساكها بي ، لكان لي شأن آخر
شأن آخر كبير في هذه الحياة ،
شأن يعلو فيه مقامي ،
وتهاب فيه كلمتي ،
ويرتفع فيه اسمي ...
ويجلجل فيه صوتي ..!
أنا .. وأنا .. وأنا ..!! وذهبت تنفخ نفسها في غرور ..
وفي اليوم التالي ،
بدأت بوادر الخريف ، واهتزت الأشجار وارتجفت جذورها ،
فكانت تلك الورقة نفسها ، أول الأوراق الساقطة على الأرض ،
فسارعت أخواتها يقلن لها : ها قد تحقق لك الأمل ،
فأرينا الآن ما أنت صانعة ..!؟
قالت باسمة منتشية :
نعم ، نعم ، أبشرن ، وأنا ألان أجمع قواي ..! آآآآه ..!
في اليوم الذي يليه ، كانت تلك الورقة قد تيبست تماماً وجفت ،
و مرت عليها أقدام حيوان صغير فتفتت تماماً ..!
ضحكت الشجرة وهي ترى ذلك المصير ثم قالت :
هذه عاقبة الجحود والغرور .. أيتها المسكنة كم جنيت على نفسك ..؟!
همس الكون في قلوب العقلاء :
اعقل أيها الإنسان وتعـلّم ..!
اعتبر لو كنت تعقل .. قبل أن تكون عبرة لغيرك ..!!

**

وصـل :

مسكين هذا المغرور ..!!

يحسب أنه قريب من القلوب ، وهو أبعد ما يكون منها ...!!
يحسب أن محبوب إلى الناس ، وهو أبغض الخلق إليهم ..!!
* * *

كم هي تلك الأوراق التي تنصلت من منهج الله وترفعت ..

وغرتها المعرفة والحداثة في عصرها فماتت عبدة تحت أقدام جحودها وغرورها وهي لا تدري سبب هلاكها من نفسها ..

منهج الله يغذينا ويثبتنا .. وهو الغني عنا ونحن لا محال نهلك بدونه ..

أُعطينا إياه منّة من الله وفضل .. فمن يعرف ذلك ؟؟

أبو حنيفة النعمان رضي الله عنه أرضاه وهو العالم بفضل منهج الله كان يجلس طوال الليل على دعاء واحد حمدا وشكرا. الحمد لله الذي أنجانا من النار ..

والفرق كبير بين الحمد لله الذي أنجانا من النار .. وبين اللهم نجني من النار ..




:ty:

عبد الله بن شنار
27-08-2004, 03:00 AM
يعطيك العافيه

عبدالإله
27-08-2004, 02:28 PM
مشكور اخي أبو فهاد

أبو رائد
28-08-2004, 01:43 AM
الله يعطيك العافية يا بوفهاد



ونشكرك على موضوعك الطيب




تحياتي لك ،،

ابتسـ ألم ـامة
28-08-2004, 03:47 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هلا وغلا أخوي أبو فهاد

مسكين هذا المغرور ..!!

يحسب أنه قريب من القلوب ، وهو أبعد ما يكون منها ...!!
يحسب أن محبوب إلى الناس ، وهو أبغض الخلق إليهم ..!!

كتب راضي الصالح جزاه الله الخير عن الغرور مقال رائع
اسمح لي بنقله للفائدة
أسأل الله أن ينفعنا بما جاء به

خلق الله الإنسان وميزه عن باقي الكائنات بالعقل.
فبه يثاب وبه يعاقب. ويحتاج الإنسان إلى جانب عقله،
ركائز تدعم مسيرته في الحياة.
وهذه الركائز تتجسد في الأخلاق الفاضلة التي هي خير دعامة في حياة الإنسان،
بينما الأخلاق الرذيلة هي معول الخراب والهدم.

والغرور أحد المفاسد الأخلاقية التي يبتلي بها المؤمن،
فما هو الغرور؟
سؤال نطرحه ونجيب عليه.

الغرور على ما عرفه بعض علماء الأخلاق
هو سكون النفس إلى ما يوافق الهوى ويميل إليه.
وهو من أسوأ الصفات النفسية لأنه الباعث الحقيقي للمساوئ الأخلاقية
كحب الدنيا وطول الأمل والظلم والفسق والعصيان.
والسبب الرئيسي للغرور هو الجهل، ومثال ذلك المال والعلم.
اللذان يعتبران المحك الذي يعرف به معدن الإنسان
فالمال والعلم نعمتان من نعم الله يضفي بها على عبده
ولكن إذا كان المنعم عليه، جاهل بحقيقة الدنيا يغتر بهما
يقول سبحانه:
( وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)
ويقول عزوجل
( فلا يغرنكم الحيوة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور).

فهؤلاء عند امتلاكهم للنعم ينسون أنفسهم ويجهلون بأن هذه النعم زائلة لا تبقى
وإنها ليست خالدة كما يظنون
يقول تعالى: ( وما أظن الساعة قائمة)
فعن الإمام الصادق (ع) قال:
«المغرور في الدنيا مسكين وفي الآخرة مغبون، لأنه باع الأفضل بالأدنى
ولا تعجب بنفسك، فربما اغتررت بمالك وصحة جسدك
إن لعللك تبقى، وربما اغتررت بطول عمرك وأولادك وأصحابك
لعلك تنجو بهم وربما أقمت نفسك على العبادة متكلفاً والله يريد الإخلاص..
وربما توهمت أنك تدعو الله وأنت تدعو سواه».

هكذا حال المغرورين يغفلون ولا ينتبهون إلا بعد زوال النعمة
يتمنون رجوعها قائلين، كما جاء في القرآن الكريم:
( ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت)

والعلاج من هذا المرض الأخلاقي السيء يكمن في
إزالة الجهل بالتفكير الصحيح والعميق لفناء الدنيا وجميع ما فيها.
يقول الله عزوجل: ( ما عندكم ينفد وما عند الله باق)
ويقول تعالى: ( والآخرة خير وأبقى)

فلا خير في إقبال الدنيا على الإنسان، ولا في جمالها الخادع
بل الآخرة هي التي تستحق الإقبال من المؤمن لأنها أجمل وأبقى.

ولا يفهم من ذلك الإفراط في ترك الدنيا، بل المقصود التوازن
كما جاء في القرآن الكريم:
( وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا،
وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين)

فمن حقك أن تأخذ نصيبك من الدنيا،
لكن إلى جانبه يجب أن تعرف حقيقة الدنيا
لكي لا يجرفك الغرور بموجه العارم.

وقال أمير المؤمنين علي (ع) :
«اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً».

فالتوازن والوسطية هما المعيار الصحيح في السلوك الحياتي،
وبهما يمكن علاج الأمراض الأخلاقية والنفسية
بعد معرفة حقيقة المرض ودوافعه.

إضافة إلى ذلك
هناك طرق تعتبر صمام الأمان للإنسان من الإنزلاق في المساوئ الأخلاقية هي:

1 ـ الحضور في مجالس الوعظ والإرشاد.

2 ـ يجعل المؤمن لنفسه ومن نفسه واعظاً ورادعاً،
وذلك بمحاسبة النفس فقد ورد في الحديث الشريف:
«ما منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم».

3 ـ التواصي بين المؤمنين بالحق
كما يقول عزوجل: ( وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) .

أشكرك على طرحك واختيارك الرائع والمفيد
ونحن بانتظار المزيد من المشاركات المفيدة

تحياتي و تقديري

أبو فهاد
28-08-2004, 12:47 PM
شكراً لجميع الإخوان على مرورهم .... وأشكر ( ابتسـ ألم ـامة ) على هذا التعقيب المميز ....






:love :p :)

عاشق بصدق
31-08-2004, 10:58 PM
شاكر لك اخوي على الموضوع

فعلا الغرر مقبره الانسان

فالانسان مهما وصل اذا اصابه غرور زالت النعم اللتي كان عليها

ونقص قدره فيمن حوله

والاخت ابتسامه ماقصرت كفت ووفت بتعقيبها الممتاز

تحياتي