عبدالحق صادق
14-03-2010, 12:02 AM
شهادة معروف الدواليبي رئيس وزراء سوريا سابقا في السعودية
هذا نص شهادة معروف الدواليبي و هي منقولة:
روى الدكتور معروف الدواليبي يرحمه الله هذا اللقاء الهام بين الجنرال شارل ديجول والملك فيصل بن عبد العزيز يرحمه الله قبيل حرب حزيران.
يقول الدكتور الدواليبي ( ص 201) من مذكراته:
أنا لي تجربة مع الجنرال ديجول من يوم قضية استقلال سوريا ، فمع أنه كان محاطاً بعناصر يهودية
( صهيونية ) ....فديجول عندما يعرف الحقيقة يغيــّر مواقفـه ، ولذلك كنت حريصاً على لقاء الملك فيصل بـه ، وألححت في ذلك وأصررت ..
وكانت هناك رواسب قديمة لدى الملك فيصل وولي العهد الأمير خالد ، وموقف سلبي من ديجول منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ، وتابع الدكتور الدواليبي ، إصراره على اللقاء حتى كان الملك فيصل في زيارة لانجلترا ، ومنها إلى بروكسل ، وكان ديجول يرى نتيجة لمساعي الدكتور الدواليبي ألا تكون دعوة رسمية لفيصل ، وإنما يخرج من بروكسل ، ويمر في طريقه بديجول ، فرفض الملك فيصل وأصر أن تكون دعوة رسمية ، لذلك تجاوز الملك فيصل باريس إلى جنيف ثم عاد منها إلى باريس ، وفي اليوم الأول أو الثاني من حزيران (1967) كان لقاؤه مع الجنرال ديجول ، ومعه الأمير سلطان والدكتور رشاد فرعون حيث جلسا مع رئيس وزرائه السيد جورج بومبيدو ، وبدأ الاجتماع بين الرجلين فيصل وديجول ومترجم:
قال ديجول : يتحدث الناس أنكم ياجلالة الملك تريدون أن تقذفوا بإسرائيل إلى البحر ، وإسرائيل هذه أصبحت أمراً واقعاً ، ولايقبل أحد في العالم رفع هذا الأمر الواقع ..
أجاب الملك فيصل : يافخامة الرئيس أنا أستغرب كلامك هذا ، إن هتلر احتل باريس وأصبح احتلاله أمراً واقعاً ، وكل فرنسا استسلمت إلا ( أنت ) انسحبت مع الجيش الانجليزي ، وبقيت تعمل لمقاومة الأمر الواقع حتى تغلبت عليه ، فلا أنت رضخت للأمر الواقع ، ولا شعبك رضخ ، فأنا أستغرب منك الآن أن تطلب مني أن أرضى بالأمر الواقع ، والويل يافخامة الرئيس للضعيف إذا احتله القوي وراح يطالب بالقاعدة الذهبية للجنرال ديجول أن الاحتلال إذا أصبح واقعاً فقد أصبح مشروعاً ....
دهـش ديجول من سرعة البديهة والخلاصة المركزة بهذا الشكل ، فغير لهجته وقال :
ياجلالة الملك يقول اليهود إن فلسطين وطنهم الأصلي وجدهم الأعلى إسرائيل ولد هناك ...
أجاب الملك فيصل : فخامة الرئيس أنا معجب بك لأنك متدين مؤمن بدينك ، وأنت بلاشك تقرأ الكتاب المقدس ، أما قرأت أن اليهود جاءوا من مصر !!؟ غـزاة فاتحيـن .......حرقوا المدن وقتلوا الرجال والنساء والأطفال ، فكيف تقول أن فلسطين بلدهم ، وهي للكنعانيين العرب ، واليهود مستعمرون ، وأنت تريد أن تعيد الاستعمار الذي حققته إسرائيل منذ أربعة آلاف سنة ، فلماذا لا تعيد استعمار روما لفرنسا الذي كان قبل ثلاثة آلاف سنة فقط !!؟ أنصلح خريطة العالم لمصلحة اليهود ، ولا نصلحها لمصلحة روما !!؟ ونحن العرب أمضينا مئتي سنة في جنوب فرنسا ، في حين لم يمكث اليهود في فلسطين سوى سبعين سنة ثم نفوا بعدها .....
قال ديجول : ولكنهم يقولون أن أباهم ولد فيها !!!.. الفيصل : غريب !!! عندك الآن مئة وخمسون سفارة في باريس ، وأكثر السفراء يلد لهم أطفال في باريس ، فلو صار هؤلاء الأطفال رؤساء دول وجاءوا يطالبونك بحق الولادة في باريس !! فينة باريس !!
لا أدري لمن ســـتكون !!؟
سكت ديجول ، وضرب الجرس مستدعياً ( بومبيدو ) وكان جالساً مع الأمير سلطان ورشاد فرعون في الخارج ، وقال ديجول : الآن فهمت القضية الفلسطينية ، أوقفوا السـلاح المصدر لإسرائيل ... وكانت إسرائيل يومها تحارب بأسلحة فرنسية وليست أمريكية .....
يقول الدواليبي :
واستقبلنا الملك فيصل في الظهران عند رجوعه من هذه المقابلة ، وفي صباح اليوم التالي ونحن في الظهران استدعى الملك فيصل رئيس شركة التابلاين الأمريكية ، وكنت حاضراً ( الكلام للدواليبي ) وقال له : إن أي نقطة بترول تذهب إلى إسرائيل ستجعلني أقطع البترول عنكم ، ولما علم بعد ذلك أن أمريكا أرسلت مساعدة لإسرائيل قطع عنها البترول ، وقامت المظاهرات في أمريكا ، ووقف الناس مصطفين أمام محطات الوقود ، وهتف المتظاهرون : نريد البترول ولا نريد إسرائيل ، وهكذا استطاع هذا الرجل ( الملك فيصل يرحمه الله ) بنتيجة حديثه مع ديجول ، وبموقفه البطولي في قطع النفط أن يقلب الموازين كلها .
انتهى كلام الدواليبي
و الدكتور معروف الدواليبي هو رئيس وزراء سوريا سابقاً
و الملك فيصل يرحمه الله عندما اتخذ هذا القرار كانت القاعدة الأمريكية موجودة في السعودية و لم تمنعه من الاشتراك في حرب تشرين و اتخاذ هذا الموقف الشجاع
و اليوم القاعدة الأمريكية انتقلت إلى قطر
و الملك فيصل يرحمه الله هو ابن الملك عبد العزيز يرحمه الله و جميع الملوك الذين جاؤوا بعد الملك فيصل هم إخوته أي تربوا نفس التربية لأنهم أسرة واحدة و لو كان بين هؤلاء الأخوة اختلاف حاد في الفكر أو التوجه لانفرط عقد الأسرة و لكن بفضل الله لا تزال هذه الأسرة الحاكمة متماسكة رغم مضي أكثر من قرن على استلامها زمام الحكم فهذا يدل على توافق في الرؤية و على حسن التربية التي تربوا عليها من الاحترام المتبادل بين الإخوة
و الأمير سعود الفيصل مهندس السياسة الخارجية السعودية منذ عام 1975 و هو ابن هذا الرجل الشجاع الغيور على أمته و تربى على يديه و معروف عن الأمير سعود الفيصل حسن خلقه و استقامته و تواضعه و هو يتقن تسع لغات و معروف بحنكته السياسية
و المملكة الآن أقوى بأضعاف المرات من 1973 عندما اتخذ الملك فيصل يرحمه الله موقفه المشرف هذا
و القاعدة الأمريكية انتقلت إلى قطر قبل الاحتلال الأمريكي للعراق
و الأمير سعود فيصل اكتسب خبرة سياسية واسعة خلال فترة عمله في هذا السلك
فإذاً إن القرارات و المواقف التي يتخذها تنبع من رؤية عميقة و بعيدة المدى للأحداث و تقدير للمصالح و المفاسد و اختيار اخف الضررين
فيجب أن نثق ببعضنا و نسلم الأمر لذوي الاختصاص و الخبرة في كل مجال
فهل من العقل و المنطق أن نشك برجل معروف بنسبه و استقامته و نثق بمعلومات مصدرها الأعداء الذين لا يريدون لنا الخير و يريدون نزع الثقة فيما بيننا حتى نبقى متفرقين لتسهل سيطرتهم علينا
إذا نستنتج مما سبق أن كل ما يثار حول سياسة السعودية الخارجية من شبهات باطلة و مصدرها الأعداء الذين يقومون بفبركة الوثائق و تسريبها لمن تلتقي مصالحهم معهم ليقوموا بنشرها و الترويج لها
بسبب نزاهة هذه الحكومة و لأجل تركيعها لعمل صلح مع اسرئيل لأنها قائدة العالم الإسلامي فإذا تم إخضاعها هان إخضاع البقية
فيجب الحذر من نشر هذه الإشعاعات المغرضة التي تخدم الصهيونية العالمية .
هذا نص شهادة معروف الدواليبي و هي منقولة:
روى الدكتور معروف الدواليبي يرحمه الله هذا اللقاء الهام بين الجنرال شارل ديجول والملك فيصل بن عبد العزيز يرحمه الله قبيل حرب حزيران.
يقول الدكتور الدواليبي ( ص 201) من مذكراته:
أنا لي تجربة مع الجنرال ديجول من يوم قضية استقلال سوريا ، فمع أنه كان محاطاً بعناصر يهودية
( صهيونية ) ....فديجول عندما يعرف الحقيقة يغيــّر مواقفـه ، ولذلك كنت حريصاً على لقاء الملك فيصل بـه ، وألححت في ذلك وأصررت ..
وكانت هناك رواسب قديمة لدى الملك فيصل وولي العهد الأمير خالد ، وموقف سلبي من ديجول منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ، وتابع الدكتور الدواليبي ، إصراره على اللقاء حتى كان الملك فيصل في زيارة لانجلترا ، ومنها إلى بروكسل ، وكان ديجول يرى نتيجة لمساعي الدكتور الدواليبي ألا تكون دعوة رسمية لفيصل ، وإنما يخرج من بروكسل ، ويمر في طريقه بديجول ، فرفض الملك فيصل وأصر أن تكون دعوة رسمية ، لذلك تجاوز الملك فيصل باريس إلى جنيف ثم عاد منها إلى باريس ، وفي اليوم الأول أو الثاني من حزيران (1967) كان لقاؤه مع الجنرال ديجول ، ومعه الأمير سلطان والدكتور رشاد فرعون حيث جلسا مع رئيس وزرائه السيد جورج بومبيدو ، وبدأ الاجتماع بين الرجلين فيصل وديجول ومترجم:
قال ديجول : يتحدث الناس أنكم ياجلالة الملك تريدون أن تقذفوا بإسرائيل إلى البحر ، وإسرائيل هذه أصبحت أمراً واقعاً ، ولايقبل أحد في العالم رفع هذا الأمر الواقع ..
أجاب الملك فيصل : يافخامة الرئيس أنا أستغرب كلامك هذا ، إن هتلر احتل باريس وأصبح احتلاله أمراً واقعاً ، وكل فرنسا استسلمت إلا ( أنت ) انسحبت مع الجيش الانجليزي ، وبقيت تعمل لمقاومة الأمر الواقع حتى تغلبت عليه ، فلا أنت رضخت للأمر الواقع ، ولا شعبك رضخ ، فأنا أستغرب منك الآن أن تطلب مني أن أرضى بالأمر الواقع ، والويل يافخامة الرئيس للضعيف إذا احتله القوي وراح يطالب بالقاعدة الذهبية للجنرال ديجول أن الاحتلال إذا أصبح واقعاً فقد أصبح مشروعاً ....
دهـش ديجول من سرعة البديهة والخلاصة المركزة بهذا الشكل ، فغير لهجته وقال :
ياجلالة الملك يقول اليهود إن فلسطين وطنهم الأصلي وجدهم الأعلى إسرائيل ولد هناك ...
أجاب الملك فيصل : فخامة الرئيس أنا معجب بك لأنك متدين مؤمن بدينك ، وأنت بلاشك تقرأ الكتاب المقدس ، أما قرأت أن اليهود جاءوا من مصر !!؟ غـزاة فاتحيـن .......حرقوا المدن وقتلوا الرجال والنساء والأطفال ، فكيف تقول أن فلسطين بلدهم ، وهي للكنعانيين العرب ، واليهود مستعمرون ، وأنت تريد أن تعيد الاستعمار الذي حققته إسرائيل منذ أربعة آلاف سنة ، فلماذا لا تعيد استعمار روما لفرنسا الذي كان قبل ثلاثة آلاف سنة فقط !!؟ أنصلح خريطة العالم لمصلحة اليهود ، ولا نصلحها لمصلحة روما !!؟ ونحن العرب أمضينا مئتي سنة في جنوب فرنسا ، في حين لم يمكث اليهود في فلسطين سوى سبعين سنة ثم نفوا بعدها .....
قال ديجول : ولكنهم يقولون أن أباهم ولد فيها !!!.. الفيصل : غريب !!! عندك الآن مئة وخمسون سفارة في باريس ، وأكثر السفراء يلد لهم أطفال في باريس ، فلو صار هؤلاء الأطفال رؤساء دول وجاءوا يطالبونك بحق الولادة في باريس !! فينة باريس !!
لا أدري لمن ســـتكون !!؟
سكت ديجول ، وضرب الجرس مستدعياً ( بومبيدو ) وكان جالساً مع الأمير سلطان ورشاد فرعون في الخارج ، وقال ديجول : الآن فهمت القضية الفلسطينية ، أوقفوا السـلاح المصدر لإسرائيل ... وكانت إسرائيل يومها تحارب بأسلحة فرنسية وليست أمريكية .....
يقول الدواليبي :
واستقبلنا الملك فيصل في الظهران عند رجوعه من هذه المقابلة ، وفي صباح اليوم التالي ونحن في الظهران استدعى الملك فيصل رئيس شركة التابلاين الأمريكية ، وكنت حاضراً ( الكلام للدواليبي ) وقال له : إن أي نقطة بترول تذهب إلى إسرائيل ستجعلني أقطع البترول عنكم ، ولما علم بعد ذلك أن أمريكا أرسلت مساعدة لإسرائيل قطع عنها البترول ، وقامت المظاهرات في أمريكا ، ووقف الناس مصطفين أمام محطات الوقود ، وهتف المتظاهرون : نريد البترول ولا نريد إسرائيل ، وهكذا استطاع هذا الرجل ( الملك فيصل يرحمه الله ) بنتيجة حديثه مع ديجول ، وبموقفه البطولي في قطع النفط أن يقلب الموازين كلها .
انتهى كلام الدواليبي
و الدكتور معروف الدواليبي هو رئيس وزراء سوريا سابقاً
و الملك فيصل يرحمه الله عندما اتخذ هذا القرار كانت القاعدة الأمريكية موجودة في السعودية و لم تمنعه من الاشتراك في حرب تشرين و اتخاذ هذا الموقف الشجاع
و اليوم القاعدة الأمريكية انتقلت إلى قطر
و الملك فيصل يرحمه الله هو ابن الملك عبد العزيز يرحمه الله و جميع الملوك الذين جاؤوا بعد الملك فيصل هم إخوته أي تربوا نفس التربية لأنهم أسرة واحدة و لو كان بين هؤلاء الأخوة اختلاف حاد في الفكر أو التوجه لانفرط عقد الأسرة و لكن بفضل الله لا تزال هذه الأسرة الحاكمة متماسكة رغم مضي أكثر من قرن على استلامها زمام الحكم فهذا يدل على توافق في الرؤية و على حسن التربية التي تربوا عليها من الاحترام المتبادل بين الإخوة
و الأمير سعود الفيصل مهندس السياسة الخارجية السعودية منذ عام 1975 و هو ابن هذا الرجل الشجاع الغيور على أمته و تربى على يديه و معروف عن الأمير سعود الفيصل حسن خلقه و استقامته و تواضعه و هو يتقن تسع لغات و معروف بحنكته السياسية
و المملكة الآن أقوى بأضعاف المرات من 1973 عندما اتخذ الملك فيصل يرحمه الله موقفه المشرف هذا
و القاعدة الأمريكية انتقلت إلى قطر قبل الاحتلال الأمريكي للعراق
و الأمير سعود فيصل اكتسب خبرة سياسية واسعة خلال فترة عمله في هذا السلك
فإذاً إن القرارات و المواقف التي يتخذها تنبع من رؤية عميقة و بعيدة المدى للأحداث و تقدير للمصالح و المفاسد و اختيار اخف الضررين
فيجب أن نثق ببعضنا و نسلم الأمر لذوي الاختصاص و الخبرة في كل مجال
فهل من العقل و المنطق أن نشك برجل معروف بنسبه و استقامته و نثق بمعلومات مصدرها الأعداء الذين لا يريدون لنا الخير و يريدون نزع الثقة فيما بيننا حتى نبقى متفرقين لتسهل سيطرتهم علينا
إذا نستنتج مما سبق أن كل ما يثار حول سياسة السعودية الخارجية من شبهات باطلة و مصدرها الأعداء الذين يقومون بفبركة الوثائق و تسريبها لمن تلتقي مصالحهم معهم ليقوموا بنشرها و الترويج لها
بسبب نزاهة هذه الحكومة و لأجل تركيعها لعمل صلح مع اسرئيل لأنها قائدة العالم الإسلامي فإذا تم إخضاعها هان إخضاع البقية
فيجب الحذر من نشر هذه الإشعاعات المغرضة التي تخدم الصهيونية العالمية .