أبو رائد
18-04-2010, 02:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصيدة جميلة في الرثاء لأنها مرتجلة من الشاعر لحظة رؤيته للموقف الذي استدعاها . وقصتها : أنه في عصر دولة البويهيين كان هناك وزيرا للسلطان البويهي وكانت كنيته (( ابن مقلة )) وكان ابن مقلة محبوبا من العامة لكثرة بذله وعطاءه لهم من أمواله الخاصة حتى قيل كأن العامة أبناءه , مما أشعل نار الحقد والكراهية في نفس السلطان البويهي , فقام بتدبير مكيدة للإيقاع به ونجح في ذلك وكان عقاب تلك المكيدة هو الصلب فصلبه على جذع شجرة ومنع الشعراء من أن يرثونه بقصائد أو أن يبكونه العامة وقام السلطان بإشعال النار حول ابن مقلة ليلا كي لا يقترب منه أحد ووضع عنده حراس ليردوا من حاول الاقتراب منه وكان الناس يرونه من بعيد ويبكونه . وكان الشاعر أبي الحسن الأنباري خارج بغداد أثناء هذه الحادثة ولم يعلم بها , وكان من أعز أصدقاء ابن مقلة - الوزير المصلوب - فكانت تربطهم علاقة صداقة متينة , فعندما دخل بغداد ووجد الوزير مصلوب بكى بكاءً شديداً وتوجه إليه مباشرة رغم منع السلطان من الاقتراب منه ووقف تحته وأنشد ( ولكم أن تتخيلوا جمال التصوير في الأبيات ) :
علوٌّ في الحياة وفـي الممـات=لحقٌ أنت إحـدى المعجـزات
كأن الناس حولك حين قاموا=وفود نِداك أيـام الصـلات
كأنك قائـم فيهـم خطيبـاً=وكلهـم قيـام للـصـلاة
مددت يديك نحوهم احتفـاءً=كمدهمـا إليهـم بالهـبـات
ولما ضاق بطن الأرض عن أن=يضم علاك من بعـد الوفـاة
أصاروا الجو قبرك واستعاضوا=عن الأكفان ثوب السافيـات
لعظمك في النفوس تبيت ترعى=بحـراسٍ وحفـاظٍ ثـقـات
وتوقد حولك النيـران ليـلاً=كذلك كنـت أيـام الحيـاة
ركبت مطية من قبـل زيـد=علاها في السنيـن الماضيـات
وتلك قضيـة فيهـا تـأسٍ=تباعد عنـك تعييـر العـداة
ولم أرى قبل جذعك قط جذعاً=تمكن من عنـاق المكرمـات
أسأت إلى النوائب فاستثارت=فأنت قتيـل ثـأر النائبـات
وصير دهرك الإحسـان فيـه=إلينا مـن عظيـم السيئـات
وكنت لمعشـر سعـد فلمـا=مضيت تفرقـوا بالمنحسـات
غليل باطن لك فـي فـؤادي=يخفف بالدمـوع الجاريـات
ولو أني قدرت علـى قيـام=بفرضك والحقوق الواجبـات
ملأت الأرض من نظم القوافي=وبحت بها خلاف النائحـات
ولكني أصبّر عنـك نفسـي=مخافة أن أعـد مـن الجنـاة
ومالك تربةٌ فأقـول تُسقـى=لأنك نصب هطل الهاطـلات
عليك تحيـة الرحمـن تتـرى=برحمـات غـوادٍ رائحـات
وكان نصيب الشاعر بعد هذه القصيدة أن غضب عليه السلطان لعصيانه وقيامه برثاء ابن مقلة , فأمر بفيلة كانت عنده وأحضر الشاعر وقيّد وأمر بأن تقوم الفيلة بالسير على الشاعر حتى مات . ويذكر عن السلطان أنه وبعد زمن طويل قال أنه تمنى لو كان هو المصلوب وهذه القصيدة قيلت فيه لشدة إعجابه بها ولانتشارها بين الناس ولشجاعة شاعرها ومدى حبه لذلك الوزير
قصيدة جميلة في الرثاء لأنها مرتجلة من الشاعر لحظة رؤيته للموقف الذي استدعاها . وقصتها : أنه في عصر دولة البويهيين كان هناك وزيرا للسلطان البويهي وكانت كنيته (( ابن مقلة )) وكان ابن مقلة محبوبا من العامة لكثرة بذله وعطاءه لهم من أمواله الخاصة حتى قيل كأن العامة أبناءه , مما أشعل نار الحقد والكراهية في نفس السلطان البويهي , فقام بتدبير مكيدة للإيقاع به ونجح في ذلك وكان عقاب تلك المكيدة هو الصلب فصلبه على جذع شجرة ومنع الشعراء من أن يرثونه بقصائد أو أن يبكونه العامة وقام السلطان بإشعال النار حول ابن مقلة ليلا كي لا يقترب منه أحد ووضع عنده حراس ليردوا من حاول الاقتراب منه وكان الناس يرونه من بعيد ويبكونه . وكان الشاعر أبي الحسن الأنباري خارج بغداد أثناء هذه الحادثة ولم يعلم بها , وكان من أعز أصدقاء ابن مقلة - الوزير المصلوب - فكانت تربطهم علاقة صداقة متينة , فعندما دخل بغداد ووجد الوزير مصلوب بكى بكاءً شديداً وتوجه إليه مباشرة رغم منع السلطان من الاقتراب منه ووقف تحته وأنشد ( ولكم أن تتخيلوا جمال التصوير في الأبيات ) :
علوٌّ في الحياة وفـي الممـات=لحقٌ أنت إحـدى المعجـزات
كأن الناس حولك حين قاموا=وفود نِداك أيـام الصـلات
كأنك قائـم فيهـم خطيبـاً=وكلهـم قيـام للـصـلاة
مددت يديك نحوهم احتفـاءً=كمدهمـا إليهـم بالهـبـات
ولما ضاق بطن الأرض عن أن=يضم علاك من بعـد الوفـاة
أصاروا الجو قبرك واستعاضوا=عن الأكفان ثوب السافيـات
لعظمك في النفوس تبيت ترعى=بحـراسٍ وحفـاظٍ ثـقـات
وتوقد حولك النيـران ليـلاً=كذلك كنـت أيـام الحيـاة
ركبت مطية من قبـل زيـد=علاها في السنيـن الماضيـات
وتلك قضيـة فيهـا تـأسٍ=تباعد عنـك تعييـر العـداة
ولم أرى قبل جذعك قط جذعاً=تمكن من عنـاق المكرمـات
أسأت إلى النوائب فاستثارت=فأنت قتيـل ثـأر النائبـات
وصير دهرك الإحسـان فيـه=إلينا مـن عظيـم السيئـات
وكنت لمعشـر سعـد فلمـا=مضيت تفرقـوا بالمنحسـات
غليل باطن لك فـي فـؤادي=يخفف بالدمـوع الجاريـات
ولو أني قدرت علـى قيـام=بفرضك والحقوق الواجبـات
ملأت الأرض من نظم القوافي=وبحت بها خلاف النائحـات
ولكني أصبّر عنـك نفسـي=مخافة أن أعـد مـن الجنـاة
ومالك تربةٌ فأقـول تُسقـى=لأنك نصب هطل الهاطـلات
عليك تحيـة الرحمـن تتـرى=برحمـات غـوادٍ رائحـات
وكان نصيب الشاعر بعد هذه القصيدة أن غضب عليه السلطان لعصيانه وقيامه برثاء ابن مقلة , فأمر بفيلة كانت عنده وأحضر الشاعر وقيّد وأمر بأن تقوم الفيلة بالسير على الشاعر حتى مات . ويذكر عن السلطان أنه وبعد زمن طويل قال أنه تمنى لو كان هو المصلوب وهذه القصيدة قيلت فيه لشدة إعجابه بها ولانتشارها بين الناس ولشجاعة شاعرها ومدى حبه لذلك الوزير