صعبة المنال
23-05-2010, 12:38 PM
تربية الأطفال (5)
ويؤكد على الصدق معهم وعدم الكذب عليهم:
عن عبد اللَّه بن عامر قال: دعتني أمي، ورسول اللَّه صلي الله عليه وسلم قاعد في بيتنا، فقالت: ها، تعال أعطيك، فقال صلي الله عليه وسلم : "ما أردت أن تعطيه؟" قالت: أعطيه تمرًا. فقال لها: "أمَا إنك لو لم تعطيه شيئًا كُتِبت عليك كذبة". إن الأطفال يراقبون سلوك الكبار ويقتدون بهم، فلا يجوز خداعهم بأي حال. قال أبو الطيب: وفي الحديث أن ما يتفوَّه به الناس للأطفال عند البكاء مثلاً بكلمات هزلاً أو كذبًا بإعطاء شيء أو بتخويف من شيء حرام داخل في الكذب. كذلك يراعى الصدق معهم في الحديث عند تسليتهم أو إضحاكهم أو سرد قصص وحكايات عليهم، وينبغي ألا يدخل الكذب في هذا كله.
ويترك للصغير فرصة يتلَهَّى معه صلي الله عليه وسلم :
ربما يمزح الطفل الصغير مع الرجل الكبير، وربما يعبث في ثوبه أو في لحيته، وزجْرُه في هذه الحالة كسرٌ لنفسه وجَرْحٌ لشعوره، وتعويدٌ له على الانطواء والوحدة، لكن مقابلة ذلك بالابتسامة والإعجاب، يُدخل السرور على الطفل، ويشجعه على مخالطة الكبار والاستفادة منهم، كما يربي فيه الشجاعة الأدبية.
وقد حدث مثل هذا مع النبي صلي الله عليه وسلم : فعن أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص قالت: أُتِيَ النبي صلي الله عليه وسلم بثياب فيها خميصة سوادء صغيرة، فقال: "مَن ترون أن نكسوَ هذه؟" فسكت القوم، قال: "ائتوني بأم خالد"، فأُتِيَ بها تُحمل فأخذ الخميصة بيده فألبسها.
وفي الرواية الأخرى: ثم قال صلي الله عليه وسلم : "سَنَه سَنَه". وهي باللغة الحبشية بمعنى: حَسَنة، قالت: فذهبتُ ألعب بخاتم النبوة (بين كتفيه) فزبرني (فزجرني) أبي، قال رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم : "دعها". ثم قال رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم : "أبلي وأخلقي، ثم أبْلي وأخْلقي، ثم أبلي وأخلقي". قال عبد اللَّه: فبقيت حتى ذَكَرَ، يعني من بقائها. يعني طال عمرها بدعوة النبي "أبلي وأخلقي" ثلاث مرات، والثوب الخَلِق: هو البالي، وكانت الطفلة الصغيرة أم خالد مع أهلها في هجرة الحبشة، فلذلك داعبها النبي صلي الله عليه وسلم بلهجة أهل الحبشة التي تفهمها: "سَنَه سنه".
ويتوعد صلي الله عليه وسلم من يدلُّهم على فِعل المنكرات:
من رحمة اللَّه تعالى بالأطفال أنه رفع عنهم التكليف في صغرهم، بل عافاهم من المؤاخذة على الذنوب؛ حتى ينضج الطفل ببلوغه الحلم، فإذا بلغ سجل القلم عليه ما يقول ويعمل. عن علي وعمر رضي اللَّه عنهما أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "رُفع القلم عن ثلاثة: عن المجنون المغلوب حتى يبرأ، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم". ومهما كان الطفل صغيرًا ولم يبلغ الحلم بعد، فإنه لا يجوز لأحد أبدًا أن يدله على فعل ما هو معصية نهى عنها الإسلام أو يغريه بها، كأن يعلمه شرب المسكرات وفعل المنكرات، أو شرب الدخان وفعل القبائح، أو السب والشتم والبذاءة وسيء القول والعمل. عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "كل مُخْمِر خمر، وكل مسكر حرام، ومن شرب مسكرًا بُخست صلاته أربعين صباحًا، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد الرابعة كان حقًّا على الله أن يسقيه من طينة الخبال صديد أهل النار ومن سقاه صغيرًا لا يعرف حلاله من حرامه كان حقًّا على اللَّه أن يسقيه من طينة الخبال". وطينة الخبال هي عصارة أهل النار وصديدهم. وكذلك فإن من ألبس الطفل الصغير حريرًا أو ذهبًا فلا إثم على الطفل لارتفاع التكليف عنه، وإنما الإثم على من ألبسه.
ويؤكد على الصدق معهم وعدم الكذب عليهم:
عن عبد اللَّه بن عامر قال: دعتني أمي، ورسول اللَّه صلي الله عليه وسلم قاعد في بيتنا، فقالت: ها، تعال أعطيك، فقال صلي الله عليه وسلم : "ما أردت أن تعطيه؟" قالت: أعطيه تمرًا. فقال لها: "أمَا إنك لو لم تعطيه شيئًا كُتِبت عليك كذبة". إن الأطفال يراقبون سلوك الكبار ويقتدون بهم، فلا يجوز خداعهم بأي حال. قال أبو الطيب: وفي الحديث أن ما يتفوَّه به الناس للأطفال عند البكاء مثلاً بكلمات هزلاً أو كذبًا بإعطاء شيء أو بتخويف من شيء حرام داخل في الكذب. كذلك يراعى الصدق معهم في الحديث عند تسليتهم أو إضحاكهم أو سرد قصص وحكايات عليهم، وينبغي ألا يدخل الكذب في هذا كله.
ويترك للصغير فرصة يتلَهَّى معه صلي الله عليه وسلم :
ربما يمزح الطفل الصغير مع الرجل الكبير، وربما يعبث في ثوبه أو في لحيته، وزجْرُه في هذه الحالة كسرٌ لنفسه وجَرْحٌ لشعوره، وتعويدٌ له على الانطواء والوحدة، لكن مقابلة ذلك بالابتسامة والإعجاب، يُدخل السرور على الطفل، ويشجعه على مخالطة الكبار والاستفادة منهم، كما يربي فيه الشجاعة الأدبية.
وقد حدث مثل هذا مع النبي صلي الله عليه وسلم : فعن أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص قالت: أُتِيَ النبي صلي الله عليه وسلم بثياب فيها خميصة سوادء صغيرة، فقال: "مَن ترون أن نكسوَ هذه؟" فسكت القوم، قال: "ائتوني بأم خالد"، فأُتِيَ بها تُحمل فأخذ الخميصة بيده فألبسها.
وفي الرواية الأخرى: ثم قال صلي الله عليه وسلم : "سَنَه سَنَه". وهي باللغة الحبشية بمعنى: حَسَنة، قالت: فذهبتُ ألعب بخاتم النبوة (بين كتفيه) فزبرني (فزجرني) أبي، قال رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم : "دعها". ثم قال رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم : "أبلي وأخلقي، ثم أبْلي وأخْلقي، ثم أبلي وأخلقي". قال عبد اللَّه: فبقيت حتى ذَكَرَ، يعني من بقائها. يعني طال عمرها بدعوة النبي "أبلي وأخلقي" ثلاث مرات، والثوب الخَلِق: هو البالي، وكانت الطفلة الصغيرة أم خالد مع أهلها في هجرة الحبشة، فلذلك داعبها النبي صلي الله عليه وسلم بلهجة أهل الحبشة التي تفهمها: "سَنَه سنه".
ويتوعد صلي الله عليه وسلم من يدلُّهم على فِعل المنكرات:
من رحمة اللَّه تعالى بالأطفال أنه رفع عنهم التكليف في صغرهم، بل عافاهم من المؤاخذة على الذنوب؛ حتى ينضج الطفل ببلوغه الحلم، فإذا بلغ سجل القلم عليه ما يقول ويعمل. عن علي وعمر رضي اللَّه عنهما أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "رُفع القلم عن ثلاثة: عن المجنون المغلوب حتى يبرأ، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم". ومهما كان الطفل صغيرًا ولم يبلغ الحلم بعد، فإنه لا يجوز لأحد أبدًا أن يدله على فعل ما هو معصية نهى عنها الإسلام أو يغريه بها، كأن يعلمه شرب المسكرات وفعل المنكرات، أو شرب الدخان وفعل القبائح، أو السب والشتم والبذاءة وسيء القول والعمل. عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "كل مُخْمِر خمر، وكل مسكر حرام، ومن شرب مسكرًا بُخست صلاته أربعين صباحًا، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد الرابعة كان حقًّا على الله أن يسقيه من طينة الخبال صديد أهل النار ومن سقاه صغيرًا لا يعرف حلاله من حرامه كان حقًّا على اللَّه أن يسقيه من طينة الخبال". وطينة الخبال هي عصارة أهل النار وصديدهم. وكذلك فإن من ألبس الطفل الصغير حريرًا أو ذهبًا فلا إثم على الطفل لارتفاع التكليف عنه، وإنما الإثم على من ألبسه.