فقدته
27-05-2010, 09:40 PM
بـــــسم الله الرحمـــــن الرحـــــيم
الســــلام عليـكـــــم ورحـــمــة من الله وبـــركــتـــه
******************************
**********************
************
******
***
**
*
الحديث عن شعبية الأندية الرياضية ونشأتها ذو شجون وخاصة مع تلك الظروف والعوامل التي تكونت بها شعبية أندية الرياض الأربعة الشباب والرياض والنصر والهلال ودور الإعلام والجهة والأندية نفسها في تلك الشعبية.
ولكي نتعرف على شعبية هذه الأندية علينا أولاً أن نتعرف على البدايات الأولى لتلك الشعبية والعوامل التي أدت إلى نموها أو اندثارها..
ولا شك أن الأولوية في التأسيس له دور وكذلك السبق في البطولات والنجومية وفوق كل هذا الإعلام وتأثيره على الشارع الرياضي..
قلنا سابقاً أن أول فريق تأسس في مدينة الرياض هو فريق الموظفين والذي تأسس على يد مجموعة من موظفي الدولة المحبين للكرة حيث كان منظرهم غريباً وملفتاً للنظر للمارة وهم يلبسون طقماً من الفانلات وطواقي فوق رؤوسهم يجرون وراء شيء مدور
بحماس كبير.
هذا الفريق لم يستمر حيث تفكك واندثر فقرر( إبراهيم مكي ) يرحمه الله وكان عضواً سابقاً في هذا الفريق أن يؤسس نادياً رياضياً باسم شباب الرياض ( الشباب حالياً ) في عام 1367هـ كأول نادي رياضي يتم تأسيسه في مدينة الرياض.
لقد استمد نادي الشباب – شباب الرياض سابقاً – شعبيته الفورية والسريعة من خلال نواحي عدة نوجزها في التالي:
1- لكونه أول نادي يتم تأسيسه في مدينة الرياض.
2- لكونه أول نادي في الرياض يحقق بطولة حيث فاز بكأس الدوري العام في عام 1380هـ بعد فوزه على الهلال 3 / 0 في أول بطولة رسمية تقام في مدينة الرياض.
3- لكونه صنف في الدرجة الأولى مباشرة – الممتاز حالياً – عند تصنيف الأندية للدرجتين الأولى ( الممتاز حالياً ) والثانية ( الأولى حالياً ) عام 1380هـ دون المرور بالدرجة الثانية.
4- لكونه يملك نخبة من اللاعبين المشهورين في مدينة الرياض على مستوى الحواري والبرح والحياييل قبل عصر البطولات الرسمية.
أما نادي الرياض وكان اسمه أهلي الرياض في سنواته الأولى قبل أن يتغير اسمه إلى اليمامة فقد تأسس في عام 1373هـ على يد ( محمد عبد الله الصائغ ) يرحمه الله – ملعب الصائغ يحمل اسمه – وكان يضم أفضل لاعبي الكرة في مدينة الرياض حيث سمي طويلاً بمدرسة الوسطى.
لقد استمد نادي الرياض – أهلي الرياض سابقاً – شعبيته الفورية والسريعة من خلال نواحي عدة نوجزها في التالي:
1- لكونه المنافس التقليدي لنادي الشباب في عصر ما قبل البطولات الرسمية وأثنائها.
2- لكونه صنف في الدرجة الأولى ( الممتاز حالياً ) مباشرة دون المرور بالدرجة الثانية.
3- لكونه يضم لاعبين مشهورين على مستوى مدينة الرياض.
4- لكونه بطل الدوري العام لموسم 1382هـ والذي حضي بمتابعة كبيرة من قبل محبي الكرة كذلك لكونه طرفاً في نهائي كأس الملك في عام 1382هـ وهذه المرحلة كان الجمهور خلالها متعطشاً للكرة ومنافساتها كونها حديثة عهد بالجماهير الرياضية بالإضافة إلى حصوله على بطولة الدوري العام لموسم 1385هـ.
أما نادي الهلال وكان اسمه الأولمبي في بداياته فقد تأسس منشقاً من نادي الشباب في عام 1377هـ بعد خلاف دب بين أعضائه حيث انقسم نادي الشباب إلى قسمين قسم بقي كما هو وقسم آخر انشق تحت مسمى نادي الأولمبي بقيادة اللاعب ( عبد الرحمن بن سعيد ) بمساعدة إحدى الشخصيات الرياضية المعروفة حينها.
لقد استمد نادي الهلال – الأولمبي سابقاً – شعبيته الفورية والسريعة من خلال نواحي عدة نوجزها في التالي:
1- لكونه أول فريق في مدينة الرياض يحقق كأساً أمام أحد فرق الغربية حيث كانت الجماهير الرياضية في مدينة الرياض متعطشة جداً لمنافسة أندية المنطقة الغربية فكانت البطولة من نصيب الهلال في عام 1381هـ أمام فريق الوحدة.
2- لكونه صنف في الدرجة الأولى مباشرة ( الممتاز حالياً ) دون المرور بالدرجة الثانية.
3- لكونه يضم بعض مشاهير الكرة بعد خروجهم من نادي الشباب.
4- والأهم من هذا كله أن مؤسسه عبد الرحمن بن سعيد كان مسيطراً على الصفحة الرياضية في الجريدة الوحيدة آنذاك كمحرر ومحلل قبل أن تتم السيطرة على الإعلام بشكل أكبر في مرحلة قادمة.
ولو أردنا الحديث عن الضلع الرابع زمنياً كإنجازات وهو نادي النصر لقلنا أنه تأسس في شهر ربيع الأول من عام 1375هـ على يد مجموعة من الأولاد تسبقهم أحلامهم وطموحاتهم بقيادة ( زيد بن مطلق الجبعاء الدويش ) يرحمه الله حيث أطلق مجازاً على فريق النصر فريق الطلبة رداً على فريق الموظفين المندثر.
لم يحض نادي النصر في بداية نشوءه بشعبية فورية وسريعة لأسباب عديدة نوجزها في التالي:
1- لكونه صنف ضمن أندية الدرجة الثانية ( الأولى حالياً ) مع مجموعة كبيرة من الأندية نذكر منها: الشرق – شباب مكة – الجزيرة – النمور – نسور الحجاز – نجم الشرق – كوكب النجاح – الاعتصام – التسامي – رضوي – الكواكب – بدر – الشباب الصناعي – الجامعة الشعبية – وحدة الرياض – الاعتماد – الشعب – نهضة الرياض – المريخ – اتحاد الخرج – شباب الدرعية وغيرها من الأندية الرياضية في تلك المرحلة. وكما نعلم أندية الظل لا تحض بمتابعة الجماهير الرياضية فضلاً عن تشجيعها.
2- لكون القائمين عليه غير معروفين – قبل الأمير عبد الرحمن بن سعود – بخلاف أندية الدرجة الأولى المعروفة.
3- لكون لاعبي النصر وكان معظمهم من صغار السن لم يخرجوا إلى نطاق البرح والحياييل في بداية عهد النادي بل انحصر نشاطهم في الحارة والحارات المجاورة.
4- لكونه بعيداً عن معمعة التنافس وبداية توجهات الانتماء في بداية عهد الكرة حيث اتجه كل محب للكرة لنادي معروف في الدرجة الأولى في مدينة الرياض فكان توجهات الجماهير من صالح الشباب والرياض والهلال المتنافسين على بطولة الدوري العام وكان النصر حينها يجاهد في الدرجة الثانية البعيدة عن المتابعة.
إذن لدينا ثلاث فرق تحض بشعبية في مدينة الرياض بينها تنافس كبير على نيل بطولة الدوري العام هي الشباب والرياض والهلال..
ماذا حدث بعد صعود النصر.. ؟.
صعد النصر في نهاية موسم 1383هـ واستعد استعداداً خرافياً لموسم 1384هـ وكانت أولى مبارياته على الإطلاق في الممتاز مع فريق الشباب وكسبها وهو الصاعد حديثاً 1 / 0 سجله النجم القادم أحمد الدنيني ( يرحمه الله ). والغريب أنه كان هناك جمهور يهتف للنصر في تلك المباراة فمن أين اكتسب النصر تلك الجماهير.. ؟. بل أنه في المباراة التالية أمام الهلال كان له مشجعين كثر في المدرج الشمالي في ملعب الصائغ.. فمن أين حضي النصر بتلك الجماهير.. ؟.
لن أتطرق للبطولات الأهلية التي حققها النصر قبل عصر المسابقات الرسمية والتي فاز بأكثر من واحدة منها وخاصة في عام 1378هـ مثل بطولة الناصرية وبطولة الملز التي نظمها فريق البحر الأحمر وغيرها.. ولكن سأتطرق لمنافسة النصر في بطولة الدرجة الثانية والتي بدأت في عام 1380هـ حيث خاض النصر نهائي بطولة المملكة لأندية الدرجة الثانية في عام 1381هـ أمام نسور الحجاز على ملعب الصائغ بالرياض وخسره بتعاطف الحكم ( الكعكي ) مع فريق نسور الحجاز حيث تعاطف الرياضيين مع النصر وما حل به في تلك المباراة ومن ضمنهم المحرر الرياضي عبد الرحمن بن سعيد ( مؤسس الهلال ) الذي انتقد الكعكي بشدة في جريدة القصيم الأسبوعية ( صحيفة الجزيرة لاحقاً ).
هذا سبب والسبب الآخر هو انضمام الأمير عبد الرحمن بن سعود في بدايات عام 1381هـ وقيامه بتلك الأنشطة المعروفة لصالح النصر ومنها ضم نجوم كثر للفريق حيث بدأ اسم النصر يشتهر قبل صعوده للدرجة الأولى ( الممتاز ) قياساً بأندية الدرجة الثانية الأخرى المغمورة في مدينة الرياض.
ولعل أكبر القضايا التي لفتت انتباه الجماهير الرياضية في مدينة الرياض قبل صعود النصر هي قضية مباراة النصر والاتحاد ( اتحاد الخرج ) وخطأ الحكم محمد الجمل في إنهاء المباراة قبل نهايتها بخمس دقائق على الأقل حيث تظلم النصر ورفع قضية ضد الحكم وسط اهتمام كبير من قبل الجماهير الرياضية.
وبعد صعود النصر وخوضه منافسات الدوري العام كان لتصريحات وتحديات الأمير عبد الرحمن بن سعود يرحمه الله وقعاً كبيراً في نفوس الرياضيين وخاصة وأن النصر توجها بحصوله على بطولة الدوري العام موسم 1386هـ ثم أتبعها ببطولة الدوري العام لموسم 1387هـ قبل أن يقدم تلك الانتصارات الهائلة في بطولة كأس الملك ويصل للنهائي الكبير على ملعب الصائغ بالرياض حيث تجمهرت جموع كبيرة من المشجعين حول النصر في أول مباراة تنقل تلفزيونياً مباشرة على الهواء بتصوير سينمائي راقي..
ولعل حصول النصر على بطولة الدوري العام لموسم 1388هـ ومن ثم بطولة الدوري العام لموسم 1389هـ بالإضافة إلى بطولة كأس شهداء فلسطين في نفس العام بعد أن ألحق بفرق الشباب والرياض والهلال هزائم كبيرة تكون سبباً مباشراً لتعاطف الآلاف من الجماهير الرياضية مع النصر قبل أن يعلن احتكاره الأبدي لهذه البطولة.
واندثرت شعبية الشباب والرياض..
بعد سيطرة النصر على كافة البطولات في هذه المرحلة وخاصة بطولة الدوري العام وخوضه العديد من نهائيات كاس الملك تهافت عليه عشاق كرة القدم بشكل كبير جداً وفي نفس الوقت بشكل متدرج في حين كان ابتعاد فريقي الشباب والرياض النهائي عن البطولات سبباً رئيسياً في انحسار شعبيتهما..
وسبب هذا الانحسار ينحصر في أمرين:
أولهما: أن ناديي الشباب والرياض تنازلا عن المنافسة بشكل واضح.
ثانيهما: أن الناديين يفتقران للإعلام.. يفتقران للإعلام لدرجة أنك لا تقرأ اسمهما إلا عند تحليل المباريات.. !.
ولكن سيبرز تساؤل هام: كيف لم تتأثر شعبية الهلال على الرغم أنه ابتعد عن البطولات مثله مثل الرياض والشباب.. ؟.
عندما سيطر النصر على كافة البطولات الكروية اتجهت أفئدة الجماهير الرياضية نحو النصر حيث أصبحت فريق الشباب والرياض والهلال مجرد فرق تستمتع بفنيات نجوم النصر وإنجازاتهم الكبيرة فدفع ناديي الرياض والشباب ثمن ذلك انحسار شعبيتهما بينما بقيت جماهير الهلال إلى حد ما مع فريقها علماً أن هناك من اتجه للنصر منها وخاصة في النصف الأول من عقد التسعينات الهجرية ولكن بشكل عام حافظ الهلال على شعبيته..
هناك في الواقع سبب رئيسي يكاد ينفرد وحيداً.. وهو وجود الإعلام في صف الهلال..
الإعلام كان يتحدث فقط عن الهلال في مرحلة كانت الصحف هي الوسيلة الإعلامية الرياضية الوحيدة التي يطالعها مشجع الكرة.
وليت الإعلام هذا كان يتحدث بصدق..
كان يبالغ وفي أحيان كثيرة كان يكذب على الجماهير الرياضية..
النصر يحقق البطولة اليوم وفي اليوم التالي لا تجد إلا أخبار الهلال ومتى يستطيع تحقيق البطولات.. !.
ولقد وصل الأمر إلى جعل الصفحة الرياضية مكان للأخبار الاجتماعية لذوي لاعبي الهلال وأقاربهم.. !!.
فهذا عم اللاعب الفلاني يجري عملية في المستشفى وهذا خال اللاعب الفلاني يسافر إلى مصر في مهمة خاصة بعمله وهذا الأخ الأصغر للاعب الفلاني يتزوج.. الخ بينما لا نجد أي خبر عن نجوم النصر أنفسهم والذين انفردوا في الساحة الرياضية بفنياتهم وإنجازاتهم الكبيرة.
لقد جندت الصفحة الرياضية في الصحف ( صحيفة في البداية ثم صحيفتين ) في مدينة الرياض نفسها لخدمة الهلال والإعلان عنه لدى القراء لدرجة أنك تكاد لا تعرف أخبار الأندية الأخرى بما فيها النصر البطل الوحيد والدائم للمسابقات الكروية وإذا طالعت أخباراً عن النصر فثق أنك ستطالع أخباراً لا تسرك كنصراوي.. !!.
وجود الإعلام بهذا الشكل وبهذا السلوك حافظ على شعبية الهلال من الاندثار أثناء ابتعاده الكلي عن البطولات ولمدة ( 13 ) عاماً لأن الجمهور الرياضي وخاصة في تلك المرحلة يعتبرون ما يكتب في الصحف من الأمور المقدّسة.. !.
إذن لدينا ناديين أعلنا إفلاسهما الجماهيري في نهاية الثمانينات الهجرية ومطلع التسعينات.. هما الشباب والرياض بعد سنوات حافلة كان مدرجيهما يزخر بالمشجعين..
ولدينا ناديين استوليا على قلوب الجماهير الرياضية في مدينة الرياض هما النصر والهلال:
النصر لإنجازاته الكبيرة ونجومه المشهورين ورئيسه العبقري..
والهلال بوجود إعلامه الذي جعل منه بطلاً عبر الورق..
ما الفرق بين المشجع النصراوي والمشجع الهلالي.. ؟.
الفرق كبير..
المشجع النصراوي يحب النصر لأنه مقتنع بالنصر مقتنع بتاريخه وبنجومه وإدارته يحب النصر لأن النصر محارب وهذا سبب رئيسي وكلما ازدادت الحرب شراسة كلما تمسك بالنصر أكثر لذلك فإن المشجع النصراوي أكثر صبراً وحلماً من أي مشجع آخر..
أما المشجع الهلالي فإنه استمد ميوله من الصحف وما تكتبه عن الهلال وطالما فريقه يحقق البطولات فهو هلالي ولكن بمجرد أن يتعرض لخسارة أو اثنتين يتبرأ من هذا التشجيع ويراود نفسه بهجر الكرة بل أنه يغادر الملعب لو ولج في مرمى فريقه هدفين أثناء المباراة.. !.
دارت الأيام..
ودخلت بعض الفرق لتنافس النصر بعد ( 15 ) سنة كان النصر هو البطل الأوحد إلى حد كبير وازدادت وطأة الحرب على النصر من قبل الإعلام والحكام وخاصة في النصف الثاني من الثمانينات الميلادية والتي خسر خلالها النصر الكثير من البطولات وجماهيره تزداد كثافة وإخلاصاً مع كل هجمة من الإعلام والحكام إلى أن نصل إلى محطة كأس العالم عام 1420هـ ( 2000م )..
حيث بدأ النصر يتنازل عن المنافسة تدريجياً تارة بسبب الحرب والدسائس المستمرة وتارة بسبب إدارته المتخاذلة..
خسر النصر الكثير من مكتسباته الهائلة..
والغريب..
الغريب أن جماهير النصر تزداد مع مرور الأيام ومع مرور النكبات..
قبل ذلك وفي نهائي دوري 1414هـ كان الحضور هو الأكبر عبر تاريخ الكرة وكان من طرف واحد حيث أن الطرف الثاني فريقاً ليس له مشجعين..
جمهور النصر هو المبادر لكل حركة قامت بها الجماهير الرياضية الأخرى بعد ذلك..
جماهير النصر هي المبادرة بوضع لافتات من أقمشة في المدرجات وهي صاحبة الهتافات المميزة لدرجة أن الحاقدين وفي كل مرة كانوا يبعدون المايكروفونات بل يقطعون الأسلاك لعدم إيصال صوتها الهادر لأسماع مشاهدي التلفزيون ومستمعي الراديو.. !!.
ثم ركزوا هجمتهم على جماهير النصر بشكل أكبر..
في البداية ومنذ فجر تاريخ الكرة حرضوا مخرجي التلفزيون والمصورين من إبراز شعبية النصر..
ثم بدأ تحريض رجال الأمن في الملاعب والبحث عن أي زلة يقوم بها مشجع نصراوي..
وفي النهاية وعندما فرغ صبرهم استأجروا الشركات لتزور شعبية الأندية.. !!.
في كل موسم رياضي تكون جماهير النصر هي الأبرز ضاربة بنتائج الفريق عرض الحائط لأنها وفية مخلصة صابرة..
ولكن....
ولكن في الموسم المنصرم.. موسم 1430 – 1431هـ بدأت هذه الجماهير في التراجع.. بدأ اليأس يدب في أوصالها.. وهذا أمر غير مألوف أبداً من جماهير عظيمة كجماهير النصر..
وفي دوري عام 1410هـ أعلنت الرئاسة أن النصر هو صاحب الشعبية الأولى في جميع ملاعب المملكة من خلال مبيعات التذاكر.
من المسئول.. ؟..
من المسئول عن تراجع حضور الجماهير النصراوية في المدرجات في الآونة الأخيرة.. ؟.
هل هي إدارات النصر المتعاقبة التي لم تأبه بمشاعر هذه الجماهير وهي تعلم أن النصر محارب ولا يوجد وسيلة للتخفيف عن أحزان هذه الجماهير. أم هم أعضاء الشرف الذين يعتبرون الشرفيين الأقل دعماً بين الأندية الكبيرة.. أم هم لاعبوا الفريق.. أم الإعلام النصراوي الذي لم يبالي بهذه القضية.. أم هي الجماهير نفسها.. ؟.
ليعلم القائمون على النصر أن النصر بالذات من غير جمهور لن يكون له أي قيمة لأن قيمته الحقيقة في وجود جمهوره الكبير وهو النادي المحارب إعلامياً ومكتبياً..
هذا نادي الشباب في كل عام يحقق بطولة أو بطولتين.. ما الفائدة منه ومن بطولاته طالما مدرجه خالي من المشجعين علماً أن الفئة الصغيرة بدأت تلتفت إليه الآن..
وعلى النقيض من ذلك كان النصر في موسم 1427هـ يصارع من أجل البقاء ومع ذلك كان النصر حديث الشارع الرياضي.. ليس بحضور إدارته أو نجومية لاعبيه بل بذلك الحضور المدهش لجماهيره.. لدرجة أن إحدى الصحف العنصرية والتي يستلم بعض كتابها في القسم الرياضي مكافآت بمسير رواتب رسمي من أحد الأندية نصبت النصر الأفضل جماهيرياً رغماً عن أنفها.. !.
غاب نجوم النصر فحلت الجماهير نجمة..
غابت إدارة النصر فحلت الجماهير شمساً تشع على النصر..
غاب الشرفيين فكانت الجموع المشجعة هي الداعم الأول..
غاب إعلام النصر فكانت الكثافة الجماهيرية هي الإعلام الأول للنصر..
ولكن.. ماذا حدث لجماهير النصر.. ؟.
هناك مشكلتين تواجهان النصر فيما يتعلق بالشعبية:
1- عزوف الجماهير عن الحضور وخاصة في ملاعب مدينة الرياض.
2- إهمال الفئة الصغيرة للنصر والتفاتها للأندية الأخرى كالاتحاد والهلال والشباب..
أنا أوجه تحذير عاجل لإدارة النصر وأعضاء شرفه..
إذا خسر النصر جمهوره العريض سيخسر كل شيء حتى وإن عاد لتحقيق البطولات..
إن خسر النصر شعبيته فلن تنفعه عودته للبطولات
شعبية النصر أسطورة من الأساطير..
فأرجوكم لا تجعلوها أسطورة من الماضي..
النصر لم يعد بطلاً في السنوات الماضية ولكنه انتزع الدهشة والعجب لجماهيريته العريضة على الرغم من ابتعاده عن المنافسة فهو الفريق الوحيد الذي تمتلئ مدرجاته بعد كل خسارة..
تذكروا أن النصر هو صاحب التاريخ الحافل والأوليات الكبرى في عالم كرة القدم..
تذكروا أنه النادي الوحيد صاحب التاريخ الحافل القادم من الدرجة الثانية..
تذكروا أن النصر تأسس على يد أولاد فيجب أن يشجعه كل الأولاد..
هو الوحيد الذي حقق بطولة الدوري العام ( 8 ) مرات متتالية..
وهو الذي احتكر البطولات لأربع سنوات متتالية لم يشاركه فيها فريق واحد..
وهو أول من احتكر بطولة كأس الملك في الرياض.
وأول من احتكر بطولة كأس ولي العهد في الرياض.
وأول من احتكر بطولة الدوري الممتاز في المملكة.
وأول من حقق بطولة دوري المملكة..
وأول من حقق بطولة كأس الاتحاد في المملكة.
وأول من مثل المملكة خارجياً..
وأول من مثل المملكة وقارة آسيا برمتها في بطولة كأس العالم..
والفريق الوحيد صاحب النتائج القياسية والتاريخية الغير مسبوقة والغير مكررة بفوزه التاريخي ( 18 / 0 ) ونتائج قريبة منها كفريق وحيد لا يستطيع تكرار نتائجه أي فريق.
وهو الذي أنجب صاحب أل ( 500 ) هدف..
وهو الذي كتب اسمه في أورقة الفيفا بلاعبيه المشاهير دون أن يدفع ريالاً واحداً كما فعل الغير الذين دفعوا الملايين لشراء الألقاب الوهمية..
وغيرها الكثير من الأوليات والمميزات التي لم يشاهدها الرياضيين إلا من خلال النصر والنصر فقط..
أعتقد أن عشرة أعوام تخلى فيها النصر عن كرسي المنافسة كافية جداً لنعمل بجد وإخلاص..
هذا الأهلي منذ الآن بدأ بداية مخيفة لكل الفرق..
وهذه فرق الاتحاد والشباب والهلال تستعد مبكراً كما هو الحال في كل عام..
يا ترى ما هي استعدادات النصر للموسم المقبل.. ؟.
هل هناك استعدادات جدية أم هي استعدادات كل عام.. !!.
أنا هنا أوجه تحذير لكل أصحاب القرار في النصر..
إذا لم يحقق النصر إنجازات في الموسم المقبل أو على الأقل إنجاز واحد فسيكون الأمر خطيراً للغاية.. فشعبية النصر الآن على المحك..
وإذا خسر النصر شعبيته فسيخسر كل شيء..
وإذا خسر كل شيء فلن ينتحب عليه أحد فالإعلام كله لنادي آخر ومن يملك الإعلام يملك كل شيء..
والله من وراء القصد،،،،
***********************
****************
******
لكم ودي وتقديري وكل احترامي لكم
اخوكم فقدته ..
الســــلام عليـكـــــم ورحـــمــة من الله وبـــركــتـــه
******************************
**********************
************
******
***
**
*
الحديث عن شعبية الأندية الرياضية ونشأتها ذو شجون وخاصة مع تلك الظروف والعوامل التي تكونت بها شعبية أندية الرياض الأربعة الشباب والرياض والنصر والهلال ودور الإعلام والجهة والأندية نفسها في تلك الشعبية.
ولكي نتعرف على شعبية هذه الأندية علينا أولاً أن نتعرف على البدايات الأولى لتلك الشعبية والعوامل التي أدت إلى نموها أو اندثارها..
ولا شك أن الأولوية في التأسيس له دور وكذلك السبق في البطولات والنجومية وفوق كل هذا الإعلام وتأثيره على الشارع الرياضي..
قلنا سابقاً أن أول فريق تأسس في مدينة الرياض هو فريق الموظفين والذي تأسس على يد مجموعة من موظفي الدولة المحبين للكرة حيث كان منظرهم غريباً وملفتاً للنظر للمارة وهم يلبسون طقماً من الفانلات وطواقي فوق رؤوسهم يجرون وراء شيء مدور
بحماس كبير.
هذا الفريق لم يستمر حيث تفكك واندثر فقرر( إبراهيم مكي ) يرحمه الله وكان عضواً سابقاً في هذا الفريق أن يؤسس نادياً رياضياً باسم شباب الرياض ( الشباب حالياً ) في عام 1367هـ كأول نادي رياضي يتم تأسيسه في مدينة الرياض.
لقد استمد نادي الشباب – شباب الرياض سابقاً – شعبيته الفورية والسريعة من خلال نواحي عدة نوجزها في التالي:
1- لكونه أول نادي يتم تأسيسه في مدينة الرياض.
2- لكونه أول نادي في الرياض يحقق بطولة حيث فاز بكأس الدوري العام في عام 1380هـ بعد فوزه على الهلال 3 / 0 في أول بطولة رسمية تقام في مدينة الرياض.
3- لكونه صنف في الدرجة الأولى مباشرة – الممتاز حالياً – عند تصنيف الأندية للدرجتين الأولى ( الممتاز حالياً ) والثانية ( الأولى حالياً ) عام 1380هـ دون المرور بالدرجة الثانية.
4- لكونه يملك نخبة من اللاعبين المشهورين في مدينة الرياض على مستوى الحواري والبرح والحياييل قبل عصر البطولات الرسمية.
أما نادي الرياض وكان اسمه أهلي الرياض في سنواته الأولى قبل أن يتغير اسمه إلى اليمامة فقد تأسس في عام 1373هـ على يد ( محمد عبد الله الصائغ ) يرحمه الله – ملعب الصائغ يحمل اسمه – وكان يضم أفضل لاعبي الكرة في مدينة الرياض حيث سمي طويلاً بمدرسة الوسطى.
لقد استمد نادي الرياض – أهلي الرياض سابقاً – شعبيته الفورية والسريعة من خلال نواحي عدة نوجزها في التالي:
1- لكونه المنافس التقليدي لنادي الشباب في عصر ما قبل البطولات الرسمية وأثنائها.
2- لكونه صنف في الدرجة الأولى ( الممتاز حالياً ) مباشرة دون المرور بالدرجة الثانية.
3- لكونه يضم لاعبين مشهورين على مستوى مدينة الرياض.
4- لكونه بطل الدوري العام لموسم 1382هـ والذي حضي بمتابعة كبيرة من قبل محبي الكرة كذلك لكونه طرفاً في نهائي كأس الملك في عام 1382هـ وهذه المرحلة كان الجمهور خلالها متعطشاً للكرة ومنافساتها كونها حديثة عهد بالجماهير الرياضية بالإضافة إلى حصوله على بطولة الدوري العام لموسم 1385هـ.
أما نادي الهلال وكان اسمه الأولمبي في بداياته فقد تأسس منشقاً من نادي الشباب في عام 1377هـ بعد خلاف دب بين أعضائه حيث انقسم نادي الشباب إلى قسمين قسم بقي كما هو وقسم آخر انشق تحت مسمى نادي الأولمبي بقيادة اللاعب ( عبد الرحمن بن سعيد ) بمساعدة إحدى الشخصيات الرياضية المعروفة حينها.
لقد استمد نادي الهلال – الأولمبي سابقاً – شعبيته الفورية والسريعة من خلال نواحي عدة نوجزها في التالي:
1- لكونه أول فريق في مدينة الرياض يحقق كأساً أمام أحد فرق الغربية حيث كانت الجماهير الرياضية في مدينة الرياض متعطشة جداً لمنافسة أندية المنطقة الغربية فكانت البطولة من نصيب الهلال في عام 1381هـ أمام فريق الوحدة.
2- لكونه صنف في الدرجة الأولى مباشرة ( الممتاز حالياً ) دون المرور بالدرجة الثانية.
3- لكونه يضم بعض مشاهير الكرة بعد خروجهم من نادي الشباب.
4- والأهم من هذا كله أن مؤسسه عبد الرحمن بن سعيد كان مسيطراً على الصفحة الرياضية في الجريدة الوحيدة آنذاك كمحرر ومحلل قبل أن تتم السيطرة على الإعلام بشكل أكبر في مرحلة قادمة.
ولو أردنا الحديث عن الضلع الرابع زمنياً كإنجازات وهو نادي النصر لقلنا أنه تأسس في شهر ربيع الأول من عام 1375هـ على يد مجموعة من الأولاد تسبقهم أحلامهم وطموحاتهم بقيادة ( زيد بن مطلق الجبعاء الدويش ) يرحمه الله حيث أطلق مجازاً على فريق النصر فريق الطلبة رداً على فريق الموظفين المندثر.
لم يحض نادي النصر في بداية نشوءه بشعبية فورية وسريعة لأسباب عديدة نوجزها في التالي:
1- لكونه صنف ضمن أندية الدرجة الثانية ( الأولى حالياً ) مع مجموعة كبيرة من الأندية نذكر منها: الشرق – شباب مكة – الجزيرة – النمور – نسور الحجاز – نجم الشرق – كوكب النجاح – الاعتصام – التسامي – رضوي – الكواكب – بدر – الشباب الصناعي – الجامعة الشعبية – وحدة الرياض – الاعتماد – الشعب – نهضة الرياض – المريخ – اتحاد الخرج – شباب الدرعية وغيرها من الأندية الرياضية في تلك المرحلة. وكما نعلم أندية الظل لا تحض بمتابعة الجماهير الرياضية فضلاً عن تشجيعها.
2- لكون القائمين عليه غير معروفين – قبل الأمير عبد الرحمن بن سعود – بخلاف أندية الدرجة الأولى المعروفة.
3- لكون لاعبي النصر وكان معظمهم من صغار السن لم يخرجوا إلى نطاق البرح والحياييل في بداية عهد النادي بل انحصر نشاطهم في الحارة والحارات المجاورة.
4- لكونه بعيداً عن معمعة التنافس وبداية توجهات الانتماء في بداية عهد الكرة حيث اتجه كل محب للكرة لنادي معروف في الدرجة الأولى في مدينة الرياض فكان توجهات الجماهير من صالح الشباب والرياض والهلال المتنافسين على بطولة الدوري العام وكان النصر حينها يجاهد في الدرجة الثانية البعيدة عن المتابعة.
إذن لدينا ثلاث فرق تحض بشعبية في مدينة الرياض بينها تنافس كبير على نيل بطولة الدوري العام هي الشباب والرياض والهلال..
ماذا حدث بعد صعود النصر.. ؟.
صعد النصر في نهاية موسم 1383هـ واستعد استعداداً خرافياً لموسم 1384هـ وكانت أولى مبارياته على الإطلاق في الممتاز مع فريق الشباب وكسبها وهو الصاعد حديثاً 1 / 0 سجله النجم القادم أحمد الدنيني ( يرحمه الله ). والغريب أنه كان هناك جمهور يهتف للنصر في تلك المباراة فمن أين اكتسب النصر تلك الجماهير.. ؟. بل أنه في المباراة التالية أمام الهلال كان له مشجعين كثر في المدرج الشمالي في ملعب الصائغ.. فمن أين حضي النصر بتلك الجماهير.. ؟.
لن أتطرق للبطولات الأهلية التي حققها النصر قبل عصر المسابقات الرسمية والتي فاز بأكثر من واحدة منها وخاصة في عام 1378هـ مثل بطولة الناصرية وبطولة الملز التي نظمها فريق البحر الأحمر وغيرها.. ولكن سأتطرق لمنافسة النصر في بطولة الدرجة الثانية والتي بدأت في عام 1380هـ حيث خاض النصر نهائي بطولة المملكة لأندية الدرجة الثانية في عام 1381هـ أمام نسور الحجاز على ملعب الصائغ بالرياض وخسره بتعاطف الحكم ( الكعكي ) مع فريق نسور الحجاز حيث تعاطف الرياضيين مع النصر وما حل به في تلك المباراة ومن ضمنهم المحرر الرياضي عبد الرحمن بن سعيد ( مؤسس الهلال ) الذي انتقد الكعكي بشدة في جريدة القصيم الأسبوعية ( صحيفة الجزيرة لاحقاً ).
هذا سبب والسبب الآخر هو انضمام الأمير عبد الرحمن بن سعود في بدايات عام 1381هـ وقيامه بتلك الأنشطة المعروفة لصالح النصر ومنها ضم نجوم كثر للفريق حيث بدأ اسم النصر يشتهر قبل صعوده للدرجة الأولى ( الممتاز ) قياساً بأندية الدرجة الثانية الأخرى المغمورة في مدينة الرياض.
ولعل أكبر القضايا التي لفتت انتباه الجماهير الرياضية في مدينة الرياض قبل صعود النصر هي قضية مباراة النصر والاتحاد ( اتحاد الخرج ) وخطأ الحكم محمد الجمل في إنهاء المباراة قبل نهايتها بخمس دقائق على الأقل حيث تظلم النصر ورفع قضية ضد الحكم وسط اهتمام كبير من قبل الجماهير الرياضية.
وبعد صعود النصر وخوضه منافسات الدوري العام كان لتصريحات وتحديات الأمير عبد الرحمن بن سعود يرحمه الله وقعاً كبيراً في نفوس الرياضيين وخاصة وأن النصر توجها بحصوله على بطولة الدوري العام موسم 1386هـ ثم أتبعها ببطولة الدوري العام لموسم 1387هـ قبل أن يقدم تلك الانتصارات الهائلة في بطولة كأس الملك ويصل للنهائي الكبير على ملعب الصائغ بالرياض حيث تجمهرت جموع كبيرة من المشجعين حول النصر في أول مباراة تنقل تلفزيونياً مباشرة على الهواء بتصوير سينمائي راقي..
ولعل حصول النصر على بطولة الدوري العام لموسم 1388هـ ومن ثم بطولة الدوري العام لموسم 1389هـ بالإضافة إلى بطولة كأس شهداء فلسطين في نفس العام بعد أن ألحق بفرق الشباب والرياض والهلال هزائم كبيرة تكون سبباً مباشراً لتعاطف الآلاف من الجماهير الرياضية مع النصر قبل أن يعلن احتكاره الأبدي لهذه البطولة.
واندثرت شعبية الشباب والرياض..
بعد سيطرة النصر على كافة البطولات في هذه المرحلة وخاصة بطولة الدوري العام وخوضه العديد من نهائيات كاس الملك تهافت عليه عشاق كرة القدم بشكل كبير جداً وفي نفس الوقت بشكل متدرج في حين كان ابتعاد فريقي الشباب والرياض النهائي عن البطولات سبباً رئيسياً في انحسار شعبيتهما..
وسبب هذا الانحسار ينحصر في أمرين:
أولهما: أن ناديي الشباب والرياض تنازلا عن المنافسة بشكل واضح.
ثانيهما: أن الناديين يفتقران للإعلام.. يفتقران للإعلام لدرجة أنك لا تقرأ اسمهما إلا عند تحليل المباريات.. !.
ولكن سيبرز تساؤل هام: كيف لم تتأثر شعبية الهلال على الرغم أنه ابتعد عن البطولات مثله مثل الرياض والشباب.. ؟.
عندما سيطر النصر على كافة البطولات الكروية اتجهت أفئدة الجماهير الرياضية نحو النصر حيث أصبحت فريق الشباب والرياض والهلال مجرد فرق تستمتع بفنيات نجوم النصر وإنجازاتهم الكبيرة فدفع ناديي الرياض والشباب ثمن ذلك انحسار شعبيتهما بينما بقيت جماهير الهلال إلى حد ما مع فريقها علماً أن هناك من اتجه للنصر منها وخاصة في النصف الأول من عقد التسعينات الهجرية ولكن بشكل عام حافظ الهلال على شعبيته..
هناك في الواقع سبب رئيسي يكاد ينفرد وحيداً.. وهو وجود الإعلام في صف الهلال..
الإعلام كان يتحدث فقط عن الهلال في مرحلة كانت الصحف هي الوسيلة الإعلامية الرياضية الوحيدة التي يطالعها مشجع الكرة.
وليت الإعلام هذا كان يتحدث بصدق..
كان يبالغ وفي أحيان كثيرة كان يكذب على الجماهير الرياضية..
النصر يحقق البطولة اليوم وفي اليوم التالي لا تجد إلا أخبار الهلال ومتى يستطيع تحقيق البطولات.. !.
ولقد وصل الأمر إلى جعل الصفحة الرياضية مكان للأخبار الاجتماعية لذوي لاعبي الهلال وأقاربهم.. !!.
فهذا عم اللاعب الفلاني يجري عملية في المستشفى وهذا خال اللاعب الفلاني يسافر إلى مصر في مهمة خاصة بعمله وهذا الأخ الأصغر للاعب الفلاني يتزوج.. الخ بينما لا نجد أي خبر عن نجوم النصر أنفسهم والذين انفردوا في الساحة الرياضية بفنياتهم وإنجازاتهم الكبيرة.
لقد جندت الصفحة الرياضية في الصحف ( صحيفة في البداية ثم صحيفتين ) في مدينة الرياض نفسها لخدمة الهلال والإعلان عنه لدى القراء لدرجة أنك تكاد لا تعرف أخبار الأندية الأخرى بما فيها النصر البطل الوحيد والدائم للمسابقات الكروية وإذا طالعت أخباراً عن النصر فثق أنك ستطالع أخباراً لا تسرك كنصراوي.. !!.
وجود الإعلام بهذا الشكل وبهذا السلوك حافظ على شعبية الهلال من الاندثار أثناء ابتعاده الكلي عن البطولات ولمدة ( 13 ) عاماً لأن الجمهور الرياضي وخاصة في تلك المرحلة يعتبرون ما يكتب في الصحف من الأمور المقدّسة.. !.
إذن لدينا ناديين أعلنا إفلاسهما الجماهيري في نهاية الثمانينات الهجرية ومطلع التسعينات.. هما الشباب والرياض بعد سنوات حافلة كان مدرجيهما يزخر بالمشجعين..
ولدينا ناديين استوليا على قلوب الجماهير الرياضية في مدينة الرياض هما النصر والهلال:
النصر لإنجازاته الكبيرة ونجومه المشهورين ورئيسه العبقري..
والهلال بوجود إعلامه الذي جعل منه بطلاً عبر الورق..
ما الفرق بين المشجع النصراوي والمشجع الهلالي.. ؟.
الفرق كبير..
المشجع النصراوي يحب النصر لأنه مقتنع بالنصر مقتنع بتاريخه وبنجومه وإدارته يحب النصر لأن النصر محارب وهذا سبب رئيسي وكلما ازدادت الحرب شراسة كلما تمسك بالنصر أكثر لذلك فإن المشجع النصراوي أكثر صبراً وحلماً من أي مشجع آخر..
أما المشجع الهلالي فإنه استمد ميوله من الصحف وما تكتبه عن الهلال وطالما فريقه يحقق البطولات فهو هلالي ولكن بمجرد أن يتعرض لخسارة أو اثنتين يتبرأ من هذا التشجيع ويراود نفسه بهجر الكرة بل أنه يغادر الملعب لو ولج في مرمى فريقه هدفين أثناء المباراة.. !.
دارت الأيام..
ودخلت بعض الفرق لتنافس النصر بعد ( 15 ) سنة كان النصر هو البطل الأوحد إلى حد كبير وازدادت وطأة الحرب على النصر من قبل الإعلام والحكام وخاصة في النصف الثاني من الثمانينات الميلادية والتي خسر خلالها النصر الكثير من البطولات وجماهيره تزداد كثافة وإخلاصاً مع كل هجمة من الإعلام والحكام إلى أن نصل إلى محطة كأس العالم عام 1420هـ ( 2000م )..
حيث بدأ النصر يتنازل عن المنافسة تدريجياً تارة بسبب الحرب والدسائس المستمرة وتارة بسبب إدارته المتخاذلة..
خسر النصر الكثير من مكتسباته الهائلة..
والغريب..
الغريب أن جماهير النصر تزداد مع مرور الأيام ومع مرور النكبات..
قبل ذلك وفي نهائي دوري 1414هـ كان الحضور هو الأكبر عبر تاريخ الكرة وكان من طرف واحد حيث أن الطرف الثاني فريقاً ليس له مشجعين..
جمهور النصر هو المبادر لكل حركة قامت بها الجماهير الرياضية الأخرى بعد ذلك..
جماهير النصر هي المبادرة بوضع لافتات من أقمشة في المدرجات وهي صاحبة الهتافات المميزة لدرجة أن الحاقدين وفي كل مرة كانوا يبعدون المايكروفونات بل يقطعون الأسلاك لعدم إيصال صوتها الهادر لأسماع مشاهدي التلفزيون ومستمعي الراديو.. !!.
ثم ركزوا هجمتهم على جماهير النصر بشكل أكبر..
في البداية ومنذ فجر تاريخ الكرة حرضوا مخرجي التلفزيون والمصورين من إبراز شعبية النصر..
ثم بدأ تحريض رجال الأمن في الملاعب والبحث عن أي زلة يقوم بها مشجع نصراوي..
وفي النهاية وعندما فرغ صبرهم استأجروا الشركات لتزور شعبية الأندية.. !!.
في كل موسم رياضي تكون جماهير النصر هي الأبرز ضاربة بنتائج الفريق عرض الحائط لأنها وفية مخلصة صابرة..
ولكن....
ولكن في الموسم المنصرم.. موسم 1430 – 1431هـ بدأت هذه الجماهير في التراجع.. بدأ اليأس يدب في أوصالها.. وهذا أمر غير مألوف أبداً من جماهير عظيمة كجماهير النصر..
وفي دوري عام 1410هـ أعلنت الرئاسة أن النصر هو صاحب الشعبية الأولى في جميع ملاعب المملكة من خلال مبيعات التذاكر.
من المسئول.. ؟..
من المسئول عن تراجع حضور الجماهير النصراوية في المدرجات في الآونة الأخيرة.. ؟.
هل هي إدارات النصر المتعاقبة التي لم تأبه بمشاعر هذه الجماهير وهي تعلم أن النصر محارب ولا يوجد وسيلة للتخفيف عن أحزان هذه الجماهير. أم هم أعضاء الشرف الذين يعتبرون الشرفيين الأقل دعماً بين الأندية الكبيرة.. أم هم لاعبوا الفريق.. أم الإعلام النصراوي الذي لم يبالي بهذه القضية.. أم هي الجماهير نفسها.. ؟.
ليعلم القائمون على النصر أن النصر بالذات من غير جمهور لن يكون له أي قيمة لأن قيمته الحقيقة في وجود جمهوره الكبير وهو النادي المحارب إعلامياً ومكتبياً..
هذا نادي الشباب في كل عام يحقق بطولة أو بطولتين.. ما الفائدة منه ومن بطولاته طالما مدرجه خالي من المشجعين علماً أن الفئة الصغيرة بدأت تلتفت إليه الآن..
وعلى النقيض من ذلك كان النصر في موسم 1427هـ يصارع من أجل البقاء ومع ذلك كان النصر حديث الشارع الرياضي.. ليس بحضور إدارته أو نجومية لاعبيه بل بذلك الحضور المدهش لجماهيره.. لدرجة أن إحدى الصحف العنصرية والتي يستلم بعض كتابها في القسم الرياضي مكافآت بمسير رواتب رسمي من أحد الأندية نصبت النصر الأفضل جماهيرياً رغماً عن أنفها.. !.
غاب نجوم النصر فحلت الجماهير نجمة..
غابت إدارة النصر فحلت الجماهير شمساً تشع على النصر..
غاب الشرفيين فكانت الجموع المشجعة هي الداعم الأول..
غاب إعلام النصر فكانت الكثافة الجماهيرية هي الإعلام الأول للنصر..
ولكن.. ماذا حدث لجماهير النصر.. ؟.
هناك مشكلتين تواجهان النصر فيما يتعلق بالشعبية:
1- عزوف الجماهير عن الحضور وخاصة في ملاعب مدينة الرياض.
2- إهمال الفئة الصغيرة للنصر والتفاتها للأندية الأخرى كالاتحاد والهلال والشباب..
أنا أوجه تحذير عاجل لإدارة النصر وأعضاء شرفه..
إذا خسر النصر جمهوره العريض سيخسر كل شيء حتى وإن عاد لتحقيق البطولات..
إن خسر النصر شعبيته فلن تنفعه عودته للبطولات
شعبية النصر أسطورة من الأساطير..
فأرجوكم لا تجعلوها أسطورة من الماضي..
النصر لم يعد بطلاً في السنوات الماضية ولكنه انتزع الدهشة والعجب لجماهيريته العريضة على الرغم من ابتعاده عن المنافسة فهو الفريق الوحيد الذي تمتلئ مدرجاته بعد كل خسارة..
تذكروا أن النصر هو صاحب التاريخ الحافل والأوليات الكبرى في عالم كرة القدم..
تذكروا أنه النادي الوحيد صاحب التاريخ الحافل القادم من الدرجة الثانية..
تذكروا أن النصر تأسس على يد أولاد فيجب أن يشجعه كل الأولاد..
هو الوحيد الذي حقق بطولة الدوري العام ( 8 ) مرات متتالية..
وهو الذي احتكر البطولات لأربع سنوات متتالية لم يشاركه فيها فريق واحد..
وهو أول من احتكر بطولة كأس الملك في الرياض.
وأول من احتكر بطولة كأس ولي العهد في الرياض.
وأول من احتكر بطولة الدوري الممتاز في المملكة.
وأول من حقق بطولة دوري المملكة..
وأول من حقق بطولة كأس الاتحاد في المملكة.
وأول من مثل المملكة خارجياً..
وأول من مثل المملكة وقارة آسيا برمتها في بطولة كأس العالم..
والفريق الوحيد صاحب النتائج القياسية والتاريخية الغير مسبوقة والغير مكررة بفوزه التاريخي ( 18 / 0 ) ونتائج قريبة منها كفريق وحيد لا يستطيع تكرار نتائجه أي فريق.
وهو الذي أنجب صاحب أل ( 500 ) هدف..
وهو الذي كتب اسمه في أورقة الفيفا بلاعبيه المشاهير دون أن يدفع ريالاً واحداً كما فعل الغير الذين دفعوا الملايين لشراء الألقاب الوهمية..
وغيرها الكثير من الأوليات والمميزات التي لم يشاهدها الرياضيين إلا من خلال النصر والنصر فقط..
أعتقد أن عشرة أعوام تخلى فيها النصر عن كرسي المنافسة كافية جداً لنعمل بجد وإخلاص..
هذا الأهلي منذ الآن بدأ بداية مخيفة لكل الفرق..
وهذه فرق الاتحاد والشباب والهلال تستعد مبكراً كما هو الحال في كل عام..
يا ترى ما هي استعدادات النصر للموسم المقبل.. ؟.
هل هناك استعدادات جدية أم هي استعدادات كل عام.. !!.
أنا هنا أوجه تحذير لكل أصحاب القرار في النصر..
إذا لم يحقق النصر إنجازات في الموسم المقبل أو على الأقل إنجاز واحد فسيكون الأمر خطيراً للغاية.. فشعبية النصر الآن على المحك..
وإذا خسر النصر شعبيته فسيخسر كل شيء..
وإذا خسر كل شيء فلن ينتحب عليه أحد فالإعلام كله لنادي آخر ومن يملك الإعلام يملك كل شيء..
والله من وراء القصد،،،،
***********************
****************
******
لكم ودي وتقديري وكل احترامي لكم
اخوكم فقدته ..