ابوحفص
24-06-2010, 07:50 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يخلو بلد في العالم الإسلامي والعربي بل والعالم كله من وجود مسجد بل مساجد، وفي الحي الواحد في بعض البلاد العربية أكثر من عشرة مساجد.
ولو افترضنا مثلاً واحداً، وهو عدد المساجد في المملكة العربية السعودية لوجدنا أنها تتجاوز سبعين ألف مسجد، ولكن سؤالي: هل يعقل إمام المسجد الدور الدعوي له في هذا المسجد الذي يصلي بالناس فيه؟.
إن بعض المساجد يصلي فيها في كل فرض نحو خمسة صفوف أي ما يعادل (200) شخص تقريباً.
ومعنى ذلك: أنه في اليوم الواحد نحو 400 مصل - إذا أنقصنا عددهم في صلاة الفجر والله المستعان-yd.885
أي: أنه في الحي الواحد وُجدت فُرصة لعشرة أئمة من دعوة ثلاثة آلاف رجل تقريباً ، فيا ترى هل فهم ذلك الأئمة؟.
إن المصلين يحملون الخير الكثير؛ ولذلك صلوا باختيارهم، وحضروا بأبدانهم وقلوبهم فلم لا نستغل نحن الأئمة هذا الخير لنحركه وننميه ونقويه بالدعوة إلى الله تعالى؟.
إن الدعوة فنُّ وذوق ومهارة، والإبداع فيها لذلك الإمام واجب لا ريب فيه.
ولكن يا ترى ما الأسباب التي أوقعت ذلك الإمام في التقصير الدعوي في مسجده؟.
1- الجهل بحكم الدعوة إلى الله تعالى، وأنها واجبة كما رجحها جمع من أهل العلم؛ لأن فرض الكفاية لم يقُم لها، فوجب على كل قادر أن يقوم بها، وهو اختيار ابن باز رحمه الله تعالى.
2- الجهل أو الغفلة عن فضائل الدعوة، وأنها سبب الفلاح، كما قال تعالى: (( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ))[آل عمران:104].
وأنها سبب الخيرية، كما قال تعالى: (( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ ))[آل عمران:110]، وأنها سبيل أهل الإيمان: (( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ))[التوبة:71].
وأنها منهج الأنبياء وطريقة الأولياء، وأنها سبب لزيادة الحسنات: ( من دل على خير فله مثل أجره ) [ صحيح مسلم: 5129]. وأنها تبقى أجورها بعد الموت.
وأنها سبب لثناء الرب واستغفار الملائكة والمخلوقات، كما في الحديث: ( إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلمي الناس الخير ) [ صحيح الترغيب: 81].
وأنها سبب الثبات على الدين: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ))[محمد:7].
وأن الدعوة لإصلاح الناس تُواجه تيار الفساد والإفساد الذي ملأ الأرض وتنافست فيه قوى الشر.
3- ولعل من أسباب تفريط بعض الأئمة الاحتجاج بعدم وجود الدعم المادي لإقامة البرامج الدعوية، وهذا عذر له اعتباره، ولكن لا بد أن نعلم أن هناك وسائل دعوية لا تحتاج إلى مال، مثل:
1- إلقاء كلمات توجيهية تتراوح بين خمس وعشر دقائق.
2- إلصاق بعض المطبوعات المفيدة من النت لتعليقها في لوحة المسجد.
3- زيارة المصلين وحسن العلاقة بهم والتواصل معهم في بيوتهم أو مجلس الحي.
4- إقامة دورة في شرح بعض المسائل العلمية اليسيرة لعامة المسجد.
ومن العوائق لدى بعض الأئمة:
أنه لا يجيد فن الإلقاء ومخاطبة الجمهور، وهذا العذر يستطيع ذاك الإمام أن يتغلب عليه -إذا صدق مع الله- بأخذ دورات تدريبية في فن الإلقاء واستشارة من سبقه في هذا الباب، واليقين بأن البداية تحتاج إلى مجاهدة، وأنه لا يولد الإنسان خطيباً بارعاً، وأن ألف خطوة تبدأ من خطوة.
ويا إمامنا: لو قيل لك: إن شرط بقائك في المسجد مقرون بحسن خطابك وإلقائك بعض الكلمات، فإننا لا نشك بأنك ستبذل المزيد من الجهد لفعل ذلك لتبقى في وظيفتك، أليس هذا هو الحق؟.
وبعضهم يحتج بأنه مشغول ببعض الأعمال الأخرى ولا يجد الوقت لإعداد البرامج أو حتى التفكير فيها، وهذا صحيح، ولكن يجب أن يجاهد الواحد نفسه ليخدم دينه بما يستطيع.
وبعضهم يعتذر بأنه ليس لديه العلم ليبلغه للناس؛ ولهذا أقول: ألم تقرأ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( بلغوا عني ولو آية ) [ صحيح البخاري: 3461 ].
فهل يعجزك أن تقرأ بعض الأحاديث أو المقالات النافعة أو الفتاوى المناسبة بعد صلاة العصر أو العشاء؟ وهل هذه القراءة تتطلب مزيداً من الشهادات العلمية والدورات المكثفة.
وليسمح لي هذا النوع من الأئمة بهذا العتاب: ألم تقرأ قوله تعالى عن الجن: (( وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ))[الأحقاف:29].
فتأمل: لقد حضر الجن لاستماع بعض الآيات، فما إن انتهى السماع إلا وذهبوا، بل فروا إلى قومهم منذرين ودُعاة، فعجباً لحالهم، ويا حسرتاه على حال بعضنا الذي يحفظ الجزء والاثنين بل والقرآن كله ولم يحقق الإنذار لقومه!
أيكون الجن أغير على دين الله تعالى منا؟! أيكون الجن أحرص على الدعوة منا؟!
ومن العوائق لدى بعضهم:
الخوف الزائد من بعض الجهات الأمنية والحس الأمني الذي لا مبرر له، وفي الحقيقة أن الإمام يستطيع إيصال رسالته الدعوية بدون أن يقتحم بعض القضايا السياسية والأمنية.
ومنهم من يتواضع ويرى أنه لا شيء، وأن الناس لو عرفوا ذنوبه لما قدر أحد أن يجلس إليه، وهذا الهضم للنفس لو فعله كل الدعاة لما دعا أحد، ولقعد كل داعية في بيته يبكي ذنوبه، والواجب أن نتوازن بين هضم الذات وبين وجوب الدعوة ومواجهة تيار الفساد.
وبعض الأئمة يُفرِّط في الدعوة؛ لقصور همته وضعف الحس الدعوي لديه، وإلا فلو علت همته لكان هو الإمام الإمام، ولتأثر به كل من اقترب منه أو رآه.
والعوائق أكثر من ذلك، وأنا لم أرد الإحاطة بل الإشارة، والإعانة تصل من الكريم لمن صدق.
لا يخلو بلد في العالم الإسلامي والعربي بل والعالم كله من وجود مسجد بل مساجد، وفي الحي الواحد في بعض البلاد العربية أكثر من عشرة مساجد.
ولو افترضنا مثلاً واحداً، وهو عدد المساجد في المملكة العربية السعودية لوجدنا أنها تتجاوز سبعين ألف مسجد، ولكن سؤالي: هل يعقل إمام المسجد الدور الدعوي له في هذا المسجد الذي يصلي بالناس فيه؟.
إن بعض المساجد يصلي فيها في كل فرض نحو خمسة صفوف أي ما يعادل (200) شخص تقريباً.
ومعنى ذلك: أنه في اليوم الواحد نحو 400 مصل - إذا أنقصنا عددهم في صلاة الفجر والله المستعان-yd.885
أي: أنه في الحي الواحد وُجدت فُرصة لعشرة أئمة من دعوة ثلاثة آلاف رجل تقريباً ، فيا ترى هل فهم ذلك الأئمة؟.
إن المصلين يحملون الخير الكثير؛ ولذلك صلوا باختيارهم، وحضروا بأبدانهم وقلوبهم فلم لا نستغل نحن الأئمة هذا الخير لنحركه وننميه ونقويه بالدعوة إلى الله تعالى؟.
إن الدعوة فنُّ وذوق ومهارة، والإبداع فيها لذلك الإمام واجب لا ريب فيه.
ولكن يا ترى ما الأسباب التي أوقعت ذلك الإمام في التقصير الدعوي في مسجده؟.
1- الجهل بحكم الدعوة إلى الله تعالى، وأنها واجبة كما رجحها جمع من أهل العلم؛ لأن فرض الكفاية لم يقُم لها، فوجب على كل قادر أن يقوم بها، وهو اختيار ابن باز رحمه الله تعالى.
2- الجهل أو الغفلة عن فضائل الدعوة، وأنها سبب الفلاح، كما قال تعالى: (( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ))[آل عمران:104].
وأنها سبب الخيرية، كما قال تعالى: (( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ ))[آل عمران:110]، وأنها سبيل أهل الإيمان: (( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ))[التوبة:71].
وأنها منهج الأنبياء وطريقة الأولياء، وأنها سبب لزيادة الحسنات: ( من دل على خير فله مثل أجره ) [ صحيح مسلم: 5129]. وأنها تبقى أجورها بعد الموت.
وأنها سبب لثناء الرب واستغفار الملائكة والمخلوقات، كما في الحديث: ( إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلمي الناس الخير ) [ صحيح الترغيب: 81].
وأنها سبب الثبات على الدين: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ))[محمد:7].
وأن الدعوة لإصلاح الناس تُواجه تيار الفساد والإفساد الذي ملأ الأرض وتنافست فيه قوى الشر.
3- ولعل من أسباب تفريط بعض الأئمة الاحتجاج بعدم وجود الدعم المادي لإقامة البرامج الدعوية، وهذا عذر له اعتباره، ولكن لا بد أن نعلم أن هناك وسائل دعوية لا تحتاج إلى مال، مثل:
1- إلقاء كلمات توجيهية تتراوح بين خمس وعشر دقائق.
2- إلصاق بعض المطبوعات المفيدة من النت لتعليقها في لوحة المسجد.
3- زيارة المصلين وحسن العلاقة بهم والتواصل معهم في بيوتهم أو مجلس الحي.
4- إقامة دورة في شرح بعض المسائل العلمية اليسيرة لعامة المسجد.
ومن العوائق لدى بعض الأئمة:
أنه لا يجيد فن الإلقاء ومخاطبة الجمهور، وهذا العذر يستطيع ذاك الإمام أن يتغلب عليه -إذا صدق مع الله- بأخذ دورات تدريبية في فن الإلقاء واستشارة من سبقه في هذا الباب، واليقين بأن البداية تحتاج إلى مجاهدة، وأنه لا يولد الإنسان خطيباً بارعاً، وأن ألف خطوة تبدأ من خطوة.
ويا إمامنا: لو قيل لك: إن شرط بقائك في المسجد مقرون بحسن خطابك وإلقائك بعض الكلمات، فإننا لا نشك بأنك ستبذل المزيد من الجهد لفعل ذلك لتبقى في وظيفتك، أليس هذا هو الحق؟.
وبعضهم يحتج بأنه مشغول ببعض الأعمال الأخرى ولا يجد الوقت لإعداد البرامج أو حتى التفكير فيها، وهذا صحيح، ولكن يجب أن يجاهد الواحد نفسه ليخدم دينه بما يستطيع.
وبعضهم يعتذر بأنه ليس لديه العلم ليبلغه للناس؛ ولهذا أقول: ألم تقرأ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( بلغوا عني ولو آية ) [ صحيح البخاري: 3461 ].
فهل يعجزك أن تقرأ بعض الأحاديث أو المقالات النافعة أو الفتاوى المناسبة بعد صلاة العصر أو العشاء؟ وهل هذه القراءة تتطلب مزيداً من الشهادات العلمية والدورات المكثفة.
وليسمح لي هذا النوع من الأئمة بهذا العتاب: ألم تقرأ قوله تعالى عن الجن: (( وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ))[الأحقاف:29].
فتأمل: لقد حضر الجن لاستماع بعض الآيات، فما إن انتهى السماع إلا وذهبوا، بل فروا إلى قومهم منذرين ودُعاة، فعجباً لحالهم، ويا حسرتاه على حال بعضنا الذي يحفظ الجزء والاثنين بل والقرآن كله ولم يحقق الإنذار لقومه!
أيكون الجن أغير على دين الله تعالى منا؟! أيكون الجن أحرص على الدعوة منا؟!
ومن العوائق لدى بعضهم:
الخوف الزائد من بعض الجهات الأمنية والحس الأمني الذي لا مبرر له، وفي الحقيقة أن الإمام يستطيع إيصال رسالته الدعوية بدون أن يقتحم بعض القضايا السياسية والأمنية.
ومنهم من يتواضع ويرى أنه لا شيء، وأن الناس لو عرفوا ذنوبه لما قدر أحد أن يجلس إليه، وهذا الهضم للنفس لو فعله كل الدعاة لما دعا أحد، ولقعد كل داعية في بيته يبكي ذنوبه، والواجب أن نتوازن بين هضم الذات وبين وجوب الدعوة ومواجهة تيار الفساد.
وبعض الأئمة يُفرِّط في الدعوة؛ لقصور همته وضعف الحس الدعوي لديه، وإلا فلو علت همته لكان هو الإمام الإمام، ولتأثر به كل من اقترب منه أو رآه.
والعوائق أكثر من ذلك، وأنا لم أرد الإحاطة بل الإشارة، والإعانة تصل من الكريم لمن صدق.