المونديالي
13-07-2010, 11:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www.arriyadiyah.com/dbpics/article/images/43211_25.jpg
كشف الحكم المونديالي السعودي خليل جلال أن اتصال الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد به في مقر إقامته في جنوب أفريقيا جعله يعدل عن قرار اعتزال التحكيم الذي اتخذه قبل المغادرة للمشاركة في المونديال، مؤكدا أنه سيبذل المزيد من أجل مشاهدته في مونديال البرازيل. وقال جلال خلال هذه المواجهة إنه رد بقوة على أسئلة الصحفيين السويسريين الذين وصفوه براعي الإبل، وتطرق جلال إلى ما دار بينه وبين أسطورة كرة القدم الأرجنتيني مارادونا خلال مباراة الأرجنتين ونيجيريا، وعاد جلال ليؤكد أن الحديث الذي أطلقه سامي الجابر في إحدى المباريات حديث الضعفاء الذي يعلق فشله على شماعة التحكيم. وأشار جلال إلى الاستقبال التاريخي له من قبل محبيه والتي بسببها ذرف الدموع من شدة الفرح، ولم ينسَ جلال كل التفاصيل الدقيقة التي دارت في كواليس المونديال في هذه المواجهة التي تعتبر الأولى له بعد العودة من المحفل العالمي.
ـ كيف تقيّم مشاركتك في مونديال جنوب أفريقيا 2010؟
لست أنا من يقيم مشاركتي بل ردة فعل الجماهير هي من تقيم المشاركة، لكنني أشعر بكامل الرضا من الجميع قبل وبعد مشاركتي في المونديال، فالإنسان حينما يقيم نفسه لابد أن يرى أخطاء حتى يطورها، عموماً أنا راض عن الأداء ولا شك أن النجاح الذي يراه الناس له أسباب عديدة. </SPAN>
ـ ما هي الأسباب من وجهة نظرك أنت؟
تهيئة الجو للدخول في أجواء البطولة منذ وقت مبكر وبدءاً من منزلي الذي أعتبره أول من هيأ لي هذه الأجواء لأن أي النجاح لن يكتب إذا كانت هناك مشاكل فالحمد لله فزوجتي هيأت لي المناخ المناسب للقيام بأداء مهمتي الوطنية على أكمل وجه، بل إنهم تحملوا معسكراتي الطويلة ومحطات سفري الكثيرة وغيرها إضافة إلى تفريغي من عملي كمعلم وأنتهز هذه الفرصة عبر صحيفة "الرياضية" لأقدم شكري لوزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله على بادرته التي كان لها دور إيجابي في صفاء ذهني والتركيز على مشاركتي العالمية، والأهم وقفة الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد، ونائبه الأمير نواف بن فيصل واستقبالهم لي والذي أعتبره أكبر تهيئة نفسية لي، جميع هذه الأشياء لو توفرت لأي حكم آخر لأبدع وتميز، لن أتجاهل دور محبي خليل جلال حتى ولو بالدعاء وما حققته بفضل من الله ثم بدعوات الوالدين.
ـ دخل حكام كأس العالم 2010 معسكراً لمدة 10 أيام قبل انطلاق المونديال .. ما أبرز ملامح هذا المعسكر؟
خضنا دورة تحضيرية للمباريات والمهمة كانت واضحة من لجنة الحكام في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ووضعوا الخطوط العريضة في الدورة شملت التركيز على أربع حالات هي لمس الكرة باليد داخل منطقة الجزاء سواء من الدفاع (إذا كانت الكره بعيدة اتجاه المرمى) أو من هجوم الخصم أو محاولة خداع الحكم بلمس الكرة وهذه تستوجب بطاقة صفراء، ثانياً انصب تركز أعضاء اللجنة على الإمساك بالخصم (المبالغ فيه) داخل منطقة الجزاء أثناء تنفيذ الركلة الركنية، ثالثاً تأخير استئناف اللعب بالوقوف أمام الكرة أو ركل الكرة بعيداً عن الخصم أو إبعادها من مكانها بقصد التأخير، رابعاً والأهم وهو تعرض سلامة الخصم للخطر بوضع القدم على الساق أو مفصل القدم من الأمام أثناء التصويب وهذه تستوجب بطاقة حمراء ، فاللاعبون يحترفون في صنع بعض الحركات مع الحكام ففي مونديال 2006 كان التركيز على الضرب من الخلف والضرب بالكوع فعرف اللاعبين أن (فيفا) يوجه الحكام بالتشديد على تطبيق القانون في هاتين الحالتين فاحترفوا وضع القدم أمام ساق الخصم أو قدمه أثناء تسديد الكرة وشاهدنا هذه الحالة كحكام في مباراة البرازيل وكوت ديفوار. </SPAN>
ـ بدأ الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تطبيق تعديلات القانون في مونديال 2010 منها توسع صلاحيات الحكم الرابع وكنت حكماً رابعاً لمباراة الأرجنتين ونيجيريا في أول ظهور لك .. هل طبقت شيئاً من هذه التعديلات خلال المباراة؟
لم تكن هناك حالات تستدعي تطبيق تدخلات الحكم الرابع فقرارات حكم الساحة والمساعدين كانت موفقة ولو كانت هناك حالة أراد الحكم الاستفسار منها لبلغني عبر الجهاز اللاسلكي الذي بيننا.
ـ تم تكليفك في أول مباراة بين فرنسا والمكسيك وظهرت بمستوى رائع ولياقة مرتفعة ما سر هذا التألق؟
أي حكم يطمح في الوصول لنهائي كأس العالم .. لأنها فرصة لا تعوض ولم يكن هدفي المشاركة في نهائيات كأس العالم فقط بل كانت النجومية في الأداء هدفي وأدخلت في حساباتي أن بيني وبين النجومية شعرة والحمد لله راض عما قدمته وبالنسبة للياقتي وحضوري الذهني يعود إلى الإعداد الجيد وتطبيق القانون والتحضير المبكر.
ـ هل لديك عادة معينة تمارسها قبل المباراة ؟
أحاول أقرأ المعوذتين وسورة يس فكان لها دور كبير في ارتياحي النفسي الكبير إضافة إلى مراجعة بعض الأشياء في القانون وتخيلها في الذاكرة لتطبيقها.
ـ كيف كان أثر اتصال الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد عليك بعد نجاحك في قيادة المباريات؟
بعد مباراة فرنسا والمكسيك تلقيت أول اتصال من والدتي بعدها جاء اتصال ثان من الأمير سلطان بن فهد كنت وقتها أسعد الناس لأنني شعرت أنني أدخلت السعادة على قلب الأمير سلطان ونجحت في رفع سمعة بلدي المملكة العربية السعودية وهذه من ضمن الأشياء التي سعيت لأن أحققها ويكفي فخراً وقفة هذا الرجل مع الحكام السعوديين.
ـ بعد مباراة فرنسا والمكسيك تم ترشيحك لمباراة كوريا الشمالية والبرتغال كحكم رابع وفجأة تغير التكليف وأصبحت حكما أساسيا لمباراة سويسرا وتشيلي الحساسة؟
صحيح .. في المونديال عادة تصدر التكاليف كل أربعة أيام وكل يوم له تدريب خاص يختلف عن اليوم الذي يسبقه كلما بدأ العد التنازلي للحكم لموعد مباراته فعندما انتهيت من مباراة فرنسا والمكسيك أخبرني مراقب المباراة أنه تم ترشيحي كحكم رابع لمباراة كوريا الشمالية والبرتغال ومجرد ما وصلت مدينة بريتوريا (مقر سكن الحكام) كانت ردود أفعال جيدة خلال معسكر الحكام لقيادتي مباراة فرنسا والمكسيك وفجأة تم إبلاغي بتغيير التكليف وأنه تم ترشيحي لمباراة سويسرا وتشيلي.
ـ هل كان من السهل عليك كحكم في نهائيات كاس العالم أن تقود مباراتين خلال ثلاثة أيام؟
لا إطلاقا ليس من السهل قيادة مباراتين في كأس العالم خلال ثلاثة أيام وكانت مباراة سويسرا وتشيلي حاسمة فلكل منتخب له ثلاث نقاط وسوف تحدد هذه المباراة مصير المنتخب المتأهل للدور الثاني، والحمد لله أنني وفقت في المباراة وعلى قدر الإرهاق بعد المجهود الكبير الذي بذلته في المباراة الأولى إلا أن التحليل اليومي لمباريات الحكام والإشادة الكبيرة التي تلقيتها أزالت التعب وشعرت أنني جاهز منذ لحظتها وتضاعفت المسؤولية بعد المباراة الأولى، حيث إنني أمثل السعودية والعرب بشكل عام وأصبحت أقوم بواجب وطني وليس شخصياً.
ـ بعض النقاد يرى أنك استعجلت في إبراز البطاقات في مباراة سويسرا وتشيلي؟
لا لم أستعجل أبدا وكانت جميع البطاقات مستحقة .. دعني أقول لك شيئا وأؤكد للنقاد الذين يؤكدون أنني استعجلت في ذلك وهو أنه كان هناك تهاون في المباريات التي سبقت هذه المباراة وتأخير بعض الحكام في إبراز البطاقات للسيطرة على المباريات كما حصل مثلاً في مباراة البرازيل وغانا فطلبت اللجنة من جميع الحكام تطبيق القانون وحرصت على عدم التهاون فيه منذ بداية المباراة.
ـ هل أثر عليك هجوم الصحافة السويسرية بعد خسارة منتخب بلادهم لطردك لاعبهم في تلك المباراة؟
أبداً لم يؤثر ذلك علي وللمعلومية أنا لم أعلم ما كتبته الصحافة السويسرية إلا بالصدفة من أحد الزملاء الصحفيين الذي أرسل لي (مسج) على جوالي يريد مني الرد على هذا الهجوم .. وعاد وكتب لي ماذا كتبت الصحافة السويسرية وبصراحة قلقت وتوترت وأرسلت له (مسج) وقلت له أنا في محفل عالمي ومتفرغ للبطولة وإذا رجعت إلى السعودية سأتحدث معك فعاد واعتذر مني بشدة وعموما اعتبرتها غيرة صحفي على حكم سعودي يمثل هذا البلد في المحفل العالمي وتجاهلت الموضوع.
ـ ما هي تفاصيل التقائك بالصحفي السويسري الذي قال إن صحافة بلاده وصفتك بأنك بدوي و راعي إبل ولا تستحق أن تكون في المونديال؟
كان هناك يوم خلال البطولة قرره (فيفا) لالتقاء الإعلاميين بالحكام .. كان هناك أكثر من 300 إعلامي من جميع أنحاء العالم حتى أندونيسيا وماليزيا والصين وبالطبع قناة الجزيرة الرياضية كممثلة للإعلام العربي فسألني صحفي سويسري وقال: الصحافة السويسرية وصفتك بأنك بدوي وأنك راعي إبل فقلت له أنت لم تصفني بوصف خاطئ ففعلا الإبل جزء من حياتنا ولا يوجد شيء غريب هذا وصف يشرفني في حياتي بل أفتخر به عند العالم أجمع وليست إساءة ، فاحترموا ردي وكان الاحترام واضحاً على وجوههم وسألني سويسري آخر أن الشعب السويسري لا يرغب في زيارتك لسويسرا فقلت له أنا أزور سويسرا بشكل دائم وهذه وجهة نظر شخص أو اثنين أو ثلاثة أما الشعب السويسري لطيف ويرحب بزيارة السياح من جميع أنحاء العالم وبلدكم مفتوحة للجميع فضحك باستغراب وسألني صحفي سويسري آخر قائلاً إنه تم فتح صفحة على (الفيس بوك) لانتقادك فقلت له إذا فتحوا صفحة مكونة من 26 عضواً لمهاجمتي فهناك صفحة أخرى باللغة العربية مكونة من 5000 عضو للإشادة بي وسألني آخر عن صحة الطرد فقلت من المفترض أن تسأل مدربك فكان مواجهاً للحالة وكان مقتنعاً بقراري ولو كان لديه انتقاد لصرح به خلال المؤتمر الصحفي عقب المباراة.
ـ ما هو أبرز سؤال وجه لكم كحكام من الإعلاميين؟
كان أكثر سؤال دارج لجميع حكام البطولة .. هل تؤيد استخدام التكنولوجيا في التحكيم أم لا .
ـ ماذا عن رأيك أنت كحكم؟
الإثارة جزء من لعبة كرة القدم وحلاوة هذه الإثارة أنها تظل في ذاكرة الناس كما حدث للمسة اليد من مارادونا أمام منتخب إنجلترا عام 1986أي قبل 24 سنة وغيرها فالإثارة شي جميل في عالم الكرة وبالنسبة لي لست ضد استخدام التكنولوجيا فنحن تحت مظلة تعليمات (فيفا) ونطبق ما يتم إقراره وسبق أن طبقنا العديد من تجارب التكنولوجيا في كرة القدم في كأس العالم للأندية في اليابان في حالة تجاوز الكرة خط المرمى.
ـ هناك من يرى أن لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزيف بلاتر دور في إبعادك بعد أحداث مباراة سويسرا وتشيلي؟
غير صحيح إطلاقاً لو كانت هناك تدخلات كما يرى البعض لكنت من ضمن الحكام الذين استبعدوهم بعد نهاية الأدوار التمهيدية.
ـ هل كنت تتوقع وصولك إلى هذه المرحلة؟
كان لدي طموح كبير منذ أن وصلت إلى جنوب أفريقيا ولم أستغرب ما وصلت له فثقتي في نفسي كبيرة وكنت جاهزاً لتنفيذ ما خططت له والحمد لله وفقت في ذلك.
تفاصيل يوميات الحكام
ـ كيف تصف تفاصيل التعامل مع الحكام منذ بداية التكليف؟
لابد من مغادرة الحكم إلى المدينة التي ستقام فيها المباراة التي كلف بها بيوم وبمجرد خروجك من منتجع الحكام يكون بالزى الرسمي (البدلة) المقررة من (فيفا) والبطاقة الخاصة بالمشاركين في المونديال ويتم تأمين سيارة خاصة للحكم إلى المطار ترافقها سيارتان خاصتان بالشرطة وتركب في الطائرة (درجة أولى) وتستقبلك سيارة خاصة ومعها أيضا سيارتان للشرطة ويكون هناك المئات من المشجعين في المطار ينتظرون اللاعبين والإداريين والحكام لتوقيع (الأوتجرافات) والتصوير وهذا المكان الوحيد الذي نتواجه فيه مع الجمهور ونصل إلى الفندق الخاص للحكم تلفون مباشر وخط إنترنت 24 ساعة وجميع أصناف الطعام الذي يختاره الحكم قبل يوم المباراة ويكون يوم المباراة الإفطار مفتوحاً والغداء يكون بوقت محدد مع مراقب المباراة لتوجيه التعليمات واختيار لون قمصان الحكام وغيرها ونستمر باللبس الرسمي حتى ندخل إلى الغرفة الخاصة بالحكام للتبديل ومنها إلى الملعب مباشرة.
ـ هل تحتفظون بالكرة التي تلعب بها المباراة للذكرى؟
هناك 24 كرة خاصة بكل مباراة مسجل عليها اسم المنتخبين 12 كرة في الملعب و12كرة احتياط وكرة خاصة بركلة البداية وهذه الكرة يحتفظون بها في المتحف الخاص بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حينما تخرج خارج أرض الميدان إلى جانب البطاقة الصفراء والحمراء لحكم المباراة مكتوب عليها أسماء اللاعبين المنذرين أو المطرودين خلال المباراة.
ـ سرت شائعة تؤكد أنك كنت ستقود مباراة غانا والأوروجواي ضمن الدور ربع النهائي قبل أن يتم تكليفك لمباراة هولندا والبرازيل كحكم رابع؟
عرفت بالصدفة من رسالة وصلتني على جوالي من أحد الصحفيين أكد لي أنني سأقود مباراة غانا والأوروجواي وتصفحت النت ووجدت الصحف نشرت الخبر وكان هذا اجتهاد فأنا لم يتم تكليفي أساسا لكن هناك أشخاص كانوا يتمنون لي الخير .. وأعادني هذا الموقف لمباراة الجزائر ومصر في بطولة أمم أفريقيا حينما ذكروا أنني سأقود المباراة رغم أنني وصلت إلى السعودية ومع هذا كانت بعض الصحف تصر على أنني سأقود المباراة.
ـ كيف كان دور مساعديك الإماراتي صالح المرزوقي والإيراني حسن ؟
كانوا رائعين .. كنت أتمنى رفيق دربي محمد الغامدي مساعدا لي لنكمل المشوار لكن لكل واحد نصيبه وللأمانة لم يقل مستوى الإماراتي المرزوقي أو الإيراني حسن عن مستوى الغامدي فالإيراني كان متميزا في احتساب حالة هدف المكسيك وهدف تشيلي وكذلك الإماراتي الذي تميز بهدوئه وقراراته الصحيحة.
ـ دعني أعود بك للوراء قليلاً .. ألم تخش عدم ضمك لحكام المونديال عقب إصابة محمد الغامدي وحمدي قادري اللذين كانا مساعدين لك وتبعهما يوسف ميرزا؟
أنا من اخترت محمد الغامدي وحمدي قادري ويوسف ميرزا احتياطا منذ عام 2007وهذه المعلومة الكثير يجهلها وبالطبع كنت أتمنى وجودهما معي .. لكني كنت مصمماً داخل نفسي أنني سأكون ضمن حكام مونديال 2010 بجنوب أفريقيا سواء نجح المساعدون أم فشلوا رغم أن الظروف أدخلت الخوف لدي لأن أي إخفاق لأي حكم يبعد الطاقم بأكمله .. لكن بروزي في المشاركات الأولمبية والتصفيات الآسيوية بمتابعة (فيفا) شفعت لاختياري من ضمن الطاقم وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم متابعاً لمستوى المساعدين الإماراتي والإيراني.
ـ هل كانت مكافآت (فيفا) للحكام مجزية؟
لن يصل أي حكم يدخل مجال التحكيم إذا كان هدفه المادة، فالمردود المادي للتحكيم ضعيف في الشرق الأوسط وبالنسبة لما قدمه (فيفا) لنا كحكام غير مقنع بعد العمل المتواصل على مدار أربع سنوات حيث تقيدنا بالواجبات والتعليمات التي يطلبها (فيفا) منا وكان لا بد أن نقدمها عبر الإيميل الشخصي لكل حكم ولا ننس التدريبات الشاقة والمتعبة.
ـ انتقدك المشرف العام على كرة القدم بنادي الهلال سامي الجابر خلال الموسم الماضي ونصحك بمراجعة مستواك أو عدم الذهاب إلى جنوب إفريقيا.. ألم يؤثر مثل هذا التصريح عليك خلال فترة استعدادك؟
عادة التصريحات لا أعيرها أي اهتمام سواء كانت من رؤساء أندية أو غيرهم .. ولو تأثرت بمثل هذا الكلام لما وضعت بصمتي على التحكيم، هناك كلام أقوى من ذلك لحكام سعوديين ولم يتأثروا، بعض من ينتقد ويهاجم هدفه الشهرة على حساب الحكام والشخص المقصر يبحث عن أسباب لتقصيره والحكم أقرب سبب لذلك لذا أنصح الحكم بعدم التأثر بحديث أناس ضعفاء يعلقون أسباب فشلهم على التحكيم ومن يتأثر بذلك فعليه أن يبتعد عن التحكيم.
ـ ماذا يحتاج الحكم السعودي ليبدع محلياً كما هو الحال خارجياً؟
أهم شيء بالنسبة للحكم التفرغ التام لمهنة التحكيم .. فالحكم لدينا يحتاج إلى التفرغ للتدريبات والسفر وغيرها كاللاعب تماما.
ـ عرض على الحكم الإماراتي فريد علي الاحتراف براتب 45 ألف ريال .. كيف ترى فكرة احتراف الحكام في السعودية؟
الاحتراف أصبح في كل مجال وثبت نجاحه فلماذا لا يكون هناك احتراف للحكم السعودي فالجانب المادي له دور كبير في ارتفاع مستوى الحكم وأتوقع أن يكون هناك طفرة تحكيمية إذا طبق الاحتراف وسيكون لهم صدى على المستوى الدولي.
ـ كيف ترى وقفة الإعلام السعودي معك خلال مشاركتك في المونديال؟
منذ بدايتي والإعلام ينصفني مهما حاول الذين يصطادون في الماء العكر التطاول على خليل، الإعلام السعودي وقف معي من بداية بطولة كأس الخليج في الإمارات وما شاهدته قبل توجهي إلى جنوب أفريقيا لإبراز خليل شيء رائع وللأمانة أقولها بدون مجاملة إن صحيفة "الرياضية " أولى الصحف التي وقفت مع خليل بشكل كبير.
ـ ما الفرق بين مشاركتك في مونديال 2006 في ألمانيا و2010 بجنوب إفريقيا؟
مونديال 2010 امتداد لـ 2006، بألمانيا حينما كنت حكما رابعا وكنت من أصغر حكام البطولة آنذاك اكتسبت خبرة بوجودي مع أفضل الحكام في العالم كسرت بها رهبة المشاركة في المونديال، لم أكن متضايقا كوني حكما رابعا في مونديال 2006 فقد سجلت لي 5 مباريات ومونديال جنوب أفريقيا 5 مباريات أيضا والأمر بالنسبة لي لا يعدو كونه تاريخاً مسجلاً للحكم السعودي كما كان في السابق.
ـ هل مازلت مصراً على اعتزال التحكيم؟
لا أخفيك بعد اتصال الأمير سلطان بن فهد شعرت أنني لا أمثل نفسي فقط بل أمثل الوطن، فالشعور بالفخر والنجاح خاصة عندما وصلت إلى أرض الوطن واستقبلني المحبون الذين يعرفونني وكذلك الذين لا يعرفونني والحمد لله رفعت راية الوطن في عدة محافل عالمية ككأس العالم للناشئين 2003 وكأس العالم تحت 22 سنة عام 2005 وكأس العالم للأندية 2006 وآخرها مونديال 2010 فحسبت هذه الحسابات في لحظات مع نفسي ووجدت أن الوطن يتحكم في قراراتي فأصبحت فكرة اعتزالي شبه معدومة وسأكمل المشوار بنفس المستوى ومازال أمامي خمس سنوات أستطيع أن أمثل بلدي خير تمثيل، ولا أريد أن يزعل الحكام مني إذا قلت إن أمام أي حكم 3 سنوات حتى يضع قدمه بشكل قوي ويمثل السعودية في المحافل الدولية ويكون واثقاً من نفسه بشكل كبير ولا يوجد الآن حكم جاهز للمشاركة بشكل قوي والحكم السعودي الجاهز سيدخل السنة المقبلة في اختبار أو قياس لإعطائه الثقة.
ـ معنى كلامك أن هناك نية للمشاركة في مونديال البرازيل المقبل؟
بلا شك ففي نهاية 2011 يبدأ تشكيل أطقم الحكام المشاركين في المونديال وبإذن الله سأكون جاهزاً بشكل قوي لأن وصول الحكام للنهائيات مثل تصفيات المنتخبات.
ـ هل صحيح أنك الحكم السعودي الوحيد الذي شارك في جميع بطولات (فيفا) ؟
نعم وأفتخر بذلك.. أنا شاركت في جميع بطولات (فيفا) ما عدا بطولة القارات وأعتبر نفسي أكثر حكم شارك في بطولات (فيفا) وعموماً مشاركتي في البطولات لا أحسبها لنفسي وإنما لوطني والناس الذين أوصلوني إلى ما أنا عليه.
ـ هل دار حديث بينك وبين حكام البطولة عن التحكيم السعودي؟
هناك موقف طريف مع الحكم السويسري بوساكا حينما سألني كيف تجلبون حكاماً من خارج السعودية وأنت موجود يعنى أن هناك حكاماً لا يقلون شأنا عن مستواك ولم تأت إلا بعد منافسة قوية من حكام سعوديين آخرين فرددت عليه وقلت نحن نستفيد منكم ومن خبرتكم كالمدربين واللاعبين الأجانب الذين يأتون إلى السعودية، وكلام بوساكا صحيح فكانت هناك منافسة من العديد من الحكام كممدوح المرداسي وظافر أبوزندة وعبدالرحمن العمري وأتذكر بداياتي في التحكيم كانت في العصر الذهبي للتحكيم كرئيس لجنة الحكام الحالي عمر المهنا وعبدالرحمن الزيد وناصر الحمدان ويوسف العقيلي وكنت من ضمنهم في وقت كان لا وجود للحكم الأجنبي فيه.
ـ ما سبب كثرة أخطاء الحكام في المونديال؟
الخطأ شيء طبيعي في اللعبة وجميعنا كحكام نسأل بعضنا البعض عن الحالات التي كانت في المباراة دون انتظار التحليل التحكيمي اليومي للاستفادة من خبراتنا مع بعض.
ـ ألم تُفاجأ بعدم استقبال اللجنة الرئيسية لك في المطار أو أي عضو منها؟
وصولي للسعودية كان مفاجئا للجميع وكان الكل يتوقع أن يحكم خليل جلال في دور الأربعة أو حتى الثالث والرابع وحتى أنا تفاجأت بأني من ضمن المغادرين لكني أحترم القرارات ليس معنى ذلك أنني رحلت فالاتحاد الدولي يعرف أن هناك بطولات مقبلة وأتوقع أنني سأكون من ضمن حكام مونديال 2014 وكان أول اتصال أتلقاه وأنا في الطائرة قبل نزولي للصالة من رئيس اللجنة عمر المهنا واعتذر لعدم وجود حجوزات وأنا أعذرهم ويكفي اتصالات الزملاء.
ـ ما سر الدموع التي استقبلت بها الجماهير في المطار؟
هذه دموع الفرح والسعادة بالعودة لأرض الوطن بعد منافسة شرسة تحتاج إلى صبر وأدركت لحظتها أن الوطن غال على كل من ينتمي له.
ـ كيف كان الجانب الأمني في جنوب إفريقيا؟
سمعت عن أشياء غريبة قبل مغادرتي إلى جنوب أفريقيا من قتل وسلب وغيرها لكن وجدت الأمن والاستقرار واحترافية التنظيم وشعب بسيط إلى أبعد الحدود.
ـ هل أثرت (الفوفوزيلا) عليكم كحكام؟
أول هدية أحضرتها لأبنائي هي (الفوفوزيلا) واشترطت عليهم استخدامها خارج المنزل ولمرة واحدة حتى لا يزعجوا الجيران مع العلم أن أسعارها كانت تختلف حسب نتائج منتخب جنوب أفريقيا إذا فاز ارتفع سعرها وإذا خسر نزل السعر، تخيل أن (فيفا) جهز أشرطة ممغنطة ووزع سماعات على أنحاء الملعب الذي يقام عليه تدريبات الحكام الأربعة وهي ملاعب مدرسة ثانوية تعليم عام لكنها بنفس درجة أرضية الملاعب الرئيسية التي تقام عليها المباريات وتقوم اللجنة بتشغيل (السي دي) وهو عبارة عن أصوات (للفوفوزيلا) خلال فترة التدريب للتعود على أجواء اللعب على صوتها.
ـ ما أصعب اللحظات التي مرت عليك؟
الوقت الذي يسبق إعلان التكليف كل حكم تصيبه حالة توتر بحيث يتمنى أن يكون اسمه ضمن المكلفين وكان لدي طموح بتحكيم مباراة دور الأربعة أو النهائي ومن ضمن المواقف قمنا بزيارة لمنطقة للفقراء في جنوب أفريقيا أشبه بدور الأيتام كانوا يعانون من وضع معيشي صعب للغاية رغم ما وفرته الحكومة الجنوب أفريقية.
ـ وأمتعها؟
من أمتع اللحظات أننا أثرنا على مجموعــة من الحكام وأعضاء اللجنة بالذهاب معنا حينمـــا أدينا صــلاة الجمعة بجامع في مدينــة بريتوريا فحضروا الخطبة التي كانت باللغة العربيــة والإنجليزية.
ـ كيـف كانت أجــــواء المدن الجنـوب أفريقية؟
مدينـــة كيب تاون أكثر المدن الجنــوب أفريقيــة عايشـت لحظات الاستمتاع بالمونديال لكن الغريب كان في الطقس، حيث تصل درجــة الحرارة إلى 14 درجة مئوية في النهـــار في الليــل 2 تحــت الصفر.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www.arriyadiyah.com/dbpics/article/images/43211_25.jpg
كشف الحكم المونديالي السعودي خليل جلال أن اتصال الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد به في مقر إقامته في جنوب أفريقيا جعله يعدل عن قرار اعتزال التحكيم الذي اتخذه قبل المغادرة للمشاركة في المونديال، مؤكدا أنه سيبذل المزيد من أجل مشاهدته في مونديال البرازيل. وقال جلال خلال هذه المواجهة إنه رد بقوة على أسئلة الصحفيين السويسريين الذين وصفوه براعي الإبل، وتطرق جلال إلى ما دار بينه وبين أسطورة كرة القدم الأرجنتيني مارادونا خلال مباراة الأرجنتين ونيجيريا، وعاد جلال ليؤكد أن الحديث الذي أطلقه سامي الجابر في إحدى المباريات حديث الضعفاء الذي يعلق فشله على شماعة التحكيم. وأشار جلال إلى الاستقبال التاريخي له من قبل محبيه والتي بسببها ذرف الدموع من شدة الفرح، ولم ينسَ جلال كل التفاصيل الدقيقة التي دارت في كواليس المونديال في هذه المواجهة التي تعتبر الأولى له بعد العودة من المحفل العالمي.
ـ كيف تقيّم مشاركتك في مونديال جنوب أفريقيا 2010؟
لست أنا من يقيم مشاركتي بل ردة فعل الجماهير هي من تقيم المشاركة، لكنني أشعر بكامل الرضا من الجميع قبل وبعد مشاركتي في المونديال، فالإنسان حينما يقيم نفسه لابد أن يرى أخطاء حتى يطورها، عموماً أنا راض عن الأداء ولا شك أن النجاح الذي يراه الناس له أسباب عديدة. </SPAN>
ـ ما هي الأسباب من وجهة نظرك أنت؟
تهيئة الجو للدخول في أجواء البطولة منذ وقت مبكر وبدءاً من منزلي الذي أعتبره أول من هيأ لي هذه الأجواء لأن أي النجاح لن يكتب إذا كانت هناك مشاكل فالحمد لله فزوجتي هيأت لي المناخ المناسب للقيام بأداء مهمتي الوطنية على أكمل وجه، بل إنهم تحملوا معسكراتي الطويلة ومحطات سفري الكثيرة وغيرها إضافة إلى تفريغي من عملي كمعلم وأنتهز هذه الفرصة عبر صحيفة "الرياضية" لأقدم شكري لوزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله على بادرته التي كان لها دور إيجابي في صفاء ذهني والتركيز على مشاركتي العالمية، والأهم وقفة الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد، ونائبه الأمير نواف بن فيصل واستقبالهم لي والذي أعتبره أكبر تهيئة نفسية لي، جميع هذه الأشياء لو توفرت لأي حكم آخر لأبدع وتميز، لن أتجاهل دور محبي خليل جلال حتى ولو بالدعاء وما حققته بفضل من الله ثم بدعوات الوالدين.
ـ دخل حكام كأس العالم 2010 معسكراً لمدة 10 أيام قبل انطلاق المونديال .. ما أبرز ملامح هذا المعسكر؟
خضنا دورة تحضيرية للمباريات والمهمة كانت واضحة من لجنة الحكام في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ووضعوا الخطوط العريضة في الدورة شملت التركيز على أربع حالات هي لمس الكرة باليد داخل منطقة الجزاء سواء من الدفاع (إذا كانت الكره بعيدة اتجاه المرمى) أو من هجوم الخصم أو محاولة خداع الحكم بلمس الكرة وهذه تستوجب بطاقة صفراء، ثانياً انصب تركز أعضاء اللجنة على الإمساك بالخصم (المبالغ فيه) داخل منطقة الجزاء أثناء تنفيذ الركلة الركنية، ثالثاً تأخير استئناف اللعب بالوقوف أمام الكرة أو ركل الكرة بعيداً عن الخصم أو إبعادها من مكانها بقصد التأخير، رابعاً والأهم وهو تعرض سلامة الخصم للخطر بوضع القدم على الساق أو مفصل القدم من الأمام أثناء التصويب وهذه تستوجب بطاقة حمراء ، فاللاعبون يحترفون في صنع بعض الحركات مع الحكام ففي مونديال 2006 كان التركيز على الضرب من الخلف والضرب بالكوع فعرف اللاعبين أن (فيفا) يوجه الحكام بالتشديد على تطبيق القانون في هاتين الحالتين فاحترفوا وضع القدم أمام ساق الخصم أو قدمه أثناء تسديد الكرة وشاهدنا هذه الحالة كحكام في مباراة البرازيل وكوت ديفوار. </SPAN>
ـ بدأ الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تطبيق تعديلات القانون في مونديال 2010 منها توسع صلاحيات الحكم الرابع وكنت حكماً رابعاً لمباراة الأرجنتين ونيجيريا في أول ظهور لك .. هل طبقت شيئاً من هذه التعديلات خلال المباراة؟
لم تكن هناك حالات تستدعي تطبيق تدخلات الحكم الرابع فقرارات حكم الساحة والمساعدين كانت موفقة ولو كانت هناك حالة أراد الحكم الاستفسار منها لبلغني عبر الجهاز اللاسلكي الذي بيننا.
ـ تم تكليفك في أول مباراة بين فرنسا والمكسيك وظهرت بمستوى رائع ولياقة مرتفعة ما سر هذا التألق؟
أي حكم يطمح في الوصول لنهائي كأس العالم .. لأنها فرصة لا تعوض ولم يكن هدفي المشاركة في نهائيات كأس العالم فقط بل كانت النجومية في الأداء هدفي وأدخلت في حساباتي أن بيني وبين النجومية شعرة والحمد لله راض عما قدمته وبالنسبة للياقتي وحضوري الذهني يعود إلى الإعداد الجيد وتطبيق القانون والتحضير المبكر.
ـ هل لديك عادة معينة تمارسها قبل المباراة ؟
أحاول أقرأ المعوذتين وسورة يس فكان لها دور كبير في ارتياحي النفسي الكبير إضافة إلى مراجعة بعض الأشياء في القانون وتخيلها في الذاكرة لتطبيقها.
ـ كيف كان أثر اتصال الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد عليك بعد نجاحك في قيادة المباريات؟
بعد مباراة فرنسا والمكسيك تلقيت أول اتصال من والدتي بعدها جاء اتصال ثان من الأمير سلطان بن فهد كنت وقتها أسعد الناس لأنني شعرت أنني أدخلت السعادة على قلب الأمير سلطان ونجحت في رفع سمعة بلدي المملكة العربية السعودية وهذه من ضمن الأشياء التي سعيت لأن أحققها ويكفي فخراً وقفة هذا الرجل مع الحكام السعوديين.
ـ بعد مباراة فرنسا والمكسيك تم ترشيحك لمباراة كوريا الشمالية والبرتغال كحكم رابع وفجأة تغير التكليف وأصبحت حكما أساسيا لمباراة سويسرا وتشيلي الحساسة؟
صحيح .. في المونديال عادة تصدر التكاليف كل أربعة أيام وكل يوم له تدريب خاص يختلف عن اليوم الذي يسبقه كلما بدأ العد التنازلي للحكم لموعد مباراته فعندما انتهيت من مباراة فرنسا والمكسيك أخبرني مراقب المباراة أنه تم ترشيحي كحكم رابع لمباراة كوريا الشمالية والبرتغال ومجرد ما وصلت مدينة بريتوريا (مقر سكن الحكام) كانت ردود أفعال جيدة خلال معسكر الحكام لقيادتي مباراة فرنسا والمكسيك وفجأة تم إبلاغي بتغيير التكليف وأنه تم ترشيحي لمباراة سويسرا وتشيلي.
ـ هل كان من السهل عليك كحكم في نهائيات كاس العالم أن تقود مباراتين خلال ثلاثة أيام؟
لا إطلاقا ليس من السهل قيادة مباراتين في كأس العالم خلال ثلاثة أيام وكانت مباراة سويسرا وتشيلي حاسمة فلكل منتخب له ثلاث نقاط وسوف تحدد هذه المباراة مصير المنتخب المتأهل للدور الثاني، والحمد لله أنني وفقت في المباراة وعلى قدر الإرهاق بعد المجهود الكبير الذي بذلته في المباراة الأولى إلا أن التحليل اليومي لمباريات الحكام والإشادة الكبيرة التي تلقيتها أزالت التعب وشعرت أنني جاهز منذ لحظتها وتضاعفت المسؤولية بعد المباراة الأولى، حيث إنني أمثل السعودية والعرب بشكل عام وأصبحت أقوم بواجب وطني وليس شخصياً.
ـ بعض النقاد يرى أنك استعجلت في إبراز البطاقات في مباراة سويسرا وتشيلي؟
لا لم أستعجل أبدا وكانت جميع البطاقات مستحقة .. دعني أقول لك شيئا وأؤكد للنقاد الذين يؤكدون أنني استعجلت في ذلك وهو أنه كان هناك تهاون في المباريات التي سبقت هذه المباراة وتأخير بعض الحكام في إبراز البطاقات للسيطرة على المباريات كما حصل مثلاً في مباراة البرازيل وغانا فطلبت اللجنة من جميع الحكام تطبيق القانون وحرصت على عدم التهاون فيه منذ بداية المباراة.
ـ هل أثر عليك هجوم الصحافة السويسرية بعد خسارة منتخب بلادهم لطردك لاعبهم في تلك المباراة؟
أبداً لم يؤثر ذلك علي وللمعلومية أنا لم أعلم ما كتبته الصحافة السويسرية إلا بالصدفة من أحد الزملاء الصحفيين الذي أرسل لي (مسج) على جوالي يريد مني الرد على هذا الهجوم .. وعاد وكتب لي ماذا كتبت الصحافة السويسرية وبصراحة قلقت وتوترت وأرسلت له (مسج) وقلت له أنا في محفل عالمي ومتفرغ للبطولة وإذا رجعت إلى السعودية سأتحدث معك فعاد واعتذر مني بشدة وعموما اعتبرتها غيرة صحفي على حكم سعودي يمثل هذا البلد في المحفل العالمي وتجاهلت الموضوع.
ـ ما هي تفاصيل التقائك بالصحفي السويسري الذي قال إن صحافة بلاده وصفتك بأنك بدوي و راعي إبل ولا تستحق أن تكون في المونديال؟
كان هناك يوم خلال البطولة قرره (فيفا) لالتقاء الإعلاميين بالحكام .. كان هناك أكثر من 300 إعلامي من جميع أنحاء العالم حتى أندونيسيا وماليزيا والصين وبالطبع قناة الجزيرة الرياضية كممثلة للإعلام العربي فسألني صحفي سويسري وقال: الصحافة السويسرية وصفتك بأنك بدوي وأنك راعي إبل فقلت له أنت لم تصفني بوصف خاطئ ففعلا الإبل جزء من حياتنا ولا يوجد شيء غريب هذا وصف يشرفني في حياتي بل أفتخر به عند العالم أجمع وليست إساءة ، فاحترموا ردي وكان الاحترام واضحاً على وجوههم وسألني سويسري آخر أن الشعب السويسري لا يرغب في زيارتك لسويسرا فقلت له أنا أزور سويسرا بشكل دائم وهذه وجهة نظر شخص أو اثنين أو ثلاثة أما الشعب السويسري لطيف ويرحب بزيارة السياح من جميع أنحاء العالم وبلدكم مفتوحة للجميع فضحك باستغراب وسألني صحفي سويسري آخر قائلاً إنه تم فتح صفحة على (الفيس بوك) لانتقادك فقلت له إذا فتحوا صفحة مكونة من 26 عضواً لمهاجمتي فهناك صفحة أخرى باللغة العربية مكونة من 5000 عضو للإشادة بي وسألني آخر عن صحة الطرد فقلت من المفترض أن تسأل مدربك فكان مواجهاً للحالة وكان مقتنعاً بقراري ولو كان لديه انتقاد لصرح به خلال المؤتمر الصحفي عقب المباراة.
ـ ما هو أبرز سؤال وجه لكم كحكام من الإعلاميين؟
كان أكثر سؤال دارج لجميع حكام البطولة .. هل تؤيد استخدام التكنولوجيا في التحكيم أم لا .
ـ ماذا عن رأيك أنت كحكم؟
الإثارة جزء من لعبة كرة القدم وحلاوة هذه الإثارة أنها تظل في ذاكرة الناس كما حدث للمسة اليد من مارادونا أمام منتخب إنجلترا عام 1986أي قبل 24 سنة وغيرها فالإثارة شي جميل في عالم الكرة وبالنسبة لي لست ضد استخدام التكنولوجيا فنحن تحت مظلة تعليمات (فيفا) ونطبق ما يتم إقراره وسبق أن طبقنا العديد من تجارب التكنولوجيا في كرة القدم في كأس العالم للأندية في اليابان في حالة تجاوز الكرة خط المرمى.
ـ هناك من يرى أن لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزيف بلاتر دور في إبعادك بعد أحداث مباراة سويسرا وتشيلي؟
غير صحيح إطلاقاً لو كانت هناك تدخلات كما يرى البعض لكنت من ضمن الحكام الذين استبعدوهم بعد نهاية الأدوار التمهيدية.
ـ هل كنت تتوقع وصولك إلى هذه المرحلة؟
كان لدي طموح كبير منذ أن وصلت إلى جنوب أفريقيا ولم أستغرب ما وصلت له فثقتي في نفسي كبيرة وكنت جاهزاً لتنفيذ ما خططت له والحمد لله وفقت في ذلك.
تفاصيل يوميات الحكام
ـ كيف تصف تفاصيل التعامل مع الحكام منذ بداية التكليف؟
لابد من مغادرة الحكم إلى المدينة التي ستقام فيها المباراة التي كلف بها بيوم وبمجرد خروجك من منتجع الحكام يكون بالزى الرسمي (البدلة) المقررة من (فيفا) والبطاقة الخاصة بالمشاركين في المونديال ويتم تأمين سيارة خاصة للحكم إلى المطار ترافقها سيارتان خاصتان بالشرطة وتركب في الطائرة (درجة أولى) وتستقبلك سيارة خاصة ومعها أيضا سيارتان للشرطة ويكون هناك المئات من المشجعين في المطار ينتظرون اللاعبين والإداريين والحكام لتوقيع (الأوتجرافات) والتصوير وهذا المكان الوحيد الذي نتواجه فيه مع الجمهور ونصل إلى الفندق الخاص للحكم تلفون مباشر وخط إنترنت 24 ساعة وجميع أصناف الطعام الذي يختاره الحكم قبل يوم المباراة ويكون يوم المباراة الإفطار مفتوحاً والغداء يكون بوقت محدد مع مراقب المباراة لتوجيه التعليمات واختيار لون قمصان الحكام وغيرها ونستمر باللبس الرسمي حتى ندخل إلى الغرفة الخاصة بالحكام للتبديل ومنها إلى الملعب مباشرة.
ـ هل تحتفظون بالكرة التي تلعب بها المباراة للذكرى؟
هناك 24 كرة خاصة بكل مباراة مسجل عليها اسم المنتخبين 12 كرة في الملعب و12كرة احتياط وكرة خاصة بركلة البداية وهذه الكرة يحتفظون بها في المتحف الخاص بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حينما تخرج خارج أرض الميدان إلى جانب البطاقة الصفراء والحمراء لحكم المباراة مكتوب عليها أسماء اللاعبين المنذرين أو المطرودين خلال المباراة.
ـ سرت شائعة تؤكد أنك كنت ستقود مباراة غانا والأوروجواي ضمن الدور ربع النهائي قبل أن يتم تكليفك لمباراة هولندا والبرازيل كحكم رابع؟
عرفت بالصدفة من رسالة وصلتني على جوالي من أحد الصحفيين أكد لي أنني سأقود مباراة غانا والأوروجواي وتصفحت النت ووجدت الصحف نشرت الخبر وكان هذا اجتهاد فأنا لم يتم تكليفي أساسا لكن هناك أشخاص كانوا يتمنون لي الخير .. وأعادني هذا الموقف لمباراة الجزائر ومصر في بطولة أمم أفريقيا حينما ذكروا أنني سأقود المباراة رغم أنني وصلت إلى السعودية ومع هذا كانت بعض الصحف تصر على أنني سأقود المباراة.
ـ كيف كان دور مساعديك الإماراتي صالح المرزوقي والإيراني حسن ؟
كانوا رائعين .. كنت أتمنى رفيق دربي محمد الغامدي مساعدا لي لنكمل المشوار لكن لكل واحد نصيبه وللأمانة لم يقل مستوى الإماراتي المرزوقي أو الإيراني حسن عن مستوى الغامدي فالإيراني كان متميزا في احتساب حالة هدف المكسيك وهدف تشيلي وكذلك الإماراتي الذي تميز بهدوئه وقراراته الصحيحة.
ـ دعني أعود بك للوراء قليلاً .. ألم تخش عدم ضمك لحكام المونديال عقب إصابة محمد الغامدي وحمدي قادري اللذين كانا مساعدين لك وتبعهما يوسف ميرزا؟
أنا من اخترت محمد الغامدي وحمدي قادري ويوسف ميرزا احتياطا منذ عام 2007وهذه المعلومة الكثير يجهلها وبالطبع كنت أتمنى وجودهما معي .. لكني كنت مصمماً داخل نفسي أنني سأكون ضمن حكام مونديال 2010 بجنوب أفريقيا سواء نجح المساعدون أم فشلوا رغم أن الظروف أدخلت الخوف لدي لأن أي إخفاق لأي حكم يبعد الطاقم بأكمله .. لكن بروزي في المشاركات الأولمبية والتصفيات الآسيوية بمتابعة (فيفا) شفعت لاختياري من ضمن الطاقم وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم متابعاً لمستوى المساعدين الإماراتي والإيراني.
ـ هل كانت مكافآت (فيفا) للحكام مجزية؟
لن يصل أي حكم يدخل مجال التحكيم إذا كان هدفه المادة، فالمردود المادي للتحكيم ضعيف في الشرق الأوسط وبالنسبة لما قدمه (فيفا) لنا كحكام غير مقنع بعد العمل المتواصل على مدار أربع سنوات حيث تقيدنا بالواجبات والتعليمات التي يطلبها (فيفا) منا وكان لا بد أن نقدمها عبر الإيميل الشخصي لكل حكم ولا ننس التدريبات الشاقة والمتعبة.
ـ انتقدك المشرف العام على كرة القدم بنادي الهلال سامي الجابر خلال الموسم الماضي ونصحك بمراجعة مستواك أو عدم الذهاب إلى جنوب إفريقيا.. ألم يؤثر مثل هذا التصريح عليك خلال فترة استعدادك؟
عادة التصريحات لا أعيرها أي اهتمام سواء كانت من رؤساء أندية أو غيرهم .. ولو تأثرت بمثل هذا الكلام لما وضعت بصمتي على التحكيم، هناك كلام أقوى من ذلك لحكام سعوديين ولم يتأثروا، بعض من ينتقد ويهاجم هدفه الشهرة على حساب الحكام والشخص المقصر يبحث عن أسباب لتقصيره والحكم أقرب سبب لذلك لذا أنصح الحكم بعدم التأثر بحديث أناس ضعفاء يعلقون أسباب فشلهم على التحكيم ومن يتأثر بذلك فعليه أن يبتعد عن التحكيم.
ـ ماذا يحتاج الحكم السعودي ليبدع محلياً كما هو الحال خارجياً؟
أهم شيء بالنسبة للحكم التفرغ التام لمهنة التحكيم .. فالحكم لدينا يحتاج إلى التفرغ للتدريبات والسفر وغيرها كاللاعب تماما.
ـ عرض على الحكم الإماراتي فريد علي الاحتراف براتب 45 ألف ريال .. كيف ترى فكرة احتراف الحكام في السعودية؟
الاحتراف أصبح في كل مجال وثبت نجاحه فلماذا لا يكون هناك احتراف للحكم السعودي فالجانب المادي له دور كبير في ارتفاع مستوى الحكم وأتوقع أن يكون هناك طفرة تحكيمية إذا طبق الاحتراف وسيكون لهم صدى على المستوى الدولي.
ـ كيف ترى وقفة الإعلام السعودي معك خلال مشاركتك في المونديال؟
منذ بدايتي والإعلام ينصفني مهما حاول الذين يصطادون في الماء العكر التطاول على خليل، الإعلام السعودي وقف معي من بداية بطولة كأس الخليج في الإمارات وما شاهدته قبل توجهي إلى جنوب أفريقيا لإبراز خليل شيء رائع وللأمانة أقولها بدون مجاملة إن صحيفة "الرياضية " أولى الصحف التي وقفت مع خليل بشكل كبير.
ـ ما الفرق بين مشاركتك في مونديال 2006 في ألمانيا و2010 بجنوب إفريقيا؟
مونديال 2010 امتداد لـ 2006، بألمانيا حينما كنت حكما رابعا وكنت من أصغر حكام البطولة آنذاك اكتسبت خبرة بوجودي مع أفضل الحكام في العالم كسرت بها رهبة المشاركة في المونديال، لم أكن متضايقا كوني حكما رابعا في مونديال 2006 فقد سجلت لي 5 مباريات ومونديال جنوب أفريقيا 5 مباريات أيضا والأمر بالنسبة لي لا يعدو كونه تاريخاً مسجلاً للحكم السعودي كما كان في السابق.
ـ هل مازلت مصراً على اعتزال التحكيم؟
لا أخفيك بعد اتصال الأمير سلطان بن فهد شعرت أنني لا أمثل نفسي فقط بل أمثل الوطن، فالشعور بالفخر والنجاح خاصة عندما وصلت إلى أرض الوطن واستقبلني المحبون الذين يعرفونني وكذلك الذين لا يعرفونني والحمد لله رفعت راية الوطن في عدة محافل عالمية ككأس العالم للناشئين 2003 وكأس العالم تحت 22 سنة عام 2005 وكأس العالم للأندية 2006 وآخرها مونديال 2010 فحسبت هذه الحسابات في لحظات مع نفسي ووجدت أن الوطن يتحكم في قراراتي فأصبحت فكرة اعتزالي شبه معدومة وسأكمل المشوار بنفس المستوى ومازال أمامي خمس سنوات أستطيع أن أمثل بلدي خير تمثيل، ولا أريد أن يزعل الحكام مني إذا قلت إن أمام أي حكم 3 سنوات حتى يضع قدمه بشكل قوي ويمثل السعودية في المحافل الدولية ويكون واثقاً من نفسه بشكل كبير ولا يوجد الآن حكم جاهز للمشاركة بشكل قوي والحكم السعودي الجاهز سيدخل السنة المقبلة في اختبار أو قياس لإعطائه الثقة.
ـ معنى كلامك أن هناك نية للمشاركة في مونديال البرازيل المقبل؟
بلا شك ففي نهاية 2011 يبدأ تشكيل أطقم الحكام المشاركين في المونديال وبإذن الله سأكون جاهزاً بشكل قوي لأن وصول الحكام للنهائيات مثل تصفيات المنتخبات.
ـ هل صحيح أنك الحكم السعودي الوحيد الذي شارك في جميع بطولات (فيفا) ؟
نعم وأفتخر بذلك.. أنا شاركت في جميع بطولات (فيفا) ما عدا بطولة القارات وأعتبر نفسي أكثر حكم شارك في بطولات (فيفا) وعموماً مشاركتي في البطولات لا أحسبها لنفسي وإنما لوطني والناس الذين أوصلوني إلى ما أنا عليه.
ـ هل دار حديث بينك وبين حكام البطولة عن التحكيم السعودي؟
هناك موقف طريف مع الحكم السويسري بوساكا حينما سألني كيف تجلبون حكاماً من خارج السعودية وأنت موجود يعنى أن هناك حكاماً لا يقلون شأنا عن مستواك ولم تأت إلا بعد منافسة قوية من حكام سعوديين آخرين فرددت عليه وقلت نحن نستفيد منكم ومن خبرتكم كالمدربين واللاعبين الأجانب الذين يأتون إلى السعودية، وكلام بوساكا صحيح فكانت هناك منافسة من العديد من الحكام كممدوح المرداسي وظافر أبوزندة وعبدالرحمن العمري وأتذكر بداياتي في التحكيم كانت في العصر الذهبي للتحكيم كرئيس لجنة الحكام الحالي عمر المهنا وعبدالرحمن الزيد وناصر الحمدان ويوسف العقيلي وكنت من ضمنهم في وقت كان لا وجود للحكم الأجنبي فيه.
ـ ما سبب كثرة أخطاء الحكام في المونديال؟
الخطأ شيء طبيعي في اللعبة وجميعنا كحكام نسأل بعضنا البعض عن الحالات التي كانت في المباراة دون انتظار التحليل التحكيمي اليومي للاستفادة من خبراتنا مع بعض.
ـ ألم تُفاجأ بعدم استقبال اللجنة الرئيسية لك في المطار أو أي عضو منها؟
وصولي للسعودية كان مفاجئا للجميع وكان الكل يتوقع أن يحكم خليل جلال في دور الأربعة أو حتى الثالث والرابع وحتى أنا تفاجأت بأني من ضمن المغادرين لكني أحترم القرارات ليس معنى ذلك أنني رحلت فالاتحاد الدولي يعرف أن هناك بطولات مقبلة وأتوقع أنني سأكون من ضمن حكام مونديال 2014 وكان أول اتصال أتلقاه وأنا في الطائرة قبل نزولي للصالة من رئيس اللجنة عمر المهنا واعتذر لعدم وجود حجوزات وأنا أعذرهم ويكفي اتصالات الزملاء.
ـ ما سر الدموع التي استقبلت بها الجماهير في المطار؟
هذه دموع الفرح والسعادة بالعودة لأرض الوطن بعد منافسة شرسة تحتاج إلى صبر وأدركت لحظتها أن الوطن غال على كل من ينتمي له.
ـ كيف كان الجانب الأمني في جنوب إفريقيا؟
سمعت عن أشياء غريبة قبل مغادرتي إلى جنوب أفريقيا من قتل وسلب وغيرها لكن وجدت الأمن والاستقرار واحترافية التنظيم وشعب بسيط إلى أبعد الحدود.
ـ هل أثرت (الفوفوزيلا) عليكم كحكام؟
أول هدية أحضرتها لأبنائي هي (الفوفوزيلا) واشترطت عليهم استخدامها خارج المنزل ولمرة واحدة حتى لا يزعجوا الجيران مع العلم أن أسعارها كانت تختلف حسب نتائج منتخب جنوب أفريقيا إذا فاز ارتفع سعرها وإذا خسر نزل السعر، تخيل أن (فيفا) جهز أشرطة ممغنطة ووزع سماعات على أنحاء الملعب الذي يقام عليه تدريبات الحكام الأربعة وهي ملاعب مدرسة ثانوية تعليم عام لكنها بنفس درجة أرضية الملاعب الرئيسية التي تقام عليها المباريات وتقوم اللجنة بتشغيل (السي دي) وهو عبارة عن أصوات (للفوفوزيلا) خلال فترة التدريب للتعود على أجواء اللعب على صوتها.
ـ ما أصعب اللحظات التي مرت عليك؟
الوقت الذي يسبق إعلان التكليف كل حكم تصيبه حالة توتر بحيث يتمنى أن يكون اسمه ضمن المكلفين وكان لدي طموح بتحكيم مباراة دور الأربعة أو النهائي ومن ضمن المواقف قمنا بزيارة لمنطقة للفقراء في جنوب أفريقيا أشبه بدور الأيتام كانوا يعانون من وضع معيشي صعب للغاية رغم ما وفرته الحكومة الجنوب أفريقية.
ـ وأمتعها؟
من أمتع اللحظات أننا أثرنا على مجموعــة من الحكام وأعضاء اللجنة بالذهاب معنا حينمـــا أدينا صــلاة الجمعة بجامع في مدينــة بريتوريا فحضروا الخطبة التي كانت باللغة العربيــة والإنجليزية.
ـ كيـف كانت أجــــواء المدن الجنـوب أفريقية؟
مدينـــة كيب تاون أكثر المدن الجنــوب أفريقيــة عايشـت لحظات الاستمتاع بالمونديال لكن الغريب كان في الطقس، حيث تصل درجــة الحرارة إلى 14 درجة مئوية في النهـــار في الليــل 2 تحــت الصفر.