الخفجاوى (2010)
02-08-2010, 12:50 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
على من ستدور الدائرة ؟!
لا تزال فترة الإمهال التي منحها الله لعباده مستمرة ، ولا يزال الناس يتجرعون بسبب اغترارهم
بطول الأماني خلال تلك الفترة ألواناً من التردي والضياع ، تارةً تحت مطية النسيان ، وأخرى تحت
مطية التغافل والتجرؤ على العصيان ، إلا أن العاقبة التي ستحيق بهم محتومةٌ لا محالة ، والمسألة
مسألة وقتٍ ، قد يطول أو يقصر ، ولكن تعال معي لنقتفي بأبصارنا ما تحت أقدامنا ، وننظر من خلال
سنن الله الكونية إلى هذه النافذة على المستقبل القريب وذلك في الوقت الذي يبالغ فيه الناس
بالإمعان في الغفلة إنها نافذة العاقبة التي لم تجد من ينظر من خلالها إلا فئةً قليلةً من الناس
أضحوا هم الغرباء بين أهليهم ومجتمعاتهم ؛ إلا أن نظرتهم من خلال تلك النافذة قد جنبهم في كثير
من الأحيان الوقوع في مواطن الزلل ، والتردي في أودية الهلاك ، ولكن تبقى الأخطار محيطة بهم
ما دامت أرواحهم في أجسادهم ، والفتن تحيط بهم من كل جانب ، إلا أن عليهم أن يلتزموا التأمل
الدائم من خلال تلك النافذة ، سائلين مقلب القلوب أن يثبت قلوبهم على دينه ؛ حتى يردوا عليه
سبحانه سالمين غانمين غير خزايا ولا مفتونين ، ولا مبدلين ولا مغيرين .
أما الفئة الأخرى التي ارتضت مسايرة ركب الغافلين ، واقتفاء خطى الضالين والمنافقين ، فهم
الذين عميت أبصارهم عن النظر من تلك النافذة ، وهم الذين طمست عقولهم عن مجرد التأمل
في عواقب تلك النهاية الدامغة وهم الذين أظلمت قلوبهم ، وأبت إلا أن تُصعق بسياط الموت
اللاذعة ، إنها قلوب أشربت روث الدنيا وليس مجرد حبها !! وإنها نفوس فاقت معنى الحيوانية في
طباعها ، فلم يكن نصيبهم من الدنيا إلا تبؤ المزيد من الآثام ، ولم يكن نصيبهم من الآخرة إلا تجرع
الحسرة على حصاد الأيام ، وقد كان يكفيهم مجرد التأمل للرجوع عن دروب الغفلة والعصيان ، إلا
أنهم آثروا النظر تحت أقدامهم ، ولم يرفعوا رأساً للنظر إلى العاقبة التي حاقت بالذين من قبلهم ،
فأني يجدي منهم الندم ، أو يشفع لهم البكاء !!
إن وعداً من الله سبق لينصرنّ من ينصر دينه ، والنصرة تكون في النفس بتزكيتها ، وفي المجتمع
بنشر الخير فيه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وفي الأهل بدعوتهم للصلاح والاستقامة ،
وفي الأرض بموالاة المؤمنين ونصرتهم ، ومعادة الكافرين والمنافقين ومنابذتهم بل وبحربهم في
بعض الأحيان ، فأين نحن من ألوان هذه النصرة ؟!
وإن وعداً من الله سبق ليخذلن من يحيد عن طريقه ، والحيد يكون بارتضاء المناهج المخالفة
لمنهج ربنا ، وصياغة المجتمعات صياغة تختلف عن مقصود إلهنا _ وقد حصل كل ذلك _ حتى
أضحى الناس كالثعالب والذئاب التي تتحين كل فرصة للإيقاع بفريستها والفتك بها ، وصارت
مجتمعاتنا برمتها كالغابات الموحشة التي لا يأمن فيها أحد على نفسه أو ماله أو عرضه ، فلم يعد
مصير أمتنا يمثل هماً لأحد ، ولا المخاطر التي تحيق بكياننا تثير اهتمام أحد ، فمن المسؤول عن
كل ذلك ؟! إن المسؤولية تشمل الآمر والمنفذ ، والمؤيد والساكت ، والقاصي والداني من الذين لم
يرفعوا بالحق رأساً ولم ينصروا للحق رأياً ، فإذا ما انتهت المهلة التي أمهلها الله لهم ، وحل عليهم
سخط الله وعذابه ، سوف يعلم الجميع حيينها . . .
على من ستدور الدائرة ؟!
مودتي لكم
الخفجاوى2010
على من ستدور الدائرة ؟!
لا تزال فترة الإمهال التي منحها الله لعباده مستمرة ، ولا يزال الناس يتجرعون بسبب اغترارهم
بطول الأماني خلال تلك الفترة ألواناً من التردي والضياع ، تارةً تحت مطية النسيان ، وأخرى تحت
مطية التغافل والتجرؤ على العصيان ، إلا أن العاقبة التي ستحيق بهم محتومةٌ لا محالة ، والمسألة
مسألة وقتٍ ، قد يطول أو يقصر ، ولكن تعال معي لنقتفي بأبصارنا ما تحت أقدامنا ، وننظر من خلال
سنن الله الكونية إلى هذه النافذة على المستقبل القريب وذلك في الوقت الذي يبالغ فيه الناس
بالإمعان في الغفلة إنها نافذة العاقبة التي لم تجد من ينظر من خلالها إلا فئةً قليلةً من الناس
أضحوا هم الغرباء بين أهليهم ومجتمعاتهم ؛ إلا أن نظرتهم من خلال تلك النافذة قد جنبهم في كثير
من الأحيان الوقوع في مواطن الزلل ، والتردي في أودية الهلاك ، ولكن تبقى الأخطار محيطة بهم
ما دامت أرواحهم في أجسادهم ، والفتن تحيط بهم من كل جانب ، إلا أن عليهم أن يلتزموا التأمل
الدائم من خلال تلك النافذة ، سائلين مقلب القلوب أن يثبت قلوبهم على دينه ؛ حتى يردوا عليه
سبحانه سالمين غانمين غير خزايا ولا مفتونين ، ولا مبدلين ولا مغيرين .
أما الفئة الأخرى التي ارتضت مسايرة ركب الغافلين ، واقتفاء خطى الضالين والمنافقين ، فهم
الذين عميت أبصارهم عن النظر من تلك النافذة ، وهم الذين طمست عقولهم عن مجرد التأمل
في عواقب تلك النهاية الدامغة وهم الذين أظلمت قلوبهم ، وأبت إلا أن تُصعق بسياط الموت
اللاذعة ، إنها قلوب أشربت روث الدنيا وليس مجرد حبها !! وإنها نفوس فاقت معنى الحيوانية في
طباعها ، فلم يكن نصيبهم من الدنيا إلا تبؤ المزيد من الآثام ، ولم يكن نصيبهم من الآخرة إلا تجرع
الحسرة على حصاد الأيام ، وقد كان يكفيهم مجرد التأمل للرجوع عن دروب الغفلة والعصيان ، إلا
أنهم آثروا النظر تحت أقدامهم ، ولم يرفعوا رأساً للنظر إلى العاقبة التي حاقت بالذين من قبلهم ،
فأني يجدي منهم الندم ، أو يشفع لهم البكاء !!
إن وعداً من الله سبق لينصرنّ من ينصر دينه ، والنصرة تكون في النفس بتزكيتها ، وفي المجتمع
بنشر الخير فيه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وفي الأهل بدعوتهم للصلاح والاستقامة ،
وفي الأرض بموالاة المؤمنين ونصرتهم ، ومعادة الكافرين والمنافقين ومنابذتهم بل وبحربهم في
بعض الأحيان ، فأين نحن من ألوان هذه النصرة ؟!
وإن وعداً من الله سبق ليخذلن من يحيد عن طريقه ، والحيد يكون بارتضاء المناهج المخالفة
لمنهج ربنا ، وصياغة المجتمعات صياغة تختلف عن مقصود إلهنا _ وقد حصل كل ذلك _ حتى
أضحى الناس كالثعالب والذئاب التي تتحين كل فرصة للإيقاع بفريستها والفتك بها ، وصارت
مجتمعاتنا برمتها كالغابات الموحشة التي لا يأمن فيها أحد على نفسه أو ماله أو عرضه ، فلم يعد
مصير أمتنا يمثل هماً لأحد ، ولا المخاطر التي تحيق بكياننا تثير اهتمام أحد ، فمن المسؤول عن
كل ذلك ؟! إن المسؤولية تشمل الآمر والمنفذ ، والمؤيد والساكت ، والقاصي والداني من الذين لم
يرفعوا بالحق رأساً ولم ينصروا للحق رأياً ، فإذا ما انتهت المهلة التي أمهلها الله لهم ، وحل عليهم
سخط الله وعذابه ، سوف يعلم الجميع حيينها . . .
على من ستدور الدائرة ؟!
مودتي لكم
الخفجاوى2010