المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ((الفريق /سلطان بن عادي المطيري و حنكته بمعركة الخفجي


عبدالله العوفي
19-09-2010, 10:06 PM
نصوص من الفصل العشرون من كتاب مقاتل من الصحراء
لصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز
قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات في حرب الخليج الثانية



معركة الخفجي

توجَّهْتُ إلى ريش المنجور، حيث مركز القيادة المتقدِّم لقيادة القوات المشتركة في المنطقة الشرقية. وكان مركز القيادة مجهَّزاً تحت الأرض ومحاطاً بأكياس الرمل إضافة إلى بعض الخيام. ويقع على مسافة 40 كيلومترا من مدينة الخفجي، و25 كيلو مترا من المنشآت البترولية الساحلية في السفانية ، ويتولى قيادته اللواء سلطان عادي المطيري، وهو عسكري من الطراز الأول، إلاَّ أنني وجدت مركز قيادته في حالة من الاضطراب! فإزاء توغل العراقيين داخل أراضي المملكة، طَلَب اللواء سلطان مراراً من فيلق مشاة البحرية الأمريكية تنفيذ ضربات جوية لإيقافهم. وكان المركز على اتصال وثيق بمشاة البحرية الأمريكية، فهُم يشتركون معنا في منطقة واحدة هي المنطقة الشرقية، ويقومون بتدريبات مشتركة، وثمة ضابط اتصال أمريكي مُلْحقٌ على المركز. ولكن على الرغم من نداءات اللواء المطيري المتكررة، لم تنفّذ أية ضربات جوية، ولم تتحرك طائرات التحالف! كان عدم الاستجابة الفورية بتنفيذ الطلعات الجوية يهدد نجاح إستراتيجيتي في ترْك المناطق الحدودية بلا دفاعات، إذ لا يحقق الهدف المنشود من جعلها مناطق قتل للقوات المعتدية.
أمضَى اللواء سلطان عادي المطيري معظم الليلة السابقة في عملية استطلاع، ووصل حتى مشارف الخفجي، ورأى بنفسه انتشار القوات العراقية. وبناء على المعلومات التي تلقَّيتها، أَيْقَنْتُ أن الموقف أخطر مما تصوَّرت في بادئ الأمر.
ومن الجدير بالذكر أنني أعلنت الخفجي مدينة ميتة، عند أول زيارة تفقُّدية قمت بها إلى الميدان، في 16 أغسطس في بداية أزمة الخليج. وتم إعداد خطة لإجلاء كل سكان المدينة، البالغ عددهم نحو 15 ألف نسمة، في حالة تحرُّك العراقيين نحو الجنوب. ولكننا آثرنا إرجاء تطبيق تلك الخطة حتى لا تنشأ حالة من الفوضى والذعر بين السكان. ولم يكن مقرَّراً القيام بإخلاء جماعي للسكان. كما لم يصدر أي أمر يجبرهم على الخروج من المدينة. ولكن بحلول شهر ديسمبر 1990، كان معظم سكان المدينة قد نزحوا عنها إلى أماكن أكثر أمناً داخل البلاد، بينما انتظر بعضهم حلول العطلة الدراسية ليغادروا المدينة. ولم يبقَ فيها سوى بعض الموظفين الحكوميين، وسرية من مشاة البحرية السعودية لحماية المنشآت الحيوية وممتلكات السكان. وهكذا، كانت المدينة مهجورة في واقع الأمر، بعد أن رحل عنها معظم سكانها، وتم إجلاء الباقين منهم مع بدء الحملة الجوية في 17 يناير.
بعد أن درستُ خريطة الموقف في مركز القيادة المتقدِّم بعد ظهر يوم 30 يناير، واطلعتُ على آخر تقارير الاستخبارات، هالني ما سمعت من أن اللواء المطيري لم يحصل، حتى ذلك الوقت، على المساندة الجوية التي طلبها. كان عليِّ أن أعالج تلك المشكلة فوراً، ولكن قبل كل شيء، كان عليِّ أن أقدِّر الموقف بناءً على ما تيسَّر من معلومات.
وكانت الصورة التي ارتسمت في ذهني، بناء على التقارير التي تلقَّيتها تعكس الواقع الآتي: لم يكن هناك نشاط قَطّ على الجبهة لأشهر عدة. ولكن منذ بداية الحملة الجوية، أي منذ 12 يوماً، بدأت تقع بعض المناوشات الصغيرة وتبادُل للقصف بنيران المدفعية والصواريخ ليلاً بين القوات العراقية والقوات السعودية. وسَأَلَتْ قيادةُ مشاة البحرية الأمريكية اللواء سلطان إن كان في استطاعة مدفعيتها من الهاوتزر عيار 155 مم المشاركة في القصف. لذا، كانت مدفعية مشاة البحرية، لعدة أيام، تندفع إلى الأمام عند منتصف الليل لتطلِق نيرانها على الجانب العراقي ثم تُخلي مواقعها بأسرع ما يمكن، وتسمَّى هذه العمليات "اضرب واهرب". وقبل ذلك بأسبوع، أخبرنا أحد الفارّين العراقيين أن رتلاً من الآليات قوامه أكثر من 100 آلية كان يتحرك في اتجاه الحدود بين حقول ألغامهم. وعندما قصفت راجمات الصواريخ السعودية الرتل، أصابت الآلية الأولى، وأجبرته على التوقف. ومن ثم تدخلت طائرات التحالف فدمَّرت معظم آلياته.
تلقى اللواء سلطان بعد ظهر يوم 29 يناير، أي اليوم السابق على وصولي، تقارير تشير إلى تحركات عراقية مدرعة على نطاق واسع على طول الحدود داخل الكويت. وفي وقت متأخر من تلك الليلة، أخبره ضابط الاتصال الأمريكي، الملحَق على مركز القيادة المتقدِّم أن القوات العراقية، تساندها الدبابات والعربات المدرعة، شنَّت غارات عدة، كل منها بقوة كتيبة، إلى الغرب، في مواجهة المواقع الدفاعية لمشاة البحرية في الوفرة والزبير وبين الرغوة والرافعية، وأنه يجري التعامل معها بنيران المدفعية والصواريخ المضادة للدبابات والضربات الجوية. كما تمّ تدمير آليات عراقية عدة، وأن الاشتباكات الضارية لا تزال قائمة. وعلمت بعد ذلك أن سبعة من مشاة البحرية قُتلوا في أحد تلك الاشتباكات عندما أطلقت عربة مدرعة أمريكية النار على عربة مدرعة أخرى من طريق الخطأ. وهذا أمر وارد عندما يحمَى الوطيس ويختلط الحابل بالنابل.
علم اللواء سلطان قبل منتصف ليل التاسع والعشرين، من مركز ملاحظة متقدِّم على الحدود، أن القوات العراقية الآلية تتحرك في اتجاه الخفجي. فطلب تدخلاً جوياً لإيقاف تقدمها فوراً، وتلقَّى تأكيدات من مشاة البحرية الأمريكية بأن الطائرات العمودية من نوع كوبرا Cobra في الطريق إلى أهدافها. ولكنه علم، بعد مضي 15 دقيقة، أنه لم يحدث أي هجوم جوي ضد القوات العراقية المتقدِّمة، وأن 17 عربة مدرعة عراقية عبرت الحدود فعلاً. كرَّر اللواء سلطان طلبه للضربات الجوية العاجلة، ولكن الأمريكيين لم يحركوا ساكناً. بعد ذلك، تلقى تقريراً بأن 57 مدرعة عراقية، بما في ذلك دبابات T-55 ، تتحرك في اتجاه محطة تحلية المياه على المشارف الشمالية لمدينة الخفجي.
ومرة ثالثة، طلب اللواء سلطان تدخلاً جوياً لمنْع العراقيين من تعزيز مواقعهم. وفي هذه المرة، أجاب مشاة البحرية الأمريكية بأنهم لن يتمكنوا من تلبية ذلك الطلب، إلاّ إذا انسحبت القوة السعودية الساترة الموجودة غربي الخفجي لمسافة كيلومترين على الأقل. فالجانب الأيمن من تلك القوة قريب من العراقيين، ومحاولة الاشتباك الجوي معهم تُعرِّض الجنود السعوديين لخطر النيران الأمريكية من الجو. تعجَّب اللواء سلطان من أن مشاة البحرية لم يثيروا هذه القضية من قبل. وقام بسحْب تلك القوة إلى الخلف. وكرّر طلب التدخل الجوي للمرة الرابعة.
وفي تلك الأثناء، كانت سرية مشاة البحرية السعودية لا تزال في الخفجي، ولكن لم يكُن في وسع أسلحتها المضادة للدبابات القصيرة المدى التصدي للدبابات العراقية بمدافعها ذات المدى الأطول. وظل اللواء سلطان على اتصال دائم بأولئك الرجال من طريق الهاتف الخطي واللاسلكي أيضاً. ولكن عندما اشتد هجوم العراقيين عليهم بعد منتصف الليل، أمرهم بالانسحاب. وبانسحابهم انقطعت المعلومات الواردة عن الجبهة.
كان اللواء سلطان يشعر بمرارة شديدة إزاء عبور كتيبتين عراقيتين (علمنا فيما بعد أنهما من اللواء الخامس عشر للفِرقة الخامسة مشاة آلية) للحدود السعودية في تشكيل قتالي وتقدُّمِهما لمسافة عشرة كيلومترات نحو الخفجي من دون أن يتم تحديدهما أو اعتراضهما من الجو. أثار ذلك التقرير الذي قدمه اللواء سلطان دهشتي وحَنَقي إزاء تقاعس الأمريكيين في توفير الإسناد الجوي لقواتنا. تقاعسٌ امتد من منتصف ليل يوم 29 يناير حتى بعد ظهر اليوم التالي! وسوف أُوْرد كيف بادرتُ إلى الاتصال بمركز العمليات الجوية في الرياض لآمر بالتدخل الجوي. وهذا ما تم بالفعل.
تعلّلت قيادة مشاة البحرية الأمريكية بأسباب عدة لتفسير عدم استجابة جناح الطيران لطلب اللواء سلطان بالتدخل الجوي بالسرعة المرجوّة. وكان بين تلك الأسباب، أن الخوف من إصابة قواتنا حال دون التدخل. وكان الأمريكيون يرغبون في معرفة مواقع انتشار القوات الصديقة وطبيعة عملها قبل أن يُسقطوا قنابلهم. وأشارت قيادة مشاة البحرية الأمريكية أيضاً إلى أن دخول المدرعات العراقية بين المباني في مدينة الخفجي جعل اكتشافها أمراً صعباً. وقالوا، كذلك، إن مشاة البحرية الأمريكية مدرَّبة على القتال كفريق بري - جوي متكامل، لذلك تتردد قيادتها في استخدام قوتها الجوية دون وحداتها البرية. وفي واقع الأمر، كان لدىّ شعور، حتى قبل ذلك الموقف، أن مشاة البحرية الأمريكية أُرغِموا على وضع طائراتهم تحت القيادة المركزية للفريق هورنر.

وإزاء انقطاع المعلومات وعدم توافر "الإسناد الجوي"، لم يجد اللواء سلطان بداً من التوجه بنفسه إلى الخفجي ليستطلع الموقف عن كثب. فانطلق في الثالثة صباحاً وتوجَّه أولاً إلى مركز حرس السواحل في الزرقاني جنوبي الخفجي. كان القمر بدراً والسماء صافية والرؤية واضحة.
وأودُّ قبل أن أسترسل في وصف عملية الاستطلاع التي قام بها اللواء سلطان، أن أتحدث لزيادة الإيضاح، باختصار شديد، عن القوات التي كانت مكلَّفة بالدفاع عن منطقتنا. كانت تلك القوات تتشكَّل أساساً من ثلاثة ألوية سعودية، إضافة إلى وحدات من دول مجلس التعاون الخليجي.
نُظّمت هذه القوات في أربع مجموعات قتال " قوة واجب Task Force " ، ثلاث منها تسمّى بأسماء الخلفاء الراشدين - رضي الله عنهم - أبي بكر وعمر وعثمان والرابعة باسم القائد طارق بن زياد، فضلاً عن قوة احتياطية. وجاء تنظيم القوات من الشرق إلى الغرب على النحو التالي:
• "قوة واجب" أبي بكر: تتكون من اللواء الثاني مشاة آلية من الحرس الوطني، وكتيبة مشاة آلية من قطر.
• "قوة واجب" عثمان: تتكون من اللواء الثامن مشاة آلية من القوات البرية السعودية، وسرية مشاة من البحرين وسرية مشاة من الكويت.
• "قوة واجب" عمر: تتكون من اللواء العاشر مشاة آلية من القوات البرية السعودية، وكتيبة مشاة من عَمّان.
• "قوة واجب" طارق: تتكون من كتيبتين من مشاة البحرية السعودية، وفوج مشاة من المغرب وكتيبة مشاة (ناقص سرية) من السنغال.
• في الاحتياط: كتيبة مشاة آلية من قطر وكتيبة مشاة من الإمارات العربية المتحدة.
وقبل معركة الخفجي أُسندت إلي مجموعة طارق مهمة الدفاع عن ساحل الخليج، من رأس مشعاب شمالاً حتى رأس السفانية جنوباً، مع تمركز سرية مشاة بحرية سعودية في مدينة الخفجي نفسها، واحتلت الوحدات السنغالية والمغربية نقاطاً دفاعية حصينة لحماية منطقة السفانية. ومما يذكر أن بعض عمال النفط اليابانيين العاملين في المنشآت البترولية التابعة لشركة النفط العربية، وهي شركة سعودية - يابانية، لم يبرحوا مواقعهم في الخفجي إلاّ بعد 16 يناير، أي حتى الليلة السابقة علي الحملة الجوية، بعد أن تم إقناعهم بالانتقال إلي مواقع آمنة في الجنوب.
وكما أسلفتُ، تمركزت القوات الرئيسية، أبو أبي بكر وعثمان وعمر، في مواقع دفاعية من الشرق إلى الغرب على مسافة 40 كيلو متراً جنوب الحدود الكويتية. ودفعت كل "قوة واجب" بعناصر استطلاع وكتيبة إلى الأمام على مسافة خمسة كيلومترات من الحدود للعمل كقوة ساترة.
وقبل أن يشرع سلطان في مهمته الاستطلاعية في وقت مبكر صباح 30 يناير، أصدر التعليمات إلى سريتين من الدبابات، إحداهما من اللواء الثامن مشاة آلية والأخرى من الكتيبة القطَرية، ويساند كل سرية منهما فصيل صواريخ مضادة للدبابات، بالتجمع ومقابلته عند نقطة حدّدها على مسافة ستة كيلو مترات غربي الخفجي.
تحرك اللواء سلطان ومجموعة من ضباط أركانه في الخامسة صباحاً في اتجاه الخفجي من الجهة الغربية. ثم تركوا عرباتهم وتقدَّموا سيراً على الأقدام لمسافة 500 متر، حتى تمكنوا من رؤية المواقع العراقية بواسطة مناظير الميدان. فاكتشفوا وجود 12 دبابة وعربة مدرعة في الطرف الغربي من المدينة، وكانت القوة العراقية الرئيسية، آنذاك، داخل المدينة.
كان اللواء سلطان قد تلقَّى قبل رحلته الاستطلاعية تقارير عدة متضاربة عن الموقف العسكري، لكنه الآن تأكد بنفسه من وجود العراقيين داخل المدينة وعلى مشارفها الغربية. وبينما هو يستطلع المواقع العراقية، تلقَّى رسالة لاسلكية من مركز القيادة المتقدِّم تفيد بأن الطائرات الأمريكية تقصف العراقيين في مدينة الخفجي. أجاب اللواء سلطان: "أنا الآن في الخفجي، ولا يوجد أي نشاط جوي على الإطلاق". ثم تحرك من موقعه ليلتقي سريتي الدبابات في المكان المحدد، ثم تقدم مع سرية الدبابات القطَرية المدعمة بفصيل صواريخ Hot ، لأنها كانت الأقرب، بعد أن أصدر أوامره إليها بالاشتباك مع رتل من الدبابات العراقية، كان يتحرك على الطريق شمالي الخفجي، والفرصة سانحة لتدميره. نجح القطَريون، بعد ست دقائق من تبادل إطلاق النار، في تحقيق إصابات مباشرة، إذ قفز على إثرها ملازم عراقي وعشرون فرداً من دباباتهم وعرباتهم المدرعة - عددها بالتحديد خمس دبابات وست عربات مدرعة - وتقَّدموا مسرعين وأيديهم فوق رؤوسهم معلنين استسلامهم.
كان اللواء سلطان يخطِّط للتقدم والاشتباك مع العراقيين داخل المدينة نفسها، لكنه تردد في تنفيذ تلك الخطة، عندما علم من الأسرى أن لدى العراقيين كتيبتين، أي نحو 1500 جندي، داخل الخفجي. فبهذا العدد تصبح كَفَّتُهم أرجح. فترك سرية الدبابات السعودية، من اللواء الثامن، لتسيطر على الطريق المتجِهة شمالاً، وحرك السرية القطَرية إلى موقعها الأصلي عند مركز الزرقاني جنوب الخفجي.
وبينما اللواء سلطان يسرع بالعودة من ضواحي مدينة الخفجي، التقى مجموعة قليلة من الجنود العراقيين، فظن أنهم يريدون الاستسلام. ولكن ما أن اقترب منهم حتى انبطحوا أرضاً وفتحوا نيرانهم. استطاعت عربته أن تراوغ بأقصى سرعتها ولم تُصَبْ بأذى، وعاد إلى مقر قيادته من طريق أخرى.
علم اللواء سلطان، بعد ذلك، أن عدداً من السعوديين كانوا أسرى تلك المجموعة العراقية. وكان من ضمن أولئك الأسرى ضابط من الدفاع المدني السعودي عاد إلى الخفجي بعد نقله إلى الدمام ليأخذ بعض متعلقاته التي خلّفها وراءه. وظناً منه أن المدينة مهجورة، لم يلتفت إلى محاولات إيقاف عربته عند أحد المتاريس، فاجتازه مسرعاً مع مجموعة من رفاقه ليجدوا أنفسهم في أيدي العراقيين. روى هذا الضابط، بعد انتهاء الحرب، للواء سلطان أنه رأى عرباته تقترب من العراقيين وأراد أن يصرخ محذراً، لكنه لم يستطع تحذيره؛ لأن العراقيين هددوه بالقتل إن فعل ذلك.
عاد اللواء سلطان إلى مركز قيادته في ريش المنجور في الواحدة من بعد ظهر يوم 30 يناير، أي قبل وصولي إلى مركز القيادة المتقدِّم بساعتين. وانضم إلينا، بعد وقت قصير، اللواء صالح المُحيّا، قائد المنطقة الشرقية، الذي حضر جواً من مقر قيادته في الظهران.
كان أول واجباتي، بعد أن استمعت إلى تقرير اللواء سلطان، حلّ المعضلة الشائكة للإسناد الجوي. اتصلت بقائد القوات الجوية السعودية، الفريق أحمد بحيري، في مركز العمليات الجوية في الرياض، وأبلغته أني أريد إجراءً فورياً الآن. فأعطى سماعة الهاتف للفريق هورنر الذي كان يجلس إلى جانبه، فقلت له: "أريد إسناداً جوياً، وكذلك ضربات جوية بطائرات B -52 لتدمير التجمعات العراقية ومنْع وصول أي تعزيزات أخرى إلى الخفجيجي، ولو استدعى الأمر تحويل المجهود الجوي للحملة الجوية على الأهداف الإستراتيجية داخل العراق". كما شدَّدت عليه أن يقلِّل عدد الغارات الجوية على الأهداف الإستراتيجية ويكثَّفها على منطقة الخفجي.
ولا أدري، حتى اليوم، ما دار بين الفريق هورنر وقيادة مشاة البحرية الأمريكية، لأنني شعرت من إجابته أنه لم يكن مسيطراً سيطرة كاملة على جناح الطيران لمشاة البحرية.
وانقضت ساعة كأنها دهر، ولم تنفذ أية طلعة جوية. فاتصلت بالعميد أحمد السديري، رئيس هيئة العمليات الجوية. كان الدم يغلي في عروقي، إذ وصلني تقريرٌ يفيد بأن رتلاً عراقيا مدرعا طوله 15 كيلومتراً يتقدَّم نحونا.
صحت قائلاً: "انسَ موضوع القوات الجوية المتحالفة. إذا لم تتدخل القوات الجوية الأمريكية أو طيران مشاة البحرية فوراً فاسحب كل الطائرات السعودية من المجهود الحربي للتحالف وأرسلها إليّ فوراً. أريد طائرات التورنيدو وطائرات F -5 وكل ما لديك".
كان ذلك بمثابة إنذار، لم يلبث أن آتى ثماره. فلم تمضِ دقائق حتى قام هورنر بتحويل جزء كبير من القوة الجوية للتحالف من أماكن مختلفة إلى طرق الاقتراب إلى مدينة الخفجي. وبدأ سيْل من طائرات التحالف يقصف القوات العراقية المتقدَّمة، باستخدام الأسلحة الدقيقة التصويب والقنابل العنقودية. وفي غارة واحدة لثلاث طائرات B -52 تم تدمير 80 آلية عراقية، فتصاعدت منها نيران أضاءت كبد السماء. وظلت طائرات التحالف تقصف التجمعات العراقية ليلة 30 - 31 يناير مستفيدة من قدْرتها على القتال الليلي. ونجحت في دحر فِرقتين عراقيتين من الفيلق الثالث اكتُشِفَتا وهما تتجمعان داخل الكويت وتستعدان للهجوم على الخفجي، استغلالاً للنجاح الذي حقَّقَته بعض وحدات اللواء 15 مشاة آلية. كما اشتركت مدافع البحرية في الخليج في تلك المهمة.
أثبتت الطائرات الأمريكية من نوعطائرات C - 130 فعالية كبرى ضد التجمعات المعادية ؛ إذ إنها مسلحة بمدفعيْ هاوتزر عيار 105 مم على جانبيها. ولكن هذا النوع من الطائرات كان عُرضة للإصابة من أسلحة الدفاع الجوي الأرضية الموجَّهة بَصرياً، ومن ثَم اقتصرت مهامها على الطلعات الليلية فقط. وقبيل فجر 31 يناير، تلقى أحد طياري C - 130 إنذاراً من مركز الإنذار المبكر -أواكس- بالعودة إلى قاعدته فوراً لأن ضوء النهار بدأ ينتشر. فأجاب قائلا: "لا أستطيع.. أمامي أهداف كثيرة"، وبعد دقائق أُسقطت طائرته بصاروخ مضاد للطائرات محمول على الكتف موجَّه بالأشعة تحت الحمراء ، وقُتِلَ أربعة عشر رجلاً كانوا في الطائرة، ولم تُسْتَعَدْ جثثهم إلاّ بعد انتهاء الحرب.
تمكّن بعض الدبابات وعربات نقل الجند المدرعة العراقية من اجتياز حائط النيران، ولكن عبور الفِرقتين العراقيتين للحدود في شكل منظِّم كان من شأنه، من دون شك، أن يجعل العراقيين متفوّقين على قواتنا في العدد بما يمكِّنهم من إيقاع قدر كبير من الخسائر في صفوفنا، وربما أدّى ذلك إلى اندلاع الحرب البرية الشاملة قبل أوانها، وهذا ما كان صدّام يصبو إليه.
كانت لتلك الهجمات الجوية على الأنساق الثانية والاحتياطيات العراقية، فعالية لا شك فيها، لكنها ما كانت لتؤدِّي إلى طرد العراقيين الذين دخلوا إلى الخفجي! تلك كانت مهمتنا نحن. فمهمتي العاجلة في ريش المنجور، حيث كان يساعدني باقتدار اللواء سلطان المطيري، تتلخص في تحليل الموقف الراهن بتطوراته السريعة، ووضع خطة للهجوم المضاد، وتخصيص القوات التي سيُوكَل إليها تنفيذ مهمة استرداد الخفجي. وكان ذلك تحدِّياً بالغ الصعوبة.
وبينما كنا نضع اللمسات الأخيرة على خطة الهجوم المضاد لتحرير الخفجي، جاءني ضابط الاتصال الأمريكي بنبأ جعلني أُعيد النظر في توقيت تنفيذ تلك الخطة. إذ أخبرني أن طاقمين ( يضم أَحَدُهما ستة أفراد والآخر خمسة ) من أطقم الإسناد النيراني لمشاة البحرية الأمريكية محاصَران فوق سطح أحد المنازل في الأطراف الجنوبية لمدينة الخفجي. فقرَّرت أن نعمل على إنقاذهما.
وما أن سمعت الخبر حتى قلت للواء سلطان: " يجب أن نأخذ في الاعتبار الآن أولوية إنقاذ طاقميْ مشاة البحرية، في إطار خطتنا لتحرير الخفجي".
في ضوء هذا الموقف الجديد، طلبت من اللواء سلطان أن يُعِد خطتين لعمليتين منفصلتين. الأولى، شنّ غارة، في تلك الليلة نفسها، على الأطراف الجنوبية لمدينة الخفجي بهدف عزل المبنى الذي يختبئ فيه مشاة البحرية المحاصَرون، وإرغام القوات العراقية في المناطق المجاورة على التراجع أو التعرض للتدمير، ما يضمن تحرير الطاقَمين، ومن ثم الانسحاب. أمّا العملية الثانية فهي هجوم شامل يُشَنّ في صباح اليوم التالي على القوات العراقية في الخفجي.
قرَّرنا في تشكيلنا لـ"قوات الواجب" لهاتين العمليتين أن يكون الدور الأساسي فيهما لقوات من اللواء الثاني مشاة آلية من الحرس الوطني، وهي وحدة عالية الفعالية، مجهَّزة بخمسمائة عربة مدرعة خفيفة أمريكية الصنع من نوع كاديلاك جيج Cadillac Gage و TOW المضادة للدبابات. وكان هذا اللواء قد هُرع مباشرة، بعد غزو صدّام الكويت إلى الجبهة من مواقعه أيام السلم بالقرب من الدمام في المنطقة الشرقية. ومعظم جنوده من رجال القبائل المتمرِّسين بحياة البيئة الصحراوية وبالقتال فيها وأمضَوا عدة أشهر يتدرّبون في قطاعي.
أُسنِدَت مهمة تحرير جنود مشاة البحرية المحاصَرين إلى سرية من اللواء الثاني من الحرس الوطني السعودي، تساندها في الاحتياط، سرية من اللواء الثامن من القوات البرية السعودية. ولسوء الحظ، لم ينجح الهجوم المباغت الذي قاموا به عند الشفق (آخر ضوء) يوم 30 يناير على الأطراف الجنوبية لمدينة الخفجي. فالشوارع العريضة لمدينة الخفجي لم توفِّر لهم ساتراً جيداً، بينما احتلت القوات العراقية المباني المحيطة بالموقع الذي يختبئ فيه المحاصَرون من مشاة البحرية الأمريكية. وكان مقر القيادة العراقية في فندق على مقربة من ذلك المبنى. وعندما اندفعت عربات الحرس الوطني الخفيفة (المدولبة) إلى المنطقة، بادر القناصة العراقيون إلى إطلاق النار على إطاراتها المطاطية، ونجحوا في إعطاب عشر منها. فقرّرنا في محاولة الهجوم الثانية دَفع العربات المجنزرة من السرية الاحتياطية من اللواء الثامن، فتكلَّلت المحاولة بالنجاح. ونجحت سرية اللواء الثامن، بعد معركة شرسة، في إجبار العراقيين على التراجع، حتى تمكَّنا أخيراً من تحرير جنود مشاة البحرية الأمريكية. جُرِحَ أحدهم جرحاً طفيفاً بإحدى الشظايا المتطايرة. ولم تحدث خسائر في الأرواح في صفوف قواتنا، ولكننا أُرغِمنا على ترك بعض العربات الخفيفة المعطوبة، التي لم يكن من الصواب إشراكها في العملية بادئ ذي بدء.
سعدت لذلك، إذ تبددت كل مخاوفي في شأن التدخل الأمريكي. وأعاد اللواء سلطان، بعد ذلك، تجميع القوات جنوبي الخفجي، وأَمْضَتْ ليلتها تلك في تبادل القصف المدْفعي مع العراقيين.
وفي ذلك الوقت، كانت استعداداتنا للهجوم الرئيسي قد اكتملت، وقواتنا اتخذت مواقعها في منطقة التجمع جنوب الخفجي، وكانت تتكون من:
• الكتيبتين، السابعة والثامنة من اللواء الثاني مشاة آلية من الحرس الوطني السعودي ( سُحبت من "قوة واجب" أبي بكر ).
• قوة قطَرية مكوَّنة من سرية دبابات AMX، وسرية مشاة آلية، وفصيل صواريخ Hot المضادة للدبابات ( سُحِبَتْ هي الأخرى من "قوة واجب" أبي بكر ).
• كتيبة مشاة آلية من اللواء الثامن من القوات البرية السعودية لتعمل كقوة احتياطية ( سُحِبَتْ من "قوة واجب" عثمان ).
ولإحكام الحصار حول العراقيين داخل المدينة قرَّرنا ما يأتي:
• زيادة حجم سرية الدبابات من اللواء الثامن مشاة آلية، المتمركزة جهة الشمال الغربي علي مقربة من الطريق المتجهة جنوباً، لتصل إلي قوة كتيبة دبابات، إضافة إلي فصيل صواريخ موجَّهة مضادة للدبابات TOW. وكانت مهمة هذه الكتيبة قطع الطريق الرئيسية المتجهة جنوبا من الكويت إلي المملكة أمام التعزيزات العراقية.
• دفع كتيبة من مشاة البحرية السعودية شمالاً علي الطريق الساحلية في اتجاه الخفجي، لتحتل جسراً إستراتيجياً، وتمنع أي تحرُّك عراقي جنوباً في اتجاه مصافي البترول.
خطَّطت، في البداية، للهجوم مع شروق شمس يوم 31 يناير. ولكني علمتُ من اللواء سلطان أن الجنود العراقيين يستيقظون مبكرين ويمارسون أعمالهم لساعة أو نحوها، تعقبها فترة راحة في الثامنة. لذا، قرَّرتُ أن يبدأ الهجوم الثامنة صباحاً.
كنت واثقاً أن النصر - بعون من الله - سيكون حليفنا. فقد عنينا بكل شيء: بالخطط، وقوات الواجب، وتلقين القادة. كانت قواتنا متأهبة، ومعنوياتها مرتفعة.
قلت للواء سلطان: "الآن أترك الأمر لك ولن أتدخل، وإذا احتجْتَ إلي مساعدتي فستجدني إلي جانبك". ويطيب لي أن أشيد بتنفيذه الدقيق للخطط في الساعات الأربع والعشرين التي تلت ذلك.
كانت قواتي مستعدة في مواقعها، وطائرات التحالف تقصف التعزيزات العراقية طوال الليل، "والإسناد الجوي القريب" في صباح الغد قادمٌ لا محالة. عند ذلك، أحسست بقدْر كبير من الراحة، وقررت أن أختلس قسطاً من النوم. كنت في الرياض لا أنام أكثر من ثلاث ساعات متواصلة، إذ كانت غرفة نومي في الطابق الأسفل في وزارة الدفاع مجاورة لغرفة مكتبي، وكنت أستيقظ لتلقِّي المكالمات ومراجعة الخرائط وما إلي ذلك من مهام أخرى. ولكنني، في ريش المنجور، اقتنصت تلك الليلة ست ساعات كاملة من النوم المتواصل. ففي ليلة أول معركة لي، استمتعت بأكبر قسط من النوم.
المشاة السعوديون في الخفجي بعد طرد الغزاة العراقيين

كانت معركة الخفجي قصيرة، ولكنها شرسة كل الشراسة. فقد دارت أنشطتها متزامنة، إلى حدّ ما، في مواقع مختلفة وبأساليب مختلفة. بدأ الهجوم، بعد الثامنة صباحاً بقليل، يوم 31 يناير على محورين. المحور الأيمن، نفّذته الكتيبة الثامنة مشاة آلية من لواء الحرس الوطني مدعمة بسرية مشاة آلية قطَرية. والمحور الأيسر، نفّذته الكتيبة السابعة مشاة آلية من لواء الحرس الوطني مدعمة بسرية دبابات قطَرية وفصيل صواريخ مضادة للدبابات Hot. من قطر أيضاً. كان الهدف من الهجوم، التوغل إلى عمق المدينة وتدمير التجمعات العراقية الرئيسية فيها، بينما تتحرك، في الوقت نفسه، كتيبة مشاة بحرية سعودية على الطريق الساحلية بهدف منْع أية تحركات عراقية في اتجاه الجنوب.

كان السؤال المهم الذي واجه قواتنا وهي تستعد لاستئناف القتال هو، هل يمكِن للقوات العراقية المحاصَرة الحصول على تعزيزات؟ أَوْلَيْتُ الأمر كل اهتمامي آنذاك عندما تلقيت تقريراً بأن لواءً عراقياً مدرعاً ( رُصِدَ أكثر من 100 دبابة وناقلة جند مدرعة ) يتحرك بسرعة عالية من الكويت في اتجاه الحدود ومدينة الخفجي. كان اللواء العراقي في تشكيل قتالي يمتد لأكثر من ثلاثة كيلومترات، ولم تكُن تجري أية محاولة جادة من الجو لإيقافه. كانت تلك اللحظة من أحرج اللحظات بالنسبة إلينا. كنّا ندرك أن قواتنا المهاجِمة ستصبح في خطر مُحدِق إذا وصل ذلك الرتل العراقي المدرع إلى المدينة، إذ كان من شأن ذلك أن يُرَجِّح كفة القوات العراقية.
لذا، كان لا بد من إيقاف هذا اللواء. فصدرت الأوامر إلى كتيبة الدبابات من اللواء الثامن الآلي، التي أُسندت إليها مهمة قطع طريق التعزيزات إلى الخفجي، بالاشتباك مع العدو. وأَبْلَتْْ تلك القوات بلاءً حسناً. فبعد معركة استغرقت ثلاثين دقيقة، أبلغ قائد الكتيبة أنه نجح في تدمير 12 آلية عراقية، وأن العراقيين بدأوا الانسحاب ليقوموا بعملية إعادة تجميع خلْف الحدود. ولكن طائرات التحالف كانت لهم بالمرصاد في هذه المرة، فتكبَّد العراقيون خسائر جسيمة، مما أجبر بقية قواتهم على التقهقر السريع. وعندما رأى أحد ضباطنا، برتبة ملازم، العراقيين يُوَلّون الأدبار، انطلق في أثرهم ومعه عربتان أو ثلاث. ولسوء حظه، دخل منطقة للنيران الحرة كانت تُقْصف آنذاك من الجو بشدة. واستطاع أن ينجو بنفسه ولكن قُتل اثنان من رجاله بنيران صديقة من الجو. كان تصرفاً فردياً متهوراً، إذ لم يكن عليه أن يتقدَّم ولكنه تقدَّم، وتلك مخاطر الحرب التي يصعب التنبّؤ بها.
بعد أن أُجْهِضَت محاولة التعزيز العراقية الضخمة، تقدمت إلى المدينة الكتيبتان السابعة والثامنة مشاة آلية التابعتان للحرس الوطني، تساندهما سريتان قطَريتان، إحداهما سرية دبابات والأخرى سرية مشاة آلية مدعمة بفصيل صواريخ للدبابات Hot،س فانهالت عليها نيران القناصة العراقيين إلى جانب نيران الدبابات والرشاشات الثقيلة، كما عرقلت تقدمها أيضاً نيران المدفعية العراقية التي كانت تطلَق من شمال المدينة. خاضت قواتنا، ذاك الصباح كله، عدداً من الاشتباكات مع العراقيين من شارع إلى شارع ومن بيت إلى بيت، تأخذ الأسرى وتكبّد العراقيين المدافعون خسائر فادحة.
وقرب الظهر، عندما استدعت قوات الحرس الوطني سيارات الإسعاف لكي تخلي الشهداء والجرحى في صفوفها، شنّت الدبابات العراقية هجوماً مضاداً عنيفاً، فدمرت سيارتي إسعاف وأمطرت قافلة الإغاثة بوابل من نيران الرشاشات.
وفي الساعة (1330)، سَعِدْتُ عندما عَلِمْتُ أن قواتنا المهاجمة شقّت طريقها إلى الجانب الآخر من مدينة الخفجي، وأن المقاومة العراقية انهارت أو تكاد. ويجب ألاّ ننسى هنا أن القتالَ داخل المدن قتالٌ صعب وخطِر بلا شك، إذ ظلت بعض جيوب المقاومة هنا وهناك، بعضها لا يجرؤ على الاستسلام، وبعضها الآخر عازم على مواصلة القتال. كانت أصوات الطلقات لا تكاد تنقطع. واستمر العراقيون، أثناء انسحابهم، في توجيه نيران مدافعهم وراجمات صواريخهم إلى المدينة. وحاول بعض العراقيين الفرار في اتجاه الشمال على إحدى الطرق الساحلية الوعرة بعد أن أَيْقَنوا بالهزيمة، ولكنهم لم يَسلموا من الهجمات الجوية وفقدوا 12 دبابة أخرى في محاولة الفرار تلك. كما أن بعض الآليات تركت سليمة بعد أن غادرتها أطقمها. لم تكن القوات العراقية على الأرض تتمتع بأية مساندة جوية، فغدت بذلك عرضة لهجمات التحالف الجوية، أمّا المدافع السوفيتية الصنع المضادة للطائرات من عيار 57 مم التي كانت بحوزة العراقيين، فلم تُسْتخدم بشكل فعال.
وخلاصة القول، إنّ المعركة كانت شرسة حقاً، وخاضها العراقيون بشجاعة وأبدَوا مقاومة عنيدة إلى أن انهارت معنوياتهم. وذَكر اللواء سلطان في تقريره الذي رفعه إليّ أن 32 جندياً عراقياً قتلوا وجُرِح 35 وتم أسْر 463 آخرين. وكانت خسائر الجانب العراقي في المعدات تدمير11 دبابة T -55، إضافة إلى 51 ناقلة جند مدرعة، كما تم الاستيلاء على 19 عربة مدرعة أخرى. أمّا الخسائر في الجانب السعودي، في نهاية اليوم، فكانت استشهاد 18 وجرْح 32 آخرين إضافة إلى فَقْد 11 عادوا جميعهم بعد ذلك من دون أن يلحق بهم أي أذى. ولم تكن هناك خسائر في الجانب القطَري. أمّا الخسائر في المعدات، فكانت ثلاث دبابات وراجمة صواريخ واحدة وسيارتي إسعاف. وهكذا انتهت المعركة، وكتب الله لنا فيها النصر المبين.

لكم تحياتي.

مجنونة .com
21-09-2010, 05:54 PM
وخلاصة القول، إنّ المعركة كانت شرسة حقاً، وخاضها العراقيون بشجاعة وأبدَوا مقاومة عنيدة إلى أن انهارت معنوياتهم. وذَكر اللواء سلطان في تقريره الذي رفعه إليّ أن 32 جندياً عراقياً قتلوا وجُرِح 35 وتم أسْر 463 آخرين. وكانت خسائر الجانب العراقي في المعدات تدمير11 دبابة t -55، إضافة إلى 51 ناقلة جند مدرعة، كما تم الاستيلاء على 19 عربة مدرعة أخرى. أمّا الخسائر في الجانب السعودي، في نهاية اليوم، فكانت استشهاد 18 وجرْح 32 آخرين إضافة إلى فَقْد 11 عادوا جميعهم بعد ذلك من دون أن يلحق بهم أي أذى. ولم تكن هناك خسائر في الجانب القطَري. أمّا الخسائر في المعدات، فكانت ثلاث دبابات وراجمة صواريخ واحدة وسيارتي إسعاف. وهكذا انتهت المعركة، وكتب الله لنا فيها النصر المبين.



ألف شكر لله

رحم الله الشهداء وتقبلهم بالفردوس الأعلى من الجنة

وستبقى الخفجي مدينة الهدوء والصمود

دمت بحفظ الله

الموضوع طويل جدا ياليتك اختصرته

موفق

الغلا2007
21-09-2010, 06:47 PM
أخي الكريم لك مني كل الشكر على الموضوع الجيد لكن يوجد

ايضا هناك مذكرات للجنرال الاميركي نورمان شوارتزكوف، قائد

القوات الاميركية في حرب الخليج الثانية.

ياليت تطرحها لنا بالمنتدى لاني سمعت عنها وودي اقراها ..

ولك مني كل الشكر..

شموخ فتاة
21-09-2010, 07:50 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .