أ.محمد العبدلي
08-10-2010, 03:55 PM
الصــحه تاج ..
عبدالله , شاب هادئ الطباع منذ طفولته , ومتميز في دراسته , محبوب لدى والديه مبتسم الثغر ، دائماً , كثير الأسئلة كثير التدقيق في كل صغيره وكبيره ، وقد رزقه الله مع حسن خلقه جسماً قوياً ، ووجها جميلا مفتول العضلات عريض الصدر مع ذكاء مفرط .
التحق بالعسكرية ، لحبه لها وتدرج في الرتب العسكرية ، حتى وصل مرتبة النقيب ,
وكانت تسند إليه المهام الصعبة ، في الجانب العسكري ولا سيما ما كان له علاقة بالجوانب الأمنية , لقوة شخصيته ومقدرته على التصرف وحل المعضلات .
وكان لثقته بنفسه و بقوة عضلاته يحمل الأشياء الثقيلة عند سفر الجنود.
وحين إقامتهم وضعنهم يستدعونه لحمل مالا يقدرون على حمله , وفي يوم من الأيام دخل إحدى الصيدليات فسمع رجلاً يقول : اعطني أكبر حفّاظ للرجال , فاستغرب عبدالله وقال في نفسه أيوجد حفـّاظات للرجال نحن نسمع بها للأطفال والنساء عند الطمث .
أما الرجال فلم نسمع وأخذ يفكر من يستعملها ؟ وكيف هي ولكنه سرعان ماصرف النظر عن هذه الاسئلة .
وفي اليوم الثاني : وفي مقر عمله بنشرت سيارته الصغيرة ، وعندما أراد أن يركـّب الإطار، لم تساعده الرافعة على حمل السيارة فقال لأحد اصدقائه , أنا سأرفع السيارة بيدي.
وأنت تحاول تركيب الإطار الخلفي للسيارة ، فقال له زميله لاتستطيع فهي ثقيلة
فقال : عبدالله تعودت على ذلك فهي خفيفة وصغيرة , قاله له زميله : ولكنها ثقيلة دعها حتى نجد لها رافعة , قال عبدالله :
لا عليك حتى لا نتعطل عن عملنا فقام عبدالله برفع السيارة وتم تركيب الإطار .. أو العجلة الخلفية .
وعندما ركب السيارة قال لزميله أ شعرت ببعض الألم في ظهري , من رفع السيارة قال . لا عليك سريعاً ما يذهب تتمتع بصحة جيدة , ولا زلت شاباً وعندما وصل عبدالله إلى بيته شعر بازدياد الألم في ظهره ولم يعره بالاً , فتناول غذاءه ثم أوى إلى فراشه واضطجع ليأخذ قيلولة كما تعود بعد الغداء ..
فنام سريعاً ثم أوقظ لصلاة العصر محاولا تحريك جسمه ولكنه لم يستطيع أن يرفع رأسه ولم يستطيع أن يحرك ظهره فقال : لأهله احملوني إلى الطبيب ولما وصل للطبيب ..
وتم معاينته وفحصه أخبره الطبيب أنه مصاب بانزلاق غضروفي في وسط ظهره وأنه لا يمكنه السير ويجب أن ينام على بطنه لمدة شهر كامل حتى يتماثل للشفاء فطلب من الطبيب إيجاد حل آخر فقال لا أجد غير هذا الحل وليس لك غيره ويجب أن تتعود على ذلك ..
ورجع إلى منزله حزينا يفكر بين الأمس عندما كان متعافياً وبين اليوم الذي لا يستطيع فيه أن يحرك قدميه .
وأخذ يوطن نفسه بالصبر ويستعجل الرجاء بالشفاء , وشعر بقضاء حاجته فلم يستطع الوصول إلى بيت الخلاء , ولا يقوى على الجلوس لقضاء الحاجة , فما كان أمامهم إلا الذهاب إلى الصيدلية وشراء حفائظ وأكياس قسطرة البول وبدأ الطبيب يعوده في منزله , ويريه كيف يستعمل تلك الحفائظ وتلك الأكياس البلاستيكية الخاصة بالبول .
وأخذ الأصدقاء والأحباب يتواردون لزيارته في منزله , ويكلمونه وهو منكب الوجه على سريره , ويطيلون الحديث لأخذ خاطره ويدعون له ويحفزونه على الصبر . وهو في قراره لنفسه يتمنى رحيلهم لأن حالته النفسية لاتسمح له باستقبالهم وإطالة الحديث معهم .
وبعد شهر من مرضه وحسب قوانين الطبيب الصارمة شعر بتحسن طفيف وأنه يستطيع الجلوس , فسمع عنه زملاؤه في العسكرية ، بأنه تماثل للشفاء , وهو لم يتماثل تماماً فاستعجلوا حضوره لمباشرة عمله ، وجاءه خطاب من قائده إما أن تباشر العمل أو ترسل تقريرا مبررا لغيابك ، طول هذه الفترة , أو سيتخذ ضدك الفصل من العمل ..
فقرر التحامل على نفسه وأخذ يتوكأ على العكازين وهو مائل الجسم حتى وصل إلى مقر عمله وسجل اسمه في سجل الحضور والانصراف ثم جلس على مكتبه وجاءه بعض زملائه
يهنئونه بالسلامة والعافية ولم يعلموا أنه يلبس الحفاظ وأكياس القسطرة ، فمكث قليلاً ثم بدأت تنبعث منه روائح غير محببة , فاستأذن ونصرف ، وأخذ يعتمد على عكازيه .
فقابله أحد زملائه من الجنود وقال له : سلامات يا أبا فؤاد ما الذي أصابك؟
فأخبره بما أصابه وبما يعانيه فقال : وجدت لك الحل ,
فقال : ماهو ؟
قال : اذهب لتشكوسلوفاكيا فلديهم أطباء ماهرون ، في مثل هذا النوع من الغضاريف .
فاستحسن الفكرة وجمع ما يساعده على العلاج والتذاكر والسكن من الأموال باليورو في تلك البلاد ، وهو ما يعادل ألف ريال يومياً . وحدد له موعداً مع الأطباء في تلك البلاد وذهب إلى هناك فاستقبلوه وبدأوا معه بالعلاج عن طريق الإبر الحرارية , فكان يضرب في اليوم إبرتين صباحاً ومساء
إبره في الظهر مساء ً , وإبرة في الركبة صباحاً , فيشعر بحرارة موقدة في الجسم شديدة ،فتذكر أنّ في الآخرة عذاب أشد .
واستمر علة ذلك شهراً وشعر بالتحسن وبدأ ينزع الحفاظ والذهاب إلى بيت الخلاء معتمداً على نفسه , وبدأ ألم ظهره يخف تدريجياً , وتسلخات الجسم تماثلت للشفاء وشعر أن بين الحياة والموت كفركة أصبع وتفقد الحياة ، ورأى في تلك المستشفيات من و أشد منه بؤسا وضررا من أطفال وشباب وشيوخ بل تركهم ذووهم ولم يسألوا عنهم وكتبوا على أسرتهم أخبرونا عند موتهم ، لنقم بدفنهم وبعضهم تماثل للشفاء فلم يجد أحدا من ذويه ليعيده للوطن . من بني جنسه ، فحمد الله وأثنى عليه وقال : أنا أحسن من غيري في لطف الله بي .
وبعد شهر كامل في دولة التشيك قرر طبيبه المعالج أن يحوله إلى ألمانيا , بخطاب رسمي إلى طبيب عظام هناك ، تتعامل معه المؤسسة التشيكية لعلاج المرضى الذين يأتون من الدول العربية .
فسافر عبدالله إلى ألمانيا ودخل إحدى المستشفيات هناك ، وفحصه طبيب مختص يمثل هذه الإصابات وقرر أنه لازال شاباً وأنه يمكنه أن يمارس حياته من جديد شريطة أن يعود كل سنة إلى التشيك و يأخذ فيها شهرا ونصف شهر في ألمانيا لاستكمال العلاج .
ونظراً إلى المبالغ التي سيدفعها كل سنة وهي ما يعادل 990 ألف يورو سنوياً , فشعر أنه لا يستطيع ذلك وأن حياته بدأت تتدهور أمام ناظريه
وهو متزوج وله أطفال ووالدان كبيران يحتاجان لمساعدته وهو من يعيل أسرته ,
فقرر أن يراسل أهل الحل والعقد من رجال الدولة فلم يوفق ولم يحصل على نتيجة سوى بالعلاج داخل البلاد .
وقد نصح من قبل التشيك و الألمان بأنه لا يعمل عملية جراحية في العمود الفقري لأنها غير مضمونه لشاب في سنه قد يصاب بالشلل أو الوفاة .
فارعوى وأخذ يفكر في حالته الصحية المتدهورة ويقول : كنت بالأمس أشعر بالسعادة بل بالقوة والجبروت وأفتخر بما أوتيت من قوة وصحة , واليوم أشعر بالضعف والعجز والهزال أحرك جسمي بمساعدة العكازين ، وتحول الجسم القوي والأقدام التي كانت تهز الأرض هزا إلى خمول مقيت ، يا الله كم هي الصحة جميلة
وكم هي العافية ممتعة تلاشت حياتي في ثوان , تخلي عني الأصدقاء وابتعد عني من كنت لا أبتعد عنهم , أهذه هي الدنيا اهؤلاء هم الناس ؟
ثم أخذت عبرة من هذا المصاب أنّ الفرق بين الصحة و الألم شعرة واحدة . أو ما يعادل فرقعة أصبع بأصبع , أوجرة قلم .
وقال : رأيت أن الإله أعطانا حواس لا تقدر بثمن و أجزاء في جسمنا لا تقدر إلا بالشكر ، ولكن الألم يسلبها الحركة والعمل على إجادة وظائفها.
تخيل لو كنت تنام على بطنك شهراً وتذهب للخلاء ولا تستطيع التبول ألا ترغب في الانتحار ؟
ترى غيرك يمشي وأنت لا تستطيع و يبتسم وأنت لا تستطيع يأكل وأنت لا تستطيع يتبول بالخلاء وأنت بالحفاظ , ينام ويتقلب على سريره وأنت جامد كما تجمد الأخشاب الجامدة الصحة , تاج على رؤوس الأصحاء لا يراها إلا المرضى هذه هي الصحة ,, تاج .
ولكن عبدالله لم ييأس وأحذ يباشر عمله رغم ما يواجهه من صعاب ولكن تخلى عن كثير من المهام الصعبة و أصبح عمله التوقيع فقط أو إبداء الرأي والمشورة
لا غير .. وقد وطن نفسه على عدم اليأس مهما تداعت نوازع الألم واشتد به ألم الظهر ،ودائما ما يكرر ، ربي مسني الضر وأنت أرحم الراحمين . ولم يفقد الأمل من أولي الأمر أن يساعدوه لينهض من جديد . وينظر الجواب .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : محمد على طاهر العبدلى
عبدالله , شاب هادئ الطباع منذ طفولته , ومتميز في دراسته , محبوب لدى والديه مبتسم الثغر ، دائماً , كثير الأسئلة كثير التدقيق في كل صغيره وكبيره ، وقد رزقه الله مع حسن خلقه جسماً قوياً ، ووجها جميلا مفتول العضلات عريض الصدر مع ذكاء مفرط .
التحق بالعسكرية ، لحبه لها وتدرج في الرتب العسكرية ، حتى وصل مرتبة النقيب ,
وكانت تسند إليه المهام الصعبة ، في الجانب العسكري ولا سيما ما كان له علاقة بالجوانب الأمنية , لقوة شخصيته ومقدرته على التصرف وحل المعضلات .
وكان لثقته بنفسه و بقوة عضلاته يحمل الأشياء الثقيلة عند سفر الجنود.
وحين إقامتهم وضعنهم يستدعونه لحمل مالا يقدرون على حمله , وفي يوم من الأيام دخل إحدى الصيدليات فسمع رجلاً يقول : اعطني أكبر حفّاظ للرجال , فاستغرب عبدالله وقال في نفسه أيوجد حفـّاظات للرجال نحن نسمع بها للأطفال والنساء عند الطمث .
أما الرجال فلم نسمع وأخذ يفكر من يستعملها ؟ وكيف هي ولكنه سرعان ماصرف النظر عن هذه الاسئلة .
وفي اليوم الثاني : وفي مقر عمله بنشرت سيارته الصغيرة ، وعندما أراد أن يركـّب الإطار، لم تساعده الرافعة على حمل السيارة فقال لأحد اصدقائه , أنا سأرفع السيارة بيدي.
وأنت تحاول تركيب الإطار الخلفي للسيارة ، فقال له زميله لاتستطيع فهي ثقيلة
فقال : عبدالله تعودت على ذلك فهي خفيفة وصغيرة , قاله له زميله : ولكنها ثقيلة دعها حتى نجد لها رافعة , قال عبدالله :
لا عليك حتى لا نتعطل عن عملنا فقام عبدالله برفع السيارة وتم تركيب الإطار .. أو العجلة الخلفية .
وعندما ركب السيارة قال لزميله أ شعرت ببعض الألم في ظهري , من رفع السيارة قال . لا عليك سريعاً ما يذهب تتمتع بصحة جيدة , ولا زلت شاباً وعندما وصل عبدالله إلى بيته شعر بازدياد الألم في ظهره ولم يعره بالاً , فتناول غذاءه ثم أوى إلى فراشه واضطجع ليأخذ قيلولة كما تعود بعد الغداء ..
فنام سريعاً ثم أوقظ لصلاة العصر محاولا تحريك جسمه ولكنه لم يستطيع أن يرفع رأسه ولم يستطيع أن يحرك ظهره فقال : لأهله احملوني إلى الطبيب ولما وصل للطبيب ..
وتم معاينته وفحصه أخبره الطبيب أنه مصاب بانزلاق غضروفي في وسط ظهره وأنه لا يمكنه السير ويجب أن ينام على بطنه لمدة شهر كامل حتى يتماثل للشفاء فطلب من الطبيب إيجاد حل آخر فقال لا أجد غير هذا الحل وليس لك غيره ويجب أن تتعود على ذلك ..
ورجع إلى منزله حزينا يفكر بين الأمس عندما كان متعافياً وبين اليوم الذي لا يستطيع فيه أن يحرك قدميه .
وأخذ يوطن نفسه بالصبر ويستعجل الرجاء بالشفاء , وشعر بقضاء حاجته فلم يستطع الوصول إلى بيت الخلاء , ولا يقوى على الجلوس لقضاء الحاجة , فما كان أمامهم إلا الذهاب إلى الصيدلية وشراء حفائظ وأكياس قسطرة البول وبدأ الطبيب يعوده في منزله , ويريه كيف يستعمل تلك الحفائظ وتلك الأكياس البلاستيكية الخاصة بالبول .
وأخذ الأصدقاء والأحباب يتواردون لزيارته في منزله , ويكلمونه وهو منكب الوجه على سريره , ويطيلون الحديث لأخذ خاطره ويدعون له ويحفزونه على الصبر . وهو في قراره لنفسه يتمنى رحيلهم لأن حالته النفسية لاتسمح له باستقبالهم وإطالة الحديث معهم .
وبعد شهر من مرضه وحسب قوانين الطبيب الصارمة شعر بتحسن طفيف وأنه يستطيع الجلوس , فسمع عنه زملاؤه في العسكرية ، بأنه تماثل للشفاء , وهو لم يتماثل تماماً فاستعجلوا حضوره لمباشرة عمله ، وجاءه خطاب من قائده إما أن تباشر العمل أو ترسل تقريرا مبررا لغيابك ، طول هذه الفترة , أو سيتخذ ضدك الفصل من العمل ..
فقرر التحامل على نفسه وأخذ يتوكأ على العكازين وهو مائل الجسم حتى وصل إلى مقر عمله وسجل اسمه في سجل الحضور والانصراف ثم جلس على مكتبه وجاءه بعض زملائه
يهنئونه بالسلامة والعافية ولم يعلموا أنه يلبس الحفاظ وأكياس القسطرة ، فمكث قليلاً ثم بدأت تنبعث منه روائح غير محببة , فاستأذن ونصرف ، وأخذ يعتمد على عكازيه .
فقابله أحد زملائه من الجنود وقال له : سلامات يا أبا فؤاد ما الذي أصابك؟
فأخبره بما أصابه وبما يعانيه فقال : وجدت لك الحل ,
فقال : ماهو ؟
قال : اذهب لتشكوسلوفاكيا فلديهم أطباء ماهرون ، في مثل هذا النوع من الغضاريف .
فاستحسن الفكرة وجمع ما يساعده على العلاج والتذاكر والسكن من الأموال باليورو في تلك البلاد ، وهو ما يعادل ألف ريال يومياً . وحدد له موعداً مع الأطباء في تلك البلاد وذهب إلى هناك فاستقبلوه وبدأوا معه بالعلاج عن طريق الإبر الحرارية , فكان يضرب في اليوم إبرتين صباحاً ومساء
إبره في الظهر مساء ً , وإبرة في الركبة صباحاً , فيشعر بحرارة موقدة في الجسم شديدة ،فتذكر أنّ في الآخرة عذاب أشد .
واستمر علة ذلك شهراً وشعر بالتحسن وبدأ ينزع الحفاظ والذهاب إلى بيت الخلاء معتمداً على نفسه , وبدأ ألم ظهره يخف تدريجياً , وتسلخات الجسم تماثلت للشفاء وشعر أن بين الحياة والموت كفركة أصبع وتفقد الحياة ، ورأى في تلك المستشفيات من و أشد منه بؤسا وضررا من أطفال وشباب وشيوخ بل تركهم ذووهم ولم يسألوا عنهم وكتبوا على أسرتهم أخبرونا عند موتهم ، لنقم بدفنهم وبعضهم تماثل للشفاء فلم يجد أحدا من ذويه ليعيده للوطن . من بني جنسه ، فحمد الله وأثنى عليه وقال : أنا أحسن من غيري في لطف الله بي .
وبعد شهر كامل في دولة التشيك قرر طبيبه المعالج أن يحوله إلى ألمانيا , بخطاب رسمي إلى طبيب عظام هناك ، تتعامل معه المؤسسة التشيكية لعلاج المرضى الذين يأتون من الدول العربية .
فسافر عبدالله إلى ألمانيا ودخل إحدى المستشفيات هناك ، وفحصه طبيب مختص يمثل هذه الإصابات وقرر أنه لازال شاباً وأنه يمكنه أن يمارس حياته من جديد شريطة أن يعود كل سنة إلى التشيك و يأخذ فيها شهرا ونصف شهر في ألمانيا لاستكمال العلاج .
ونظراً إلى المبالغ التي سيدفعها كل سنة وهي ما يعادل 990 ألف يورو سنوياً , فشعر أنه لا يستطيع ذلك وأن حياته بدأت تتدهور أمام ناظريه
وهو متزوج وله أطفال ووالدان كبيران يحتاجان لمساعدته وهو من يعيل أسرته ,
فقرر أن يراسل أهل الحل والعقد من رجال الدولة فلم يوفق ولم يحصل على نتيجة سوى بالعلاج داخل البلاد .
وقد نصح من قبل التشيك و الألمان بأنه لا يعمل عملية جراحية في العمود الفقري لأنها غير مضمونه لشاب في سنه قد يصاب بالشلل أو الوفاة .
فارعوى وأخذ يفكر في حالته الصحية المتدهورة ويقول : كنت بالأمس أشعر بالسعادة بل بالقوة والجبروت وأفتخر بما أوتيت من قوة وصحة , واليوم أشعر بالضعف والعجز والهزال أحرك جسمي بمساعدة العكازين ، وتحول الجسم القوي والأقدام التي كانت تهز الأرض هزا إلى خمول مقيت ، يا الله كم هي الصحة جميلة
وكم هي العافية ممتعة تلاشت حياتي في ثوان , تخلي عني الأصدقاء وابتعد عني من كنت لا أبتعد عنهم , أهذه هي الدنيا اهؤلاء هم الناس ؟
ثم أخذت عبرة من هذا المصاب أنّ الفرق بين الصحة و الألم شعرة واحدة . أو ما يعادل فرقعة أصبع بأصبع , أوجرة قلم .
وقال : رأيت أن الإله أعطانا حواس لا تقدر بثمن و أجزاء في جسمنا لا تقدر إلا بالشكر ، ولكن الألم يسلبها الحركة والعمل على إجادة وظائفها.
تخيل لو كنت تنام على بطنك شهراً وتذهب للخلاء ولا تستطيع التبول ألا ترغب في الانتحار ؟
ترى غيرك يمشي وأنت لا تستطيع و يبتسم وأنت لا تستطيع يأكل وأنت لا تستطيع يتبول بالخلاء وأنت بالحفاظ , ينام ويتقلب على سريره وأنت جامد كما تجمد الأخشاب الجامدة الصحة , تاج على رؤوس الأصحاء لا يراها إلا المرضى هذه هي الصحة ,, تاج .
ولكن عبدالله لم ييأس وأحذ يباشر عمله رغم ما يواجهه من صعاب ولكن تخلى عن كثير من المهام الصعبة و أصبح عمله التوقيع فقط أو إبداء الرأي والمشورة
لا غير .. وقد وطن نفسه على عدم اليأس مهما تداعت نوازع الألم واشتد به ألم الظهر ،ودائما ما يكرر ، ربي مسني الضر وأنت أرحم الراحمين . ولم يفقد الأمل من أولي الأمر أن يساعدوه لينهض من جديد . وينظر الجواب .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : محمد على طاهر العبدلى