فقدته
11-10-2010, 02:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلآم عليكم ورحمة من الله وبركاتة
وأنا أبحث فيما خطَه قلم الأديب ضيف الله بن فهد المشهور بـ (ضيف فهد) من مقطوعات أدبية وقصص أجاد فيها بشكل مبدع ومتقن .. وجدت بين روائع ما كتب هذه المقطوعة الأدبية التي تتحدث عن مسيرة أسطورة الكرة السعودية ماجد عبدالله .. وحقيقة لم أستغرب هذا فماجد ظلَ طوال فترة تواجده في الملاعب ملهماً للمبدعين وحاثاً لهم على تقديم الأجمل والأفضل لمن يتابعهم .
الجدير بالذكر أن الأديب ضيف فهد يعد من أبرز الأدباء المتخصصين في مجال حبك القصة الأدبية بأسلوب فريد وعميق وله العديد من الإسهامات والندوات والمؤلفات في مجال القصة
الأدبية بشكل خاص .
وإليكم نص ما كتبه :
ماجد : ما قبل .. و ما بعد ...!!
بعد ظهور هذا النحيل ، بهذه القدرة الخارقة و الموهبة التي تفوق الوصف .. أصبحت الطريقة المعتمدة لتأريخ الحدث الرياضي السعودي تتم بهذا الشكل المختصر :
ما (قبل) و ما (بعد) ظهور ماجد ..
لذا ، ومباشرة بعد ظهوره الأول ، أحدث ما يشبه إعادة ترتيب أوراق العقلية التنافسية في الكرة السعودية ..
أحدث : الغيرة ، والشعور بالخطر ، والهاجس (والذي بالمناسبة لازال مسيطرا ومتقدا ويصنع مواهبنا الكروية) الهاجس الذي سيطر على المنافسين بأن عليهم أن يمتلكوا مثله ..
و في جميع الأحوال حدث ما يشبه الاتفاق الضمني على أنه يجب إيجاد طريقة للتغلب عليه .. لإيقافه .. يجب التفكير في طريقة تكفل (افتكاك) شيئا من هذا الوهج المتزايد و المربك ، والذي بدا ماجد يستحوذ عليه كليا .
وهو ، و إن لم يكن بمقدور أحد مواجهته بشكل فردي كما اتضح للجميع . إلا أن تركه هكذا بدون (توحيد) الصفوف لفهم هذه الظاهرة الرياضية الجديدة في الملاعب السعودية ، فهمها والتعامل معها بشكل تنافسي ، لن يتمكن الجميع من مقاومة هذا الزحف - النصراوي بقيادة ماجد - على البطولات السعودية و الذي بدا وشيكا...
وهناك بدأت (الخطة) المُلزمة للنجاح .. والتي لم تكن ضمن أجندة عمل القائمين على الكرة السعودية ، قبل ظهور ماجد ، وقبل حاجتهم (للتفكير) في إيقافه .
بدأت تتشكل منذ صعوده الأول في سماء الرياض لتلقي الكرة المرفوعة و إعادة توجيهها نحو المرمى .. الكثير من المصطلحات التي لم تكن معهودة .. وعلى رأسها مصطلح : الدفاع المنظم ..
الدفاع المنظم : هذا المصطلح (غير المنطوق) الذي لم يكن التفكير ينصب على تطبيقه في أرضية الملعب فقط ، إذ اكتشف الجميع و من الوهلة الأولى أن مواجهة ماجد لم تكن بمقدرة فريقا واحدا ، ولا مدافعا واحدا يتفرغ لمراقبته ، ولا حارسا مهما كان فذا ..
لم يكن باستطاعة أحد مراقبته أو الانتصار عليه بشكل فردي .. و تحول أمر (الدفاع المنظم خارج الملعب) إلى ما يشبه اليقين بأنه سبيل النجاة الوحيد من ماجد ..
لم يكن موسما واحدا وينتهي الأمر معه ، لم تكن حكاية لياقه خارقة يمتلكها ، ولا قدرة تصويب ، لم يكن مدفعجيا ، ولا فائق القدرة البدنية ..
كان ما يمتلكه ماجد ، و يشعر الجميع تجاهه بكل هذا (العجز) .. والرغبة على مجاراته و الانتصار عليه .. الموهبة ..
الموهبة في كامل هيبتها و رفعتها .. الموهبة التي تحدث التغيير الأولي و النهائي لكل الأعراف السائدة قبلها ، تلك النوعية من الموهبة (التي تنتزع الاعجاب ولا تستجديه كما قاله أحدهم) والتي امتلكها على امتداد الازمنة البشرية رجال صنعوا الفارق .. قبل .. وبعد ..
ما صنعه ماجد بالكرة السعودية ، يشبه إلى حد بعيد ما صنعه كلاي لرياضة الملاكمة .. عندما استطاع (بموهبته وحدها) تحويل هذه الرياضة الدموية إلى فن و إمتاع .. و دهشة .. وهو ما حدث للكرة السعودية بظهور ماجد
الخلاصة أن هذا اللاعب ، أعاد هيكلة العقلية الرياضية السعودية ، و تم من خلاله بداية التفكير في تحويل العمل الرياضي إلى منشئة .. و إلى خطة عمل ، و تم التجاوز دون رجعة .. فكرة العشوائية و (تجميع الفريق قبل ليلة من المباراة)..
أصبح الأمر يحتاج إلى التفكير من بداية الموسم ، التفكير لمواسم قادمة ، مواسم طويلة من العمل ، والجهد ، و النقاش (لصنع) طريقة .. تمكن من النجاة من هذا المارد ..
بدا التفكير في موضوع المدربين الجيدين ، والحصص التدريبية المكثفة ، و في استقدام اللاعبين الأجانب ،
بعد ظهور هذا اللاعب ، بدا التفكير في الاهتمام بشكل أكثر فاعلية فيما يسمى بالخطط الرياضية الاستراتيجية .. والتي حققت (تاليا) كل هذا المجد للرياضة السعودية ..
إلا أنه مع هذا ، وفي ظل هذا الزلزال المدوي الذي أحدثه ماجد داخليا ، احدث الفارق خارجيا .. مع نزوله الأول مرتديا زي المنتخب الوطني لبلاده .. حدث ولادة نواة (كرامة الكرة السعودية) ..
أصبح من حق الرياضي السعودي، التفكير في منتخب بمقدوره أن يحقق شيئا ..
في البدايات ، بدايات ظهور هذا اللاعب ، كان مجرد وجوده على أرضية الملعب ، يعني انتصارا ما ، وقبل أن يكون هناك من سبيل لتحقيق البطولات ، و التي كانت تحتاج إلى مزيد من الوقت لتتحقق ، كان ماجد انتصارا حقيقيا يمشي على الأرض .. يمكن مشاهدته والتفاخر به و وضعه في عيون المنافسين ..
كان المشجع السعودي في استحقاقات المنتخب السعودي : يكفيه ماجد .
تكفيه هذه الهيبة التي تسير على الأرض ، يكفيه هذه الخشية التي يشعر بها المنافسون في حضور ماجد المدوخ ..
لم يعد الأمر بعد ظهور هذا الأسمر النحيل ، كما كان قبله ، و أصبح الجميع يتحدث بثقة على أن الآن أمر الاستخفاف بمنازلة المنتخب السعودي لم تعد واردة .. مع ظهور ماجد ، بدا يتشكل في الأفق ظاهرة (الكرامة) للكرة السعودية ، و أصبح لدى المشجع السعودي ما يذهب من أجله خلف منتخب بلاده ..
ليس من أجل الطمع في بطولة ، لكن لأن الحديث الذي بدا ينتشر يفيد أنه طالما ماجد يركض ، فمن الواجب على الجميع احترامنا ، قد لا نحقق بطولة ما ، لكن أمر تجاوزنا دون الشعور بأهمية الأمر ، اصبح في طي النسيان .
وهكذا صنع ماجد الحدث الأبرز في تاريخه : صنع حقبة ما قبل و ما بعد ظهوره .
مثلما يفعل دوما (عظماء) العالم .
السلآم عليكم ورحمة من الله وبركاتة
وأنا أبحث فيما خطَه قلم الأديب ضيف الله بن فهد المشهور بـ (ضيف فهد) من مقطوعات أدبية وقصص أجاد فيها بشكل مبدع ومتقن .. وجدت بين روائع ما كتب هذه المقطوعة الأدبية التي تتحدث عن مسيرة أسطورة الكرة السعودية ماجد عبدالله .. وحقيقة لم أستغرب هذا فماجد ظلَ طوال فترة تواجده في الملاعب ملهماً للمبدعين وحاثاً لهم على تقديم الأجمل والأفضل لمن يتابعهم .
الجدير بالذكر أن الأديب ضيف فهد يعد من أبرز الأدباء المتخصصين في مجال حبك القصة الأدبية بأسلوب فريد وعميق وله العديد من الإسهامات والندوات والمؤلفات في مجال القصة
الأدبية بشكل خاص .
وإليكم نص ما كتبه :
ماجد : ما قبل .. و ما بعد ...!!
بعد ظهور هذا النحيل ، بهذه القدرة الخارقة و الموهبة التي تفوق الوصف .. أصبحت الطريقة المعتمدة لتأريخ الحدث الرياضي السعودي تتم بهذا الشكل المختصر :
ما (قبل) و ما (بعد) ظهور ماجد ..
لذا ، ومباشرة بعد ظهوره الأول ، أحدث ما يشبه إعادة ترتيب أوراق العقلية التنافسية في الكرة السعودية ..
أحدث : الغيرة ، والشعور بالخطر ، والهاجس (والذي بالمناسبة لازال مسيطرا ومتقدا ويصنع مواهبنا الكروية) الهاجس الذي سيطر على المنافسين بأن عليهم أن يمتلكوا مثله ..
و في جميع الأحوال حدث ما يشبه الاتفاق الضمني على أنه يجب إيجاد طريقة للتغلب عليه .. لإيقافه .. يجب التفكير في طريقة تكفل (افتكاك) شيئا من هذا الوهج المتزايد و المربك ، والذي بدا ماجد يستحوذ عليه كليا .
وهو ، و إن لم يكن بمقدور أحد مواجهته بشكل فردي كما اتضح للجميع . إلا أن تركه هكذا بدون (توحيد) الصفوف لفهم هذه الظاهرة الرياضية الجديدة في الملاعب السعودية ، فهمها والتعامل معها بشكل تنافسي ، لن يتمكن الجميع من مقاومة هذا الزحف - النصراوي بقيادة ماجد - على البطولات السعودية و الذي بدا وشيكا...
وهناك بدأت (الخطة) المُلزمة للنجاح .. والتي لم تكن ضمن أجندة عمل القائمين على الكرة السعودية ، قبل ظهور ماجد ، وقبل حاجتهم (للتفكير) في إيقافه .
بدأت تتشكل منذ صعوده الأول في سماء الرياض لتلقي الكرة المرفوعة و إعادة توجيهها نحو المرمى .. الكثير من المصطلحات التي لم تكن معهودة .. وعلى رأسها مصطلح : الدفاع المنظم ..
الدفاع المنظم : هذا المصطلح (غير المنطوق) الذي لم يكن التفكير ينصب على تطبيقه في أرضية الملعب فقط ، إذ اكتشف الجميع و من الوهلة الأولى أن مواجهة ماجد لم تكن بمقدرة فريقا واحدا ، ولا مدافعا واحدا يتفرغ لمراقبته ، ولا حارسا مهما كان فذا ..
لم يكن باستطاعة أحد مراقبته أو الانتصار عليه بشكل فردي .. و تحول أمر (الدفاع المنظم خارج الملعب) إلى ما يشبه اليقين بأنه سبيل النجاة الوحيد من ماجد ..
لم يكن موسما واحدا وينتهي الأمر معه ، لم تكن حكاية لياقه خارقة يمتلكها ، ولا قدرة تصويب ، لم يكن مدفعجيا ، ولا فائق القدرة البدنية ..
كان ما يمتلكه ماجد ، و يشعر الجميع تجاهه بكل هذا (العجز) .. والرغبة على مجاراته و الانتصار عليه .. الموهبة ..
الموهبة في كامل هيبتها و رفعتها .. الموهبة التي تحدث التغيير الأولي و النهائي لكل الأعراف السائدة قبلها ، تلك النوعية من الموهبة (التي تنتزع الاعجاب ولا تستجديه كما قاله أحدهم) والتي امتلكها على امتداد الازمنة البشرية رجال صنعوا الفارق .. قبل .. وبعد ..
ما صنعه ماجد بالكرة السعودية ، يشبه إلى حد بعيد ما صنعه كلاي لرياضة الملاكمة .. عندما استطاع (بموهبته وحدها) تحويل هذه الرياضة الدموية إلى فن و إمتاع .. و دهشة .. وهو ما حدث للكرة السعودية بظهور ماجد
الخلاصة أن هذا اللاعب ، أعاد هيكلة العقلية الرياضية السعودية ، و تم من خلاله بداية التفكير في تحويل العمل الرياضي إلى منشئة .. و إلى خطة عمل ، و تم التجاوز دون رجعة .. فكرة العشوائية و (تجميع الفريق قبل ليلة من المباراة)..
أصبح الأمر يحتاج إلى التفكير من بداية الموسم ، التفكير لمواسم قادمة ، مواسم طويلة من العمل ، والجهد ، و النقاش (لصنع) طريقة .. تمكن من النجاة من هذا المارد ..
بدا التفكير في موضوع المدربين الجيدين ، والحصص التدريبية المكثفة ، و في استقدام اللاعبين الأجانب ،
بعد ظهور هذا اللاعب ، بدا التفكير في الاهتمام بشكل أكثر فاعلية فيما يسمى بالخطط الرياضية الاستراتيجية .. والتي حققت (تاليا) كل هذا المجد للرياضة السعودية ..
إلا أنه مع هذا ، وفي ظل هذا الزلزال المدوي الذي أحدثه ماجد داخليا ، احدث الفارق خارجيا .. مع نزوله الأول مرتديا زي المنتخب الوطني لبلاده .. حدث ولادة نواة (كرامة الكرة السعودية) ..
أصبح من حق الرياضي السعودي، التفكير في منتخب بمقدوره أن يحقق شيئا ..
في البدايات ، بدايات ظهور هذا اللاعب ، كان مجرد وجوده على أرضية الملعب ، يعني انتصارا ما ، وقبل أن يكون هناك من سبيل لتحقيق البطولات ، و التي كانت تحتاج إلى مزيد من الوقت لتتحقق ، كان ماجد انتصارا حقيقيا يمشي على الأرض .. يمكن مشاهدته والتفاخر به و وضعه في عيون المنافسين ..
كان المشجع السعودي في استحقاقات المنتخب السعودي : يكفيه ماجد .
تكفيه هذه الهيبة التي تسير على الأرض ، يكفيه هذه الخشية التي يشعر بها المنافسون في حضور ماجد المدوخ ..
لم يعد الأمر بعد ظهور هذا الأسمر النحيل ، كما كان قبله ، و أصبح الجميع يتحدث بثقة على أن الآن أمر الاستخفاف بمنازلة المنتخب السعودي لم تعد واردة .. مع ظهور ماجد ، بدا يتشكل في الأفق ظاهرة (الكرامة) للكرة السعودية ، و أصبح لدى المشجع السعودي ما يذهب من أجله خلف منتخب بلاده ..
ليس من أجل الطمع في بطولة ، لكن لأن الحديث الذي بدا ينتشر يفيد أنه طالما ماجد يركض ، فمن الواجب على الجميع احترامنا ، قد لا نحقق بطولة ما ، لكن أمر تجاوزنا دون الشعور بأهمية الأمر ، اصبح في طي النسيان .
وهكذا صنع ماجد الحدث الأبرز في تاريخه : صنع حقبة ما قبل و ما بعد ظهوره .
مثلما يفعل دوما (عظماء) العالم .