عبدالله العوفي
04-11-2010, 01:25 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهمية دراسة الادارة :
ان الادارة تمس وتؤثر فى حياة وممارسات كل انسان ، فالادارة تجعل كل فرد منا على علم تام بقدراته , وتدله على الطريق الافضل لتحقيق غاياته , كما انها تقلل من العقبات التى تعترض طريقه، ويتميز علم الادارة عن اى علم اخر فى ان كل فرد يعلم بعضا او جزءا من هذا العلم كنوع من المعلومات العامة ، ويبدو هذا واضحا من خلال المحاولات الغريزية للانسان للتاثير فى الاخرين والتاثر بهم , وذلك لان عملية التاثير المتبادل انما تعنى فى الاصل ممارسة فعلية للادارة .
وعلى الرغم من امكانية وجود القليل من المشروعات التجارية وغير التجارية التى استطاعت تحقيق بعض النجاح بدون ادارة فعالة , الا ان هذا الوضع لا يشكك من حقيقة ان المستوى الحضارى الذى حققه الانسان ممثلا فى كفاءة منظمات الاعمال والمنظمات الحكومية والاجتماعية والسياسية وغيرها, هذا المستوى الحضارى ما كان يتحقق الا بجهود الادارة .
ان اسهام الادارة فى تنمية الحضارة الانسانية انما ياتى من خلال التاثير الذى يتحدثه فى الجهد الانسانى من حيث زيادة كفاءته , مما يؤدى بدورة الى تحسن معدات العمل اماكن العمل المنتجات, الخدمات والعلاقات الانسانية, بالاضافى الى ذلك فان الادارة تنمى ملكات التخيل والابداع والتطوير, ومن ثم فهى الاساس الاول للتقدم الانسانى .
ان الادارة تعنى النظام العام , وهذا يعنى انه من خلال الادارة يمكن الربط بين احداث متفرقة ومتقدات متباينة ,ووضعها جميعا فى شكل علاقات ذات معنى تستخدم فى تحليل العديد من المشاكل , والوصول الى افضل البدائل الممكنة للتعامل مع تلك المشكلة .
لقد اصبح من الحقائق المسلم بها وجود معامل ارتباط قوى بين تطور الادارة وبين مستوى التقدم الذى يحققه بلد, هذه الحقيقة تبدو واضحه عند المقارنة بين بلد آخر اكثر تقدما , فهناك العديد من الدول النامية التى تملك كما هائلا من الموارد الاقتصادية والبشرية , ولكن نظرا لانخفاض مستوى الخبرة الادارية بقيت فى موقع التخلف بالمقارنة مع دولة اخرى تملك حجما اقل من الموارد ,ولكنها تتميز بارتفاع مستوى الخبرة الادراية ، ولعل السر فى ذلك يكمن فى ان المعرفة الادارية انما تعنى الاستغلال الافضل للموارد بما يحقق اشباعا اكبر للعديد من الحاجات البشرية .
وبدون الدخول فى مزيد من التفاصيل يمكن تلخيص أهمية دراسة علم الإدارة على النحو التالى :-
1- الإدارة هى الأداة الأساسية فى تسيير العمل داخل منظمات العمل.
2- يقع على الإدارة مسئولية تحقيق الأهداف.
3- الإدارة مسئولة عن بقاء ومنافسة منظمات الأعمال .
4- الإدارة مسئولة عن عدم الاستقرار فى منظمات الأعمال .
5- الإدارة مسئولة عن انخفاض معدل النمو والتطور .
6- الإدارة مسئولة عن تحقيق التكامل الخارجى بين البيئة والمنظمة .
7- الإدارة مسئولة عن تحقيق التكامل الداخلى للمنظمة .
8- الإدارة مسئولة عن مواكبة التطوير والتحديث .
بالاضافة الى كل ما سبق ,فانه لا يوجد بديل اخر للادارة ، بالتحديد العلمى والواقعى للاهداف , والاختيار السليم للموارد مع الكفاءة فى استخدامها من خلال التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة , كل ذلك يتطلب مستوى مرتفعا من التمييز الشخصى والموضوعى, مع مستوى محسوس من الشجاعة فى مواجهة الظروف المتميزة , وهذا لا يتوفر الا فى افراد الادارة ، حقيقى انه من وقت لاخر يتم اختراع العديد من الوسائل والاجهزة التى تساعد الادارة فى اداء مهامها – ولكن مهما تعددت هذه الوسائل , فانها تبقى فى نطاق العامل المساعد للادارة , ولا يمكن ان تكون بديلا لها ,بل ان تعدد هذه الوسائل انما يزيد من الحاجة الى الادارة .
خصائص الادارة
1- الإدارة نشاط انساني :
الادارة عبارة عن نشاط انسانى مهنى ليست نشاطاً ميكانيكياً أو اليا أو كميائياً فالإدارة تقوم على توجيه جهد بشرى جماعى فى حدود المنظمة الإدارية وبالتالى فانها تعتمد بصفة أساسية على العنصر الانسانى وما يقوم به من أنشطة خلال مراحل العملية الإدارية ونجاح الإدارة يتوقف على كفاءة هزا العنصر وما يبزله من جهد ومن ثم كان طبيعياً أن يهتم الباحثون فى علم الإدارة بدراسة وتحليل البيئة وما يحيط بالعاملين من ظروف اجتماعية واقتصادية يكون لها أثرها فى العلاقات التى تنشأ داخل التنظيم وخارجه، هذا وان كان الاهتمام بدراسة الجوانب السلوكية فى الإدارة قد نشأ مؤخراً بعد الثورة الصناعية والتكنولوجية وما نتج عنها من تغيير واضح فى الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
2- الإدارة نشاط هادف :
ليس هناك جدال أن لكل نشاط أهدافه التى يسعى الى تحقيقها وأنه لا يمكن تحقيقها بالصورة المطلوبة اذا ترك لكل فرد من الأفراد المشتركين فى النشاط حق التدخل أو تركت لكل فرد سلطة تنفيذ الاعمال لأن اشتراكهم جميعا فى القيام بمثل هذه المهام يؤدى الى اختلاف آرائهم وتعدد قراراتهم وخلق نوع من الفوضى بما ينتج عنه فى النهاية عدم تحقيق الاهداف ومن أجل ذلك يتحتم توزيع السلطات والاختصاصات بناء على الأهلية القانونية والمؤهلات العلمية والمقدرة الفنية والصلاحية العلمية واللياقة الخلقية والصحية.
3- الإدارة نشاط حتمي :
تتمثل الادارة فى توجيه أى تجمع بشرى من أجل تحقيق هدف محدد ومرسوم سلفاً ، فان الوصول الى هذا الهدف يتطلب حتماً اسناد مهمة تنظيم وتخطيط وتنسيق ورقابة مجهودات هذا الجمع البشرى الى شخص ما .
ومن أجل ذلك كان من المحتم اسناد عملية تنفيذ الهدف الخاص بالمنظمة الى شخص او هيئة يقوم بمهام الادارة ، ويتوافر له صلاحيات وقدرات معينة على تحقيق الهدف المرسوم بقدر من الكفاية وباقل التكاليف الممكنة.
ومن هنا كانت الادارة عملية ضرورية بالنسبة لجميع المنظمات أيا كانت اغراضها او طبيعة النشاط الذى تقوم بة ، كما أنها ضرورية، فى جميع المستويات الاشرافية بالمنظمة فهي لاتنحصر فى المستوى الاشرافى الاعلى فتقتصر على وظيفة المدير العام ، وانما تمتد لتسود جميع المستويات الاشرافية سوا ء فى المستوى الاشرافى الثانى او الثالث حتى تصل الى وظيفة ملاحظ العمال وغيرة من المستويات المختلفة الادارية او التشغيلة .
فلاوجود لاى تجمع بشرى بلا ادارة ، مادام لة أهدافة المخططة سلفاً والساعى نحو تحقيقها، وتلك هى حتمية الادارة الملازمه لبنى البشر منذ فجر التاريخ وحتى الان .
الإدارة علم أم فن
كثرة الجدل واحتدام النقاش حول ما هية الادارة و طبيعتها، هل الادارة علم science؟ هل الادارة فن ِِِِِِArt ؟ هل الادارة قابلية واستعداد، هل الادارة انطلاق شخص يتحلى بمجموعة من الصفات، ويصعب وصفها، أو يصعب اعطاء وصف علمى دقيق يعبر عنها، ويفصح عن حقيقتها .
وهل الصفات تولد مع الانسان وتتفاعل مع بعضها وتكون نوعا من القدرة الخاصة التى تساعد الظروف البيئية المحيطة المناسبة على نموها وبروزها، وليس المقصود من منافسة صفة العالم ، الفن فيما يتعلق بالادارة وهو مجرد الجدل أو النقاش فى ذاته وانما المقصود الا تترك الادارة – اذا سلمنا بأنها مجرد فن يقوم على المهارة الشخصية – تصل فى متاهات لاتحكمها قاعدة، أو مبدأ أما القول بالصفة العلمية للدراسة الادارية فينبغى اخضاع الادارة للقواعد العلمية والاستفادة من المبادى التى تحكم الظواهر الادارية من أجل تقدم الادارة وزيادة كفاءتها بدلاً من تركها تخضع لهوى الظروف المتغيرة دون ضابط أو معيار.
ويزاد بالعلم لغة ادراك الشئ على حقيقة ، ويزاد به اصطلاحا دلالة على المعرفة أو مجموعه المبادئ أو القواعد التى تتكشف بالتجربة وتكون ثابتة فلا تختلف قيمتها من مجال الى اخر كما هو الحال فى علوم التربية الرياضية والطبيعة والكميائية، فالعلم يبحث فى المسائل التى ترتبط بعضها بالبعض بعلاقة سببية وضرورية عن طريق البحث والتجربة ولذلك فإن العلم يستهدف وصف وتحليل الطبيعة والتنبؤ بها.
ويراد بالفن المهارة والقدرة القائمة على الاداء وممارسة عمل معين وهو يقوم على الخلق والابتكار، وعلى هذا النحو فان عوامل متغيرة غير ثابتة تتمثل فى درجة الذكاء وعمق التصور وصواب الحلم وقدرة الاستعداد الفطرى لدى الافراد ، والفن على عكس العلم – ويوحى دائما بما يجب أن يكون لا بما هو كائن ولذلك فهو يعتمد على المهارة الانسانية وعلى الملكات الخاصة والمواهب الذاتية والاستعدادات الشخصية .
على أن الفن يتقضى ضرورة سبق المعرفة والالمام بالاصول والمبادئ العلمية فالشاعر والرسام والموسيقى يجب أن يعرف كل منهم القواعد والاسس المتعارف عليها فى مجال الشعر والرسم والموسيقى فناناً إلا إذا لازم تلك المعرفة استعداد ومهاراة ذاتية حتى يستطيع كل منهم أن يعتبر عن مايجيش فى خاطرة بطريقة خلاقة ومبدعة، بعد بيان المقصود بكل من العلم والفن نتعرض للخلاف الفقهى حول طبيعة الادارة العامة .
الاتجاه القائل بأن الادارة العامة علم
ويستند أنصار هذا الاتجاة الى الحجج التالية :-
1-ذهب أنصار هذا الاتجاه الى القول بأن الادارة العامه علم ، وذلك على اساس أنها تقوم على مجموعة من المبادئ والقواعد التى استمدت وجودها عن طريق الملاحظة والتجربة .
2-أن الادارة العلمية منذ نشأتها تستعين بالأسلوب العلمى فى البحث والدراسة عن كل ما هو جديد فى جميع المستويات عامة ومستوى الإدارة خاصة
3-أن العملية الادارية وما تتضمنة من مراحل كالتخطيط والتنظيم والرقابة تقوم على ثابتة وتعتمد على البحث العلمى.
4-أن الادارة العامة علم تطبيقى لاتجريدى .
5-إن وصف الادارة العامة بالفن قول غير سديد لما يتضمنه ذلك من الخلط بين الدراسة والتطبيق.
6-إن علم الادارة العامة يحرص على الاستفادة من نتائج أبحاث العلوم الانسانية الاخرى.
7- تأثير مهارات الاداريين الشخصيه عل حسن سير الادارة لا يقلل من أهميتها .
8- العلم هو مجموعة المبادئ والنظريات القابلة للتطبيق فى كل زمان ومكان .
الاتجاه القائل بأن الادارة العامة فن
استند أنصار هذا الاتجاه الى الحج التالية :-
1-ذهب أنصار هذا الاتجاه الى القول بأن الادارة العامة فن لانها تعتمد اساسا على المهارات الذاتية والقدرات والمواهب الشخصية.
2-أن الادارة العامة تقوم على قواعد غامضة وغير مؤكدة وهو ما يتنافى مع مفهوم العلم.
3-أن الادارة لم تقم فى بدايتها على اسس علمية أو مبادئ نظرية وانما قامت فى التاريخ القديم.
4- أن الإدارة نشاط حتمى تتحقق بصورة تلقائية وتفرض نفسها داخل كل المنظمات.
5-أن الادارة فيما مضى لم تكن تعتمد على اية قواعد موضوعية .
6-ان الادارة المدنية القديمة نجحت فى مباشرة نشاطها قبل ظهور علم الادارة العامة فى ثوبه الحديث كالادارة الاسلامية والادارة المصرية القديمة .
الاتجاة القائل بأن
الادارة العامة علم وفن فى ذات الوقت
استند أنصار هذا الاتجاه الى الحج التالية :-
1- من يتوالى وظيفة ادارية أيا كان القدر من العلم الإدارى الذى حصل عليه، لا يكون هذا دليلاً قاطعاً على حسن قدرته فى تصريف الامور الادارية ، وأنما ينبغى أن يضيف الى هذه العلوم معارف اخرى من المواقف التى تقابلة .
2- الإدارة ليست علما تجريديا خالصا كسائر العلوم الطبيعية التى تعتمد على الظواهر والمشاهدة ، وهى ليست أيضاً فناً بحتاً تعتمد فقط على المواهب والتصورات الذاتية الشخصية ، وانما هى مزيج من العلم والفن فى أن واحد .
فالادارة علم ، من حيث أنها تعتمد علي اساليب البحث العلمى فى بعض مجالاتها المهنية مثل التخطيط والتنظيم ، والعلاقات الانسانية وعملية اتخاذ القرارات وتخطيط وإدارة الموارد المالية.
والإدارة فن حيث أنها تعتمد على الموهبة والقدرة الشخصية على كيفية وضع الاسس العلمية موضع التنفيذ بكفاية .
3- الادارة هى فن استخدام العلم ، فالعلم يرسى لرجل الادارة ما ينبغى أن يلتزم به من قواعد ومبادئ تم اكتشافها عن طريق المشاهدة والتجربة، والفن يتيح له تطبيق القواعد بأكبر قدر من الفاعلية.
4- الجمع بين العلم والفن فى مجال العمل الادارى هو أحد الاسباب المهمة التى تزايد من قدرات الشخص الادارية، فرجل الادارة الناجح يمكنه أن يزيد من قدراته فى العمل الميدانى اذا ماسعى الى التطوير افكاره وتنمية معلوماته عن طريق التعرف علىنتائج التجارب العلمية .
5- توصف الإدارة بأنها علم وفن فى نفس الوقت الفن حيث أنهما ليسا متناقضتين ولا بديلين بل انهما متممان يكمل كل منهما الاخر.
وظائف الادارة
الادارة هى العضو الديناميكى الذى يدفع ويوجه النشاط الانسانى نحو أكفأ استخدام للموارد المتاحة لتحقيق أهداف التنظيم، وتتضمن هذه المهمة الملقاة على عاتق الادارة عديداً من الأعباء والأعمال تبلغ فى نوعها وبيانها درجة كبيرة من التعقيد، هذه المهمة اذ تتركب من مهام عديدة فرعية سمتها التنوع: فى طبيعتها فى أهدافها، فى الأعباء التى تتضمنها فى المهارات المطلوبة فى أدائها، فى تخصصات العاملين على انجازها، فى طبيعة المشكلات التى توجهها، فى الادوات والأساليب المستخدمة فى حل المشكلات، فى ميول الأفراد المتصلين بها، ويزداد هذا التنوع بازدياد حجم العمل والعاملين فيه.
ومن هنا ظهرت الحاجة الملحة الى تحديد وظائف الادارة :فهى تلك المسئوليات المتعلقة بتكوين التنظيم الملائم وتحديد أولويات العمل وتوجيه كافة الجهود لتحقيق الاهداف المشتركة.
وقد اختلف العلماء فى تحيدي وظائف الادارة نظراً لزيادة تعقد المشروعات والمشاكل المحيطة بها واختلاف وتخصصات العلماء فمثلا يرى فايول Fayol أن الوظائف الرئيسية للإدارة هى :-
1- التخطيط
2- التنظيم
3- القيادة
4- التنسيق
5- الرقابة
أما لوثر جوليك Gulick فقد ذكر وظائف الإدارة بأنها :-
1- التخطيط
2- التنظيم
3- إدارة الأفراد
4- التوجيه والقيادة
5- التنسيق
6- وضع التقارير
7- وضع الميزانيات
أما ستونر Stoner فيرى أن وظائف الإدارة هى :-
1- التخطيط
2- التنظيم
3- القيادة
4- الرقابة
5- استخدام الموارد
وجاء رأى كل من حليم المنيرى وعصام بدوى عن وظائف الإدارة فى :-
1- التخطيط
2- التنظيم
3- الرقابة أو المتابعة
بينما اتفق كل من كمال درويش وجمال محمد على فى أن وظائف الإدارة هى:-
1- التخطيط
2- التنظيم
3- التوجيه
4- الرقابة
ومن خلال تحليل العرض السابق لأراء العلماء نجد أن وظائف الإدارة تتمثل فى النقاط التالية :-
1- التخطيط
2- التنظيم
3- التوجيه
4- الرقابة
ومن الملاحظ فى التعريفات السابقة عدم إختلافها الجذرى على بعضها البعض فتشترك جميعها تقريباً فى وظائف التخطيط والتنظيم و الرقابة ( رغم اختلاف بعض المسميات ) أما التوجيه فيأتى عند البعض تحت القيادة وعند البعض الاخر تحت وظيفة التنسيق وبالتالى يمكن الاتفاق على أن وظائف الإدارة هى :
التخطيط – التنظيم – التوجيه – الرقابة
وبذلك يتفق المؤلف مع رأى كل من كمال درويش ، جمال محمد على حول وظائف الإدارة الأربعة.
اهمية دراسة الادارة :
ان الادارة تمس وتؤثر فى حياة وممارسات كل انسان ، فالادارة تجعل كل فرد منا على علم تام بقدراته , وتدله على الطريق الافضل لتحقيق غاياته , كما انها تقلل من العقبات التى تعترض طريقه، ويتميز علم الادارة عن اى علم اخر فى ان كل فرد يعلم بعضا او جزءا من هذا العلم كنوع من المعلومات العامة ، ويبدو هذا واضحا من خلال المحاولات الغريزية للانسان للتاثير فى الاخرين والتاثر بهم , وذلك لان عملية التاثير المتبادل انما تعنى فى الاصل ممارسة فعلية للادارة .
وعلى الرغم من امكانية وجود القليل من المشروعات التجارية وغير التجارية التى استطاعت تحقيق بعض النجاح بدون ادارة فعالة , الا ان هذا الوضع لا يشكك من حقيقة ان المستوى الحضارى الذى حققه الانسان ممثلا فى كفاءة منظمات الاعمال والمنظمات الحكومية والاجتماعية والسياسية وغيرها, هذا المستوى الحضارى ما كان يتحقق الا بجهود الادارة .
ان اسهام الادارة فى تنمية الحضارة الانسانية انما ياتى من خلال التاثير الذى يتحدثه فى الجهد الانسانى من حيث زيادة كفاءته , مما يؤدى بدورة الى تحسن معدات العمل اماكن العمل المنتجات, الخدمات والعلاقات الانسانية, بالاضافى الى ذلك فان الادارة تنمى ملكات التخيل والابداع والتطوير, ومن ثم فهى الاساس الاول للتقدم الانسانى .
ان الادارة تعنى النظام العام , وهذا يعنى انه من خلال الادارة يمكن الربط بين احداث متفرقة ومتقدات متباينة ,ووضعها جميعا فى شكل علاقات ذات معنى تستخدم فى تحليل العديد من المشاكل , والوصول الى افضل البدائل الممكنة للتعامل مع تلك المشكلة .
لقد اصبح من الحقائق المسلم بها وجود معامل ارتباط قوى بين تطور الادارة وبين مستوى التقدم الذى يحققه بلد, هذه الحقيقة تبدو واضحه عند المقارنة بين بلد آخر اكثر تقدما , فهناك العديد من الدول النامية التى تملك كما هائلا من الموارد الاقتصادية والبشرية , ولكن نظرا لانخفاض مستوى الخبرة الادارية بقيت فى موقع التخلف بالمقارنة مع دولة اخرى تملك حجما اقل من الموارد ,ولكنها تتميز بارتفاع مستوى الخبرة الادراية ، ولعل السر فى ذلك يكمن فى ان المعرفة الادارية انما تعنى الاستغلال الافضل للموارد بما يحقق اشباعا اكبر للعديد من الحاجات البشرية .
وبدون الدخول فى مزيد من التفاصيل يمكن تلخيص أهمية دراسة علم الإدارة على النحو التالى :-
1- الإدارة هى الأداة الأساسية فى تسيير العمل داخل منظمات العمل.
2- يقع على الإدارة مسئولية تحقيق الأهداف.
3- الإدارة مسئولة عن بقاء ومنافسة منظمات الأعمال .
4- الإدارة مسئولة عن عدم الاستقرار فى منظمات الأعمال .
5- الإدارة مسئولة عن انخفاض معدل النمو والتطور .
6- الإدارة مسئولة عن تحقيق التكامل الخارجى بين البيئة والمنظمة .
7- الإدارة مسئولة عن تحقيق التكامل الداخلى للمنظمة .
8- الإدارة مسئولة عن مواكبة التطوير والتحديث .
بالاضافة الى كل ما سبق ,فانه لا يوجد بديل اخر للادارة ، بالتحديد العلمى والواقعى للاهداف , والاختيار السليم للموارد مع الكفاءة فى استخدامها من خلال التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة , كل ذلك يتطلب مستوى مرتفعا من التمييز الشخصى والموضوعى, مع مستوى محسوس من الشجاعة فى مواجهة الظروف المتميزة , وهذا لا يتوفر الا فى افراد الادارة ، حقيقى انه من وقت لاخر يتم اختراع العديد من الوسائل والاجهزة التى تساعد الادارة فى اداء مهامها – ولكن مهما تعددت هذه الوسائل , فانها تبقى فى نطاق العامل المساعد للادارة , ولا يمكن ان تكون بديلا لها ,بل ان تعدد هذه الوسائل انما يزيد من الحاجة الى الادارة .
خصائص الادارة
1- الإدارة نشاط انساني :
الادارة عبارة عن نشاط انسانى مهنى ليست نشاطاً ميكانيكياً أو اليا أو كميائياً فالإدارة تقوم على توجيه جهد بشرى جماعى فى حدود المنظمة الإدارية وبالتالى فانها تعتمد بصفة أساسية على العنصر الانسانى وما يقوم به من أنشطة خلال مراحل العملية الإدارية ونجاح الإدارة يتوقف على كفاءة هزا العنصر وما يبزله من جهد ومن ثم كان طبيعياً أن يهتم الباحثون فى علم الإدارة بدراسة وتحليل البيئة وما يحيط بالعاملين من ظروف اجتماعية واقتصادية يكون لها أثرها فى العلاقات التى تنشأ داخل التنظيم وخارجه، هذا وان كان الاهتمام بدراسة الجوانب السلوكية فى الإدارة قد نشأ مؤخراً بعد الثورة الصناعية والتكنولوجية وما نتج عنها من تغيير واضح فى الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
2- الإدارة نشاط هادف :
ليس هناك جدال أن لكل نشاط أهدافه التى يسعى الى تحقيقها وأنه لا يمكن تحقيقها بالصورة المطلوبة اذا ترك لكل فرد من الأفراد المشتركين فى النشاط حق التدخل أو تركت لكل فرد سلطة تنفيذ الاعمال لأن اشتراكهم جميعا فى القيام بمثل هذه المهام يؤدى الى اختلاف آرائهم وتعدد قراراتهم وخلق نوع من الفوضى بما ينتج عنه فى النهاية عدم تحقيق الاهداف ومن أجل ذلك يتحتم توزيع السلطات والاختصاصات بناء على الأهلية القانونية والمؤهلات العلمية والمقدرة الفنية والصلاحية العلمية واللياقة الخلقية والصحية.
3- الإدارة نشاط حتمي :
تتمثل الادارة فى توجيه أى تجمع بشرى من أجل تحقيق هدف محدد ومرسوم سلفاً ، فان الوصول الى هذا الهدف يتطلب حتماً اسناد مهمة تنظيم وتخطيط وتنسيق ورقابة مجهودات هذا الجمع البشرى الى شخص ما .
ومن أجل ذلك كان من المحتم اسناد عملية تنفيذ الهدف الخاص بالمنظمة الى شخص او هيئة يقوم بمهام الادارة ، ويتوافر له صلاحيات وقدرات معينة على تحقيق الهدف المرسوم بقدر من الكفاية وباقل التكاليف الممكنة.
ومن هنا كانت الادارة عملية ضرورية بالنسبة لجميع المنظمات أيا كانت اغراضها او طبيعة النشاط الذى تقوم بة ، كما أنها ضرورية، فى جميع المستويات الاشرافية بالمنظمة فهي لاتنحصر فى المستوى الاشرافى الاعلى فتقتصر على وظيفة المدير العام ، وانما تمتد لتسود جميع المستويات الاشرافية سوا ء فى المستوى الاشرافى الثانى او الثالث حتى تصل الى وظيفة ملاحظ العمال وغيرة من المستويات المختلفة الادارية او التشغيلة .
فلاوجود لاى تجمع بشرى بلا ادارة ، مادام لة أهدافة المخططة سلفاً والساعى نحو تحقيقها، وتلك هى حتمية الادارة الملازمه لبنى البشر منذ فجر التاريخ وحتى الان .
الإدارة علم أم فن
كثرة الجدل واحتدام النقاش حول ما هية الادارة و طبيعتها، هل الادارة علم science؟ هل الادارة فن ِِِِِِArt ؟ هل الادارة قابلية واستعداد، هل الادارة انطلاق شخص يتحلى بمجموعة من الصفات، ويصعب وصفها، أو يصعب اعطاء وصف علمى دقيق يعبر عنها، ويفصح عن حقيقتها .
وهل الصفات تولد مع الانسان وتتفاعل مع بعضها وتكون نوعا من القدرة الخاصة التى تساعد الظروف البيئية المحيطة المناسبة على نموها وبروزها، وليس المقصود من منافسة صفة العالم ، الفن فيما يتعلق بالادارة وهو مجرد الجدل أو النقاش فى ذاته وانما المقصود الا تترك الادارة – اذا سلمنا بأنها مجرد فن يقوم على المهارة الشخصية – تصل فى متاهات لاتحكمها قاعدة، أو مبدأ أما القول بالصفة العلمية للدراسة الادارية فينبغى اخضاع الادارة للقواعد العلمية والاستفادة من المبادى التى تحكم الظواهر الادارية من أجل تقدم الادارة وزيادة كفاءتها بدلاً من تركها تخضع لهوى الظروف المتغيرة دون ضابط أو معيار.
ويزاد بالعلم لغة ادراك الشئ على حقيقة ، ويزاد به اصطلاحا دلالة على المعرفة أو مجموعه المبادئ أو القواعد التى تتكشف بالتجربة وتكون ثابتة فلا تختلف قيمتها من مجال الى اخر كما هو الحال فى علوم التربية الرياضية والطبيعة والكميائية، فالعلم يبحث فى المسائل التى ترتبط بعضها بالبعض بعلاقة سببية وضرورية عن طريق البحث والتجربة ولذلك فإن العلم يستهدف وصف وتحليل الطبيعة والتنبؤ بها.
ويراد بالفن المهارة والقدرة القائمة على الاداء وممارسة عمل معين وهو يقوم على الخلق والابتكار، وعلى هذا النحو فان عوامل متغيرة غير ثابتة تتمثل فى درجة الذكاء وعمق التصور وصواب الحلم وقدرة الاستعداد الفطرى لدى الافراد ، والفن على عكس العلم – ويوحى دائما بما يجب أن يكون لا بما هو كائن ولذلك فهو يعتمد على المهارة الانسانية وعلى الملكات الخاصة والمواهب الذاتية والاستعدادات الشخصية .
على أن الفن يتقضى ضرورة سبق المعرفة والالمام بالاصول والمبادئ العلمية فالشاعر والرسام والموسيقى يجب أن يعرف كل منهم القواعد والاسس المتعارف عليها فى مجال الشعر والرسم والموسيقى فناناً إلا إذا لازم تلك المعرفة استعداد ومهاراة ذاتية حتى يستطيع كل منهم أن يعتبر عن مايجيش فى خاطرة بطريقة خلاقة ومبدعة، بعد بيان المقصود بكل من العلم والفن نتعرض للخلاف الفقهى حول طبيعة الادارة العامة .
الاتجاه القائل بأن الادارة العامة علم
ويستند أنصار هذا الاتجاة الى الحجج التالية :-
1-ذهب أنصار هذا الاتجاه الى القول بأن الادارة العامه علم ، وذلك على اساس أنها تقوم على مجموعة من المبادئ والقواعد التى استمدت وجودها عن طريق الملاحظة والتجربة .
2-أن الادارة العلمية منذ نشأتها تستعين بالأسلوب العلمى فى البحث والدراسة عن كل ما هو جديد فى جميع المستويات عامة ومستوى الإدارة خاصة
3-أن العملية الادارية وما تتضمنة من مراحل كالتخطيط والتنظيم والرقابة تقوم على ثابتة وتعتمد على البحث العلمى.
4-أن الادارة العامة علم تطبيقى لاتجريدى .
5-إن وصف الادارة العامة بالفن قول غير سديد لما يتضمنه ذلك من الخلط بين الدراسة والتطبيق.
6-إن علم الادارة العامة يحرص على الاستفادة من نتائج أبحاث العلوم الانسانية الاخرى.
7- تأثير مهارات الاداريين الشخصيه عل حسن سير الادارة لا يقلل من أهميتها .
8- العلم هو مجموعة المبادئ والنظريات القابلة للتطبيق فى كل زمان ومكان .
الاتجاه القائل بأن الادارة العامة فن
استند أنصار هذا الاتجاه الى الحج التالية :-
1-ذهب أنصار هذا الاتجاه الى القول بأن الادارة العامة فن لانها تعتمد اساسا على المهارات الذاتية والقدرات والمواهب الشخصية.
2-أن الادارة العامة تقوم على قواعد غامضة وغير مؤكدة وهو ما يتنافى مع مفهوم العلم.
3-أن الادارة لم تقم فى بدايتها على اسس علمية أو مبادئ نظرية وانما قامت فى التاريخ القديم.
4- أن الإدارة نشاط حتمى تتحقق بصورة تلقائية وتفرض نفسها داخل كل المنظمات.
5-أن الادارة فيما مضى لم تكن تعتمد على اية قواعد موضوعية .
6-ان الادارة المدنية القديمة نجحت فى مباشرة نشاطها قبل ظهور علم الادارة العامة فى ثوبه الحديث كالادارة الاسلامية والادارة المصرية القديمة .
الاتجاة القائل بأن
الادارة العامة علم وفن فى ذات الوقت
استند أنصار هذا الاتجاه الى الحج التالية :-
1- من يتوالى وظيفة ادارية أيا كان القدر من العلم الإدارى الذى حصل عليه، لا يكون هذا دليلاً قاطعاً على حسن قدرته فى تصريف الامور الادارية ، وأنما ينبغى أن يضيف الى هذه العلوم معارف اخرى من المواقف التى تقابلة .
2- الإدارة ليست علما تجريديا خالصا كسائر العلوم الطبيعية التى تعتمد على الظواهر والمشاهدة ، وهى ليست أيضاً فناً بحتاً تعتمد فقط على المواهب والتصورات الذاتية الشخصية ، وانما هى مزيج من العلم والفن فى أن واحد .
فالادارة علم ، من حيث أنها تعتمد علي اساليب البحث العلمى فى بعض مجالاتها المهنية مثل التخطيط والتنظيم ، والعلاقات الانسانية وعملية اتخاذ القرارات وتخطيط وإدارة الموارد المالية.
والإدارة فن حيث أنها تعتمد على الموهبة والقدرة الشخصية على كيفية وضع الاسس العلمية موضع التنفيذ بكفاية .
3- الادارة هى فن استخدام العلم ، فالعلم يرسى لرجل الادارة ما ينبغى أن يلتزم به من قواعد ومبادئ تم اكتشافها عن طريق المشاهدة والتجربة، والفن يتيح له تطبيق القواعد بأكبر قدر من الفاعلية.
4- الجمع بين العلم والفن فى مجال العمل الادارى هو أحد الاسباب المهمة التى تزايد من قدرات الشخص الادارية، فرجل الادارة الناجح يمكنه أن يزيد من قدراته فى العمل الميدانى اذا ماسعى الى التطوير افكاره وتنمية معلوماته عن طريق التعرف علىنتائج التجارب العلمية .
5- توصف الإدارة بأنها علم وفن فى نفس الوقت الفن حيث أنهما ليسا متناقضتين ولا بديلين بل انهما متممان يكمل كل منهما الاخر.
وظائف الادارة
الادارة هى العضو الديناميكى الذى يدفع ويوجه النشاط الانسانى نحو أكفأ استخدام للموارد المتاحة لتحقيق أهداف التنظيم، وتتضمن هذه المهمة الملقاة على عاتق الادارة عديداً من الأعباء والأعمال تبلغ فى نوعها وبيانها درجة كبيرة من التعقيد، هذه المهمة اذ تتركب من مهام عديدة فرعية سمتها التنوع: فى طبيعتها فى أهدافها، فى الأعباء التى تتضمنها فى المهارات المطلوبة فى أدائها، فى تخصصات العاملين على انجازها، فى طبيعة المشكلات التى توجهها، فى الادوات والأساليب المستخدمة فى حل المشكلات، فى ميول الأفراد المتصلين بها، ويزداد هذا التنوع بازدياد حجم العمل والعاملين فيه.
ومن هنا ظهرت الحاجة الملحة الى تحديد وظائف الادارة :فهى تلك المسئوليات المتعلقة بتكوين التنظيم الملائم وتحديد أولويات العمل وتوجيه كافة الجهود لتحقيق الاهداف المشتركة.
وقد اختلف العلماء فى تحيدي وظائف الادارة نظراً لزيادة تعقد المشروعات والمشاكل المحيطة بها واختلاف وتخصصات العلماء فمثلا يرى فايول Fayol أن الوظائف الرئيسية للإدارة هى :-
1- التخطيط
2- التنظيم
3- القيادة
4- التنسيق
5- الرقابة
أما لوثر جوليك Gulick فقد ذكر وظائف الإدارة بأنها :-
1- التخطيط
2- التنظيم
3- إدارة الأفراد
4- التوجيه والقيادة
5- التنسيق
6- وضع التقارير
7- وضع الميزانيات
أما ستونر Stoner فيرى أن وظائف الإدارة هى :-
1- التخطيط
2- التنظيم
3- القيادة
4- الرقابة
5- استخدام الموارد
وجاء رأى كل من حليم المنيرى وعصام بدوى عن وظائف الإدارة فى :-
1- التخطيط
2- التنظيم
3- الرقابة أو المتابعة
بينما اتفق كل من كمال درويش وجمال محمد على فى أن وظائف الإدارة هى:-
1- التخطيط
2- التنظيم
3- التوجيه
4- الرقابة
ومن خلال تحليل العرض السابق لأراء العلماء نجد أن وظائف الإدارة تتمثل فى النقاط التالية :-
1- التخطيط
2- التنظيم
3- التوجيه
4- الرقابة
ومن الملاحظ فى التعريفات السابقة عدم إختلافها الجذرى على بعضها البعض فتشترك جميعها تقريباً فى وظائف التخطيط والتنظيم و الرقابة ( رغم اختلاف بعض المسميات ) أما التوجيه فيأتى عند البعض تحت القيادة وعند البعض الاخر تحت وظيفة التنسيق وبالتالى يمكن الاتفاق على أن وظائف الإدارة هى :
التخطيط – التنظيم – التوجيه – الرقابة
وبذلك يتفق المؤلف مع رأى كل من كمال درويش ، جمال محمد على حول وظائف الإدارة الأربعة.