منتديات الرائدية

منتديات الرائدية (http://www.alraidiah.com/vb/index.php)
-   المنتدى الإسلامي (http://www.alraidiah.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   ملف الاحاديث الصحيحة للالباني (http://www.alraidiah.com/vb/showthread.php?t=170151)

نور الحرف 13-08-2013 02:10 AM

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 237

" كان إذا صلى الفجر أمهل , حتى إذا كانت الشمس من ههنا - يعني من قبل المشرق - مقدارها من صلاة العصر من ههنا - من قبل المغرب - قام فصلى ركعتين ثم يمهل , حتى إذا كانت الشمس من ههنا يعني من قبل المشرق , مقدارها من صلاة الظهر من ههنا - يعني من قبل المغرب - قام فصلى أربعاً , وأربعاً قبل الظهر إذا زالت الشمس , وركعتين بعدها , وأربعاً قبل العصر , يفصل بين كل ركعتين بالتسليم على الملائكة المقربين , والنبيين , ومن تبعهم من المسلمين , " يجعل التسليم في آخره " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 421 :
أخرجه أحمد ( رقم 650 / 1375 ) وابنه ( 1202 ) والترمذي ( 2 / 294 , 493 - 494 ) والنسائي ( 1 / 139 - 140 ) وابن ماجه ( 1 / 354 ) والطيالسي ( 1 / 113 - 114 ) وعنه البيهقي ( 2 / 273 ) والترمذي أيضاً في " الشمائل " ( 2 / 103 - 104 ) من طرق عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة قال : " سألنا # علياً # عن تطوع النبي صلى الله عليه وسلم بالنهار , فقال : إنكم لا تطيقونه , قلنا : أخبرنا به نأخذ منه ما أطقنا , قال : " فذكره .
وقال الترمذي : " حديث حسن , وقال إسحاق بن إبراهيم : أحسن شيء روي في تطوع النبي صلى الله عليه وسلم , في النهار هذا . وروي عن عبد الله بن المبارك أنه كان يضعف هذا الحديث .
وإنما ضعفه عندنا - والله أعلم - لأنه لا يروى مثل هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه عن عاصم بن ضمرة عن علي , وهو ثقة عند بعض أهل العلم " .
قلت : وهو صدوق كما قال الحافظ في " التقريب " . وقد وثقه ابن المديني وغيره وقال النسائي : " ليس به بأس " , فهو حسن الحديث .
والزيادة التي في آخره للنسائي .
وروى منه أبو داود ( 1 / 200 ) وعنه الضياء في " المختارة " ( 1 / 187 ) من طريق شعبة عن أبي إسحاق به الصلاة قبل العصر فقط لكنه قال : " ركعتين " وهو بهذا اللفظ شاذ عندي لأنه في المسند وغيره من هذا الوجه باللفظ المتقدم " أربعاً " . وكذلك في الطرق الأخرى عن أبي إسحاق كما تقدم .
ومثل هذا في الشذوذ أن بعض الرواة عن أبي إسحاق قال : " قبل الجمعة " بدل " قبل الظهر " كما أخرجه الخلعي في " فوائده " بإسناد جيد كما قال العراقي والبوصيري في زوائده ( 72 / 1 ) , ولم يتنبها لشذوذه , كما نبهت عليه في " سلسلة الأحاديث الضعيفة " . والله أعلم .
فقه الحديث :
دل قوله " يجعل التسليم في آخره " . على أن السنة في السنن الرباعية النهارية أن تصلى بتسليمة واحدة , ولا يسلم فيها بين الركعتين , وقد فهم بعضهم من قوله " يفصل بين كل ركعتين بالتسليم على الملائكة المقربين - ومن تبعهم من المؤمنين " أنه يعني تسليم التحلل من الصلاة . ورده الشيخ على القاري في " شرح الشمائل " بقوله : " ولا يخفى أن سلام التحليل إنما يكون مخصوصاً بمن حضر المصلى من الملائكة والمؤمنين . ولفظ الحديث أعم منه حيث ذكر الملائكة والمقربين والنبيين ومن تبعهم من المؤمنين والمسلمين إلى يوم الدين " .
ولهذا جزم المناوي في شرحه على " الشمائل " أن المراد به التشهد قال : " لاشتماله على التسليم على الكل في قولنا : " السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين " .
قلت : ويؤيده حديث ابن مسعود المتفق عليه قال : " كنا إذا صلينا مع النبي صلى الله عليه وسلم قلنا السلام على الله قبل عباده , السلام على جبريل , السلام على ميكائيل , السلام على فلان , فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم أقبل علينا بوجهه فقال : إن الله هو السلام , فإذا جلس أحدكم في الصلاة فليقل : التحيات لله ... السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين , فإنه إذا قال ذلك أصاب كل عبد صالح في السماء والأرض .... "
قلت : وهذه الزيادة التي في آخر الحديث , تقطع بذلك , فلا مجال للاختلاف بعدها فهي صريحة في الدلالة على ما ذكرنا من أن الرباعية النهارية من السنن لا يسلم في التشهد الأول منها . وعلى هذا فالحديث مخالف لظاهر قوله صلى الله عليه وسلم : " صلاة الليل والنهار مثنى مثنى " .
وهو حديث صحيح كما بينته في " الحوض المورود في زوائد منتقى ابن الجارود " رقم ( 123 ) يسر الله لنا إتمامه , ولعل التوفيق بينهما بأن يحمل حديث الباب على الجواز . وحديث ابن عمر على الأفضلية كما هو الشأن في الرباعية الليلية أيضاً .
والله أعلم .

نور الحرف 13-08-2013 02:11 AM

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 238

" قضى أن على أهل الحوائط حفظها في النهار , وأن ما أفسدت المواشي بالليل ضامن على أهلها " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 423 :
أخرجه مالك في " الموطأ " ( 3 / 220 ) عن ابن شهاب عن # حرام بن سعد ابن محيصة # أن ناقة للبراء بن عازب دخلت حائط رجل فأفسدت فيه , فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكره .
قلت : وهذا سند مرسل صحيح , وقد أخرجه الطحاوي ( 2 / 116 ) والبيهقي ( 8 / 341 ) وأحمد ( 5 / 435 ) من طريق مالك به .
وتابعه الليث بن سعد عن ابن شهاب به مرسلاً .
أخرجه ابن ماجه ( 2 / 54 - 55 ) .
وتابعهما سفيان بن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب وحرام بن سعد بن محيصة أن ناقة للبراء ...
أخرجه أحمد ( 5 / 436 ) والبيهقي ( 8 / 342 ) .
وتابعهم الأوزاعي , لكن اختلفوا عليه في سنده , فقال أبو المغيرة : حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن حرام بن محيصة الأنصاري به مرسلاً .
أخرجه البيهقي ( 8 / 341 ) .
وقال الفريابي عن الأوزاعي به إلا أنه قال : " عن البراء بن عازب " فوصله .
أخرجه أبو داود ( 2 / 267 ) وعنه البيهقي والحاكم ( 2 / 48 ) .
وكذا قال محمد بن مصعب حدثنا الأوزاعي به موصولاً .
أخرجه أحمد ( 4 / 295 ) والبيهقي .
وكذا قال أيوب بن سويد حدثنا الأوزاعي به .
أخرجه الطحاوي ( 2 / 116 ) والبيهقي , فقد اتفق هؤلاء الثلاثة الفريابي ومحمد ابن مصعب وأيوب بن سويد على وصله عن الأوزاعي , فهو أولى من رواية أبي المغيرة عنه مرسلاً لأنهم جماعة , وهو فرد .
وتابعهم معمر , واختلفوا عليه أيضاً , فقال عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري
عن حرام بن محيصة عن أبيه أن ناقة للبراء ... الحديث , فزاد في السند " عن أبيه " .
أخرجه أبو داود وابن حبان ( 1168 ) وأحمد ( 5 / 436 ) والبيهقي وقال : " وخالفه وهيب وأبو مسعود الزجاج عن معمر , فلم يقولا : " عن أبيه " .
قال ابن التركماني : " وذكر ابن عبد البر بسنده عن أبي داود قال : لم يتابع أحد عبد الرزاق على قوله : " عن أبيه . وقال أبو عمر : أنكروا عليه قوله فيه : " عن أبيه " , وقال ابن حزم هو مرسل " .
قلت : لكن قد وصله الأوزاعي بذكر البراء فيه , في أرجح الروايتين عنه وقد تابعه عبد الله بن عيسى عن الزهري عن حرام بن محيصة عن البراء به .
أخرجه ابن ماجه والبيهقي ( 8 / 341 - 342 ) .
وعبد الله بن عيسى هو ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو ثقة محتج به في الصحيحين فهي متابعة قوية للأوزاعي على وصله , فصح بذلك الحديث , ولا يضره إرسال من أرسله , لأن زيادة الثقة مقبولة , فكيف إذا كانا ثقتين ? وقد قال الحاكم عقب رواية الأوزاعي : " صحيح الإسناد , على خلاف فيه بين معمر والأوزاعي " . ووافقه الذهبي .
كذا قالا , وخلاف معمر مما لا يلتفت إليه لمخالفته لروايات جميع الثقات في قوله " عن أبيه " على أنه لم يتفقوا عليه في ذلك كما سبق , فلو أنهما أشارا إلى خلاف مالك والليث وابن عيينة في وصله لكان أقرب إلى الصواب , ولو أن هذا لا يعل به الحديث لثبوته موصولا من طريق الثقتين كما تقدم .

نور الحرف 13-08-2013 02:11 AM

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 239

" إذا رميتم الجمرة فقد حل لكم كل شيء إلا النساء " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 425 :
أخرجه أحمد ( 1 / 234 ) : حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن سلمة عن الحسن العرني عن # ابن عباس # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , ثم قال ( 1 / 344 ) : حدثنا وكيع و عبد الرحمن قالا : حدثنا سفيان به . إلا أنه لم يقل : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . وزاد في آخره في الموضعين : " فقال رجل : والطيب ( يا أبا العباس ) , فقال ابن عباس : أما أنا فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضمخ رأسه بالمسك , أفطيب ذاك أم لا ? " .
ثم أخرجه ( 1 / 369 ) : حدثنا يزيد أنبأنا سفيان به موقوفاً أيضاً قال : " سئل ابن عباس عن الرجل إذا رمى الجمرة أيتطيب ? فقال : أما أنا .... " الحديث .
وأخرجه النسائي ( 2 / 52 ) وابن ماجه ( 2 / 245 ) من طريق يحيى بن سعيد وابن ماجه أيضاً عن وكيع وهو وأبو يعلى في " مسنده " ( ق 143 / 1 ) عن عبد الرحمن , والبيهقي ( 5 / 133 ) عن ابن وهب و( 5 / 204 ) عن أبي داود الحفري كلهم عن سفيان به مثل رواية عبد الرحمن عند أحمد الموقوفة مع الزيادة وقد رواه الطحاوي ( 1 / 419 ) من طريق أبي عاصم عن سفيان به .
قلت : وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين , لكنه منقطع بين الحسن العرني وهو ابن عبد الله وبين ابن عباس فإنه لم يسمع منه كما قال أحمد , بل قال أبو حاتم : لم يدركه . ثم إن أكثر الرواة عن سفيان أوقفوه على ابن عباس , ولم يرفعه إلا وكيع في الرواية الأولى , وأما في روايته المقرونة مع عبد الرحمن فهي موقوفة أيضاً , وكذلك هي عند ابن ماجه . فالصواب أن الحديث مع انقطاعه موقوف .
لكن له شاهد من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : " طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي بذريرة لحجة الوداع للحل والإحرام , حين أحرم , وحين رمى جمرة العقبة يوم النحر , قبل أن يطوف بالبيت " .
أخرجه أحمد ( 6 / 244 ) عن عمر بن عبد الله بن عروة أنه سمع عروة والقاسم يخبران عن عائشة به .
قلت : وهذا سند صحيح على شرط الشيخين , وأصله عندهما .
وقد تابعه الزهري عن عروة وحده به نحوه .
أخرجه النسائي ( 2 / 10 - 11 ) عن سفيان عنه , وسنده صحيح أيضاً , ورجاله رجال الشيخين غير سعيد بن عبد الرحمن أبي عبيد المخزومي شيخ النسائي وهو ثقة , خاصة في سفيان بن عيينة وهذا من روايته عنه .
وقد خالفه عن الزهري الحجاج بن أرطاة , فقال : عن الزهري عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة مرفوعاً بلفظ : " إذا رمى أحدكم جمرة العقبة فقد حل له كل شيء إلا النساء " .
والحجاج مدلس وقد عنعنه في جميع الروايات عنه , واختلفوا عليه في متنه , كما بينته في " الأحاديث الضعيفة " في رقم ( 1013 ) .
وقد روي الحديث من طريق عمرة عن عائشة مرفوعاً , مثل حديث ابن عباس هذا , لكن بزيادة " وذبحتم وحلقتم " . وهي زيادة منكرة لا تثبت , ولذلك أوردته في " الأحاديث الضعيفة " , وبينت هناك علته , فليراجع وذكرت بعده شاهداً آخر من حديث أم سلمة فيه زيادة أخرى منكرة أيضاً .
ثم وجدت لحديث عائشة الشاهد طريقاً أخرى عند البيهقي ( 5 / 135 ) عن عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال : سمعت عمر رضي الله عنه يقول : " إذا رميتم الجمرة بسبع حصيات , وذبحتم وحلقتم , فقد حل كل شيء إلا النساء والطيب . قال سالم : وقالت عائشة رضي الله عنها : حل له كل شيء إلا النساء .
قال : وقالت عائشة رضي الله عنها : أنا طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني لحله " .
قلت : وهذا سند صحيح على شرطهما , ثم روى البيهقي من طريق عمرو بن دينار عن سالم قال : قالت عائشة رضي الله عنها : " أنا طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم لحله وإحرامه , قال سالم : وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق أن تتبع " .
قلت : وسنده صحيح أيضاً , وأخرجه الطحاوي أيضاً ( 1 / 421 ) وكذا سعيد بن منصور كما في " المحلى " ( 7 / 139 ) .
وفي الحديث دلالة ظاهرة على أن الحاج يحل له بالرمي لجمرة العقبة كل محظور من محظورات الإحرام إلا الوطئ للنساء , فإنه لا يحل به بالإجماع , وما دل عليه الحديث عزاه الشوكاني ( 5 / 60 ) للحنفية والشافعية والعترة , والمعروف عن الحنفية أن ذلك لا يحل إلا بعد الرمي والحلق , واحتج لهم الطحاوي بحديث عمرة عن عائشة المتقدم وقد عرفت ضعفه , فلا حجة فيه لاسيما مع مخالفته لحديثها الصحيح الذي احتجت به على قول عمر الموافق لمذهبهم . نعم ذكر ابن عابدين في " حاشيته " على " البحر الرائق " ( 2 / 373 ) عن أبي يوسف ما يوافق ما حكاه الشوكاني عن الحنفية , فالظاهر أن في مذهبهم خلافاً , وقول أبي يوسف هو الصواب لموافقته للحديث , ومن الغرائب قول الصنعاني في شرح حديث عائشة الضعيف : " والظاهر أنه مجمع على حل الطيب وغيره إلا الوطء بعد الرمي , وإن لم يحلق " فإن هذا وإن كان هو الصواب , فقد خالف فيه عمر وغيره من السلف وحكى الخلاف فيه غير واحد من أهل العلم منهم ابن رشد في " البداية " ( 1 / 295 ) فأين الإجماع ? ! لكن الصحيح ما أفاده الحديث , وهو مذهب ابن حزم في " المحلى " , ( 7 / 139 ) وقال : " وهو قول عائشة وابن الزبير وطاووس وعلقمة وخارجة بن زيد بن ثابت " .

نور الحرف 13-08-2013 02:12 AM

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 240

" أيما رجل ظلم شبراً من الأرض كلفه الله عز وجل أن يحفره حتى يبلغ آخر سبع أرضين , ثم يطوقه إلى يوم القيامة حتى يقضى بين الناس " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 429 :
أخرجه ابن حبان في " صحيحه " ( 1167 ) وأحمد ( 4 / 173 ) وكذا ابنه عن زائدة عن الربيع بن عبد الله عن أيمن بن نابل - قال ابن حبان : ابن ثابت عن # يعلى بن مرة # قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : وهذا سند جيد , رجاله ثقات معروفون غير أيمن , فإن كان هو ابن نابل كما في " المسند " فإنه مشهور وثقه جماعة وروى له البخاري متابعة . وإن كان هو ابن ثابت كما في ابن حبان فقال أبو داود : لا بأس به , وذكره ابن حبان في " الثقات " . ويرجح هذا عندي شيئان :
الأول : أن ابن أبي حاتم قد قال في ترجمته ( 1 / 1 / 319 ) : " روى عن ابن عباس ويعلى بن مرة , وعنه أبو يعفور عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس والربيع بن عبد الله " .
ثم ترجم لأيمن بن نابل وذكر أنه روى عن قدامة بن عبد الله الكلابي وطاووس وغيره من التابعين . فلم يذكر هو ولا غيره أنه روى عن يعلى بن مرة , ولا ذكر في الرواة عنه الربيع بن عبد الله .
الثاني : أن رواية أبي يعفور عنه في " المسند " ( 4 / 172 / 173 ) , لكنه وقع فيه " أبو يعقوب " وهو تصحيف , وكذلك تصحف في نسختين من " الجرح والتعديل " كما نبه عليه محققه العلامة عبد الرحمن المعلمي في ترجمة ابن ثابت هذا .
وقد يعكر على هذا الترجيح , أن الطبراني أخرجه في " المعجم الصغير " ( ص 219 ) من طريق أخرى عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن أيمن ابن نابل عن يعلى بن مرة به نحوه , فهذا يرجح أنه ابن نابل . لكني أظن أنه محرف أيضاً عن " ابن ثابت " , فإن الشعبي إنما ذكروه في الرواة عن هذا لا عن ابن نابل . والله أعلم .
والحديث قال الهيثمي في " المجمع " ( 4 / 175 ) : " رواه أحمد والطبراني في الكبير والصغير بنحوه بأسانيد , ورجال بعضها رجال الصحيح " .

نور الحرف 13-08-2013 02:13 AM

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 241

" إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم , وينذرهم شر ما يعلمه لهم , وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها , وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها , وتجيء فتنة , فيرقق بعضها بعضاً , وتجيء الفتنة فيقول المؤمن : هذه مهلكتي , ثم تنكشف , وتجيء الفتنة فيقول المؤمن : هذه هذه , فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة , فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الأخر , وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه , ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده , وثمرة قلبه , فليطعه إن استطاع , فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 430 :
أخرجه مسلم ( 6 / 18 ) والسياق له والنسائي ( 2 / 185 ) وابن ماجه ( 2 / 466 - 467 ) وأحمد ( 2 / 191 ) من طرق عن الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة قال : دخلت المسجد , فإذا # عبد الله بن عمرو بن العاص # جالس في ظل الكعبة , والناس مجتمعون عليه , فأتيتهم فجلست إليه , فقال : " كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر , فنزلنا منزلاً , فمنا من يصلح خباءه , ومنا من ينتضل , ومنا من هو في جشره , إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم : الصلاة جامعة , فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " فذكره . وزاد في آخره : " فدنوت منه , فقلت له : أنشدك الله آنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ? فأهوى إلى أذنيه وقلبه بيديه , وقال : سمعته أذناي , ووعاه قلبي , فقلت له : هذا ابن عمك معاوية يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل , ونقتل أنفسنا , والله يقول : ( يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم , ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ) قال : فسكت ساعة ثم قال : أطعه في طاعة الله , واعصه في معصية الله " .
وليس عند غير مسلم قوله : " فقلت له هذا ابن عمك ...‎" الخ .
ثم أخرجه أحمد من طريق الشعبي عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة به , وكذا رواه مسلم في رواية ولم يسوقا لفظ الحديث , وإنما أحالا فيه على حديث الأعمش .
غريب الحديث
1 - ( فيرقق بعضها بعضاً ) . أي يجعل بعضها بعضاً رقيقاً , أي : خفيفاً لعظم ما بعده , فالثاني يجعل الأول رقيقاً .
2 - ( صفقة يده ) أي : معاهدته له والتزام طاعته , وهي المرة من التصفيق باليدين , وذلك عند البيعة بالخلافة .
3 - ( ثمرة قلبه ) أي خالص عهده أو محبته بقلبه .
4 - ( فاضربوا عنق الآخر ) . قال النووي : " معناه : ادفعوا الثاني فإنه خارج على الإمام , فإن لم يندفع إلا بحرب , وقاتل , فقاتلوه . فإن دعت المقاتلة إلى قتله , جاز قتله , ولا ضمان فيه لأنه ظالم متعد في قتاله " .
وفي الحديث فوائد كثيرة , من أهمها أن النبي يجب عليه أن يدعو أمته إلى الخير ويدلهم عليه , وينذرهم شر ما يعلمه لهم , ففيه رد صريح على ما ذكر في بعض كتب الكلام أن النبي من أوحي إليه , ولم يؤمر بالتبليغ !

نور الحرف 13-08-2013 02:13 AM

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 242

" من أخذ أرضاً بغير حقها كلف أن يحمل ترابها إلى المحشر " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 432 :
أخرجه أحمد ( 4 / 173 ) : حدثنا عفان حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا أبو يعقوب عبد الله جدي حدثنا أبو ثابت قال : سمعت # يعلى بن مرة الثقفي # يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . ثم قال أحمد ( 4 / 172 ) : حدثنا إسماعيل بن محمد وهو أبو إبراهيم المعقب حدثنا مروان الفزاري حدثنا أبو يعقوب عن أبي ثابت به .
قلت : وهذا سند رجاله ثقات معروفون غير أبي يعقوب هذا , وقد سماه عبد الواحد بن زياد " عبد الله " , وذكر أنه جده كما ترى , ولم أعرفه , وقد أغفلوه فلم يذكروه , لا في الكنى ولا في الأسماء , ويحتمل عندي أن يكون هو عبد الله بن عبد الله بن الأصم , فقد ذكروا في الرواة عنه عبد الواحد بن زياد ومروان الفزاري وهما اللذان رويا هذا الحديث عنه كما ترى , لكن يشكل عليه أنهم لم يذكروا أنه يكنى بأبي يعقوب , وإنما ذكروا له كنيتين أخريين : " أبو سليمان " و" أبو العنبس " .
ويحتمل أن تكون هذه الكنية : " أبو يعقوب " محرفة عن أبي يعفور , واسمه عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس الكوفي , فقد روى هذا عن أبي ثابت أيمن بن ثابت وعنه مروان الفزاري كما في " التهذيب " , فإن كان هو هذا فهو ثقة من رجال الشيخين فالسند صحيح , لكن يرد عليه , أن عبد الواحد بن زياد قد سماه عبد الله جده , إلا أن يقال : إن هذه الزيادة في رواية عبد الواحد مقحمة من بعض النساخ للمسند .
وجملة القول أن هذا الإسناد من المشكلات عندي , فلعلنا نقف فيما بعد على ما يكشف الصواب فيه . والله المستعان .
و لعله من أجل ما ذكرنا سكت عن هذا الإسناد المنذري في " الترغيب " ( 3 / 54 )
و تبعه الهيثمي ( 4 / 175 ) و عزياه للطبراني أيضا .
و قد ثبت الحديث من طريق أخرى عن أبي ثابت به بلفظ آخر فراجع " أيما رجل ظلم
شبرا من الأرض ... " .

نور الحرف 13-08-2013 02:15 AM

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 243

" صدق الله , وكذب بطن أخيك " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 433 :
أخرجه مسلم ( 7 / 26 ) عن # أبي سعيد الخدري # قال : " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن أخي استطلق بطنه , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسقه عسلاً . فسقاه , ثم جاءه فقال : إني سقيته عسلاً فلم يزده إلا استطلاقاً فقال له ثلاث مرات , ثم جاءه الرابعة فقال : اسقه عسلاً , فقال : لقد سقيته فلم يزده إلا استطلاقاً , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فذكره ) فسقاه فبرأ " .
وأخرجه البخاري ( 10 / 115 / 137 - 138 ) بشيء من الاختصار واستدركه الحاكم ( 4 / 402 ) على الشيخين وأقره الذهبي ! !
قال ابن القيم في " الزاد " ( 3 / 97 - 98 ) بعد أن ذكر كثيراً من فوائد العسل : " فهذا الذي وصف له النبي صلى الله عليه وسلم العسل كان استطلاق بطنه عن تخمة أصابته عن امتلاء فأمر بشرب العسل , لدفع الفضول المجتمعة في نواحي المعدة والأمعاء , فإن العسل فيه جلاء ودفع للفضول , وكان قد أصاب المعدة أخلاط لزجة تمنع استقرار الغذاء فيه للزوجتها , فإن المعدة لها خمل كخمل المنشفة , فإذا علقت بها الأخلاط اللزجة أفسدتها وأفسدت الغذاء , فدواؤها بما يجلوها من تلك الاخلاط , والعسل من أحسن ما عولج به هذا الداء , لاسيما إن مزج بالماء الحار . وفي تكرار سقيه العسل معنى طبي بديع , وهو أن الدواء يجب أن يكون له مقدار وكمية بحسب حال الداء , إن قصر عنه لم يزله بالكلية , وإن جاوزه أوهن القوى فأحدث ضرراً آخر , فلما أمره أن يسقيه العسل , سقاه مقداراً لا يفي بمقاومة الداء , ولا يبلغ الغرض , فلما أخبره علم أن الذي سقاه لا يبلغ مقدار الحاجة , فلما تكرر ترداده إلى النبي صلى الله عليه وسلم أكد عليه المعاودة ليصل إلى المقدار المقاوم للداء , فلما تكررت الشربات بحسب مادة الداء برىء بإذن الله .
واعتبار مقادير الأدوية وكيفياتها , ومقدار قوة المرض والمريض من أكبر قواعد الطب . وقوله صلى الله عليه وسلم : " صدق الله وكذب بطن أخيك " إشارة إلى تحقيق نفع هذا الدواء , وأن بقاء الداء ليس لقصور الدواء في نفسه , ولكن لكذب البطن وكثرة المادة الفاسدة فيه , فأمره بتكرار الدواء لكثرة المادة .
وليس طبه صلى الله عليه وسلم كطب الأطباء , فإن طب النبي صلى الله عليه وسلم متيقن قطعي إلهي , صادر عن الوحي ومشكاة النبوة وكمال العقل , وطب غيره أكثره حدس وظنون وتجارب . ولا ينكر عدم انتفاع كثير من المرضى بطب النبوة , فإنه إنما ينتفع به من تلقاه بالقبول واعتقاد الشفاء به , وكمال التلقي له بالإيمان والإذعان . فهذا القرآن الذي هو شفاء لما في الصدور , إن لم يتلق هذا التلقي لم يحصل به شفاء الصدور من أدوائه , بل لا يزيد المنافقين إلا رجساً إلى رجسهم ومرضاً إلى مرضهم , وأين يقع طب الأبدان منه , فطب النبوة لا يناسب إلا الأبدان الطيبة كما أن شفاء القرآن لا يناسب إلا الأرواح الطيبة والقلوب الحية فإعراض الناس عن طب النبوة كإعراضهم عن الاستشفاء بالقرآن الذي هو الشفاء النافع وليس ذلك لقصور في الدواء , ولكن لخبث الطبيعة , وفساد المحل , وعدم قبوله , وبالله التوفيق " .

نور الحرف 13-08-2013 02:16 AM

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 244

" من اكتوى أو استرقى , فقد برئ من التوكل " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 435 :
رواه الترمذي ( 3 / 164 ) وابن حبان في " صحيحه " ( رقم 1408 ) وابن ماجه ( 2 / 1154 / 3489 ) والحاكم ( 4 / 415 ) وأحمد ( 4 / 249 , 253 ) من طريق # عقار بن المغيرة بن شعبة عن أبيه # مرفوعاً .
وقال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .
وقال الحاكم : " صحيح الإسناد " , ووافقه الذهبي , وهو كما قالوا .
قلت : وفيه كراهة الاكتواء , والاسترقاء . أما الأول فلما فيه من التعذيب بالنار , وأما الآخر , فلما فيه من الاحتياج إلى الغير فيما الفائدة فيه مظنونة غير راجحة , ولذلك كان من صفات الذين يدخلون الجنة بغير حساب أنهم لا يسترقون , ولا يكتوون , ولا يتطيرون , وعلى ربهم يتوكلون . كما في حديث ابن عباس عند الشيخين . وزاد مسلم في روايته فقال : " لا يرقون ولا يسترقون " وهي زيادة شاذة كما بينته فيما علقته على كتابي " مختصر صحيح مسلم " ( رقم 254 )

نور الحرف 13-08-2013 02:17 AM

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 245

" إن كان في شيء من أدويتكم خير ففي شرطة محجم , أو شربة من عسل أو لذعة بنار , وما أحب أن أكتوي " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 436 :
أخرجه البخاري ( 10 / 114 - 115 و125 , 126 ) ومسلم ( 7 / 21 - 22 ) وأحمد ( 3 / 343 ) عن # جابر بن عبد الله # مرفوعاً .
وهو من رواية عاصم بن عمر ابن قتادة عنه .
وفي رواية لمسلم عن عاصم أن جابر بن عبد الله عاد المقنع ثم قال : لا أبرح حتى تحتجم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن فيه شفاء .
وهو رواية لأحمد ( 3 / 335 ) وكذا البخاري ( 10 / 124 ) واستدركه الحاكم ( 4 / 409 ) على الشيخين وأقره الذهبي ! !
وللحديث شاهد من حديث ابن عمر مرفوعاً باللفظ الأول .
أخرجه الحاكم ( 4 / 209 ) وقال : " صحيح على شرط الشيخين " ورده الذهبي بقوله : " أسيد بن زيد الحمال متروك " .

نور الحرف 13-08-2013 02:17 AM

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 246

" أحصوا لي كل من تلفظ بالإسلام " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 436 :
أخرجه مسلم ( 1 / 91 ) وأبو عوانة ( 1 / 102 ) وابن ماجه ( 2 / 492 ) وأحمد ( 5 / 384 ) والمحاملي في " الأمالي " ( 1 / 71 / 2 ) من طرق كثيرة عن أبي معاوية عن الأعمش عن شقيق عن # حذيفة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . وزاد : " قال : قلنا : يا رسول الله أتخاف علينا ? ونحن ما بين الستمائة إلى السبعمائة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنكم لا تدرون لعلكم أن تبتلوا , قال : فابتلينا حتى جعل الرجل منا ما يصلي إلا سرا " .
واللفظ لابن ماجه . وتابعه سفيان , فقال أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 8 / 91 / 2 ) حدثني إسحاق ( يعني الحربي ) أنبأنا أبو حذيفة أنبأنا سفيان عن الأعمش به . إلا أنه قال : " ونحن ألف وخمسمائة ? " .
وهو وهم من أبي حذيفة واسمه موسى بن مسعود النهدي وهو صدوق سيىء الحفظ , وسائر رواته ثقات .


الساعة الآن 01:27 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.